رواية ساقي الود – الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الثالث و الثلاثون -الحُب و الحرب
و آني هم ويـاه ماعفته ، قاسمته مرارة الفقدان و سواد الاحزان ، ما حاجيته تركتله مسـافة يعيش بيها حداده مثل ما يريد ، معظم الرجال لمن يحسون بحزن أو يوكعون بمأزق يميلون للانعزال ويحاولون يحلون مشاكلهم بنفسهم بدل ما يحجون بيهـا و كل الي يحتاجـونه من المرأة هو احتواءها لصمتـهم ، لتعاملها مع فورة غضبهم لتفهمها لحالتهم اللامفهومة ، و غيـاث هيج يريد وجودي يمـه حتى احتوي ضياعه ، حتى اذا تبدد اني المـه قبل ما يتلاشى
كل ليلـه يتقلب بفراشـه و يتلوى بأفكاره و شوقه مثل طفل وحيد الى ان اخذ راسـه بحضني يلا يسكن وينـام بالنهـار اغلب وقته للصلاة و القرآن ، هجر حتى شغله و اني اراقب حالته فقط ما بيدي شي غير المواسـاة كل الي بالبيت ديعيش حالة من العزلة و الضياع خايفين يفتحون ابوابهم و ينصدمون بحقيقة ان الرجل الي كان موحدهم بعد ماله وجود !
اقتربت اربعينية المرحوم و بدأ التخطيط للتحضير الها بالنهار اعوفه بالمشتمل و اعبر يم كفاية هم اساعدها و اخفف عنها هي و زينب ، البدوية و سمرة كأن مالهم وجود بس لما تسير نسوان عمامهم اشوفهم ، انتبهت لكفاية تشتغل بس بالها مشدوه
و مزاجهـا معكر ، اقتربت شاورتها بخفوت :
شصـاير ؟
تلفتت يمنى يسرى و همست بصوت خفيض :
كفاية :: زلمتج هم سولفلج بوصيـة الشيخ ؟
-لا والله ،، اتمنى يسولف منزوي كلش على نفسه و ما اسمع صوته غير وقت الصلاة لو لمن يريد شي
هزت راسـها بأسف :
كفاية :: سوده بوجهي موت الشيج جسم ظهره نصين
-سكتت شويه و استرسلت :
كفاية :: المرحوم گبل لا يموت كاض مهران و رجلج وموصيهم جدام ويلاده كلهم بخصوص المشيخة
-تذكرت كلام و وصية الشيخ الي بس ما قاطعتها
كفاية :: انطى المشيخة لزلمتج حبوبة
-ادري
كفاية :: تدرين ؟
-اي من لما چـان بابا بالمستشفى گالي
قلصت عيونها عليه بفضول :
كفاية :: چـا ليش ما گلتي
-والله مـو ابالي و اسـاسـًا استغربت مو عمو مهران احق بيها بأعتباره الابن
كفاية :: مهران ما عليـه زود بس مو بالضروره تتورث للابن چـا نطاها لولده الكبار ابو وهـاب يو ابو هيثم لو هَيج بس الشيخ اكيد عنده غاية و اعرف منو يستاهل المشيخـة
-باوعتلها بحنية ،، يربي هاي الانسـانة شگد نقية بحيث تحجي بدون تحيز لزوجها
تنهدت بقلق و استرسلت :
كفاية :: بس انه خايفة من شغيله وحدة
-شنـو ؟
كفاية :: جـاي اهيس مُهران ضايج خلكه ، اخافن تصير خراب بينهم و انت تعرفين هم مثل الخوان موش بس عم و ابن اخوه
-شش الله لا يگولها ، المشيخة الي تصير بسببها خراب بين عمو و غياث بلاها
كفاية :: الله كريم حَبوبة ، ربج يحلها انه ما اريدن يتخاربون ويشمتن بينـا الحبايب
-تحبين احجي ويا غيـاث
هزت راسها بعنف :
كفاية :: ديري بالج تحجين هساع عباله احنا حشمناج خاطر تقنعينه يعوفها لعمه
-لعد شلون ؟
كفاية :: نتاني شلون تصفى بيناتهم ، بس هم لازم يحسمون امرهم هالايـام ويتنصب شيخ جديد ، مساع شفت زلمتج دخل يمـه بلچن اتفقوا على شي
-بلكي
كفاية :: راح اصبلكم غداكم و اخذيه هو يخلص من عمه ويجيج
-تمام
صبتلي غدانـا بصينية و اخذتـه للمشتمل ، دخلت خليتـه عالطاولة و كعدت انتظره شفته تأخر شويه خابرت بابا سلمت عليه و تطمنت على احواله والحمدلله صحته زينـه بلغني اوصل سلامه لغياث واديربالي عليـه، بهالاثنـاء دخل عليه وعلى وجهه ملامح ارتيـاح مثل واحد ازاح عبء عن نفسه
ابتسمتلـه و سألت : تتغدا
اومألي بأيجاب ، گعدت گدامـه صفن بوجهي لثواني
وهمس :
غيـاث :: تعبتج وياي
-عكدت حواجبي بأبتسـامه : ليش شسويتلك
غيـاث :: چثير شغلات اولها انچ حويتي حزني و حزن غياث ما ينطاق
هزيت راسي برفض ، لا تشكرني هذا واجبي و حزنك هو حزني المرحوم هم اله مكانه بگلبي
طبطب على ايدي و همس بخفوت :
غيـاث :: بارك الله بيج اخت رجـال
-اريد منك شغلة ؟
غيـاث :: عيوني الچ
-أكل لخاطري
غيـاث :: آنه ما زعلان عالأچل بس والله ما اشتهي العسـل
-ميخالف لخاطري داكولك
ابتسم وهاي اول ابتسـامة من بعد شهر وشويه اكتئاب
بدأ ياكل و يسولف و فتح وياي موضوع الوصيـة بلا ما اسئلة
غيـاث :: تدرين ود جدي المرحوم ..
-سكت وكأن غصة انحشرت ببلعومـه ، طبطبت على ايده وهمست بخفوت :
الله يرحمـه ،، بلع غَصتـه و تكلم بحشرجة
غيـاث :: ناوشني دفتر هَيج مثل السجل وبيه عناويين واسمـاء
بفضول تساءلت :
عناوين ؟
غيـاث :: عوايل متعففه ود ، الرجلها شهيد واليتامى الماعدهم كافل والضرير و المگرمة رجليه ومايكدر يوچل عويله ، جدي چان متكفل بيهم و يطلعلهم هالقاسم الله من الودي ، أمني امانه ما اعوفنّهم
-دمعت عيوني و ابتسمتله :
و آني اكول انتَ عليمن طالع ، اثاري هذا الشبل من ذاك الاسـد
صفن بوجهي ثواني رجفن شفـافه و انهار بنوبـة بكاء گمت اخذته بحضني و اهمسله بمواسـاة :
كـافي حبيبي والله ميصير هيج تسوي بنفسـك
كفكف دموعـه و همس بصوت مخنوك :
غيـاث :: وهمات وصاني بالمشيخة بس..
ميلت راسي :
بس شنو ؟
غيــاث :: انه اشوفن عمي مهران اولى بيها مني
-جدك لوما يعرف بيك كفو لهذا المنصب ما يكلفك بي
هز راسـه مبرر :
غيـاث :: انه ما شوفن نفسي ريس عشيرة انه زلمة يچاتل ، ما اكدر اكض مچاني و اكعد بلايه ما اعرف شديصير برا المضيف بالشارع و الديرة والناس عن جريب
-تكدر تكون ريس عشيرة و مُقاتل بنفس الوقت
غيـاث :: صح بس انه ليش ازاحم عَمي على مچان من حكة هو اكبر مني و اعرف بأمور الزعامة لذلك انه رحت و تنازلت بيها الـه ماريد اخسـره خاطر المشيخه
-وشگالك من كتله هيج ؟
غيـاث :: الشاهد الله بالبدايه رفض عبن هاي وصية الشيخ بس گتله انه و انت واحد و لون جدي عايش چا فرح اكثر بقراري لان انت خويي موش بس عمي ، حضني و گال موافق بس انت تصير ذراعي اليمين
بست جبينـه و همستله :
السويته صحيح ، ماكو فرق بينك وبين عمك فخورة بقناعتك ورجاحة عقلك حبيبي
ابتسملي بتعب و سأل :
غيـاث :: تجين ويانه للنجف
-شلون ما اجي ، و هم تدري ابد ما رايحة للنجف اتمنى ازور الامـام علي وهم اريد ازور المرحوم جدك و…
فتح عيونـه بصدمـة :
غيـاث :: لا تكليلي ما زايرتها كل هالسنين
-رفعت اكتافي بخيبه ، ازورها .. شگوللها خذلتج ؟
بحزن عميق باوعلي:
غيـاث :: حكج بويـه ما خذيتي بثارها
-گال و گام حسيتـه زعل ، لحكته و چلبت بذراعـه
اوكف ،، لا تفهمني غلط مو قصدي عليك
بلا ميباوعلي رد :
غيـاث :: اعرف بس عوفيني هساع شويه تعبان
-طلع من الغُرفة و كالعادة حتى اكله ما كمله ، بهاليومين رجع البيت هوسـة منشغلين بالتحضيرات ، هارون لازم دفتر ويسجل هو و كفاية احتياجاتهم من مؤنه و ذبايح و فرشة و جادر لاحياء مراسم اربعين الشيخ و العمام من هسه التمو هم ونسوانهم وچناينهم بين الي يريد يروح و بين الي يريد يبقى
وبمـا انه الاعداد هوايـة مهران كلف اواب يدبر منشأة كبيرة بالاضافة لسياراتهم
بيوم الاربعين ، جابو شيخ يقرأ للزلم و الطباخين تولو تحضير الوليمـه برا و توزيع الثواب على الديرة بينما كفاية استلمت دفة القيادة داخل للبيت للنسـاء اهتمت بأصغر التفاصيل وظهرتها على اتم وجهها
احلى شيء النسـاء من هسه صارت تناديها الشيخة
وفعلاً هي شيخة الشيخات امرأة نادرة صبورة و معزبة
بعدما تم كل شي على و نرفع الجـادر و غادرت الناس البعيدة لبيوتها ، شدينـا الرحال من الليل لان الفجر نطلع بيومها ما نمت شعور غَريب خالجني مكان ما رايحتله و بنفس الوقت اتحرق شوقًا لزيارة الامام عليه السلام ،
الفجر تجمعنـا كُلنا حول السيارات و بابا اجـه ويانا
تسالمت وياه بس ما شبعت منه بنفس الوقت ارتاحيت لان راح نزور سوا ، طريـق طويل مُتعب واوضاع مشحونه بالتوتر تحس الطُرق خالية بس اكو شيء ينبئ بالخطر ، قرأت دعـاء السفر و خلصت الطريق تسبيح وكلمـا نقترب من النجف گلبي يخفق بقوة ،
اوشكنـا نوصل توقفوا عند الطريق ناخذ مي ورد وهيج امور و كملنـا مسيرنا نحو القبر واول ماوصلنـا نزل الجميع مجددين العزاء و المصـاب ، انكفوا الزلم على القبر بنحيب يقطع القلب وعويل النسـاء مستمر مشهد يقشعرله الجلد ، متكدر تحبس دموعك خصوصًا على حال غياث و مهران الي اشتعلت صدورهم من الشوك و الفراگ ، يتصرفون بلا وعي ويحادثون القبر بحزن متناسين وجودنا وكأنهم كاعدين بجلسة عتاب ويه المحبوب الي عافهم وبعد مايرجع .
كوموهم العمام لان انتهوا فدمرة والجـو حار ، تقربن النسوان وعادن نفس المشهد بس حرصوا عليهن ميعلى صوتهن و الا يحرموهن من الزيارة ، غسلو شاهد القبر و داروله مي الورد ، صاح غيـاث بصوت مجروح :
غياث :: مودع بالله شيخنا و تاج راسنـا نام مرتاح عويلك بهالركبه و ديرتك بعيوني يابعد عيوني
-شهكنا گلنا بفد صوت على حاله و صوته اليخشعله الفؤاد ، بعد لحظـات تقرب بابا و مسح على قَبر الشيخ بعيون دامعـه ولسان صامت بقى دقايق على هذا الحال و كأنه يحاوره بقلبه والشيخ ديسمع شيكول ، كل يوم انصدم و انذهل اكثر بالحنية الي تربطهم رغم كل الظروف ،
بعدما خلـص بابا كام و حضن غياث وظل يواسيه ومدري شنـو حجـه وياه لان رأسـًا غياث رفع نظره اليه و هز راسـه بأيجاب تقدم بابا بأتجـاهي و گال امشي باوعتله كفاية بتساؤل
كفاية :: وين رايحين چـا غير نريد نروح نزور ؟
سليمـان :: خلصوا و طلعوا جدامنـا ، انه و ود نلحككم
باوعتلـه ثواني و كأنها افتهمت عيونه ، هزت راسها بأيجاب اخذ بأيدي ومشينـا مسافة سألته :
وين ماخذني بابا ؟
سليمـان :: عينج عالطريج لا تدوسيلج گبر ، رايحين نزور امچ
-هو گال هيج و آني رأسًا تحنطت بمكاني : أُمي
سليمـان :: بويه امشي ترى الذنب چاتلني واهيس گلبي راح يوجف
-لا اراديـًا وقبل لا اوصل قبرها ، دموعي تسابقت على خَدي واحس گلبي راح يشگ صدري ويطلع من مكـانه
وصلنـا لمكان مو بعيد كلش عن ارض ال يعقوب ، همس بابا:
سليمـان :: هاي كاعنـا ، هنا ندفن موتانه ، الكاعين شروهن سوه ابوي و يعگوب و هذا گبر أَمج ..
-گال وهو يأشـر عليه ، قبر معزول بزاويـه عليه قطعـة من الرخـام عليه منقوش عليه اسمها الحلو و تولدها وتاريخ الوفـاة ،،، وداد أُمي الحبيبـة عاشت وحيدة وماتت و اندفنت وحيدة
اتقربت گعدت گعدت يمها ، مسحت بأيدي على قبرها
انحدرت دمعـة يتيمة على خَدي :
وحدچ يايمـه و بس العشب الاصفر محاوطج ..
هاي آني گدامج يا أُمي بعد تسع عشرة سنة من الغياب سامحيني لأن وعدتج بالثار والقصـاص وما وفيت بوعدي الچ ،
سامحيني يا أُمي لأن چنت طفلة بيومها ماعدها غير عيون مذعورة و گلب جبان يراقب مشهد قتلج بصمت سـامحيني ماما لان صوتي خاني بصغري و گلبي طعني عافتني بكبري ..
مرت نسمـة هوا باردة و ضربت ريح طيبة بأنفي حسيت بيها هي انكفيت ونمت على قبرها والغصة عصرتني :
اعذريني لان ماجيتج ولان كلما اريد اجيج اشوف عيونج تطاردني بملامة ، كل ليلة تتراوالي صرختج و دمج المنثور والظل الي اختفى بالظلام واني طفلة متخبيه خايفة و عاجزة اراقب موتج بلا حول ولا قوة
همست بخفوت و كأني دا اصـارحها بخططي ،جنت رايده اجيج و حامله بأيدي الج النصر ، ردت اجيج بنفسٍ خالية من الذنوب تمنيت اكولج وفيت بوعدي بس ما وفيت لان كتالج يا أَمي تحت التراب ولان جبروت امـه هدم كل قواي !
لحظـات عميقة من العتب و المصارحة والشوق المكتوم لامي غفيت على قطعة الرخام الباردة وكأنها لَمتني بحضنها ، يمكن محد يصدگني لو گلت شَميت عطرها و حَسيت بلمستها دغدغدتني خصلات شعرها الطويل ، رفعت حنجي شويه ولمحتها بأبتسـامتها و عيونها الواسـعة تحاجيني
ترمشلي بأهدابها مثل ما اني اسوي لبابا ، مديت ايدي اريد اتلمس وجهها ، تلاشت وايدي مالمست غير الهوا ،
حسيت بلمسـه بابا على گتفي ، لفيت باوعتله حالته مو احسن من حالتي ، عيونه تايهه مابين الحاضر والذكريات و ألم عاصر وجهه عصـر ، مدلي ذراعة وكومني ، قرينالها الفاتحـة و احس قلبي يرفرف بهدوء شعور بالراحة ما مألوف بس حلو ، اتصور ماما عذرتني وقبلت اعتذاري ..
ودعناها و صعدنـا السيارة ، متوجهين لابو اليتامى ابو الحسن علي عليه السـلام وصلنـا و ركنـا السيارة بأحد الكراجـات مشينـا مسـافة بخطوات مسرعة و كأن اكو طاقة ربّانية تسحبك لذاك المكان ، هوا عليل و ريح طيب عبء انفاسنـا ، دخلنـا و چـان المكان مزدحم بالناس توجهت لباب النسـاء و شفت صعب عليه افوت وسط هاي الجموع حتمًا اختنك و اموت ، لكن صاحب المكان دعَـاني و سهل طريقي بين الزحام مدري شلون ولجت بنفسي بينهن بلا ما تنأذي شعرة مني وصلت للشباك و رميت بثقل صدري هنـاك صرخت بصوت مخنوك و بچيت كل حسرتي هناك شلت ايدي و اندعيت لأمي وللشيخ للاموات و الاحياء ومن اجيت اندعي لنفسي ماعرفت شنو أريد بس ودعت حياتي و نفسي ومستقبلي يم الامام وآخر كلمة همستها ، امانتك يابو الحسن ..
بعدما خلصنـا اتجمعنـا من جديد و اقترح عمو مهران نرجع قبل ما يجلجل الليـل و الاوضـاع مشحونة بالقلق ، رجعت ويا غَيـاث الي احسـه شوي احسن او يمكن خف عليه الحمل بعد الزيارة ..
بعدما خلصت الاربعينية كل واحد منهم التفت لحياته وشغله ، مهران و غياث بالمضيف و اواب و هارون لشغلهم بالمعارض مال سيارات و النسـاء بمهامها المنزليـة ، چنت مشتاقة لبابـا وحابه اروح ازوره وهم اريد افاتحـة بموضوع الدوام بالمدرسـة ، رتبت ماعون كليچـة و چـاي و اجيته فتحلي ذراعـاته بأبتسامة صغيرة ، حطيت الصينية عالطاولة گدامة ودخلت بحضنـه همست : شلونك اليـوم ؟
غيـاث :: زوين ..
-احجي والعب بأزرار قميصـه ، سألته :
شخبـار المضيف و عمو شلونه ؟
غيـاث :: مامش شي جديد و المضيف ماشي عدل دام عمي كاضة بس ..
-بس شنو ؟
غيـاث :: الوضعيـة تعبانه ود ، و الوادم طگت رواحها لا شغل لا مشغلة ، البلد منهوب و الشباب چاتلها الفگر ، مستشفى مثل الاوادم مامش مدارس بيها حظ مامش ، وطن مبيوع
-خوفتني احسّ راح تصير مصايب
شدد ذراعـه عليـه و باس طرف أَنفي :
غيـاث :: بعيني شايلج لا تخافين
-هممم زين عندي طلب يمك
تنهد و همس :
غيـاث :: أمريني يابه
-لكيت مدرسـة اهليه و اريد اداوم هالسنـة
رأسـًا انكمشن ملامحـه و ابتعد مني :
غيـاث :: كعدي و سكتي يادوام يا بطيخ والدنيـا محتركه
-انت مكبر الموضوع ، كلشي ماكو
غيـاث :: ميخالف حبيبتي دوام مامش
-غَيم وجهي و أكتئبت ، بهالاثناء رنّ جهازة بتنبيه رسـالة فتحها و صار يكتب رد بأنفعال مبالغ
همست بأنزعاج :
لشوكت تظل ضـام عليه الي ديصير وياك ؟
دفع شعره ليوره و تنهد بأنفعال :
غيـاث :: شگلج واحد گلب ابن گلب وجبان جاي يهددني
-شنووو يهددك !؟ فهمني ما عرفته منو
غيـاث :: چـا غير اذا اعرفنّه الا اترس حلكه نعل وارجعـه بأمـه انه بس شغله وحده چاتلتني
-شنو الشغله ؟
غيـاث :: هذا الگ*** يعرفني المگوار وجاي يهدد بفضح هويتي جدام الدعلج وذيج الجماعات و حتى ابوچ بأعتبار كلها تطلبني ثـار
-تخيلت سيناريو براسي و رأسـًا بچيت
انت شدتكول عفيـة ليش يهددك شيريد منك ؟
ابتسم بذبول
غيـاث :: يريدني اواجهه
-مستحيل شدتكول انت ؟!
غيـاث :: اروحن اله و لو اجتله لو يچتلني
-احس بألم فضيع تولّد بگلبي ، اختنكت و عيوني فاضت اهز براسي و اتوسلـه مترووح .. مترروووح
انبهت وَجهه و صاح بخوف :
غيـاث :: شبيج بويه بسم الله بس على كيفچ
-غشـاوة سيطرت على عيوني بس بقيت واعيـه افرك بگلبي ، خشمي طگ دم عرفت ارتفع ضغطي ، صرخ :
غيـاث :: خرب ببليسج وين دواج مال ضغط ؟
-أشرتله بأتجاه ميز التلفزيون ، راح جابه و بسرعة خلى بحلكي الحباية و شربني مي
غيـاث :: تنفسي ،، خرب بعشيرتي چـا انه ليش ما سولفتلج اعرفنج جبانه وخوافه
ضربته بصدره حيل و صرت اشهك مثل طفل مكسور خاطره :
كااافي جوز من سالفة المگوار ،، كاااافي تعبت كل يوميا واحد بيكم نايم مستشفى مابقى عندي حيل لاي فجعة جديدة
صفن بوجهي ثواني بعدين اخذني بحضن قوي ،
غيـاث :: ششش كافي ولج رح تموتين ، باقي يمج على گلبج شيخلصج مني
بعدت شويه وباوعتله :
منـو كالك اريد اخلص منك ؟ بس تصرفاتك تكول انت تريد تخلص مني !
فتح عينـه بدهشـة و يأشر على نفسه :
غيـاث :: افـااا انه ود ، آنه تگليلي هيج
-شهكت بحضنه ولا رديت ، استرسل :
غيـاث :: لچ انتِ جرحي الاحبنـه ، مرضي المارايد اتشافى منه علّتي و دواي
-اثبتلي ما تتخلى عني
غيـاث :: شلون بود عبد الجبـار
-هه عابتلك طلعت من حلگي لوحدها
اخذ وجهي بين ايديـه و تعانقت نظراتنـا بلحظة صادقة وشـاعرية ، سألني :
غيـاث :: شلون ترديني اثبتلچ ؟
-اترك سـالفة المگوار اذا تحبني
غيـاث :: ما ظنيت تحطيني بهيج موقف
-شتريد تغيّر غيـاث ، صـارلك كم سنة تحاول وهم يتكاثرون مثل الارضـة افهمني ، ماعندي غيرك اذا صار عليك شي اموت والله اموت !
حط اصبعـه على شفايفي :
غيـاث :: ششش لا تحجين هيج ، اهدي هسـة وكل شي يهون
-ما اهدأ و لا ارتـاح الا تبطل هالشغلة !
دنك راسـه بحيرة ، ميلت راسي و همست : لخاطري حبيبي
شال راسـه وباوعلي بعيون تلمع :
غيـاث :: هاي هي گتلج ارتاحي
-هممم و المدرسـة ، ترى الدكتور گال زين عليج الاختلاط
غيـاث :: جـا و انه
بضحكة شقية رَديت :
-انتَ الك الدوام المسـائي
خزرني و على طرف شفايفه ابتسـامه مضمومة ، رمشتلـة بعيوني عالسريع ، ذب روحـه مثل المغمى عليه يصيح :
غيـاث :: ااخ بويـه !
-بتوسل ضغطت عليه :
حباب ،، خليني اداوم
غيـاث :: اروحن وياج اشوفن الوضع و المسـافة
-هسه المسافة اني اعرف اسوق
غيـاث :: اكعدي راحة
-ماشي انتَ توصلني
غيـاث :: الله كريم
-ماكو اكرم من رب العالمين بس المقابله باجر ، بابا خابرني
رفع حاجبه معاجبـه
غيـاث :: هاااه يعني طابختها و انه ما ادري
-لا والله بس ظروفك ما سمحتلي افاتحك بهيج موضوع
لزم خدي بلطف و همس :
غيـاث :: اندار فدوة لمريتي التقدر ظروفي
قفزت عليـه حضنته بكل قواي فرحت لان ما عارض شغلي رغم تعبه النفسي و رغم ظرفه و الامور الشاغلة باله ما كسر بفرحتي طلع يم عمـه بالمضيف واستغليتها فرصة احضر ملابسه و ملابسي الي اقابل بيهن ، بعدما كملت اتصلت بـ بابا
سليمـان :: جوهرتي
-شلونك بابا ؟
سليمـان :: بخير يبعد ابوج ، بشريني گلتيله لزلمتج على سالفة الدوام
-گتله بابا و وافق وراح يوصلني باجر
سليمـان :: بيها الخير ، و من هساع اكلج يقبلونج بالوظيفة لان المستثمر مال المدرسة رفيجي
-اشكرك بابا والله كلش محتاجة اطلع من هذا الجـو
سليمـان :: الله يسعدج بنيتي شلونهن الحبايب وياج
-مشايفتهن بابا واذا اتصادم وياهن فبيناتنا بس مخازر هههه
سليمـان :: كرفهن البين ان شاء الله
-فجأة سمعت صوت شـاب يمه ، تسائلت بأستغراب :
يمك خطار ؟
سليمـان :: هااه هذا شهـاب ابن عمج
-شعنده صخام يمك
سليمـان :: دهر صابچ فاتح سماعة ، لسانج ليش متبري منج
-شنو لازم تصالحتوا لازم نسيت شسوو بينـا
سليمـان :: شهاب موش مثلهم و جاي يطمن على احوالي
-هممم ماشي حجي براحتك خليك وياهم
سليمـان :: روحي هساع بعدين اتصل بيج عود
سده و خلاني أَدخن من العصبيـة ، معناها راح يرجع علاقته حتى بحمدان الغدار !
وكفت و فريت عيوني داير مداير المكـان و عبالك اول مرة انتبهله البيت مساحته حلوة بس يرادله ترتيبات غرفة النوم عاديه مقبولة بس الصبغ يخنك احب البيت كله ابيض و اضاءة اوف وايت مريحة للعين طلعت للحولي فسحة حلوة يراد اسويلنـا كعده و المطبخ يراد افصل واحد على گد المساحة وهم اسوي ابيض ، لفيت لگيت منور فارغ للانـارة و التهوية هذا راح اسوي حديقة داخليـه
رجعت للغرفـة سويت منبه و محسيت على نفسي غير انشـال من مكان و انحط بمكان ، حسيت بي بس ماگدرت افتح جفوني جنت تعبانه و نعسـانه
كعدت قبل لا يرن المنبـه بدقايق گعدت وهاي عادة بيه اذا عندي شغلة اكعدلها مصحصحة ، باوعتله جان غركان بنوم عَميق ، لحيته عاليـه و جوه عيونـه اسود تنهدت مقهورة عليه ، شوكت يتخطى هاي المحنة !
تأنقت بملابس سود لأن حزانى، على حسّ الكركبه فتح جفونـه ، بابتسـامة صبحت عليه :
غيـاث :: ليش مكعدتيني
-ردتك تشبع نوووم بين ما اخلص
باوعلي مقلّص عيونـه :
غيـاث :: شو تعالي افتري جدامي خاطر اشوفن شلابسـه
وكفت گدامـه مثل التلميذة المؤدبة :
حرك اصبعـه بدوران عود افتري
زفرت انفاسي بقلّة صبر و افتريت امـامه
غيـاث :: جسمج مكسم تلبسين عباه حبابة
-شنوو
غيـاث :: عبـاه مثل الخوش بنيـه
-گال و دفع الغطـا برجله نزل متوجـه للحمـام
طلعت العبايـه ما حبيت اعانده ، حطيتها بحضني وكعدت استذكر اول ايـام اجيت لهنا و اول مرة تشاوفنا بمدرسـة بنّونه ، طلع من الحمـام بطرك البجامه ذاب الخاولي على متونه شعره ينكط مي صفنت و اقترب مني بأبتسـامة صغيرة نَصى بمستواية و جر رجلي انتزع الحجل منـه :
غيـاث :: متداومين بي !
-فتحت عيوني بدهشـة يربي شنو هذا يقرأ افكاري لوشنو ؟!
اومـأت براسي داشوف وين توصـل وياه ، بدل ملابسـه بأريحيه گدامي ، جفلت و درت وجهي محرجة ، تكشخ بملابس سود قميص و بنطرون و حزام وساعة سوده نوب كلشي گعد على جسمه بمثالية ، التهبت نظراتي بأتجـاهه و هو يمشط و يسبح بالعطر ، رفعت حاجبي مقوسـة شفايفي :
والله حلو هو منو العنده مقابلة اني لو انتَ ؟
ذب الفرشـه و تمشى بهدوء للجزامـه طلع اشيك حذاء عنده لبسـه بمنتهى الهدوء ، صاح :
غيـاث :: شمالج تتنوعين هَيج ، چـا شتريدني اطلع بهدوم البيت
-لا عيني لا .. تطلع كاشخ على اخر حبة
اخذ سويچـه و اشرلي اطلع گدامـه ، طلعنا و الجو جان كاسر مو كلش حار صعدت يمـه و شعور حلو خالجني ، صح شكله مغيم و ما متخطي حزنه كلياً بس فكرة انه ديوصلني لمقابلة عمل ومشجعني تخليني اكزكز عليه .
طبگ يم المدرسـة و قبل لا انزل صـاح :
غيـاث :: انزل ويـاج
-گال وعينـه على شابين واكفين بباب المدرسـة ، بلعت ريكي ومتفائلت اذا من اولها هيج ، انخبصت بين اعدل العباية وجنطتي وفايلي ، اندار لجهتي اخذ الغراض مني و وكف گدامي حتى انزل براحتي و اعدلها ، صحت ممتعضـة :
والله مـا اعرف امشي بيها
غيـاث :: تتعلمين حبيبي
لويت شفايفي معاجبني الوضـع دخلنا و سأل هو عن غرفة المديرة وجهونا على مكانها ، المدرسة حلوة زينـة و جان اكو هواي معلمات و هم شفت معلمين هو من شافهم انعقچت ملامحـه و ضـاج غلست چني ما انتبهت ، بس لفتتني وحدة من المعلمـات ما نزلت نظرها منـه ، الا خزرتها يله اشاحت بعيونها باوعتله كاتم الضحكة ، همست :
خير لازم عجبتك النظرات ؟
غيـاث :: لا عجبتني غيرتج
-هممم يله خل ندخل ، دخلنـا وارحبت بيه المديرة واساسًا چانت متوصايه عليه بس كان اكو معاون كل شويه يفوت و غياث يكصة من فوك ليجوة ما عولت تخلص المقابلة و تنطيني الموافقه حتى اطلع و اول ما طلعنـا من المدرسة صاح :
غيـاث :: ماكو دوام !
بصدمـة جاوبته : شلووون
غياث :: كصرري حسّج و امشينا للبيت نتفاهم
-طبكت عندي و امتنعت امشي وكفت بمكاني اريد تفسير ،، شنو چنت تضحك عليه !؟
غيـاث :: لچ منـا عالم ، اصعدي للسيارة وآني اعلمج على حسّج العالي
-صعدت گالبه وجهي ،، صحت :
شنو معناه الي سويته ليش خليتني ابدل و اجي لهنا مدامك رافض لفكرة الشغل
غياث :: اني ما رافض فكرة الشغل بس المدرسة وضعيتها معجبتني ، انه اشوفلج مدرسة بس نسوان وداومي عود
-وين اكو وكت الدوام حيبلش بعد كم يوم
غيـاث :: خلص عالسنة الجـاية
-غيـاااث !
غياث :: عيونه
-صدك تحجي ؟
غياث ::مجذب عليج گبل
-ماشي لعد وديني اشوف بابا
غياث :: مامش روحـه لبابا هسـه عندي شغلة وياج
-وديني لأن معصبة منك احسن ما تصير مشكلة بيناتنا
غيـاث :: اوديج بس موش گبل نسولف
-شتريد تسولف بعد
غياث :: اووو چثير سوالف و داعت ابوچ
-باوعتله ، هادئ و بارد ولا يمـه ضوجتي ، هزيت ايدي وصحت بسخرية :
و اني هم بطرانه فرحانة و مكيفة توصلني بنفسك وتدعمني بمسيرتي المهنية اثاريك محضرلي مقلب و عاشت ايدك خوش اكلتها !
غيـاث :: وصلنـا ، خلينا نتزل نتفاهم جوه
من العصبية و الانفعال و سيارته عاليه ، انخبصت بالعبايه وتكربست بالباب ما تأذيت بس من الفشلة والقهرة ظليت ابچي ، تقدم عليه بسرعة مهبوط
غيـاث :: الله ،، الله شبيج يمعوددة
دفعته بعصبية ،، مابيه وخر عنييي
غيـاث :: ما بيچ و جاي تبچين !
-طلعت زينب تصيح سلامـات شجاها
غياث :: ماكو شي خويه تعثرت بالسيارة
بعصبية صحت :
مووو بالباب بالعبايه الجبرتني البسها
صفك ايده ونصى شالني ، انحرجت گدام زينب وهاي اللخ شاركة الحلك وتضحك ، شاورته : يمعوود نزلني مابيه شي
غيـاث :: چـا شمالج تهوبزين علينـا صارلج ساعة
دفع باب المشتمل برجلـه و دخلني ، تلاويت وياه نزلني عفته ومشيت مدخنـه للغرفة جريت العبايه شمرتها و الشـال احجي بأنفعال وياه و هو ولا كأنه مرتجي عالباب و يبتسم بخبث :
شكووو تضحك !
غياث :: هساع عليمن معصبة شغلة و مصارت
-لا صارت و انت الخربتها
تبدلت ملامحـه بلحظة ، فرك وجهه و صاح :
غيـاث :: اااي انه خربتها ، و بكيفي ما تداومين اكعدي وسكتي
-واني هم بكيفي خليني اروح لبابا ارتاح .
غيـاث :: روووحي بعد احسن الله وياج
-لزمت دموعي ومارديت ،مشيت بأتجاه الكنتور فتحته واخذت جنطتي وبديت اخلي بيها ملابس ، لفيت شالي هو واكف يراقبني بس صار بركـان من الاعصـاب مشيت من يمـه چلب بذراعي بلا ما يلتفت ، همس :
غيـاث :: متروحين !
-رفعتله حاجبي ،، شنو هالاختلافيـة گتله وبعدني داحجي لگيت شفايفي يذوبن بداخل شفايفه و بزعل حاولت ادفعـة عني بس گلبي يتراقص بين ايديه و راح الزعل يتلاشى و كل فكرة بعقلي عن البعـد تتضاءل وتختفي و بقيت بس اني گدامـه واله و بين ايديه و بدل ما ادفعـه امسكت بمؤخرة راسـه و قربته
و بادلتـه كل الشـوك و اللهفـة و زعـل الحبايب
شـعور ما ينوصف كل شي من حولك صار غير مرئي
الارض جواك اختفت وبقيت طايفـه وياه ، شلون وكيف نقلني من مكان لمكـان ما ادري، بس اعرف اني احبـه و اريد اعيش هذهِ اللحظـة وياه بدون منغصـات بدون زعل بدون ما افكر بالراح و هسه والجاي ، افترقنـا و عيوننا ما افترقت و بعد بين لهفـه ، نار مشتعلة و ما تنطفي بمجرد قُبلة !
ايده اخذت راحتـها و راحت تجردني بخفـه ، وبحيرة مني ليش ما منعتـه و قبل لا تصطادني اسئلتي وتصحيني من غياهب النشوة ، اصطادني هوّ بقبلات شغوفـة بهمسات و رغبـات محضورة اول مرة اسمعها ويال جرئتها يمكن ما گدرت افهمها كلها بس گدرت احتويها ،،، جاريتـه مثل رقصة بايقاع متناغم
اندمجنـا برغبـة مجنونة و عشق عظيم ما ينوصف وقبل لا نصير جـسد واحد ، اشتعل فتيل الخوف بيه دفعته ، باوعلي بأصرار من نظرته فهمت نيته ، صح ماراد يجبرني بس هم ماعنده نيـة يتركني ، دَمعت عيوني بضياع خايفة تكون تجربـة مؤلمـة مثل سابقتها ، رحلة تنتهي بالفشل ردت انسحب من معركة مشاعر طاحنـة احتوى انسحابي بذكاء وتعامل ويه مخاوفي بمهارة
اظهر كل ما يملك من اسلحة فتاكة للاطاحة بعواطفي وجدد النزال وهالمرة كل دفاعاتي هزيلة ومابيها قوة للقتـال ، أمتلك كل شبر بيه وماترك للانسحاب مجـال .
مرَّ وقت طَويل و هو يترجم اشواگه و لهفتـه رفعتله راية الاستسلام بدموعي قرر يوقف اطلاق النـار وينطيني هُدنه :
غيـاث :: ابوسهن دَمعـة دَمعة آسف اذا اذيتج بس ..
-دفعته و لَميت روحي جوه الغطـا ، انفجرت بنوبـة بچي وماعرف شنـو سببها ، من خوفـه جر الغطـا حييل و عيونـه تفتش بالمكان عباله تعرضت لنفس الشيء السـابق صرخت أكثر محرجـة :
-غطينييي !
انتبه لنفسـه و بأرتباك واضح رجع لفني بالغطـا
اخذنـي بحضنه ، يهمس بهدوء يحاول يهديني
غيـاث :: آسف اذا لَحيت عليج والله من شوكي ولهفتي
اهدي .. مابيچ شي شو عاينيلي:
-ضـامه وجهي بصدره ، خجلانـة من التجربة وموجوعة وندمـانه ما اعرف ليش
رفع حنچي و حط عيونه بعيوني ، لأول مرة المح بنظرته هيج سـعادة .
غيـاث :: زعلان مني ،، لك حنطـاوي ؟
-نصيت نظري : ما تصرفت وياي بتعقّل
رفع حنجي مرة لخ :
غيـاث :: عاشگج عشگ المجانين ، و المجنون ماعليه حرچ
-نبضـات گلبي خدرن و بدأ شعور الندم يتلاشى ، صفنت عند تفاصيل وَجهه سمـارة و السواد المأطر عيونـه بكحل ربّاني خصلات شعر فوضوية و متمردة على جبينـه المُتعرق اني هم بطرانـه و دافرة النعمـة ، قاطع شرودي بصوت ذابل:
غيـاث :: تتنوعيلي هَيج و تردين يظل عكل براسي
ضميت وجهي من الفشـلة ، اهتزن اكتافـه بنوبة ضحك ضربته و انزلقت من بين ايديه : بعد لا تعيدها !
گمت و استلقى شابك ذراعـه خلف راسـه :
غيـاث :: حجي يفيدج ، راح اعيدنّها چثير ، وهاليومين لا تعبرين عالبيت ظلي هنـا
-التفتت ،، ليش ؟
باوعلي كاتم ضحكته ،، باوعت لانعكاسي بالمراية ونشغت هاي شصاير بيـه شلون حطلع هيج ؟
غيـاث :: چـا موش گتلج لا تعبرين ، هههه
-مكروه !
كتله و طفر عليـه بس انهزمت منـه ، مرن كم يوم انعزلنـا بيهن عن العالم الخارجي ، حتى تلفوناتنا سدهن ، عشنـا بيهن اسعد اللحظـات تقربنـا كلش واكتشفنا بعضنا ، و العشق بلغ ذروتـه اندمجت وياه جسديـاً و روحيـاً ما استغربت افعاله لأن اعرف بيه شكد حنون و شكد رومانسي بس استغربت من نفسي شلون انسجمت ويـاه حتى هو انصدم مجان متوقع راح اتجاوب ويـاه بهذهِ الصورة عرفت بلحظتها احنـا مُقّدرين لبغض منذ بدايـة الوجود
نايمـه على صـدره ، امرر اصابيعي بخفـة على جلده واشكل دوائر صغيرة الى ان توقفت عنـد ندبـة طعنتي ، باوع رأسـًا بعيوني :
غيـاث :: ليش وكفتي ؟
-انسلّت دمعة صغيرة مني :
ليش خليتني اطعنـك و انت قبلها هديتني وردة ؟!
ابتسم :
غيـاث :: مادري ، يمكن لحظة يأس وردتج تصحيني
-مجنون ، فرضـًا چانت ضربة قاتلة و متت ؟!
غيـاث :: من كضتج للخنجر عرفت ضربتج موش مواته
انقلب فوكاي و استرسل بخدر :
غيـاث :: و حتى لو متت شحلاة الموتـة جوه ايديج
حطيت اصبعي على شفته : ششش اسم الله عليك
لزم اصبعي و همس :
غيـاث :: موش هيج تسكتيني
-بعبوس جاوبته ،، مفهمت !
باغتني بلثم شفاهي :
غيـاث :: هيچ تسكتيني
-احلف عليك مجنون
استلقى و ايده ممدودة للخارج
غيـاث :: تعال ليـه بويه جابر ويني وين العشگ
-هممم ،، صدك سؤال
غيـاث :: دخيلك ربي ، بدأت جلسة الاعتراف
-هااي شبيك هو سؤال صغيرون
غياث :: بله اسألي
-حبيت قبلي ؟
بلا تفكير جاوب :
غياث :: لا كبلج ولا احبنّ بعدج
-همم لعد ليش تكول تايب ويني وين العشـك ؟!
رفع جسمه وسند روحـه على ذراعـه :
غيـاث :: تريدين الصدگ ،، تبت من قصة ابوي و امچ الچلمـات العافها ابوي موش مجرد حروف على الورق چنت اهيس بلوعته و كسّرته و وجعة گلبه !
-بس هذا مو مبرر وحيد انك ما تحب و تنحب ؟
غيـاث :: من فچيت عيني عالدنيا و انه بحرب واطلع من مصيبة ادشن لمصيبة اخرى متكليلي المثلي شوكت يحب وينحب ؟
-لعد ليش حبيتني ؟
نهض من مكـانه بنصف گعده ، جرّله جگارة و شعلها
جرلـه نفس طويل و كال :
غيـاث :: انتِ اقتحمتي حياتي غصب عني ، شلون اشرحلچ ، انتِ مثل القضـاء والقدر شكد نندعي ونتصدق نحاول ندفعه مايندفع ، يتلطف بينـا بس ما يروح
-مممم
غيـاث :: لا تأميمين كليلي شنهي يدور بعكلج ؟
-مرة امگ حجتلي عن أم بنين
هز راسـه بعتب :
غيـاث :: شوفي احنـا وين و بيا وضع و تسألين عالمرحومة ، راح اسولفلج بس بعدها اريدن هذا الموضوع ينسد للأبد
هزيت راسي بموافقـة :
غيـاث :: المرحومة جدي راد يخطبها الي كفيلج الله مابينـا شي غير السلام حتى ما متنوع لشكلها زين
-اااي و انت وافقت
حك راسـه و ضحك :
غيـاث :: ما چنت اكدر اكولن لجدي لا خصـه من يگلي يا ماي العين اهيس گض گلبي بيده
دَمعت عيوني على تشبيهه :
و شصـار بعدين ؟
غيـاث :: الصـار يمحفوظة البگ و السلامه ان اخوي حاجـه البدوية عليها و البدوية حاجت جدي و جدي گاللهم انه رايدها لغويث كطنه وشيلوها من اذنكم بس انه من سمعت شلت السـالفة من بالي اجت من الله اليه .
-و المرحومة المن چانت رايده
غياث :: الخاتون حاجتها لاخوي وهي وافقت
تنهدت بأرتيـاح و ابتسمت :
غيـاث :: ما چنت اعرف بيج تغارين ؟
-اشتعل من الغيرة خصوصـًا على اسمري الي ذوب گلبي بعشقه .
گمت من يمـه وكفت عالمرايـة ارتب بشعري ، نهض من مكانه ووكف وراي قيد خصري من وره مستند بحنجة على كتفي :
غيـاث :: اتمنى اسعدج بروحي كليلي شسوي ؟
-انداريت و طوقت ركبته ، صحت ممازحة :
نطيني من طولك شوي !
قهقه بضحكة طويلة ..
غيـاث :: ما اكدر انطيچ من طولي بس اگدر اطيرج على چفوف ايديـه
-نص ورفعني من خصري فوگ ،، افتر بيه المشتمل گله رفرف گلبي مثل طفلة
نزلني .. رفعت نفسي و بسته بخده ،، احبك أُيها السـاقي العزيز
غيـاث :: خرب عمـه للسـاقي ،، تعاليييي
****
ايـام قليلة بس تعادل عُمر من السكينة و الحُب والامـان ، كل ليلة اسأل گلبي نفس السؤال ليش ما التقينا من قبل ليش مو بغير ظروف و يگلي يمكن ظروفكم هي السبب بولادة هيج حُب متين وشغوف ، الاوضـاع ساكنـة ، لمن يكون بالشـغل اعبر يم كفاية اعاونها بشغلها بلا ما احتك بسمرة والبدوية ، مرتين لمحت مرأة منقبة تفوت و تطلع بأيام متفاوته و لمن سألت زينب گالت هذهِ مرة ارملة و عدها ايتام والبدوية تساعدها لوجـه الله الغريب مرة تصادمت وياها بالطارمة وكعت و تطشرت اشيائها اعتذرت منها بس ما جاوبتني ، لمت غراضها وشردت الموضوع أثار شكوكي ، سولفت لغيـاث وكال راح يسأل بالموضوع ،
وبالفعل بيوم جمعـة ومتجمعين كلنا للغدا مثل من چان الشيخ عايش و لمن خلصنـا كل شي و شربنا چاي و دنرجع لمشتملنـا دخلت نفس المرة ، و ويا دخلتها تلكتها دلال حتى تفوتها عالبدويـة ، وكف غياث يباوع بنظرات فاحصـة و قبل لا يدخلن صاح على دلال :
غيـاث :: دلال !
-التفتت و تقدمت بخطوات مرتبكة : نعم خوية
غيـاث :: منهي هذهِ المرة
دلال :: هاه ، هاي مرة مسيچينة ارملة و عدها يتامى وتجي للبدوية تاخذ هالقاسمة الله
-بنظرات غير قنوعه صاح للمرأة :
غيـاث :: گواج الله خويـه
-ماردت ظلت واكفة بمكانها
دلال :: خوية ترى خرسـة ما تگدر تجاوبك
غيـاث :: هاااه چـا خوش
-عفناهن و دخلنـه بس من لحظتها غياث صفنة تجيبة و صفنة توديه و بس يحرك جگاير ، سألته بقلق
-شبيك حبيبي
غيـاث :: مابيه حبيبي، شويه مخنوك من الوضـع
لمست خده بلطف :
-الله موجود و ان شـاء الله كل شي يمّر بسلام
غيـاث :: ماظنتي ويلادنا دمهم حامي والحكومة ما منها رجـا اخذيها مني راح تعلك و احنـا ما نسكت
-بعبوس تساءلت :
احنـا ؟ هـه شـنو ناوي تكون جزء من هذهِ القضيـة ؟
غيـاث :: انه ابن هاي الكـاع وكلشي يطيح عليها انه جزء منـه
-دَمعت عيوني و بتلعثم همست :
بس اني اخـاف عليك
حاوط جسمي بحضن قوي :
غيـاث :: افااا مرت المگوار ما يخوفها شي
-انحدرن دموعي على صدره ، حسيت بگلبي انقبض
شديت تشيرته حيل : عوف كل شي وظل وياي
غيـاث :: ارتاحي بداعتي ولا تهوجسين ، شني ماعندج ثقة بيه
-كل ثقتي مصبوبة بيك بس ماعندي ثقة بالعالم
غياث :: نامي هساع ولا تفكرين ..
-ما غمضت عيوني الا بعد الف حسبة وحسبة و خوف من المجهول :
مثل كل مرة اتضايق او احسّ بخنگه اعبر على كفاية اخلص وقت يمها وافضفض بلي شاغل خاطري بس بيومها چـان مالها خلك تعبانه و وجهها اصفر ماحبيت اضوجها لكن هي فتحت موضوع المرأة الي تجي يم البدوية :
كفاية :: اهيس وراها سـالفة هالمصكوعـة
-شلون يعني شفتي منها شي
كفاية :: لا بس جياتها چثير و تظل يم عجوز البين لا ساعة ولا ساعتين انه ما مضيج خلگي غير دلال صافة وياهن وهن ماوراهن امـان
-عفية وتجربتي خير برهان
باوعت الها تفرك بخاصرتها متألمة ، صحت
قلقتيني ليش ما رحتي لدكتور ؟
كفاية :: امس مهران گال ياخذني هاليومين لدكتورة
-الله كريم ان شاء الله مابيج الا العافية فيفي ، لحظات ودخل أواب صاح على كفاية :
اواب :: مرت عمي بلچن استكين چـاي ناديت عالبنات ماهن
-شفتها تعبانه ، كتلها گعدي آني اسوي چـاي
بفضاضة گال :
اواب :: محد محشمج انتِ ، هسـاع انادي لسمرة تسوي
احتقن وجهي و مكدرت اضمها :
اشو ما عندك احترام ؟
اواب :: كضي لسـانج واحجي عدل لا تخليني اتجاوز حدودي وياج
كفاية :: صلّوا عالنبي و انتَ يمه شمالك تخوزر بيها وتنتر كلما شفتها
فريت ايدي و ضحكت :
مدري يجوز كاتلة اهله
اواب :: احترمي نفسج
محسيت الا بصوتـه جاي من ورا اواب
غيـاث :: و انت احترمت نفسك يخوي ؟
-بس شـافه دنك بسرعة
غيـاث :: جـاوب احجي احترمت نفسك وانت تطلع مراجلك على حرمة اخوك
-شال راسـه و باوعله بصدمـة
اواب :: انه تحاجيني هيج ابن عمي علمود هاااي
صرخ بصوت مُرعب :
غيـاث :: انجعمم لا اكتمك للابد ، هاااي تصير مرتي
مكانتها من مكانتي و غصب عنك تحترم نفسك وتحترمها
صفك ايده اواب و هتف بسخرية :
اواب :: لا الظـاهر كلش لاحسـة دماغك
-فتح عيونـه على وسعها و كور قبضـة ايده راد يضربه لزمت ذراعـه بحركة سريعـة عوفة لخاطري والله متسوى سوء تفاهم
دفعني و چلب بخوانيگه تلازموا و بلحظة الكل تجمع بالمطبخ مهران و هارون فاككوهم ، سمرة و البدوية يخوزرن بيـه :
سمرة :: ارتاحت شعيلة فرجت بين الخوان
مهران :: چبي انتِ و ولي لحجرتج و انتم يلا تصـالحو
يا حيف عالخوة تتكاونون بيناتكم !
رمقهم اواب بنظرات آسفة و طلع ،لحكه هارون
غياث :: ماله دشه للبيت بعد ، ياخذ مرته و خلص
مهران :: غيـاث !! شسـالفة
-زعلت سمره و راحت لغرفتها
مهران :: شسالفة بويه شصار بينكم
-حجيناله الصار بأستثناء كلامه القديم ويايه لان راح يزيد النار و احنه منريدهم يتخاربون ، طيب خاطري مهران و اخذ غيـاث و طلعوا للمضيف بقينـا اني وكفاية وحدة صـافنه بوجه اللخ ندري بسمرة هي سبب النفاق والله يعلم شمحشية براسـه عني ،
تالي الليل يله اجه غيـاث و ابد مفتح الموضوع ويايه
ولاول مرة ننام واحد بعيد عالثاني ، بچيت ليلتها هواي
الى ان جذبني لصدره و طبع بوسـه على خَدي وهمس بنبرة ناعـسة :نامي
-زعلان مني؟
غيـاث :: ازعل من الدنيـا كلها و لا ازعل عليج ، نامي باچر ورانا چثير حسبات
.
.
.
_____ اليوم التالي _____
الساعة الرابعة مساءً،
الأول من أكتوبر 2019،
المكان ساحة الحبوبي – محافظة ذي قار.
الشمس مايله للغروب ترسم ظلال طويلة عالكاع الملتهبة بحرارة الغضب و الهوا مشبع بريحة غبـار اندلعت شرارة ثورة و صيحات المتظاهرين ملئت الفضاء وسط الحشود واكفـه زلام بهيئة شجاعـة وايادي عاريـة من السلاح يتقدمون بجرأة رافعين لافتاتهم منددة بالفساد أصواتهم تهدر مثل الرعد بجملـة وحدة ” نازل آخذ حقي ”
بعد ساعة واحدة من الاحتجاجات الغاضبة بدت الشرطة تطلق النار فوك المتظاهرين، و كاموا يردون عليهم بالحجار والعبوات الزجاج تصاعدات الاحداث الى ان تدخلت قوات مكافحة الشغب واستخدمت رشاشات المي الحار والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرة
واكفـة اراقب الوضـع من شـاشة التلفزيون ومقاطع متداولـة على وسائل التواصـل الاجتمـاعي ، احسّ ماتن رجليـه و اني اشوف هاي الشباب تتعارك ويه قوات مكافحة الشغب و ولدنـا بنصهم غياث وهارون واواب و حتى خنجر طالع وياهم ، احس البيوت فرغت من الزلم و بقن بس النسـاء اياديهن مرفوعة للسمـاء تدعي بالفرج و تمر هالازمة على خير
لكن الي صار من بعد السـاعة خمسة بدت الشرطة تستخدم الرصاص الحي بحيث تفرقو المتظاهرين مابين الأزقة والشوارع مثل لعبة الكر والفر بعدين صارت مواجهة ساخنة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، كبل لا تدخل قوات الرد السريع على لحد التسـعة يلا فضّت و خلفت هاي المواجهـة قتيل واحد و اصـابة عدد مو قليل من المتظاهرين !
تهاويت للارض و اني اشوف و أقرأ الاخبـار ، هذا حالنـا كلنـا كفاية و زينب و سمرة و آني …
كل وحدة بينا تسأل منو القتيل و منو الجريح معقوله راح واحد من زلمنـا …
خنجر
هارون
اواب
لـو السـاقي !
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.