رواية حب منكسر – الفصل الثامن عشر 18
هو ال اتكسر في الاخر…بس مش لوحده.
لفت وخرجت بحزن وقفلت الباب، اتجمعت دمعة علي طرف عينها ومشيت.
في اوضة اسماء.
دخلت سهير والحده واضحة علي ملامحها.
اسماء كانت لسة بالفستان الابيض، وقاعدة بترتعش وحاطة ايدها علي رأسها وبتنظر للارض.
قربت سهير وقالت بحده:وفي الاخر، كل حاجة باظت اهو…استفدتي ايه بقي؟!
بصتلها اسماء بحده وقالت:ملكيش دعوة…امشي.
سهير قربت منها قائلة :انا كنت عارفة كل حاجة، وسكت…كنت عارفة خباثتكم وبرضوا سِكت…وفي الاخر، عصام راح…وانتي هتروحي.
بصتلها اسماء بشدة.
كملت سهير بنظر قوية:اومال!!! انتي فاكرة رعد هيسكت…هو يبان هادي وبارد، بس وراه حاجة تخوّف وانتي عارفة كدا كويس.
انفاس اسماء تعالت وسهير كملت قائلة:بصراحة مش زعلانة علي مو*ت عصام…هو يستاهل، بس انتي صعبانة عليا…حياتك هتتدمر…مش بعيد يقت*لك.
قالت اسماء بعصبية:اطلعي براااا.
ابتسمت سهير وقالت:طالعة اهو…واشبعوا بيها،انا خلاص هاخد حق جوزي وامشي اشوف حياتي…كفاية قذ*ارة لحد كدا.
ولفت وخرجت من الاوضة، واسماء مسكت مزهرية ورمتها علي الباب بغضب وخوف.
قعدت علي السرير تفكر هيعمل فيها ايه ياترا؟!
لكن جه في بالها حاحة واستغربت قائلة :بس فين حياه دلوقتي؟!
___________بعد اربع سنوات______في فرنسا”باريس”
في فيلا فخمة…وتحديدا في المساء.
نزلت علي السلم وهي ترتدي هودي ابيض بدون قبعة وبنطال جينز ازرق…وسايبة شعرها.
نزلت وظهرت ضحكتها البريئة.
كان في راجل قاعد علي الارض وعاطيها ضهره…وطفل صغير في بداية الرابعة من عمره…وكانو يلعبون سوياً،وحوليهم العاب كتيرة.
قربت وقعدت معاهم وابتسمت وقالت:كل شوية هلم من وراكم كدا…ما تعقل شوية يا يونس.
نظر لها وكان جون، ولكنه دخل الاسلام واصبح اسمه”يونس”.
ابتسم وقال:معلش ياحبيبتي، مش بشبع منه.
نظرت للطفل وابتسمت، وهو قرب منها واخدته في حضنها تضمه علي صد*رها.
قالت الطفل بابتسامة:انا جعان يا ماما.
ابتسمت وقالت:طب اجري في المطبخ عند دادة صوفي.
قام وجري متجه لهناك، لكنه وقع، بس قام تاني.
قالت بقلق:عديّ خلي بالك.
ابتسم واتحرك للمطبخ.
قامت وقفت ومعاها يونس.
ضحك يونس بخفة وهو ينظر له:الواد دا شقي علي فكرة.
ابتسمت وسكتت وهي تنظر ناحية المطبخ.
قرب يونس من خلفها وحضنها، لكنها اتخضت وبعدت فورا وبصتله قائلة بحده :يونس.
نظر لها بضيق وقال:ايه؟! متنسيش اني جوزك.
ابتلعت ريقها واتنهدت ونظرت له بضيق وتوتر وقالت:مش دلوقتي. قال بضيق واضح:لحد امتا يا حياه…بقالنا تلت سنين علي الوضع دا، محدش بيقرب من التاني.
قالت بأنفعال:قولت مش دلوقتي.
سكت، نظر لها وبعدين اتحرك واتجه للمطبخ.
نظرت لايدها، رجعت الحالة الرعشة المستمرة…انفاسها ذادت وكأن قربه منها بيفكرا الماضي.
لفت واتحركت ناحية المطبخ وشافت عديّ بياكل عادي، ويونس بيجيب حاجة من التلاجة.
ونظرت تحديداً لعديّ
____________بعد وقت.
في غرفتها، كانت ترتدي بيجامة زرقاء اللون، قاعدة علي السرير وعديّ قاعد علي رجلها وبيتفرجوا علي كرتون في الاب توب.
بصلها عدي وقال:ماما…هو بابا يونس مش بينام معانا ليه؟!
اتنهدت بضيق وقالت:عديّ قولتلك متقولش بابا، اسموا عمو يونس.
سكت عدي بضيق ولف وجهه ونظر للاسفل وعقد ذراعيه.
اخدت نفس وحضنته من الخلف بقوة وقالت:في ايه تاني؟!
قال بضيق:الولاد في الحضانة بيسألوني مين باباك، وبخاف اقولهم عمو يونس عشان انتي متزعليش.
سكتت ،الحقيقة ال مش قادرة تواجهها بتهاجمها كل يوم بمجرد كلام بسيط.
قالت:متردش عليهم ياحبيبي.
حاولت تلطف الجو وقالت:واه صح، مش قولنا تقول التشايلد كير…مش الحضانة، احنا هنا في فرنسا.
قال بغي*ظ:كلهم مكان للتعليم وخلاص هو لسة ناقص لعبكة.
ضحكت عليه وشدته لحضنها اكتر.
قعدت تلعب معاه وفي النهاية…نام.
كان مستلقي جمبها وهي بتعيد خصلات شعره الصغيرةالناعمة للخلف وبتتأمل ملامحه.
فجاة ،شافت فيه شخص تاني ملامح شخص تاني مطابقة لملامح ابنها.
بعدت بخوف ،انفاسها عالية بشدة.
ابتلعت ريقها ،قامت من علي السرير واتنهدت وحاولت تهدي.
خرجت من الغرفة ونزلت للاسفل، المكان كان شبه مظلم، كانت بتمسح علي جبينها.
دخلت المطبخ وفتحت التلاجة ال عطي نور للمكان.
اخذت زجاجة مياه وقفلت باب الثلاجة، ولفت غطا الزجاجة ولفت.
صرخت بقوة وخوف ووقعت الزجاجة من ايدها.
شافت قدامها مشهد، مشهد لتلك الكتلة الحمراء، لكن مش بتبصلها هي…كانت بتبص لذالك المكسور وهو ينظر للصندوق ويبكي، كانت شايفة ضعفه ودموعه.
نزلت دمعة من عينها، وبقت زي المغيبة… فجاة لقت ال حط ايده علي كتفها.
اتخضت ورجعت خطوة للخلف.
قال يونس بأستغراب :في ايه؟!
ابتلعت ريقها وبصتله بتوتر ومسحت دمعتها وقالت:لا مفيش حاجة.
قال:عديّ نام؟!
اتنهدت وقالت:ايوا.
قال:انتي هتروحي مكتبك بكرا؟!
قالت:ايوا…هروح.
ابتسم وقال:القضية رقم تلاتة مبروك.
ابتسمت بخفة وقالت:لسة متخرجة ومكنتش متوقعة كدا بصراحة.
قال:انا اصلا عايزك تبقي المحامية عندي في الشركة.
قالت:لا، عايزة اشتغل لوحدي، مع نفسي كدا.
اتنهد وقال يونس:احم…تمام،طب هتنامي فين؟!
استغربت وقالت:مع عديّ، هنام فين يعني.
قرب منها وقال:طب ما نامي معايا الليلة.
سكتت بضيق ونظرت للاسفل.
اتنهد بضيق قائلا :حياه…مش هينفع كدا،لازم نتأقلم كويس مع بعض، ولازم نقرب واحدة واحدة.
نظرت له وقالت:ارجوك يا يونس…معلش،سيبني علي راحتي.
اتنهد ونظر لها وقال:تمام يا حياه…ال يريحك.
ونظر للارض وشاف الزجاج المكسور وقال:خلي بالك لتتعوري، اطلعي وبكرا صوفي تنظفهم.
مسك ايدها وخرجها من المطبخ، لكن هي تفكيرها في شيء تاني…ومكان تاني…وشخص تاني.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
في مصر، وتحديدا في القاهرة…فيلته.
دخل في وقت منتصف الليل، الفيلا كانت ظلام، مش فيها اي روح او حركة…هدوء قا*تل.
طلع بخطواته الثقيلة للاعلي ودخل تلك الغرفة.
قلع جاكت بدلته، وبعدها ساعته.
اتجه لطرف السرير وقعد ووضع هاتفه علي الكمود بجانبه.
رن الهاتف، حرك اعينه الصقرية له وكان رقم متسجل”امي”
اغلق الهاتف… وقلع جزمته الجلد…. واستلقي علي السرير، نظر للسقف.
ملامحه كانت كما هي لكن بقت قاسية اكتر، حادة زيادة…تعب اكبر.
كان وحيداً، من عمله للبيت ومن البيت للعمل…حتي انه يقضي اكثر اوقاته في العمل، كي يستطيع النسيان.
اخرج تلك الاسورة الذي مازال يحملها في جيبه دائما كي يتزكرها…قد علم بأنها ذهبت للابد…ذهبت ولن تعود.
اغمض عينه قائلا بتنهيدة قوية:يارب.
ولم تمر دقيقة وقد اتاه اتصال.
امسك الهاتف بهدوء وكان ايمن.
رد بدون ان يتحدث.
قال ايمن:جاهز؟!…افتتاح الاسواق بعد يومين…لازم تسافر الليلة.
اتنهد رعد وقام قعد علي طرف السرير وقال بجمود:تمام…جهز الطيارة.
ايمن:ماشي،انا هستناك في المدرج….انا واثق فيك.
سكت رعد.
قال ايمن محاولا المزاح:انت هتكسر فرنسا يا جدع.
يتبع.. (رواية حب منكسر) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.