رواية بودي جارد الفصل الثالث 3 – بقلم اسماعيل موسى

رواية بودي جارد – الفصل الثالث

كان لازم احضر الاجتماع ولقيت نفسى فى ورطه، انا كنت وصلت لمرحله ان كان حاجه بتعملها سانتا هانم بتكون قصدانى بيها.
راح الموظفين اللعناء يجتمعون داخل حديقة القصر ،وجوة مصفرة تفوح منها رائحة الخوف والترقب.
كنت اول شخص وصلت أرض الاجتماع، قعدت مع عمى سعيد البستانى ناخد وندى فى اى كلام فارغ لان علاقتى بيه مكنتش قويه لكن الراجل استلطفنى وقعد يحكيلى عن ذكرياته فى القصر ايام زمان وحسسنى انه كان عايش من ايام الملك فاروق، حيث كانت مصر تخضع للملكيه العثمانية
وحيث كانت الشوارع نظيفه ويسعى كل شخص لنيل لقب
بك او بيه او باشا عن طريق رشية انطاح السراية الخديويه
__الصراحه مكنتش على بعضى ومش مركز مع عمى سعيد لكن فى لحظات شعرت ان عم سعيد فاقد الذاكره او عنده زهايمر لأنه كان بيغلط فى اسم سانتا وهو بيحكى عن بعض المواقف ويقول بيرى،او سيليا ورغم ان كلهم بالنسبه لى فتيات قصيرات متغطرسات حقيرات ولعينات الى انى عديت كل الهزى ده ولم اقاطع كلامه فقد كان فى نبرة عمى سعيد سجى يذكرنى بجدى المرحوم احمد الذى كان يتوقع لى مستقبل باهر ولا اعرف من اين واتتة تلك الفكرة الحمقاء.
تجمعت الناس كلها واضطريت استأذن من عم سعيد عشان أقف فى انتظار الهانم إلى كانت متعوده تتأخر عشر دقايق او ربع ساعه على بال ما الموظفين الجداد يستو على نار هادية
_اخترت أقف جنب عم سعيد فى اخر صف الراجل سنه كبير وكان محتاج حد يستند عليه أحيانآ
وصلت سانتا هانم فى كامل اناقتها وبهائها ولاحظت انها غيرت قصة شعرها، واعتمدت قصة شعر بيكى القصيره المتمردة التى تعطى الاناث شعور بالقوة والتحرر
وحذاء ارضى ماركة شانيل لونه لبنى _اعجبنى _ وساعه سواتش سوداء سويسرية الصنع ،وسوار رفيع عليه نقش ورد فى ساعدها الأيمن وبالطبع لم تتخلى عن نضارتها إلى بتخفى بيها عيونها والتى اعتقد انها عسليه
يفوح منها عطر سكاندل جولد وقفت سانتا هانم مستنده على ساق مع ارتعاشه طفيفة فى كتفها الأيسر
وقفت الهانم ذهاء دقيقه تنظر على الموظفين بشموخ ملكة نحل اعتادت ان تقتل ذكور الخلية.
رحبت بالموظفين الجدد ، وهنأت الموظفين القدامى،الملتزمين بالتعليمات لحد الأن!!
وقالت_ إن كل موظف مجتهد اكيد هياخد حقه
وسيحظى بدعمها المطلق حتى النهاية
وانها تتمنى من كل قلبها بصدق التوفيق لكل الموظفين وان عمرها ما تمنت انها تقطع عيش حد،لكن القواعد هى إلى بتفرض نفسها..
_كنت مركز فى كل كلمه بتقولها سانتا، وكانت العيون كلها مصوبه ناحيتى زى ما يكونو منتظرين حدث هام
او بالأحرى مصيبه هتحصل.
وركزت فى معالم وش سانتا وفى لحظات قدرت احدد نواياها من حركات جسمها،سانتا ناويه تطردنى قدام كل الموظفين عشان كده مكنتش بتبص ناحيتى
__ولا مره بصت ناحيتى
__تراجعت خطوتين لورا، تلاته، بقيت اخر شخص فى الأجتماع، وقبل ما سانتا هانم تخلص كلامها، تسللت ومشيت
لاحظ عم سعيد رحيلى ورمقنى بنظره مطوله قبل أن يبتسم
بصت سانتا لمكانى، انا اختفيت من غير ما تلاحظ، مجرد لحظات كنت بعيد عن نظرها
سانتا مقدرتش تمسك نفسها، انهت الاجتماع بعصبيه وطلبت دفتر حضور الاجتماع ومغادرته
كل الناس كانت ماضيه حضور وانصراف ما عدا انا، حضور فقط
طلبت سانتا هانم من عبد المعين وهى بتصرخ انه يجبنى على مكتبها من تحت الارض
__اتصل بيا عبد المعين وهو بينهت انت فين يا استاذ
قولتله فى غرفتى قال تعالى بسرعه الهانم عايزاك..
غيرت هدومى وطلعت على مكتب سانتا هانم، قابلنى الاستاذ عبد المعين على السلم وعلى وشه ابتسامه سمجه
بتقول اخيرا هخلص منك
القصه بقلم اسماعيل موسى
وخدنى دخلنا غرفة المكتب فى الطابق التانى، وكانت اول مره اشوف فيها عيون سانتا هانم
عيون عسليه واسعه نقيه كما توقعت بعد ما تخلت عن نضارتها الشمسيه
حاولت تكون هاديه لأنها مش مضطره تتعصب اصلا كلمه واحده منها تنهى كل حاجه
فتحت الدفتر قدامها من غير ما تبص ناحيتى ، انت حضرت الاجتماع ومشيت قبل ما أنهى كلمتى، توقيع الانصراف مش موجود
__ رفعت سانتا هانم وشها إلى بيضحك وهى مبتسمه وقالت انت مرفود، قذفت الكلمه من بين شفاهه كأنها ترمى حجر على سطح بحيرة ساكنة ،عبد المعين اديه حسابه من فضلك وخليه يمشى…
رفعت يدى كعادتى عندما أكون متوتر، ممكن اعرف حضرتك رفدتينى ليه؟
بصت سانتا فى وشى بتركيز، هو انا بتكلم أجنبى ، انت موقعتش انصراف!!
قلت يا هانم انا فعلا موقعتش انصراف، لكن ميثاق العمل إلى حضرتك كتبتيه بنفسك بيقول ان الموظف إلى مر على شغله شهر واربع ايام من حقه ينصرف من غير توقيع اذا كان اجتماع دورى غير خاص بالعمل
وبما ان حضرتك لم تحددى فى عريضة الاجتماع ان كان خاص بالعمل ام مجرد اجتماع دورى للتعارف من موظفى القصر فى من حقى ان اترك الاجتماع دون طلب اذن.
سانتا ارتبكت، هى فعلآ كتبت كده لأنها مكنتش متوقعه ان فيه موظف ممكن يستمر شهر فى القصر
وشها احمر وبصت على عبد المعين إلى كان بيفرك فى ايديه مش عارف يعمل ايه
ضيقت سانتا عينيها ، وقتلت ابتسامه رأيت ولادتها على شفاهها اللذيذه
الميثاق بيقول كده فعلا، شكلك مذاكر كويس؟
وبصت ناحيتى تنتظر ردى ولما منطقتش قالت لكن الميثاق نفسه بيقول ان من حقى انى انقلك فى اى وظيفه اختارها فى القصر ؟
بيقول كمان انك مضطر تقبل خدمتى فى اى شغل اختاره ليك؟
قلت وانا معنديش اى اعتراض يا فندم، انا طوع ايدك ،انا موظف عند حضرتك وبكنلك كل احترام
لكن ____ حضرتك بتعاقبنى على التزامى الصارم بالتعليمات الى حضرتك كتبتيها بيدك المباركه ؟
__نهضت سانتا وحطت ايديها على وسطها وهزت دماغها، انت بقا هتبقى خادمى الشخصى
ملتصق بيا زى ضلى، ومش من حقك تعترض على اى امر أأمرك بيه
اى امر فاهم؟
قلت فاهم يا فندم، احنا كلنا خدامين سيادتك
همست سانتا __ودلوقتى اتفضل، انصراف لحد ما اطلبك
طلعت من عندها وانا بتنفس بصعوبه وسمعت زعيقها وصراخها فى عبد المعين
وقلت دا هيكون وضعى من دلوقتى ورايح اسمع صراخ وتهزيق وعصبيه ويمكن حاجات تانيه.

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية بودي جارد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق