رواية رسائل زوجتي الفصل الثالث 3 – بقلم مجهول

رواية رسائل زوجتي – الفصل الثالث

بارت 03

بارت 03

لقد أسدل الليل ستاره الأسود وكان الصغار قد استسلموا للنوم، وأنا أتمتم بكلمات هادئة لأساعدهم على الاستغراق في نومهم، كانت اللحظات هادئة، لكنني شعرت به يقف عند باب الغرفة، يراقبني بصمت، لم ينطق بكلمة لكنه كان هناك، يراقبني كما لو كان ينتظر شيئا وعندما تأكد من أن الأطفال قد غرقوا في نومهم، خرجت كلماته بصوت خافت

“إلى متى وأنتِ تعاملين زوجكِ هكذا؟”

أجبتُ دون أن ألتفت إليه، وأنا ما زلت أهدئ من روع صغار

“أنا على سجيتي وأعاملكِ بشكل طبيعي.”

لكن صوته جاء قاسيا

“لا، أبدا، لقد تغيّرتِ عني، كما أنكِ ابتعدتِ عني وهجرتِني في ظلام الليل.”

تنفستُ بعمق وأنا أحاول أن أتماسك، ثم قلت له بصوت خافت لكن متصلب

“الهجران هو الطلاق… لا تخلط بين المفاهيم.”

“حسنا… إلى متى ونحن هكذا؟ لقد أصبحنا غرباء.”

لم أكن أريد أن ألتقي بعينيه، لأنها تفضح ما بداخلي، أجبته بحزم

“نعم، وسنبقى إلى الأبد والآن، تصبح على خير.”

كنت أعلم أنني إذا استجبت له، فإنني سأغرق في دوامة جديدة من المشاعر التي لا أستطيع أن أتحملها، حاول أن يغير الموضوع قائلا

“تعالي لننام في غرفتنا.”

هززت رأسي في صمت، وأنا أتوجه إلى الصغار وأحاول إبعاد عقلي عن تلك الأفكار المزعجة

“أنهِ هذا النقاش العقيم حينما تتزوجها، يمكنك أن تنام معها.”

رد بسرعة، وكأن الفكرة أصبحت واضحة له

“حسناً، لكِ ذلك في نهاية الأسبوع، سأعقد عليها.”

كنت في تلك اللحظة على وشك الانهيار، لكنني حاولت أن أظهر قوة لا أملكها

“وما شأني أنا؟”

نظر إلي وكأنني أجبت جوابا غريب عليه، لكنه أردف بهدوء

“أريد أن آخُذكِ معي.”

هززت رأسي مرة أخرى، عينيّ مليئة بالدموع التي أصررت على إخفائها

“لن أذهب.”

“لماذا؟”

قلت له وأنا ألتقط أنفاسي

“لن أذهب والآن، صغاري نائمون، أخشى أن أُيقظهم، تصبح على خير.”

أغلق الباب بعنف، وغادر، وقلبى المشوّه غادر معه، نمتُ على تلك الحالة، لأستيقظ صباحا على ضجيج غير مألوف في الخارج، خرجتُ من الغرفة متجهة نحو الطابق العلوي ولكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة.

هناك، كان زوجي مع بعض العمال، يدخلون غرفة جديدة تحتوي على خزانة وسرير وبعض الأغراض، شعرت بارتجافة تسري في جسدي، وكانني تلقيت صدمة كهربائية.

ظننت في البداية أنها مجرد مزحة، لكن ما رأيته كان حقيقة، تتجسد أمام عيني، قلبى المكسور كان يصيح في داخلي، لكني حاولت أن أتماسك.

كيف له أن يفعل ذلك؟ كيف له أن يجهز غرفة لفتاة غيري؟ حب حياتي، الذي حاربت من أجل أن أكون معه، أصبح الآن يتجهز لغيري، كيف له أن يخون قلبي بهذه الطريقة؟

في تلك اللحظة، وعند رؤية هذا المشهد، مات في قلبي سرحات، تلاشى بكل بساطة، اقنعت نفسي أن هذا قدر لا مفر منه، حكمٌ إلهي لا يمكنني التمرد عليه، يجب أن أوقف غيرتي، وأصمت كل صرخة حاولت الهروب مني، عزمت على أن أظل صامدة من أجل أطفالى.

دعست على قلبي، وبدأت أمشي بخطوات ثقيلة نحو غرفة الأطفال، لكي أستمد منهم بعض القوة.

عند الباب، وجدت صغيري “غيث”، وكانه يحاول أن يخبرني شيئا من خلال كلمات مزعزعة ومبعثرة، فهمت أنه يريد أباه.

“حسنا، يا ماما، نشرب حليب… ونغير ملابسنا… ونذهب إلى بابا…”

كنت أرضعه، ودموعي تتساقط على جبينه الصغير، همست في أذنه

“أسف، يا ماما، أزعجتك بدموعي المالحة.”

#يتبع…

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية رسائل زوجتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق