رواية سوق الخضار الفصل الثالث 3 – بقلم شيماء طارق

رواية سوق الخضار – الفصل الثالث

غيث (بهدوء بس نبرته فيها جبروت):
– محدش هيخرج من السرايا دي يا مايا الدار اهنا دارك كيف ما هي دارك دارها هي كمان وهي في حمايتي لحد اما اواجه رب كريم والكلمه اهنا في السرايا كلمتي انا وبس ولأجل خاطري انتي هتوافقي عليها؟!
(بيمسك ليلى من إيدها وبيمشي بيها ناحية السلم.)
غيث:
– تعالي يا ليلى، مكانك فوق في الجناح بتاعي نكمل حالتنا بعدين يا مايا اهدي دلوقت بس؟!
(الحاجة نعيمة بتقعد على الكرسي بغضب، وبتقول لنفسها): استرها يا رب دخلت بت المحروق داري علشان تخرب الدنيا وسيد الناس يتجوز بياعه؟!
فوق في جناح غيث في السرايا
الأوضة كانت فخمة بشكل جميل جدآ والنجف الكبير منور المكان ، والسجاد الأحمر مفرود من أول الباب لحد السرير الكبير اللي في نص الأوضة.
ليلى وقفت مكانها، مش قادرة تخطّي خطوة واحدة، عنيها بتلف في كل اتجاه، حاسة إنها دخلة عالم مش بتاعها.
غيث شاف ارتباكها، فتنهد وقال بصوت هادي فيه حنية :
– ارتاحي يا ليلى، محدش اهنا هيقربلك ولا يئذيكي واهنا بقت دارك خلاص.
ليلى (بخوف ):
– دار إيه يا غيث بيه … دي سرايا كبيرة قوي واللي شفت فيها ان ما فيش حد طايقني وانا حد على قد حالي مش رايده مشاكل ولا رايده ان حد يكرهني وانا ما سويتش حاجه؟!
غيث قرب منها خطوة، وقال وهو بيبص في عينيها: لا دارك وبالنسبه لوالدتي هي بتقول الحديت ده من ورا قلبك
– وبعدين أنا قلتلك قبل اكده، ما تقوليش “يا غيث بيه”، أنا جوزك دلوقت هملي كلمه دي على جنبك!
(ليلى سكتت، وقلبها بيرتعش، مش عارفة ترد ودموعها مش قادرة تقف من كتر الحزن)
غيث بحط إيده على طرحتها وبيعدلها بهدوء و بيقو لها:
– ما تبكيش يا ليلى، أبوكي هيتعالج، وأنا وعدت انه هيبقى احسن من الأول ان شاء الله والرعاية في المستشفى كلها تكون تحت أمره وكل الدكاترة هيكونوا وياه ما تقلقيش
يلا روحي غيري خلقاتك واستريحي وانا هكلم الدكتور دلوقت وهطمن عليه واطمنك؟!
(بيسيبها وبيطلع من الأوضة والتليفون بيبقى في ايده هو نازل من على السلم وهو بيدور على رقم الدكتور
نعيمة كانت لسه قاعدة في الصالون، بس وشها مليان غضب وهي بتفكر في غيث واللي عمله فيها
أول ما شافت غيث نازل قامت وقفت وكان باين عليها العصبيه)
قالتله بنبرة فيها تحدي:
– يعني خلاص يا غيث، البت دي بقت مراتك رسمي؟
– ما خفتش على اسم آل الديب من حديت الناس يرضيك اللي سويته في أمك يقولوا عليا إيه دلوقت ولدي مش عامل لي حساب ؟
غيث ردّ بثقة وهو بيبصلها: وين
ال الديب يماي انتي نسيتي اللي انتم سويتوه وياي مش رايد اتحدت عن الموضوع ده كثير؟!
وكمان حضرتك بتتحدتي عن مرتي ومحسساني مدخل ست مش مليحه رغم انا مش مضطر اني ابرد لك بس مرتي بت تاجر كبير ومتربيه ومحترمه ونزلت السوق علشان تكسب لقمتها بعرق جبينها؟!
(نعيمة سكتت لحظة، عينيها فيها دمعة خفيفة بس خبّتها بسرعة وقالت):
– أنا خايفة عليك يا غيث، البلد كلها هتستقل بيك بعد اكده يا ولدي
غيث بصوت عالي زلزل البيت قال: مين اللي يقدر يستقل بغيث الديب ولد اسماعيل الديب ده اللي يسوي اكده لسه ما اتولدش ولا جهه على وش الدنيا؟!
وبعد كده أمه بتسكت خالص لأنها بتبقى خايفه ان هو يتعصب اكتر من كده وفي الوقت ده غيث ما فيش حد بيقدر يسيطر عليه سابها ومشي وكان ماسك التليفون و بيكلم الدكتور علشان يعرف حاله عبد السلام)
غيث : أيوه دكتور، المريض عبد السلام عبد الله طمني عليه إيه أخبار ؟!
الدكتور: بنحضروه لسه للعمليات ولحد دلوقت كيف ما جبتوه بياخد مسكنات؟!
غيث: رايد منك تقرير كل يوم يوصلني على السرايا بحالته تمام يا دكتور واول ما تحدد ميعاد العمليه بلغني طوالي؟!
الدكتور: تحت امرك يا غيث بيه!
بيرجع لليلى فوق وهي قاعدة على طرف السرير، وشها لسه عليه آثار البكا، حطت وشها بين إيديها وبدأت تهمس لنفسها:
– يا رب… هو أنا كنت أستاهل كل ده؟
– من السوق لسرايا آل الديب… هو ده قدر ولا اختبار منك يا رب المكان شكله واعر قوي وانا مرعوبه هونها عليا يا كريم هونها عليا يا رب ارحمني يا رحمن؟
(بيخبط الباب بخفة، وليلى بتقوم بسرعة وبتمسح دموعها، وبيدخل غيث وفي ايديه صينيه اكل )
غيث بابتسامة بسيطة:
خابر إنك ما كلتيش من الصبح، كلي شوية علشان ما تتعبيش، وبعدين ترتاحي.
ليلى (بخجل):
– مش قادرة آكل دلوقت.
غيث: ما فيش الحديت ده كلي وإلا ازعلك والله ؟!
(بتضحك بخفة غصب عنها، وغيث بيلاحظ ضحكتها لأول مرة، فبيسكت لحظة، كأنه اتفاجئ قد إيه هي بسيطة وجميلة في نفس الوقت)
غيث (بهدوء):
– ابتسامتك دي… خلت السرايا تنور، خدي بالك منها ما تضيعيشها.
(يسيبها ويمشي، وهي تبص له وعنيها فيها حيرة كبيرة ما بين الخوف… والأمان اللي بدأ يدخل قلبها من ناحيته)
عدى اسبوع وليلى ما كانتش بتخرج من الاوضه بس كانت على طول بتتابع غيث بنظرات عينيها اللي كانت معجبه بيه وباسلوبه وبقوته مع الناس اللي حواليه ومع عدله اللي كان واضح جدا مع اهل البلد كان بيدي للفقير وكان بيدي لكل واحد حقه وده اكتشفيته وهي شايفه الناس بتدعيله
بس في آخر يوم في الاسبوع كان رحيم واقف بالليل بره السرايا وكان بيخطط ان هو يدخل جوه.
رحيم (بصوت واطي ومتنفّس): ما تخلص يا جدع يلا علشان ندخل السرايا كل اللي فيها نايمين والبوابه الخلفيه ما عليهاش حرس هندخل من يمه المخزن وهنوصل طوالي
محسن: بس انتَ متأكد؟ دا سرايه كبير البلد والخلق كلها بتسويله ألف حساب.
رحيم ( وهو ماسكه بالليات القميص وبيقول): أنا مش جايه العب لازم اخذ ليلى وليلى تبقى مرتي لو ما بقتش مراتي يبقى ما تعيش واصل
انا خلاص قررت هخلص على ولد الديب واخذ ليلى وياي ونطلع الجبل ولا من شاف ولا من ديري والحكومه مش هتقدر توصللي ؟!
(بيدخلوا من جنب السور)
محسن: هادي يا عم، خلي بالك
رحيم (بيدوس على زينات المسدس وبيقول ): كتموا نفسكم مش رايد اي صوت خلص
(من جوّه السرايا — حاجة نعيمة قاعده في الصالون
ورحيم بيتسلّل لحد ما يقرب من النافذة اللي بتطل على السلم الداخلي)
رحيم ( بيهمس لنفسه ): يا غيث الليلة دي لازم تشوف مين القوي.
(فجأة صوت خطوات على السلم ليلى بتنزل تجيب كباية مية من المطبخ)
ليلى (بصوت هادي، من غير ما تعرف حاجة وهي بتقول الخدامه): رايده ميه يا ستّ حسنية؟
في الوقت ده بيظهر رحيم قدامها وبيتكلم بصوت عالي وبيقولها؟!!

يتبع.. (رواية سوق الخضار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق