رواية خذلان الماضي الفصل العاشر 10 والأخير – بقلم الاء حجازي

رواية خذلان الماضي – الفصل العاشر 10 والأخير

عدّ شهر كامل، شهر مليان تجهيزات وتحضيرات لكل شيء. نسرين وأويس كانوا مستغرقين في ترتيب كل تفاصيل فرحهم، من اختيار المكان، للزينة، للأكلات، وكل صغيرة وكبيرة لازم تكون على أتم وجه. كل لحظة كانت تمر عليهم كانت مليانة شوق وفرحة، وابتساماتهم ما كانتش بتفارقهم حتى وسط التعب والتحضيرات.
خلال الشهر ده، أحمد حس فجأة إنه خسر كل شيء، عمله اتوقف، مستقبله وقيمته قدام نفسه اتغيرت. الإحساس بالهزيمة والسيطرة اللي كانت عنده اختفت كلها، وقرر إنه ما يكملش الوضع ده. قدم استقالته وسافر بره، بعيد عن كل اللي كان يعرفه، بعيد عن السلطة، بعيد عن الكذب والخداع اللي كان معتاد يعيش فيه.
وبالرغم من كل الألم والخسارة، ربنا ما تركوش، لأنه دايمًا اللي بيظلم لازم يتظلم، ولازم يتذوق طعم الظلم اللي عمله.
وها هو جاء اليوم المنتظر أخيرًا…
يوم كتب الكتاب. يوم اتجمعوا فيه كل الناس اللي بيحبوه ويحبوا نسرين، يوم النور والفرحة اللي كانوا مستنيينه من زمان، يوم بداية حياتهم الجديدة سوا، بكل حب وثقة وأمان.
طلعت نسرين…
طلت بالأبيض…
بالهدوء… بالوقار… بالجمال اللي يخلي اللحظة كلها تسكت…
كانت ماشية بخطوات بطيئة، وكل خطوة منها كانت قلب أويس بيقع بعدها بخطوة.
أويس أول ما شافها…
اتصدم.
وقف ثابت…
عينه اتسعت…
أنفاسه اتلخبِطت…
وكأنه لأول مرة يشوف بشر بالشكل ده…
كأنه لأول مرة يشوف امرأة بالشكل ده…
كأنه لأول مرة يفهم يعني إيه نصك التاني.
ما فاقش…
ما أخدش نفس…
غير لما صوت المأذون قال بصوت جهوري:
“بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.”
وهنا…
اتحرك.
جرى عليها…
من غير ما يأجّل ثانية…
مسكها من وسطها وشالها في حضنه…
ولف بيها…
لف بيها وهو بيضحك من قلبه… ضحكة أول مرة نسرين تسمعها بالعمق ده…
ضحكة رجّعت لها الروح وهدّت خوفها وطمّنت قلبها.
نزلها على الأرض…
مسك إيديها بإيدين اتخلقت علشانها…
وبص في عينيها بنظرة بتقول كل حاجة من غير ولا كلمة.
وبعدين بدأ يقول… بصوت واطي، ثابت، مليان حب…
وكأنه بيقرا من قلبه مش من قصيدة:
“صدق عمرو حسن لما قال……
مكانك عندي غير الناس…
يا ست الناس وتاج راسهم.
تعيشي وتفضلي غالية وعالية… وحابسة أنفاسهم.”
صوته اتدفّى… المشاعر خرَجت كلها مرّة واحدة:
“مافيش بعدك مكان ولا ناس ولا ليلة ف بعدك أعيش.
ولسه زي ما قابلتك… على وضعك… وما كبرتيش.”
دموع نسرين كانت بتلمع… وهو يكمل:
“يا سرّ إني لازلت سعيد وصابر لسه ع العيشة.
سعيد يومِك يا مولاتي…
يا صبح وطلّ ف حياتي.”
نسرين كانت بتحاول تمسك نفسها…
بس صوت أويس كان بيهدّها:
“مابعد سنين من التوهة
ومن قلة أمل خدني
يشاء ربك يعوضني
وتيجي حياتي تمليها أمل وحنان.”
قرب منها أكتر…
مسح دمعة من خدها بأصبعه… وكمل:
“يا أجمل خطوة ببدأها…
يا قصة مش مصدقها لحد الآن.”
كانت واقفة قدامه كأنها جزء من الكلام… كأنها القصيدة نفسها.
وهو يكمل:
“يا بنت الناس…
أنا موجوع…
وتعبان…
وهدّاني الوقت.
وأكبر حلم دلوقتي
أغمّض عيني مش قلقان…
يجمعني بعنيكي مكان.”
قرب بوشه منها وغمغم:
“بحبك قبل ما الدنيا تجمعنا…
وفتّحتي ف حياتي بيبان عاشوا عمر مقفولة.”
وبعدين وقف…
ابتسم ابتسامة مجنونة…
ورجع بصوت عالي قدام كل الناس:
“اتاري الدنيا فيها جميل…
وحلوة عكس ما اتقال لي.
وحظي الحلو مش ضايع…
وكان جواكي متشال لي.”
النااس كلها اتجنّنت…
تصفيق…
زغاريط…
وصوت الشباب صفر عالي.
وأويس؟
ماستحملش.
رجع حضنها من تاني…
وقال بصوت عالي:
مين اجمل منك دليني
مين تملي الشوق ف سواد عيني
مين زيك رقه ودفي واحساس
انتي ف قلبي وعيني حقيقي المعني الحرفي لبنت الناس.
وشالها… ولف بيها وسط تصفيق الناس…
وهو بيقول لها بصوت واطي جدًا محدش سمعه غيرها:
“انتي مش مراتي بس…
انتي عمري اللي اتصلّح…
وقدري اللي ارتاح.”
————————–
وبكده تكون خلصت حكايتنا…
وابتدت حياتهم الحقيقية.
حياة فيها فرح وفيها ضحك…
وفيها مشاكل أكيد،
لأن دي الدنيا… عمرها ما بتمشي على مزاج حد.
لكن اللي فضل مثبتهم…
إنهم ماسكين في بعض.
بيعدّوا كل حاجة سوا…
بيتخانقوا ويتصالحوا…
بيزعلوا ويرجعوا…
وبيشاركوا بعض في كل تفصيلة من أول يوم لآخره.
طول ما بينهم تفاهم…
وطول ما كل واحد شايل التاني…
الحياة فضلت حلوة عليهم.
دي نهايتهم…
ونهايتهم كانت بداية لحياة مستقرة وسعيدة،
مش عشان مفيش مشاكل…
لكن عشان هما اختاروا يكملوا بإيدين ماسكة في بعض،
مش بتفلت.
——————–
بعد كل اللي حصل لنسرين، وبعد كل وجعها وخيانته، اتعلمت درس مهم… درس لازم كل بنت تفهمه كويس: قلبك غالي، وما ينفعش أي حد يستخف بيه أو يكذب عليك. اللي بيحبك بصدق هيثبتلك حبه بأفعاله، مش بالكلام وبس. أما اللي يستغل طيبتك ويخدعك أو يلعب بمشاعرك… ربنا ما بينساش حق حد، ويومه بييجي مهما افتكر إن الدنيا سايباه.
الحياة مش دايمًا سهلة، وهتقابلك مشاكل وصعوبات، لكن أهم حاجة تعرفيها: اللي واقف جنبك بجد، واللي يشاركك كل خطوة، هو اللي يخلي قلبك مطمئن ويخلي حياتك تمشي وسط الخيبة والوجع.
وعشان كده يا بنات… قلبكم أمانة، وغالي، وما ينفعش أي حد يلعب بيه أو يدخل حياتكم من غير ما يستاهل. اللي يحبك هيجيلِك من باب بيتك، وهيحافظ عليكِ و يحترمك. خليكِ واعية، وحافظي على نفسك، وما تديش ثقتك لحد بسرعة. في الآخر… اللي ينوي على خير ربنا بيكرمه، واللي يظلم أو يخدع حقك عمره ما بيروح.
——————-
#تمت.
ايها القارئ اللطيف🍒:
ابتسم وافرح انت اتخلقت عشان تكون فرحان ، نوّر وشڪ بِـ إبتسامتك الجميلة.. أتمنى لك يوم جميل ڪـ جمالك♥♥♥♥♥

الفهرس كاملاً بجميع الفصول عبر الرابط التالي (رواية خذلان الماضي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق