رواية عازف بنيران قلبي – الفصل الثالث والخمسون
الخاتمة
ماذا تظنين الحياة بدونك
اتعتقدين ان الحياة حياة
اقسم لك ان ليس لي حياة
وانتِ بالبعد عني… يامن ملكتي كل كياني
فأنني الحبيب الذي يغر ق بعشقك من الوريد للوريد
#راكان_البندراي
قالت لي: عيناك شهد، يشتهيه الشعراء……
العابدون……
قلت: و عيناكي معبدي و محراب حُبي……
فأنتي كل شعرائي،و كل المتعبدون……!!!
#نوح_الكومي
أحبك
بعشقي
وجنون أشتياقي
أحبك
وكل مابداخلي يناديكي حتى جذور أعماقي
أحبك
بولعي وسكوني وهذياني
أحبك
لاخر لحظه من عمرى ساظل
احبك
#يونس_البنداري
❈-❈-❈
على نبضات القلوب العاشقة، كان الجواد يتطاير بهما بين الحقول ، اجتازوا الكثير من المسافات ، حتى توقف الحصان اخيرا
قفز نوح ثم بسط كفيه، وحاوطها يرفعها من فوق الحصان
تعانق الكفين وتحرك بجوار بعضهما البعض والسعادة تغزو القلوب
جلس فوق جذع شجرة وأشار إليها بالجلوس ..جلست مبتسمة
-مجنون يانوح، يوم العيد كدا نخرج بالحصانة
حاوطها يجذبها لأحضانه
-وعد الحر دين عليه ياروحي ، رفعت حاجبها من مغذى حديثه متسائلة :
-بس راكان هيزعل، قال لازم نتقابل كلنا على ٤اربعة العصر..وضع رأسها على كتفه
-سيبك منه، نسافر بكرة الدنيا مش خطير يعني، وبعدين يونس في المستشفى دلوقتي معتقدتش هيرجع بعد عمليته يسافر النهاردة
أطبقت على جفنيها ثم اردفت:
-نوح عايزة اروح ازور ماما لو مش هنسافر النهاردة ، الولاد وحشوها اوي
بسط كفيه يزيل حجابها حتى انسابت خصلاتها على عنقها ثم أجابها:
-نروح حبيبتي شوية بس بالليل، انا هرجع انام، متنسيش سهرانين ولسة منمناش، وبالليل نروح نزورها ، رفع ذقنها بأنامله يسبح بجمال عيناها
-مقدرش ارفض لأسما قلبي طلب، قالها مقتربا يتذوق شهد رحيقها للحظات
نهض من مكانه يحتضن كفيها، ثم اتجها لجواده، ليرفعها عليه متجهين إلى مكانًا آخر ليكملا جولتهم الصباحية بين الجمال الطبيعي
بمنزل حمزة
ولج لغرفة ابنته التي غرقت بنومها، انحنى يطبع قبلة حانية على جبينها ، ثم تحرك متجها إلى غرفة ولده
ابتسم عندما وجده غافيا وهو يحتضن ألعابها الجديدة التي ابتاعها اليوم، قام بنزع جلبابه الأبيض الصغير ، وألبسه غيره ثم حمله متجها إلى فراشه ليدثره جيدا، دلفت درة تحمل بيديها سرفيسا به كوبا من اللبن وبعض الكحك
-هو نام ؟!..تسائلت بها، استدار يومأ لها ثم أشار على ما تحمله
-الكحك تقيل عليه يادرة..تحركت للخارج وتحدثت موضحة
-قالي عايز كحك ولبن ..سحب كفيها
-طيب تعالي نرتاح شوية قبل السفر
نزعت مأزرها واتجهت إلى المرآة لتجهيز نفسها للنوم ، أما هو خرج للرد على هاتفه، انتهت من زينتها ثم اتجهت إلى خزانتها لأنتقاء منامة مريحة إستعداد للنوم..خرجت بعد دقائق وجدته يدلف إلى الغرفة
توقف يطالعها مبتسمًا، فقد كانت نقية مثل ورقة الندى، تحرك إلى أن وصل إليها..نزلت ببصرها للأسفل خجلا من نظراته
-جوهرتي، لسة بتتكسف مني..رفع ذقنها بأنامله ودنى يبحر على ملامحها الجميلة
-لسة ناوية تعملي فيا ايه..قالها وهو يجذبها لأحضانه، لفت ذراعيها حول خصره تضع رأسها بأحضانه
-كل سنة وانت معانا دايما ياحبيبي
اغمض عيناه يستمتع بمذاق حديثها، أخرجها من أحضانه، يضم وجهها بين راحتيه
كل سنة وانتي منورة حياتي جوهرتي الغالية..ابتسمت بحب تتمسح بصدره
فقام بحملها متجها إلى فراشهما قائلا
-ودلوقتي حبيبك لازم يقدملك أحسن هدية
عند يونس بالمشفى
أنهى حالة الولادة واتجه إلى مكتبه لجمع أشيائه الخاصة ، ولكن توقف عندما استمع إلى الأغاثة
-دكتور يونس الرجاء الحضور إلى غرفة الاستقبال ..مسح على وجهه بغضب متجها لأحد المسعفين
-فيه ايه تاني..اجابه
-حادثة على الطريق، وفيه ست حامل في الشهر السابع وبتنزف يادكتور
تنفس بهدوء ثم ألقى مابيديه متجهًا إلى غرفة الاستقبال لأنقاذ تلك السيدة
بمنزله، انتهت من تجهيزيها وتجهيز ابنائها تنتظر قدومه..صاحت على العاملة:
-حضري فطار زمان الدكتور على وصول، ثم اتجهت للمربية
-الولاد فين ؟!
-قمر نامت ياباشمهندسة ..نهضت من مكانها متجهة الى ابنتها التي غفت مرة اخرى، أزالت حذائها وهتفت
-سبيها نايمة لحد مالدكتور يرجع
أمسكت هاتفها وحاولت الاتصال به لعدة مرات ولكن لا يوجد رد
زفرت بغضب وبدأت تخرج عن صمتها
-كدا كتير حتى يوم العيد يادكتور، خلعت حجابها وألقته بمقت على الأرضية متجهة إلى غرفة ثيابها لتتحرر من تلك الثياب حتى تغفو مرة أخرى فلقد أهلكت أعصابها بإنتظاره
❈-❈-❈
بمنزل جلال البندراي ..ولج للداخل يبحث عن ابنته، قابلته سارة وهي تحمل بعض من الصحون التي تحتوي على معجنات العيد، وضعت السرفيس امام والدها
-ايدك ياسي بابا على العيدية ..
أخرج بعض النقود، ثم طبع قبلة على جبينها
-كل سنة وإنتِ طيبة ياحبيبة بابا، فين اختك ..أشارت على غرفة الرياضة وأجابته:
-بتعمل رياضة..تحرك متجها إليها وجدها تجلس شاردة بالخارج لا تشعر بشيئا..تحرك إلى أن وصل إليها..انحنى يطبع قبلة على رأسها
-عاملة إيه حبيبة بابي !!
رجعت بجسدها تضع رأسها بأحضانه
-تعبانة اوي يابابا ، انسابت عبراتها
-كان نفسي سليم يبقى عايش دلوقتي، كان خفف على وجع قلبي ابني وحشني أوي يابابا
شددت من عناق والدها وبكت بنشيج
-عارفة اني بتحاسب، بس الحساب صعب اوي يابابا، سامعة صوته في كل مكان، شوفت يابابا بينادي عليا ويقولي ياماما أنا جعان، ياماما تعالي العبي معايا
تراجعت تنظر بعين والدها:
-قولي هقدر اتحمل العذاب دا لحد امتى يابابا، مش قادرة،نفسي اروح أخرجه من القبر، نفسي اخده في حضني واقعد اشم فيه لحد مااشبع
مسد والدها على خصلاتها وعبراتها انزلقت رغما عنه:
-اهدي حبيبتي ربنا يرحمه، ازال عبراتها
-تعرفي يافرح ممكن تدخلي الجنة بسبب سليم
ابتسامة حزينة على وجهها
-بس هو وحشني يابابا، ذنبه ايه يموت قبل مايشبع مني واشبع منه
ضغط على وجنتيها يهز رأسها:
-متقوليش كدا ياحبيبة بابا، حرام
حاوط جسدها واتجه بها للخارج:
-تعالي ارتاحي شوية، علشان نخرج بعد العصر ايه رأيك نروح الملاهي زي زمان !!
أزالت عبراتها بظهر كفيها واردفت:
-أنا عايزة انام فعلا يابابا..تحرك بها والدها إلى أن وصل لغرفتها ثم دثرها ولثم جبينها ، جلس يمسد على خصلاتها حتى غفت:
-ربنا يصبر قلبك يابنتي يارب
بمنزل خالد البنداري ..دلفت سلمى تفرك كفيها ثم تحدثت إلى والدها
-بابا ممكن اتكلم معاك..اومأ يشير إليها ثم أغلق حاسوبه متسائلًا:
-اتفضلي ياسلمى، جلست تبعد ابصارها عنه ثم اردفت:
-الصراحة فيه واحد عايز يجي يقابل حضرتك،..ظلت نظراته على ملامحها منتظر تكملة حديثها:
-الصراحة دا اخو صحبتي اتعرفت عليه من فترة ، شخص محترم وناجح، هو مش غني أوي بس بيجتهد، وانا مؤمنة هيكون له مستقبل
-خليه يجي بس بعد اسبوع كان اخوكي رجع من سفره، بتر حديثهما فريال بقهوته:
-عملتلك قهوة ياخالد ..أشار إليها
-تعالي يافريال، نظر للذي بيديها
-قهوة بس اومال فين طقوس كل سنة
ابتسمت له وجلست قائلة:
-لأ مش دلوقتي..عملتلك قهوة وكيك يصبرك ..نهض من مكانه متجهًا إلى الأريكة
-تعالي هنا يافريال ..تحركت تضع الفنجان على المنضدة، ثم جلست بجواره متسائلة:
-أسعد وزينب هيرجعوا إمتى!!
ارتشف من قهوته وأجابها:
-رجعوا امبارح يابختهم..ايه رأيك نسافر احنا كمان نعمل عمرة
إن شاء الله ياخالد..المهم قولت ايه لسلمى على العريس، بتقولي الولد باباه موظف حكومي، وهو لسة معيد جامعي، يعني فقير، هتوافق ياخالد
-ايه اللي بتقوليه دا اتجننتي !!
-الولد معيد في الجامعة وبكرة يكون دكتور، المهم أخلاقه تعجبني ..
عند راكان وليلى
جلست بأحضانه بعد ماأحضرت له بعض معجنات العيد المشهورة، وأشارت:
-كحك اهو وأنا اللي عملاه مش زي اللي ماما بتشتريه
جمع خصلاتها على جنب، وتبسم بمحبة:
-مبكلوش حبيبي المفروض عارفة، الحاجات دي بتتعب معدتي ..استدارت بوجهها إليه:
-دا عملاه مخصوص علشانك، قليل الدسم، وكمان بزبدة طبيعي ، مش هتتعب..
أبعدها عنه يهز رأسه رافضًا
-لأ ياليلى مش هقدر، الكحك مشهور بمصايبه..استدارت بجسدها كاملًا: وجلست على ركبتيها
-بقولك عملاه مخصوص علشانك، لازم تاكل منه علشان تحس إنك في العيد بجد، رفعت كفيها بكحكة إلى فمه:
-علشان خاطري، دا عيد ولازم تكون طقوسه مختلفة عن أي يوم
امسك كفيها واكل قطعة منه، ثم أدارها عليها لتكملها:
-كمليها بقى، بجد اكلت مقدرش اكتر من كدا، متضغطيش عليا، واكلتها علشان خاطر عيونك، اومأت واكلت بقيتها دون اعتراض:
-المهم انك اكلت حاجة حتى لو كانت بسيطة.. قبّل كفيها واردف وعيونه تحتضنها:
-تسلم ايدك حبيبتي ، طعمها حلو بجد، عارف انك بتعملي حاجات صحية، بس الكحك مهما تقللي منه الكولسترول بيكون عالي
ازال بإبهامه بقايا الكحك من على ثغرها :
-وكمان سكر يالولة..ابتسمت، هز رأسه وانحنى يهمس أمام شفتيها:
-دي مش بتتمسح كدا ..قالها وهو يحتجز ثغرها بين خاصته
التقط أنفاسه يداعب أنفها، وغمز بعينيه:
-مقدرتش اصبر حبي، دايمًا خاطفة وعقلي..وضعت كفيها على كفيه:
-قاسي اوي حبيبي
نهض من مكانه وسحب كفيها:
-تعالي فيه حاجة عايزك تشوفيها،
نهضت متحركة بجواره حتى وصلت لغرفة الرياضة، ضغط على بعض المفاتيح حتى فُتح باب داخلي ولجت بجواره تنظر لذاك الممر متجهان لغرفة سرية ..فُتح الباب وأشار إليها
بالدخول..ولجت تنظر حولها، وجدت الروائح العبقة تغمر الغرفة، وبها الكثير من صورها ..
توقفت تنظر للغرفة بذهول، رفعت نظرها لتلك الصورة التي تعلق بركنًا ..تحركت إلى أن وصلت إليها
كانت صورتهما وهي تعتلي الحصان وهو يحاوطها بذراعيه حتى لا تسقط
أشارت عليها هامسة بذهول:
-دي الصورة اللي كانت في مزرعة نوح مش كدا..وضع كفيه بجيب بنطاله وتحرك حتى توقف خلفها، يضع ذقنه على كتفها
-الصورة دي اخدتها من جهاز نوح، لكن الباقي أنا اللي جمعتهم
استدارت برأسها إليه، حيث أصبحت قريبة من وجهه
-شوفتهم قبل كدا في البوكس
اعتدل ثم سحب كفيها واتجه بها لذاك الركن الذي يوضع به بعض الأوراق
ضيقت عيناها، ثم اقتربت متسائلة:
-إيه دول ؟!حاوطها من خصرها
-دول المشاريع اللي اشتغلتي عليهم قبل جوازنا، مطت شفتيها واستدارت تحاوط رقبته:
-هم نفس المشاريع اللي مكنوش عجبين جناب حضرتك
لف ذراعيه وحاوط خصرها:
-كنت بحب اضايق سيادة المهندسة المغرورة
ابتسمت تهز رأسها:
-هتقول ايه غير كدا ، لو مقولتش كدا متبقاش سيادة المستشار المستفز
قهقه بصوته الرجولي ..مما جعلها تبحر بعيناها على وجهه إعجابًا، توقف يغمز لها:
-عارف إني حلو..تراجعت تهز رأسها ساخرة
-مغرور اوي..جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره:
-من بعض ما عندكم تنينتي، بس تنكري أن جوزك حلو برضو
-وتنكر إن مراتك حلوة برضو!!
سؤال بسؤال ياحبي، مفيش إجابة يعني:
دارت بالغرفة بعيناها وتحركت تبحث عن متعلقاته
-مادام ليا حاجات هنا، يبقى لازم يكون لحضرتك كمان
ضيق عيناه مستفهمًا:
-مش فاهم..!!، اقتربت من مكتبة صغيرة يوضع بها بعض الكتب ، حركت أناملها على تلك الكتب، ثم استدارت إليه :
-مكتبة سرية ..اكيد قضايا مهمة، أو بمعنى أصح ، دلائل مهمة
تحرك إلى إن وصل إليها :
-فعلًا حبيبي ، دي اوراق مهمة، ومهمة جدا، فيه البعض مرتبط بجدي الله يرحمه، والبعض مازال شغال عليها، والبعض تبع جواد الألفي
اومأت متفهمة ثم اردفت:
-فهمت من مكانها..وصلت لذاك المجسم الذي يوضع على المكتب
-دا إيه ؟!..حمله بين يديه يطالعه لفترة ثم وضعه مرة أخرى:
-دا عملته وأنا في ثانوي، كان نفسي اكون مهندس اوي، رفضت ادخل علم علوم علشان احقق حلمي، لكن حصل ظروف ومدخلتش
-مجبتش مجموع الهندسة قصدك !!تسائلت بها مستفهمة
هز رأسه بالنفي ثم سحب نفسًا وزفره:
-بالعكس كنت جايب أعلى من هندسة كمان، لكن حصل خناق بيني وبين توفيق وعلشان كدا رفضت ودخلت حقوق
-حقوق من هندسة ياراكان !!
-مخبيش عليكي كنت مش مبسوط وحاسس بعمل حاجة بدمر مستقبلي، رغم تحذير نوح ليا، بس فضلت متمسك بس مش التمسك الجدي، لا كنت متردد، المهم كان عندي اضايق توفيق وخلاص، نفث تبغه وذكريات تلك الايام تمر أمامه ثم استدار إليها:
-تعرفي انا قررت اطلع من الكلية خالص ومكملش تعليمي، بس ماما زينب صعبت عليا اوي، دي لما عرفت تنازلي عن الهندسة وحولت حقوق مرضت فيها
ابتسامة حزينة تجلت على ملامحه فاستطرد:
-كان فيه حاجة جوايا مكسورة، لما تحس إنك بتتحاربي من اقرب الناس دا بيوجع اوي ياليلى
-طيب ليه جدك كان رافض الهندسة
أجابها متهكما :
-مكنش عايزنا نكون احسن من ولاد فريال وعايدة، المهم ماما زينب تطلع فاشلة
-معقولة!!..تسائلت بها ليلى مذهولة
رفع ذقنها ولمس وجنتيها:
– مكنتش اعرف دي كلها ترتيبات من ربنا علشان أقابل اجمل بنت شفتها عيوني..
ضمها لأحضانه واغمض عيناه يتنفس بهدوء:
– لو فضلت اشكر ربنا طول الوقت عليكي قليل..شددت من عناقه مستمتعة بهمسه الذي اذاب قلبها ..رجع بجسده، ثم أخرج بعض الملفات يضعها أمامها
-شوفي دول..!! فتحتهما وإذ بها تنصدم
-دول اللي مضيت عليهم، تنازل عن أمير وحق سليم
جلس على المكتب، وأخرج ملفاتٍ أخرى
-الورق دا مهم اوي ياليلى، خليكي عارفة مكانه، لو حصلي حاجة هتسلميه لجاسر الألفي
جلست على ساقيه عندما فقدت الحركة:
-بعد الشر عليك حبيب ليلى ، اوعى تقول كدا ..احتضن كفيها مع ابتسامة
-حبيبتي الموت علينا حق أنا بقولك لو
لمست وجنتيه ولمعت عيناها بالدموع
-متقولش كدا لو سمحت ، فكرة الحياة من غيرك حتى لو حلم لا مش حلم لو كابوس تموّت ياراكان
ابتسم لها وتلاشى كلماتها قائلًا:
-الورق دا فيه حق أمير كامل من باباه، وانا كتبتله جزء كمان دا حقه باعتباره ابني ..هو ابني ياليلى ومش عايزك في يوم تبعديه عن اخواته
انسابت عبراتها رغمًا عنها:
-ممكن تسكت..قبّل كفيها واستأنف
-دا كان حق سليم الصغير ماهو ابن سليم مهما نكرنا بس ابنه برضو
بس حاليًا أمير اللي له الحق الأكبر لباباه ..وبعده انتي..بابا وماما اتنازلوا عن حقهم في سليم وكتبوه كله لأمير يعني أمير اكتر واحد له حق في إمبراطورية البنداري بعدي
وضعت رأسها بأحضانه:
-ممكن تسكت بقى ..، حاوطها بذراعه يضمها، ثم أخرج ملفًا أخر:
-دا بقى فيه كل ماأملك، سواء هنا او برة مصر، اعرفي مكانه، دا حقي وتعبي يعني لولادي من بعدي مقدرتش اكتب حاجة لحد فيهم لأني عارف إن أمير عمره ماهيطمع في اخواته، علشان كتبت وصية لأمير يكون الواصي على اخواته بعدك لو حصلك حاجة
شهقت بذهول ولم تسيطر على عبراتها فنهضت من مكانها
-أنا عايزة امشي من هنا..
رفع ذقنها وسبح بعينها:
-مش نكمل، عايزك تعرفي كل حاجة ياليلى، دا كان لازم يحصل من زمان
هزت رأسها رافضة:
-راكان لو سمحت..وضع إبهامه على ثغرها:
-لو سمحتي انتي حبيبي خليني أكمل
اتجه إلى مقعد أمام طاولة دائرية، وأخرج البومًا كبيرا ثم وضعه أمامها، مع صندوقًا كبيرًا، فتح الصندوق وأخرج منه بعض الأظرف، وعلبة مزينة:
جذبها حتى جلست فوق ساقيه
-دي أول هدية جاتلي من سليم الله يرحمه، رفعها أمامها ..قطبت مابين جبينها وأمسكتها:
-خاتم..قالتها بذهول
ابتسم وهو يتلمسه، كان اعلاه مكعب من الذهب الخالص ..فتحه وأخرج منه صورة دائرية ..امسكتها مردفة
-انتوا التلاتة..أومأ برأسه
-اه انا وهو وسيلين..الهدية دي كانت في عيد ميلادي ال١٥ هو كان لسة عشر سنين وقتها ، طلب من بابا وبابا يساعده فيها ..أخرج مفتاح لدراجة هوائية:
-سليم كان مغرم المكن أوي، لازم مع كل عربية يجبله مكنة، ضحكة أفلتها بخفوت
-لدرجة اتهم حمزة بسرقة مكنته، هو وحمزة كانوا مجانين في الموضوع
عملوا حزب مع بعض كل مسابقة يدخلوها، صمت ولاحت ذكرى حزينة على وجهه، رفع نظره إليها:
-لحد مافي يوم اتقلبت بيه وكان هيموت وماما تعبت جدا واتحجزت في العناية فاقدة الكلام لما سمعت أنه مات، وقتها وعدها مش هيعملها تاني
لمست وجنتيه متسائلة:
-حبيبي كان هوايته ايه، قبّل كفيها وأخرج ألبومّا كبيرًا يحتوي على صورًا عديدة ثم أشار لها:
-دا، فتح الألبوم ، وأردف:
-كنت بحب التصوير اوي، كل رحلة انا كنت المسؤل فيها عن الصور، بدأت بتقليب الصفحات صفحة تلو الأخرى
-دي مظاهر طبيعية ..اومأ برأسه:
-أيوة طبعا، شروق مع غروب الشمس ، ودمج بين الطبيعة والحياة، زي ماانتِ شايفة كدا
اعتدلت مذهولة
-حلوين أوي أوي ، ليه محتفظ بيهم هنا
بدأ يخرج جميع مابالدرج وأجابها:
-حبيبتي دي مرحلة الثانويةوالجامعة ، يعني مرحلة طيش الشباب
وضع عدة مفاتيح أمامها:
-دول بقى مفاتيح عربياتنا القديمة هتلاقيهم تحت، انا وسليم مابنحبش نفرط في الحاجات العزيزة علينا، وزي ماانت شايفة، مش من النوع اللي كل شوية يغير عربيات، اه يونس مجنون بالحركات دي، بس أنا وسليم لا
بنحب نحتفظ بحاجاتنا أوي، كأنها فرد من العيلة ..بس دي من حق أمير
-ايه دا ..؟! ابتسم وأجابها:
-مفتاح موتوسيكل، جديد هو باباه اشتراه بس ماركبوش، إن شاءالله سنتين كمان ويكون حلو لأمير، رغم مش عايز اشغله بالحاجات دي، بس لاحظت أنه مغرم زي باباه
-بس أنت أبوه ياراكان!!
وضع جبينه فوق جبينها:
-ليلى متقنعيش نفسك بأوهام، أمير ابن سليم، بس هو ابن روحي، لازم حاجات باباه تكون له، ولازم تفهميه علشان يستوعب
خرجت من أحضانه تحتضن وجهه ورفعت نفسها هامسة له:
-عايزك تتأكد انك غالي عنده أوي…احتوى كفيها ثم عانق عيناها قائلًا:
-طيب هنخرج من هنا ولا نبات
لمعت عيناها بالسعادة ثم تحدثت:
-وينفع نبات هنا، اومال البدلة اللي حضرتك دافع فيها دم قلبك تروح فين
أطلق ضحكات مرتفعة وهو يضمها متحركا بها للخارج
بالخارج كانت تبحث عنهما ..قامت بالطرق على غرفة جدتها
-نٓانٓا..كررتها ..فتحت زينب الباب
-بتعيطي ليه ياكوكي؟!
فركت عيناها ..وتحدثت بشهقات
-عايزة مامي مش موجودة ، هم سافروا وسابوني
-علية!! علية!!..صاحت بها زينب تحركت إليها سريعًا:
-أيوة ياهانم ..اطلعي شوفي ليلى فوق ولا فين ، كوكي شكلها شافت حلم
اومأت وتحركت للأعلى، ثم سحبتها وجلست تجذبها لساقيها:
-قولي لنانا كوكي بتعيط ليه
وضعت رأسها على كتف زينب
-مامي سافرت صح يانانا ..مسدت على خصلاتها:
-لأ ياقلب نانا ..تلاقيها عند انطي سيلين ..أزالت الصغيرة عبراتها بكفها
-هروح اشوفها..قالتها وهي تنزل من فوق ساقيها
أمسكتها عندما استمعت لصوت راكان بالأعلى:
-بابي فوق ، اساليه..هرولت للأعلى
-بابي ..بابي ..توقفت أمامهما مختصرة
-كنتوا فين، دورت عليكم كتير
جلس على عقبيه يمسك كفيها ثم طبع قبلة عليه:
-كوكي زعلانة وبتعيط ليه ؟!
رفعت نظرها لوالدتها التي ظهرت خلفه
-مالك ياقلبي؟!
هرولت إليها تبكي:
-أنا زعلانة منك يامامي ، سبتي كوكي لوحدها..نظرت لراكان بذهول ثم جثت على ركبتيها:
-مالك حبيبتي بتعيطي ليه كدا، ومين قالك هسيبك وامشي
-انطي داليا..قالت مامتك هتسيبك وتروح مع باباكي بعيد
ضمتها لأحضنها تمسد على خصلاتها ثم رفعت نظرها لزوجها الذي وقف مذهولًا من حديث ابنته
اتجه إليها يجذبها من أحضان والدتها
-كوكي حبيبتي ، هي انطي داليا قالتلك إمتى كدا
مسحت عبراتها بظهر كفيها وشهقت من كثرة بكائها
-الصبح وهي ماشية، جت اخدت حاجتها وقالتلي كدا، وانا نمت وقومت ملقتش مامي وحضرتك، فخفت يكون حقيقي
طبع قبلة على جبينها ثم ابتسم
-هو ينفع بابي يبعد عن كوكي، وبعدين مش أنا قولت بابي هيخرج أجازة مع مامي يومين وكوكي هتفضل مع زين و أمير علشان كوكي شطورة
جلست ليلى بجواره:
-بابي كوكي شطورة وبتسمع كلام بابي
ابتسمت تعانق والدها
-حاضر يابابي ..ضمها وابتسم رغم أن عقله ذهب إلى داليا
كانت تراقب ملامحه المنزعجة فتوقفت تربت على كتفه .. حبيبي هنزل اجهز فطار علشان ماما زينب وعمو أسعد
اومأ برأسه وحمل ابنته متجها إلى غرفتها
-كوكي هتيجي مع بابي علشان نشوف دريس العيد هيكون حلو على الأميرة باربي ولا لا
مطت شفتيها تهز رأسها:
-أنا آنا يابابي، نسيت إليسا وآنا يابابي
ابطال فروزن
انزلها بهدوء أمام خزانتها:
-ماشي ياآنا ، بس بابي بيحب كوكي اكتر من أي حاجة
وضعت ابهامها على شفتيها ثم رفعت نظرها لوالدها:
-تفتكر يابابي أنا مش هطلع زي آنا ويكون عندي قوة خارقة
جلس متنهدًا يمسح على وجهه
-مش قولنا بلاش نركز في الكارتون ياكوكي، كدا هزعل منك ياقلبي، كارتون يسيطر على عقلنا يبقى بابي هيحرمك منه
سحب كفيها يقبلهما
-عادي حبيبة بابي نسمع شوية مجرد تسلية شوية، إنما نقلد حاجات مش مفيدة وتسيطر على عقلنا بابي يزعل ويعاقب كوكي
قبلته وتحدثت بصوتها الطفولي متأسفة:
-آسفة بابي ..كوكي هتسمع كلام حضرتك .استدارت تخرج فستانها
-دلوقتي هلبس فستان العيد علشان بابي ميزعلش مني ..كدا كويس
ابتسم ثم نهض من مكانه
-اجهزي حبيبتي ، هشوف أمير علشان نخرج نروح الملاهي
صفقت بكفيها
-احسن بابي في الدنيا..تحرك مستديرا، ثم اتجه بانظاره يطالعها لعدة لحظات وهي تخرج أشيائها بإبتسامتها البريئة
ثم تحرك متجها إلى أمير ..طرق على باب غرفته
-صباح الخير..ابتسم معتدلًا من فوق فراشه
-صباح الخير حضرتك..داعب خصلاته
-نمت بعد الصلاة كتير اهو، الساعة تلاتة دلوقتي
ابتسم وهو يرجع خصلاته المتمردة
-فعلا يابابا جيت من الصلاة قعدت مع نانا شوية ونمت بعدها
جلس بجواره:
-شوفت داليا النهاردة ..رفع نظره لوالده وأومأ برأسه
-جت اخدت باقي حاجتها، واتصورت معانا أنا وكوكي
-قالتلك حاجة ياحبيبي !!
مسد على خصلاته واستأنف:
-احكيلي قلتلكم ايه..هز أكتافه وأردف:
-قالت كتير يابابي، يعني حضرتك مشيتها علشان مامي طلبت كدا، وكمان هي كانت عايزة تفضل معانا لكن ماما رفضت وابعدتها عننا ..صمت للحظات ثم رفع بصره:
-أول مرة محبهاش، حسيتها عايزة توصلنا كلام أننا نكره مامي ، بس أنا رديت عليها:
-قولتلها اكيد حضرتك قصرتي في حاجة، أو شافتك مش مناسبة لسننا، وسبتها ومشيت، علشان حضرتك متزعلش مني
ضمه راكان مقبلًا رأسه:
-لأ ياحبيبي بدل هترد بأدب واحترام مش هزعل
نهض وأردف:
-جهز نفسك علشان هنخرج مع بعض بعد العصر شوية
تحرك مغادرا للخارج ثم أمسك هاتفه
عند داليا
كانت تجلس أمام منزلها مع إحدى صديقتها
-اضيقت اوي من وقت ماقالي مستغني عنك ياداليا
أمسكت صديقتها بعض الحلويات
وأردفت:
-مايمكن شك من نظراتك يادولي، ماهو الصراحة كنتي مفضوحة يابت
تلألأ الدمع بعيناها
-حبيته غصب عني ياسمر، اصلك ماشفتهوش ولا شوفتي هيبته كدا، تراجعت بجسدها تستند على الجدار
-كنت كل لما اشوفه احس بسعادة بتستحوز عليا بتخلي قلبي يطنطط كدا
ضحكت صديقتها بسخرية
-غيري السيرة ياحبيبتي، شكل حضرة المستشار مسيطر عليكي
انسابت عبرة غادرة عبر وجنتيها، ثم تحدثت:
-تفتكري هقدر اعيش من غير لما اشوفه ولا اسمع صوته
ذُهلت صديقتها فاعتدلت جالسة:
-داليا لازم تنسيه، متكنيش مجنونة دا واحد متجوز ومخلف غير مركزه
هزت رأسها رافضة حديثها:
-ميهمنيش دا كله، ماهو كان بتاع ستات ، وممكن يكون لسة كمان، ماهو مش معقول اتغير، انتي عارفة الراجل اللي بيحب كدا بيفضل كدا
جذبتها صديقتها بعنف:
-اتجننتي يابت، عايزة تعرفي راجل لمجرد انك معجبة بيه ..ضغطت بأناملها على رأسها:
-لأ فوقي كدا واعرفي انت رايحة فين، احنا مش اد الناس دي ، وافتكري أن بنت النمساوي مقدرتش على مراته اللي هو بيحبها مش دا كلامك
ربتت على كتفها بعدما وجدت عبراتها
-لدرجة دي حبتيه ياداليا
أطبقت على جفنيها
-أوي ياسمر، مش متخيلة يعدي يوم من غير لما اشوفه ..بتر حديثهم رنين هاتفها، لكزتها صديقتها
-طب ردي ..هزت رأسها واسندتها على الجدار
-مش عايزة اكلم حد..جذبت هاتفها للرد ولكن جحظت عيناها عندما وجدت اسمه ينير شاشة هاتفها:
-راكان البنداري؛ابتسمت لسماعها اسمه فلكزتها صارخة
-بابت هو اللي بيتصل..هبت من مكانها وضحكة خافتة زينت وجهها
-راكان..همسات بها ثم فتحت الخط للرد ثم أزالت عبراتها
-أهلا يافندم …على الجانب الآخر ، هبط للأسفل متجهًا إلى مكتبه
-عايزك، قدامك ساعة بالكتير تكوني قدامي ..قالها واغلق الهاتف ، ثم ولج للمكتب، حاول أن يهدأ من موجة غضبه حتى لا يقوم بتحطيم المكتب
جلس وقام بإشعال تبغه يحرقها بنيران صدره حتى لا يفقد أعصابه ..دلفت بقهوته بعد قليل ..اقتربت ونظراتها تحاوط جلوسه:
-عملتلك قهوة ..هتشربها ولا هتخرج تفطر مع ماما وبابا
أشار بكفيه:
-حطيها واطلعي شوفي الولاد خلصوا ولا لسة علشان نرجع بدري ..وضعت القهوة واتجهت إلى جلوسه
جلست أمامه على حافة مكتبه
-اتكلمت مع كوكي..دا اللي معصبك
-حبيبتي اطلعي شوفي الولاد، مبحبش اكرر كلامي، عندي شغل نص ساعة تكوني جهزتي وجهزتي الولاد
انحنت تلف ساعديها حول عنقه ثم وضعت جبينها فوق جبينه
-حبيبي بيكون رخم لما بيتعصب، بلاش تحرق في دمك، وبالنسبة للكلام اللي قالته داليا لكوكي ، أنا هقدر انسهولها
طبع قبلة سريعة وهمس:
-مش وقت دلعك يالولة، اطلعي علشان انا مش فايق، عند ولادي بقلب وببقى وحش جدا، لازم احاسبها ازاي تتجرأ وتقول للبنت كدا
ابتسمت تلمس وجنتيه:
-حبيبي مضايق على الآخر وقالب تنين على الاخر
نهض من مكانه يرفعها بذراعيه
-حبيبتي اطلعي زي ما قولتلك، الموضوع مش هزار
اومأت برأسها واستدارت متحركة، أوقفها:
-ليلى متزعليش مني ..ابتسمت إليه بحب ثم هزت راسها:
-هزعل منك ليه ياحبيبي بالعكس أنا مبسوطة، محبتش اقولك كلام يزعلك علشان كدا حاولت أهديك
تحرك إلى أن وصل إليها ثم جذب رأسها يضمها لصدره
-آسف ..آسف على كل وجع سببتهولك
وضعت ابهامها على شفتيه
-متتأسفش، انا اللي آسفة علشان أنا السبب في الخلافات دي كلها
رفعت نفسها ونظرت إلى داخل عيناه:
-بس سعيدة أوي رغم الألم اللي مريت بيه، انت اجمل عوض من ربنا، منكرش أنها كانت بضايقني، ومنكرش اني أضيفت منك على تمسكك بيها بس برضو أكيد عندك رؤية لكدا
ربت على ظهرها
-اطلعي ياقلبي ، بعدين نتكلم ..قاطعهم طرقات على باب المكتب ..ولجت للداخل تخطو بهدوء، وابتسامة تزين وجهها:
-مساء الخير..استدارت ليلى تطالعها بذهول، ثم اتجهت ببصرها لراكان
طبع قبلة حانية على جبينها
-ياله حبيبي..هنتأخر ..اومأت متحركة حتى وصلت لوقوفها، طالعتها بهدوء متحدثة:
-نورتي ياداليا..قالتها وتحركت للخارج
ابتسم على زوجته لحظات فقط ثم تذكر تلك الواقفة تهيم بالنظر إليه، لاحظ نظراتها فاتجه يجلس خلف مكتبه بهيبته المعتادة
-اتفضلي يااستاذة داليا ، واقفة عندك ليه ..تحركت تفرك كفيها ببعضهما ثم جلست أمامه:
ظلت نظراته ثاقبة عليها ، سحب نفسا من تبغه ومازال يطالعها بصمت ، دقائق مرت عليها كالسيف على العنق حتى تحمحم قائلًا:
-منكرش كنت معجب بإخلاصك وولائك من اول ماحبوا يصطادوا ليلى عن طريقك، وجيتي حكتيلي أنهم بيساوموكي على مبلغ كبير مجرد انك تسحبي ليلى لعندهم ..ورغم كدا رفضتي الفلوس الكتيرة وجيتي حكتيلي كل حاجة
أخرج نفسًا معبأ برائحة دخانه، ومن يراه يظن أنه غبار سيجاره ولا يعلم أنها نيران تكوي بداخله ..نصب عوده وتوقف متجهًا يجلس بمقابلتها
واستأنف
-احترمتك كتير اوي ، وعاملتك على إنك واحدة من العيلة، عمري ماشوفتك واحدة غريبة
فركت كفيها بارتباك متسائلة بتقطع
-فيه حاجة حصلت مني يافندم ؟!
❈-❈-❈
ضيق عيناه وشبه ابتسامة ساخرة تجلت بملامحه ثم أشار عليها بتهكم:
-هتشتغلي معايا على إني عبيط همسح بكرامتك الأرض
توسعت عيناها كاتساع السماوات والأرض فتحدثت بتقطع:
-مش فاهمة حضرتك!!
ضرب على سطح المكتب بعنف:
-ماقولتلك بلاش تستهبليني، خليني احترم ذكائك ..انحنى وتعمق بعيناها
-عند ولادي مبرحمش، صدقيني حتى لو ابويا نفسه، اللي يقرب على ولادي ويلعب بعقلهم افعصه بجذمتي دي
تراجع ورمقها بإحتقار، ثم أشار بنبرة تحذيرية
-أنا أول مرة بنبه بس، لكن المرة التانية مبرحمش حد .. ودلوقتي هتخرجي من الباب دا وتنسي انك في يوم من الأيام دخلتيه، تحرك إلى النافذة ثم توقف وأشار بإبهامه
-اه ..اي كلمة هتخرج منك على مراتي، فهماني مراتي وحطي تحت الكلمة دي اكبر عدد عقلك يعرف يوصله صدقيني وقتها هتتمني الموت ومش هتلاقيه..أشار للباب ببغض وتحدث:
-امشي اطلعي برة، مش محتاج اشوف وشك تأتي..قالها واستدار ينظر للخارج ينفث تبغه وكأن لم يوجد معه أحد بالغرفة
اقتربت منه بخطوات مهزوزة:
-ممكن بس..!! برررررة صاح بها بغضب مما جعلها تنتفض بزعر، فهرولت للخارج سريعًا
تراجع بجسده يطبق على جفنيه..من إفراط عصبيته، استمع إلى طرقات خفيف على غرفة مكتبه..سمح بالدخول:
هرولت طفلته تستدير بفستانها الدائري كلاعبة باليه
-بابي إيه رأيك حلوة!! ..نهض من مكانه متحركًا بهدوء كأنه يقيم فستانها ..ثم مط شفتيه يهز رأسه
-يعني مش بطال..نزلت بأنظارها للأسفل حزينة، وتمتمت بخفوت
-حضرتك لو مامي لابسة أي حاجة تشكر فيها إنما كوكي ، عادي مش بطال ..!!
ضحكات صاخبة خرجت من فمه وكأن شقيته اخرجته من شفا انهياره منذ قليل:
فجلس على عقبيه أمامها ومازالت ضحكاته صاخبة ..مد كفوفه ورفع ذقنها بأنامله:
-إنتي اللي مستعجلة مستنتيش بابي يكمل كلامه..سئمت من حديثه المبطن، فاشاحت ببصرها بعيدًا عنه
فاستأنف حديثه بعدما قبل كفيها
-أنا قصدي الفستان مش بطال ، لكن جمال كوكي اروع منه بكتير؛ علشان كدا طالعة اجمل من أميرة الاساطير
اتجهت ببصرها إليه مبتسمة:
-حقيقي يابابي، يعني كوكي حلوة..لف ذراعيه حولها يضمها بحنان أبوي
-كوكي أجمل بنوتة لبابي، وأجمل بنوتة في الدنيا كلها
طبعت قبلة مطولة على وجنتيه وصفقت بيديها الصغيرة ..وكمان أحسن من مامي كمان…اومأ برأسه مسيطرًا على ابتسامة شقت ثغره حتى لا يغضبها ..فرفعت رأسها تهزها:
-اعترف انا أحسن من مامي ..نهض وابتسم يداعب خصلاتها الحريرية قائلا:
-كوكي حلوة علشان مامي حلوة، ماهي لو مامي وحشة كوكي هتكون وحشة
مطت شفتيها تغمض عيناها
-يعني لازم تقول مامي حلوة ..أخفى ابتسامته من ابنته الغيورة، وتحرك للخارج
-يالة يالمضة علشان نخرج ..توقفت تضرب قدميها بالأرض:
-كالعادة ياسي بابا بتهرب من أسئلة كوكي ..استدار ينظر إليها بصمت حتى تحركت إليه قائلة:
-كوكي عندها سبعة سنين كبرت يابابي، بسط كفيه ليحتضن كفيها
-العمر كله ياحبيبة بابي، بس متحاوليش تقارني بينك وبين مامي ياكوكي
-يعني مبتحبنيش قد مامي مش كدا..قالتها بنبرة حزينة:
ذُهل راكان من حديثها فتوقف مذهولا،ذهب عقله لتلاعب داليا بعقل مدللته …سحب نفسًا وزفره مرة واحدة:
يسحب كفيها متجهًا لوالدته التي تجلس تراقبهم بإبتسامة، وصل إليها
-صباح الخير يازوزو..
-صباح الورد ياحبيبي..صباح الخير يا تيتا
جلست بعبوس تهز ساقيها، فأشار بعينيه لوالدته، فهمت مايدور بعقل الطفلة فهتفت بمحبة:
-ماشاء الله ياراكان كوكي طالعة قمراية بفستانها الملكي، خايفة حد يشوفها ويحسدها
حمل فنجان قهوته يرتشف منه
-بقولها كدا ياست الكل لكن هي مش مقتنعة..رفعت ذقنها
-ايه الجمال دا يانٓانٓا ، بقى الجمال دا وزعلان
أشارت على والدها:
-زعلانة من بابي يانانا، رفعت بصرها لراكان ثم استأنفت حديثها:
-ليه ياقلب نانٓا..نزلت وجهها للأسفل وهي تهز رأسها
ابتسم على حركاتها الطفولية، رفعت رأسها وتعجبت من ضحكات ابنها
فبصرته غاضبة:
-ايه..مزعل حفيدتي ليه ياراكان
وصل امير إليهما:
-صباح الخير..اتجه إلى جدته
-صباح الفل ياعيون نانا ..تقدمت المربية بزين
-زين باشا بيصبح عليكم ..رفعه والده بين ذراعيه:
-صباح الفل على عيون زين باشا ..قالها طابعا قبلة حانية على جبينه
ثم أعطاه لوالدته التي تلقفته بحنان
-حبيب قلب نانا..وحبيب قلب جدو..هكذا أردف بها أسعد الذي جلس بجوار أمير
-عامل ايه حبيب جدو..
اجابه بثقة وهو ينظر لوالده
-الحمد لله ياجدو كويس جدا..لثم جبينه يضمه لأحضانه وتلألأت عيناه بخط من الطبقة الكرستالية من عبراته التي حجزت بمحجريه، قائلا
-يارب ياحبيبي دايما تكون كويس..شعر راكان بما يخفيه قلب والده من شعور الاشتياق لابنه الفقيد، بظهور ملامحه بأمير ..فأردف ليخفف من حدة الحزن التي ظهرت بملامح والده:
-أمير وهو أمير يابابا، حضرتك مستني يكون ايه..مسد أسعد على خصلات حفيده
-ربنا يباركلك فيه ياحبيبي، شكلكم خارجين !!
اومأ برأسه ثم استدار بجسده بعدما استمع لخطوات كعبها العالي ناهضًا من مكانه ينظر إلى مربية أولاده:
-خدي زين للعربية، وروحي النهاردة مش محتاجينك..رفع بصره لزوجته
-جاهزة ياليلى..اومأت برأسها ثم اقتربت من المربية
-هاتيه انا هاخده، اقتربت من زينب وأسعد
ايه رايكم تخرجوا معانا وتغيروا جو شوية..ابتسم أسعد يتوجه بنظراته إلى زينب المبتسمة
-لأ ..انا عازم مراتي بعيد عنكم، احنا برضو لازم نحتفل بالعيد
-ربنا يخليكوا ياحبيبي ودايما تحتفلوا..شعرت بالحزن من نبرته ..فاقتربت منه
-راكان إنت كويس..بسط كفيه لابنته الصامته وقد اوجعه قلبه على حالتها فاليوم ظهر الكثير أمامه لم يعتري ذهنه بها قبل ذلك
أمسكت بكف والدها وتحركت وهو يطالعها بصمت متحركًا للخارج
-توقفت ليلى
-محتاحين حاجة ياماما .هزت رأسها بالنفي
-لأ ياحبيبتي ، انبسطوا، تحركت تحمل ابنها للخارج
وضعت زين بمكانه المخصص بجوار إخوته ..فتحدثت كيان
-عايزة اقعد جنب بابي ممكن..قبلتها على وجنتيها
-أكيد حبيبتي انزلي اقعدي معانا قدام، ولكن أوقفها صوته الغاضب
-لأ..قالها وهو يطالعها بنظرات لا تقبل النقاش من خلال المرآة ثم استأنف موضحًا:
-كوكي لو لسة صغيرة يبقى تعالي اقعدي على رجل مامي، أما لو حاسة انك كبيرة وعاقلة خليكي جنب اخواتك ..على رغم أنها لا تعلم بقساوة حديثه فمسدت على خصلات ابنتها
-لأ يابابي كوكي جميلة وكبيرة كمان
اشاحت ببصرها للخارج
-لأ يامامي انا كبيرة زي مابابي قال
تحرك بالسيارة بعدما استقلت ليلى بجواره
بمنزل يونس
ولج للداخل بعد ساعات عصيبة من العمل من عمليات وحالات للولادة، حتى شعر بعدم اتزان جسده، يريد سريره ليلقي بنفسه فقط ويغفو ليومين كاملين..دلف والهدوء يعم المكان نظر بساعة يديه الساعة الخامسة مساء..استمع لرنين هاتفه
-فينك ياحبيبي..أجابته على الجانب الآخر
خرجت مع سارة والولاد، افسحهم بدل حضرتك مش فاضي، يبقى اتصل براكان وعرفه هتسافر ولا لا …اردفت بها ثم أغلقت الهاتف..وصل للأريكة وألقى بجسده عليها ، ليغط بنومه سريعا بسبب ارهاقه
مرت عدة ساعات بالمزرعة ، استيقظت على صوت هاتفها
-أيوة ياليلى..اجابتها ليلى التي تقف تنظر لزوجها ومرحه مع أطفاله ثم هاتفتها
-بسألك عن السفر المقرر، انا ماليش مزاج للسفر دا ماتكلمي نوح يقنع راكان
اعتدلت جالسة تجذب الغطاء على جسدها فأردفت:
-بلاش ياليلى، بقالنا كتير ما خرجناش من مود الشغل، والصراحة نوح صعبان عليا، لازم يأجز كام يوم بعيد عن أي حاجة، هو كل اللي قاله أجازة بعيد حتى عن الولاد
-تمام يااسوم، ايه شكلك كنتي نايمة، المغرب هيدن..أرجعت خصلاتها للخلف وتثائب قائلة
-مانمناش غير بعد الضهر، هقوم اصلي العصر وأجهز الغدا ويبقى اكلمك
قاطعتها ليلى قائلة’
-لأ حبيبتي براحتك ، انا برة مع الولاد، وهسهر مع راكان الليلة
ابتسمت أسما
-أيوة ياعم شكلنا هنعيد ولا ايه..ابتسمت بخجل تضغط على شفتيها
-كنت عايزة اسألك على حاجة ياأسوم
استمعت إليها بإهتمام للحظات ثم ارتفعت ضحكات اسما حتى استيقظ نوح بجوارها يجذبها بجواره لتسقط أمام عينيه كالفريسة وهو يفترسها بعينيه غامزًا:
-ايه صوت الكروان دا يروحي، بتكلمي مين وسايبني نايم لوحدي..توردت وجنتيها وهي تشير للهاتف
-نوح عيب بكلم ليلى تقول بيعملوا ايه
جذب الهاتف وتحدث:
-آسف يالولة بعدين نكلمك..توسعت عيناها بذهول تلكمه بصدره
-ايه اللي عملته دا يادكتور، دي قلة ذوق..ظل يفترسها بنظراته، وعيناه تتجول على جسدها بوقاحة ثم اقترب من ثغرها:
-دلوقتي هعرفك قلة الذوق دي بتعمل ازاي ياباشمهندسة
تراجعت بجسدها سريعا بعيدا عنه، التقطتها يديه وهو يجذبها بقوة حتى أصبحت أسفله يحاوطها بجسده
-أنا قليل ذوق يااسما، وضعت كفيها على عينيها
-نوح ابعد بقى، انت محترم ينفع كدا
انحنى بجسده يهمس بجوار أذنيها بلهيب أنفاسه الحارة:
-بس أنا عجبني قليل الذوق دي ياروحي ..وياريت تضفي حاجة كمان
أزاح كفيها يتعمق بمقلتيها بلمعته العاشقة
همست بتقطع بعدما علمت ماتشير إليه نظراته:
-نوح الولاد بقالنا فترة نايمين،قاطع حديثها عندما اخترق أسوارها ليذهب بها لجنة عشقه
❈-❈-❈
بمنزل حمزة..وضع جميع مايحتاجونه بحقيبة ثم حملها متجهًا بها للخارج مناديا على الحارس
-حط الشنطة دي بالعربية..سحبها الرجل وتحرك للخارج..دلف لغرفته بخروج درة من مرحاضها تحاوط جسدها بمنشفة ..تبحث عن ثيابها
-درة..همس بها حتى تجمد جسدها بين ساعديه، كالتمثال وارتجف قلبها بدقاته العنيفة من أنفاسه الحاره التي ألهبت عنقها رغم مابه من مياه
أدارها بهدوء ثم رفع أنامله يتحسس وجنتيها نزولا لعنقها المرمري الذي اقشعر جسده من ملامسته ..فتقابلت النظرات متعانقة برجفة نبض القلب ليعانق ثغرها الندي متجهًا بها إلى أحلامه الأسطورية ليسطرها حرفا حرفا كي يتمادى بعشقه إليها
بعد عدة ساعات ..جلست أمام مرآة زينتها تستعد لحفلة معذب قلبها، جلست تنهي زينتها استمعت إلى طرقات على باب غرفتها أذنت بالدخول ..دلفت العاملة وهي تحمل بيديها علبة كبيرة الحجم مزينة ..ضيقت عيناها متسائلة :
-ايه دا؟!..أشارت العاملة:
حضرة المستشار طلب مني اوصلها لحضرتك وبيقولك مستنيكي تحت
اومأت لها بأبتسامة، ثم تحركت للخارج
نهضت ليلى من مكانها لترى ماذا يوجد بذاك الغلاف الكبير..وجدت بطاقة عليه
“للعشق جنون وجنوني أنتِ ايتها على العازفة على روح قدري ”
“معذبك مولاتي..”
اتمنى الدريس يعجبك، اللون دا حبيته عليكي وحبيت اشوفه مرة تانية بس يكون خاص بيا
لمست بأناملها على مخطوطاته، ثم رفعت البطاقة تستنشق رائحتها متنهدة بجمال عشقه الذي طغى على كيانها، أخرجت الفستان تنظر إليه بذهول
-احمر..قالتها بإبتسامة وعيونها تلمع بالسعادة..أخرجته تضعه عليها وتنظر إليه من خلال المرآة
حقًا لقد راق لها ذاك التصميم المبهر، رداء كرداء الملكات ..
توقفت أمام المرآة بعد ارتدائه، تنظر لهيئتها، والى ذاك الفستان الذي جعلها كالساحرة نعم فلقد أظهر مفاتنها بسخاء حيث أنه يتميز
بحملات رفيعة وفتحة صدر واسعة للغاية حتى ظهر جزء من مفاتنها الأنثوية ، مفتوح من الأمام إلى مافوق الركبة..تحركت تنظر لنفسها تهز رأسها رافضة الخروج به ..لحظات واستمعت إلى رنين هاتفها ..رفعته تمسكه بأنامل مرتعشة كحال قلبها من مجرد تخيلها قربه..فهمست بتقطع
-اخرج بيه إزاي؟!
أكيد بتهزر صح، لا وكمان رايحين فندق مش كدا
كان واقفا بالحديقة أمام المسبح فأجابها:
-تفتكري أنا ممكن اخلي مراتي عرضة لأي شخص..فركت جبينها
-طيب قولي الفستان دا ألبسه فين
-البسيه حبيبي وانزلي، مفيش غيرنا في البيت، وعندك شال هتلاقيه حطيه على كتافك ..وانزلي لقد غلبني الشوق مولاتي..ابتسمت بخفوت
“حاضر حبيبي” أخرج نفسا حار وهو ينظر أمامه يتخيلها بذاك الرداء، رغم كرهه لهذا اللون
بالأعلى انتهت من زينتها بعدما جمعت خصلاتها ووضعت حجابها فوقه بشكل عشوائي، لتكمل فتنتها ..ابتسمت برضا على إطلالتها، تحركت بخطوات هادئة، متجهة لغرفة ابنها تنظر لنومه الهادئ، ثم طبعت قبلة على جبينه، ثم تحركت متجهة إلى غرفة صغيرتها ..غمرتها بالحب عندما مسدت على خصلاتها وجلست بجوارها للحظات طابعة قبلة على وجنتيها، متجهة لصغيرها الأخر
الذي يلهو مع مربيته
-خلي بالك منه، ماما زينب شوية وهترجع، مش عايزة غلط، كوكي لو صحيت متخلهاش تعيط وكلميني
-حاضر يامدام ..ابتسمت لها ثم تحركت تتهادى بخطواتها الأنثوية ..التفت بعدما استمع لخطواتها، لمعت عيناه عندما ظهرت بطلتها أمامه..وجهها الذي اعتبره صفحة من السحر الجذاب، ومنحنيات جسدها بذاك الرداء الذي جعل قلبه يتقاذف بالنبض..ابتسامتها بثغرها المرسوم كنعقود عنب، اشتاه للتو
تحرك يقابلها بخطوات سلحفية..كانت تتحرك بإغواء ذاك الرداء غير متعمدة جذبه، ولكن كيف لا ينجذب لتلك الطلة التي جعلت أنفاسه تتعثر بصدره من جمالها الساحق لثباته الانفعالي
دنى حتى اختلطت انفاسهما ..سلط عيناه على ثغرها المطلي بلونه الأحمر القاني الذي جعله يجذبها من خصرها يضع جبينه فوق خاصتها بأنفاسه الحارة هامسًا لها:
-رايحة فين..ازادات ضربات قلبها حتى شعر بها..لم تقو على الحديث ..كأنها لم تعرف للحروف مخرج..فرفعت بصرها إليه وليتها لم ترفعه ..فاهتز جسدها بالكامل من نظراته وعيناه المغناطيسية التي جذبتها دون إرادة مقتربة منه تحاوط خصره وتضع رأسها موضع نبضه:
-رايحة مع حبيبي ..هنا فقد ثباته وسيطرته الكاملة، فضمها بقوة يسحقها بأحضانه وآه هائمة من قلب عاشق متيم ، يرفعها من خصرها ليضاهي نور القمر صفحة وجهها بإبتسامة جعلته يعانق كرزيتها للحظات ، ثم سحبها من خصرها متجهًا إلى سيارته ..فتح باب السيارة لتستقل بجواره، ثم اتجه لمقعد القيادة..تحرك بالسيارة يجذب كفيها ويعانق أناملها
الصمت يعم السيارة لدقائق، قطعه متسائلا:
-تحبي تسمعي ايه ..وضعت رأسها على كتفه
-أي حاجة منك أكيد هتعجبني..رفع كفيها وطبع قبلة مطولة عليه ..ثم قام بتشغيل هاتفه على إحدى اغاني كوكب الشرق
لفت ذراعيها حول ذراعه مبتسمة:
-حبيبي بقى شاعري وبيسمع ام كلثوم
ازال حجابها ثم أزاح من فوق أكتافها ذاك الشال الذي كرهه ليخفي جمالها عن عينيه واقترب وعيناه تحاوط الطريق مرة وتحاوطها أخرى هامسًا بالقرب من أذنيها:
-حبيبك من يوم ماعرفك وقوانينه كلها اخترقت..وضعت ذقنها على كتفها تداعب ذقنه ثم اردفت:
-حقيقي ياراكان، يعني ليلى اثرت فيك حقيقي لتخترق قوانينك
ظل يقود السيارة ونظراته على الطريق ، ولم يجبها حتى سئمت من صمته، قطعت السيارة مسافات طويلة حتى خرجت من القاهرة لتنظر حولها
-احنا رايحين فين مش المفروض فندق
هز رأسه مجيبًا بهدوء:
-لأ ..ضيقت عيناها متسائلة:
-اومال رايحين فين؟!
أوقف السيارة على جانب الطريق الصحراوي ..ترجل متجهًا إليها، فتح باب السيارة واعدل من وضعية ثيابها
اعدلي حجابك كويس..نظرت حولها لم تجد سوى مروحية تبتعد عنهم ببعض المسافة ..فأشارت
-اوعى تقولي الطيارة دي مستنيانا ..رفع هاتفه وتحدث مع أحدهما ..ثم سحب كفيها متجهًا للمروحية الهليكوبتر..تطاير ردائها من قوتها الهواء وفتحدثت بغضب
-ينفع كدا ..ضمها بذراعيه قائلًا:
-مفيش حد متخافيش، مفيش غيرنا
توقفت ترمقه غاضبه …ابتسم يجذبها حتى ساعدها بالدلوف للطائرة التي لم يكن بها أحدًا بالفعل
امسك كفيها متحركًا بعيدا وأجلسها
-مينفعش جوزك يسوق طيارة ولا ايه
نظرت إليه بذهول
-أكيد بتهزر صح ..طبع قبلة على رأسها
-هتشوفي دلوقتي ..امسكته ليتوقف
-علشان خاطري بلاش، لو سمحت..استدار مندهشًا من عيناها الراجية ..فتح فاهه ليتحدث، ولكنها اذهلته عندما توقفت تقبله وانسابت عبراتها بصمت ..لف ذراعيه حول جسدها حتى تراجعت للخلف
-وحياتي بلاش ياراكان، مش عايزة
لمس وجنتيها ..ثم احتضنها يشدد من عناقها:
-خايفة وإنتِ معايا ياليلى..شددت من محاوطت خصره حتى اختفت داخل أحضانه:
-مستحيل اسيبك تسوق طيارة سمعتني، انسى ..قهقه عليها ، أخرجها من أحضانه
-ياهبلة دي اسهل من العربية..قالها وهو يزيل عبراتها..رفضت وهي تهز رأسها:
-راكان لو سمحت..تفهم خوفها ..ربت على كفيها وتحرك للخارج للحظات ، ثم رجع يجلس بجوارها يضمها لأحضانه، حاوطته تضع رأسها بداخل أحضانه ..انا كدا كفاية عليا لو مت وأنا في حضنك …أمال برأسه يطبع قبلة يضمها بقوة عندما أقلعت بهما الطائرة، دقائق حتى وصل للمكان المنشود
لحظات وهبطت الطائرة بأحد الأماكن القريبة من الشاليهات الموجودة بالغردقة ..فُرغت الطائرة من كابتنها ..نهض يساعدها بالنزول
❈-❈-❈
جذب كفيها وتحرك متجها إلى إحدى الشاليهات المنعزلة الموجود بالقرب من البحر، دلف بجوارها للداخل
توقفت تنظر بذهول لتلك التحضيرات التي قام بتحضيرها …تغطى الأرض بالورود الطبيعية الحمراء وبالونات من نفس اللون..ناهيك عن القلوب الحمراء التي ترسم تغطي المكان بالشموع خافتة الإضاءة ..خطت تدفع البالونات بهدوء تتحرك بينهم وابتسامة واسعة تجلت على ملامح وجهها
وصلت إلى قلبٍ كبير يُكتب إسمها بداخله، بحرت بعيناها على المكان
❈-❈-❈
تطالعه بذهول، ماأجمل مفاجأته تحركت ومازالت تدفع تلك الكرات والبالونات بأقدامها وردها الذي يتطاير بفعل الهواء يظهر ساقيها، متناسية مايظهر أمامه من ردائها الفاضح بوجهة نظرها ، حتى وصلت إلى غرفة النوم، وهنا كانت مفاجأة أخرى ..غرفة تزين وكأنها غرفة لعروس يوم زفافها، الموسيقى الهادئة بالطرب الكلاسيكي..ورائحة البخور التي اخترقت رئتيها جعلتها تغمض عيناها فكانت مزيج من رائحة المسك والعنبر ممزوجة برائحته التي طغت على حاسة الشم لديها، لا تريد سوى الغوص بأحضانه لتنعم بذاك والدفء والحب ، استدارت تلقي ذاك الوشاح الذي يوضع على أكتافها تبحث عنه بعينيها ، وجدته يقوم بإشعال الشموع بعدما أغلق جميع الإضاءة بالمكان ولم يظهر ضوئه سوى من تلك الإضاءة الخافتة من شموعه التي أضاءت بنبض الحب
خطت وتعلقت عيناها بعينه إلى أن وصلت إليه ..رفع أنامله ليرفع خصلاتها ليظهر عنقها بسخاء يدفن أنفاسه بعنقها يملأ رئتيه من رائحتها لتغزوه وتجعله كالسكير المتجرع من الخمر ..دقائق وليست لحظات وهو مغمض العينين يستمتع بتلك اللحظات التي يسرقها من الزمان، ولا يختلف الأمر لديها ..حاوطت خصره تستمد منه الأمان، لما لا وهو رجُلها منبع أمانها
همست بإسمه ..رفع رأسه يكتفي بتنهيدة عاشقة فلتت من بين شفتيه ..فهو آلان لايجد بقاموسه مايعبر به عن سعادته بحوزتها ..
اتسعت ابتسامته عندما اقتربت تلثم وجنتيه..احتضن كفيها وتحرك لتلك الأريكة مردفًا:
-لأ حبيبي أنا مش امير الأمر اختلط عندك..افلتت ضحكات ناعمة
-مفيش فايدة فيك ياروحي ..
جلس وأجلسها بأحضانه ، يضع ذقنه على كتفها هامسا بجوار أذنها
-عجبك المكان..استدارت لتعانق ليلها شمسه القريبة لها
-مش عجبني بس..دا طيرني من السعادة ..طبع قبلة على وجنتيها التي توردت بأنفاسه ثم استأنف
-كنتي بتسألي هل ليلى اخترقت قوانين راكان البنداري صح ولا لأ..نظراتها فقط على عيناه المغناطيسية فأومأت برأسها:
-عايزة اعرف ..!!مش حقي..؟!قالتها بهمس قاتل لوضعهما آلان
لف ذراعيه حولها حتى لم يفصل بينهما شيئا وانحنى يهمس حتى لمست شفتيه أذنيها
-تبقي مش حاسة بقلبي ولا حاسة بحبي، كأنك واحدة معرفهاش ..رجعت بجسدها على صدره
-ويمكن نفسي اسمعها علشان قلبي ينبض بحبك اكتر..ابتسامة ساخرة تجلت على ملامحه يهز رأسه:
-مش كل الكلام بنحسه،. فيه أفعال بنحس من مرددوها ..أدارها إليه
-يعني لو كنا اتكلمنا من أول ماحبينا بعض مكناش اتجوزنا..رفع ذقنها يلمسه وتحدث بصوته الأجش من فرط مشاعره:
-ساعات الفعل بيعبر عن مليون كلمة تتقال ومش تنحس، وأنا من ناحيتك مبحبش اتكلم كتير، بحب اضمك جوا قلبي، وابعدك عن عيون الكل، قلبي وعيوني بس اللي يشوفوكي ويلمسوكي ..رفع كفيها يضعه على وجنتيه ثم قبله
-مش غيرة أد ماهو عشق باطني للقلب قبل العقل، عشق يخترق قوانين كل حاجة تبني شخصيتك..أنتِ ببساطة حرقتي القوانين دي كلها، علشان تربعتي هنا..تحدث بها بنبرة عاشقة وهو يضع كفيها موضع قلبه..فاقترب من ثغرها:
-القانون بدأ من هنا..أردف بها بصوته الأجش المتقطع وهو يلمس خاصتها ..ثم انتهى هنا ..أستأنف وهو يشير لقلبه..عزفتي على دا وعرفتي تصيبي هدفك كمحترفة وجاية تسألي دلوقتي هل اخترقت قوانينك
أغمضت عيناها من كلماته التي اخترقت روحها قبل قلبها، فرفعت عيناها:
-بحبك أوي أوي.دا اللي أقدر أقدمه
عصرها بأحضانه..ثم نهض وسحب كفيها:
-لأ ياقلبي فيه ..اومال دافع دم قلبي في بدلة الرقص وجايبها بلون الفستان دا ..ضحكت عندما تذكرت
-مقولتليش ايه سبب حبك للأحمر مع إنك كنت مبتحبوش ..جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره تضع كفيها عليه من شدة جذبه
-كان عجبك فستان زفت يونس، فرك جبينه قائلًا:
-رغم أنه استفزني، بس حببني في اللون عليكي ياقلبي
تحركت بجواره تتمايل على أنغام الموسيقى الهادئه ..لفت ذراعيها تحاوط عنقها ثم تحدثت:
-بس كل مرة بخرج بحاجة من الشخصية المدفونة كأننا بنتعرف على بعض من أول وجديد
رفعها حتى وقفت على أقدامه يتحرك بها ثم تنهد بصوت عالٍ
-حضرتك اللي دايما حاطة صورة لراكان ..رفعت بصرها تهز رأسها
-لأ ياحبي دا عقلك اللي مصورلك كدا
هعمل مصدق..
ضحكت بصوت مسموع إثر حديثه المثير للأعصاب
-مش هضايق ..عارف ليه
اخدت تحاوره بعيناها ثم اردفت
-علشان أنت بتحاول تسيطر على الليلة دي، وانا لازم افرض شخصية ليلى ..رفعت نفسها تطبع تحاوط عنقه:
-مش هزعل منك ..أرخت ملامحه من شقاوة حديثها ..افترسها بملامحه يغمز بعينيه
-طيب عايز أقيس البدلة ..قهقهت متراجعة تضع كفيها على فمها تمنع ضحكاتها
-اتفضل قيس هتكون تحفة عليك ..لم تشعر سوى بقبضته وهو يجذب فستانها بقبضته ..ذهلت من فعلته فوضعت كفيها تتمتم بخفوت
-آسفة..شيل ايدك مقصدش أنا كنت بهزر، حاول السيطرة على موجة غضبه منها فتراجع متجهًا النافذة واشعل سيجاره قائلًا:
-الحاجات دي مفيهاش هزار يامدام، الراجل راجل والست ست، والكلام دا قبل مايكون لكرامتي فهو لكرامتك استدار يرمقها واستأنف:
-مفيش ست محترمة تقول لجوزها اشوف بدلة رقص عليك..أشار إليها بمقت مستفز
-خلاص انسي ولا كأني جبتها ..نزع جاكيت بدلته وألقاه حتى سقطت بالأرض وتحرك ..ورغم كلماته التي اعتبرتها كأشواكٍ منعت تنفسها ، إلا أنها التمست له العذر من حديثها ..توقفت أمامه:
-حبيبي آسفة بجد مااقصدش..بللت حلقها متفهمة حالته التي انتابها الغضب فحاوطت خصره
-كل سنة وحبيبي طيب وأكيد مش هينكد على مولاته زي ماهي نكدت عليه
أطبق على جفنيه..رفعت وجهه تنظر لعينيه المغلقة ويديها الذي يكورها بغضب، رفعت نفسها وطبعت قبلة على خاصته ..
-خلاص حبيبتي أنا آسف اتعصبت عليكي ..تحركت للداخل وتركته ..جلس يؤنب نفسه على أعصابه
بمنزل يونس عادت سيلين إلى منزلها وجدته غافيا على الأريكة بالخارج..أشارت للمربية
-ادخلي مع الولاد لحد ماينامو..ثم اتجهت إلى زوجها، قامت بنزع حذائه
جلست بجواره تمسد على خصلاته، دققت النظر لملامحه المرهقة ..تمددت بجواره بعدما خلعت حجابها وكنزتها تتكأ على ذراعيها ..بدأت أناملها تتحرك على وجهه حتى فتح عيناه
جذبها لتصطدم بصدره، لم يجعل لها الفرصة للتفكير، ليسحب أنفاسها بين خاصته للحظات
دفعته بقوة ..نهضت منتفضة تنظم دقات قلبها وصاحت غاضبة
-ايه لسة فاكر عليك أن المفروض النهاردة عيد..لا كمل نوم هنا ياحبيبي..قالتها وتحركت للداخل تغلق الباب خلفها..طرق على الباب بغضب
-افتحي الباب يابت
-نام ياحبيبي علشان هتسافر الصبح ومن غيري كمان علشان تخلي نسوانك تطلبك بالاسم حلو ..دكتور متخلف ستاتي درجة أولى
دفع الباب بغضب:
-ماشي ياسيلين ..هعرفك دكتور الستاتي دا هيعمل فيكي ايه ..اتجهت لمرحاضها تنزع ثيابها وانسابت عبراتها رغما عنها، لا تعلم لماذا بكت وحزنت منه بتلك الطريقة
جلست في البانيو علها تنسى مافعله بها، لقد تألمت كثيرا عندما وجدت جميع السيدات يصحبن أزواجهم..أغمضت عيناها للحظات ثم فتحت عيناها بذهول عندما استمعت لهمسه ..وحياتك يااخت راكان لازم اخد شاور معاكي وحالا
جحظت عيناها من وجوده ..فتحت فاهها ولكنه كان الأقوى عندما سيطر عليها
باليوم التالي ..وصل الجميع للغردقة ..كانت تغفو تتوسد ذراعيه ، فتحت عيناها عندما استمعت لرنين هاتفه
بسطت كفيها تجذب الفون لتغلقه عندما وجدته نوح..نظرت للغافي بجوارها ..ابتسمت متذكرة ليلة الأمس من يرى وداعه لم يتخيل أنه ذاك العاشق الذي كان يغزو بعشقه أسوارها
تذكرت رقاصتها أمامه وخجلها في بادئ الأمر ..حتى تركت لنفسها العنان لتسحبه لليلة توشم بالقلب قبل العقل
شعر بحركة أناملها على خصلاته فتح عيناه وجدها شاردة بإبتسامة قطع شرودها قبلته:
-حبيبي سرحانة فيا مش ..لمست ذقنه وهزت رأسها:
-لو شايف كدا، يبقى أكيد سرحانة فيك
اعتدل يجذبها لأحضانه يدفن وجهه بعنقها
-شكرا على الليلة الحلوة دي، رفع رأسه وسبح بالنظر لليلها
-كأن إمبارح أول مرة أشوف ليلى حبيبتي اللي ملكها قلبي واختارها
امالت برأسها
-إنت حبيبي ياراكان، عارف معنى الكلمة دي !!
-تؤ..حرك بها شفتيه ..تحركت متجهة إلى المرحاض ..جذب هاتفه واطمئن على أولاده ثم اتجه متحركًا إليها
بعد قليل كان ينتظرها بالخارج..استقلت السيارة بجواره، استمع لرنين هاتفه
-أيوة يانوح ..على الجانب الآخر صرخ به نوح
-إنت فين يلآ، احنا مستنينك من امبارح وحضرتك بتتفسح ساعة بالكتير والاقيك قدامي
-كان عندي برد وواخد مضاد حيوي وانت عارف المضاد عايز تنام وتستغطى كويس ياعم ..سبه نوح واغلق الهاتف:
-مستفز ياحبيبي..سيبك منهم تحبي تسمعي ايه
هزت رأسها بذهول
-قادر يازوجي المصون
بعد خمس سنوات بمنزل المزرعة
توقف بجوار صديقه
-جاهز يلا..هنتسابق ..قفز نوح على حصانه ، ينظر لزوجته:
-خلي التاريخ يشهد النهاردة ياأسوم اهو علشان هكسب حضرة المستشار
تحرك الأثنين في وسط سعادة من الجميع، اتجهت ليلى لأختها التي بُهتت ملامحها
-درة مالك ..أغمضت عيناها تضع كفيها على أحشاىها
-شكلي حمل..استمعت سيلين إليهما
-الله هيجينا بيبي ..لكزتها ليلى
-بس يا هبلة اللي يشوفك كدا يقول البنت ماعندهاش عيال ولسة طفلة، والله انت عايزة تتربي مع ولادك
نهضت درة متألمة:
-ليلى هدخل جوا شوية ارتاح لو حمزة سأل عليا ..اومأت متفهمة، ثم اتجهت إلى أسما
-واقفة كدا ليه..أشارت على نوح وراكان
-بيتسابقوا..عقدت ذراعيها تطالع زوجها مبتسمة، فارسها عاشق روحها
اقتربت منهما ثم توقفت أمام جواده
-ممكن ألف لفة أنا كمان، ولا ماينفعش
بسط كفيه يجذبها أمامه ..نظرت حولها بخجل
-راكان انزل عيب كدا..قفز متجها إلى جواد نوح، وتحدث:
هنلف انا وليلى لما تخلصوا شوي اللحمة..باي
هب يونس من مكانه:
-نعم ياخويا..انا اشوي كفتة ولحمة وحضرتك تتفسح ..انزل ياحبيبي اشويلك حتى سمكة
رمقه بنظرة صامتة، ثم اتجه لزوجته جاهزة ..اومأت برأسها:
فاقترب يونس أمام جوادها
-عارفة لو مش كسبتيه والله لأندمكوا على ولادكم، ثم لطم الحصان ليتحرك سريعا..سبّه راكان متحركًا سريعًا خلفها
-إنت اهبل يالا..هو كان عايز يلف بيها مش يتسابق، هي ليلى ليها في ركوب الخيل
تحرك إلى مكانه قائلًا:
-خليه يستاهل..يارب تقع ويفضل حارسها سبع شهور..ألقاه نوح بما في يديه
-هقوله ياكتكوت يامبلول..ألقى ادوات الشوي وتحرك :
-طيب كملوا، وكل شم نسيم وانتوا مفلسعين..بت ياسيلي صاح بها متجها إليها
❈-❈-❈
بعد عدة سنوات خرجت بجوار سيلين ودرة يتجولون بالحديقة
-عز ..اردفت بها سيلين
-بتعمل ايه كدا..أشار للأرض
-عايز اعمل مقلب بجنة يامامي وسعي
كدا ..نظرت لليلى
– تعرف بابا لو شافك هيزعل..لوح بكفه
-مامي روحي لعنده وهو هينساني ..اقتربت منه
-فين اخواتك ..أشار للخارج
-بيتخانقوا هناك على بنت عمو معرفش اسمه ايه..استدارت ليلى تنظر بذهول لخناقتهم ..تحركت إليهم قبل ظهور راكان
-بس منك له ..اتجهت لسيف
-مالكم ..أشار إليها
-خالتوا أمير بيشتم صاحبتي ..أجابها أمير
-ابدًا يامامي، هو اللي يبضيقني بكلامه عن كوكي ..اقترب سيف يدفعه بغضب
-مالكش دعوة بكوكي
بااااس انت وهو ..رفعت بصرها لسيف
-دا اخوها ياسيف ازاي مالوش دعوة بيها، ومتنساش دا المسؤل الأول بعد باباها عليه… حبيبي انت كبرت مينفعش تتخانق في السن دا
زفر ثم سحب نفسًا وانفاسه ملتهبة
-يبعد عن كيان ياماما، علشان مزعلوش
تأففت ليلى متجهة ببصرها الى سيف
-وبعدين ياسيف، عمو راكان هيزعل منك ، ممكن تهدى
.بحثت بعيناها عن زين وتيم
فين زين وتيم
أجابها سيف وهو يتحرك:
-راحو ورا بنت عمو جاسر..توقفت متسمرة تمسح على وجهها بغضب
-ياربي الولد دا اعمل فيه ايه..ربت امير على كتفها’
-سيبك منه يامامي دا لعب ولاد.. احتضنت وجهه
-أمير زين مش هيسكت غير لما أبوه يعرف وصدقني هتكون مصيبة علينا كلنا..قبل كفيها
-متخافيش ياست الكل ..انا هكلمه ..ابتسمت بحب
-ربنا يكملك بعقلك حبيبي..عملت ايه في الكلية النهاردة عارفة انشغلت عنك
تحرك متجها لسيلين ودرة
-الحمد لله حبيبتي..
-خالتو زي حضرتك ..داعبت خصلاته
-الحمد لله حبيبي..مشفتش جنة في طريقك ..تحرك من أمامها
-لأ ..مشفتهاش..ضيقت ليلى عيناها من حالته فاتجهت إلى سيلين
-تيم مشي مع زين ..قال ايه راحوا بيت جاسر الألفي..لمي ابنك علشان كفاية عقاب راكان لواحد، والله لو عرف ليحبسهم جنب الأسد
قهقهت سيلين
-يستاهلوا والله ..نظرت لذاك الشقي
-اذا كان المفعوص دا مكملش ١٥سنة وبيعمل ايه
عام يتلوه عاما والحياة على وتيرة الهدوء بين الجميع ، توقفت أمام مرآتها تنهي زينتها فاليوم قرر زوجها بإعداد حفل لعيد زواجهم، رغم تلك السنوات التي مرت ولم يفعلها ، لا تعلم لماذا اليوم قرر بها، أنهت زينتها ، استمعت إلى طرقات على باب غرفتها
ولجت اميرتها الصغيرة
-ياجمالو ياجمالو ياست مامي ، ملكة الحفلة هتتخطف النهاردة من حضرة القاضي الهمام
نظرت لنفسها ثم اتجهت لأبنتها
-تفتكري هعجب بابي، ولا خلاص كبرت ..امسكتها تديرها وهي تضحك
-مين دي اللي كبرت ، الفريندس بتوعي مفكرنيك اختي يامام
المهم حضرة القاضي اتأخر ليه يالولو
نظرت بساعتها ورغم الخوف الذي تسلل لقلبها إلا أنها ابتسمت قائلة:
تلاقيه معاه شغل هيخلصه وزمانه على وصول، المهم جهزي نفسك وروحي مع قمر بيت عمو جاسر ، عيد ميلاد بنته النهاردة ، واياكي تعرفي زين، خلي أمير يوصلك، قاطعهما دلوف طرقات زين
-الملكة لولو خلصت ، الملك تحت ومستني الأميرة اللي هو أنا انزله بالملكة
لكزته كيان:
-هي ملكة طبعًا ياحضرة الظابط، وبطل تريقة
رفع كفيها يقبلها
-دي سلطانة ياكوكي مش ملكة، بس على راكان باشا مش علينا
ضربته بخفة مبتسمة
-ماشي هعمل اني مصدقة
امسك كفيها وأدارها
-اوووووه، ازاي الجمال دا ينزل الحفلة والتنين يقعد ساكت
دفعته من أمامها
-امشي يلآ..أنا هنزل لوحدي، سحب كفيها
-ليا الشرف سلطانة جوزها انزل بيكي يالولة
نظرت لأبنتها تشير عليه
-شايفة أخوكي بيقول ايه، غمز لكيان
-حلوة سلطانة جوزها دي صح ياكوكي
عقدت ذراعيها أمام صدرها
-واو يازيزو، المهم سلطانة جوزها هتعمل ايه مع جوزها الليلة
توسعت عيناها تنظر إليهم بذهول
-امشي يابت إنت وهو، فين أمير، مفيش غيركم قلولات أدب
أطلق ضحكات صاخبة ثم انحنى يقبل كفيها:
-آسف سلطانة جوزها، ممكن ننزل ولا نتعلق انا وكوكي على باب زويلة
تحركت ترفع ردائها الأبيض ، وحجاب باللون الوردي تعانق ذراع ابنها
حمحم متحدثًا
-هي انطي جنى وعمو جاسر مجوش الحفلة ليه ياماما..رمقته بنظرة صامتة ثم اتجهت تنظر لزوجها الذي ينتظرها كعريس ليلة زفافه مبتسمة
جز زين على أسنانه
-ماما أنا سألت على فكرة ، لسة ماوصلناش تحت، وشايفك عايزة تطير لحضرة القاضي
اتجهت إليه وأردفت:
-اطلقوا ياحبيبي ، على الله تتهد قالتها ثم تركته متجهة إلى راكان الذي تحرك يقابلها إلى أن وصل إليها
ضم وجهها ثم طبع قبلة حانية على جبينها
-كل سنة وإنتِ في حضني مولاتي
وضعت رأسها بصدره
-كل سنة وانت معايا معذبي
مرت الشهور والسنين سريعا
كانت تجلس بحديقة منزلها بجواره، استمعت إلى صوت أحدهما استدار إليها
إقتباس للجزء الثاني
على فكرة الجزء مفهوش ابطال عازف كلهم
بعد عدة سنوات
يقف متكأ على سيارته ونظارته الشمسية فوق خصلاته، اتجه إليها بعد خروجها من كليتها
توقف أمامها
-لازم نتكلم..نظرت حولها بذهول
-وبعدين يازين، لو سمحت مينفعش كدا .. خلاص انتهينا من فضلك ابعد عني منعًا للمشاكل
سحبها من كفيها مردفًا بغضب جحيمي
-احنا النهاردة ابتدينا يا هانم ، وهعرفك ازاي تدوسي على قلبي
ولج للداخل ونيران غضبه تريد إحراق كل شيئا أمامه ..صاح بصوت اهتزت له الجدران ..خرجت سريعا
-فيه ايه ؟!
-ابنك فين..؟!رفعت نظرها لأمير ثم اتجهت إليه:
-تقصد مين ياراكان ..اقترب منها بنظرات تريد إحراقها
-كنتي تعرفي إن زين بيحب بنت الألفي ..توسعت عيناها بذهول
-بنت الألفي مين !!
-ليلى ..صرخ بها حتى وصل أمير إليه
-أنا كنت عارف يابابا
لطمة قوية على وجهه :
-مقولتليش ليه..كنت تعرف إن اخوك بيحب واحدة مخطوبة، وياريت يتهد ويسكت على كدا استدار إلى ليلى التي نظرت لابنها بقلب منفطر على لطم والده له بعد بعمره هذا
-ابنك خطف البنت، فاهمة يعني ايه يخطف بنت مخطوبة وياريت بنت راجل عادي، دي بنت ظابط ياهانم
امسك أمير من ياقته وتحدث بنيران تحرق من يقترب منه:
-تشوفلي الولد دا فين، اقسم بالله لو مظهرش لأعاقبك انت ..والحيوان دا انا هعيد ترتيبه من الأول
قاطعه رنين هاتفه
-آسفة يافندم .. حضرتك راكان البنداري ..تسارع النبض بصدره فابتلع ريقه بصعوبة
-أيوة أنا…ابن حضرتك زين راكان البنداري عندنا بمستشفى القوات المسلحة بطلق ناري
تمت بحمد الله
اتمنى ان تكون نالت اعجابكم ، ومتنسوش روايتنا الأخرى
عشق لاذع بتنزل اتنين وخميس على مدونة رواية وحكاية
ودي روايه الجزء الثالث لتمرد
اما بالنسبة الجزء الثاني لعازف هستنى ارائكم لو عجبكم الفكرة نكملها
وشكرا لكل فانزة كتبت كومنت أو عملت فوت على اي فصل، وشكرا للكلماتكم الراقية، وبرضو بشكر النقد الراقي البناء
دمتم في رعاية الله وحفظه
ودعوة حلوة من القلب
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية عازف بنيران قلبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.