رواية الفريسة والصياد – الفصل الثامن والستون
68
الفريسة والصياد
الحلقة الثامنة والستون :
في ألمانيا ،،،،
في أحد المستشفيات الخاصة ،،،
خرج أحد الأطباء وحاول أن يبلغ خالد بشأن حالة جاسر الصحية و…
-خالد: أنا مش فاهم حاجة ، طب أعمل ايه الوقتي ، Do you speak English ؟؟؟
-الطبيب: Yes
-خالد: الحمد لله ، Can you tell me how is Gasser now ؟ ( هل يمكن ان تخبرني عن حالة جاسر الآن )
-الطبيب: His condition is suitable now ( حالته الآن مستقرة )
-خالد: Do you mean that he will be okay ؟ ( هل تعني أنه سيكون بخير )
-الطبيب: Sure
-خالد: ثانكس ..
-خالد لنفسه: الحمدلله يارب ، الحمد لله ، ياااااه ، أنا كنت خايف يحصلك حاجة يا جاسر ، الحمدلله انها عدت ع خير
………………
في المستشفى الخاص بالقاهرة ،،،
حاولت ناهد مراراً وتكراراً الاتصال بابنها جاسر ، ولكن للأسف الهاتف دائماً غير متاح مما أثار الشك والريبة بداخلها و…
-ناهد في نفسها: مش بيرد ليه جاسر ، بقالي كتير عما أطلبه والتليفون يقولي غير متاح ! طب هاعمل انا ايه الوقتي ؟؟ هاطمن عليه ازاي ومن مين ؟؟ أنا السبب في اللي حصل ده كله ، أنا بغبائي اللي ضيعت الدنيا ، ربنا يستر ، أنا مش مرتاحة ، حاسة ان في حاجة غلط … يا رب عديها ع خير … !!!
……………
-فريدة: يعني ايه اخوك لسه ما بيردش
-عمر: والله أنا طلبته كتير وبيقولي الهاتف مغلق
-فريدة: طبعاااا لازم يبقى مغلق ، طالما الزفتة دي معاه
-عمر: احم .. ما اسمهاش زفتة يا ماما ، اسمها يارا
-فريدة : اخرس
-عمر: حاضر
-فريدة: ممم… أنا لازم أكلم رأفت وأعرف منه إيه اللي بيحصل بالظبط
……….
طلبت فريدة رأفت هاتفياً لتستفهم منه عما يحدث و..
-فريدة هاتفياً بغضب: ألوووو
-رأفت: ايوه يا فريدة ، في حاجة حصلت تاني ؟
-فريدة: ازاي متقوليش ان أدهم مسافر مع الزفتة يارا
-رأفت: 100 مرة أقولك اسمها يارا ، مش زفتة ، وانها بنت أخويا الله يرحمه ، ده أنا تعبت من كتر ما أنا عمال أفكرك
-فريدة: برضوه ماردتش ع سؤالي ، ليه مقولتليش ان أدهم سافر معاها ؟؟؟
-رأفت: آآآ… والله آآآ…
-فريدة بضيق: رد عليا يا رأفت وقولي
-رأفت: بصي هو الموضوع جه بسرعة ، واحنا اتلبخنا في ناهد واللي حاصل عندها ، فــ… فماجتش مناسبة
-فريدة: انت عارف اني مش بطيق البت دي ، فتروح باعتها مع ادهم ولوحدهم كمان !!!!
-رأفت: ده شغل يا فريدة
-فريدة: والشغل ده فين ؟؟ وهيقعد أد ايه ؟؟
-رأفت: ده مؤتمر استثمار عقاري ، مدته يومين بالكتير
-فريدة: مكانه فين ؟؟؟؟؟
-رأفت: آآآ… في حتة قريبة كده مننا
-فريدة: فين يعني ؟؟
-رأفت: في الـ… في الغردقة
-فريدة : ايييييييه ؟؟؟ بتقول ايه ؟؟ الغردقة !!!
-رأفت: ايوه
-فريدة: وازاي توافق ان ابنك يروح مع البت دي لوحدهم المكان البعيد ده ؟؟؟؟ ها !!!
-رأفت: ده مش بعيد يا فريدة ، وبعدين هو أنا بعتهم برا مصر ، دول هنا جمبنا ، يعني فركة كعب
-فريدة بحنق : ازاي تبعت ابنك معاها ؟؟؟ ازاي ؟؟؟ مش خايف عليه منها ؟؟؟
-رأفت بابتسامة : ابنك مايتخافش عليه ، ده طلع دماغ ، ومش أي دماغ كمان !!!
-فريدة: تقصد ايه يا رأفت ؟؟؟
-رأفت: هه .. آآ… ولا حاجة يا فريدة ، ولا حاجة !
-فريدة: أه يا رأفت لو عرفت ان في حاجة بتحصل من ورايا ، مش هيحصل طيب
-رأفت: اطمني يا فريدة ، مش هيحصل غير كل خير ان شاء الله …!!
……………
في اللوكاندة ،،،
وصل أدهم إلى غرفته ، ورفض ان ينزل يارا حتى يفتح الباب ويصير كلاهما بالداخل و…
-يارا بضيق: نزلني بقى
-أدهم: أما نخش جوا أوضتنا
-يارا: يوووه
-أدهم: الله ، انتي عاوزة الحاج يونس يزعل مني ، ده صعيدي ، يعني التار ولا العار !
-يارا: اووف
فتح أدهم باب الغرفة ودلف للداخل ، ثم أنزل يارا و..
-أدهم: منورة أوضتك يا عروسة
-يارا: يابااااي .. ده انت تزهق
-ادهم: شكراً شكراً
-يارا: أنا مش عارفة أيه اللي خلاني أوافق أصلاً ع اقتراحك ده ، عشان أبات في اوضة أتنيل أتجوز !!!
-ادهم: حكمة ربنا ، بتيجي ع أهون سبب .. اعترضي بقى !
-يارا: هي كلها كام ساعة وننتهي من المهزلة دي
-أدهم: قولي يا باسط
-يارا وهي تتأمل الغرفة: ايه منظر الأوضة دي
كانت الغرفة التي حجزها الحاج يونس لأدهم ويارا غرفة تمتاز بالأثاث القديم وشبه المتهالك ، ألوانها كئيبة ، حتى شراشفها لا تبشر بخير و…
-أدهم بسعادة : دي أحسن أوضة عند الحاج يونس ، دي للعرايس اللي زينا كده
-يارا بدهشة : دي !!!!!
-أدهم: اينعم ، ده كل حاجة فيها أنتيكا ، من أيام الحملة الفرنسية أو قبلها بشوية يعني ، الحقيقة هو مش متذكر الصراحة
-يارا : دي …دي روبابيكيا
-أدهم وهو ينفض أحد الملاءات : وده أكبر دليل على عبق التاريخ والتراث ، شامة العبق ! كح…كح ..كح
-يارا وهي تنفض الغبار عن وجهها : كح…كح ..آآآ… لأ واضح فعلا العبق ، ده …ده … كح ..كح .. ده احنا هنتخنق من الغبار والعفرة اللي مالية الأوضة
-ادهم: بقولك ايه ، أهي أي حاجة تقضي الغرض النهاردة وخلاص ، مش احسن ما نبات في الشارع ، وأظنك عارفة اللي هيحصلك
-يارا: نعم ؟؟؟
-أدهم: أنا معروف نهايتي هيدبحوني ، لكن انتي هيتسلوا عليكي وآآآ…
-يارا مقاطعة: بسسس .. خلاص !! مش عاوزة أسمع حاجة
-ادهم: براحتك .. أنا داخل الحمام
-يارا: طب بسرعة ، خليني أدخل أنا كمان ، لأحسن مش قادرة من الصبح
-أدهم: ع طوول
دلف أدهم إلى داخل الحمام ، بينما ظلت يارا تنتظره وهي تتأمل الغرفة المتهالكة التي أجبرت أن تمكث بها …
-يارا في نفسها: بقى دي الأوضة اللي ضحيت بحريتي ووافقت إني أرتبط بأدهم عشانها ! استغفر الله العظيم ، ده النومة في الشارع أهون من المكان ده .. ايه المنظر اللي أنا شايفاه ، حاجة تقرف ! أنا مش عارفة ايه اللي خلاني أتسرع وأوافق ع الوضع ده ..!!
خرج أدهم من الحمام وهو يحاول أن يحذر يارا من ….
-يارا: خلصت
-ادهم : اها
-يارا: طب حاسب بقى ، خليني اخش
-أدهم وهو يقف أمامها : احم… أنا بس يعني .. آآآ… كنت عاوز أقولك يعني
-يارا: في ايه ؟؟
-أدهم: يعني ان الحمام مش زي ما انتي فاكرة
-يارا: ليه ماله هو كمان ؟؟
-ادهم: هو انتي لو شوفتيه هتنبهري انبهار ، يمكن تتشلي من الصدمة
-يارا: الله اكبرررر ، انت حد مسلطك عليا ؟؟
-أدهم: لا والله ، بالعكس ده أنا عاوز مصلحتك
-يارا: مصلحة ايه دي اللي ليها علاقة بالحمام ؟؟؟
-أدهم: احم.. آآآ… بصي يعني حاولي تتخيلي انك في العصر البدائي وكده ، فالناس وقتها كانت بتتصرف آآآ…..
-يارا مقاطعة : بقولك ايه ، أنا مش فايقة لكلامك ده ولا لتخيلاتك الرهيبة ، وسع من طريقي
-أدهم: أنا بحاول بس يعني أنبهك وكده للي هتشوفيه عشان ماتتصدميش
-يارا: اوووف ، اوعى بقى
-ادهم وهو يفسح لها الطريق : براحتك .. أنا كده عملت اللي عليا
……….
دلفت يارا إلى داخل الحمام ، وكانت المفاجأة بالنسبة لها ، حيث أن الحمام مصمم على الطراز القديم ..القديم القديم جدااااا ، أو ما يسمى بـ ( حمــام بلدي ) أي لا توجد به أي قاعدة للتويلت ، وإنما فقط فتحة بالأرض ، ولا داعي لذكر ما بها من تراكمات السنين .. كما أن الحوض به حنفية واحدة يتدلى منها خرطوم كريه ، في حين أنه لا يوجد أي دش للاستحمام ، وإنما قِدِر كبير مصنوع من الفخار وبجواره كوب !
-يارا بصدمة: ايه المنظر اللي أنا شايفاه ده
-أدهم من الخارج : انبهرتي صح ؟
-يارا: ده منظر حمام ..!!! ايه القرف ده
-أدهم من الخارج : ده حمام تشطيب مقاول من عصر الجاهلية
-يارا: فين التويلت والشاور والصابون والشامبوو ؟؟؟؟؟
-ادهم من الخارج : استغفر الله العظيم يا رب ، شاور وشامبووو انها رجسٌ من عمل الشيطان يا أخت يارا
-يارا بصريخ: عاااااااااااااااااااااااا
-أدهم من الخارج : لا مؤاخذة نسيت أقولك ان في صرصار كبير بشنبات بيحوم في المنطقة
-يارا : عااااااااا…
-أدهم مكملاً : ولو لافتي كده برقبتك ، هتلاقي بقيت عيلته ورا الحوض فماتتخضيش
-يارا: عاااااا .. يا مامي
-أدهم: الله معك !!
…………………..
في مستشفى الأمراض النفسية الخاصة ،،،
أفاقت شاهي لتجد نفسها في غرفة ما بمفردها ، لا تعلم أين هي ، فسألت الممرضة عن ….
-شاهي: أنا… أنا فين ؟؟؟
-الممرضة: ازيك يا آنسة شاهي
-شاهي: أنا… أنا بعمل .. ايه هنا ؟؟؟
-الممرضة: انتي كنتي تعبانة شوية ، فمامتك وأخوكي جابوكي هنا عشان تبقى كويسة
-شاهي: مامي ! جاسر ! طب هما فين ؟؟؟
-الممرضة: كمان شوية هيجوا ، ارتاحي انتي بس
-شاهي بخوف وقلق : أنا…. أنا
-الممرضة: متخافيش أنا موجودة معاكي هنا ، وهما شوية وجايين ، اهدي بس ومتقلقيش ، كل حاجة هتبقى كويسة
-شاهي وهي تنزع الغطاء عنها : لألألأ … أنا عاوزة جاسر ، عاوزة مامي ، هما فييين ؟؟؟ فيييييين ؟؟؟
-الممرضة: والله موجودين ، اهدي بس
-شاهي وهي تحاول النهوض من الفراش: لأ .. أنا عاوزاهم دلوقتي ، أنا عاوزة أمشي من هنا !!
-الممرضة بصوت مرتفع وهي تحاول الامساك بها: اهدي بس … يا سوسن، يا فااااااطمة تعالوا بسرعة ساعدوني
دلفت ممرضتين اخرتين لداخل غرفة شاهي لمعاونة زميلتهن في الامساك بشاهي ، ومن ثم طلبوا الطبيب الذي أمر باعطائها حقنة مهدئة اخرى
-شاهي: سيبوني ، سيبووووني ، أنا عاوزة أمشي من هنا ، عاوزة أرجع بيتنا تاني
-الطبيب: اهدي يا بنتي ، ان شاء الله هترجعي تاني
-شاهي: انتو كدابين ، انا محدش عاوزني ، أنا الكل بيكرهني ، أنا لوحدي ، الكل سابني واتخلى عني ، أدهم باعني ، خالد ضحك عليا ، مامي سابتنا واتجوزت ، وجاسر ، مافيش إلا جاسر ، أنا عاوزة جااااااااسر .. يا جاااااااسر
-الطبيب وهو يحاول اعطائها الحقنة : امسكوها كويس
-الممرضة: حاضر يا دكتور
-شاهي: لألألألأ .. اوعوا ، سيبوني في حالي ، لألألألأ
-الطبيب: بس يا بنتي ، كل حاجة هتبقى تمام
-شاهي وقد خارت قواها : لــ..لأ .. آآآ… آآآه
-الطبيب للممرضات : مش عاوز عينكم تغفل عنها لحظة
-الممرضة : حاضر يا دكتور
-الممرضة الأخرى: أنا أعدة معاها يا دكتور
-الطبيب: تمام ، وكلموا حد من أهلها وخلوه يجي فوراً المستشفى يقابلني
-الممرضة الثالثة : حاضر يا دكتور
………………..
عودة إلى اللوكاندة مرة أخرى ،،،
خرجت يارا من الحمام ويعلو وجهها علامات الضيق والقرف ، نظرت لأدهم قليلاً ثم …
-أدهم: أنا شايف ان علامات الانبهار منورة وشك ماشاء الله
-يارا : ممم….
-أدهم: أنا حاولت أحذرك من الأول ، وانتي اللي مرضتيش تسمعيني للأخر
-يارا: هون يا رب بالليلة السودة دي
ثم سمع ادهم ويارا طرقات على باب غرفتهم ، فتوجه أدهم ناحية الباب ليفتحه ، فوجد الحاج يونس ومعه صينية عشاء و…
طق…طق …طق
-يارا: روح شوف مين بيخبط
-أدهم: طيب ، أيوووه ياللي ع الباب
-يونس: إمساء الخير عليكم يا عرسان
-أدهم: حاج يونس ، منـــــور والله
-يونس: ايه رأيك في الأوضة
-ادهم: الصراحة مافيش حاجة بعد كده
-يونس: عشان تعرف بس أني مديك أحلى حاجة حدانا إهنة في الأكاندة
-أدهم: لأ واضح
-يونس: خُد يا وِلدي الصينية دي
-ادهم: ده العشا صح
-يونس: إيوه ، حاجة ع ما أوسم إكده
-ادهم وهو يأخذ الصينية : كتر خيرك يا حاج ، والله تاعب نفسك
-يونس: لا متجولش إكده ، انت زي ولدي ..
-ادهم: الله يخليك يا رب
-يونس: وأنا عامل حسابي في وكل زيادة للعروسة عشان لو هي ماشية ع اللي بيجولوا عليه ابنتة اليومين دول
-أدهم: ايه ؟؟
-يونس: البتاع ده اللي بيخليهم كيف جريد النخل ، لا فيهم شحم ولا لحم
-أدهم: تقصد دايت يا حاج
-يونس: ايوه ، هو ده
-أدهم: توشكر يا حاج
-يونس: اشرب انت بجى الشوربة وادعيلي
-أدهم بخبث: ده أنا هسفها سف
-يونس: هههههههه ، مش هعطلك بجى ، خش جوا مع عروستك
-ادهم: حاضر
-يونس: ولو عوزت حاجة أني موجود
-ادهم: كتر خيرك ، احنا يدوب ناكل اللقمة ونام
-يونس: ماشي يا ولدي ، ربنا يهنيكم
-أدهم: الله يكرمك يا رب
انصرف الحاج يونس ، ثم أغلق أدهم باب الغرفة ووضع الصينية على الطاولة الصغيرة الموضوعة في الغرفة و…
-أدهم: العشا وصل
-يارا: طب بسرعة شيل الغطا اللي ع الصينية خلينا ناكل
-ادهم: ماشي
رفع ادهم الغطاء الموضوع على الصينية ليتفاجيء كلاً من أدهم ويارا بالعشاء
-يارا: ايه ده ؟؟؟
-أدهم: هه
-يارا: ايه الحاجات اللي أنا شايفاها دي
-ادهم: اكيد وجبات جديدة
كان العشاء عبارة عن ( مِش بدود ، عسل أسود وعليه طحينة ، فطير مشلتت ، قشدة ، شوربة كوارع وأشياء أخرى لا داعي لذكرها )
-يارا وهي تنظر لطبق المِش: بص ، بص في حاجة بتلعب في البتاع ده
-أدهم: ريحته كمان صعب شوية
-يارا: ده ايه ده ؟؟
-ادهم: أظن ان ده اللي بيتقال عليه مِش !
-يارا: يععع ، مِش بدوده !!!
-ادهم: الحاج يونس قايلي الأكل ده بتاعك
-يارا بقرف : ايييه ؟؟؟ لأ مش ممكن
-ادهم وهو يناولها الطبق : ايوه هو قالي كده ، خديه
-يارا: استحالة أنا أكل البتاع ده
-أدهم وهو يقرب الطبق منها : لا والله أبداااااا ، لازم تدوقيه
-يارا وهي تبعد يده : لألألألألأ
سقط الطبق من يد أدهم على ملابس يارا التي قفزت في مكانها مما حدث و…
-أدهم وقد سقط الطبق منه: دوقي بس ، ده حتى الدود طعمه حلو
-يارا : لألأ .. يعععع … انت وقعته عليا
-ادهم: اووبا
-يارا: يامامي الدود ماشي عليا
-أدهم: اقلعي بسرعة القميص بتاعك ، ده ..ده منظره يقرف ، اوووبا ، دي دودة كبيرة اللي ماشية عليكي دي ، اووووف شكلها مقرف أوي
-يارا وهي تحاول نزع قميصها بسرعة: يااااي .. لألألأ .. دود عليا ، الحقووني
-ادهم: هاتي أساعدك ، هاااتي
-يارا: انت السبب
-أدهم بابتسامة : وأنا مالي ، دي حتى بركات الحـــــاج يونس ابتدت تشتغل أهي ..
اضطرت يارا أن تخلع قميصها المتسخ ، وتظل فقط بالبلوزة الكاب عارية الكتفين التي كانت ترتديها أسفل القميص و…
-أدهم وهو يتأملها : هييييح
-يارا: بتبصلي كده ليه
-أدهم: هه .. بشوف إن كان في دود ولا لسه
-يارا وهي تنفض نفسها: يععع ، لسه في ؟؟
-ادهم: لأ .. كده حلو أوي ..أوي أوي !
-يارا: اوووف ، بارد !
-ادهم: الحاج يونس كان موصيني أشرب الشوربة
-يارا: أنا مش مطمنة للشوربة دي ولا للحاجات اللي فيها دي ، شكلها غريب عليا
-أدهم: احم …الظاهر انها شوربة آآآ… كوارع
-يارا: شوربة رجلين !!
-ادهم: ايوووه ، هي دي ، اسمها كوارع ، ودي اللي فيها البهاريز كلها
-يارا: يادي القرف
-أدهم: قرف ايه بس ، ده انتي مش فاهمة حاجة
-يارا: مش عاوزة أفهم
-أدهم: أتاري الحاج يونس موصيني أبدأ بيها ، الله يخليك آحــــاج يونس ، يا مظبط الشباب ، الله يخليك لمصر وتفضل دايماً كده رافع راسها لفوق
-يارا: ايه الكلام الغريب اللي بتقوله ده ، انت هتشرب أصلاً البتاعة دي
-أدهم وهو يمسك بطبق الشوربة : طبعاااااااا ، مش هاسيب فيها نقطة
-يارا بقرف : إيوو
-ادهم: مش ناوية تتعشي ؟
-يارا: لأ مش عاوزة ، أنا هاكل بس الفطير ده
-ادهم: غمسيه بالعسل والطحينة ، ويا سلام لو بالقشدة هيعجبك اوي
-يارا: اللي يشوفك وانت بتكلم عن الحاجات دي ، ميقولش عليك واد فافي ونايتي وبتاع نوادي
-ادهم: مين قالك كده ؟؟ لأ انتي لسه متعرفنيش.. يا بنتي ده أنا أعرف حاجات انتي ذات نفسك ماتعرفيهاش ، وجربت حاجات انتي لا تتخيلي اني جربتها
-يارا باستغراب: سبحان الله
-ادهم: أنا لافيت كتير وزورت أماكن كتير أوي في مصر ، واعرف حاجات كتير عن مناطق زي كده ، فماتستغربيش
-يارا: انا تعبانة وعاوزة أنام
-أدهم: اوك
-يارا: أنا هغسل ايدي ، وانام بقى لأحسن مش قادرة
-أدهم: ماشي
…………………………………
في فيلا رأفت الصياد ،،،
اتصلت الممرضة من مشفى الأمراض النفسية الخاصة بهاتف فريدة الرفاعي لتبلغها بما حدث مع شاهي ، ورغبة الطبيب في أن يلتقي بأحد أفراد الأسرة و…
-فريدة هاتفياً: وده حصل امتى ؟؟
-الممرضة : من شوية يا فندم ، والدكتور عاوز يشوف حد من عيلتها الوقتي لو أمكن
-فريدة: تمام ، أنا جايالكم
-الممرضة: في انتظارك يا هانم
-فريدة : طيب
طلبت فريدة زوجها رأفت لتبلغه بأمر ذهابها إلى مستشفى الأمراض النفسية الخاص و…
-رأفت هاتفياً: لأ طبعاً لازم تروحي ، البنت أصلاً متعرفش ان أمها في المستشفى ولا أخوها مسافر بره
-فريدة: ايه ده هو جاسر مسافر بره
-رأفت: هه … أقصد يعني عنده شغل في محافظة تانية ، مأمورية وكده
-فريدة: في ايه يا رأفت وانت مخبيه عليا
-رأفت: مافيش يا فريدة ، روحي بس انتي لشاهي ، وبعدين نتكلم
-فريدة: أنا مش مرتحالك يا رأفت ، مش مبسوطة باللي بيحصل ، حاسة ان في حاجات كتير بتحصل من ورايا ، وانا معرفش عنها حاجة
-رأفت: ايه بس اللي بيخليكي تقولي كده
-فريدة: عمايلك انت وعيالك !
-رأفت: فريدة بقولك ايه ، أنا مضطر أقفل لأحسن عندي عملاء في المكتب ومش فاضي ، ابقي بس طمنيني على شاهي لما تروحيلها
-فريدة: ماشي يا رأفت ، ماشي
-رأفت: وخدي عمر معاكي
-فريدة: أكيييد طبعااا
-رأفت: اوك .. سلام
-فريدة: باي
-فريدة في نفسها بعد أن أنهت المكالمة : مش عارفة ليه حاسة أن رأفت مخبي عليا حاجات كتير ومش عاوزني أعرفها ، عمال بيلف ويدور عليا لما بسأله عن أي حاجة ! أنا لازم أعرف ايه اللي بيحصل بالظبط ..
………………………………….
غسلت يارا يديها ، ثم وقفت في منتصف الغرفة لتقرر كيف سينام كلاهما في الغرفة و..
-يارا : ها هتعمل ايه ؟
-أدهم: في ايه ؟
-يارا: في النومة
-ادهم: ودي محتاجة سؤال ، هنام طبعاً
-يارا: أقصد يعني هتنام فين ؟؟
-ادهم بخبث: انتي تحبيني أنام فين ؟؟؟
-يارا: مش جمبي طبعا ً
-ادهم: يا خسارة ، وأنا اللي كان عندي أمل
-يارا: لأ أمل طفشت ، هاه !! دماغك متروحش في حتة بقى كده ولا كده
-ادهم: طيب ، يا خسارة الشوربة اللي شربتها ! راحت هدر ، وضاع الحلم يا ولدي
-يارا: بص أنا جسمي مكسر ، هنام ع السرير ، وانت ع الكنبة الأثرية اللي هناك دي
-ادهم: طب ما ننام احنا الاتنين سوا ع السرير ، ونخلي الكنبة الحزينة دي في حالها
-يارا: بقولك ايه ، أنا مش هاقعد أجادل معاك ، انا تعبانة من الصبح وعفاريت الدنيا بتتنطط في وشي
-أدهم:وليه يتنططوا ، ما تقوليهم يقعدوا بدل ماهما خايلينك كده
-يارا: ارحمني بقى
-ادهم: خلاص ماشي ، ولا هزعلك انتي ولا عفاريتك المأطأطين اللي زيك
ذهب ادهم لينام على الأريكة الشبه أثرية ، بينما توجهت يارا لتنام على الفراش المتهالك ذو الشراشف القديمة و
-يارا بقرف لشراشف الفراش: ياااي ، ملايات شكلها يقرف ، متغيرتش بقالها زمن
-أدهم: لو مش عاجبك السرير ، تعالي نامي جمبي
-يارا: ده لو أخر مكان في الدنيا ، مش هاجي فيه طبعاً
-ادهم: خلاص براحتك ، بس مترجعيش تقولي والنبي يا ادهم ، الحقني يا أدهم
-يارا: ملكش انت دعوة بيا ، ونام
-ادهم: ماشي
وما إن وضعت يارا جسدها على الفراش حتى سقط بها وتحطم و…
طااااااااااااخ .. طااااااخ
-يارا بفزع : آآآآآه
-ادهم: في ايه اللي بيحصل ؟؟ ده زلزال ده ولا اييييه ؟؟
-يارا: آآآه ، ايه ده
-ادهم وقد رأى ما حدث للفراش : عملتي ايه في السرير يا جبارة
-يارا متآلمة : مــ….معملتش حاجة ، هو..هو اللي وقع لوحده
-أدهم: وقع لوحده ! الظاهر انه كان سرير فوتوشوب بقى
-يارا: آآآه يا جسمي ، هو مافيش حاجة في الأوضة دي عدلة أبداً
-ادهم: دي أحسن أوضة عند الحاج يونس ، حاجة مفتخرة ، صناعة وطنية مأصلة
-يارا: منك لله يا حاج يونس
-أدهم: لأ حرام عليكي متدعيش ع الراجل ، ده راجل بركة الصراحة ، وكل حاجة بيعملها بتصب عندي
-يارا بضيق: أنام فين الوقتي
-أدهم وقد تمدد على الأريكة : والله لو كان ينفع كنت خليتك تنامي ع كنبتي ، بس انتي اللي اخترتي السرير ، اشبعي بيه بقى
-يارا: أدهم
-أدهم: ZZZZZZ
-يارا: انت هتنام وتسيبني كده
-أدهم: أيوه
-يارا: لأ ، اصحى وشوف حل للمصيبة اللي أنا فيها
-ادهم: not my business
-يارا: اووف ، طب هاعمل انا ايه الوقتي ؟؟
-أدهم وهو يتقلب على الأريكة : اطفي بقى النور ، وخليني أنام ع كنبتي حبيبتي ، وانجوي يا بيبي مع صرصور الحقل ……………………………………. !!!!
……………………………………….
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الفريسة والصياد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.