رواية في سبيل صهيب الفصل العشرون 20 – بقلم لبنى دراز

رواية في سبيل صهيب – الفصل العشرون

حلقة خاصة الجزء الاول

حلقة خاصة الجزء الاول

#حلقة_خاصة #الجزء_الأول

#في_سبيل_صهيب

🌹❤🌹❤🌹

في كل لحظة تتشابك فيها القلوب، يولد الصراع بين الحب والاحتواء، لا شيء يهدئ العاصفة سوى دفء اليد التي لا تُترك، وصوت لا يملّ من النداء

في سبيل صهيب بقلمي✍️_____ لبنى دراز

فـ الصعيد

بيت ام هاني

بعد مرور شهر ع فرح سبيل وصهيب، سها كانت قاعدة واخدة ياسين فـ حضنها وماسكة الموبايل بتتصفح الفيس، ظهر قصادها مقطع فيديو بالصدفة لـ صهيب وسبيل وهما بيرقصوا يوم فرحهم وسعادتهم واضحة ع ملامحهم وعيونهم، بتتفرج عليه وهى بتكلم نفسها ونبرة صوتها الواطية كلها ندم وحزن: يااااه يا صهيب، رغم كل الحب اللي عيشته معاك بس عمري ما شوفت النظرة اللي بتبص بيها لـ سبيل دي فـ عيونك… وبتنهيدة ندم ودموعها نازلة مغرقة وشها: ياريتني ماصدقت أمي ومشيت وراها، خسرت نفسي بسببها هي وهاني، وخسرت أبويا واخواتي، وعشت غريبة وسط اهلي وناسي انا اللى استاهل كل اللى جرالي.

قطع شرودها خبط ع باب البيت وصوت عمتها بتنادي عليها عشان تفتح تشوف مين اللي بيخبط، راحت فتحت واتجمدت مكانها من الصدمة لما شافت الضيف اللى جاي.

رسلان راح بيت عمته يطمن عليها لأول مرة من بعد ما ساب سها عندها واتفاجئ انها هى اللى فتحت له الباب، تجاهلها وتخطاها ودخل قرب من عمته شافها قاعدة مربعة رجلها فوق الكنبة وماسكة سبحتها، باس إيدها وراسها وبنبرة مكسورة: كيفك يا عمة؟ اتوحشتك جوي.

ام هاني ست كبيرة وحركتها بطيئة، رفعت راسها وبصت له بملامح حزينة ونبرة صوت ضعيفة: زينة يا ولدي، كيفك انت؟ وكيف أبوك؟ اتوحشته جوي جوي، اول مرة يغيب عليّ المدة دي كِلتها.

رسلان قعد جنبها وعينه ع سها بـ غِل وملامحه مليانة غضب مدفون ورا نظرة عينه الهادية: ما انتي خابرة يا عمة من يوم ما هنادي كسرته ما بجاش جادر يتحرك من مُطرحه.

سها واقفة وعينها ع رسلان وبتحاول تمنع دموعها تنزل لأنها فهمت نظرات عينه وقصد كلامه، وجواها: سامحني يا بابا، سامحوني كلكم عارفة اني السبب فـ كل اللى جرالكم بس غصب عني ضعفت، حقكم عليا.

ام هاني اتنهدت بوجع ودموعها سبقت كلامها: خابرة يا ولدي، كله إلا موت الضنا، جطمة وسط وكسرة ضهر صُح، بس هنعملوا ايه؟ مجدر ومكتوب يا ضنايا يفارجونا الغوالي ونتحرم منيهم، وبدل ما ياخدوا عزانا، خدنا إحنا عزاهم.

رسلان: أمر الله يا عمة، ما بيدناش حاچة.

ام هاني: عندك حج يا ولدي.. رفعت راسها لـ سها بحزن: روحي يا مرت الغالي أعملي شاي لـ رسلان وهاتي له شوية فايش معاه، حكم واد أخوي بيحبه جوي من يدي، بس دي اول مرة هياكله من يد غيري.

رسلان: ما عايزش حاچة يا عمتي، انا بس كنت چاى أطل عليكي وأشيعلك سلام أبوي جبل ماعاود القاهرة.

أم هاني فاجئت رسلان بسؤال خلاه لو طال سها كان وLـع فيها وبنبرة صوت مليانة وجع: أبوك اتنازل عن العمودية ليه يا رسلان؟ من ميتا اللي بيموت ضناه بيتنازل عن ورث چدوده وچدودهم؟

رسلان بص لـ سها بغضب وشرد جواه: أجول لك ايه بس يا عمة؟ أجول أخوكي اتنازل عن العمودية اللى طول عمرها فـ العيلة بسبب بته اللى حطت راسه فـ الطين، ولا أجول لك ابوي كيف هيحكم ع الناس وهو ما جدرش يحكم ع بته اللى كسرت ضهره هي وولدك، كيف بس؟

ام هاني لاحظت شرود رسلان وهى بتكلمه وهو مش سامعها وحاولت تعلّي صوتها: رُحت فين إكده يا رسلان يا ولدي، شردت وما سامعش حديتي واصل.

انتبه رسلان لـ كلام عمته: بتجولي حاچة يا عمتي؟

ام هاني: بجول خدني يا ولدي وديني اشوف ابوك.

رسلان: حاضر يا عمة، جومي يللا.

ام هاني بصت لـ سها وهي بتتعدل فـ قعدتها عشان تقوم: جومي يا بتي خدي بيدي وصليني اوضتي أغير خلجاتي، وانتي كمان غيري خلجاتك انتي ولدك.

سها بهدوء ظاهر ع ملامحها وبسعادة جواها انها هتقدر تشوف أبوها، قامت وقفت بسرعة: حاضر يا طنـ…

رسلان قاطع كلامها بسرعة وغضب: لأ.

عمته استغربت رد فعله السريع وبنبرة كلها اندهاش: واه؟! ليه يا ولدي؟! ما عايزش سها تروح تتعرف ع أبوك وأمك إياك؟!

رسلان أخد نفس وخرجه ببطء وجواه غضب يكفي العالم: ما جصديش يا عمة، بس كيف مرت ولدك هتاچي الدار عندينا وانا وأخوي رچالة عزّاب؟ انتي خابرة حديت الناس إهنه كيف، وإحنا ما عايزينش حد يتحدت عليها وعلينا واصل يا عمتي الله يرضى عنيكي.

ام هاني: خابرة كلامك زين يا ولدي.. ولفّت وشها لـ سها بحزن: معلش يا بتي عوايدنا إكده، وأخو المرحوم خايف عليكي من حديت الناس، همّي وصليني أغير خلجاتي.

سها بحزن: حاضر.

وبالفعل وصّلت عمتها للأوضة ورجعت بسرعة لـ رسلان ودموعها نازلة زى السيل قربت منه: أحب ع يدك يا اخوي الله يرضى عنيك خدني أشوف ابوي اتوحشته جوي.

رسلان بغضب وبنبرة صوت واطية من بين أسنانه: أجفلي خشمك ده واصل، انسي ان ليكي أب واخوات، زى ما نسيتيهم وانتى بتدوسي ع شرفهم يا فاچرة.. وحط ايده فـ جيب بنطلونه طلع شيك بقيمة ورثها من امها وحدفه فـ وشها بغضب واحتقار: امسكي ده ورثك من الرجاصة اللى خلفتك، الراچل ابن الأصول اللى انتي اتفجتي عليه مع أمك وواد المحروج ابن عمتك، عمل حسابك فـ الورث، زيك زي ولاد عمه، مع أن فـ الأصل المال مالهم، وسليلة الكباريهات هي اللى سرجتهم ورغم عن ذلك بعتوا لك ورث منيها، صُح ناس شبعانة وولاد أصول، مش زى ناس تانية كل همها الفلوس وبس.

سها بحزن وعصبية: كفاية تجريح بقى، وما تنساش أني اختك واتربيت ع إيد ابويا وشبعت من خيره زيك بالظبط.

رسلان قرب منها مسكها من شعرها بغضب أعمى: أسمعك بتكرريها مرة تانية واوعدك اني ماهسميش عليكي وهتاوي چتتك وماخليش الدبان الازرج يعرف لك طريج چرة يا خلفة العوالم انتى.

وحدف راسها بكل قوته وقعها فـ الارض واتخبطت فـ حرف باب الأوضة وخرج جرى برة البيت يستنى عمته فـ عربيته عشان ياخدها معاه بيتهم تشوف ابوه.

_____________________

فـ قصر الشهاوي

فـ نفس الوقت كان عمران وفاطمة وولادهم قاعدين فـ الجنينة وسامية شايلة صهيل بتلاعبه هى ويمنى وشاهندة.

دخل شهاب وقرب شال منها الولد وقعد جنبهم وهو وبيضحك: تعالى يا ابني فـ حضن عمك تعالى، أبوك وأمك شكلهم ما صدقوا، عجبتهم القاعدة لوحدهم ونسيوك يا ضنايا.

عمران بص له برفعة حاجب، وابتسم ابتسامة مليانة غيظ: ما يقعدوا براحتهم يا بارد، ان شالله يقعدوا سنة، خليه يعوضها عن الدبش اللى قاله واللى عمله فيها.

شهاب بضحك: الله يا جدي؟! هو انا اتكلمت؟! انا بس فرحي قرب وعايزهم يحضروه مش أكتر.. وهو بيبوس صهيل: وبعدين الواد القمر ده، مش حرام والنبي يتحرم منهم كدا طول الشهر اللى فات ده؟

عادل بص لـ شهاب وضحك: مالكش دعوة انت، حبيب جده قاعد معايا انا وسامية، والبنات مش مخليّنه محتاج حاجة، خليك فـ نفسك انت.

شهاب بص لـ عادل وهو بيحرك راسه حركة جانبية خفيفة ورفع حاجبه وبنبرة تريقة: يعني اطلع منها انا؟! مااااشي يا بابا، بس ما تجيش بقى لما حفيدك ينسى شكل أبوه تقعد تعيط جنبه وتقول ياريت اللى جرا ما كان، ههههههههههه

علي قام وقف وأخد صهيل من شهاب وهو بيرجع يقعد تاني مكانه: مش ابوك قال لك اطلع منها انت؟! خليه ينساهم، احنا هنربيه ونكبره وندلعه أخر دلع، وهما يبقوا يجيبوا غيره بقى.

شهاب بص لـ علي بغيظ مصطنع: يا سلام يا سي عمي، ولما انتوا بقى هتربوا القمر ده للبيه والهانم اللى عاملين نفسهم لسة عرايس؟! هتربوا عيالى امتى بقى ان شاء الله؟!

سامية بصت له وهي بتشرب من كوباية العصير اللى قدامها وهي بتضحك: هما فعلا عرايس يا حبيبى مش عاملين فيها عرايس، سيبهم يعيشولهم يومين وبطل أر عليهم يا واد انت.

نادر قرب من شهاب قعد جنبه وحط ايده ع كتفه وبتنهيدة حزن مصطنعة: ايييييه، يا شهاب يا ابني احنا راحت علينا من زمان، أخوك واختي واكلين بعقل الناس دي حلاوة، شكلهم كدا كاسرين عينهم بحاجة ولا عاملين لهم عمل، قوم بينا قوم، نشوف لنا ناس تانية يتبنونا يمكن نلاقي عندهم شوية حنان من بتاع زمان ولا نلقى حبة دلع من اللى اتمنع.

عمران كان لسة هيرد ع نادر، لمح صهيب وسبيل بيقربوا منهم وإيديهم متشبكة فـ بعض ابتسم وبص لـ فاطمة اللى فهمت نظرته وابتسمت هى كمان ولسة هتتكلم ترحب بيهم.

صهيب شاور لها بإيده ما تتكلمش، وقرب من شهاب ونادر وهو ماسك إيد سبيل وبضحك: وانتوا هتجيبوا نفسكم ليا ياض انت وهو ولا ايه؟! ايش جاب لـ جاب يا بابا منك له.

شهاب قام بسرعة وأخده بالحضن وسلم عليه وهو بيضحك: يا عم ارحمنا بقى، وسيب لنا فرصة احنا كمان، حمدلله ع السلامة يا حبيب أخوك.. بص لـ سبيل وسلم عليها ورجع بص لـ صهيب وغمز له وبهمس سمعته سبيل: ما شاء الله راجع وشك منور، هو العسل حلو اوي كدا؟! ولا سبيل هى اللى سرها باتع.

سبيل ضحكت وقربت من شهاب وهى ماسكة إيد صهيب وبنبرة مرحة: أبعد عيونك دي عننا يا رخم، وبطل تحسدنا.

صهيب ضم سبيل فـ حضنه وباس جبينها بحب وبص لـ شهاب وبنبرة هادية: الحب هو اللي حلو يا شهاب وبيحلي الدنيا ويخلي الوش ينور دايما… لف وشه لـ سبيل وبنظرة كلها حب: وانا سبيلي ملت قلبي بحبها اللى نوّر دنيتي وخلتني اعيش اللى عمري ما عشته ولا تخيلت أني أعيشه أبدا فـ حياتي.

شهاب ضحك وبنبرة سعادة: اتفق، كرملتي بتعمل فـ قلبي كدا برضو

نادر وقف فجأة يهلل بصوت عالي خلاهم كلهم يضحكوا عليه: الله أكبر، اوعدنا ياررررب بواحدة زى سبيله وكرملة شهاب اللهم امين.

صهيب ضحك ع نادر: بعينك، مافيش زى سبيلي ابدا ولا حتى كرملة شهاب.. وقرب من عمران سلم عليه باس ايده وراسه بحب: وحشتني اوي يا جدي، طمني عليك.

عمران ابتسم بسعادة وبتنهيدة راحة: بخير يا حبيبي طول ما انتم بخير.. وضحك بمكر وهو بيفتح دراعه لـ سبيل عشان تدخل فـ حضنه: حمدالله ع السلامة يا عريس، ع الله تكون رفعت راسنا ههههههههههه

سبيل دخلت جري فـ حضن جدها وهى بتداري خجلها منهم: وحشتني اوى يا جدو.

صهيب مسح ع شعره بإحراج وهرش فـ قفاه وهو بيبص لـ جده وغمز لـ سبيل وهى فـ حضن عمران: ما تقلقش يا جدي حفيدك جامد، حتى اسألها.

سبيل هتموت من كتر خجلها وهى فـ حضن جدها ومش قادرة تنطق.

ميّل عمران ع ودانها وهمس لها: الواد ده قام بالواجب ولا كسفنا؟

سبيل بخجل: بس بقى يا جدو ما تكسفنيش.

عمران بنفس الهمس: يا بت قولي ما تخافيش، عشان أشد لك ودانه لو كان قصّر معاكي ههههههههه.

سبيل رفعت راسها وبصت له وهمست: ما تقلقش يا عمارة، هو يقدر يقصّر برضو؟ كله تحت السيطرة، ده انا سبيل الشهاوي برضو مش أى حد يا قمر انت.

عمران ضحك بعلو صوته وضحكته جلجلت فـ الجنينة كلها: أه منك انتي يا شقية، شكلك ما صدقتي زى ما قال الواد شهاب.

صهيب بعد ما سلم ع جدته وكل الموجودين قرب من جده بغيظ وأخد سبيل من حضنه وحاوطها بدراعه: تسمح بقى تسيب مراتي يا جدي وكفاية عليك كدا؟!.. وبص لـ علي ونادر بغيرة: دي ملكية خاصة، من هنا ورايح مش هتدخل فـ حضن حد تاني خالص ولا حتى سلام بالإيد.

عمران شدها منه ودخلها فـ حضنه تاني وبغيظ: والكلام ده بقى لمين ان شاء الله يا سي صهيب؟!

صهيب بص له بغيظ عشان اخد سبيل منه ورفع حاجب بتحدي: للكل يا جدي.

عمران بغيظ مصطنع: ده انا اطلقها منك يا ابن الكلب وارميك برة القصر لحد ما يبان لك صاحب، قال ملكية خاصة قال، سبيل دي بنت قلبي وروحي وضى عيوني وهتفضل فـ حضني لأخر ساعة فـ عمري، وأحمد ربك اني هسيبهالك كل ليلة تبات معاك لحد الصبح.

صهيب شد سبيل من حضن عمران وبص له بغيظ، لدرجة خلى الكل هيموتوا ع روحهم من كتر الضحك وهم شايفينه واقف بيتخانق مع عمران ع سبيل: يا سلااااام يا خويا وجاى ع نفسك ليه اوى كدا؟ ما تاخدها تبات معاك فـ اوضتك أحسن؟!

عمران شد سبيل تاني ودخلها فـ حضنه وبص له بتحدي: هيحصل وهكهرب الباب كمان، ولو جدع قرب منها يا ابن عادل وتعالى خدها.

صهيب شدها تاني بغيظ منه: لأ بقى، دي مراتي حبيبتي وماحدش هياخدها مني، وهقفل علينا الباب بالمفتاح من جوة، وريني بقى يا جدي هتاخدها ازاى!!.

سبيل مش قادرة تمسك نفسها من كتر الضحك ومش عارفة تعمل ايه وهى وسطهم كل واحد فيهم بيشدها من التاني يدخلها فـ حضنه.

عادل قام وقف وحط صوابعه فـ بقه يصفر بيهم، عشان يفصل بين أبوه وابنه وشد سبيل منهم خدها فـ حضنه وهو بيضحك: باااس، سبيل دى حبيبة قلبي وما حدش هيجي جنبها، كل واحد يلزم اوضته ومالكمش دعوة بيها انتوا سامعين؟

علي قام وقف وقرب من عادل بغيظ مصطنع: هى ايييه مالهاش أب؟ واقف انت وابوك وابنك تقسّموا فيها وانا قاعد؟.. وشدها منه دخلها فـ حضنه وباس جبينها بحنية: تعالي يا حبيبة أبوكي فـ حضني انا احق وأولى واحد بيكي منهم.

شاهندة ميّلت ع يمنى وهى بتخبط كف بكف، وبهمس: لا حول العالم، البت سبيل جننت الرجالة اللي حيلتنا.

يمنى ضحكت وبهمس سمعه شهاب: ابلة سبيل عسل خالص، وكلهم بيحبوها، حقها.

شهاب قرب منها بغيظ: كسر حُقك ع حُقها يا مفعوصة انتى، عاجبك اللى هى عملاه فـ الرجالة الكُبارة دول؟!

يمنى بصت لـ شهاب بضحك: اختى حبيبتي تعمل اللى يعجبها يا شهبوبي

فاطمة فتحت دراعها لـ سبيل وصهيب وهى بتضحك وبصت لـ جوزها وبنبرة غيرة مصطنعة: وبعدين يا سي عمران فيك انت وعيالك؟! ما تسيبوا الواد يفرح بمراته، وانتوا كفاية عليكم كدا.

قربت سبيل لـ فاطمة دخلت جري فـ حضنها بسعادة وباستها فـ خدها وهى بتضحك، اما صهيب دخل هو كمان فـ حضن جدته وهو مغلوب ع أمره بسبب جده وابوه وعمه وبنبرة حزن مصطنعة: قوليلهم يا جدتي، ما هي كانت فـ حضنهم طول عمرها، جات ع قرمط يعني؟ ويستكتروا ع الغلبان حضنها؟

فاطمة باستهم فـ جبينهم الاتنين وبصت لـ عمران وعادل وعلي برفعة حاجب وكلامها متوجه لـ صهيب: قوم خد مراتك وابنك وأجري ع جناحكم بسرعة، والجدع فيهم يقربلكم، وانت هتشوف فاطمة الشهاوي هتعمل فيهم ايه، يلا بسرعة.

وفعلا قام صهيب وقف وأخد صهيل من سامية وأخد سبيل ودخلوا جوة القصر جري تحت نظرات وضحك كل العيلة ع رد فعله، وعيون عمران محاوطاهم ولسانه بيدعيلهم بالسعادة والعوض الجميل والجميع أمنوا عليه

____________________

فـ فرنسا🇫🇷 مارسيليا

فيلا شريف التهامي

فـ نفس الوقت شريف كان قاعد هو وشيماء فـ الليڤنج ع الكنبة وبيتفرجوا ع التلفزيون وفجأة سمعوا دوشة وزعيق بين فريد وباسيلي وهما داخلين من الجنينة، قفل الصوت وبص لهم بملامح كلها استغراب وبنبرة قلق: مالكم بتتخانقوا ليه؟ خير؟

باسيلي قرب من شريف وقعد ع الكرسي اللى قدامه وهو باصص لـ فريد بغيظ، كأنه واكل أكله: يغضيك يا اونكل ابن حضغتك المتخلف ده اقول له عايز ازوغ جدو عمغان فـ القاهغة عشان أخطب منه يمنى، يتخانق معايا؟ ده بدل ما يقول لي مبغوك ولا ربنا يتمم بخيغ.

فريد قاطعه بعصبية: يمنى مين يا مجنون انت؟ اللى عايز تتجوزها دي؟! فاكرها باربي هتلعب بيها شوية وترجعها؟

باسيلي وقف وبص لـ فريد وطوح إيده فـ الهوا: وما اتجوزهاش ليه يا سي فغيد، ناقص ايد؟ ولا ناقص غجل؟ ولا يكون ناقص عيون ملونة، ده انا حتى قمممغ، كوبة كدا.

فريد: أمر بالستر يا خويا، قال قمر قال، وبعدين هى يمنى دي قدك يا متخلف انت؟ دي لسة عيّلة بتلعب بالعرايس.

باسيلي حط ايده فـ وسطه وبص له برفعة حاجب: وافغض؟ نلعب سوا، وبعدين الحب ما يعغفش سن يا كابتن.

شريف ضحك واتكلم بهدوء: طيب انت عارف باسيلي فرق السن اللى بينكم قد ايه؟ يمنى عندها 17 سنة تقريبا.

باسيلي رد بسرعة وكأنها اتولدت ع إيديه: عاغف اونكل، يمنى عندها 16سنة وخمس شهوغ وعشغين يوم وعشغ ساعات واغبعة وخمسين دقيقة بالظبط، وتقغيبا كدا فغق السن 12سنة بس مش كبيغ اوي يعني.

شيماء اتفاجئت وضحكت بعلو صوتها: ده ايه الدقة اللي انت فيها دي باسيلي؟! حاسب عمرها بالساعة والدقيقة؟ انت مش ممكن، مالكش حل، ههههههههههه.

باسيلي بص لها بمرح: أه طبعا، ومش بس كدا، ده انا كمان ممكن اقول لك كانت لابسة ايه يوم ما اتولدت.. واتنهد تنهيدة طويلة: حبيتها بجد انطي، وبفكغ جديا افصل شغلي مع ابنك المتنمغ ده، وانقل شغكتي مصغ عشان اكون جنبها، حتى لو حكمت اقف ابيع عصيغ قصب تحت بيتها هعمل كدا.

فريد بغيظ: تبيع عصير قصب!! هى حصّلت؟ طب ع فكرة بقى، جدي مش هيوافق.

باسيلي: ومش هيوافق ليه بقى ان شاء الله يا سي فغيد؟.

فريد: عشان جنسيتك يا استاذ، سيادتك أجنبي وعاداتك وتقاليدك غير عاداتنا وتقاليدنا.

باسيلي وقف قصاد فريد وبيشاور بصباعه فـ وشه بغضب مرح: ع فكغة بقى انت انسان متنمغ فعلا ومستبد بغأيك، وكل دي حجج فاغغة، عشان مافيش حاجة تمنع اغتباطي بيمنى حياتي غيغ الديانة، وانا مسلم والحمدلله، وان كان ع العادات والتقاليد فأنا بحب عاداتكم جدا وهقدغ بسهولة اعيش واتأقلم فـ بلدكم يا استاذ.. ورجع حط ايده فـ وسطه تاني وبص لـ فريد بتحدي: ها، غيغه؟

شريف ابتسم بهدوء ولف وشه لـ فريد: جدك عمران مش هيرفض يا فريد خصوصا لما يعرف ان باسيلي ناوي يعيش فـ مصر ع طول.. ورجع بص لـ باسيلي بتوتر: بس ممكن علي هو اللى يرفض، لأنها بنته المدللة والقريبة منه، مش زى سبيل كانت دايما بعيدة عنه.

باسيلي قرب بسرعة من شريف وقعد ع ركبه قدامه وبنبرة كلها توسل: اغجوك يا اونكل، كلم جدو عمغان خليه يقول لـ اونكل علي يوافق اتجوز يمنى، سيلڤوبليه.

شريف: انت بتتكلم جد باسيلي؟ انت فعلا عايز تتجوز يمنى؟

باسيلي بزهق: يووووه بقى، اومال انا بغغي فـ ايه من الصبح؟.. وهو بيلف عشان يخرج من الفيلا ويمشي: انا ماشي، هغوح أحجز وانزل مصغ بكغة واكلم جدو عمغان بنفسي، متشكغ يا شغيف باشا، متشكغ يا سي فغيد متشكغين يا بشغ، سلاموا عليكوا.

فريد نده عليه وهو بيضحك: تعالى، تعالى، بس خلاص ما تزعلش، اقعد اترزع وبطل رغي كتير وهنكلم جدو نقول له ع طلبك وأمرنا لله، ههههههههههه.

رجع فعلا باسيلي وقعد وهو بيشاكس مع فريد وشريف طول الوقت عشان خاطر يمنى وما سكتش غير لما بالفعل شريف اتصل بـ عمران وبلغه بالموضوع وانه مستني منهم رد عشان ينزل مصر ويتمم الخطوبة فـ أسرع وقت.

______________________

فـ مصر🇾🇪 قصر الشهاوي

جناح صهيب

مرّ كام يوم وصهيب وسبيل ومعاهم أبنهم قاعدين جوة الجناح ما بيخرجوش منه من يوم ما رجعوا من السفر، حتى الأكل بيطلع لهم فوق، مافيش ولا مرة نزلوا فيها اتجمعوا ع السفرة مع باقي العيلة، الجناح بقى عالمهم الخاص ودنيتهم الصغيرة اللى اكتفوا فيها ببعض، وفـ ليلة كانت هادية والقمر منور الدنيا والنجوم بتلمع حواليه.

سبيل قربت من صهيب وهي شايلة صهيل ع دراعها بتهدهده عشان ينام، وقعدت جنبه ع طرف السرير بصت له بنظرة  حنية وبنبرة كلها دلع: هبوشي حبيبي، مش هنرجع الشغل بقى ولا ايه؟

صهيب ميّل عليها بهمس: بذمتك انتي ينفع نخرج من هنا بعد هبوشي دي؟

ضحكت سبيل ضحكة خفيفة خطـ*ـفت بيها قلبه وملامحها كلها خجل: وبعدهالك بقى يا صهيب؟!

صهيب عيونه اتعلقت بعيونها من غير كلام شوية، واتنهد تنهيدة سريعة: وبعدهالى ايه بس؟ حرام عليكي اللى بتعمليه فيا ده يا نبض قلبي، انا ما بقيتش قادر ع جمالك ده، ولا قادر حتى اتخيل اني أبعد عنك ثانية واحدة.

سبيل قربت منه وهمست جنب ودنه: ومين قالك اني عايزاك تبعد، احنا مش هيفرّقنا غير الموت وبس يا روح نبض قلبك.

صهيب حس بقلبه هيخرج من بين ضلوعه من سرعة دقاته بسبب همسها اللى جننه وبنبرة صوت مبحوح: بعد الشر عنك يا نبض قلبي وعمري كله.. نزل عينه ع ابنه لاقاه نايم، بص لها بغمزة وبصوت اقرب للهمس: صهيل نام، قومي حطيه فـ سريره وتعالي بسرعة، عايزك فـ موضوع مهم جدا ما يحتملش التأخير.

سبيل ضحكت وهى بتهدّى صهيل اللى اتحرك بين إيديها عشان يكمل نومه: هى مواضيعك دي ما بتخلصش ابدا يا هبوشي؟

صهيب بص لها بعيون كلها حب: تخلص ازاى بس يا سوسكتي؟ وانتي كل دقيقة بتحلوي كدا.

ابتسمت سبيل وقامت نيّمت صهيل فـ سريره وفضلت تهزه بهدوء لحد ما اتأكدت انه راح فـ النوم وقبل ما ترجع لـ سريرها، رنة موبايله قطعت اللحظة.

صهيب بص لـ شاشة فونه ولما شاف أسم المتصل رد باستغراب: السلام عليكم ورحمة الله، اهلا يا متر، خير؟!

جاله صوت رسلان مليان توتر وقلق: حمدلله ع السلامة يا بشمهندس، آسف ع إزعاچك، بس عرفت ان حضرتك رچعت من السفر من كام يوم،  وبصراحة جولت اكلمك افكرك بطلبي بخصوص أنسة شاهندة.

صهيب بص لـ سبيل واتكلم برفعة حاجب ونبرة صوته كلها غيظ: تفتكر ده وقت مناسب تتصل فيه يا متر؟

رسلان اتلخبط، لكنه اتمالك نفسه ورد بهدوء: عارف والله انه توجيت مش مناسب خالص، بس انا بچد مش جادر اصبر أكتر من إكده يا صهيب، عايز أرسى ع بر، أرچوك ريحني وجول أنك موافج.

صهيب ابتسم واتكلم بهدوء كأنه حاسم قراره: بص يا رسلان، انا لو عليا رغم معرفتي البسيطة بيك، فـ انا متوسم فيك خير، ومش هلاقي لـ أختي شخص أحسن منك اوافق عليه وانا مطمن، لكن الأمر مش بإيدي، لازم رأيها هى الأول، وكمان بابا وجدي هما اللى مسؤولين عنها قبل مني ولازم أرجع لهم اسألهم وارد عليك.

رسلان ماقدرش يخبي فرحته وسعادته بقت واضحة ع نبرة صوته: أفهم من إكده انك ما عنديكش مانع؟! وما هتخدنيش بذنب اختي؟!

صهيب بنبرة حاسمة: انا مش النوع اللي بيحط البيض كله فـ سلة واحدة يا رسلان ولا من النوع اللي بياخد حد بذنب حد لمجرد وجود صلة قرابة بينهم، وانا اتأذيت من واحد فيهم.

رسلان بهدوء: بس دي مش مچرد صلة جرابة يا صهيب ولا انت اتأذيت أذى عادي.

صهيب: عارف يا رسلان، بس انا بفهم الناس كويس وأعرف افصل بينهم، ثم ان خلاص أختك مرحلة وراحت لـ حالها ونسيتها خالص كأنها لم تكن.. بيكمل كلامه وعيونه متعلقة بـ سبيل: وربنا عوضني بـ سبيل مراتي وحبيبتى وام ابني ودنيتي كلها.

ابتسم رسلان ابتسامة خفيفة: ربنا يسعدك يا بشمهندس ويخليكم لـ بعض.

صهيب: أمين يارب، عموما انا هسأل شاهندة، وهعرض الموضوع ع جدي وع بابا وهرد عليك مهما كان قرارهم.

رسلان بسعادة: انا متشكر چدا يا صهيب، وحجيجي مهما كان رد الحاچ عمران وعادل بيه، يكفيني انك ما حاكمتنيش بذنب غيري، دلوكيت بس أجدر انام وانا مطمن، تصبح ع خير، وآسف ع الإزعاچ مرة تانية، السلام عليكم.

قفل صهيب المكالمة بعد ما طمن رسلان انه مش واخده بذنب سها وبص لـ سبيل بعيون كلها خبث وغمز وهو بيقرب منها: هو أحنا كنا بنقول ايه قبل ما يتصل هادم اللذات ده؟

ضحكت سبيل ضحكة كلها دلع وإغراء وبنبرة همس: كنا بنقول حاجات كتيييييير هبوشي.

ابتسم وهو بيقرب منها، وبنظرة كلها حب، مد إيده وسحبها لـ حضنه من غير ما يتكلم، عيونهم اتقابلت فـ نظرة طويلة مليانة شوق وبتحكي كل حاجة بينهم حتى فـ صمتهم، قلوبهم بتنادي ع بعض فـ هدوء الليل،

قضوا ليلة هادية مفيهاش غير حب نضيف وإحساس نقي، وونس مابين اتنين ربنا جمع قلوبهم ع الحلال، ليلة مميزة فـ دنيا صغيرة مفيهاش غيرهم، اتنين دابوا فـ بعض وبقوا قلب واحد وروح واحدة.

في سبيل صهيب بقلمي✍️_____لبنى دراز

يتبــــــع الجزء التاني

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية في سبيل صهيب) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق