رواية تمرد عاشق الفصل الخامس والعشرون 25 – بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق – الفصل الخامس والعشرون

البارت الخامس والعشرون

البارت الخامس والعشرون

الفصل الخامس والعشرون

أدمـنتك …. جداً.. جداً

فـ أصبحت أنت أغنيتى

وأنـــــــــــت أوراقى

وأنــــــت كل نوتاتى

وأنت ثوبى المعطر

صباح آخر لاح في الافق يعلن عن شروق شمس جديدة ارخت أشعتها  الذهبية فوق ، عباءة الليل المطرزة بالنجوم لتنير الدنيا بشمسها الدافئه.. ليسمح للجميع التمتع بنور الله والسعي  في  العمل الدائب… فالحياة ماهي الا للسعي والتعبد

كان يجلس بجــوارها ويضــمها وهي غافية بأحـ.ضانه… يمــلس على شعرها بحنان

اعتدل بنومته على الفراش وهي مازالت بأحــضانه.. نظر لجمال وجــهها وعيـناها التي تغطيها رموشها الكثيفة… ودّ  لو تفتحهما حتى يرى نفسه بهما من صفائهما

نائمة بهدوء كالملاك الوديع.. ظل يحرك يــديه بشعرها مرة وعلى  خـديها مرة آخرى… ابتسم بخفوت عندما تذكر كلماتها له بالأمس

ونظرت لداخل عـيناه

– جواد عايزة تتـمم جـوازنا… عايزة أكون مر اتك فعلا… أردفت بها وهي تفـ.ـرك يـديها وتنـظر للأسفل… ظل ينــظر لها بهدوء… رغم نيــران صــدره التي اشتــعلت من كلماتها وتمنى قـربها في هذا الوقت… تمنى أن يحقق امانيه قبل آمانيها… تمنى لو يحــطم الطقوس التي يجب أن تتم… تمنى وتمنى حتى يطفئ لهيــب العشق في القلوب قبل الاجــساد… طال صمته وهو مازال ينـ.ـظر لها

رفعت عيــناها الجميلة وتقابلت النـظرات

ارتـجفت شــفاها عندما وجدت هدوئه ونظــراته لها فقط… تحركت من جــواره… وهي تكاد تمــوت خجلا من طلبها المتسرع… حدثت حالها:

– اتجــننتي ياغزل وبقى مفيش خجل خالص… دلوقتي يقول إيه… عــصرت عيـناها ألــما ووجــعا لقلبها الذي جعلها تتخبط بالاحاديث ولا تعلم ماعليها فعله… أمـسك يــديها وجــذبها بقوة لصـدره … وضـع رأ سها في حــضنه وضــمها

❈-❈-❈

– تعرفي انا طول الوقت بفتكر ايامنا مع بعض من ساعة ماأخدتك وانتي لسة حتة لحــمة صغنونة خالص… فاكر اليوم دا وعمري ماهنساه… اخدتك من باباكي الله يرحمه ودخلت بيكي لماما ابتسم

– كان عندك لسة شهر.. صغنونة أوي أوي لدرجة مكنتش عارف أشيلك

ثم استكمل حديثه

– اول ماتعلمت أشيلك كنت لازم وأنا قاعد أخدك في حـضني… مليكة كانت بتلعب وتيجي تشدك علشان تقعد على رجــلي.. وألعبها بس أنا كنت أضــمك اوي لصـدري.. واقعد مليكة على رجــلي… ضحك بقوة، واستكمل مسترسلًا:

– سيف كان صغير شوية عن مليكة… يضــرب مليكة جامد علشان تنزل وهو يقعد علشان يبــوسك… كان عنده تلات سنين وقتها.. ومكنش يسيب مليكة غير لما يوقــعها ويقعد مكانها ويجي يبــوسك…  كنت بغير  منه اوي.. مكنتش عايز حد يقــرب منك غيري… مع أنه صغير وإنتِ نونة أوي… بس معرفش كان بيحصلي إيه… كبرتي يوم عن يوم وعــلاقة سيف وصهيب بيكي كبرت واتعلــقتي بيهم أكتر من الاول..

نـظر بشرود وتذكر ذلك اليوم

– فاكر أول يوم في العيد الكبير وانتي عندك عشر سنين أول مرة ضــربت صهيب فيها.. كان عمري ماضــربته خالص لما جه شــالك وقعدك علشان يمرجحك وإنتِ وافقتي وحــضنتيه وفرحانة علشان قالك هيركبك عجل…

تنـهد وحاول تعبأت رئتيه بكم من الهواء:

– وقتها وقعتي من المرجيحة ورجـلك انجرحت وجابت د م… أغمض عينــاه ثم فتحهما ونظــر لداخل عيــناها

انا ضــربته مش علشان وقعك… لا

– علشان حــسيته هيخـطفك مني… بنتي كبرت وبقى الكل عايز ياخدها.. طــوق خـصرها وهي مازالت بأحـضانه

– كل يوم تكبري وتحلوي والكل بقى يتكلم عن جمالك قدامي… ودا عايز ياخد غزل يفسحها معرفش فين ودا عايز يوديها فين

نظـر  واستطرد  حديثه:

–  بقيت اتعــصب عليكي من غير سبب.. وكل شوية عقاب إنتِ مالكيش ذنــب فيه.. مــسـح وجــهه واستكمل

–  لحد ماوصلتي تالتة اعدادي ومشكلة الولد بتاع النادي اللي حاول يتحــرش بيكي دا… هنا فقـدت عقـلي بالكامل.. مقدرتش، اســيطر على نفـسي وضــربته علــقة مــوت كان هيمـوت في ايــدي لولا جاسر الله يرحمه

رفع ذقــنها ونــظر داخل عيـناها وابتسم

تعرفي قالوا عليا وقتها إيه

مجنــون غزل… ضحك بصوت رجـولي جعل دقا ت قلبها بالارتــفاع  مما جعلها تنــظر إليه لتســتشف انه يسمعها أم لا

– بابا قالي وقتها والله لو مش عارف انك مربيها وبتعتبرها اختك كنت قولت بتحبها وهسميك مجنون غزل…. وضع جبــينه على جــبينها ، وهمــس لها:

– كنت مجـنون غزل وانا مش حاسـس بحاجة مفكر ان غـيرتي دي على بنتي حبيبتي واختي اللي ربيتها… لو كنت بس قعدت وفكرت مع نفسي  وسألتها

– طيب لو هي اختك او بنتك بتغــير عليها من أخوك ليه ياحــمار… بس كالعادة  عقلي بس اللي شغال دي بنتك دي اختك.. غبي مرحتش للصح وادتله فرصة يجاوبني

ايه اللي بحــسه دا… ايه النــار اللي جوايا دي

نـظر لعيــنها وتكاد نظـراته تخبرها بكم العـشق الهائل لها وحدها

أمــسك يــديها وو ضعها على قلبه

– كنت عايز أسأل دا بس… عايز أعرف ليه بيــدق بسرعة لما بشوفك بتضحكي… ليه بيــدق بسرعة لما بحــضنك في أي مناسبة… ليه بيـدق بسرعة لما تناديلي بجود

– علشان كنت بحبك كحبيب وأنا مش عارف انا مر يض بأيه.. ابتسم بحز ن

– كذبت صهيب لما قالي…”إنت بتحب غزل كحبيبة ” قولتله انت اكيد مجـنون.. ميعرفش ان وقت ماقالي كدا.. كنت بتمنى بس مجرد أمنية انك تحــسي بوجــع قلبي اللي حــسيت بيه وانت واقفة بكل بجا حة قدام قلبي المـسكين وبتقولي بتحبي واحد تاني

ضــربتك وقتها علشان أبرد نا ر قلبي اللي حسيتك كــويته بكلامك… أغمض عــيناه بحزن لذكرى صــفعها… ونظر ليـديه

– بدي ضــربتك هنا، وجـعتك مش كدا.. اغمض عـيناه واعتذر ، آسف.. بس غصب عني

حاولت اهـرب من مشــاعري بكل قوتي… خلاص واجهت قلبي وعرفت تـعبه من إيه

وللاسف علا جه يعتبر مستحيل… دا اللي كنت بحــارب..

استطرد قائلا:

– الناس كلها بتجري و تدور على الدوا علشان تتعالج وأنا بدور على الوجـ.ـع حتى أمــوّت خلا يا قلبي أكتر واكتر.. اغــشت عيـناه من الذكرى

بعـدك عني وجــرحي ليكي دا أكتر ألــم وجـعت نفــسي بيه.. حتى لما اتاكدت انك بتلــعبي عليا في موضوع إنك بتحبي واحد

دا مشفعش ليا ان ادور على العلاج… لا كنت مازالت بجري على وجــعي أكتر وأكتر .. وقررت اكمل حياتي الباردة مع ندى حتى لو هد وس على قلبي علشان محدش يجي يقول كلمة تدبــحني..

زفــر بقوة ونظـر لها واستكمل قائلا

– فاض بيا والموضوع خرج عن الســيطرة… حاولت اخلي الدنيا طبيعية لحد ماجيتي ووقفتي قدامي وقولتي إنك بتحبيني

ابتسم بحـزن:

–  المرة الوحيدة ياغزل اللي اتمنيت  اني ماقبلتكيش ولا عرفتك… اكتر  مرة حسيت بعجــزي ووجــعي فيها.. أكتر مرة اتمنيت أحـضنك حـضن حبيب مش أخ ابدا… بقيت اتمنى حاجات وعكسها…

استرسل:

–  كنت خــايف أكون مجرد سـراب وتكـسري قلبي وقتها كنت خا.يف يجي عليا وقت وأكــرهك… لانك مش الشخص اللي اتمنى أكــرهه… ابدا، انتِ اقرب واحدة لقلبي وحياتي إزاي اكـرهك

قولت هسبها وأشوف أنا هكون إيه في حياتها لحد ماجه جاسر فارقنا والباقي كله تعرفيه…اكمل استرسالًا

–  لما كتبت عليكي أول مرة كنت مقرر مع نفسي مستحيل اعرفك بمشـاعري

علشان لما تكبري تعرفي تقرري انتِ عايزة إيه

بس مجرد مابابا باركلي ولقيت صهيب بيقولك مبروك يامرا ت اخويا وقتها محــستش بحاجة غير إن حبيبتي بين إيـدي وبس… حبيبتي اللي بقالي سنين بدفــن مشــاعري عنها… دلوقتي مــلكي حلالي ومستعد أعمل أي حاجة علشان اسعدها بس.. مش مصدق اليوم اللي هتكون فيه في حــضني وأعرفها إزاي بيكون الحب والعــشق…

❈-❈-❈

ضـمها مقـبلا رأ سها

– تفتكري بعد دا كله… اخليكي مر اتي من غير ماافرحك واشوف السعادة على عيـونك… لمـست وجــهه واقتــربت

– أنا بحبك اوي ياجود أوي

أغمض عيـناه مستــمتع بكلماتها

– عايزك على طول تقوليهالي ياحبيبة جود

مش عايز أسمع حاجة من الشـفايف دي غير إنك بتحبيني وبس

– انت العشق والحب بيك عرفت الحب ومنك اخدت العشق

تسارعت دقات قلبها من جـنونه الذي لم يتحكم به في حضرتها…

– نامي حبيبي اصل شكلي هعمل اللي طلبتيه مني.. بقيلي هفوة بس والحكاية تخلص… ربنا يصبرني الكام يوم دول وأفضل بعقلي ورزانتي قبل ماافـ.ـقدهم

اعتدلت واضـعة يــديها على صـ.ـدره

– هو حـرام علينا اللي إحنا بنعمله دا

اعتدل جالسا وجحــظت عيـناه من كلماتها

– أنت مجـنونة إنتِ مر اتي… يعني طبيعي دا مش معنى معملتش، فرح يبقى حـرام

لا انتي مراتي جــوازنا شرعا… أنا خبــيت لسـلامتك بس..

لمـست  وجــهه بأصــابعها:

– كل يوم بتفاجئ بيك ياجود… يعني كنت معـذبني ومعـذب نفسك على الفاضي.. طيب ليه،  علشان الناس متقولش عننا حاجة… طيب مفكرتش في كـسر قلوبنا

خفــق قلبه بشدة وشعر أنه يتمنى سحـقها بأحـضانه في التو.. أغمض عـيناه.. ملامحها الجميلة وهي عابــسة منه تجعل قلبه لا يتوقف عن الخــفقان.. رقتها في حديثها حتى في حز نها منه

رفع ذقــنها ونــظر لعــيناها الرمادية التي تخــطفه بنــظراتها البريئة وأجابها

– مش علشان كلام الناس.. علشان مايجيش يوم تكــرهيني فيه أو أكــرهك فيه.. دا أكتر حاجة بتوجــع قلبي

تنهد بوجـع متذكراً كلام عاصم:

– انا لسة كلام عاصم واجـعني أوي.. هو بيقولي كنت بتشــبع رغــابتك بعيلة.. محدش حــاسس أنا كنت بعــاني أد ايه علشان بس مفكرش فيكي كحبيبة… عمري مفكرت فيكي كحبيبة ابدا… طول الوقت كل شوية أسمع لنفسي

– دي بنتك اللي ربتها أوعى تنسى وتخلي شيــطانك يو زك بكدا ولا كدا.. ثم استطرد مفسرا

– عارفة صلاتك اللي اجبـ.ـاري تقومي وتصليها… إنتِ كنتي عندي كدا… اختك، بنتك أوعى تنسى نفسك… لحد ماأقلمت نفسي على كدا

رجع برأ سه على التخت وأسند برأ سه عليه

– أنا مش ضعــيف ولا مستــفز ابتسم ولا حتى بارد زي ماحضرتك بتقولي… أنا لازم أفكر في عواقب كل حاجة.. يعني كل فعل وله ردة فعل… احلى حاجة وبحمد ربنا عليها يعني لو فضلت اقولك كلام حب وعشق وربنا ماأذنش صدقيني عمرنا ماكنا هنتقابل كدا… زفر بوجـع واردف بذكرى لجاسر

– أنا مش هقولك انا اتجـوزتك علشان بحبك بس لا… لولا  وصية جاسر صدقيني كنت هفضل أدوس على قلبي حتى لو هعيش طول عمري موجــوع في سبيل إنك تكوني مبسوطة ميجيش عليكي وقت وتقولي

– أنا ايه اللي خلاني اتجـوز واحد أد ابويا… ليه مااتجـوزش وأعيش مع واحد في سني

بس الموضوع صعب أوي يازوزو.. لما حبيبك يكون قدامك وانت بتــوهم نفسك وتتـمردي  على قلبك علشان تثبت لحالك انه مينفعش… الحب دا عامل زي الحــرامي… بيدخل للقلب ويســرقه بدون ماتحــس… عمري مافكرت أكون  بالضـعف دا

اللي عايز افهمولك من رغي دا كله

– ان مهما يحصل ومهما تسمعي، أعرفي انك أغلى حاجة عندي وان علشان أوصل لقعدتنا كدا… دفعت كتير أوي من وجــعي.. زي ماانتِ دفعتي… عارف بوجـعك مني

ضـم وجــهها بين راحــتيه

– لو أعرف إنك كنتي بتحبيني وواثقة بحبك.. وعارف مجرد حتى شـك في إنك بتتوجــعي كدا صدقيني كنت مستحيل اسيبك كنت حاربت علشانك إنت… أنا كنت بحــارب علشانك علشان موجــعكيش بقــربي وتفوقي على وهــمك… بس طلعتي حلوة وعرفتي ان حبك حقيقة يابت أهو

دا عب وجنتيها غامزًا

“بحبك وبمــوت فيكي ياجنيتي”  وأتأكدي لو هخــسر حياتي في مقابل اشوف سعادتك وضحكة من شــفافيك هقدمها وأنا  سعيد… لانك بقيتي نبــضي…

واستكمل مؤكدا لها:

أعرفي لا أمل ولا ستات العالم كلهم لو وقفوا قدامي بأحلى طلة… إنتِ حبيبتي وعشــقي وحياتي..

“إنت حب الجواد وعشقه”  مكانك في حياتي خــطر للي يقـرب منك.. لامـس وجــهها  بيـديه:

الطريق قدامك تدافعي عن حبيبك.. مش قولتلها هتاكــليها لو قـربت عايز اشوف مراتي هتعمل إيه

قهقهت عليه بصوتها الانثــوي الناعم

– لا متخافش ياحبيبي دي مش عايزة نصيحة من حد… اقعد واتفرج… لكنها فجأة وقفت ووضـعت يـديها بخــصرها

– بس مقولتش ياعم الفارس النبيل. ايه الحكاية والبت دي عايزة ايه وليه قالتلي كدا… ظل يقهقه عليها ويضــرب يــديه ببعضهما

– وحياة ربنا انتِ محصلتيش… إنت لسة جاية تسألي دلوقتي.. جلست أمامه على ركــبتيها

– متخرجش عفاريتي ياجواد… البت الملزقة دي قالت كدا ليه… وليه كنت قاعد والغـضب متملك منك… رفعت سـبابتها أمامه

اوعى تكون داخلة على عمو بحكاية خيبانة وهبــلة زيها وتقوله انا خا يفة على بنتي وعايزة حد يتجــو زها اصلي همــوت… وبعد كدا تتدخل بالحنية والسهوكة وتعملي فيها الزوجة الشــريرة اللي توقع العيلة وتدخل تعملك عــمل خيبان وتخــطفك من اهلك وشغل الافلام القديمة الهابـطة

ظل يضحك بصوت رجـ.ـولي مرتفع بعدما اسقــطها على الفراش  وهو مازال يضحك حتى لمعت عيناه بالدموع

– وحياة ربنا أنا هتجــنن منك… يخــربيت عقلك انتِ بشر ولا جنية طلعتلي من باطن الأرض… حــاوطت عــنقه  غير مدركة عواقب  فعلتها  على نــيران قلبهما المستـعيرة المنــصهرة داخل القلوب

حــاوطته مردفة بد لال أنـ.ـثى طــاغية على زوجها

– لا ياحبيبي… أنا عاشـقة حتى النــخاع واللي يقرب من ممتلكاتي يشرب اللي هعمله… اقتــرب منها بهدوء عاشــق سكــران حتى الثــمالة

– لا إنتِ جنية قلبي قالها متلـذذا بشهدها المـسكر الذي اعتبره قطرة ماء تبرد خلايا جـسده في يوم قائظ الحرارة

ظلا فترة متـناسيين الوقت والزمان إلا  أن دقات  خطــورة قلبيهما… وذهب العـقل في غيبات الجـب والمتحكم المـسيطر الوحيد قلبهما ونيــران جـسديهما… ظل الوضع بينهما غائب عن كل شئ إلا  لهــيب مشـاعرهما إلا أن ايقظهما من غفــوة عشــقهما رنين هاتف جواد عدة مرات… … جلس على المقعد يبتسم بهدوء متذكرا لحظاتهما القليلة ولكنها كانت كفيلة لاشــعال عشــقهما… نــظر إليها وجدها مازالت كما هي… تركها حتى تستطيع لمـلمت شــتات نـفسها التي بعــثرها بعــشقه الجارف… ظل ينـظر لها بهدوء تمنى لو يذهب إليها مرة أخرى ويطفئ لهـيب عشـقه المضــني لها… نعم يعشــقها بكل ذرة بكيانه… يعشـقها بكل قطرة بد مائه… اهذا مايطلق عليه العشق الأبدي… اتجه بأنــظاره لنور القمر الساطع ودعى ربه

– يارب كمل فرحتنا وقربنا على طاعتك… ربي إنها قرة عين لي فاحفظها… ربي انها الزوجة الحنون باركلي بها وبمحبتها… أغمض عـيناه ومازالت لحظاتهما مسيطره عليه

❈-❈-❈

وقف بعد فترة متجها لها بعدما تركها وقتا كافي… وجدها غفيت تماما وعلى وجـهها ابتسامة… نـظر لهيئـتها وابتسم وتضــخم صــدره من مظــهرها المحب لقلبه… مــسد على شعرها مــقبلا إياه

– ربنا يحفظك ليا ياروح قلبي

امــسك هاتفه وجد الاتصالات من حازم

حمد ربه  عن إفــاقته في الوقت المناسب… دلف للمرحاض حتى يغتسل لصلاة العشاء… بعد فترة انتهى من صلاته.. متجها للأسفل قابلته والدته

– جواد ايه اللي سمعته دا… أمل ياجواد هتكتب عليها… مـسح على وجــهه بعنــف ثم استدار مــقبلا رأسها

– بقولك ياماما عايز من بكرة تخلي الشغالين ينزلوا الاوضة بتاعة غزل اللي جنبي علشان هغيرها… وكمان فيه حاجات في اوضتي هقولك عليهم ينزلوها مايسبوش غير السرير حاليا

عرقلت تحركت متوقفة أمامه:

– حبيبي ريّحني انت بتجهز علشان جــوازك من غزل.. ايه لازمته تكتب على أمل… ربت على كــتفها وقبــل رأسها مرة أخرى.. مش عايز اتكلم في الموضوع دا حاليا… أهم حاجة متنسيش انا عندي شغل وهغيب يومين على الأقل… ماما متخليش أمل تضا يق غزل ابتسم عندما تذكر جنيته

– أنا مش خا يف عليها منها.. ضحك انا خا يف على أمل نفسها بس برضو خلي بالك ياست الكل… ضحكت معه عندما تذكرت افعال غزل واردفت بارتياح

– ربنا يسعدكم حبيبي يارب… بس ايه موضوع الشغل دا ياحبيبي هوو إنت مش خلاص مش هتسافر تاني

نظـر  بشرود وأردف بغمــوض

– معلش السفر دا لازم منه… ممكن يوم بس بقولك كدا علشان معرفش ظروفي… قطب جــبينه واردف

– هو مفيش عشا ولا إيه يانوجة أنا ميــت من الجــوع… ربتت على ظــهره بحنان أمومي

– بعد الشــر عليك ياحبيبي متقولش كلمة ميــت دي هروح اجهزلك العشا لما تنادي على مراتك… قالتها وغادرت

ابتسم وتلــذذ مرددا كلمة مر اتك… بس أنا ميــت فعلا ياماما ميــت بعشــق مر اتي

❈-❈-❈

في باريس

استيقظت مليكة… وجدت نفـسها نائمة في أحـ.ـضانه كأنها زوجته منذ سنوات عدة… نظــرت لوجــهه،نائما وعلى وجــهه هدوء وابتسامة

وتذكرت صباح يوم زفا فهما  عندما استيقظت قبله وجدته .. نائما بهدوء لايشبه ثورته بليلة أمس وماكان عليه من جمـ.ـوح ليلة امس، قلبها الذي كان يذوب عشقا له كقطعة من الشيكولاتة… قامت بتقبــيل خــديه ممـلسة على وجــهه بحب وأردفت:

– على أد مااتوجــعنا على أد ماربنا رضانا في الاخر ربنا يباركلي فيك ياحبيبي ويساعدني علشان اسعدك لانك تستاهل يازومي بجد… أغمضت عيــناها متذكرة كلماته وهمــساته بعشــقها… تغيره من رجل الاعمال الصــارم لحبيب عاشق من لمــساته الدعــابية… فتح عــيناه بهدوء، رفع يــديه على وجــهها

صباح الورد والياسمين على ملكة قلبي زوجتي الحبيبة… فتحت عيــناها ناظرة للجهة آخرى هــروبا من نظـراته الجريـئة لها

عندما رفع الغطاء عنها بعض الشي… جـ.ـذبها لأحــضانه واردف مبتسما:

– مبترديش الصباح ليه ياحبيبتي… توردت خدودها وخـجلت منه.. فما فعله بالامس معها جعلها غير قادرة على النطق بعدما بادلته نفس مــشاعره

❈-❈-❈

اتجهت بنظــرها له… فمنذ اسبوعين وهو يعلمها كيف يكون المحب طائعا لقلبه وحبيبه…ألقت عليه تحية الصباح  :  صباح الخير حبيبي

ضيق عيــناه وقام بتمثــيل حزنه منها

– دا الصباح بتاعي يامليكة… بقالي اسبوعين بعلم فيكي وفي الاخر بعد اسبوعين متعلمتيش

ضحكت عليه بنعومة الانــثى

– حازم بس بقى كل صباح لازم تسمعني الدرس دا… جحـظت عــيناه بتمثيل واردف  :

– بسمعك نظري بس… طيب والله لازم افكرك بالعملي… ضحكت بصوتا مرتفع له

ظهرا.. استيقظ وجدها نائمة على صــدره

مــلس على شــعرها بحب، ثم جــذبها بهدوء على الوسادة.. ووقف متجها لمرحاضه حتى يغتسل ويقوم بتأدية فريضته

بعد فترة خرج متجها لصهيب الذي حكاه منذ فترة  برساله عندما وجده نائما

نزل للأسفل بعدما ترك رسالة لزو.جته الحبيبة… وصل إليه وجده جالسًا يتناول قهوته بحــزن، جلس بجواره بهدوء  وأردف  :

– عامل ايه النهارده… وأخبار نهى

تنهد بوجــع ماسحًا على وجه بعــنف.. ثم حاول أن يستنشق بعض الهواء،

–  كويسين… رفع نظــره واردف:

– عايز أنزل مصر ومينفعش ننزل لوحدنا.. مش كفاية كدا بقالنا اسبوعين

كظـم حازم غيـ.ظه من بروده ورمقه بسـخط، وتحدث  محاولا ضبط اعـصابه:

– انا مش هسألك ايه اللي حصل… علشان دي حاجات خاصة مينفعش ادخل فيها… بس هنصحك وانت حر… انت  كبير وعاقل مافيه الكفاية.. حــسيت من أول يوم اتقابلنا فيه بعد الفرح إنك مش تمام… مهما تضحك وتداري بس الوجــع في عيونك باين.. حتى اختك طلبت مني أسألك بس أنا رفـضت.. ودلوقتي أنا بقولك ياصهيب حاول تصلح اللي اتخـرب متــهــربش منه

❈-❈-❈

ثم اكمل مفسرا

– جواد هيمــوت من القــلق عليك يُعتبر، بيكلمني كل ساعتين… دا ماسألش على مليكة ادك يالا… هو من إمتى وانت ضــعيف للحـزن والوجع كدا… إرفع را سك وبوصلي كدا… عايز تنزل مصر علشان توجـع الكل على حالتك دي… طيب مفكرتش في البنت المـسكينة دي ياصهيب… وضــعها وإحــساسها إيه وإنت بضيّع أجمل لحظات المفروض تقـضوها مع بعض

وقف حازم وجــذبه من يـديه وربت  على  ذراعيه بقوة

– صهيب مش ضـعيف علشان ميعرفش يــدفن الوجع ويستعيد نفسه… فين صهيب اللي بيقوي اللي حواليه… زفر بقـ.ـوة واكمل مسترسلا

– على كدا غزل أجدع منك يالا… خد غزل نموذج للوجــع وإنت تعرف أد ايه فاشل وضــعيف… إشفي نفسك ياصهيب ودا أحسن وقت علشان تفوق ياحبيبي… اد.فن الماضي ياصهيب… اللي حصل حصل.. روح لمراتك وخـدها في حـضنك وطبطب على قلبها هو انا اللي هقولك تعمل إيه… دا انت كنت بتنصحنا كلنا يالا… نسيت ولا ايه

طالعه صهيب:

– تفتكر اللي اتكــسر ينفع يتصلح… وضع حازم وجـهه بين راحتيه وضــغط بقوة عليه

– متضــغطش  عليا ياصهيب بكلامك الأهبل دا مفيش حاجة اتكســرت… ممكن نقول مشروخ… والشــرخ يتعالج ياحبيبي.. ياله مش عايز أشوف وشك حزين كدا… وعلى فكرة إحنا هنسافر بكرة بس هنروح لندن وحجزتلك معانا ياله..

أنا جوعت عايز أروح اصحي مليكة وننزل نفطر… وإنت كمان صحي نهى وتعالي بعد الفطار نخرج نلف كمان في البلد زي اليومين اللي فاتو… تركه صهيب وتحرك صاعدا لجناحه

وقف حازم ينظر لتحركه وهو يضع يــديه بجيبه  حزينا عليه… بعدما حكى له جواد بعض التفاصيل.. اخرج هاتفه متصلا به ليطمئنه عليه

في جناح صهيب

كانت تنام على الفراش بهدوء وحيدة بعدما شرطت عليه خروجه من الغرفة حتى تستعيد نفسها وروحها الموجــوعة منه

دخل بهدوء وجدها نائمه وشــعرها الحريري يغطي وجــهها بالكامل وبعضه على الوسادة.. جلس على عقــبيه أمامها.. ككل ليلة يدخل اليها مستمــتعا بجمالها الهادئ وهو تنام بهدوء… رفع يـديه وأزاح شعــرها من على وجــهها مقــبلا خـد.يها بحب.. نظر لهيئتها… كانت ترتـدي قمـ.ـيصا أحمر عــاري الكتـ.ـفين يظهر  جمال بشــرتها

… فتحت عيــناها مبتسمة كأنها تحلم به… فيكفي ما صار منها في  الاسبوعين المنصرمين بأخذ حقها منه بوجـع قلبه وحــزنه في الابتعاد الذي اتخذته عقــابا له

نظــرت وجدته جالسا أمامها وكان قــريبا منها… اعتدلت جالسة وتوردت خــدودها عندما وجدت نظـراته المرتكزة على وجهها، رمقته بنظرة صامتة عندما حرك يديه  على ذراعها رغم استيقاظها إلا مازال يقوم بلمـسها بهدوء

ارتجــفت شـفاها أمامه عندما وجدت هدوئه وصمته الذي اتخذه عنوانا اليوم له

احتـوى كــفها بين راحتيه وتحدث يهدوء، منافي لموقفه… واختار كلمات منتقاه لتصــيب ضعــفها لديه

– مش كفاية عقــاب  لحبيبك بقى… عارف اني غلطت ووجعتك ووجعت نفسي.. حاول ان يملأ رئــتيه بالهواء وأكمل مفسرا:

– غصــب عني صدقيني بس وعد مني… مش هزعلك مني تاني… وقف واقـترب وجلس بجــوارها ضـامما إياها لأحــضانه

– نهى انا سبتك وقت كافي علشان ماتقوليش بلــعب بيكي… بس كفاية بُعد بقى انا تـعبان وانتِ بعيدة عني حبيبي.. رفع ذقــنها ونظــر لعــيناها وتحدث بصوت مبــحوح من فــرط مشــاعره

– وحشتيني اوي… مستعد أدفع عمري كله علشان اشوف ضحكتك وضـمتك ليا… اردف بها وهو ينــظر متمنيا ان تسامحه… رفعت يـديها مملـسة على و.جهه وانسدلت د موعها

–  انا مكنتش بعا قبك حبيبي.. أنا كنت بحاول استعد ثقتي بنفسي اللي انت ضــيعتها…

– أنا بحبك والله بحبك.. ظل يكررها عدة مرات مقــتربا واضعا جــبهته على جبــهتها مستــمتعا بدفئ انفــاسها وهبوط وارتفاع  صــدرها لاقــترابه منها… رفع عــيناه إليها

واستطرد حديثه

– أنا بتعــذب يانهى علشان بعدتك عنى بإيــدي.. مش قادر على البُعد حبيبي..  لو سمحتي سامحيني ووعد مني  مفيش زعل بعد اليوم… أغمضت عــيناها فيكفي ماصار،

“صهيب ”  حاولت التحدث معه ولكنه لم يعطيها فرصة لفتح شــفاها…

جــذبها  بقوة لصــدره، ورفع حـاجبه وتحدث بسخرية:

– لازم أخلــص منك اللي عملتيه فيا الاسبوعين اللي فاتوا دول… وحياتك ياقلبي لأخرجه كله عليكي بس بطريقتي الخاصة

❈-❈-❈

لكــمته بكـتفه وهي تضحك عليه… هي كانت تعرف انه سيأتي بعدما فعلت به مافعلته بالأمس… من ارتدائها لفستانها الاحمر النــاري… وقامت بتجهيز طولة العشاء بعدما طلبت من السيرف رووم عشاء خاص لفردين في الغرفة… اشعـلت الشموع واحضرت الورود الحمراء، واستعدت لسهرتهما… خرج من الغرفة وجدها بهذه الطلة وهذا الحضور.. ذهب عــقله منه وجــذبها إليه

– نهى ايه الجمال دا… إنت عاملة ليلة خاصة بينا… ابتسمت مطــوقة عنــقه وأردفت بدلال:

– لا ياحبيبي النهاردة عيد ميلادك فقولت ننسى الخلاف شــوية ونسهر مع بعضنا عادي كأننا طبعيين والحاجات دي كلها مليكة اللي طلبتها… فكان لازم ابعتلها صورة وإحنا بنحتفل علشان متشــكش، في حاجة وتزعل ونز.علها معنا… خليها على الاقل هي تكون مبسوطة… بسـطت يـديها اليها

– تعالى نتصور علشان ابعتلها الصور… وكمان نرقص مع بعض… اردفت بها بشـ.ـفتيها المــغرية بلونها الأحمر الذي جـف حلــقه من حركــاتها ودلالها ولمــساتها له… مرة على وجــه ومرة على شــعره

جــذبها مقـبلها بقوة لقد ذهب ماتبقى به من عــقل… حاصــرها من خصــرها بذراع وقرب ر أسها

لكـمته بقوة خارجة من أحـضانه ورفعت ســبابتها أمامه وأردفت بصوتا مرتفع بعض الشي:

– إياك تلـمــسني مرة تانية من غير إذني… أمــسكت علبة وفتحت يــديه ووضعتها بها

-كل سنة وإنت طيب.. ودايما مفرحني بحبك وبتسعدني… قالتها بقــهر ثم دلفت للداخل وهي تبكي بقـــهر من قلبها

خرجت من شرودها عندما اقتــرب قائلًا

– يعني دلوقتي أفهم إنك سامحتيني وممكن ننسى اللي عدي… قبـلت وجـنته مبتسمة بمــكر… هي تعرف انه يحبها بل متأكدة من عشـقه لها… ولكنها استعادت كرا متها التي أفــرط باهــدارها

جلست  وتحدثت بخــبث

– انا خلاص مش زعلانه منك ياحبيبي… ماهو مهما تكون صهيب حبيبي… اللي مقدرش، على  بُــعده.. اقــتربت وهمـست أمام شــفتيه عندما اقتــرب وتحدث

– طيب ايه مش هنعمل دخلتنا اللي اتنق عليا فيها.. اقـتربت اكثر واكثر واردفت بمــكر  :

– هنعملها اكيد ياحبيبي بس بعد اسبوع كمان… رفعت حاجبها واردفت بسخرية عندما قطب جـبينه

يعني إيه مش فاهم مش انت سامحتيني

– ههههه ايه يادكتور مالك بقيت غبـي كدا بقولك كمان اسبوع… هو إنت شوفتني صليت الفجر النهاردة… أردفت بها متحركة سريعا للخارج وعلى وجـهها ابتسامة شـماتة

مـسح على وجـهه بعـنف وبدأ يحدث نفسه

– عارف والله النـحس محــاوطني، من يومي… لكنه وقف فجأة واسرع خلـفها.. تعالي هنا والله لاعلمك  الادب ماقولتيش من الأول ليه… ايه ســبتيني، وقف عندما وجدها ترفع شعــرها للاعلى وشـعرها يتســاقط بطريقة عشوائية على وجهها وقمـيصها القــصير الذي يكــشف جمال سـاقيها.. ظل واقفا ينظر لجمال هيـئتها… تحرك متجها اليها

– بتلعبي بيا يانهى مش كدا.

قطبت جبــينها غير مدركة حديثه:

– مش فاهمة قصدك ايه… طــوق خـصرها

– بدل مش فاهمة ياقلبي ممكن نتسلى بحاجات تانية… رفعها من خـصرها متـجها بها للغرفة

في فيلا الألفي

جلس يتحدث في هاتفه مع شخصا ما

وصلت وجلست بجـواره

اتجه بأنـظاره لها جحــظت عيـناه عندما رأها… أغلق هاتفه سريعا

-” ميرنا ” جيتوا إمتى؟

اقتربت بهدوء وأجابته:

– لسة واصلين من ساعة انا وخالتوا ليلى… شوفتك من البالكون قولت نتكلم شوية

ظل ينظـر لها بإشتياق ثم وقف وجمع اشيائه مردتيا نظارته الشمسية

– عندي شغل النهاردة هنزل الشغل مع بابا وجواد لحد ماصهيب وحازم يرجعوا

وقفت أما مه وتحدثت بغــضب وبدأت تلـكمه فى صــدره مش هتمشي في مكان لما نتكلم سمعتني

رفع حـاجبه وتحدث بسخــرية:

– لا مسعمتش ياحضرة الاديبة العظيمة… نــظر حوله بتمثيل وتحدثا:

– هو فين صحيح… ايه هو انتوا انفصلتوا ولا ايه.. اتجهت ووقفت بالقــرب منه

– سيف متخلنيش اتغــابى عليك… الموضوع انتهى ليه مُصر  تحــرق دمي…. نزل لمــستواها

– انتهى بالنسبالك بس، لسة معلم جوايا… حــرقتي قلبي وجاية تتكلمي عن إيه… تحرك مغادرا… ولكنه تســمر في وقفته عندما تحدثت:

– يارب أمــوت وترتاح ياسيف علشان وقتها يبقى تعرف تسامح نفسك كويس… استدار مضيقا عيناه لها

– ايه اللي بتقوليه  دا ايه اللي دخل المـ.ـوت بالحكاية… نـظرت له وظلت صامته لبعض اللحظات… ثم اردفت متحركة

– إنسى وروح شوف شغلك ياحضرة الدكتور، العظيم.. نسيت اباركلك على الدكتوراه

– استني عندك اردف بها بصوتا جعلها ترتــعش… قصدك ايه بكلامك دا

تحركت سريعا ولم تجب عليه

في غرفة غزل وجواد

استيقظت صباحا نظــرت  بجــوارها ولكنها لم تجده وجدت رسالة

حبيبي أنا هسافر يومين نسيت أقولك… لما اوصل هكلمك خلي بالك من نفسك في عمال هيشتغلوا بالاوضة التانية بلاش تقعدي في الجناح

بحبك اد العالم… حبيبك جواد

جــذبت الورقة المطوية برائحته وضــمتها لصـدرها مـستنشقة رائحتها

نظرت لهاتفها لترى الساعة وجدت نفس، الرسالة على هاتفها ابتمست وتذكرت احداث الليلة الماضية

ليلا دخل عليها واردف بهدء:

– زوزو قومي علشان نتعشى حبيبي

همهــمت بصوتا ناعس

– عايزة أنام ياجود لما أقوم هاكل… ظل يحاول ايقاظها ولكنها كانت مستغــرقة بنومها… … بعد عدة ساعات استيقظت وجدته نائما بحــوارها وهي بأحــضانه كعادتها في، الايام السابقة… خرجت بهدوء، متجه للمرحاض

اغتسلت وقامت بصلاة العشاء، فالوقت اقترب على وقت الفجر

وجدت قمـيصه الذي كان يرتــديه موضوعا على الفراش اتتها فكرة مجــنونة عندما وجدت امل تجلس في الحديقة وهي تلعب بهاتفها… قامت بتغير، ملابــسها وارتــدت قميصه متجه للاسفل… دخلت المطبخ اولا وقامت بإعداد ساندوتش… وجلست تأكل لانها تعلم أن أمل ستأتي للمطبخ عندما وجدت بيــديها كوب القهوة… وماهي سوى دقائق وجدتها تقف بجـوارها.

وقفت غزل أمامها وهي تأكل بهدوء:

– معلش يامولي تقولي ايه الواحد ميـت من الجــوع.. نمت ومإكلتش انتي عارفة ابن خالك شقي شوية

اقـتربت منها امل وشيــاطين الأرض تتراقص أمامها وحــدجتها بنظــرات نارية تريد أحــراقها

– عيشيلك يومين ياقطة بعد كدا هتصعبي، عليا قهقهت عليها… ثم اردفت بسخـرية:

– والله يابنتي ماشفتش، ببجــاحتك دي… اقــتربت هي الاخرى

-تعرفي إنت عاملة زي، ايه  زي  البنت اللي عيــنيها بجــحة اوي،… يعني بنسـتروكي وبتتشرطي قالتها وهي ترفع حاجــبها بشقاوة كالاطفال

تحركت للخارج… كفايه عليكي كدا مينفعش افضل هنا بشكلي دا… لو جواد عرف اني نزلت كدا هيطلقني واسـبلك الساحة.. استدارت لها وتحدثت بخبــث:

– مش علشان تحكم فيا ابدا ياروحي،.. دا علشان غيـرة مش اكتر أصله بيغــير مــوت هنقول ايه حبيبته بقى، تراجعت إلى أن وقفت امامها، وهمــست:

– عمرك شفتي راجل بيغــير من كل حاجة على مراته حتى من هدومها لدرجة خلاها تلــبس هــدومه اللي بيلبــسها…  ضيــقت عيــناها وقالت بتمثيل:

– هتعرفي ازاي ياقلبي الحاجات  دي… انتِ اخرك تخططي ازاي تلفتي جواد لحبه القديم… وضعت يــديها على ذقــنها كعلامة تفكير، ثم استطردت  بدهاء:

– نسيت أقولك انه كان وقتها بيحاول يبعد عني علشان مأثرش على قلبه اكتر من كدا فكان بيهــرب مني ويتمــرد على قلبه… ميعرفش المـدفون في القلب بينفـجر لنــار  عشق تحــرق اللي يقـرب من حبيبه

اسرعت لها حاولت جـذبها من شعــرها  ولكنها توقفت فجأة عندما جــذب غزل لحــضنه:

واردف بتحـذير مخــيف

– مــراتي تقــربي منها اكـسرلك ضــلوعك… إمشي من قدامي بدل ماافعـصك برجــلي… متنسيش انك في بيت مراتي… دي ملكة البيت دا، تعمل اللي هي عايزاه… حتى ممكن تطردك من هنا دلوقتي… اردف بها ثم استدار وقام بحــمل جنيته الصغيرة، وذهب لغرفته

وهو يقهقه عليها عندما وضــعت يــديها على عيـنها وهو ينظـر لقمــيصه الذي ترتــديه، واردف غامــزا بعـينيه:

فعلا يازوزو بغيــر من هـدومك ووعد مني، ياقلبي مابقتيش هتشوفيهم

❈-❈-❈

وقفت أمل تطالعهم بكره… جلست وهي تكاد تموت غيــظا… أظلمت عيناها بغضــب وبدأت تتحدث مع نفسها

– ماشي ياجواد اصبر عليا وحياة قلبي اللي كسـ.رته ودوست عليه الليلة لندمك ندم عمرك

اتجهت لغرفتها وهي تتوعدهم بأسوأ عقاب

دخل بها الغرفة وهي مازالت بأحضـانه… انزلها  بهدوء گأنها إحدى  الجواهر الغالية لديه.. مسـد على شعـ. ـرها الناعم واردف مبتسمًا:

–  جنيتي  الشر سة  كانت بتعمل بقميصى اللي هياكلها دا إيه  تحت؟

وضعت رأ سها في أحضــانه وتحدثت بخجل:

– جواد وسع كدا عايزة أقوم ألبس هدومي عيب على فكرة إزاي تشلني وأنا كدا

خبأ وجهه في خصــلاتها  قائلا

– حرام عليكي يازوزو اللي بتعمليه فيا دا حد موصيكي عليا.. دا لو بتنتقمي  مني مش هتعملي فيا كدا

ارتــعش جــسدها من أنفا سه التي ضـربت عنــقها…

رفع وجهه ناظرا لوجهها الذي أصبح  كحبة رمان ناضجة يجب أكلها .

– أسند جبـهته فوق جبهتها واردف مغمضا دون سيطرة على مشـاعره

– طيب أعمل فيكي إيه دلوقتي… مش قدامي غير حل واحد بس… ارتجف جـسدها بالكامل بين يــديه عندما ضـم خصـرها لحضــنه

– جواد لو سمحت ابعد عايزة أقوم ألبس هدومي.. أرجع شعــرها المتمرد على وجـهها، ورفع ذقـنها ينظر لعـيناها

– حد قالك انا مجنــون علشان أسيبك بالشكل دا… أردف بها وهو ينظــر لقميصه الذي فُتح اول ذر  له… نظرت للذي ينظر له

خبأت رأ سها بأحضــانه.. ولكــمته على ذرا عيه

– والله إنت مستفز… وسع، عيب كدا نزلني

قهقه عليها… وتحدث من بين ضحكاته

– فعلا ياقلبي زي ماقولتي… إنت عارفة هعمل فيكي إيه دلوقتي

رفعت نظراتها إليه وتحدثت بخجل:

هتعمل إيه ياجواد

داعب أنـفها بأصبعه، وتحدث:

– هكلك الليلة… ظلت تلــكمه بيـديها الصغيرة وهو يضحك عليها

ضيقت عيـناها عندما أغاظها بحديثه:

– وسع يامفتر س… معايا واحد مفترس في الأوضه… والله انادي على عمو

رفع حاجبه وتحدث:

– نادي ياامورة عايز أسمع صوتك.. اقترب منها وهمـس عايز أسمع صوت حبيبي وهو بيصـرخ كدا… بس قبل مااسمع صوتك لازم أخد قميصي… وضع يـديه على قميصه ليقوم بفـكه ثم استكمل مفسرا:

– علشان تنزلي بشكلك دا تاني تحت وانتِ عارفة بابا وسيف موجودين مفكرتيش لو حد منهم شافك انا هعمل فيكي إيه اردف بها بغضـب … اوقفته عندما وضعت يــديها، فوق يده خوفًا من أن ينزع قميصه،  وتكونت الد موع بعيـناها

– جواد آسفة  مش هعمل كدا تاني،.. سبني والله ماهزعلك تاني… استغرب حالتها، هو يمزح معها

ضـمها لأحضــانه وهو يهدهدها:

– زوزو أنا بهزر معاكي… مستحيل أعمل حاجة فيكي تساقطت دمو عها… أردفت حز ينة من نفسها:

– معرفش عملت كدا إزاي والله مفكرتش غير عايزة اغيظ امل وخلاص

قــبّل عيــناها ومسح دموعها

– بس طلعتي طلــقة ياحبي… ولسة ياما أشوف مواهب منك.. ارحمي قلبي الضعيف اللي بيفكر يعمل حاجات جديدة وغريبة… شيطان بقى نسكته ولا.. ايه

لكـمته واردفت بخجل:

– بس ياقليل الأدب والله انت رخم

قبـل جبهتها وأردف بهدوء:

– غزل اوضتك تعملي اللي انتِ عايزاه برة الاوضة دي مشفش شعـرة منك حتى لو بالغلط… لحد مااخلص الجناح دا… وأكمل مفسرا

–  أنا بقولك  علشان دايما متسرعة كدا مبتفكريش قبل ماتعملي حاجة.. رفع ذقنها واحتضن عيناها، مستطردا حديثه  :

– اتصد مت لما شوفتك بالمنظر دا.. أول حاجة فكرت فيها كنت عايز أقطع النور على البيت كله خايف حد يشوفك بحالتك دي.. بس ملحقتش…وخوفت تصر خي تلمي عليا البيت.. احمدي ربنا ان الكل نايم… دا انا اتجـننت تخيلي لو حد شافك..

بس دا ميمنعش أعاقبك طبعا

وضعت يـديها على عــينها  :

– عارفة والله مش هتسكت.. قول عقابك ايه المرادي

–  قيّمها بنظر اته.. واوقفها.. ضاممًا شفـتيه للامام

– مش بطال برضو.. ممكن اتحمل وانومك في حضــني كدا… أسرعت للحمام وهي تســبه في سرها

جلس يمـسح على وجـهه يحاول  السيطرة على نفــسه… خرجت من شرودها

قامت بتغير ملا بسها واتجهت لجامعتها…. فاليوم لديها إحدى المناظرات العملية

قامت الاتصال عليه وهي تنزل للأسفل ولكن هاتفه مغلق

❈-❈-❈

مساء اليوم التالي وهو اليوم المنشود الذي حدد لعقد القران كما خيل لأمل

جلست داخل غرفتها حز ينة وهي تراهم من الشرفة يزينون الطاولة التي سيتم العقد عليها… وحضور الميكب ارتست الخاصة بأمل

سمعت  الطرق على باب الغرفة

اذنت بالدخول… دخلت العاملة بيــديها فستنان باللون الذهبي

– الفستان دا وصل من شوية الباشا بعته لحضرتك… أخذته منها ثم شكرتها

اتجهت للمرحاض حتى تستعد  كما طلب منها… قلبها يؤ لمها ولكنها لا تعلم لماذا… رغم أنه أكد لها انه لم يتم شيئا يز عجها

بعد ساعة قد انتهت من تجهيزها… نظرت لساعة يــديها فقد تأخر عن موعده المعتاد

فُتح الباب ابتسمت عندما اعتقدت بوجوده

ولكنها اذهلت عندما فتحت أمل الباب وهي ترتدي فستانا من الدانتيل يصل الى الركبه… وعا  ري الكتفين ويكشف من الظـهر

دلفت حتى وصلت لمكان جلوسها

ابتسمت بخبث وتحدثت بسخرية:

– مانزلتيش ليه يازوزو من اوضتك النهارده.. مش عايزة تحتفلي مع ضرتك، ثم استكملت بخيث:

– الصراحة مش عارفه أقولك ايه غير انك صعبانة عليا… دارت حولها وبدأت تنظر لجمالها الذي اظهره فستانها بسخاء.. اشعــلت نير ان الغيرة بها…

– حلو فستانك بس ياترى لابسة ورايحة فين… اخيرا خرجت غزل عن صمتها، استدارت ووقفت أمامها   :

– بحتفل بزو اج ضُر تي… قالتها وابتسمت بخبث… ثم اقتربت منها… ومسـحت فستانها

– حلو فستانك… الصراحة معرفتش اقيمه هو فستان ولا قميــص نوم.. زمت شفــتيها للأمام:

– نخليه فستان.. علشان نعرف هنعمل  بيه ايه.. نظرت للباب الذي دخل منه جواد… فهو غائبا منذ يومين

أسرعت إليه ملقية نفسها بأحــضانه

رفعها من خصـرها ضا مما اياها باشتياق عجز التعبير عنه… نظر لأمل ونظر للباب وسمح لها بالخروج… بتعملي إيه هنا

انزلي تحت لحد ماأجهز وأنزل ثم اتجه لغزل

– انزلها بهدوء.. اذهلت عقله برقتها وعشــقها له عندما طوقت خصــره

جلس وهو ضاممها بأحضـانه

– مكنتش أعرف انك  هتوحشيني  اوي كدا… رمقته بحزن وقالت:

– غلطان ياحبيبي انت بتوحشني وانت في حضني…

– زوزو  بلاش لعب بأعصابي الله يخليكي حبيبي عايز الاسبوع دا يعدي وانا لسة محافظ على وعدي مع نفسي

قومي ظبطي فستانك وإلبسي حجابك المأذون جه… ارتفعت وتيرة انــفاسها ونظــرت بصدمة له

– جواد انت هتكتب عليها فعلا… سحـبها من يـديها واوقفها أمام المرآة… ألبسي ياقلبي علشان عندنا مشوار… هدخل أخد شاور ونخرج

دلفت نجاة وعيناها تحد جه شر زا

– دا وعدك ليا ياجواد… دا اللي قولت ثقي فيّا… المأذون جه تحت وانت بتقول مفيش جو از بتضحك عليا… اتجهت بنظرها لغزل واردفت بغضــب:

– ازاي ترضي بالمهذلة دي.. انا بقولك مهما تكوني بتحبيه مش تسمحي له باهانتك مهما صار…. سقــطت دموعها واردفت:

– انا واثقة منه ياماما وعارفة انه مش هيجرحني… نظرت له واسترسلت:

– لو شكيت فيه مكنتش هستنى دقيقة  واحدة.. مش كدا ياجواد

صوب نظــرات حزينة لوالدته

– متخافيش ياماما أنا عارف بعمل ايه.. قالها. و تحرك مغادرا للمرحاض

بعد فترة كان يجلس الجميع حول المائدة التي سيتم عليها العقد

تجلس غزل بعيدا وهي تنظر لهدوئه ونظـراته عليها… وأمل التي ترسل لها نظرات شما ته

– فتح المأذون دفتره وقام لاتمام عقد القران

فين الشهود… دخل باسم ومعه رجل آخر

موجود ياعمو الشيخ..

وقفت أمل ووالدتها وعلى وجههما الصــدمة عندما رأوه أمامهم

جلس جواد وهو يضع ساقا فوق الاخرى

وأردف وهو ينظر لها بسـخرية

– اقعدي ياعروسة ايه مش عايزة نسترك ونتمم جوازك… اتجهت له وتحدثت بغضـب

– انا مكنتش مصدقة قبولك وهدوئك دا.. اتجهت لخالها الذي لا يعلم شيئا

– أنا مش عايزة اتجو ز ياخالي،… وقف جواد واضعا يـديه في جيب بنطاله

– اقعدي يابت خلينا نستـرك… ايه نسيتي حبيب الغفلة اهو جبتهولك… اقتر ب وهمـس لها

– اهو شكلك وينفعك وتستهاليه

رجعت  إلى حسين وتحدثت  بغضــب

:  انا مش عايزة اتجو ز ياخالو لو سمحت:

رفع حسين رأ سه لأبنه وتسائل ماذا يحدث؟

– مفيش يابابا دا اللي الهانم الحلوة ضيعت نفسها معه وعلى فكرة مفيش، اغتـصاب ولا هبل… كان كله بكفيها حتى أسأل

تيم ماهو قدامك اهو… اتجه الشاب  الذي يدعى بتيم  :

– انا مستعد  وموافق على الزو اج

امـسك جواد بيـد غزل وتحرك للمغادرة

– الف مبروك يامولي بالهنا والشفا على قلبك… ولكنه توقف فجأة واتجه لعمته

– محدش عمل في بنتك كدا الا إنتِ.. وعايز أعرفك حاجة علشان كل اللي واقف يعمل اعتبار بعد كدا قبل مايفكر… حاوط غزل من خصــرها وتحدث:

– لما جيت يابابا وقولتلي اتجو ز غزل… وافقت علشان بحبها مش علشان انت طلبت… واللي يحب حد يعمل المستحيل علشان يسعده… ثم استكمل حديثه

– آسف مستحيل اربط اسمي بحد تاني غير مراتي بس… رفع نظــره لأمل

ازاي آمن لوحدة اشيّلها اسمي وهي فرطت في نفــسها بسهولة… دا مستحيل حتى لمجرد دقيقة مش شهر… ثم تحرك مغادرا

بعد يومين

كانت تجلس بغرفة مليكة.. لقد نُقلت اغراضها بأمر من نجاة… كما امرتها بعدم اختلا ئها بجواد مهما صار… فبعد أيام قليلة سيتم الزفاف… فتحت هاتفها عندما اتى إشعار برسالة لها… ظنت إنها منه

نظرت لشاشة الهاتف… وبدأت يــديها تر تعش عندما وجدت صورته أمامها… جلست أرضية  تبـكي  بمرارة… جواد،، جاسر.

لا مستحيل يعمل كدا… لا مستحيل جواد!!

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق