رواية ابن الهواري – الفصل الخامس والعشرون 25
ليه زيد ساب شغله هنا ومشي من البلد ملامح محمود
اتغيرت وبأن عليه الارتباك والغضب وقال
أنا مش بحب احكي في الحوار ده يا فريده
انا ولا زيد كمان ودي حاجه خاصه بيني وبينه
وياريت متحكيش في الماضي وصرخ فيها لاول
مره وقال سامعه انتفضت فريده من مكانها وقالت
بحزن حاضر يا ابيه
وسأبها ومشي بسرعه من غير ما حتي يبص
ليها لمجرد أنها سألته سؤال بس مش اي سؤال
دي جرح مدفون مع الماضي كله بيحاول يعمل أنه
نسيه سوء محمود ولا زيد زعلت فريده وعيونها دمعت
بسبب رده القاسي عليها دي اول مره محمود يكلمها
كده من وقت ما اتعرفت عليه
كان محمود واقف بيجهز نفسه عشان يدخل العمليه
وكان حزين بسبب رده علي فريده أنه زعلها بكلامه
بس هي داست علي جرح قديم
فجاءه رن تلفونه وكان اسم زيد مضئ علي الشاشه
فتح التلفون وقال بحزن عامل اي زيد
رد زيد وقال كويس اهو الأمور ماشيه هنا
كمل محمود وقال اي اخبار شغلك في المستشفى
دي يعتبر مستشفى كبيره جدا هناك
ضحك زيد وقال يا ساتر يارب علي القر وأصحابه
ابتسم محمود وقال تفكيرك سئ يا صاحبي دي انا
حبيبك برضه انفجر زيد من الضحك وقال فعلا قوي
كمل محمود بحزن وقال اكيد وحشتك فريده
سكت زيد وكمل بحزن وقال وحشتني قوي يا محمود
ونفسي اكون جمبها دلوقتي هي وابني
ضحك محمود وقال انت مش كنت هنا من شهر
يا عم الرومانسي وقرفتني في عيشتي
وانت بتراقب فيها وكل شويه أحبط عليها بحجج فارغه
عشان تشوفها ضحك زيد بصوت عالي وقال إن شاء الله
قريب هكون نائم جمبك علي السرير انتفض محمود
من مكانه وقال لا خليك عندك أنا معرفتش انام
في اوضتي وانت عامل زي المفتش كرمبو من الشباك
ده للشباك ده مش ناقصه وحياه عيالك
وقام وقال اقفل سلام عندي عمليه قال تجي قال
ضحك زيد بصوت عالي وقال بكره هكون عندك
وابقي قبلني
بعد ما رجع محمود متاخر من شغله قرر يشوف فريده
بس وقتها بلغته المساعده بتاعتها أنها رفضت
تأكل طول اليوم
زعل محمود وحس انو زعلها قوي وذودها
معها قوي مشي ناحيه الأوضه
وأمر المساعدة تجيب الاكل وخبط علي الباب
ودخل كانت فريده قاعده علي السرير قرب محمود
وقال ينفع كده يا فريده تقعدي طول اليوم بدون اكل
انت مش عارفه انك حامل مش خايفه علي ابنك
حطت فريده ايديها علي بطنها وقالت سوري يا أبيه
بس مكنش ليا نفس قعد محمود جمبها وبدأ يأكلها
بصت ليه فريده بدموع وقالت مليش نفس بجد
وكمان اسفه مكنش قصدي ادخل في حاجه من
خصوصيتك مكنش اعرف
نفخ محمود وقال مش قصدي يا فريده
وقال بصي يا ستي انا مش عايز اشوفك حزينه بس
الكلام اللي عايزه تعرفيه دي سر ومحدش يعرفه غير
زيد ومصطفي وانا لانه احنا وقتها كنا عايشين
في شقه وحده بندرس هنا مع بعض في المانيا وبناكل
سوا ونشرب كانت اجمل ايام بجد
ابتسم وقال كان اشطر واحد فينا زيد وكان ملتزم جدا
في دينه وصلاته حتي انا كمان بس مصطفي
كان بيزعل لما يزيد يقول يلا نصلي
وكان بيقول انتو عاملين فيها مشايخ وكان
بيرجع البيت سكران ورائحته مقرفه واحيانا
يبات بره كنت اتخانق معه واهدده اني هقول لجدي
وسكت محمود فجاءه
بصت ليه فريده بحيره قالت سكت ليه يا أبيه
حصل اي وقتها ساب محمود المعلقه من أيديه
وبص في عيونها وكمل وقال
مصطفي وقتها كان عشان يرتاح من قرفي ومشاكلي
وتهديدي ليه
شاف اني لازم امشي في طريق المجنون والسكر
وفعلا نجح
برقت فريده عيونها من الصدمه وقالت في
اخ يعمل كده فى اخوه كده اتكلم محمود
بنرفزه وقال اه في مصطفي الهواري
كمل محمود وقال ولأنه صعب يكسر زيد فعمل
حركه حقيره جدا
عدلت فريده من قاعدتها وقالت عمل ايه يا أبيه
كمل محمود وقال كان بيقولي علي حاجات
سيئة اعملها مع زيد إحساسه انو أقل منينا
رغم انو اشطر واحد فينا
كان بيطلع الاول وكان ليه حضور متميز بين الكل
و الدكاتره كانو بيقولو أنه زيد ليه مستقبل جميل
بصت ليه فريده وقالت بحيره برضه حصل اي وقتها
يا أبيه فرك محمود ايديه بارتباك وقال بس
ارجوكي اوعي تفهمني غلط دي ماضي
وكمل وقال احنا كنا خلاص هنشتغل هنا
بس في يوم رجع زيد البيت بدري عن معاده وانا كنت
وسكت فجاءه كملت فريده وقالت كنت يا أبيه
كمل محمود بارتباك وتعثلم وقال كنت مع
بنت في السرير
وش فريده جاب الوان واتوترت جدا بلغت رايقها
وقالت وزيد عمل اي يا أبيه
بص محمود في عيونها وقال مشي البنت وضربني
وضربته وبعدها قولتله انت جاي هنا بفلوسنا
انت فاكر انك كنت تقدر تحط رجلك في المانيا
بس جدي عمل منك انت دكتور روح بص في المرايه
.بتتشطر عليا انت كان زمانك بتشحت في شوارع
الصعيد انت جاي بفلوسنا خليك فاكر انت هنا المفروض
تكون تحت رجلينا خدام
دمعت عيون فريده وقالت وزيد عمل اي يا أبيه
كمل محمود بدموع وقال بندم
وقتها زيد سكت من الصدمه المفروض انو احنا
عيله وحده زيد أبوه ميت من هو وصغير مكنش
ليه حد لا جده
وكمل محمود بقهر وقال زيد ساب البلد وسأب
حلمه ومشي لاني هنت كرامته ونسيت انو صعيدي
حر دمه حامي ونزل زيد مصر قلبه مكسرة وحزين
من اقرب الناس ليه ورفض يرجع تاني
بصت ليه فريده وقالت وانت عملت اي بعدها يا ابيه
كمل محمود بنفس الحزن وقال اقسم بالله
من وقتها وانا ملتزم في ديني
وصلاتي وبغض بصري عن اي وحده طول السنين
اللي فاتت
بص ليها وقال وانا دائما كنت بحاول اعتزر
من زيد بس هو كان بيقفل اي
طريق يوصلني ليه وقتها كمان سبت الشقه لمصطفي
وعشت وحدي لغيت دلوقتي
مسح محمود دموعه وقال استغفر الله العظيم و اتوب اليه
دي ذنب عظيم بس كان لازم اجوبك عشان متزعلش مني
واتمني ده يفضل سر بينا وقام مشي بسرعه من قدامها
عشان ميظهرش انهاره قدامها اكتر بصت ليه
فريده وهو ماشي وقالت اوعدك يا أبيه أنه محدش
يعرف اي حاجه من ده كله
قامت فريده وطلعت وراه وقالت بلهفه طيب يا أبيه
زيد مقلش ليه قدام جدي اللي عملتوه فيه
لف محمود وبص في عيونها بحزن وحيره وقال
ابن الهواري كان خايف علينا جدنا يحرمنا من الفلوس
اللي كان يبعتها لينا أو يحرم علينا دخول البلد
لانه الحاج ناصر الهواري
وقادر يطردنا من البيت واحنا هناك اصلا
وقتها زيد اشتغل علي نفسه وكبر شغله ورفض
ورث أمه من جدي واتنزل عنه وبقي ينافس
جدي في كل حاجه
حطت فريده ايديها علي بطنها وابتسمت بفخر
لانه زيد كان جوزها في يوم وأنه هو أبو ابنها
عدي وقت وكان معاد ولاده فريده قرب
كانت أم مصطفي واقفه في البيت وجمبها شنط سفر ودخل
مصطفي وأمه واقفه اتكلم بسخرية وقال خير يا امي علي فين
بصت أمه ليه بغضب وقالت راحه لاخوك وبت
عمك اطمن عليهم
قعد مصطفي علي الكرسي وبص في عيون أمه
وقال ليه مقولتيش انك مسافره كنت رحت معكي
وصلتك
انتفضت ام مصطفى وقالت كتر خيرك يا مصطفي
هما مش ناقصين شر وكمان صاحب محمود ربنا
يبارك فيه جاي ياخدني من هنا و مسافر معايا
بص ليها مصطفي بسخرية واتكلم بغضب وقال
انا شر يا امي ليه عملت اي
ضحكت أمه بسخرية وقالت كل خير يا ولدي
حتي الشيطان كان بسقف
من خابثه أفعالك وكملت بغضب وصوت
عالي وقالت انت مفكر لما تقلع توب الدكتور وتلبس
جلابيه صعيدي وتشرف علي الارض هتكون زي زيد
لا لا انت بتحلم زيد ده ترابيه الحاج ناصر الهواري
مش واحد ليل ونهار سكران وماشي مع بتوع
المخدرات والسلاح والرقصات يكون زيه
توب زيد غالي قوي يا مصطفي
انتفض مصطفي من مكانه وقال أنا مش عايز اكون
زيه تعرفي ليه عشان انا احسن منه وهكون احسن
يا امي احسن حاجه عملها حبيب القلب أنه غار
من البلد ولف حواليها وكمل بسخرية
حتي شوفي الجو هادئ وجميل ازي وضحك
بشر وسبها وخرج بغضب
دمعت عيون أم مصطفي وقالت ربنا يهديك
يا بني علي نفسك الاول واللي حواليك
بعد وقت وصلت أم مصطفي مطار المانيا كان زيد
واقف مستنها جري عليها زيد وخضنها وباس دماغها
وقال وحشتني يا مرات خالي عاش من شافك
طلعت ام مصطفى من خضنه وقالت وحشاني يا بني
والله البلد ظلمت من بعدك
سلم زيد علي صاحب محمود واخد منه الشنطه
وفتح باب العربيه ليها وهو ساق
بصت ليه مرات خاله وقالت طمني علي فريده يا بني
بص ليه زيد وإتكلم بحزن وقال محمود كلمني من اول
ما تعبت انا كنت هنا من شهر وسبت شغلي وجيت
بسرعه لقيتها في المستشفى واحتمال تولد النهارده
رفعت أم مصطفي ايديها للسماء وقالت
ربنا يقومها بالسلامه يا بني وتفرح بشوفه ابنك
كمل زيد وقال بصوت حنون اللهم امين ادعيلها
يا مرات خال
كملت ام مصطفى وقالت مش ناوي ترجع حياتها
يا بني كفايه كده بعد هتفضل موجود ومش موجود
بتراقبها من بعيد ومش قادر تقرب
اتكلم زيد بحزن وقهر وقال …
- يتبع.. (رواية ابن الهواري) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.