رواية رقم 17 – الفصل الثامن 8 – بقلم اسماعيل موسى

رواية “رقم 17” – الفصل الثامن 8

بتعملى إيه يا حنان؟ انا جوزك بدر! أحكمت حنان قيدى غير مباليه بتوسلاتى بينما كانت حركتى مشلولة….
_إنت مين وعايز إيه من مراتى __
ابتسم الكيان، بينما دوى صوته فى اذنى وحدى، مراتك ملكى ،ملكى من زمان، لكن خلاص انا مش قادر اكون مراقب، اكتفيت من دور المشاهده، لذا قررت أن أكون موجود، احل مكانك بواقعيه بعد ما اخدته افتراضيآ ،لو تعرف حنان لما كانت بتسمع صوتى فى النوم كانت بتيجى لمين الأول، انا ولا انت؟
،الحقيقه انت مش لازم تكون موجود وجودك انتهى، وافعالك الساذجة خلت مراتك تخضعلى
كان بيتكلم معايا وهو صامت، لكنى سامع كلامه فى اذنى وعقلى….
بحركة آلية حنان مشيت على المطبخ، جابت سكينه
الكيان عنيه برقت بأستمتاع ،لكن فجأه بص على باب الشقة وتغيرت ملامح وشه وبعدها بلحظه، باب الشقة خبط
شبيهى اختفى وحنان حطت السكينه على رقبتى
صرخت اعقلى يا حنان، اعقلى يابت الك_لب هتموتينى
راما خرجت من غرفتها وبسرعه فتحت باب الشقة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم وصلنى صوت قراءة القرأن، الشيخ إلى وصل شقتنا اندفع ناحيت حنان بدون تأخير ومسك السكين من ايدها ،مراتى فضلت متبسه فى السكين لكن لما الشيخ واصل القراءه
اعصابها ارتخت ،بعدها قعدت على الأرض
همس الشيخ صقر، ضعها على السرير فى غرفتها حيث بداء كل شيء
راما ظهرت لكن الشيخ صقر طلب منها تدخل غرفتها وان تكون فتاه مطيعه ولا تفتح باب غرفتها مهما حدث
ارقدت حنان على السرير، الشيخ صقر قال لو مش هتقدر تتحمل اخرج بره، الكيانات إلى من النوع ده خطيره وهتحال تأثر عليك بذكريات وأفعال.
امشى اروح فين يا شيخ؟ دا كان هيموتنى لازم اشوفه وهو بيتحرق.
كانت غرفة حنان مضاءة بمصباح واحد معلّق يتأرجح دون ريح الهواء ثقيل كأن أحدهم يحبس أنفاسه.
الشيخ صقر وضع حقيبة صغيرة على المنضدة، وأخرج منها كتابًا قديمًا بدا كأنه عاش سنوات أكثر مما ينبغي.
الزوج بدر وقف عند الباب، ممسكًا بيده المقبض كأن مجرد ملامسته تمنحه شجاعة زائفة.
أما حنان فكانت جالسة في منتصف السرير، ظهرها محني، شعرها منسدل على وجهها، كأنها تستمع من مكان آخر لا يخص هذه الغرفة ،بدأ الشيخ القراءة، هادئًا، ثابتًا، بلا استعراض.
بعد دقيقةضحكة منخفضة خرجت من المرأة،ضحكة قصيرة لكنها لم تكن ضحكتها،قالت بصوت طفولي، خافت:
“أستطيع أن أنهي هذا المسرح إن أردت… لكني أتركك تكمل لأنك تبذل جهدًا لطيفًا يعجبنى يا صقر!! فتح بدر فمه بدهشه عندما سمع اسم الشيخ يخرج من فم زوجته بينما لم يرفع الشيخ عينيه عن الكتاب:
“لن تضلّلني بصوتها رد الصوت، ولكن هذه المرة بدا أكثر نضجًا، هي ليست هنا أصلًآ انها محتجزه فى عالمى داخل قصر، لماذا تخاطب الهواء يا شيخ؟
تراجع الشيخ صقر خطوة لم يكن الصوت غاضبًا، بل ساخرًا لاذعًا،
ثم بدأت حنان ترفع رأسها ببطء شديد، كأن شيئًا يجذب ذقنها للأعلى ،ابتسامة طويلة تشق فمها، ولكن عينيها بقيتا بلا حياة.
قال الجني:
“أتعرف ما يثير استغرابي؟… أنكم لا تفهمون أنكم لا تملكون شيئًا هنا. هذا الجسد… اختارني،الشيخ صقر تابع القراءة، وصوته يتصاعد ،حنان أغلقت عينيها،ثم فتحتهما ببطء.
لم يكونا عيني إنسانة؛ كانتا نظيفتين بشكل مَرَضي، كأنهما عيني طفل يراقب لعبته الجديدة.
قال الجني ببرود ! أتريدون دليلًا؟”
يد حنان ارتفعت بلا تكلف، وأشارت نحو بدر دون أن تنظر إليه سقطت مزهرية خلفه من فوق رفّ لم يلمسه أحد،
ارتجف بدر وتمسك بالمقبض أكثر.
ضحك الجني وقال:
“يمسك مقبض … ويظن نفسه أقوى،يا للبساطة.”
اقترب الشيخ، رفع صوته بالقراءة،الهواء في الغرفة بدأ يهتز
ليس ريحًا، بل اهتزازًا حقيقيًا، كما لو أن جدارًا يتحرك من الداخل.
انحنى جسد المرأة للخلف بقوة غريبة، كأن عمودها الفقري يوشك على الانكسار، لكن ملامحها ظلت مبتسمة.
ثم قال الجني:
“حسنًا يا صقر لقد ضجرت، دعنا نلعب في مستوى أعلى.”
في لحظة واحدة، انطفأ المصباح.
وبقيت الغرفة في ظلام يتخلله ضوء خافت من الشارع يدخل عبر نافذة مغطاة بالستائر.
ظهر الصوت من خلف الشيخ صقر ، بينما المرأة لا تزال على السرير
“هنا… كنت أراقبكما منذ البداية،التفت الشيخ صقر لم يجد أحدًا، اسماعيل موسى
عاد الصوت من خلف الزوج: “وأنت… أيها الغيور الصغير… كم ليلة قضتها زوجتك فى حضنى وانت تظن انك تحميها؟” تراجع بدر حتى التصق بباب الغرفة.
حنان بدأت تهتز كأن أحدًا يكتب داخل جسدها.
قال الجني بصوت متهدج، متعدد الطبقات، كأنه ثلاثة أصوات في وقت واحد “أنا لست نسخة واحدة ،أنا نحن.”
ظهر ظلّ فوق الحائط،ثم قطعة منه انفصلت كأن الظلام يهجر الظلام، وشكلت هيئة بشرية بلا تفاصيل،ثم الثانية،ثم الثالثة،
ثلاث ظلال تتحرك حول الشيخ صقر ببطء، دون أصوات خطوة
قال الجني:
“أيّنا ستطرده أولًا؟ اختر بسرعة،فالوقت ليس في صالح أحد ثم اننى بدأت أشعر بالملل
رفع الشيخ صقر صوته بقوة، يقرأ بخشوع ثابت رغم تسارع الظلال،بدأت النسخ تتراجع تتشقق كأنها مصنوعة من دخان يتفكك،صرخ الجني من فم المرأة، لكن الصوت خرج من كل زوايا الغرفة “تظن أن كلماتك تُخيفني؟أنا كنت هنا قبل أن يولد شيخك ناصر
ارتفعت الستائر من مكانها فجأة،ارتطم باب الحمام بقوة،وكاد المصباح يشتعل مجددًا دون كهرباء، لكن الشيخ صقر لم يتوقف،ظل يقرأ،إلى أن انكمشت الظلال الثلاثة وبدأت تختفي تدريجيًا، فجأة عمّ صمت حاد…
ثم قالت المرأة بصوت رقيق جدًا، همس يشبه آخر بقايا الجني، “إذا طردتني من هنا تعرف اننى سأعود من مكان آخر
أنت لا تنقذها انت تحكم عليها بالبؤس والشقاء
ثم سقطت المرأة على السرير بلا وعي
همس بدر بخوف، خلاص مشى يا شيخ صقر؟

يتبع.. (رواية “رقم 17”) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق