رواية نقطة أختراق الفصل الثامن 8 – بقلم زينب رشدى

 رواية نقطة أختراق الفصل الثامن 8 – بقلم زينب رشدى 

البارت_الثامن

نقطة_اختراق

أسر: لا يا ريهان، ده مش “حتت برنامج”. البرنامج ده معمول لغرض معيّن، وبمجرد ما نزلته، لقيت محتوى ديني، بس مش محتوى عادي؛ ده بيحرض على الت”طرف والإخ”وان، ومحتوى سياسي، غير المحتوى الجن”سي.

ريهان: مش شايف إنك مِكَبِّر الموضوع… أي موقع هتلاقيه عليه نفس الكلام.

أسر: لا، ده معمول لكده؛ أما أي موقع تاني، بيجيب لك ميولك اللي بتبحثي عنها، ومش بيكون محتواه ده بس.

ريهان: مش عارفة

 حاسة إن الأمور عادية.

أسر: لا مش عادية… ده برنامج وراه أمر، وحتّى اللي عمله مش معروف.

ريهان: بدأت أقلق بسببك.

أسر: لازم نقلق وذمتك، لو كان واحد شاب صغير ومش ثابت على دينه، كلمة واحدة عن الإخوان والدين مش هيبقى معاهم دماغه، هتتغسل، وهيبقى زيهم. ولو شخص كبير ومش لاقي شغل ومضايق من حال البلد، كلمة واحدة واقنعه يسافر ويشتغل برة مهما كان الشغل، مش هيوافق ليه عشان قليل الحيلة.

وهكذا، لو تدخل السياسة…

ريهان (بتوتر): مفكّرتش في كل ده… بس عندك حق، دي مصيبة.

أسر: أنا هحاول أسيطر على الموقف.

ريهان: قولي، ازاي؟

أسر: أ…

هشام دخل وقاطعهم: أسر، تعال كلموني في البيت… بيقولوا إن والدنا تعبان.

أسر: يلا بسرعة، معلش يا ريهان، أنا لازم أمشي.

مشى أسر، وريهان كانت على وشك الجنون؛ لم تكن متصورة أن أسر سيكشف البرنامج بهذه السرعة أو يفكر بهذا القدر من التحليل. كانت فكرتها عبارة عن لعبة، ولم يكن مهمًا بالنسبة له، ولكن تبين له أنه غير عاجبه أي شيء في البرنامج، ويفهم جيدًا أنه وفاهم خطورة الامر.

في داخلها، دار الصراع بين العقل والقلب:

العقل: في إيه يا ريهان؟ خايفة منه؟ دي أول مرة… حتى لو كشفني، هتعرفي تصرفي كيف.

القلب: هتصرفي كيف؟ تقتليه؟ هتعملي نسخة تانية من اختك.

العقل: قتل، أي تصرف… قتل، وخليك في حالك.

القلب: اتغيّرت وبقيت تدوسي على الكل.

ريهان: يووووه… في شويّة احتمالات في دماغه. عمره ما هيعرف يوصل… أنا مأمنة كويس أوي.

وبعد يومين، كانت ريهان في المكتب.

أسر: ريهان، ممكن اللاب بتاعك، اكمل عليه، عشان بتاعي نسيته ومش عارف أكمّل على الكمبيوتر.

ريهان: اتفضّل، أنا شغّالة على الكمبيوتر أصلاً.

أسر: تمام.

ريهان: صحيح، إنت تقرب لهشام.

أسر (مبتسمًا): أشمعنى؟

ريهان: أصل يوم بابه ده، قَلّقت قوي.

أسر: ابداً يا ستّي، أخويا.

ريهان (بصدمة): إيه… أخوك؟

أسر: إنتي… يا بنتي، علقتي ليه؟

ريهان: أصل كنت الاول بشتم عليك قدّامه.

أسر: تِشكرِي يا ستّي.

ريهان: في الأول، وبعدين، إنتوا مش باين عليكم إخوات.

أسر: أنا وهو بنتعامل على أساس الشغل… شغل.

ريهان: أمممم…

وبعد فتره من الشغل وقبل عودة الجهاز ل ريهان، لاحظ أنها نزلت برنامج “لحظة”، ودخلت إليه، فلم يتمكن من الدخول لأنّه كان محميًا بكلمة مرور، وكمان رأى رسالة مبعوثة:

«بقالك فترة مش بتجي، مستنيّك الساعة اتنين.»

أسر اتصدم ورجعه: اتفضلي… شكرًا.

ريهان: العفو.

أسر بخبث: مفكرتيش تنزلي برنامج “نظرة”؟

ريهان: إنت البرنامج ده واكل عقلك!

سر: طبيعي… ياكل عقلي الغريب إنّك مش هامّك الموضوع.

ريهان: وأنا مالي؟

أسر (بخبث): في إيدك كتير. أنا عن نفسي بحاول أختَرِقه بقالى فترة ومش عارف.

ريهان (بتوتر): وليه كده يعني؟

أسر: عشان أعرف أوصل للعمل كده، أو أوقفه.

ريهان (بتوتر): بس ده خطر عليك.

أسر: إن شاء الله خير. ما تساعديني، ممكن تعرفي إنتي تخترقي؟

ريهان: أحم… تمام، قولي وصلتِ لحد فين؟

أسر: الابتوب بتاعي مش معايا، لكن حاولي من عندك كده.

ريهان: خلاص، نبدا بكره… كده كده قربنا نمشي.

أسر: طيب، ما نتقابل النهاردة بعد الشغل؟

ريهان: أحم، مش عارفة… هشوف الدنيا و ارد عليك.

أسر: معاكي معاد.

ريهان: لا، بس أنا بطلت أخرج؛ مش بحب الخروج. بقالى سنين قاعدة في البيت، ما خرجتش غير للشغل ده.

أسر: أنا بقول كده على أساس إننا نخلص من الموضوع ده.

ريهان: تمام، مفيش مشكلة.

أسر: تمام، هعدي عليكي بالليل على الساعة 8.

ريهان: تمام.

عند الساعة الثامنة مساءً، كان من المقرر أن يمرّ أسر على ريهان.

ريهان عادت إلى منزلها، فتحت الحاسوب المحمول، وتفقدت رسالة وصلتها من نادر، أدركت من خلالها أنه يحتاج إليها في الليل. فتحت البرنامج، وتحققت من نظام الحماية جيدًا، ثم تواصلت مع “العنكبوت”.

العنكبوت: كويس إنك رديتي وكلمتيني.

ريهان: في حاجة ولا إيه؟

العنكبوت: في، إنك ناسية شغلك. لولا اللي بيساعدوكي ما كنتي نفعتِ.

ريهان: أنا يوميًا ببعتلك معلومات.

العنكبوت: متهمنيش، المهم في شوية صفحات بتتكلم على البرنامج.. اقفليها.

ريهان: إنت عرفت مين عمل كده؟

العنكبوت: هعرف، دي حملة طالعة علينا.

ريهان: تمام، هقفلها حالًا.

العنكبوت: هبعتلك أساميها.

بدأت ريهان تغلق تلك الصفحات، بل وقامت بعمل حملات إعلانية ضدهم. بدأت تشكّ في أن لأسر يدًا فيما حدث، لكن عندما نظرت إلى الساعة، تذكرت موعدها، فغيّرت ملابسها، وأخذت جهازًا آخر حتى لا يكتشف أسر أنها استخدمت الأول مسبقًا، ثم خرجت للقائه.

أسر: تشربي إيه؟

ريهان: قهوة مظبوطة.

فتح أسر الحاسوب المحمول وقال:

أسر: بصي يا ستي، كل ما أدخل عليه وأحس إني قرّبت أوصل لنقطة الصفر، ألاقى إنهم عاملين حماية خطيرة.

ريهان: أنا هدخل من عندي، وإنت كمان، عشان لو هما بيوصلهم إن في حد بيخترق، يتشتتوا.

أسر: ده لاب جديد؟

ريهان: أهه، التاني بتاع الشغل، وده خاص بيا.

أسر: أمممم…

أثناء العمل، كانت ريهان تحاول التركيز، لكنها كانت شاردة، تشعر أن عقلها قد تمرد على كل شيء. كانت تنظر إلى الشاشة تارة، وإلى أسر تارة أخرى. لم تكن تثق به تمامًا، لكنها أيضًا لا تملك أي دليل على شكوكها.

أسر: فين سرحانك؟

ريهان بابتسامة باهتة: لا مفيش، بفكر في أكواد معينة كنت عملها زمان.

أسر ظل يراقب حركة أصابعها، وكيف تتنقل بين الملفات كأنها تحفظ كل شيء عن ظهر قلب. كان منبهرًا بمهاراتها، لكنه أيضًا بدأ يشعر أن هناك ما تخفيه.

أسر: ممكن أسألك سؤال؟

ريهان: اتفضل.

أسر: لو حد عارف إن اللي حواليه بيعملوا مصايب، بس ساكت… تحسيه شريك؟

ريهان، بتفكر للحظة قبل ما ترد: أكيد، اللي يسكت عن الغلط كأنه بيرضى بيه، بس برضو لازم نفهم الظروف. مش دايمًا الناس بتقدر تتكلم.

أسر: بس أنا مقدرتش أسكت، حتى لو كان هيحصلّي حاجة.

ريهان بنظرة إعجاب خفية: عندك مبدأ… وده نادر.

أسر: وإنتي؟

ريهان بتوتر بسيط: أنا؟

أسر: آه، إنتي… شايفة نفسك على أي جنب؟

ريهان بابتسامة باهتة: على جنب اللي بيحاول يصلّح، بس من غير ما يبان.

سادت لحظة صمت، فيها كانت العيون بتحاول تقرأ اللي ورا الكلمات.

عبدالله اتصل فجأة: هاا، خلصتوا كلام؟

ريهان بسرعة: أيوه يا بابا، وهاجي حالا

عبدالله: ماشي، بس متأخريس

 أنا همشي دلوقتي

اسر: شكراً على وقتك.

ريهان: العفو… خد بالك من نفسك.

خرج أسر، وقلبه مليان تساؤلات، وراسه شغالة على ألف سؤال. أما ريهان، بعد وصولها المنزل فوقفت قدام المراية، وبصّت في عينيها وقالت بصوت خافت:

ريهان: قربت… كل حاجة بتضيق… بس أنا مش هخسر.

فتحت هاتفها، وبدأت تراجع سجل التحركات على سيرفر الشبكة. وجدت محاولة اختراق فاشلة منذ يومين، مصدرها كان من جهاز داخل الشركة.

همست لنفسها:

“يبقى في حد جوه بيدوّر على حاجة… وأنا لازم أسبقه.”

وتواصلت مع الشاب الذي يساعدها في جمع المعلومات لصالح “العنكبوت”.

جان: أُمري يا ملكه.

ريهان: في على “نظرة” ولد اسمه أسر العوضي، تحاول معاه بكل الطرق الممكنة… سيا”سة، دين، إن شاء الله جن”س. المهم تعرف دنيته وتمسكيلي عليه حاجة.

جان: عزيز عليكي؟

ريهان: أوي يا جان. متقربش منه بس عايزة عليه تقرير.

جان: تحت أمرك يا ملكه. 

ريهان: وده طبعًا يخصني، مالوش علاقة بالعنكبوت.

جان: تمام.

وعندما جاء موعدها، ارتدت طقمها الأسود، ووضعت القبعة، ثم خوذة الدراجة النارية، ونزلت حتى وصلت إلى الدراجة وانطلقت، ولم يلاحظ أسر خروجها.

ريهان: أول مرة تبعتلي رسالة مش مشفرة.

نادر: ما بقالك كتير مش بتيجي، بتبعتِ تقارير على كده.

ريهان: مش فاضية خالص.

نادر: عرفتي بالتلت شباب اللي اتقتلوا؟

ريهان: سمعت.

نادر: وعرفتي السبب؟

ريهان: جرعة مخدرات زيادة.

نادر: عندك كل الأخبار.

ريهان: طبعًا، ده أنا بجيبها ليكم.

نادر: بتعرفينا بعد إيه؟

ريهان: مش ذنبي.

نادر: أومال ذنب مين؟

ريهان: والنبي متكلمنيش، وكإن مذنبه ما انت كنت عارف إني شغالة مخد”رات، س”لاح، آث”ار، كل حاجة وأي حاجة، ده غير شغل البرنامج، غير اللي بهربهم، ده غير أسر”ار البلد.

نادر برفع حاجب: لا، مش مذنبة خالص.

ريهان بملل: طيب وبعدين؟

نادر: المعلومات تيجيلي بدري وتيجي هنا.

ريهان: طيب المهم أسر…

نادر: دي مصيبة، ده قرب خالص يكشفك.

ريهان: ميقدرش يوصل لريهان، يوصل للملكه، مش أنا.

نادر: ومين الملكه مش إنتي؟

ريهان: سيبك، المهم عايزة تقرير عنه، عايزة أعرف أتعامل معاه إزاي.

نادر: ما أتعامل أنا.

ريهان: لا لا، متدخلش إنت دلوقتي، هو كويس خالص.

نادر باستغراب: إنتي أول مرة تقولي إن حد كويس، ومتسبنيش أدخل أنا.

ريهان: أحم، عادي… المهم أنا ماشية، هم”وت وأنام.

وعند أسر، كان يتملكه القلق، فالساعة اقتربت من الرابعة ولم تخرج بعد، حتى رأى فتاة ترتدي الأسود وتضع قبعة تدخل البيت.

أسر: نفس جسم ريهان… معقول هي؟

ولحد هنا ممكن نقول وصلنا لجد وأسر شكه اتجاه ريهان بيكبر وريهان شغلها بيزيد وممكن تعمل أي حاجه عشان متكشفش وشغلها يقف تفتكروا هيحصل أي وريهان ممكن تعمل أي في أسر توقعاتكم

واسفه جدا على التأخير كنت مشغوله جدا وكمان رجعت من السفر ده السبب الأول ثانيا التفاعل قل جدا في ياريت لو مش عجباكم تقولوا عشان أوقف تنزيل ثالثا اعضاء الجروب بيتاخروا فى الموافقه على تنزيل البارت

زينب_رشدى

• تابع الفصل التالى” رواية نقطة أختراق  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق