رواية نقطة أختراق الفصل التاسع 9 – بقلم زينب رشدى
نقطة_اختراق
البارت_التاسع
عادت ريهان إلى المنزل، وما إن وصلت حتى غفت، ثم استيقظت متأخرة، وذهبت إلى العمل بسرعة.
أسر: أول مرة تتأخري.
ريهان: راحت عليا نومة.
أسر: هطلبلك قهوة، شكلك عايز تنام، إنت سهرتي؟
ريهان: يعني، كنت بحاول في برنامج “نظرة”.
أسر: اهتميتِ بالموضوع كده؟
ريهان: أوي.
أسر: طيب كويس، أهو نساعد بعض.
جلست ريهان تعمل، ثم لاحظت رسائل غريبة على برنامج “نظرة”، فدخلت عليه، لتجد شخصين يتحدثان عن نيتهم تفج”ير كني”سة بهدف إثا”رة الف”تنة.
أُصيبت ريهان بالصدمة، أخذت حقيبتها وغادرت.
أسر: ريهان! ريهان!
مالها دي؟
ذهبت ريهان إلى المنزل بسرعة، واتصلت بـ”العنكبوت”.
ريهان: في اتنين بيتكلموا إنهم هيضربوا الكني”سة.
العنكبوت: آه، ده إنتي مكملتيش بقى.
ريهان: كملت إيه؟
العنكبوت: بعتنا لكل واحد جديد انضم للجماعة إن في حاجة مختلفة هتن”فجر: مدرسة، كنيسة، جامع، أوتيل، وهكذا.
ريهان باستغراب: وأكيد مش ناويين يف”جروا كل ده في يوم واحد.
العنكبوت: بالظبط، إحنا هنف”جر حاجة واحدة بس.
ريهان بابتسامة: وطبعًا بتختبرهم عشان تعرف مين معاك ومين ضدك.
العنكبوت: أومال، أنا بحبك من الفراغ؟ بالظبط المكان اللي يتبلغ عليه يبقى نقرأ الفاتحة على الخاين.
ريهان ببشاشة مريرة: حلو ده… وناوي تفجر إيه بقى؟
العنكبوت: تؤ، دي مش شغلتك، انتي هتعرفي. مهمتك تعطلي كل الكاميرات وتخترقي سيستمها.
ريهان: شاكك فيّا ولا إيه؟
العنكبوت: عيب، ده إنتي وإختك عشرة.
ريهان بنبرة مأساوية: قلتلك مية مرة متجبش سيرتها.
العنكبوت: تمام، هكلمك قبل العملية، باي.
كسرت ريهان الكوب بعصبية.
“دايمًا يفتكرني بم”وتها عشان أفضّل خضعاله.”
في اليوم التالي، وصلت ريهان إلى الشركة قبل الموعد المعتاد. كانت ملامحها متماسكة كعادتها، غير أن عينيها المتعبتين خانتا اضطرابًا دفينًا. جلست إلى مكتبها، وأخذت تراجع الأكواد الدفاعية وتتابع سلوك النظام بدقةٍ مريبة، وكأنها تنتظر شيئًا محددًا سيحدث.
لم تكد تمر دقائق حتى دخل هشام المكتب.
هشام: صباح الخير يا ريهان.
ريهان بابتسامة مصطنعة: صباح النور.
هشام: جهزتي النسخة التجريبية اللي طلبناها؟
ريهان: شغالة عليها، فاضلي تعديل بسيط وهي تبقى جاهزة.
غادر هشام المكان، لكن ريهان ظلّت تحدّق في الشاشة دون أن تطرف عيناها. كانت تشعر أن ثمة شيئًا يتحرك خلف ظهرها، وكل الاحتمالات باتت واردة، حتى أولئك الذين ظنتهم حلفاء… بدأت تشكّ فيهم.
فجأة، ظهر إشعار تنبيهي أعلى الشاشة:
“محاولة دخول غير مصرّح بها من جهاز داخلي – المكتب رقم ٢١.”
تجمّدت لوهلة، ثم فتحت نظام التتبع بسرعة، فتّشت في السجلات، وفعّلت الكاميرا المرتبطة بذلك المكتب… لتجد أن أسر هو من يجلس أمام الجهاز، يعبث في النظام بخفية.
راقبته بصمت، وهمست لنفسها:
“أنتَ؟!
اتصل بجان: جان وصلت لايه
جان: قربت ي ملكه قرب يوقع
ريهان: بسرعه ي جان ده قرب يوصل
جان: تمام ي ملكه
ذهبت للمنزل فتحت اللاب وأرسلت رسالة مشفرة لنادر، ثم نامت. استيقظت على رنين الهاتف.
ريهان: ده وقت تكلمني فيه يا جان؟
جان: يا ملكة، برنامج “نظرة” اتهكر.
ريهان بخضة: إيه؟ مين عمل كده؟
جان: أنا كنت بكلم أسر زي ما أمرتي، عشان أمسك عليه حاجة وأعملك تقرير، وبعد ما وافق أخيرًا، فرحت عشان نفذت طلبك…
ريهان بعصبية: أنجز.
جان بخوف: بعتلي لينك، فتحته… واتهكر.
ريهان بعصبية: غبي! غبي! مشغلة معايا عيل صغير! تمسح أي حاجة على لابك تخص الشغل… غور!
دخلت بعصبية على البرنامج ولم تتمكن من فتحه، فعرفت أنه تم اختراق جهاز العمل أيضًا. حاولت استرجاعه أو اختراق لاب أسر، لكنها فشلت.
ريهان بصدمة: عمل كده إزاي؟ ده لو الريس عرف هيق”طع رقب”تنا كلنا… يا نهار اسود!
ارتدت ملابسها بسرعة، أخذت اللاب وذهبت إلى الشقة.
نادر بنعاس: في إيه يا ريهان؟ الساعة خمسة الفجر.
ريهان: لاب الشغل اتهكر… وكمان “نظرة”.
نادر: إنتي بتقولي إيه؟ مين عمل كده؟ وإزاي أصلًا؟
ريهان: مين غير أسر؟
نادر: هاتي لابك بسرعة.
بعد وقت، تمكّن نادر من فك التهكير عن لاب ريهان.
ريهان بتنهد: ملحقش يشوف حاجة… أكيد.
نادر: أسر قرب يوصل، هتتصرفي إنتي ولا أنا؟
ريهان: أشوف العنكبوت هيعمل فيا إيه وبعدين أتصرف.
نزلت ريهان، وعادت إلى المنزل. كان العنكبوت يتصل بها عبر مكالمة فيديو، الصورة والصوت مشفران، فتأكدت أنه “الكبير”.
ريهان: أكيد سمعت باللي حصل.
الريس بغضب: اللي حصل ده حصل إزاي؟! مش قولتي مأمنة كويس؟
ريهان: وده اللي حصل فعلًا، وحضرتك حاولت تخترقه معرفتش.
الريس: والزفت أسر ده… إيه نظامه؟
ريهان بتوتر: يا باشا ده ولد بيلعب، وكان عايز يعرف أكتر، ولما عرفت إنه بيدور ورا البرنامج، وصيت جان يراقبه ويدخله، وهو غلط لما فتح اللينك.
الريس: مين الواد ده؟ وأنا هتصرف معاه.
ريهان: سبهولي أنا يا باشا، وأنا هتصرف… ده ولد مالوش لازمة.
الريس: اللي مالوش لازمة ده عرف معنى شغلنا!
ريهان: طيب حضرتك تؤمر بإيه؟
الريس: تشفري المعلومات اللي على جهازه، وتعرفي وصل لحد فين، وبيعمل كده عشان معاه حد ولا بيلعب.
أمرها الريس قائلاً: “تشفرى المعلومات اللى على جهازه وتعرفى وصل لحد فين، وبيعمل كده عشان معاه حد ولا بيلعب.”
ردّت ريهان: “تحت أمرك.”
أشار الريس إلى “جان” الذي كان واقفًا أمامها، ثم قال: “وده غلط، وده جزاته، وانتي لو غلطي هتحصليه.”
وفجأة، أطلق عليه عدة طلق”ات نار”ية وأغلق المكالمة.
بدأت تصر”خ بشدة حتى دخلت والدتها إلى الغرفة.
أمل: “ريهان! ريهان! في إيه؟”
عبدالله: “في إيه مالها؟”
أمل: “مش بترد وإيدها متلجة!”
عبدالله ناولها كوبًا: “خدي يا حبيبتي اشربي.”
بعد وقت، قالت ريهان بدموع: “أنا آسفة، أصل وأنا بتفرج على فيديوهات شوفت بنت بتتق”تل فافتكرت ريهام.”
أمل: “يا حبيبتي ريحي نفسك بقى وادعيلها.”
عبدالله: “نيميها يا أمل عشان ترتاح.”
نامت ريهان في حضن والدتها وهي تتذكر قت”ل “جان” فقط لأنه أخطأ، فبدأت تفكر بقلق: إن كان قُت”ل جان عشان غلط بسببى اومال انا هيعمل فيا اي
همست: “بقيت خطر عليا أوي يا أسر.”
وفي منزل “أسر”، كان جالسًا مع هشام ويبدو عليه الفرح بوصوله إلى هذه المرحلة، بمساعدة هشام طبعًا.
هشام: “كده قفلت البرنامج زي ما كنت عايز.”
أسر: “ولسه، لما أوصل للعمل كده… اللي هيجنني التابلت التاني ده، أنقذ نفسه إزاي؟”
هشام: “أعتقد صاحب البرنامج، عشان نظام الأمان يشبه البرنامج.”
أسر: “عندك حق.”
هشام: “طيب أنا هروح أنام.”
أسر: “أوكي.”
استلقى على السرير وهمس لنفسه: “يا ترى مين الملكة اللي أمرته يكلمني دي؟”
في مقر الشبكة، كان “الريس” بيكلم حد في التليفون، وشكله قلقان.
الريس: أسر لازم يتحط تحت المراقبة، مش مرتاحله. البت دي بتلعب على الحبلين، ودي آخر فرصة ليها.
في صباح اليوم التالي، استيقظت ريهان من النوم.
أمل: “انتي كويسة؟”
ريهان بتعب: “أيوه، أنا رايحة الشغل عن إذنك.”
خرجت متوجهة إلى الشقة.
قالت: “جان اتق”تل، ومطلوب مني أعرف أسر وصل لحد فين… وأق”تله.”
نادر: “وهتق”تليه؟”
ابتسمت ريهان ابتسامة مكسورة: “محسسني إنها أول مرة.”
نادر: “ايوه اول مره
ريهان تكلمت بملل: نادر سبني افكر
نادر:” جاية ليه دلوقتي؟”
ريهان: “هخترق جهازه من هنا عشان محدش يوصلي.”
ظلت تحاول لأكثر من خمس ساعات دون جدوى، حتى تذكرت نظام حمايته القديم، ففهمت طريقته ونجحت في اختراقه.
اكتشفت أنه قد أغلق البرنامج دون أن يصل لشيء، لأن أي محادثة خاصة بامؤمرات كانت مشفّرة. لكنها تأكدت أنه علم أن الملكة وراء الأمر.
قالت: “وصل للملكة؟! ده أنت مشكلتك معايا بقى.”
أرسلت للريس جميع المعلومات، فأمرها أن تنتظر أوامره ليُخبرها بمكان التف”جير، وأن تتابع خط سير “أسر”.
نادر: “هتيجي بليل؟”
ريهان: “أيوه، هروح وهجيلك بليل عشان ماما وبابا ميشكوش.”
ذهبت ريهان إلى الفيلا، ورأت أسر مع والده.
عبدالله: “أسر هنا بيسأل عليكي، بيقول إنك مجتيش الشغل.”
ريهان: “أحم… آسفة يا بابا، أنا كنت عند ق”بر ريهام.”
عبدالله: “حسابنا بعدين، هسيبكم لوحدكم.”
أسر: “أنا حاسس إن بهدلت الدنيا، بس أنا قلقت لما مجتيش النهارده، وقبلها كنتي طالعة بالشكل ده.”
ريهان: “ولا يهمك… هي بس جتلي رسالة ضايقتني، ولما روحت افتكرت ريهام، وقلت أروح أزورها… ونسيت نفسي عندها.”
أسر: “ربنا يرحمها… أنا ليا خبر حلو عندك.”
ريهان: “إيه؟”
أسر: “أنا وهشام قفلنا البرنامج.”
قالت ريهان: “قفلتوا وبسرعة دي إزاي؟”
أجاب أسر: “حوار كبير بس اتصرفنا.”
ريهان: “وعرفتوا توصلوا لحاجة؟”
أسر: “اللي كنت فاكره هيوصلني فص ملح وداب، والتانية بعد ما هكرت لابها فكّته، معرفتش غير اسمها.”
ريهان: “أمم مش مشكلة، المهم قفلتوه.”
أسر: “أيوه الحمد لله.
ممكن أسألك سؤال؟”
ريهان: “اتفضل.”
أسر: “بحسّك غامضة، ليه بتكرهي الخروج؟ ليه مش معاكي صحاب؟ ليه بتخافي من الرجالة؟”
ريهان: “أنا مكنتش كده، بالعكس، كنت بحب الحياة أوي، معايا صحاب كتير، بحب الخروج والسفر واللعب، وأنا وأختي كنا مع بعض في كل حاجة. وكنا بنعشق حاجة اسمها هكر، نراهن كل خروجة على حد نختَرق حسابه.
المهم، وقعت في مشكلة مش قدها، لحد ما اتخطفنا، وبدون دخول في تفاصيل، ق”تلوا ريهام قدامي، وسابوني أعيش بعذاب الضمير، حابسة نفسي، بخاف أخرج.”
قال أسر بحزن: “وليه مبلغتيش؟”
ريهان: “أبلّغ على مين؟ وهما مين أصلاً؟
عشان كده خوفت أساعدك، وحاليًا خايفة تحصّلها.”
أمسك أسر يدها وقال: “أنا آسف إني فكرتك بكل ده.”
سحبت ريهان يدها بتوتر: “أنا عمري ما نسيت.”
قال أسر: “ممكن تنسي كل اللي فات وتبدأي من جديد؟”
ريهان: “يعني إيه؟”
أسر: “يعني ترجعي زي الأول، تخرجي، تصاحبي، تتفسّحي.”
ريهان: “وده إزاي بقى؟”
أسر، ممسكًا يدها: “تعالي معايا.”
ريهان: “على فين؟”
أسر: “اركبي بس.”
ركبت معه، وبعد دقائق وصلا.
قالت ريهان: “إنت خطفتني ولا إيه؟”
أسر: “بُصي بقى، أنا كنت قبل ما أشوفك معجب بشخصيتك وشُغلك، وكنت بايت على صفحتك، وعرفت إنك بتحبي ركوب الخيل.”
ريهان بابتسامة خجلة: “يعني مش بتيجي قدامك بالصدفة؟”
أسر: “صدفة إيه؟ ده كلام عشان متفتكريش إن مدلوقة.”
ريهان بصدمة وخجل: “إنت بتقول إيه بس؟” 😊🙈
أمسك أسر يدها وقال: “تعالي بقى.”
دخلت ريهان وبهُرت بجمال الإسطبل والخيل. ارتدت ملابس الأمان الخاصة بالحصان.
قال أسر بإعجاب: “يا لهوي على الجمال!”
قالت ريهان بابتسامة: “أنا جاهزة.”
أسر: “اختاري الحصان اللي يعجبك.”
اختارت ريهان حصانًا وكذلك أسر.
ريهان: “تحب تسابق؟”
أسر: “لا، حرام، أخاف تخسري.”
ريهان: “بقى كده؟ طيب!”
انطلقت ريهان بالحصان، فابتسم أسر وركض خلفها محاولًا اللحاق بها، لكنه لم يستطع حتى وصلا.
نزلت ريهان وقالت: “إيه يا أسر، كنت فين؟”
أسر بضيق: “ما خلاص بقى.”
ريهان: “إيه؟ إنت اتقمصت؟”
أسر: “اتقمص؟ لا طبعًا، ده أنا سبتك بمزاجي.”
ريهان: “طيب عيني في عينك كده.”
نظر أسر في عينيها، ولأول مرة يركز فيها حتى سحرته، ولم يستطع أن يُبعد عينيه عنها. وكذلك هي، ركزت في عينيه.
قالت بتوتر: “أحم… إنت رُحت فين؟”
أسر: “هنا… بس على فكرة، سبتك بمزاجي.”
ركضت ريهان وقالت: “كدّاب!”
ركض خلفها، ثم وضع قدمه، فسقطت.
ضحكت ريهان: “ههههه… وغشّاش كمان!”
قال أسر ضاحكًا: “ههههه… إنتي محدش قدّك بقى.”
ريهان: “إنت عارف إن دي أول مرة أضحك من قلبي كده؟”
أسر: “هرجّع كل حاجة حلوة بطلتي تعمليها.”
قالت بحزن: “تفتكر هتقدر؟”
أسر: “أكيد هقدر.”
ريهان: “ليه بتعمل معايا كده؟”
نظر أسر في عينيها: “صدقيني مش عارف.”
ريهان: “طيب يلا، أنا اتأخرت.”
ركبت السيارة.
ريهان: “أنا هشتري قهوة من هنا، ثواني وأرجع.”
أسر: “استني أجبها أنا.”
ريهان: “لأ لأ، خليك، أنا هجيب.”
دخلت لتشتري القهوة، وأسر انتظرها، لكنه لاحظ أن هاتفها أضاء،
أسر اتجمد في مكانه… الصورة اللي على شاشة موبايل ريهان هي نفس صورة اللاب اللي كان بيحاول يوصله، نفس صورة “الملكة”!
أسر (بصوت واطي): معقول؟… ريهان هي الملكة؟
بارت كبير اهو واعتقد في حجات كتير بدأت توضح بس اللي جاااي كبير جدا توقعاتكم
زينب_رشدى
• تابع الفصل التالى” رواية نقطة أختراق ” اضغط على اسم الرواية