رواية المتنقبة الحسناء الفصل التاسع 9 – بقلم شيماء عفيفي

رواية المتنقبة الحسناء – الفصل التاسع

الفصل التاسع

الفصل التاسع

لا حول ولا قوة الا بالله

اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار

الفصل التاسع

أخذت مها برهة من الوقت ثم تنهدت بعمق وابتسمت قائلة: “موافقة”.

زياد بابتسامة: “أنا كده اطمن قلبي؛ وأوعدك إني هكون الزوج اللي بتتمنيه وأشيلك في عيوني كمان”..

قاطعتهم حسناء وهي تلوح بيدها: “تيرارارار بوم بوم؛ ها وإيه كمان.؟!!”

زياد بسخرية: “يا خفة إيه اللي جايبك هنا.؟! امشي يا شاطرة بعيد هش على برة”..

قالت بغيظ: “على أساس إني فرخة يا شاطر؛ تصدق أنا غلطانة قلت أجيبلكم العصير “..

قالت مها بابتسامة: “أنتِ ورايا ورايا يا سمسمة.؟!”

غمزت لها وقالت: “آه تخيلي وكمان بقينا نسايب؛ ده أنا هاوريكي النجوم في عز الظهر”..

زياد بجدية: “كنت قتلتك؛ تعملي إيه يا شاطرة؟!!

رفعت حسناء حاجبها: “لا أنا كده خفت؛ وبعدين أنا حرة أنا وميهو حبيبتي ملكش فيه أنت؛ صح يا مها؟!!”

نظرت مها لحسناء وزياد يميناً ويساراً ثم قالت مداعبة: “مممم صح يا سمسمتي؛ متنساش يا زياد إن حسناء بذلت مجهود جامد عشان نرتبط ببعض ولا إيه؟!!”

زياد بابتسامة: “هي دي الحسنة الوحيدة اللي عملتها؛ بس عشان خاطرك أنتِ سماح المرة دي”.

طبعت حسناء قبلة على خد مها: “تسلميلي يا ميهو يا حبيبتي؛ أسيبكم أنا بأه أروح أجيب شجرة واتنين لمون”..

رد زياد بسخرية: “يا ريت؛ هوينا بأه يلا”.

غمزت لمها وقالت: “أنا هطلع بس عشان خاطر مها”..

مها: “تسلمي يا حبيبتي يا سمسمتي”.

******************

(ثم اتفق الجميع على أنّ يكون يوم الجمعة القادم موعد الخِطبة وعقد الزواج بمشيئة الله.)

******************

(في مساء اليوم التالي)

علي متسائلا: “ماما أنا هتصل أعزم أسعد؛ إيه رأيك؟!!”

والدته بجدية: “طبعاً يا ابني دي الأصول؛ وكمان اعزم والده ووالدته!”

هز رأسه إيجابا: حاضر يا أمي.

قالت في تساؤل: صحيح هو مش بيجي ليه يا علي.؟! لما يغيب كده اسأل عليه أحسن يكون في حاجة ويزعل إننا مش بنسأل..

علي: أيوة يا أمي أنا على اتصال بيه علطول؛ هو كان مشغول وبيخلص شوية أوراق..

قالت بامتنان: “ربنا يوفقه ويسعده؛ أسعد ده مثال الأخلاق وشاب ملتزم وجدع يستاهل كل خير والله”..

أكد على كلامها: “عندك حق والله أنا بحبه جداً”.

والدته: أسعد من الناس اللي وشها مألوف وبيضحك على طول؛ ربنا يحبب فيه خلقه كمان وكمان..

نهض علي وقال: “آمين؛ أنا هقوم أجيب الموبايل أتصل بيه وأعزمه”..

فى حين دخول حسناء وزياد الغرفة عقدت حاجبيها ونظرت لعلي بغضب: “يوووه ونعزمه ليه بأه.؟! احنا قولنا كتب كتاب في المسجد وعلى الضيق!!”

زياد بدهشة: “أنتِ بتقولي إيه يا حسناء.؟! مينفعش طبعا لازم نعزمه هو وعمي وزوجة عمي كمان؛ دي الأصول ولا إيه يا ماما.؟!!”

والدته بغضب: “كلامك مضبوط يا ابني؛ وعيب اللي بتقوليه ده يا ست حسناء مهما كان دول أهلك ومن دمك!

علي معاتبا: “ونسيتِ إن أسعد جرى معانا يوم الحادثة ووقف معانا لحد ما الدفن انتهى واحد غيره كان هيقول وأنا مالي.!!”

زياد: مينفعش كده يا حسناء لازم تفصلي؛ زعلك من بابا ملوش علاقة بعمك وأولاده.!!

أنهت الحوار: “آه طيب؛ اعملوا اللي انتم شايفينه صح؛ يلا يا زياد عشان نلحق المحلات قبل ما تقفل”.

زياد: حاضر؛ يلا السلام عليكم.

والدته: وعليكم السلام؛ خدوا بالكم من نفسكم.

علي: هروح أنا أتصل بأسعد بأه.!

والدته: اتفضل يا ابني.

******************

أسعد بفرح: “السلام عليكم”.

علي بابتسامة: “وعليكم السلام، إزيك يا عم التقيل ياللي ما بتسألش.؟!”

أسعد: عليوة واحشني؛ عامل إيه؟

علي: الحمد لله؛ بس لو واحشك فعلا كنت سألت.!

أسعد متسائلا: “قولي أنت فين دلوقتي؟!!

أجابه علي قائلا: “في البيت؛ بتسأل ليه؟!!

قهقه ضاحكا ثم قال: “مش معقول تسبني على الباب كل ده؛ افتح الباب يا عم.!

علي بدهشة: “باب إيه؟!”

أسعد بابتسامة: “باب شقتكم يا ابني”.

همَّ علي مسرعا لفتح الباب ثم قال بسعادة: “وهل القمر علينا؛ نورت والله”.

أسعد بابتسامة: “السلام عليكم”.

علي: وعليكم السلام, اتفضل ادخل ده أمي مستحلفالك!

أسعد بتكشيرة: “ليه بس كده.؟! مقدرش على زعل ست الكل”.

زينب: ما بتسألش خالص؛ ينفع كده.؟!

أسعد: آسف مش هتتكرر تاني، حقك عليا إلا زعلك يا ست الكل.!

زينب بابتسامة: “أما نشوف؛ هروح أنا أعملكم الشاي.

أسعد: اتفضلي.

نظر له علي وقال بفرح: “مش الواد زياد خطب.؟!

أسعد بدهشة: “بتتكلم جد.؟!!

قال بجدية: “أيوة بجد يا ابني، المهم بأه جهز نفسك أنت وعمي ووالدتك؛ يوم الجمعة زياد هايعقد على مها”.

قال بفرح: “بسم الله ما شاء الله، إيه الخبر الجميل ده.؟! ألف مبروك؛ عقبالك يا عليوة؛ مش ناوي ولا إيه أنت كمان؟!!”

تنهد بقوة ثم قال: “بفكر بس مش لاقي لسة بنت الحلال؛ ادعيلي ربنا يوفقني وألاقيها”.

أسعد: ربنا يوفقك وأسمع عنك كل خير عن قريب, صحيح مين العروسة؟!

علي: مها صديقة حسناء.

أسعد: بسم الله ما شاء الله؛ عرف يختار والله ربنا يتممله على خير وعقبال حسناء.

علي: آمين يا رب.

أسعد: فين زياد أسلم عليه وأبارك له؟!!

علي: زياد نزل يشتري البدلة وأخد حسناء معاه هتشتري هي كمان شوية طلبات لها, أنا كنت هروح معاهم بس راجع من الشغل مرهق جدا.

أسعد: ربنا يقويك؛ و يوصلوا بالسلامة بإذن الله..

(ظلوا يتسامرون ويضحكون، وبعد مرور ساعة دق جرس الباب معلنا قدومهم نهض علي وفتح لهم الباب فظهرت حسناء من وراءه بضحكة عالية.)

علي بسخرية: “خير.؟! بتضحكي على إيه يا سوسة؟”

قالت بابتسامة: “أخوك زياد مش عارف يختار البدلة؛ وكل شوية يقولي اتصلي بمها اسأليها أجيبها لونها إيه والكرافته والقميص لونهم إيه؟ بس أنا ذوقي طلع أحلى بكتير اتفرج وشوف”..

نظر علي لأخيه زياد وقال: “تعال يا زياد سلم على أسعد ونشوف البدلة سوا ونشوف ذوق أختك مع إني عارف ذوقها من قبل ما أشوف”.

ظهر على وجهها الغضب وعقدت حاجبيها ثم قالت بعصبية: “أنا داخلة أوضتي؛ هدخل أصلي وأنام”.

علي: “ماشي على راحتك”..

أسعد: مبروك يا عريس.

زياد: ربنا يبارك فيك وعقبالك, شوف البدلة وقولي رأيك.!!

أسعد: ذوقها رقيق أوي وجميلة.

علي: ده حسناء طلع ذوقها حلو أهو.

زياد: بجد حلوة.؟! يعني هتعجب العروسة.؟!!

أسعد وعلي في نفس واحد: “طبعا.!!”

( ذهب أسعد ولم يرَ حسناء وظهر على ملامحه الحزن لعدم رؤيتها واكتفى بالاطمئنان عليها من علي وزياد حتى اطمئن قلبه.)

******************

وجاء يوم الجمعة

(كانت مها ترتدي فستانًا أسود ظهرت عليه البساطة؛ ولكنه كان جميلا وارتدت عليه حجابا طويلا، كانت تمسك باقة الورد التي أهداها بهِ زياد، أما حسناء التي ارتدت فستانًا زهريًا ولكنه ضيق بعض الشيء ظلت واقفة بجوار مها وعين أسعد تراقب حسناء دائما والكل مشغول بإجراءات عقد الزواج.)

انتهى المأذون ودعا للعروسين قائلا: “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”.

زياد بفرح: مبروك يا عروسة ربنا يحفظك ليا ويقدرني إني أسعدك.

قالت بعد أن تحقق حلمها: “ربنا يبارك فيك؛ بس أنا عندي سؤال.!!

رفع حاجبه الأيمن ثم قال بتعجب: “ده وقت أسئلة بردو؟!!

مها بجدية: “فاكر لما قلتلك ليه اخترتني أنا بالذات.؟!! قلت ابقي فكريني أقول لك أول سبب بعد كتب الكتاب ؛ ممكن أعرف السبب بأه.؟!”

ادَّعى النسيان: “ياااه أنتِ لسة فاكرة.؟! ده أنا نسيت.

مها بغيظ: “أيوه لسة فاكرة؛ جاوب بأه يلا.!!!

نظر لها بحب ثم قال: “مممم؛ اخترتك عشان بحبك”.

مها بكسوف: “إيه؟! قول كده تاني مسمعتش.!!!”

اقترب من أذُنها وقال بصوت خافت: “باحببببببببببك.

سرعان ما تضاربت دقات قلبها بشدة ثم قالت بسعادة: “وأنا وافقت عليك عشان كده بردو.!

ازدادت ضربات قلبه هو الآخر ثم قال: “كده بردو إيه بالضبط.؟!

مها بكسوف: “عشان باحبك.

زياد بفرح: “يااااااه كان نفسي أسمعها أوي شفتي في الحلال الحب أحلى إزاي.؟!

لمعت عيناها وازدادت بريقًا تعلن نزول أول دمعة على خديها ولكن هذه المرة دمعة فرح وهي تقول: “الحمد لله والشكر لك يا رب إنك رزقتني الحب الحلال وجمعتنا على خير..

زياد: الحمد لله يا رب.

(انشغل علي بتقديم الجاتوه والعصير؛ ووالدته انشغلت بالأهل والأصدقاء والترحاب بهم؛ أما سعيد والد مها فظل جالسا يراقب ابنته وينظر لها والذكريات تمر أمام عينيه، كان يتمنى أن تكون بجانبه وجانب ابنتها في هذا اليوم ولكنه القدر، منع سقوط دموعه حتى لا تلاحظه مها فتحزن، كانت عيناها حائرة تلتفت يمينا ويسارا تراقب والد مها وهو سعيد بزواج ابنته؛ وقتئذ شعرت بنعمة الأب وفقدانه، هربت من عيناها دمعة فنهضت مسرعة وهرولت خارجاً لكي لا يراها أحد، لاحظ أسعد بكائها فنهض, وخرج ورائها ليطمئن عليها.)

قال بقلق: “مالك يا حسناء ليه بتبكي؟!

التفتت حسناء له ثم قالت بعصبية: “مفيش؛ ده حاجة دخلت في عيني.

لم يصدقها، ثم مد يده لها بمنديل: “اتفضلي منديل وامسحي دموعك دي, دموعك غالية علينا.

صاحت بعصبية: “قولتلك مش ببكي.

قال بأسف: “أنا آسف؛ بس يلا ادخلي القاعة مينفعش تقفي برة كده.

تنهدت بقوة وقالت: “شوية وهدخل اتفضل أنت ادخل.

أشار بالنفي: “مش هينفع أنا هنتظرك على باب القاعة عشان محدش يضايقك.

(وقف يراقب حبيبته وفجأة لاحظ شابًا يقترب منها..)

الشاب بمكر: “واقف لوحدك ليه يا جميل.؟! مين مزعلك بس.؟!

(هم مسرعاً متجهاً ناحية الشاب وضربه بقوة على ظهره؛ وضعت يدها على خديها ووقفت محدقة في استغراب وقلق.)نظر لها بغضب ثم قال بعصبية: “مش قلتلك مينفعش

تقفي لوحدك.؟! يلا اتفضلي على جوة.!! ”

(همت مسرعة بالدخول إلى قاعة المسجد بعد أن جففت عينيها لكي لا يراها أحد، دخل أسعد وراءها إلى القاعة وهو ينظر لها بغضب ثم اتجه نحو زينب.)

قالت محدثة نفسها: “يا ترى هو رايح يقول لماما إيه؟! تلاقيه بيجري عليها عشان يحكي لها اللي حصل.!!!

******************

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية المتنقبة الحسناء) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق