رواية مغرم بك – الفصل التاسع والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصـل التاسع والثلاثـــون
مُغـرَم بـكِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارتدت ملابسها الأنيقة ثم أمسكت بحقيبة يدها غالية الثمن لتتأهب بعدها لمغادرة غرفتها، هبطت نور الدرج لتنصدم مما يفعله الصغار بردهة
على صوتها العالي حضرت زينة التي تصنع الحليب لرضيعتها بنفسها، سألتها ببرود مستفز وهي تخطو نحوها حاملة الصغيرة:
-مالك يا ماما فيه حاجة زعلتك؟
كانت تغتاظ نور من نعتها بأمها لكن حاليًا تقبلت سخافتها، ردت عليها بضيق:
-على طول باردة كده ولا فيه حاجة في دماغك واللي يبوظ يبوظ، أيه اللي بيعملوه هنا ده، مش ليهم أوضة واسعة فوق يلعبوا فيها
بنفس برودها المثير للحنق ردت بعدم اهتمام وهي ترضع صغيرتها من رضعتها الخاصة:
-وفيها أيه؟، هما حابين يلعبوا هنا، ولو كنا مضايقين حضرتك بوجودنا ممكن نمشي عادي نروح فيلتنا
رمقتها نور بنظرات مستشاطة وقد تفهمت غرضها من ذلك:
-بتعملي كده علشان أقولك روحي امشي علشان آيان يبعد عني، بس دا في أحلامك
توجهت زينة لتجلس كي تريح جسدها ثم ردت ببسمة مستفزة:
-أنا بالعكس مبسوطة هنا، علشان الولاد مع جدهم وجدتهم، يلا يا ولاد تيتة باين خرجة ودّعوها
فور سماع الولدين لحديث والدتهما توجها نحو جدتهم بهرولة وعدم نظام فخشيت نور أن تفسد ملابسها فصرخت فيهما محذرة قبل أن يقتربا:
-خليكوا بعيد عني محدش يقرب
ردت زينة بلؤم:
-ليه بس يا تيتة، قصدي يا ماما
حدجتها نور بنظرات فتاكة مرددة:
-مستفزة وباردة أنا فهماكي، عاوزة تكبريني وجايبة العيال ورا بعض علشان تغيظيني، بس مهما عملتي شكلي أحلى منك، واللي يشوفني جنبك يقول أختك الصغيرة
كتمت زينة بسمتها فنفخت نور لتتوعد لها:
-جوزك لما يجي هخليه يطين عيشتك يا سخيفة
لم تبالي زينة نهائيًا فهي تريد أن تتغيّر الأخيرة في معاملتها، بينما تحركت نور لتغادر فهتفت زينة بخبث:
-متتأخريش يا ماما علشان بتوحشيني
تجاهلها نور لتدلف للخارج وهي تغمغم بحنق، أخرجت هاتفها لتضغط على رقم أحدهم، كان زين الذي رد عليها فخاطبته باستياء:
-شوفت مرات ابنك اللي هتجنني يا زين، هتموتني بحسرتي
رد عليها باستنكار:
-يا نور زينة طول عمُرها مؤدبة بتجيبي الكلام ده منين؟!
ردت بانفعال:
-البنت دي خبيثة، حلوة معاكم ما عدا أنا
كانت نور دائمًا ما تشكو منها، رد زين بهدوء:
-نور اعقلي ومتعصبيش نفسك، زينة عاوزاكي تعامليها كويس، تحبي أحفادك مش على طول بتبيني إنك مش عاوزاها تخلف
-كبرتني الحيوانة
قالتها نور وهي تكز على أسنانها، قهقه زين عاليًا ثم قال بعشق:
-المهم أنا شايفك إزاي، بحبك في كل وقت، ولا دا مش كفاية
عبثت نور في شعرها المتدلي ثم قالت بدلال بعدما نجح في امتصاص غضبها:
-طيب خلاص خدني من هنا كام يوم وفسحني علشان أروق
لم يمانع مطلقًا لكنه قال بمفهوم:
-طيب ومشروعك مع مدام رسيل
ردت متنهدة بقوة:
-اتأجل على ما تولد لأنها في الشهر التاسع
هز رأسه متفهمًا ثم قال بمحبة:
-خلاص بعد ما تولد هنسافر سوا، علشان نبقى نروح نشوفهم
ردت بسماحة:
-أكيد طبعًا دا واجب
قال زين بجدية:
-مريم من شوية كلمتني بخصوص زين وبتقول إنها هتجوزه
استنكرت نور أن يحدث ذلك قائلة:
-كانت عملت كده السنين اللي فاتت
ادهشها زين برده الغير متوقع:
-بتقول لو رفض هتهدده بإنها هتموت نفسها أویرضی بجوازه……!!
____________________________________
ولجت الشقة فوجدت زوجها يتقدم نحوها كأنه كان ينتظرها بفارغ الصبر، أغلقت مريم الباب فسألها حسام باقتطاب:
-إزاي يا مريم تتصرفي كده من دماغك من غير ما تاخدي رأي حد؟
كانت تعلم قبل حضورها بأن ما ستفعله لن يعجب أحد، ردت بهدوء شديد وهي تتعمق للداخل:
-علشان عاوزة مصلحة ابني أبقى كده بتصرف غلط، تقصد كده يا حسام؟
ثم جلست وهي تنظر له عاقدة الجبين منتظرة رده، جلس حسام هو الآخر ليقول بحنق:
-يا مريم مش تاخدي رأي ابنك، يعني هتجوزيه بالعافية
ردت محتجة:
-هو قال هيتجوز، وعلشان أصدقه روحت خطبتله بنت واحدة صاحبتي، البنت صغيرة عنه بكتير وقمر
هتف بتبرم شديد:
-وليه كمان تظلمي البنت دي مع ابنك وهو مش عاوزاها، أكيد حياته هتكون غلط معاها، سيبيه هو اللي يختار وياخد الخطوة دي
ردت ببسمة متهكمة:
-مش هيجي اليوم ده، دا عاوز حد يدفعه لكده، وأنا مش مستنية أشوف ابني الوحيد بيتعذب كده واللي أصغر منه خلف، نور العيلة بقت جدة يا حسام!!
لم يجد حسام الكلمات المناسبة للرد عليها فهو الآخر يبحث عن استقرار ابنه، سألت مريم بجدية:
-هو زين قالك أيه لما عرف؟
رد نافخًا بقلة حيلة:
-روحت اتكلمت معاه وقولتله، كان ساكت مقالش حاجة غير طيب، زي ما يكون عاوز يقول اللي شايفينه اعملوه
هتفت بفرحة ظاهرة:
-يبقى خلاص نكمل جوازته، هو بنفسه ما اعترضش، مالك بقى؟ متخليني اشوف مصلحته
رد باستسلام:
-طيب يا مريم، اتفقتي على إيه بقى؟
ردت بعزيمة قوية:
-الخطوبة بكرة، والاسبوع اللي بعده جوازهم إن شاء الله………!!
_____________________________________
وهي جالسة داخل مكتبها بالمستشفى الخاصة بها دون سابق إنذار وجدت مغص يغزو بطنها من الأسفل وظهرها، فطنت رسيل بأنها تلد لذا تنفست بهدوء، في تلك اللحظة ولج أيهم عليها لحسن حظها مرددًا ببسمة جذابة:
-الدكتورة الحلوة بتعمل أيه؟
نظرت له بملامح متشنجة ثم صرخت بتوتر:
-أيهم بولد إلحقني!!
سريعًا كان مقتربًا منها ثم حاوطها من الخلف بذراعيه، هتف باندهاش:
-مش الدكتورة قالت الأسبوع الجاي
نطقت بألم شديد مزعوجة:
-يعني أقول للبنت متنزليش مش وقتك؟
سأل بتفاجؤ:
-هو إنتي عرفتي هتجيبي أيه؟
ردت بتأكيد:
-قلبي حاسس إنها بنت بإذن الله، حملي مختلف
ثم صرخت بقوة متابعة:
-دي ولادة يا أيهم، البنت هتنزل
أنحنى ليحملها بين ذراعيه مرددًا بقلق:
-شدي حيلك كده هي أول مرة
ثم أغذ في السير نحو الخارج ومنها قصد غرفة العمليات بالمشفى ليتم ولادتها في قسم الولادة بها….
حين وصل أيهم أخذها منه الممرضون ليتم تجهيزها لذلك، هتف أيهم بلهفة:
-عاوز أدخل معاها
لم يمانع أحد ليرتدي ملابس خاصة كي يحضر معها ولادة طفلهما السادس……
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لاحقًا، تم وضع رسيل في غرفتها بعدم ولدت بخير طفلها، فتحت عينيها باجهاد لتتفاجأ بالجميع من محبيها حولها، ابتسمت بضعف فقال أيهم برفق:
-حمد الله على السلامة
نظرت له رسيل مبتسمة بود لينحني أيهم مقبلاً جبهتها، تمنى لها الجميع السلامة فقالت بشغف:
-فين بنتي؟، هموت وأشوفها
رد ببسمة متسعة تعجبت منها:
-عيوني، ثواني وهبعتهم يجيبوهالك يا قمر
ثم اعتدل ليذهب بنفسه وسط نظراتهم لبعضهم البعض والتي لم تتفهمها رسيل، قالت رسيل بسعادة مطلقة:
-عاوزة اختارلها اسم حلو، لقيت كتير ومحتارة
ردت رانيا بتردد:
-أي حاجة يا رسيل، أحمدي ربنا بس إن رزقك بالولاد دول
احترست رانيا في حديثها فقالت رسيل بقناعة:
-الحمد لله
بعد وقت قليل ولج أيهم حاملاً الطفل بين ذراعيه وهو ما زال يبتسم بشدة، تحرك نحو رسيل ثم مال عليها ليعطيها إياه قائلاً:
-اتفضلي شوفي القمر الجديد
حملته رسيل بحنوٍ ثم تطلعت على وجهه بانبهار ولسانها يردد:
-بسم الله ما شاء الله
كانت بشرته بيضاء بشدة ووجنتيه حمراوتين فما أجمله!، عندما ركزت أكثر في لون العينين وجدتهما زرقاء كعينيها فابتسمت بفرحة، هتفت وهي تنظر لأيهم بتهلل:
-كلها أنا، دي شبهي خالص يا أيهم
-طبعًا يا حبيبتي، مش سايب منك أي حاجة، كله إنتي!!
اختفت بسمتها حین تكلم بصيغة المذكر لتحدق فيه بعدم فهم، قال أيهم ببسمة استفزتها للغاية:
-دا ولد يا حبيبتي، يلا هتسميه أيه؟
عاودت النظر للصغير مرددة بتعابير غير واضحة:
-ولد!
هتفت سميرة برضى لتجعلها تتقبله:
-الحمد لله يا رسيل، ربنا بيحبك ورزقك بست ولاد، غيرك يتمنى
لم تمقت رسيل أي من أولادها ودائمًا تحمد الله، ردت بتنهيدة:
-كان قلبي حاسس وبكدبه، حملي مكنش متغيّر ولا حاجة، بس اتمنيت من ربنا وطلبت منه بنت، والحمد لله
ثم وجهت بصرها لأيهم لتلمح مسرته من ذلك، خاطبته بمغزى:
-زمانك مبسوط قوي، الفرحة في عنيك يا أيهم
رد بجدية:
-ربنا كرمني بست ولاد وعاوزاني أزعل يا رسيل!
تجاهلته لتنظر للصغير ومن رحمة الله كان الطفل جميلاً، لذا لم تجد فيه ما يجعلها تبغض شيء في وجوده، ضمته بتحنن لصدرها ثم قبّلت وجنته بلطف، قالت رانيا ببسمة بشوشة:
-الولد ما شاء الله عليه، قمر يا رسيل وخدوده حمرا وعينيه زرقا، لما يكبر هيجنن البنات
تدخل مروان قائلاً بعطف:
-ربنا يحفظه هو وإخواته، أنا مبسوط إن ربنا كرمني بأحفاد كتير
أخرجت تنهيدة عميقة ثم سألت أيهم وهي تتأمل الصغير:
-هتسميه أيه؟
رد بتودد أعجبت به رسيل:
-اللي يعجبك يا رسيل، إنتي اللي تعبتي فيه ودا حقك………!!
___________________________________
حين هاتفتها كعادتها منذ سافرت لم تتردد إيمان في إخبارها بما علمت به مؤخرًا من مايا، لاح الغل والغضب على “لما” وهي تستمع لها وتتوعد للأخير، قالت إيمان بعتاب:
-قعدت أقولك إنسيه وشوفي حياتك بعد ما طلقك، وإنتي رافضة أي حد
انزعجت “لما” وهي تستنكر أن يفعلها فقد ظل طيلة الفترة يتذكرها ونادمًا لتظن بأنه يريدها، لم تعلق على حديث والدتها لتهتف بغيظ:
-عاوز يشوف حياته وينبسط بس دا بعده، هندمه إنه يعلقني كده جنبه وفي الآخر عاوز يتجوز
ردت إيمان بعدم فهم معقبة على كلمتها:
-يعلقك في أيه، إنتي اللي رفضتي تتجوزي وهو سابلك الحرية
ارتبكت “لما” فقد حافظت على السر الفترة الماضية کي لا تتضایق والدتها وتبعدها عنه، قالت بثبات مزيف:
-أيوة يا ماما هو دا قصدي، إن عدم جوازوه أثر فيا وكده
حزنت إيمان على وضعها قائلة:
-خلاص يا “لما” إنتي كمان شوفي حياتك، كنت فكراه مستنيكي بس هو خلاص نسيكي وعاوز يشوف حياته
انتوت “لما” على شيءٍ ما واحتفظت به لنفسها، قالت خاتمة الحديث بهدوء مصطنع:
-طيب أكلمك بعدين يا ماما، عاوزة أخليني مع نفسي شوية
لم تزيد إيمان من همها لذا قالت بامتثال:
-مع السلامة يا حبيبتي وخلي بالك من نفسك
حين أغلقت الهاتف انتبهت إيمان لوقوف السيد كارم وهو يتطلع عليها، حدثها بعدم رضى:
-إنتي السبب، يا ترى عرفتيها إنك قولتيله إنها اتجوزت، تلاقيه هيتجوز بسبب كده وإن مبقاش فيه أمل من رجوعها
نهضت من موضعها لترد بقلب موجوع:
-باحرق قلبه زي ما عمل مع بنتي
رد السيد بتأنيب:
-يعني مش شايفة كام مرة يجي هنا ويتذلل ليكي علشان تقولي على مكانها وفي الآخر طلقها
هتفت بتشفٍ:
-ميهمنيش، أنا مبسوطة فيه علشان اللي عمله مع بنتي، وكويس إنه هيتجوز علشان تشوف حياتها مع واحد تاني، أصلاً بقيت خايفة عليها ترجع ويبهدلها
-بس هو طلقها يعني ملوش كلمة عليها
ردت بارتياح:
-ودا مريحني علشان بنتي ترجع وتعيش في حضني، مش كفاية الفترة اللي فاتت باشوفها زي الحرامية، عاوزاها تعيش معايا
سأل السيد باهتمام:
-يعني هي قالتلك إنها هترجع بعد زين ما يتجوز؟!……….
_________________________________
جلست على طاولة صغيرة جمعتها مع والدة زوجها وابنتها، حيث حضرت سالي حفل خطبة ابنة السيد ماجد في ألمانيا، بعدما قدم الترحيبات بالحضور تحرك ماجد نحوها فابتسمت له برقة، انضمن لهن قائلاً:
-أيه رأيكم في الحفلة؟
كان سؤاله موجهًا للجميع لكن نظراته كانت على سالي لينتظر أن ترد هي، بالفعل ردت بانبهار:
-تجنن الحفلة، من وقت ما جيت هنا وكل حاجة تهبل، حتى فيلتك هنا مش معقولة
قال ببسمةٍ سمحة:
-علشان عايش هنا من زمان فلازم أكون كده
تدخلت السيدة بثينة قائلة:
-ماجد بقاله سنين هنا من وقت ما اتجوز، اجتهد وعمل شغله دا غير عيلته المعروفة من زمان
هزت سالي رأسها فهي على علم بمكانة عائلته، هتف ماجد بحماس:
-أيه رأيك نشتغل سوا هنا، على فكرة شغلك هنا هينفع شركات باباكي وتبقى شراكة مستواها كبير قوي، إنتي هنا وهو هناك، زين السمرى بيعمل كده معايا ومع أمير جوز أختي
ابهرها ماجد أكثر لتفكر في تلك الخطوة، سألت باهتمام:
-وراني ومدرستها؟
رد بثقة:
-أنا هجهز كل حاجة، وبالمرة تقعدوا معانا هنا
وجهت سالي بصرها للسيدة بثينة فنظرت لها الأخيرة بمعنى أنها فكرة جيدة، عاودت سالي النظر لماجد قائلة بشغف:
-خلاص موافقة، أصلاً هنا المكان عاجبني وراني مبسوطة قوي
اتسعت بسمة ماجد حين وافقت، لم يعرف لما أحب؟ ذلك لكن هذا ما حدث، قال بنظرات غير مفهومة:
-وأوعدك هتحبي المكان هنا وأي حاجة تقف معاكي أنا موجود يعني ما تشليش هم………..!!
_________________________________
أمامه مباشرةً جلست ثم اختلست له النظرات والتي أبانت أنها معجبة به وتوافق على الزواج منه فقد فضحتها عيناها، على النقيض جلس زين غير عابئ بها لكنه تماشى مع رغبة والدته، كانت فرحة مريم لا تقدر بثمنٍ لتردد بتبهج:
-مش مصدقة إن سمر خلاص كبرت وهتبقى مرات ابني، دي كانت لسه بتعمل قطتين
ردت والدة سمر بدراية:
-هما البنات كده بيكبروا بسرعة، السنة دي داخلة الجامعة.
قالت مريم بتصميم:
-وخلاص الجامعة دي هتاخدها وهي مع زين
زادت فرحة سمر ثم نظرت نحو زين تريده أن يتقرّب منها لكنه كان متجاهلاً إياها على الأخير وهذا ما قلقت منه لتتلاشى فرحتها قليلاً، كان زين جالس جامد الملامح لم ينطق ببنت شفة، رن هاتفه فتوجهت أنظار الجميع عليه، أخرجه بكل هدوء فوجده رقم من خارج البلاد، دق قلبه ثم اعتدل لترتاب مريم في أمره لتسأله عاقدة جبينها:
-مين يا زين؟
أخفى توتره ثم رد راسمًا جأشٍ زائف:
-دا آيان، هشوف عاوزني في أيه
ثم نهض وقبل أن تدله والدة سمر على الطريق كان زين قد توجه للشرفة ليجيب فصمتت، شكت مريم في تلك المكالمة ثم نظرت له بعدم فهم، غطت على ما حدث لتنظر للجميع متصنعة ابتسامة، نظرت لحسام كي يتحدث وبالفعل قال بمفهوم:
-خلينا نتفق على كل حاجة على ما يجي…….!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حين أجاب على الهاتف ظلت “لما” لثوانٍ مترددة في الرد لكن صوته المألوف والذي اهتزت له أوتار قلبها جعلها في عالمٍ آخر حين نطق اسمها:
-“لما”!!
توترت وهي ترد عليه بتوبيخ:
-عاوز تتجوز عليا، صحيح أناني
كان ضاغطًا على الهاتف بقبضته ليتخيلها أمامه يريد أن ينتقم منه ويعاقبها على سفرها على غير ارتضائه، رد كابحًا غضبه:
-أخيرًا اتنازلتي وكلمتيني، لو كنت اعرف كده كنت اتجوزت من زمان
هتفت باهتياج:
-يبقى تطلقني قبلها، مش ممكن اخليك تتجوز عليا
ابتسم بمكر وهو يرد:
-هو إنتي عرفتي، معنى كده متجوزتيش زي ما وصلني
ردت بغيظ:
-اتجوز إزاي كده، ليه بتعمل ده يا زين؟، قاصد أيه بطلاقك ليا قدامهم ويكون مزيف
قال ببرود مستفز:
-علشان أوديكي في داهية لما تنزلي متجوزة، هدفعك اللي عملتيه معايا يا “لما”
هتفت باستياء وهي تستنكر تبدل حالته:
-لسه زي ما إنت مش هتتغيّر، بتكرهني وعاوز تبهدلني، حب أيه بقى اللي بيقولوا عليه، هموت واعرف بتكرهني ليه!
ثم صرخت في آخر كلمة ليستمر في نفس بروده لكن بداخله ثورة مشتعلة، وأيضًا لم ينكر فرحته بأنها لم تتزوج بعكس ما أخبرته والدتها، رد باستفزاز:
-قوليلي مبروك أنا هتجوز
-مش عليا يا زين
هتفت بتحذير لم يبالي به ليفرح من حالتها تلك، قال بخبث:
-تعالي امنعيني
ردت بحزن وهي تعتب عليه:
-حرام عليك إنت اللي بتبهدلني، وجاي تقولي تنتقم، طلقني طالما مش طايقني عاوز مني أيه تاني؟!
-عاوز أشوفك، ولا خايفة؟!
رد بها بنبرة توجست منها، بالفعل خشيت “لما” أن تعود له لكن زواجه بأخرى يثير غضبها، لا تعرف فغريزتها أشعرتها بالغِيرة كونه أضحى أنانيًا هكذا، كان زين يبتسم بدهاء حين ظهر موقعها على هاتفه وهذا من غبائها المستحكم دون تفكير، لم تعرف “لما” كيف تتصرف لكن اندفعت قائلة بإذعان:
-هنزل يا زين علشان تطلقني، ومش هخاف منك!!…..
……………………………………………………..
__________________________
___________________
____________
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية مغرم بك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.