شمس الصقر (رواية صقر وشمس) – الفصل الثالث
[3]
توقفت ب سياراتها المستاجرة امام احد المقاهي لتشتري فطورها و تخرج مرة اخرى ثم دلفت سيارتها وجلست متنهدة تتصفح هاتفها في امرا ما.
………………………………………………………………..
بينما صقر الذي خرج بوجه متجهم و يشعر باضطراب داخلي من غرفة الاجتماعات بسبب تلك الصفقة التي لا تليق ب مكانة شركته الكبرى في الوسط التجاري و المحلي ايضا, دلف مكتبه ثم صرخ مناديا:
صقر: خالد تعال في الحال.
تقدم خالد من صقر مطاطا راسه ينظر ارضا لينتفض جسده من صراخ صقر قائلا:
صقر: ماذا بك يا خالد لقد اصبحت مهملا في الاونة الاخيرة.
خالد: سامحني سيد صقر, لكنني لا زلت اجهل سبب صراخك و اعلم مدى تقصيري ايضا لكن افهمني السبب؟!.
صقر متنهدا: هذه الصفقة التي كانت من قبل شركة الزمردة لو قبلت بها سوف تكون خسارة لنا, لماذا لم ترفضها قبل ان ياتيني الملف يا احمق؟؟.
خالد: يبدو بأنه قد امسكته خطأ و انا ادخل لك الملفات التي تحتاج إلى توقيعك، لكن لو كنت قد رأيته و درسته لما كنت قد جعلتك تراه من الأساس.
نظر له صقر باعين ضيقة ليبتسم خالد ب توتر ثم اردف ب نبرة مهزوزة:
خالد: م…ماذا؟! هل تشك في حديثي ام ماذا يا صقر؟!.
صقر ببرود: لا، انا لست شكاكا إلى تلك الدرجة يا احمق لكن فكرة انك قد امسكته خطأ تلك ليست قابلة للفهم ابدا!!.
خالد: حسنا فالتنسى لأنك بالأساس قد رفضت الصفقة و انتهى الأمر، لا تجعل الأمر يبقى في بالك كثيرا لأنه سيصيبك الصداع.
اومئ بينما يجلس ثم اردف:
صقر: معك حقك، بسبب خطأك هذا سوف اخصم من راتبك اسبوعا كاملا.
شهق خالد ب فزع ثم تحدث بصدمة:
خالد: انتظر يا صقر لكن ذلك لا يستحق ابدا ثم إنها مجرد غلطة و لن تتكرر يا رجل!!.
صقر: لكنك وقعت ب فمك و قلت ” لقد أصبحت مهملا ” اليس كذلك؟! اذن هذا يعني يحق لي أن اخصم من راتبك كما اريد و لا تستطيع أن تتجادل أو نتناقش في هذا الموضوع، و الان اذهب لكي تكمل عملك انا بعد نصف ساعة سوف اذهب للمنزل.
استدار بخيبة أمل مردفا ب ملل:
خالد: كما تريد سيد صقر.
خرج خالد من المكتب بهذه الحالة بينما يفكر صقر في ذلك المجهول الذي ينتظر أي حركة أخرى منه لكي يقبض عليه، حقيقة هو لن يستطيع ابدا.
بعد مرور نصف ساعة، أمسك ب جاكيت بذلته السوداء واضعا إياه على كتفه باهمال مما جعله في مظهرا رجولي شديد الطغاوى بالفعل لكنه لا يهتم ب محيطه البتة، خرج من الشركة مستقلا سيارته نحو قصره لكي يقضي بعض الوقت مع ابنه و والدته و هذا اليوم يمر ك حال اي يوم اخر مثل سابقه.
بعد مرور وقت قصير توقف ب سيارته أمام باب قصره الداخلي ليخرج من سيارته ليشاهد صقره يحلق في السماء عاليا، ابتسم ب جانبية لأنه يبدو من هذا التحليق عالي أنه يبحث على فريسته لكي يتناول وجبة غذائه! يال شراسته مثل صاحبه تماماً!!، اكمل خطاه دالفا القصر ثم صعد السلم بخطوات متجاوزة ليصل جناحه ثم ذهب نحو الحمام مباشرة نازعا ملابسه ليستحم ثم يتوضأ، ثم خرج من الحمام مرتديا بنطال قطنيا فقط بينما شعره ينقط ماءا على كتفه العريض و القوي نزولا لصدره المنحوت بدقة عالية نتيجة تدريباته الشاقة ل سنوات تحصى بالفعل ثم تنتهي قطرة الماء المسكينة متبخرة من كل هذه الكتلة الجسدية؟!. ما رايكم اخبروني!!.
أمسك ب تيشرته الاسود لكي يرتديه ثم امسك سجادة الصلاة و فرشها على ارضية السيراميك السوداء اسفله، بدأ يؤدي فرضه ب خشوع لينتهي بعد مدة ليست ب قصيرة ثم جلس يمسك ب كتاب الله يتلوا فيه على قدر استطاعته ب صوت جوهري رجولي يليق به، انتهى ممسكا بالمصحف الشريف مقبلا إياه عدة مرات ثم استقام ممسكا ب سجادة الصلاة طاويا إياها ثم وضعهم على المنضدة و أمسك هاتفه ثم خرج متجها نحو جناح والدته، دلف ليجد الممرضة تغير لها المحلول و يبدوا عليها الارتباك و التوتر ما أن نظرت ل عيناه الحادة لكنه لم يهتم بها لتنتهي من عملها سريعا و تخرج من الجناح بخطى اسرع.
جلس بجانبها فوق السرير ثم امسك بيدها يقبلها عدة مرات، رفع بصره الى مستوى بصرها ثم نظر في عيناها و اردف ب صوت حنون:
صقر: امي، كيف حالك اليوم؟! اتمنى ان تكوني بخير!!.
صمت لبرهة ينتظر منها ردا لكن لا جدوى، لا يصدر منها سوى الصمت الذي يؤرقه بالفعل!! اكمل قائلا:
صقر: امي اعلم أنك تسمعينني لأنك لا تستجيبين للواقع، لكن الا تشفق عليك حالي التي اصبحتي تؤرقينها ل إبنك بالفعل؟!، انني أشعر بالضيق في صدري و يكتم أنفاسي انكتاما يخنقني لحالتك، اتمنى فقط أن استمع ل اسمي يخرج من فمه لكي اشاهد تأثيره علي، نبرة صوتك الرقيقة اذناي تفتقدها بالفعل إلى درجة كبيرة لا توصف ابدا.
استنشق أنفاسه ب ضيق بالفعل ثم احتضنها و قبل رأسه:
صقر: سوف تتوقف عن الحديث الان لأنني اذا استمررت على هذه الحال سينتهي بي المطاف طفلا يبكي بين يديك، اراكي لاحقاً يا حبيبة قلبي.
تركها و خرج من الجناح ثم توجه نحو غرفة ابنه طرق الباب ثم دلف مطلا ب رأسه قليلا ليجده جالسا على الأريكة و ممسكا ب جهاز التابلت و يبدو بأنه يلعب لعبة ما، تقدم صقر منه بينما يقول رافعا حاجبه:
صقر: ايها الشقي هل اديت فرضك ام لا؟!.
تنهد آدم بملل شديد ثم كتب بسرعة ليرفع التابلت أمام وجه صقر:
آدم: لقد اديته بالفعل منذ فترة قصيرة جدا، و ماذا عنك انت؟!.
قال بينما يجلس:
صقر: لقد اديته انا ايضا، هيا بنا لكي نتناول طعام الغداء ثم نذهب لكي نلعب مع رعد قليلا ما رأيك؟!.
آدم ب صراحة: حسنا لكن اذا لم يغلبني النعاس في نهاية المطاف.
صقر ب تذمر: هل انت عاشقا للنوم ام ماذا انا لا افهمك ابدا؟!.
آدم يغيظه: و ما شأنك انت بي أن كنت أعشقه ام لا؟!.
صقر: هل انت الان تتجادل معي ام تغيظني؟!.
آدم: اظن بأنني اغيظك؟!.
صقر: و تسألني أيضا؟!.
آدم بابتسامة جانبية: و ماذا في ذلك؟!.
صقر: حقا يا فتى؟!.
آدم: لا أظنه حقا حقا؟!.
تنهد صقر من موجة الأسئلة التي لن تنتهي ابدا ل يقول ب صراخ طفيف:
صقر: حسنا يكفينا أسئلة لا معنى و لا إجابة لها ابدا و هيا ل نتناول طعام الغداء.
آدم بملل: حسنا هيا بنا.
هو ب رأسه منه و من ملله الذي لن ينتهي ثم امسك ب كف يده الصغيرة جدا عكس يده الضخمة ليمسك آدم ب جهازه و خرجوا من الغرفة متجهين ل اسفل لكي يتناولوا طعام الغداء، جلس صقر ثم تقدم آدم منه و جلس على قدمه و ينظر ل صقر الذي رفع حاجبه من فعلته هذه ليبادله آدم بنفس النظرة و يرفع حاجبه مثله تماماً ليبقيا على هذه الحال ل فترة من الوقت، تنهد صقر ممسكا بالملعقة و يبدا هو و آدم بالاكل بالفعل.
بعد أن انتهى صقر و آدم من تناول الطعام شعر ب جسد آدم يثقل شيئا فشيئا لينظر له ليجده ينظر للإمام باعين ناعسة و اصبح يتثاب بين الحين و الآخر لينظر له ب تعجب ثم قال:
صقر: انت حقا عاشقا للنوم يا فتى!! هيا بنا للنوم.
أمسك به صقر ليحمله بيد و اليد الاخرى يمسك بها الجهاز ثم صعد ل اعلى نحو جناحه لكي يحظى ب قيلولة قصيرة هو و آدم ثم في فترة بعد العصر سوف يذهبون ل رعد لكي يحظى آدم ببعض الوقت المرح عكس الملل الذي يحيط به من كل جانب، فتح باب الجناح ثم دلف مغلقا إياه خلفه ثم توجه نحو السرير و انام آدم ثم وضع الجهاز على الطاولة الصغيرة بجانب السرير ليرجع نظره نحو آدم ليجده مستقيما باعين منغلقة ناعسة و منزعجة مع تعبير طفولي جدا لينظر نحوه صقر يتعجب من حاله المتقلبة تلك ليسأله:
صقر: ماذا تريد يا ادم؟!.
أشار آدم نحو تيشرته ممسكا إياه ب طرف أنامله و يهزه ب خفة ليقول صقر رافعا حاجبه:
صقر: تريدني أن انزع لك تيشرتك؟!.
اومئ له آدم بسرعة موافقا ل حديثه ليتنهد صقر نازعا له تيشرته لينام عاري الصدر و ب ملامح مرتاحة ايضا ليبتسم صقر ب ابتسامة جانبية مستمتعة بينما ينزع هو الآخر تيشرته و يلقيه باهمال على اخر طرف السرير ثم نام مستلقيا بجانب آدم يضع رأسه على على يده و من ثم اغلق عيناه لتبدأ ملامحه الصارمة في الهدوء تدريجيا و هو يغرق في النوم شيئا فشيئا.
|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥
خرجت شمس بعد أن فرضها في المسجد مع عدة نساء أخريات ثم توجهت نحو سيارتها و استقلتها و حركت المحرك ثم بدأت بالقيادة بسرعة عادية، أمسكت هاتفها ثم فتحت تطبيق الخرائط و بدأت تبحث عن مرادها ب اهتمام بالغ و شديد.
توقفت بعد برهة قصيرة أمام المقابر؟!!.
اومئت لنفسها ثم تقدمت بخطوات واثقة نحو الباب المفتوح لترفع يداها و تقرأ الفاتحة على الجميع، ثم دلفت و اصبحت تبحث ب عيناها على اسم احدهم، تقدمت بضع خطوات أخرى باهتمام ليخرج حارس القبور امامها لتفزع صارخة ب خفة جعلت الشخص الذي أمامها ينظر نحوها ببرود و كأنه اعتاد على ردة الفعل هذه منها و من الناس مثلها في السابق.
انزلت يدها بينما كانت تتنفس بسرعة ثم قالت ب نبرة صادقة اسرع:
شمس معتذرة: اسفة ايها العم انا حقا اسفة لم أقصد أن اخيفك هكذا!!.
صدمت شمس ب طريقة مضحكة حال ما تعمقت في النظر لملامح الحارس الباردة و الغير مبالية بها ثم تحدثت تنفي ب رأسها:
شمس: انت لم تخف مني اليس كذلك؟!.
اومئ الحارس ببطئ لها، لتسأله مرة أخرى:
شمس: و انا لم اخيفك صحيح؟!.
اومئ مرة أخرى لتتنهد واضعة يدها أعلى صدرها متحدثة بدرامية:
شمس: الشكر لله أيها العم كنت اعتقد بأنني س اصيبك ب صدمة قلبية خفيفة لا قدر الله لكن الحمد لله بأنك لم تصب باي شيء لقد كنت قلقة عليك ايضا.
تحدث الحارس ممعننا النظر في هيأتها ل يقول:
الحارس: انتي يا آنسة اول مرة اراكي فيها هنا!!، من انتي؟!.
ابتسمت شمس ثم تحدثت بابتسامة مشرقة اكثر:
شمس: انا مجرد عابرة سبيل لا اكثر يا عم.
الحارس باستغراب: عابرة سبيل؟!، ماذا تقصدين؟، لكن مظهرك لا يوحي بانك عابرة سبيل!!.
نظرت شمس الى مظهرها ثم قالت باستغراب بينما رفعت حاجبيها و انزلتهم:
شمس: و ما شان مظهري في انني عابرة سبيل يا عم؟!.
تحدث الحارس شارحا:
الحارس: اقصد أنه دائما عابر السبيل الذي يأتي هنا يكون رث المظهر و فقيرا لكن ليس مثلك ب مظهر حسن و ثياب جيدة.
شمس: ايها العم الناس ليست جميعها متشابهة و ليس جميعهم ب نفس الاخلاق.
الحارس: صحيح يا ابنتي، ما مرادك من هنا؟!.
تبدلت ملامح شمس من الإبتسامة الى الجدية بسرعة كبيرة لدرجة أن الحارس انذهل من تغيرها السريع ثم اردفت باهتمام:
شمس: اليس هنا مدفن عائلة الاسيوطي؟!.
الحارس: نعم يا عابرة السبيل!!، ماذا تريدين من مدفنهم؟!.
شمس: لقد اتيت لكي ارد له الجميل الذي قد ساعد عائلتي به منذ زمن طويل جدا، لكن عندما سألت عنه أحدهم أخبرني بأنه قد توفى في حادث سير منذ بضعة سنوات قليلة.
سار الحارس نحو الأمام بتمهل لتبدأ شمس بالسير خلفه و بنفس التعابير الجادة ايضا ل يسأل قائلا:
الحارس: من تريدين بالتحديد يا عابرة السبيل؟!.
شمس: اريد آدم الاسيوطي.
توقف عن السير للحظات لتتوقف هي بدورها ثم أكمل السير قائلا:
الحارس: بالفعل، لقد توفى منذ بضعة سنوات قليلة تقدر بالتحديد منذ سبع سنوات، في حادث سير و قد كان كبيرا بالفعل.
شمس: هل يأتي أحدا من عائلته لكي يزور قبره؟!.
الحارس: نعم يأتي الابن الكبير بالفعل في الذكرى السنوية.
شمس مهمة: هكذا اذن.
الحارس: نعم إنه هكذا، و ها قد وصلنا.
توقف الحارس أمام المدافن الخاصة بالعائلة ليخرج المفتاح منه جيبه و فتح الباب ثم أشار لها بالدخول و يقول:
الحارس: انا سوف اتركك تاخذين راحتك و انا سوف انتظرك في الخارج.
شمس: شكرا لك ايها العم.
الحارس: العفو يا عابرة السبيل هذا واجبي.
دلفت شمس للداخل بينما خرج الحارس لتقرأ الفاتحة ثم تنتهي، اختلست النظر للخارج لترى أن كان الحارس موجودا ام لا، و بالفعل لم يكن موجودا تنهدت ثم قالت بينما تنظر الى قبر والد صقر:
شمس: اممم بصراحة لا ادري ما اقوله، لكنني سوف اخبرك بشيء خطير جدا.
انتظرت قليلا كأنها تنتظر ردا منه لكنها ضربت جبينها ب كف يدها قائلة:
شمس: استغفر الله كأنني انتظر منك أن ترد على حديثي استغفر الله، حسنا الشيء الخطير هو أنني تحققت من طريقة وفاتك و يبدو بأنها ليست حادث سير كما يعتقد الجميع.
حكت رأسها قليلا ثم اردفت:
شمس: على الرغم من مهنة ابنك لكن يبدو أن دقة ملاحظته ليست دقيقة جدا لهذا لا بأس سوف اساعده لا تقلق، ب صراحة سبب قدومي لك اليوم هو ليس لكي اقول لك هذا السبب هو أنه لكي اشكرك على ما فعلته منذ زمن طويل جدا و انا حقا شاكرة لما فعلته في ذلك الوقت، يمكنك أن تطمأن بأنه سوف اكون صدمة تعالج حياة اسرتك الضغيرة مثل الصدمات الكهربائية التي تصيب قلب الإنسان لانعاشه من الموت هكذا سوف اكون.
أنهت حديثها الذي كان يبدوا فيه الغموض و بعض البرود يبدوا هكذا لكن طريقتها و أسلوبها مناسبان تماما لشخصيتها المتهورة، خرجت من المدفن و أغلقت الباب خلفها ثم أخذت خطواتها نحو خارج المقابر لتصل إلى الباب و نظرت في الإرجاء تبحث عن الحارس لكن لم تجده، رفعت كتفيها بلا مبالاة ثم خرجت من المقابر بأكملها و استقلت سيارتها مغادرة المكان تقود بسرعة نحو المنزل لأنها تأخرت بالفعل.
|¥|¥||¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|
خرج الحارس بينما يبحث عن شمس لكن لم يجدها ابدا ليقول باستغراب:
الحارس: اين ذهبت عابرة السبيل تلك؟!.
هز راسه بينما يخرج هاتفه من جيبه ثم نظر إلى الساعة ليجدها الثالثة عصرا، ظغط على عدة ارقام ثم انتظر رد الطرف الآخر.
…………………
بينما كان صقر نائما بجانب آدم سمع صوت رنين هاتفه ليمسك به و ينظر ب عين واحدة من شدة النعاس ليجد حارس المقابر يرن عليه نظر باستغراب ثم فكر لماذا يرن عليه في هذا الوقت ثم رد قائلا:
الحارس: السلام عليكم يا سيد صقر.
صقر: و عليكم السلام يا عم حامد، هل هناك شيء حدث جعلك تتصل بي الان؟!.
الحارس: في الواقع حدث بالفعل.
صقر: ماذا هناك اخبرني؟!.
الحارس: منذ ساعة و نصف تقريبا أتت آنسة شابة الى المقابر ثم سالتني عن المدافن الخاصة بكم و عندما سألتها ماذا تريد اخبرتني بأنها تريد أن ترد الجميل ل سيد آدم رحمه الله.
اعتدل صقر بينما يصغي إلى حديث الحارس حامد باهتمام شديد و قال باستغراب:
صقر: جميل؟!.
الحارس: نعم، هكذا اخبرتني.
صقر: و من كانت يا عم حامد الم تسألها؟!.
الحارس: لقد سألتها بالفعل يا سيد صقر لكنها قالت لي بأنها عابرة سبيل.
صقر: عابرة سبيل؟! ما هذا؟!.
الحارس: لا ادري حتى انا صدمت من ردها على الرغم بأنها لا تبدو فقيرة أو رثة الملابس ابدا بل العكس تماما.
صقر: ماذا تقصد؟!.
الحارس: اقصد انها كانت حسنة المظهر و بملابس جيدة جدا و جميلة جدا سبحان الله كأنها ملاك و غير ذلك ما يميزها عيناها غريبة اللون اول مرة في حياتي اراها في حياتي.
صقر: حسنا يا عم حامد شكرا لك لأنك اخبرتني.
الحارس: و ايضا هذه كانت أول مرة أرى فيها ملامح وجهها لهذا أعتقد بأنها ليست من هنا بل من بلا أخرى.
صقر: حسنا يا عم حامد لا تقلق سوف اهتم بهذا الأمر.
و هكذا أنهى صقر المكالمة بينه و بين الحارس ثم ألقى هاتفه باهمال على السرير يفكر في حديث الحارس و يحاول أن يجمعهم:
صقر: عابرة سبيل، عينان غريبة اللون و حسنة المظهر، تسأل عن والدي و تقول جميل؟!، ما هذا هل يمكن أن تكون هي نفس الشخص المجهول الذي اخترق موقع المعلومات بالفعل؟!.
سار قليلا في أرجاء الغرفة ثم اومئ قائلا:
صقر: هذا يثبت ذلك، و ايضا أن كان توقيعي صحيحا ف من المؤكد أنها ذهبت الى هناك هناك لأنها تعلم بأن الحارس سوف يهاتفني بالفعل و من الممكن أن لا تعلم حتى.
صدح صوت اذآن العصر في أرجاء المنطقة ليتنهد صقر ثم امسك تيشرته و ارتداه ليجلس موقظا آدم الذي اومئ له بصمت ليرتدي تيشرته هو الآخر و من ثم توضأ كليهما ثم أدا الفرض جماعة، أمسك آدم من يده ثم أخبره بينما يخرجون من الجناح:
صقر: سوف نذهب لكي نلهو مع رعد قليلا يا ادم.
اومئ آدم له بابتسامة خفيفة ثم رفع يديه الصغيرة لينظر له صقر ثم يحمله بين ذراعيه فيقبله آدم بسرعة و ينظر للإمام بارتباك بينما قهقه عليه صقر بهدوء، توجه صقر نحو الاسطبل ثم انزل آدم بينما يخرج الحصان رعد من اسطبله الخاص، رعد حصان اسود عربي اصيل كان من الصعب ترويضه لهذا اشتراه صقر و روضه جيدا إلى أن أصبح مطيعا له فقط له وحده.
أخرجه ثم صعد عليه صقر و من ثم امسك بيد آدم و يرفعه واضعا إياه أمامه ثم بدأا بجولة في ساحة الاسطبل المخصصة له بالفعل و قد كان آدم مستمتعا بينما يتلمس شعر رعد الاسود و قد كان ناعما ايضا.
لنترك الابن و الاب يحظيان بوقت ممتع قليلا.
دلفت شمس الى المنزل ثم صرخت قائلة:
شمس: خااالتي لقد عدت.
خرجت سهيلة من المطبخ و قالت:
سهيلة: اهلا بعودتك يا فتاة، لماذا تاخرتي هكذا؟!.
شمس: اسفة لقد كنت مشغولة بالفعل و عندما كنت في مكان قريب ذهبت لكي ارى صديقة عزيزة على قلبي.
سهيلة: حسنا اذهبي و بدلي ثيابك و أن كنتي تريدين مساعدتي في تحضير الطعام تعالي لكي لا تحزني مجددا.
شمس بسعادة: حسنا قاااادمة.
بدلت ملابسها و غسلت يديها و وجهها ثم اتردت حجابا ابيض و ذهبت نحو المطبخ لكي تساعد سهيلة في تحضير الطعام.
……………………………….
أتى المساء بالفعل و بعد أن تناول الجميع طعامه ذهبت شمس الى الغرفة و نزعت الحجاب اتجهت نحو الحقيبة السوداء و اخرجت الفلاشة و جهاز اللابتوب و وضعتهم على المكتب و من ثم ادخلت كلمة السر ل كلا منهما و بدأت عملية اختراقها مرة أخرى لتحصل على معلومات كافية بالفعل.
تعدت الساعة منتصف الليل لتمسك ب لوح الشوكولاتة تقضم منه قضمة صغيرة و قد كانت الأخيرة ثم تنهدت بينما تطقطق أنامل ايديها التي تعبت من كثرة الكتابة و طقطقت عنقها و عامودها الفقري الذي تيبس من كثرة الجلوس أغلقت الجهاز بعد برهة ثم تثاءبت بنعاس شديد بالكاد استطاعت أن تذهب للحمام تغسل يدها و تفرش أسنانها و من ثم سقط نائمة بجانب ياسمين التي قد كانت سبقتها منذ وقت طويل بالفعل.
|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥|¥
في صباح اليوم التالي**
استيقظ صقر و ذهب نحو الشركة بينما يبدأ اجتماع ل صفقة مربحة بشكل جيد ل الشركة، لكن قبل أن يدخل الى غرفة الاجتماعات وجد احمد يركض نحوه بسرعة كبيرة صارخا:
احمد: سيد صقر سيد صقر انتظر ارجوك.
توقف صقر ثم نظر نحو احمد الذي يلتقط أنفاسه ب صعوبة ليعدل نظارته الطبية بحركة معتادة منه ثم قال:
احمد: سيد صقر لدي اخبار لك لكنها تبدو سيئة.
صقر: ما هي أخبرني بسرعة.
احمد: لقد تم اختراق النظام مرة أخرى بالفعل و هذه المرة المعلومات قد كانت عن جدك و عن والدك رحمهما الله.
صقر: اذن هل استطعت أن تحدد مكانه أو عنوانه؟!.
احمد: لا مجددا لم استطع لأنه يستخدم شيئا يحميه بالكامل ب حيث لا يمكنني تعقبه أو أن أعرف أي طفرة تكنولوجيا عنه.
صقر: و هل يوجد برنامج كهذا؟!.
احمد: بالطبع سيدي أنه كهذا و ايضا يوجد اكثر من ذلك.
صقر: حسنا يمكنك الذهاب الان لأنه لدي اجتماع سوف نتحدث لاحقا.
احمد: حسنا سيد صقر.
تركه في بحر عميييق من التفكير بالفعل…..نفى براسه عدة مرات ثم اخرج ملفات من درج مكتبه و بدا بالعمل عليهم لكي لا يفكر كثيرا بهذا الشخص الذي او التي سوف يسقط او تسقط اسفل قبضته لن يفلت ابدا.
شعر ب باب مكتبه يفتح و من ثم ينغلق ثانية و من ثم لا صوت, عقد حاجبيه من هذا الشخص الذي دلف مكتبه و من دون ان يطرق الباب حتى لهذا احتدت ملامحه وبشدة ايضا ترافقها بعض الصلابة الغاضبة جدا ثم رفع راسه ليجدها واقفة امامه ب ملامح جميلة وذات زوج من الاعين الغريبة ليتبدد جزء ضئيل من حالته ومن ثم خرج صوتها الرقيق الذي اطرب مسامعه و دق قلبه دقات متزايدة بكثرة تصاحبها خروج انفاسه الساخنة التي قد اصبحت هائجة بالفعل لكنه صدم اكثر من ما خرج من بين شفتيها منادية:
شمس: كيف حالك يا حضرة النقيب صقر ادم الاسيوطي.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (شمس الصقر (رواية صقر وشمس)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.