رواية القائد الفصل الثاني 2 – بقلم اسماء جمال

رواية القائد – الفصل الثاني

الحلقه التانيه

الحلقه التانيه

الحلقه الثانيه

#سلسلة_القائد ( الجزء الاول )

بقلم / اسماء جمال جمعه ( Soma Ahmed )

******

ف الخرابه ..

ادم زعق ف البنت : إخلصى غوورى من هنا

البنت وقفت بخضه على صوته و ادم كان بيرخى قبضته على رقبة الراجل و يرجع يشد عشان يديله مساحه يتنفس ..

البنت بتتحرك بخطوات عشوائيه و مبعثره ف اتجاهات ملغبطه ..

ادم متابعها بطرف عينيه حسب ما الموقف سامح ف زعق و شاورلها لمكان ما كان بيبصلها على اكوام الكراكيب : من هنا .. اخلصى

البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخة ادم بوجع من قوتها شقت المكان !!

حنين ف المكتب ورق المذكرات كان بيطير بهوجه حواليها كإنه بيشارك الاحداث هيجانها ..

صوتها اتهز و هى بتقرا المذكرات : ” نقلت الحاجه من المحجر للاستراحه .. بعدها عدّى كام يوم كنت ظبطت حالى و عرفت هعمل ايه ..

كنت فاتح شنطتى و بحط هدومى فيها و هى جنبى .. و الله انا فعلا معارفش إذا كانت من سِنى تقريبا او اصغر بسنه او اتنين .. احنا صحيح اتنين متجوزين لكن مهنتقابلش غير كل فين و فين ساعه ف السرير و خلاص .. ملامحها بدويه جدا جدا و هيئتها كمان و معرفاش تبقى غير إكده .. رغم إنى انا اه صعيدى لكن بهيئه و شكل مصرى جدا .. حتى شكلى كمان مصرى .. لاه ده ساعات بيقلب لأجنبى  ..

قعدت هى بغضب و انفاسها طالعه زى الجمر بنفخ عنيف : يعنى انت دلوووق رايح على فين ؟

حمزه اتجاهلها بغضب : ملكيش صالح

امينه وقفت و قربت بهجوم : كيف يعنى مليش صالح ؟ كنبه انا اياك إهنه ف الدوّار ! و لا جاريه من حريم مولايا ؟

حمزه نفخ بنفاذ صبر و قفل الشنطه و رفعها يركنها جنب الباب

و هى شدته و زعقت من بروده : انا بكلمك و لا بكلم حيطه عاد ؟ ما تُنطق و لا ملكش حجه ؟

حمزه زقها و زعق بنفاذ صبر : حجّه لإيه ؟ انتى إتخبلتى و لا شغل الحريم اللى مهتبطلهوش ليل نهار مع امى ف الدوار لحس دماغك ؟ عملتينى مذنب و عايز حجّه عاد ؟

امينه زعقت : امال ليه معايزش تقولى رايح على فين ؟

حمزه اخد نفس بيحاول يهدى و وقف و هى سبقته و ربعت إيديها على صدرها : هتفكر ف كدبه اياك ؟

حمزه نفخ نَفسه المكتوم بعنف : قولتلك رايح شغل

هى هتتكلم هو اللى سبقها المرادى و هو بيشاور بإيده : عايزه تصدقى صدقى .. ماعيزاش يبقى احسن .. مفياش دماغ ترازى و لا فايق للت الحريم ده

امينه اتحركت وقفت ف طريقه و هو بيتحرك للباب اجبرته يقف و لهجتها لانت : ما هتسمعش كلام أمك يعنى ؟

حمزه نفخ و هو بيرفع وشه لفوق : اديلها كام سنه بتتحددت؟ و اديلك كام سنه بتسألى ؟ و انا بيناتكم مستنى واحده فيكم تزهق و مخابرش اخرة ده كله ايه ! بس لو معقلتيش يا بنت الناس اخرتك معاى هتبقى مع اخرته .. دى عيشه تقصف العمر

بيتحرك رجّعته تانى بزعيق و لهجتها بتلين : انا عارفه انى مبخلفش .. و يمكن ربنا يكون رايد مهخلفش .. بس انا مش ارض بور يا حمزه كيف ما الست امك هتقول

حمزه نفخ : و انا يا بت الناس مظلمتكيش و لا هظلمك عاد .. بس بطريقتك دى انتى اللى بتظلمينا و بتظلمى حالك .. اعقلى بدل ما تلاقى نفسك بطريقتك دى بتفوتى ف الحيط براسك

امينه حاولت ترقق صوتها : يا حمزه انا ارض صالحه بس مالزمش تكون صالحه للخلفه بس .. الجواز مش بس حَبل و خلفه !

حمزه بنفاذ صبر : يعنى انتى عايزه ايه دلوووق ؟

امينه اندفعت : ماعيزاكش تبقى كيف شُرّاب الخُرد إكده !

حمزه مسكها بعنف من شعرها : جنيتى اياك ؟ مين ده اللى شُرّاب خًرد ؟ اوريكى كيف بتكون الرجوله عشان تتلمى ؟

امينه إتراجعت بسرعه : لاه لاه ، عارفه .. عارفه إنك ابو الرجاله و سيدهم كمان .. بس الست آمك

حمزه حدفها بحده على السرير وراها : إسمها أمى مش الست أمك و لا حتى امك بس ..امى اسمها امك و لو ماعيزاش تقوليلها اكده يبقى تقولى كيف ما كتى بتناديها قبل الزفت الجواز و لا هى كانت تماحيك !

امينه كتمت غضبها : و هى اما تبقى عايزه تجوّزك تبقى امى ؟ كيف اقولها امى و انا مطيقهاش قدامى و بس بشوفها عفاريتى بتتنطط حواليا ف كل زنقه ! و انت كيف العيل اللى هتغيرله كوافيله .. ماهتفارقهاش واصل حتى ف شغلك تِعرف عنه كل حاجه .. هترجعلها قبل ما تتنفس و انا خابره انها لو قالتلك لاه ماهتتنفسش واصل كيف العيل

حمزه جرّها من شعرها و ضربها على وشها بالقلم و هى صرخت : زودتيها قوى .. هتغلطى ف امى بقول شغل حريم و مسيره يخلص و تعقل .. هتغلطى ف حالك و تبانى قصادى مهزوزه مش واثقه ف نفسك بقول غيرة حريم و مسيرها تعقل .. لكن تغلطى ف رجولتى و انتى خابره اننا صعايده و الراجل منينا اما يتقال عنه مش راجل بيعمل ايه يبقى تعقلى غصب عنك

امينه سندت كفوفها ع السرير بعد ما حدفها عليه و حاولت تتعدل بإندفاع : مش بقولك عيل

حمزه قرب جابها من شعرها و ضربها بالقلم ورا التانى و بإيده التانيه كان بيقطع هدومها بإشمئزاز .. قضى معاها لحظات ابعد ما يمكن عن الحميميه و اتعدل بقرف وقف فوقها و هى بتحاول تغطى نفسها بملاية السرير اللى لمتها من حواليها ..

حمزه بصّلها من فوقها لتحتها بقرف : انا سايبك عاد مش عشان سواد عينيكى .. انا بس اللى مليش غيّه ف الحريم واصل و لا ف دماغى .. شايفهم كيف السيجاره تتشرب و تترمى و بس .. يعنى مهما غيّرت السيجاره الكيف واحد و السيجاره و لا ليها عازه عشان تتغير بشكل تانى .. و انتى يا ماشاء الله جيتى ثبّتيها ف دماغى .. لكن لو حبيت هجيبلك ستّهم و هخليكى تحت رجليها بنفسيكى و ابقى وقتها هتعرفى لحالك اذا كنت راجل و لا شُرّاب خُرده صح كيف ما بتهترتلى

امينه اتعدلت بهجوم لدرجة مخدتش بالها من الملايه اللى وقعت من عليها و جسمها اتعرى : و ده بقا حديتك و لا حديت الست أمك ؟

حمزه حط إيده على وشه و حرّكها عصبيه و هى بصتله بتهكّم : مش هقولك مطيقهاش !

الباب إتفتح و أمه دخلت بهيبة راجل مش ست : و اما انتى مطيقاش صاحبة الدوار اللى قاعده فيها لساكى اهنه ليه ؟

حمزه بسرعه اتعدل و امينه بتلقائيه رجّعت الملايه عليها و زحفت برُكبها و جات ورا وقفته جنب السرير ..

حمزه اتنفس بنفاذ صبر يهدى و اتحرك لأمه باس إيدها : ماتاخديش على حديتتها .. دى مهبوشه ف دماغها من يومها و موضوع الخلفه لحس الباقى من عقلها

أمه عينيها متركزه على امينه وراه و منطقتش .. امينه بعد ما غطت جسمها بالملايه رجعت رخت إيديها بمسكة الملايه عن قصد بيّنت جسمها و اثر لمسات حمزه عليه و بصتلها بعيون بتلمع بكيد نسا ..

امه بصتلها قوى بحده من حركتها المفهومه ف قاموس الكيد و حمزه حاول يتكلم و هو بيقرب من أمه : هتاخدى على حديتتها عاد ؟ دى اتخبلت بقولك

امينه لجّمت خوفها بالعافيه و نطقت بدلع بعد ما حرّكت جسمها بإغراء لفّته بالملايه و نزلت من ع السرير لحمزه : انا لسانى إهنه عشان دوار راجلى .. جوزى .. و قاعده إهنه لجوزى .. عشانه .. و ماهمشيش إلا عشانه بردوا

أمه ضحكت بحده : و انتى بتستغلى عاداتنا عاد .. مبنطلقش عشان ميتقالش عنا قِله و بنتساب .. اه عنديكى حق .. بس رجالتنا رجاله و اصغر واحد فيهم يقدر يفتح بيوت قد بيوت النجع كله .. ما بالك بولدى اللى ماهواش اصغرهم ؟

امينه بلعت ريقها بغضب و حمزه حّرك إيده على وشه بقلة صبر : ما خلصنا عاد .. ماهيخلصش الحديت ده ؟

امه كملت كلامها مع امينه اللى مدوّرتش عينيها عنها كإنه متكلمش : و الدوار اللى بتقولى عنها دى دوار جوزك هى فعلا دواره و هتتملى بذريته عشان تعمّر و تفضل دواره

امينه هتندفع أمه كملت بحده : رضيتى او لاه .. ماهناخدش رأيك .. الحريم إهنه ملهومش كلمه واصل .. لا ف جواز و لا ف طلاق و لا ورث و لا حتى ف طلعه من دارها .. و البت اللى هتطلع من دار أبوها لدار راجلها مهتخرجش إلا ف كفنها .. لا لها كلمه ف طلعتها و لا ف خرجتها .. ملهاش كلمه ف جوازها عشان يبقى لها كلمه ف جواز غيرها حتى لو كان جوزها.. الحريم إهنه بس مجرد ارض بيترمى فيه البذره اللى تنبت و تزرّع .. وعاء بيتفرّغ فيه .. اذا الوعاء ده مخروم ماهيتمليش يبقى نكوبّ ف غيره و نركنه

امينه هترد امه اتكلمت بتهديد مباشر و هى بتتخطى حمزه و تقرب منها بجمود لدرجة امينه اتحدفت وراها على حرف السرير : يا هنكسره ! فااهمه ! يا هنركنه يا هنكسره و بردوا هنكب ف غيره !

امينه بصت لحمزه ورا أمه كإنها بتدفعه يرد او كلامها خلص و هو هرب بوشه بعيد ..

بص للإتنين بنفاذ صبر و سابهم و اتحرك يخرج أمه وقّفته : حمزه

حمزه كان بيفتح الباب وقف بأنفاس مكتومه و لف وشه بس لها و هى لفّت بجسمها له و لهجتها اتغيرت للهدوء : من زمن و هى الحكايه واصله لمطيقاش امك و الست أمك و اشى عايزه دار لحالى و اشى شغلك ابصر ايه و مخابرش ايه .. بس طالما وصلت لشُراب خُرد يبقى لحد إهنه و بزياده عاد

حمزه اتنفس بصوت عالى و هى اكدت بحزم : و دُخلتك عليها مش اللى هتآكد رجولتك

حمزه حرّك إيده على راسه بإحراج من فهمه انها متابعه اللى حصل بينهم من اوله و عمل ايه ..

امه كملت بلهجه ناشفه : دُخلتك عليها مش اللى هتآكد رجولتك .. لااه .. دى هتبسطها .. و دى كيف العِرسه هتاكل و تنسى .. ف اولاتها تاكل و تنسى الحَبل و دلووق تاكل و تنسى رجولتك .. و طالما إكده يبقى دخلتك على غيرها اللى هتأكد رجولتك

حمزه هيتكلم امه قربت قصاده : اهه ع الاقل مش هتجيب المرادى عِرسه

حمزه هز راسه بقلة مقاومه و أمه بصت للشنطه و بصتله : نازل مصر تكمل الشغل الى إتحددتنا فيه ؟

حمزه هز راسه اه و هى كملت بلهجه بتنشف مع الكلام : كمل شغل و مهترجعش دوارك يا ولدى إلا و عروستك تحت جناحك

امينه بصتله قوى و هو مبصلهاش و أمه كملت : فاهمنى يا حمزه ؟ ما هتدخلش الدوار دى و لا هتكسر ف جوفك منيها لقمة عيش إلا و عروستك ف يدك و انا اللى هدخّلك عليها و إلا يمين بالله ما تبقى

حمزه قاطعها : حاضر .. حاضر ماهتزعليش حالك .. حاضر كل اللى تأمرى بيه هيمشى

امينه بصتله قوى و اندفعت ناحيته : مش بقولك شُرّاب خُرد !

حمزه بصّلها بهدوء نسبى و هيقرب منها يتكلم كإنه عايزها تفهم انه بيقفل الحوار بينهم بس

أمه مسكت دراعه : اتسهّل انت لحالك و كيف ما قولتلها ده شغل حريم ملكش دعوه بيه

خرج و سابهم و أمه وقفت بحده قدامها بنظرات ثابته ..

حنين بلعت ريقها بالعافيه و هى بتقرأ .. عايزه تجرى بين السطور كإنها بتدوّر على نفسها .. و عينيها زايغه بتروح و ترجع كإنها خايفه تلاقى نفسها !

همست بصوت مكسور : الحاجه لسه بتتخانق معايا عشان الخلفه ! يعنى ايه ! يعنى انا امينه ! امال ليه حنين !

رجعت للورق بعيون ثبّتتها بالعافيه تقرا كلماته  ..

” اخدت عربيتى و نزلت مصر اللى متعود اسيب اسوان بلدى و اروحلها اخلّص مستلزمات مصالحى و شغلى ف المحاجر بتاعتى ف اسوان و ارجع ..

قابلت سليم صاحبى و إبتدينا نتتكلم ف شغل ..

سليم سكت بقلق : انت مش شايف انها مخاطره ؟

حمزه إستغرب : و من امتى شغلنا مع بعض كان خالى من المخاطره ؟ ده احنا عرفنا بعض بالمخاطر

سليم سكت شويه بتفكير : اه بس المرادى الوضع مختلف .. احنا كان اخرنا نعادى ناس و ناخد شغل ف الجبل وضع يد .. اكلملك حد من حبايبى ف الداخليه نضرب تصاريح حتة ارض …يوقّعلنا مزاد علينا .. نسلّك مشاريع من الحكومه .. ناخد حتة ارض زراعيه من تحت ضرس الحكومه و نقلبها منتجعات.. ندفع رشوه عشان ناخد حاجه .. و كله بحس شغلى و حبايبى ف الحكومه لكن

حمزه قاطعه : لكن ايه ؟ هتحسبها هتلاقيها واحد

سليم بحيره : لاء مش واحد .. احنا كنا بنتحرك ف الجبل على حس الرُتبه بتاعتى و شغلى مع الحكومه لكن احنا كده هنعادى الحكومه نفسها يا حمزه

حمزه بهدوء : لا هنعاديها و لا حاجه .. هى بس اللى طماعه و الطمع قلّ ما جمع و بعدين احنا مش هنعمل حاجه ازيد من اللى كل الناس بتعمله .. كل الناس بتلاقى الخير ده بتكمّر عليه لحالها .. هاتلى حد كده لقى حاجه و راح بلّغ عنها الحكومه عشان يجوا ياخدوها منه ؟

سليم هيتكلم حمزه قاطعه بسرعه : إلا اذا كان عبيط

سليم : عبيط ؟

حمزه بتأكيد : و اهبل كمان .. هو فى حد بيسمح لحد يشاركه ف رزقه ؟ لاء و هو اللى بيروحله كمان ! لما انا اروحلهم برجليا اقولهم لقيت العكمه دى كلها و تعالوا خدوها !

سليم بتردد : اه بس دول هيساعدوك بردوا .. و هيبقالك عشره الميه

حمزه بإصرار : معايزش مساعده منيهم .. و العشره الميه دول انت اولى بهم

سليم عينيه لمعت و حمزه لاحظ ف داس اكتر : امال انا رجعتلك ليه من الاول ؟ حطيتك ف سكتى ليه و انا مخايفش توقعنى ؟ عشان الخبطات الكبيره اللى زى دى

سليم : يبقى فيفتى فيفتى

حمزه ضحك اول ما دخلوا ف التفاصيل : لاه كده هنختلف و يبقى مشافهومش و هما بيسرقوا شافوهم و هما بيتحاسبوا

سليم ضحك بقلق : قصدك مشافهومش و هما بيهرّبوا شافوهم و هما بيتقاسموا

حمزه : مفارقاش .. عشرين الميه

سليم برفض : مش هنفاصل يا حمزه .. ده انا اللى هشيل الليله لو وقعنا .. انت اخرك هتتطس حكم لكن انا فيها دم ده انا رُتبه ف الداخليه

حمزه شاورله : و انا مهاسيبكش .. و لا هسمح ده يحصل و بعدين فال الله و لا فالك .. ده كلام يتقال ف اتفاق زى ده ؟

سليم سكت بيراجع عقله و حمزه مد إيده يقفل الحوار : الشيله تقيله و تستاهل .. انا اللى متكفل بكل حاجه لحد ما تتباع و نستلم الفلوس زى ما تكفّلت بكل حاجه من اول ما لقيتها و الحفر و العمال و نقلها .. ده كفايه إنها ف بيتى

سليم بصّله بذهول : يخربيييت يا حمزه حد يعمل كده ؟ انت عارف لو

حمزه قاطعه : ياخى قولتلك فال الله و لا فالك .. و بعدين عشان كده جيتلك قوام ننجز و نحط ايدينا ف ايد بعض .. انت اللى عمال تماطل لحد ما اقع بيها .. و ان وقعت هوقّعك معايا و هتقع الشيله على دماغنا و هتقع معاها كل حاجه قديم و جديد و تردم علينا

سليم وقف بغضب : انت بتهددنى يا حمزه ؟

حمزه شد إيده قعّده : عيب عليك .. انا بس بفكرك اننا ف يوم اتفقنا سكتنا واحده ف مش هنختلف دلووقت عشان قلبك خفيف

سليم سكت بتفكيره و حمزه مد إيده بسخريه : امال داخلية ايه بقا و انا الحكومه و بيعلمونا منخافش و عاملى قلب الاسد

سليم ضحك بتوتر و حمزه كمل بإصرار : و ان انجزنا هناكل فيها لقمه حلوه

سليم : ادينى يومين كده اظبط حالى و ارجعلك نرتب هنعمل ايه

حمزه إستغرب : حال ايه ! ده انت لا مَره و لا عيل !

سليم شرد شويه و إفتكر حاجه و اتردد بقلق ..

حمزه : اعتبرها مأموريه تبع شغلك من اللى بتطلعوها دول ! انت يدوبك هتسافر مع الحاجه و هى بتتهرّب و كإنك مسافر تغير جو

سليم اتردد : ما اكلملك حد من حبايبنا ف الجمارك زى كل مره و

حمزه : لاه ..المرادى غير .. الحاجه كتير .. الشيله تقيله يعنى و عشان كده بقولك الطلعه دى عايزاك انت .. عشان محدش يدقق معانا و نضمن ان محدش يقفلنا ف السكه .. ماهو اكيد مفيش ظابط هيتفتش .. ده حتى يبقى عيبه ف حق الكارت اللى بتصدّره ف وش اى حد يقفلك زى المسدس

سليم : طب و الحاجه اللى ف بيتك يا ناصح هتيجى ازاى ؟

حمزه : مانت هتطلع للمطار من عندى

سليم : اشمعنى ؟

حمزه رفع حاجبه : عايزنى اجى ببلوه زى دى من الصعيد لهنا ؟ اتجننت انا اياك ؟

سليم بصّله قوى : و ان انا اسافر بيها برا عادى ؟

حمزه إتراجع : انت يا بنى ظابط و لا مش عارف تظبط نفسك ؟ انت غيرى .. انت بتعدى على اى كمين بيبقى هاين عليهم يمشوا يزقوا العربيه وراك

سليم سكت بإقتناع نوعاً ما و حمزه شاورله بتوضيح كمل كلامه : هنسافر للصعيد اسلّمك الحاجه و معاك رجالتى كمان يبقوا تحت تصرّفك لحد ما تخرج بالسلامه برا

سليم استغرب بقلق : و انت مش هتسافر و لا ايه ؟ امال

حمزه قاطعه : هسافر بس مش معاك .. و لا عايزهم مجرد ما يحصل قلق يكمشونا و يقولوا ايه لم الشامى ع المغربى ؟

سليم رجّع ضهره لورا بتفكيره و حمزه كمّل : هتطلع انت ع المطار و تانى يوم هحجز و احصّلك

سليم إستغرب : هتحجز ؟ انت لسه ما

حمزه مرضيش يقوله لسه محجزش إلا اما يتطمن إنه هيسافر هو الاول من غير قلق و الا لو وقع و اتكلم هيبقى حجزه للسفر دليل يدينه ..

حمزه انجز يقفل الحوار بإقناع : لاه بس احتياطات ان محدش متابع خطواتنا

سليم سكت و إبتدى يحسبها و يرتب اللى هيحصل و اتفقوا ..

قعدوا اسبوعين بيظبطوا السفريه و اجراءاتها و اللى المفروض هيتعمل لحد ما جه يوم السفر ..

حنين بتقرا و رعشة إيديها بالورق مشاركه رعشة صوتها : ” يمكن اكون مخابرش اللى حصل ف البلد ف الاسبوعين اللى قعدتهم ف مصر او مهتمتش اعرف .. ماهو هيحصل ايه يعنى غير خناقات امى و امينه و لت و عجن حريم و هسمعه من الاتنين كل واحده لوحدها !

بس بعد كده عرفت ان امى كانت حاطه امينه تحت عينيها قوى .. مهتغفلش عن انفاسها حتى..

اما امينه فمكنتش هتفكر ف حاجه غيرى .. او بمعنى اصح غير انها تربطنى جارها و ده اللى خلاها دقت اول مسمار ف نعشها ..

امينه خرجت من البيت بهدوء خفى و اخدت تاكسى و اتحركت ..

ركنت قدام بيت صغير مهجور ف حته مقطوعه و دخلت لقيت سعاد الشغاله مستنياها !

امينه مسكت إيدها بخوف : بت انتى متطمنه للحمار ده و لا غشيم و هيضيعنا ؟

سعاد شاورتلها بحماس : ده متجرب يا ست الستات و انا بنفسى مجرباه مع مرت اخوى

امينه بصتله و هو مندمج ف اللى بيعمله و همستلها : حمزه مهيهزرش ..لو عرف حاجه زى دى ممكن

سعاد قاطعتها : و لا هياخد خبر يا ست الكل .. هو احنا بنلعب ؟ امال انا خليته يقابلك هنا ليه بعيد عن مكان شغله ؟ عشان هنا محدش هيشوفك و لو حصل ممكن نقول اى حاجه .. لكن عنده لو حد لمحنا هنتفهم من غير ما تتسألى

الراجل رفع وشه و بصّلهم و هما اتعدلوا بسرعه : خير يا مرت الباشا

امينه اتفزعت و وقفت : انت تعرف جوزى ؟

الراجل : طبعا .. و الطالع بتاعك و بتاعه قدامى اهو .. جوزك .. حماتك .. اهلك .. شغل جوزك و حماتك و اللى هيعملوه و اللى هيعملوه معاكى

امينه حطت إيدها على صدرها اخدت نَفس براحه اما اتطمنت و قعدت ..

فجآه بصتله : هيعملوا ايه معاى ؟

الراجل : مش حماتك عايزه الوريث ؟

امينه بصتله بغضب : منى او من غيرى مفارقش معاها .. المهم ولد

الراجل : لاه .. منك لاه مش عايزه .. مهتحبكيش .. و لو جه منك تبقى زى الوعاء اللى ادى الغرض و يترمى

امينه افتكرت كلام حماتها ف وقفت بغل : هترمينى برا اياك ؟ يعنى ايه !

الراجل : يعنى اربطى جوزك زى ماهى ربطاه

امينه بصتله قوى : هى عاملاله عمل يكرهنى عاد ؟

الراجل هز راسه و هى اتعصبت : و انا عايزاك تعملى اخلف

الراجل : لاه اعملك تربطيه بيكى و الخلفه تجى بعدها

امينه هزت راسها و هو شاورلها بلفّه جنبه فيها حاجات : و دى الحاجات اللى قولت لسعاد عنها هتعمليها .. هفهمك تعملى ايه بالظبط المهم متلغبطيش و جمعه و تجيلى تاخدى بقية الحاجه اللى هعملها على حاجته اللى طلبتها منك ، المهم جيبتى اللى طلبته ؟

امينه هزت راسها و طلعتله فلوس من شنطتها و ادتهاله و ركنت شنطه جنبه : و دى الحاجات اللى طلبتها

الراجل اخد منها الحاجه بجشع : جمعه واحده و تجى تاخدى الحجاب اللى تحطيه تحت فرشته .. و بقية الحاجه اللى جيبتيها هجهزهالك و اعمل عليها و ادهالك تدسيها ف تربة ميت من قريب و لو قدرتى تدفسيها بين جثته بعد غسل او بين عظامه ف التربه يبقى احسن

امينه هزت راسها بحماس و هو شاورلها خرجت اخدت تاكسى و روحت ..

واحد قرب من الحاجه صافيه ام حمزه و همس ف ودنها و اتعدل بعد ما خلص كلام ..

الحاجه صافيه بصتله قوى و وقفت بحده : معرفتش مين ده عاد ؟

الراجل : لاء .. انا مشيت وراها زى ما قولتى و هى اخدت تاكسى و مشيت لحد ما ركنت عند حته مقطوعه و دخلت كوخ صغير كده مهجور قعدت تقريبا ساعتين و خرجت بالتاكسى من جوه و انا معرفتش ادخل وراها بالعربيه لجوه عشان تشوفنى بعربيه من بتوعنا و تعرف زى ما قولتيلى

الحاجه صافيه بصتله بتركيز : جايز يكون حد من اهلها و

الراجل : معرفش .. هو بعدها ع طول خرج واحد على طول .. بعدها مظهرش حد .. الحته مقطوعه

الحاجه صافيه بصتله بحده : تغطس و تقب ف المكان و تجبلى اى حاجه تلاقيها حتى لو الراجل نفسه

الراجل سابها ومشى و رجعلها بعد ساعه ..

الحاجه صافيه : هاا ؟

الراجل شاورلها بشنطه صغيره : ملاقتش غير الشنطه دى .. و الراجل ملهوش اثر .. زى ما يكون كان طالع و راجع يا لمح حد متابعُه ف اختفى

الحاجه صافيه اخدت منه الشنطه و فتحتها و عينيها وسعت بصدمه .. طلعت هدوم داخليه باينه رجالى و حريمى !

بصتلها قوى و هى ماسكاها بعنف بإيدها و بصت بعيد بشرار !

عند حمزه خلص مع سليم و سافر الاول حسب اتفاقهم ..

وصل و راح ع الاستراحه ع طول ..

جاله واحد من رجالته وقف اتكلم معاه شويه و مشى ..

حمزه ضحك بنفاذ صبر : سِحر ! اخرتها عفاريت و دجالين يا بنت ال.. .. و لا بلاش .. ماشى يا امينه حسابك معايا اما افضالك

مسك موبايله اتصل على أمه .. بعدها نزل نفق تحتى ف الاستراحه ادّى تعليماته لرجالته يجهزوا الحاجه .. خرج لأمه ..

حمزه ابتسم و اخدها و مشيوا للاستراحه : تعالى شوفى حاجة إبنك عشان تعرفى

امه بصتله بتردد : حمزه ، عايزه اقولك حاجه

حمزه بصّلها بإهتمام : ع الشغل ؟

امه سكتت شويه : لاه ، على امينه

حمزه اخد نَفس بملل و رجع بعينيه يتابع الرجاله بتركيز : اوووه ، مهنخلصش عاد

امه بصتله بحزم : لاه مش زى ما فاكر ، بت الكلب هت

حمزه قاطعها بزهق لمجرد فهم ان أمه كمان متابعاها و عرفت بس ميعرفش عرفت او فهمت ايه بالظبط : ماعيزش اسمع حواديتكوا اللى زى اللبانه كل ما نشيل و نحط فيها تمط

امه : يا ولدى دى

حمزه نفخ بإيجاز يقفل الحوار : امااه الله يخليكى .. دماغى منقصاش لت حريم عاد .. لو عملت حاجه انتى كفيله بيها مهتستنيش واصل

امه بصت بعيد و همست جواها : عندك حق .. انا كفيله بيها .. و مهستناكش انت

سكتت و قررت تأجل الكلام حاليا و وقفوا تابعوا شغل الرجاله بصمت لحد ما خلصوا و إدوله خبر.. بعدها هى مشيت للبيت و حمزه كلّم سليم ..

امينه جوه البيت ف اوضتها الشغاله دخلتلها ..

الشغاله سعاد همست ف ودنها : حمزه باشا وصل

امينه وقفت بلهفه : تحت ؟

الشغاله سعاد : لاه ، جه طوالى ع الاستراحه .. بس انا لمحته كنت ف الجنينه .. ده حتى الحاجه صافيه خرجتله بسرعه

امينه وقفت بقلق : مسمعتيش حديتتهم ؟

سعاد : لاه ، بس كان هيقولها تعالى شوفى حاجة إبنك عشان تعرفى

امينه بصتلها قوى و الشغاله رجعت لورا من شرارة عينيها ..

امينه بترّقب : كان لوحديه ؟

سعاد : مخابراش .. اصله وقف بعربيته الاول عند الاستراحه الغربيه و دخل .. بعديها جه اما شاف الحاجه طلعتله .. كإنه هو اللى كلمها

امينه بصتلها بحده : جيته كانت من امتى ؟

سعاد : اديله نص ساعه

امينه شدت حجاب طويل لفّت نفسها بيه و خرجت .. نزلت بحذر بتتلفّت حواليها لحد ما خرجت  برا البيت .. راحت ع الاستراحه دخلت و نزلت السلم لتحت و وقفت على بُعد تتابع الموقف و ابتدت تسمع كلام حمزه ..

حمزه وقف بقلق من تأخير سليم اللى شويه و وصل برا ع الطريق و رجالته بلّغوه ..

امينه شافته بيتحرك اختفت ف ركن و هو طلع على سطح الاستراحه لمح عربية سليم و كان معاه واحده شكلها غريب و باين عليها التوتر .. إدى لرجالته امر تتحرك لعنده بعد ما سلّمهم الحاجه و تمم عليها ..

حمزه نفخ بذهول و هو رافع موبايله : يخربيييت الحريم اللى واكله عقلك.. مهتبطلش رمرمه

قال اخر الجمله لسليم اللى فتح عليه و ضحك : ملكش فيه بقا .. مش قولت اللى جاى بتاعى ؟ سيبنى بقا ارتبهولك صح عشان يطلع صح و افتكر ان الاهم من الشغل تظبيط الشغل

حمزه ضحك بغيظ : هتضحك على حالك ؟ تظبيط الشغل و لا تظبيط حالك ؟

سليم رفع حاجبه : ملكش فيه .. بعدين عريس طالع يقضى شهر العسل مفهاش تدوير دى

حمزه رفع حاجبه للفون بعد ما رفعه من على ودنه : شهر العسل و عريس ؟

سليم ضحك بمكر : اه بحته عرفى كده و هنخلص مصلحه و نرجع

حمزه بإستسلام : عرفى ! اخرتها عرفى ؟ ياخوفى لا تكون اخرتى على إيد مَره

سليم ضحك : تخيل

حمزه هز راسه بيأس : المهم الحاجه إتحركت بالعربيه لعندك

سليم قاطعه : قدامى اهم و شوفت الحاجه يا ابن الحرام .. الله يحرقك هتفتح معبد ؟ كل ده اثا

حمزه قاطعه و هو بيتلفّت حواليه بقلق : ششش يخربييت لسانك .. انا خارجلك نرتب العربيات اللى هتطلع وراك عشان لو حصل حاجه تلحقك و الرجاله اللى هتتابعك ف المطار زى ما رتبنا

سليم : كل ده ؟ هو فرح خالتك ؟

حمزه ضحك بثقه و هو بيقفل معاه : لاه الفرح ده اما تعاود بالسلامه

حمزه إتلفّت حواليه بقلق و خرج .. وامينه وقفت بغضب .. كلمات متقاطعه مش مفهومه سمعتها منه بدون ما تسمع الرد يفسرها .. عريس ، شهر عسل ، عرفى .. مَره .. و اخرهم فرح اما يعاود !

خرجت وراه بغضب تابعته بعينيها من بعيد لحد ما شافته وصل لعربيه نزل منها واحد شافته معاه قبل كده كذا مره بس مهتمتش تفتكر ..

شافت معاه واحده ف العربيه و الاتنين بيتكلموا و اللى معاه بيشاورله عليها و هو بيضحك و ميل على شباك العربيه ركز كفوفه عليه و إبتسملها و التانى بيتكلم كإنه بيعرّفهم مثلا .. شافت وشه و ملامحه نوّرت بغرابه !

مفهمتش غير ان فى حاجه مش مظبوطه .. عربيات و مطار !

بس الاهم الحوار فى بين سطوره جواز .. فى عريس و شهر عسل و جواز عرفى و فرح ! كلها كلمات متقاطعه و مجرد ما سمعتهم كل كلمه رسمت معناها من غير جمله و رسمت قدامها نهايه واحده حرّكتها زى الآله !

عند حمزه خرج لسليم قدام البيت اللى إبتسم اول ما شافه بحماس ..

سليم بصّله بتهريج : يخربيييت كده ! انت متأكد إنك لقيت ده كله ف المحجر ؟ يعنى مش كده و لا كده ؟ تكون سرحت للمتحف و انت فاكر نفسك ف المحج

حمزه قاطعه بغيظ : علّى صوتك يلاا يلاا خلينا نتسوّح و اخلص منك

سليم ضحك بصوت عالى : عيب عليك يا قائد .. واحد بقلبك الميت بيسمّوه قائد الصعيد المفروض هو اللى الحكومه تخاف منه .. ده المفروض يشغّلوه معاهم اصلا

حمزه شاورله ببرود و هو بيولع سيجارته : طب مانا شغال معاهم اهو .. و لا انت ظابط على ما تُفرج ؟

سليم ضحك و حمزه ف وسط ضحكته عينيه راحت ع العربيه و لمحت البنت اللى فيها ف وقف بضحكته بدون مقدمات..

شافها عيونها دبلانه و باهته .. إيديها بتفرك ف بعض بعشوائيه .. بتبلع ريقها بالعافيه و بمجهود كإنها شاربه مرار !

حمزه مركز مع حركات وشها و تشنجات ملامحها و سليم بيتكلم لوحده لحد ما وقف بالكلام فجأه اما شافه مركز بعيد و راح مع عينيه عليها ..

سليم غمزله : تعالى اعرّفك

حمزه كان عايز يرفض بس اتحرك معاه بدون إراده منه او يمكن فضول .. مش عارف ليه منطقش !

سليم وقف قصاد شباك العربيه و شاورله : ده حمزه يا حونّا اللى كلمتك عنه

البنت مبصتش و عينيها تايهه على قزاز الشباك التانى و سليم شاور لحمزه بعينيه عليها : دى حنين !!!

حمزه مد إيده بعفويه : اهلا يا .. مدام !

حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره !

حنين نظراتها الباهته المهزوزه على ورق المذكرات ف إيديها ابتدت توضح شويه بشويه اما فتّحتهم اوى بصدمه ..

صوتها عِلى و هى بتقرا ف المذكرات و مش حاسه بإيدها اللى كبشت ف الورق فجأه بمجرد ما سمعت إسمها !

همست بصوت مهزوز : انا !!!

رجعت بعينيها للورق برفض تعيد قراءة اخر سطور : عرفى ! مع ده ! انا ! انا !!

حنين بتهز راسها بعشوائيه : لالا .. اكيد لاء .. مش انا .. لالا

وقفت و الورق ف إيدها بتقرا و تجرى بين السطور و هى بتتحرك حوالين نفسها بتوهان و تهز راسها و هى بتقاوم اغماء كإن عقلها اخد خبطه و رافضها و متعرفش انها لسه اول خبطه !!

ف الخرابه ..

ادم زعق للبنت : إخلصى غوورى من هنا

البنت بتتحرك لمكان ما بص و قبل ما تختفى سمعت صرخة ادم شقت المكان ..

الراجل كان استغل إنشغال ادم و عينيه اللى إبتدت تتشتت و بمجرد ما إيده رخت دفع الحديده جات ف جنب ادم اللى صرخ ..

البنت حدفت الشنطه و رجعت جرى بخوف غريب ناحية ادم .. حاولت تقرب بس الموقف مش مساعدها !

ادم قوته إتهزت لحظات و إيده فكت من على رقبة الراجل و التانيه بتسيب إيد الراجل بالحديده .. الراجل شد الحديده المغروسه ف جنب ادم و هيغرسها تانى ادم كانت إيده سابت ايد الراجل بس لسه صوابعه متعلقه ب بكفه ف استجمع قوته و مسكه دفعه بعيد ..

الراجل وقع على ضهره و الحديده اتحدفت من إيده بعيد .. بيقوم كان ادم بيقوم هو كمان و وقفوا قصد بعض .. الراجل استغل إصابة ادم و ضربه مكان التعويره ف جنبه برجله مره ورا مره ..

ادم بيكتم صرخته و ف تالت مره الراجل بيرفع رجله يضرب ادم مسك رجله و لواها و حدفه بعيد ..

ادم بيميل عليه الراجل رفع رجليه الاتنين لفوق و خبطُه حدفه بعيد نزّله ع الارض ..

قبل ما ادم يقوم كان الراجل قام وقف فوق وقعة ادم ع الارض .. الراجل إتلفّت حواليه ع الحديده بس شافها بعيده شويه خاف يتحرك يدى فرصه لأدم يقوم .. مسك حجر من حواليه و اترفع فوق ادم يحدفه عليه ..

ادم غمض عينيه بإستسلام غريب على الموقف و صوره واحده اللى إترسمت قدامه مفيش غيرها .. بتروح و تيجى كإنها بتحاوره !

البنت كانت متابعه الموقف بترقب و عينيها بتزوغ حواليها على اى وسيلة مساعده .. لمحت الحديده محدوفه جنبها ..

الراجل رفع الحجر و قبل ما ينزّله بلحظه البنت مسكت الحديده و قربت بهلع إندفعت عليه ضربته على دماغه !!

الراجل عينيه إتشوّشت لحظات و بيحاول يفوق البنت صرخت ف ادم قدامها : قوووم

الراجل حدف الحجر و حط إيده على دماغه و لف وشها لها وراه بصّلها بعنف و بيعدل نفسه ياخد وضع هجوم ناحيتها : يا بنت الكلب و الله ما هسيبك

البنت لفّت بسرعه من وراه لقدامه جنب ادم اللى كان بيستغل انشغال الراجل و بيحاول يقوم ..

الراجل مد إيده جابها من شعرها عليه : انتى اللى قلبتيها دم .. استحملى بقا يا روحىامك

ادم بيتعدل و جنبه ابتدى يجيب دم بشكل عنيف و عينيه اللى بتقفل بتعلن انه بينسحب لإغماء بيقاومه بالعافيه .. بس صوت الراجل كإنه بيحاول يفوّقه ..

البنت تنت ركبتها و ضربته ف قصبة رجله بالظبط مره ورا مره هزّت قوته و مجرد ما اتهز فكت نفسها منه و جريت جنب ادم ..

حاولت تسنده يقف و بيقوموا الراجل قرب شد البنت من ورا ادم من إيدها و إيدها التانيه كلبشت ف ادم و صرخت : آآ .. يا .. الحقنى .. يا …

و قبل ما الراجل يتحرك كانت ميلت بنص جسمها قدرت تمسك الحديده تانى من جنبها ضربت الراجل تانى بالحديده مره ورا مره ورا مره و دماغه غرقت دم !!

ادم للحظه عينيه فتّحت بإنتباه كإنه بيفوق مش بيُغمى و البنت الحديده فلتت من إيدها بإستسلام .. بصت وراها لأدم اللى حدة الموقف فوّقته و رجعت بصت للراجل اللى نزل ع الارض وسط بركة دم !

رجعت لورا خطوات و نزلت برجليها جنب ادم ع الارض و انفاسها عاليه و الاتنين بصوا لبعض و بصوا للراجل اللى جسمه ثبت تماما ع الارض و بصوا لبعض بترقب !!!

#سوووووما

حنين ضمت الورق ف قبضتها اوى كإنها عايزه تقفل الحكايه لحد هنا .. او مثلا اتهيألها انها مجرد ما توقف قرايه هتوقف معاها الاحداث !

دموعها نزلت مرعوشه على وشها كإنها بتشاركها رعشة جسمها ..

اخدت نَفس بصعوبه و كلبشت بإيدها التانيه ف كرسى المكتب كإنها بتستمد منه قوه و رجعت فتحت قبضتها ع الورق ببطئ و عينيها راحت ع الكلام من تانى ..

سليم شاور لحمزه بعينيه : دى حنين !!!

حمزه هدوء ملامحها و رقتها اجبروه يبتسم ببلاهه : اهلا يا .. مدام !

حنين غمضت عيونها قوى ع الكلمه و بتلف وشها له شافته مركز مع عينيها بفضول فوقفت بعينيها معاه و إتقابلوا ف نظره غريبه على اتنين بيتقابلوا لاول مره !

حنين بتقرا مذكرات حمزه : اللى عرفته بعد كده ان امينه كانت لسه فوق واقفه بغلّ متابعانا.. فضلت تتنفس انفاس عاليه ورا بعض كإنها بتفكر بصوت .. إتلفتت حواليها الاول و راحت على تليفون البيت عملت مكالمه و خرجت ف الخفا مشوفتهاش رجعت البيت .. بس شوفتها ف شباك اوضتها .. برفع وشى لفوق بالصدفه امينه كانت فوق ف بلكونة اوضتها .. شكلها غريب و بتتنفس بغلّ .. مركزتش اوى او قولت يمكن شافت حنين معايا اللى كانت اول مره تكون معايا ..

كانت واقفه بترقّب و بتستعجل الوقت كإنها مستنيه حاجه !

حنين بعينيها مشيت مع عينيه بفضول تشوفه بيبص فين و شافت امينه و اتقابلت مع امينه ف نظره بعيده اوى بس كإنها تحت مجهر ! حمزه نزّل عينيه من على امينه فوق اما شافها بتبص جنبه و راح بعينيه بتلقائيه على حنين جنبه و التلاته اتقابلوا ف نظره غريبه قطعها صوت صفارات الشرطه بتقلب المكان !

حمزه ساند على شباك العربيه و حنين جوه و مجرد ما سمعوا الصوت حنين بصتله قوى بضعف و ف اللحظه اللى كانت بتفتح الباب هو زقّه .. بصّلها بآسف و هى ف لحظه غريبه استخبت ورا ضهره ..

ثوانى و عربيات البوليس قلبت المنطقه حواليهم و ______

ادم مع البنت ف الخرابه بيبصوا لبعض بترقب قصد بعض و بينهم الراجل غرقان ف دمه !

البنت قدّمت خطوات و نزلت برجليها جنب ادم ع الارض و انفاسها عاليه و دموعها نزلت ..

الاتنين بصوا لبعض و بصوا للراجل اللى جسمه نفر مرتين تلاته و ثبت ..

البنت بذهول بصت للراجل و بصت لأدم : انا كده قتلته ؟

ادم إتريق بعصبيه : لا زغزغتيه

البنت من وسط دموعها ضحكت ضحكه مرعوشه و ادم ضحك غصب ..

البنت اتوترت : انا .. انا مكنش قصدى

ادم كوّر إيده بعصبيه : لا حصل خير .. مادام مكنش قصدك يبقى حصل خير

البنت دوّرت وشها بعيد اما عيونها دمعت و ادم بصّلها لحظات كإنه بيرتب تفكيره او بيعيده و ف وسط شروده شافها بتقرب من الراجل بلغبطه ..

ادم زعق و هو بيشدها لورا عليه : انتى يا غبيه انتى بتعملى ايه ؟ تعالى هنا

البنت اتوترت : مكنش .. مكنش قصدى اقتله .. انا

ادم سند كفه ع الارض و حاول يقف بس إيده رخت غصب و كان هيقع .. البنت قربت بسرعه سندت جسمه كله ساعدته و بمجرد ما وقف و بيلف وشه يتعدل خبط ف وشها بلمسات عشوائيه و إتقابلوا ف نظره شبه سيمفونيه حزينه بس مش عارفينها بلحن اللقا بعد الفراق و لا الفراق بعد اللقا !

البنت نطقت بتوهان و عينيها متعلقه بتقسيمات ملامحه : انا مشوفتكش قبل كده ؟

ادم انسحب بجسمه لبعيد و إتريق : اه من خمس دقايق و احنا بنتفحت هنا مع الراجل بسبب حضرتك

البنت اتلغبطت : لالاء .. قصدى قبلها

ادم لف وشه لها و كعمشه : اه قبلها بخمس دقايق تانيين و انتى بتقلّبى الراجل ف شنطته و تجرى خدتينى كتف مخبرين

البنت هتتكلم ادم مسك موبايله رن : زفت .. تعالالى ع الخرابه المهجوره عايزك

بعد ما نزّل موبايله يقفل رفع بسرعه : اوعى حد ياخد باله منك .. اوووعى

قفل و هيتحرك نزل غصب عنه برجليه للأرض بضعف ..

البنت راحت عليه مسكت إيده وقّفته و هو بيتحرك بالعافيه من جرحه ..اضطرت تلف دراعها ورا و ضهره و تسند إيده بإيدها التانيه و ده قابل وشوشهم غصب عنهم..

البنت عينيها تاهت بلغبطه : انا متأكده إنى شوفتك

ادم عض بوقه بغيظ و زقها من إيدها اللى ماسكاه : احنا ف ايه و لا ايه ! انتى مش واخده بالك اننا ف مصيبه يا بت و لا انتى مبرشمه !

البنت اتغاظت من زقته لها و راحت عليه بهجوم : انت هتتشطر عليا يا جدع انت ؟

ادم رفع حاجبه و البنت كملت بغيظ : بدل ما جاى تتشملل عليا روح إتشطر ع اللى كان هيطحنك من شويه و خرمك من جنبك و لولا وقفت معاك كان هيعملك زى المنخل

ادم برّق : لولا ايه يا روح ابوكى ؟ وقفتى معايا ؟

البنت رجعت لورا بغيظ من خطواته اللى بتقرب منها مع الكلام : انت خلقك ضيق ليه كده يا جدع انت ؟ بتتشطّر على بنت و كنت سايب الراجل هيغربلك !

ادم برّق اكتر و بص ع الراجل وراها و بصّلها : انتى هابله يا بت ؟ احنا قاتلين الراجل و لا مش واخده بالك ؟

البنت هتتكلم ادم شدها قصد الراجل المرمى ع الارض : قتيل ده و لا بيرقص باليه و مريّح شويه ؟

نسناس كان وصل و الاتنين إنتبهوا على شهقته و هو بيقرب منهم : الله يخربيتكوا .. قتيل !

ادم حط إيده على راسه بعصبيه : لا بيتصور سيلفى

نسناس قرب بذهول : يخربيتكوا انتوا عملتوا ايه ؟

ادم بيقرب له نسناس شهق بخوف و هو بيقرب : ادم .. انت اتعورت و لا ايه ؟

ادم بغيظ : لا كنت بشوف عندى دم و لا لاء .. اخلص يلا هنروح ف ابو بلاش بسبب عيله متخلفه

نسناس قلع قميصه و بيقرب منه ادم رجع خطوه لورا : لالا هو الاول

البنت قربت بإستغراب : هو ايه ؟ هيلحقه هو قبلك ؟ خليه يشوف جرحك

ادم زعقلها : انتى تخرسى خالص .. و نخلص من الليله دى و تغورى من هنا مشوفش وشك هنا .. اوعى تخلينى اشوف وشك لا ادفنك جنبه

نسناس كان سابهم يتكلموا و قرب من الراجل .. اتوتر لحظات بتأنّى بعدها حط إيده عند رقبته و كف إيده ..

البنت إستغربت من بديهة تصرفه و هو بص لأدم بأسف..

ادم اخد نَفس عنيف و حط إيده على وشه و هو بيرجع لورا .. كوّر قبضة إيده و لف وشه وراه بيبص للبنت بعنف و هو بيقرب و هى بتبصله بتوتر ..

البنت شاورت ف وشه بحذر : على فكره انت اللى

ادم زعق : انا ! انا اللى ايه ؟ انا اللى جيبتك هنا ؟ انا اللى اتهبلت و اتصرفت بالغباء ده ؟! انا اللى غشيم و مبفكرش !؟ انا اللى سايب اهلى و بيتى عشان الجنان ده !؟ انتى فين اهلك يا بت ؟

البنت كتمت دموعها بعصبيه ف عينيها و بتظهر مكانها قوه غريبه : اه بس انت اللى جيت ورايا و ممكن اوى تكون كنت عايز

قطع كلامهم فجأه سمعوا صوت سرينات الشرطه و دربكه و دوشه برا بتقول ان الاصوات دى بتقرب ..

ادم بص للبنت و بص لنسناس اللى بص كمان للبنت و هى رجعت لورا بخوف ..

ادم بصّلها بآسف و اخد نَفس جامد و هو مقدمهوش غير حل واحد !!

البنت بمنتهى التلقائيه مدت إيدها اللى تترعش مسكت إيده و ضمتها اوى و هو بص لمسكتها لإيده و غمض و شاف مكانها لمحه غريبه ظهرت بسرعه و اختفت بنفس السرعه !

ثوانى و عربيات الشرطه قلبت الحته و صوتها جاى من بعيد بيقرب عليهم و _________

و لحد هنا و نقول #فوتكم_بعافيه

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية القائد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق