رواية ساقي الود الفصل الثامن والعشرون 28 – بقلم هالة ال هاشم

رواية ساقي الود – الفصل الثامن والعشرون

الفصل الثامن و العشرون – شوقٌ الفرات

غيـاث :: خوش ،، عرفوا يشغلوها

 

-صدك تحجي غياث ،، عطلت الكهرباء

 

باوعلي بنظرة فاحصـة ، صاح :

 

غيـاث :: عيفج من الكهرباء و خلينـا بموضوعنـا ؟

 

-شنو موضوعنـا ؟

 

غيـاث :: لسانج الطويل و عنادج وياي .

 

-يمعود غلطة لسان و اعتذرت ، عفية روح گبل لا يحسون عليك مو حلوة بحقنـا

 

عيونه مضيقها عليه و جكـارته بطرف شفته و لابس اسود بأسود ، وآني گلبي سـاح بهذهِ اللحظة ، دار وجهه ناحيـة ميز المرايـة و شال سلاحي يتفحص بيه ، بعبوس واستغراب سـألته : هذا وين لگيتـه چنت تفتش بغراضي غَيـاث ؟!

 

همس بلا ما يباوعلي :

 

غيـاث :: لا بعدني لهسـع ممفتش بغراضج

 

-صفنت شويـة افكر بقصده ، ضربت حلكي و لميت روحي بخجل چوه الغطـا : صاير ما تستحي !

 

باوعلي رافع حاجبه ورد رأسـاً:

 

غيـاث :: صايرة تفاكـه و عندج سلاح

 

-اتركـه هنا و اطلع منـا ترا زودتها

 

همس بخفوت و عيونه تترصدني :

 

غيـاث :: گومي انتِ اخذيـه

 

بتردد جاوبت :
-عليمن كايمـه ، خلي عالميز و اطلع حباب والله حننفضح

 

غَيـاث :: ننفضح ؟!

 

-گال هيج و سحب اقسام و رفع السلاح بأتجاه السكف
همس بنبرة تهديد :

 

غَيـاث :: تگومين تاخذين سلاحج لو ارمي و اكعد حتى الميتين بنص الليل

 

-احس نار گامت تطلع من عيوني ، وخرت الغطا بنتره نزلت رجلي من السرير و كف على حيله يراقب تحركاتي بهَيـام مشيت على كيف بأتجـاهه ، مرتبكة و خايفة منه لان اعرفه مجنون و ما على المجنون حرج وگفت بمواجهته ادعي القوة واني دا اضمحل من الداخل مشـاعر مالها تسميـة ، گلبي ينبضـله ، جسمي يقشعر من نظراته و احسـاسي ما بين يريده و ما يريد، صحت بصوت مهزوز و آني امدلـه ايدي :

 

-نطينيـاه ؟

 

بحركة سَريعة و مُثيرة فـرّ السلاح بحيث صار الاخمص گدامي ، همس :

 

غيـاث :: هاچ چرحي الما تعطب و أنتِ عطـابه و لَهيبه.

 

-ذبت بكلامـه و مديت ايدي بفهاوة دا اخذ المسدس منـه بس بلحظة خاطفة وبدون ما أحس امسك بمعصمي و سحبني بقوة ارتطمت بصدره ايده چانت قوية بس مو مؤذية حاوطتني بحرارة صحت و آني اتلاوى وياه :

 

-ولك شدتسوووي عوفنييي !

 

شمر السلاح و قَيدني بثنين ايديـه مقرب وجهه عليه ، انفاسي تلعثمت واني اراقب شلون عيونه تاكل كل مكان بوجهي ، همس بصوت عميق :

 

غَيـاث :: من علموچ الرمـاية ما گالولج انتبهي و ركزي على خصمچ ؟

 

-قرب وجهه حيل يشم شعري ، دفو انفاسـه يضرب بأُذني واسترسل :

 

غيـاث :: و لازم تفصلين مشـاعرچ ؟

 

-قلّصت جسمي جوه ذراعـه احاول اتملص منـه بس مدا اگدر باوعت بعيونه و بتحدي و بصوت غَنج سألته :
و انتَ ،، تگدر تفصل مشـاعرك هسة ؟

 

ابتسامة صغيرة تسلطت على شفته :
غيـاث :: جـاي احاول ، بس انتِ تصعبين الشغلة عليه

 

-گال و هو يتفحصني بنظرات شبقة رخى ايده دفعته وانزلقت من بين ايديه ضحك ،، و آني ارتبكت :
اترجـاك روح

 

باوعلي من فوك ليجوه و عيونـه تلمع برغبـة مكبوته :

 

غيـاث :: ارجعيلي

 

-هَزيت راسي بيـأس ، مشيت ناحية الباب فتحته ومديت راسي منـا و منـا استكشف خاف اكو احد ، درت وجهي كتله :

 

مدري شلون دخلت بس اترجاك بنفس الطريقة اطلع

 

محسيت الا جذبني لداخل الغُرفـة و سد الباب علينه وقفله ،

 

بخوف صحت : هاي شبيك شجاك ؟

 

امتدت ذراعـه حاوطني منـا و منا ، تحاصرت بين جسمـه والباب ، احس وجهي كله جمد و آني اتأمل نظراته اليه بتلعثم واضح همست :

 

ليش تباوعلي هيچ ؟

 

أقترب و ما بيني و بينـه بس حرارة اللهفـة ايده تتجول بين خصلات شعري ، نصى راسـه لمستوى وجهي يهمس بخدر :

 

غيـاث :: شلون يعني هيچ ؟

 

-حطيت عيني بعينه و جاوبت :
يعني نظراتك مو راحـة

 

أَقترب أكثر و انعدمت كل المسافات و الحدود وانهدمت اسوار المقاومة و كل ما املك من ذَخيرة نفذت و صرت على وَشك رفع راية الاستسلام من لامست شفته طرف شفتي ، دَمعت و بتوسل أخير ناجيته : رووح غَيـاث

 

من شـاف وضعي تأزم و وضعيته تخربطت ابتعد يفرك بشعره ، مثل الچان غافي و صحى ، همس بتعب :

 

غيـاث :: اااخ لونج موش العزيزة بس !

 

-مسحت عيوني و ظليت ارتب بشعري و ملابسي احس كلي تفرهدت ، همست بتعب : شكراً لان تفهمتني

 

غيـاث :: منا و جاي كصري لسانج ، هالنوبة فاتت لج نوبة الثانية ما اضمن نفسي وياج لون موش جنتي بقصر ابوچ لو يحطونج ببرج يطخ بغيم السما هم اوصلج

 

-عكدت حواجبي :
لا تهدد !

 

غيـاث :: لا انه ما اهدد ، انه انفذ خلي عكلج براسج احسن الج

 

-و تالي لشوكت تظل معلكني بيك ؟

 

غياث :: قسمتج بعد لو اني لو اني

 

-مكروه

 

لزم وجهي و اخذ شفايفي بلهفة ، دفعته حيل تراجع ليوره ، ابتسم و همس بصوت مرتخي :

 

غيـاث :: مثل حلاة التمر ، تموعين بالحلك

 

-صخنت و عيوني ذبلن ، بتعب توسلّته : رووح حباب

 

غياث :: حباب ! لا صدك لازم اروحن گبل اتورط بيچ ، تدرين الارسـال عندي قوي والاستقبال عندج عالي

 

-گال و هو يغمز و اني اخذتلي دقيقة ارمش احاول افسّر كلامـه ، عرفت نيته عاطلة خزرته

 

ضحك و رمقني بنظرة انتصـار ، رفع لثـامه لوجهه و مشى بأتجاه الباب فتحه و قبل لا يطلع استوقفته بسؤال :

 

-بعدك تذب نفسك بالنار حتى غيرك يرتاح يالمكوار ؟

 

جـاوب بلا ما يندار :

 

غيـاث :: عادي ،، هاي النار اهون من غيرهـا

 

– لشوكت تظل بايع روحك ؟

 

غيـاث :: البعت و الاشتريت ماظل شي اخسره !

 

-، طلع و اختفى بسرعة حتى صوت خطوته ما تنسمع مثل خيال و تبدد بلحظة بچيت على اخر جملة گالها ، ماعنده شيء يخسره ليش و آني ؟ و اجـه صوت ضميري يجاوب بقسوة : انتِ شنو ؟

 

ليلتهـا ما نمت للصبح ظليت افكر بيه ، بكلامـه وبتصرفاته وياي ،تعبت و اني احاول انتزعة من عقلي ، حبـه مثل متلازمة اصابت قلبي ، لعنـة ابدية ما ممكن الشفاء منها ، صفنت للموضوع من جانب آخر ولكيت الي داعيشـه هو نوع القصاص معقولة اكو طرف بالقصة انظلم ويايه و حوبته ما تعدتني ؟
شگد چـانت المعركة ضارية والخصم قوي و النتيجة تركت قلبي عنده و رجعت خالية الوفاض

 

مشت الايـام و دخلنـه برمضان ، الوضع هادئ و مستتب
الحلو بالديرة الناس تتقاسم الفرحة مثل ما تتشارك الحزن شهدت عادة محببة صرنا نفتقدها من سنوات وهي تبادل الارزاق ، بحيث اول ما يقترب موعد الفطور تبدأ الصواني تفتر عالبيوت يتبادلون التهنئة بحلول رمضان و يقدمون بعض من الي قاسمه الله ببيوتهم و هيج كل جار يتقاسم لگمته ويا جاره بحيث تنحط السفرة ومنظرها يشهي بخيرات رب العالمين الوفيرة ، أَقترب موعد الافطـار ، كفاية جهزت فطور الولد
دخل جلال بلهفة يشمشم بالمطبخ ، صاح بمرح :

 

جلال :: افيششش يمه الريحة تجيب التايه و انه جوعان

 

كفاية :: كله بأجره يبعد امك ، اي هيج صير سنع و معدل صوم و صلي تا الله يبارك بيك وليدي

 

-حك راسه خجلان لان تحاجيه هيچ كدامي .

 

جلال :: هاي هي يمـه ، وعيونج للموت ما بطل صلاتي

 

كفاية :: اسم الله عليك يبعد چبدي ، هاك تناوش الصينية مني فطورك و فطور خنيجر ، ها و كل واحد حطيتله هبرة لحم تا
لا تتكاونون عاللحمة الچبيرة

 

-ضحك و هو يتناوش الصينية منها :

 

جلال :: شحده يكاوني غير احطنه فوك الثريد و آچلة

 

كفاية :: يا دَهر ، شني گايم من وجعه

 

راح و ظلينا نضحك على سوالفهم ، رتبنا فطورنا اني وياها وبابا على طبلية صغيرة ، اجتمعنا كُلنـا و فرحتي بهاي اللمة ما نطيها لاحد ، داحس روحط بحلم اخيراً بعد كل سنين المجافاة رجعت التميت بعائلة حقيقية تحبني و يهمها امري وهاي اني اقضي اول رمضـان وياهم سوا ،

 

ايامنـا حلوة و هادئة وضع بابا الصحي استقر تدريجياً
بس ما گدر يتخطى سـالفة تسليب السلاح والموضوع لسه قائم و هذاك يهدد و يتوعد ، لكن بابا كال راح يحلها بالفلوس وياهم

 

غياث اختفى مرة لخ و عرفت من زينب انو الشيخ متمرض وصحته مو تمام لذلك غياث اغلب وقته يعتني بجده وبالمضيف ويه مهران .

 

كاعدين على الفطور و بابا چـان صافن بغير عالم ، ندسته شبيك بابا ، فطورك برد و مدا اشوفك تاكل ؟

 

سليمـان :: هااه ، سلامتچ بويه بس سمعت بالشيخ يعگوب مريض ، وره الفطور اروحن اشوفه و اطمن على احواله

 

كفاية بأسف :: و الله ميستاهل شيخ حظ و بخت ، الله يكومه بالسلامة

 

-صفن بابا بالفراغ مثل الي سافر للمـاضي و راح يستذكر بعض المواقف :

 

سليمـان :: الله يرحمك داوود ، تعال و شوف صويحبك شلون كضاه المرض و التعب

 

-چـانت علاقتهم قوية بابا ؟

 

سليمان :: اووووه ،، مامش شي يوصف صداقتهم و خوتهم واحدهم اذا مـال الثاني يسنده ، و اذا ترأس يعكوب المضيف تلكين جَدج جويعد بيسرته ، مثل الاسد يحاميله خافن واحد يفچ حلچة يو يغثة بحجاية جدج يكوم يرعد عليهم ..

 

ضحك بابا و أسترسل بعيون دامعـة :

 

سليمان :: خوتهم ما تجي مثلها خوة ، واحد يچمل الثاني بنقصـه ، يعكوب چـان حكيم و يحل الامور برزانـة
بس جَدج چـان عصبي نار ، نكدر نكول مصدر القوة اله
كومتـه و كعدته ويه ….. و ….. بالحكومة جاه وكلمة مسموعـة ، الله يرحمة چـان وره كل كعدة تصير بمضيف الشيخ يذبله هوسة عالشيخ يخلي السلف يحجي بيها شهر .

 

-دنك راسـه بحزن مبالغ و كأنه يستذكر سبب خراب هذهِ العلاقـه المتينة ، لزمت چف ايده و همست :

 

الله يرحم جدو و يكوم الشيخ بالسلامة بابا ، هز راسـه
وهمس غاصّ بعبرته :

 

سليمان :: امين

 

بعد الفطور اخذه خَنجـر و وداه لبيت الشيخ لان فخري يم اهله يفطر و تالي الليل يله يجي يتعلل يم بابا ، بقينا اني و كفاية عزلنـا البيت و جهزنه تعلولة نسهر بيها عالمسلسلات و بعد مرور وقت محسينـا الا على صوت الرمي برا ، و الطلق صار ينزل على بيتنـا مثل المطر

 

بين رهبـة و عياط و ارتبـاك ركضت كفاية جرت سلاحها من فوك الكاونتر و لقمته بالرصـاص ، عيوني جمدن عليها و اصرخ : شكووو ،، راح يكتلونـا !

 

باوعتلي و بعزم صاحت :
كفاية :: يخسووون لا تخافين ، هذا الفشك مال تهديد موش چـتل ، شمالج تصنمتي انه شعلمتچ ؟

 

-هي تحجي و طلقـة اخترقت شباك المطبخ و مرت من امام عيونـّا بلمح البصر ، تحنطتنا بمكانه ثانية ،تذكرت الي صار وياية گبل سنـة و شلون العصابة امطرت سيارة عزيز بالرصـاص ، رجفـان اصاب كل اطرافي لساني انشل
تقربت عليـه سحبتني تهز بيـه ،

 

كفـاية :: اصحي ،، لا تخافين من ذولة المخانيث سلاحچ وين ؟

 

-فريت عيوني عليها بالگوه اريد انطق ما اكدر ، شالت ايديها وصفعتني خلتني أَصرخ ، حطت سلاحها بچتفها وجرتني للغرفـة دخلتني و سدت عليـه الباب ، بقيت ارجف بمكاني الرمي برا توقف لحظات و سمعت صرختها ، هنا مكدرت ابقى كاعدة خفت يكون صارلها شي ، تشجعت و طلعت من الغُرفة صمت رهيب عم ببيتنا مثل قنبلة انفجرت و خلفت وراها هدوء گئيب ،

 

دورت ماكو كـفاية ، ضربات گلبي تصاعدت ، طلعت للطارمة ومشيت بأتجاه الباب مرعوبـة لهناك و لمحتها حاطـة جلال السابح بدمـة بحضنها و تبچي ، لطمت على وجهي من شفتهم بهالمنظر و ظليت اصرخ :

 

دخيلك ربي جلال مات ،، جلال بعده صغير !

 

لحظـات و تجمهرت علينـا الناس ، كفاية تلطم على خدها بقوة و تصيح :

 

كفاية :: ولكم الولد بعد بي نفس شيلوه

 

شالوه الناس الخَيره و طلعوه بي للمستشفى ، و لمحنا من بعيد سيارة خنجر و بابا و عمو مهران و غيـاث الظاهر وصل الخبر بسـاع لبابا ، طبكت السيارات ببابنا ،نزل خنجر و نزل ابويه الجـان مهبوط و يريد يوكع من طوله ، مهران و غياث بددوا الهوسـة و الناس الملتمة و دخلونا جوه ، بنفس اللحظة وصل فخري اخذ خنجر وتوجهوا للسيارة يلحكون جلال ، صرخت كفاية بلوعة :

 

كفاية :: تانوني اجي وياكم

 

-حطت عباتها على راسها ، بس وكف گدامها مهران يمنعها

 

مهران :: وين رايحـة ، اكعدي هنا الولد راح يرحون

 

-هزت راسها بعنف :
كفاية :: ميل عن طريجي خوية ، گلبي طك اريدن اشوفنه عايش ميت !

 

-تجاهل كلامها و وجـه حديثة لخنجر :

 

مهران :: توكلوا بويه و طمنونا عالولد ، و انتِ خوية ارتاحي
و ذكري ربچ ان شاء الله يكوم منها

 

-باوعتله بأنفعال و طلعت بأتجاه المطبخ مزعوجة

 

و آني متجمدة بس عيوني تراقب بابا ، حسيته فاصل بغير عالم ، كعد يمه مهران يحاجيه ، اجاني صوته بتعاطف :

 

غيـاث :: كومي يابه غسلي وجهج ، تره دم نازل من خشمج

 

-مديت ايدي بحركة سَريعة تلمست انفي ، فعلاً لكيتني نازفة من الرهبة و الخوف حتى محسيت على روحي ، گُمت وصار جسمي يتمايل ، اقترب مني سندني و بأيده اخذني للحمـام ، بعدني عايشة بحالة صدمة من المنظر الي شفتـه شلون جلال نايم و غرگان بدمـة ، غصة چبيرة ، انحشرت بزردومي هالولد اول يوم شفته عاتبت كفاية لان مشغلينه عدهم و هو بهذا العمر ، فتحلي البوري و دنكت اغسل جوه المي رفعت راسي للمرايـة باوعت لنفسي صفرة و شفايفي بيض ، بچيت مو على نفسي بچيت على جلال و هواي مثلـة يضحون بنفسهم لخاطر العيشـة

 

باوعلي بحزن عَميق ، همس و هو يمسح دَمعتي :

 

غيـاث :: عاجبچ هيج ، انتِ بمچان و آنه بمچان ويجيني خَبر بيتكم تهاجم و لچ …

 

-يغص بكلامـه و استرسل :

 

غيـاث :: وعيونج اجيت اموتن ، اريد رجليه تعيني مامش

 

-اخذني لحضنـه حيل و همس :

 

غيـاث :: و علي لو صاير بيچ شي چـا متت وراج ، ولچ عايش بيچ انه و مـا ادري ، وين اضمج كليلي

 

-منـا صدمتي و منا كلامـه لكيتني ابچي بألم جوه حضنـه

 

لزم وجهي بين ايديـه يمسح دموعي و يرجعن يكتن ، همس :

 

غيـاث :: شش بسچ بچي وفهميني ، شلون صار هيچ
وشفتن الرموچن يو لا ؟

 

هزيت راسي بـلا ، ملحكنا نشوف او نسمع شي غياث فجأة اشتغل الرمي علينـا و بس جلال ،،، غصيت

 

غياث :: على هونچ فهميني ودّ ابوج متهدد ، صاير شي ما اعرفنّه ؟

 

-بس خليني اكعد و افهمك أَحس راح اوكع من طولي
سندني و مشاني للمطبخ اجت عينـه عالطلقة الزرفت الكاونتر و احس بي بدأ يغلي

 

غيـاث :: كليلي كلشي تعرفينه و وعد من هذا الشـارب اجيبن حك دموعج و رجفتچ هاي

 

-اتوقع ذولـه جماعة صكبـان

 

عگد جَبينـه و بأستغراب تساءل :

 

غيـاث :: صَگبان ؟! منين تعرفينـه ؟

 

-بابا ،، بآخر فترة اشتغلـوا سوه ، و على اساس يسلمه اخر شحنه و يترك هذا الشغل ، بس الشحنة تسلبت
و هو انتكست صحته و …

 

قاطع بنبرة حادة:

 

غيـاث :: يعني وكعة ابوج ذيج النوبة بسبة هالموضوع ؟

 

-الموضوع مـو سهل غياث ، الي اعرفه هذا الرجال شراني و يريد بضاعتـه بأي صورة حتى ما يريد فلوس

 

صفك ايده بأسف و صاح :

 

غيـاث :: چـا تعلميني بيه ، هذا أكبر ناقص ومحد يرضى يشتغل وياه عبنه ملعب و غدار ، اريد اعرف ابوچ شوكت يستچن و يكعد

 

-ضميت وجهي أبچي بيأس ، صحت بمرارة:
الله يخليك لا تلومني، لهسة الخوفة مزروعـة بيه و شكل جلال ميروح من بالي ، خاف يموووت غياااث !!

 

قرفص بمستواية و رفع وجهي

 

غيـاث :: بسچ كولي يا الله ، ان شاء الله يكوم منها انتِ بس ادعيله

 

-بعده صغير ، شنو شاف من حياته حتى ينقتل بهاي الطريقة ،

 

احجي وياه و المشهد يترسخ ببالي كل لحظة ، انهاريت وفقدت احس اختنكت بدموعي ، اخذ بأيده وكومني غسل وجهي وشربني مي ، لهنـاك و دخل عمي حمدان وشهاب الي صاروا يرمقوني بنظرة شك و كأنهم شايفيني بوضع مخل بالادب ، سلمـوا من ورا خشمهم ورد عليهم السلام بنفس الطريقة بلا مصافحة ، اجتي كفاية عيونها مورمـة من البچي :

 

كفاية :: اتصلت بخنجر هسع جلال حالته خطرة ومدخلينـه عمليات

 

صفك ايده عمي و بتأثر مصطنع صاح :
حمدان :: مو خوش

 

شهاب :: امشونـا للديوانية ليش موجفين هنا

 

-اقترب مني و همس بخفوت :

 

غيـاث :: روحي ارتاحي انتِ و انه عد وعدي الچ

 

-ماعرفت قصده ساعتـها ، مشيت بتعب ويه كفاية حتى مابيه اصعد لغرفتي ، تمددت بغرفتها ، بقينا وحدة تباوع للخ ونبچي سكته :

 

كفاية :: ادعيلـه ود ، انتِ مظلومة و گلبج نظيف ادعيله يكوم من هاي الشدة .

 

-يارب يكومة بالسلامة ، منظر نومته ميروح من بالي
جففت وجهها و صاحت :

 

كفاية :: اروحن للمطبخ ازهبلهم سحور ما ظل شي و يأذن

 

-لعد خليني أكوم وياج اساعدج

 

كفاية :: لا ظلي هنا ارتاحي عود اذا احتاجيت شي اصيحنج

 

-هاي اول مرة اشوف كفاية مكسـورة ، رغم تحاول ما تبين حزنها و خوفها على جلال بهذه اللحظة بس الوجع مبين بعيونها ، جلال و خنجر مو مجرد حُراس عد بابا هذولة حسبتهم ولدها ، تشوف بيهم الامومـة الي انحرمت منها سابقـاً

 

منـو گال فاقد الشيء لا يُعطيـه ،، كفاية دتنطي كل الفاقدته ، يتيمـة بس صارت النـة أم ، مهمشة من اخوها بس هي لابوية ونعم الاخت ، حرمها زوجها من الخُلفة بس مارست امومتها وياي و ويه جلال و خنجر ، كفاية مو انسانة عادية ، هي تجسيد مثالي المرأة العراقية الاصيلة .

 

-بقيت اتقلب بمكاني ما غمضت ولا ارتاحيت افكر بجلال الي يصارع بين الحياة والموت لو افكر ببابا الي يبس الدمّ بعروكة وعايش بحالة الصدمـة ، گُمت و لفيت حجابي ويني وين النوم ، طلعت بوجهي للمطبخ كفاية دتحضرلهم السحور بس مبين عيونها ما سكتت و لسانها يلهج بالاستغفار بخفوت ، تقربت منها و بدون مقدمـات اخذتها بحضني ، گلتلها :

 

-ابجي كفاية ارتاحي ، ليش كابته دموعج انتِ مو حجر انتِ انسانة يكفي تتظاهرين بالقوة حتى احنا لا ننهار

 

صرخت بحزن مكتوم :

 

كفايـة :: الولد بين الحيـاة و الموت لهساع اذكر من جانه متعني من غير صوب يدورله شغيله فات بنص گلبي كليلي شلون اسامح نفسي يو صار عليه شي

 

-كلامها بچـاني ،، اواسيها بدمع عيني ، يكولون دعاء السحر مستجاب ادعيله يطلع منها

 

لحظـات و دخل شهاب يهمس :

 

شهـاب :: وراچـن سحور يو لا ؟

 

-جففنـه دموعنـا بسرعة و بدينـا نصب ، اقترب عود يواسينـا :
شهـاب :: عَليش مكطعات روحچن من البواجي ، كلمن بيومـه واذا ربج كاتبلة يعيش يعيش

 

كفاية :: الله كريم حبوبه ، تعال اخذ الصينية مني بين ما ازهب الجاي

 

شهـاب :: و انتِ شني وضعج بنت العم تظلين هَيج معلكة

 

-باوعتلة متفاجئة لا المكان و لا الوقت مناسب لهيج سؤال

 

كفاية :: كصر حسّك يمدهور ، زلمتها جويعد بالديوانية بعدين شلّك غرض بيها و جاي تسأل ؟!

 

شهاب :: و شني عيب اسأل على بت عمي

 

ذبتلها حسرة و ناوشته الصينية بنترة :

 

كفاية :: شو كض الصينية عدل و روح خلي الوادم اتسحر وراح اناوشك الجاي و الماي من ورا البـاب .

 

-احتقن وجهه بفشلة ، اخذ السحور و توجـه للصالة
و تبعته هي شايلة بقية الشغلات ، امـا اني بقيت كاعدة
افكر و اندعي لجلال ، حطينـا سحورنا بس ما گدرنه نتجرع اللكمة ، رفعنا الاكل و عزلنـا المطبخ ، صاح امسـاك و محد راح لبيته ، الكل بقت يمنـا تواسينـا ، بابا راد يروح للمستشفى محد قبل خفنـا عليه وكفاية گلبها مجمّر تريد بس يطلعون حتى تروح ، الى ان اذن الفجر و رنّ تلفونها أَخيرًا ويه الاذان ليزف النه خنجر خبر معجزة نجاته بس بعدة بالعناية المركزة ،

 

ابتهجت قلوبنـا و شلنا ايدينـا للسماء شكر و عرفان لرب العالمين ، الي رجعـه من الموت سالم ، رنّ تلفوني بوصول مسج كاتبلي بيه :

 

غيـاث :: حنا راح نمشي خليتلج مصرف عد ابوچ ، محتاجه شي بعد ؟

 

-اتمعن حروفه و گلبي يسألني يصير اكوله محتاجتك ؟

 

كفاية :: شـمالج تتنوعين لتلفونچ هَيج صاير شي ؟

 

-هااه ،، لا مـصاير بس غياث ديكلي راح يرحون

 

كفاية :: الله يحفظهم و يستر عليهم هالماعافونه لوحيدتنا ، امشينا نسلم عليهم گبل لا يمشون

 

-يمعودة اخوج النحس گاعد خاف يغثنا بحجاية بعدين

 

كفاية :: شلّه غرض يمـه ، رجلج و عمـه و جاي تسلمين عليهم ، شني نوب نخالف الاصول

 

-اخذت بأيدي و جَرتني بأتجاه الديوانيـة ، فتحت الباب ودخلت سلمت بكل رزانـة :

 

كفاية :: السلام عليكم

 

-الكل رد السلام بصوت خافت :

 

كفاية :: تعبناكم و مشكورين عيني ما كصرتوا

 

همست بخفوت : شكرًا عمو على وكفتكم ويانا ربي يحفظكم

 

مهران :: واجبنـا بويه انتِ چنتنا و عزيزتنا وابوج اخونا
ان شاء الله ما يجيسكم شر

 

كفاية :: رحم الله والديك ابو فاطمة

 

-باوعت لغياث و همست بحرج :
سلملي على جدو الشيخ مايشوف شر ان شاء الله

 

غيـاث :: يوصل ان شـاء الله

 

بعدمـا راحوا ، ردنـا نفوت نريح شوية لان كفاية گالت تروح الصبح تشوف جلال بالمستشفى ، لكن استوقفنـا صوت عمي

 

حمدان :: اكفن وين رايحـات ؟

 

كفاية :: رايحين نريح جثتنا من الهبطـة و الرجيف گوة واكفين على رجولنا

 

-اقتربت من بـابا الي چان گوة يفتح عينه من التعب والنعاس ، خاطبته بخفوت : بابا انت زين ، اوديك تنـام

 

حمدان :: تعاي انتِ ام بابا شو جعدي كدامي خن احاجيج

 

باوعله بابا بعتب و غمضلي جفنـه عود روحي شوفي شيريد

 

كعدت گدامـه شابكة ايدي بحضني ،
تفضل عمـو گول ؟

 

بي حالة من يتوتر يكوم يوكف ويشبك ايديه وره ظهره
عيونـه تلمع بدهاء و مكر ، همس :

 

حمدان :: يزيد فضلج ،، من رخصة ابوچ اريد اعرفن شغلة منچ شنهي تاليتج وي غَياث ؟

 

-افترت عيني عليهم و اتلبكت
ممافهمت قصدك عمـو ؟

 

حمدان :: كصدي واضح يبت وداد ، كليلي تريدينه يو لا خاطر نفتهم راسنا من ريولنا موش انت زعلانه هنا وكلما نجي نلكاه لابد يمچ

 

سليمـان :: بوو عكاااب ، شنهي شفتني طرطور جويعد هنا ؟

 

حمدان :: محشوووم خويه ، بس انتَ راضي بهالمهزلة؟

 

سليمـان :: ما شوفن مهزلة بالموضوع ، بنية و زعلانة ابيت ابوها عودين من تكعد يمك هذاك الوكت تدخل

 

نهض من مكـانه يرعـد :
حمدان :: اسمع ولك تراني چثير سكتت الك و لبنتك
وضعك كلـه معاجبني ، كاضين كلوبنا بسبة شغيلتك الغمة وبتك جويعدة هنا لا طايلة سمـا و لا كاع و لا ترضى نحاجي زلمتها يطلكها

 

-عيوننا على بابا الي صار يفرك صدره بتعب ،

 

كفاية :: خويه ما تكدر تأجلها لباچر ، تنوع لحالنا حلوجنا مُرة و نكضانين من التعب

 

حمدان :: انت سكتي و لا تفچين حلجج ، لا عبالج نسيتلج المرادد مال ذيج النوبة جدام غياث و عمه

 

باوعلي و استرسل : و انتِ سمعيني عدل ، رجعة لذوله الوادم مامش لا حسبالج نسيت عملتهم السودة وياج ترا ابوچ حجالي كل شي ، انصحج نصيحة ل الله ، هذا الزلمة مايفيدج واذا رديتي حسبي روحج رادة للموت خاف ذيج النوبة فاتت لج بأدمان هاي النوبة يچوز يچتلوج خصـة انتِ هاجمتهم هجم يله طالعـة

 

كفاية :: شسالفة خوية صل على محمد طلعتهم فرد نوبة ، مصارين البطن تتعارك و الزلمة يحب مرته

 

حمدان :: اششش و لا چلمة انت لا تتدخلين !

 

باوعلي بنظرة عطوفـة و ايده على صدره :

 

حمدان :: تنوعيلي بويه ود ، انه اعترف حنه ظلمناج من وديناج الهم فصلية

 

قاطع بابا بصرامة :
سليمـان :: انه و انت نعرف ود موش فصلية هي تزوجت زواج طبيعي

 

هز ايده وضحك بسخرية :
حمدان :: قنع رويحتك بهالحجي ، عموماً انه حديثي ويه بنتك اسمعيني بويه ، خاف ابوچ ما يكلج ترا حياتج وياه بخطر وان رديتي لغياث الخطر يصير مضاعف امه ما راح تعوفج وتفوتلج چسرة خشمها

 

-باوعتله بترقب و بداخلي اندعي الي افكر بي مو صحيح ، همست : و المطلوب مني هسـة شنو ؟

 

لـمعن عيونـه بدهـاء و بنبرة عطف مزيفة تكلم :

 

حمدان :: انه اهيس احنا سبب دمارج هسـة و يشهد العباس الليل ما انامنّه و اكولن شلون ظلمت الفرخة بسبة ولدي و هي مالها ذَنب

 

-رفعت حواجبي بدهشة ،
يعني تعترف هسه انك نطيتني ديـة خاطر ولدك يطلعون من السجن !

 

ابنه خرج عن صمتـه و تدخل :

 

شهاب :: انه ما رضيت بالسووه بيچ ود ، بس چنت محبوس يشهد الله گلتلهم خلوني بالسجن بس لا تنطوها الهم هيچ انت مالج ذنب بالصـار و ..

 

قاطعـه عمي بنبرة عاليـة :

 

حمدان :: هسع الصار صار و الفات مات ، و ود ما خسرانه كولة اهلنـا كحيلة الچسبت و ردت

 

-هـه كِسبَت ؟

 

حمدان :: چـا شعبالج اطلكج منه هَيج لا وعلي حگج تشلعينه من عيونه

 

-هزيت راسي بسخرية ، هممم و بعد ما اتطلك شحسوي و انت تكول بيت ابوچ خطر عليج و ليش خطر عليه ومو خطر على كفاية على سبيل المثال

 

ضيقّ عيونـه على كفاية و همس :

 

حمدان :: كفاية دبارها يمي ، لا حسبالچ ممفكر بيها
چـا اذا ما افكر بأختي بيمن افگر

 

سليمـان :: خَير هالمرة شنهي نيتك هم تجيبلها شويب
و بركبته سبع جهـال و تجبرها تاخذه

 

تجاهل كلام ابويـه و يباوعلي بتركيز مثل واحد جشع و لكاله لگُمة سهلة :

 

حمدان :: اطلكي من رجلج و الچ يمي ازلمة ما يتوزن بالذهب

 

-انتفضت من مكاني و كل شي بيه صار يرجف
شنو هالكلام عمـو ترا بعدني على ذمـة رجال

 

باوعلى بابا بأحتقـار :

 

سليمـان :: ياحيف ولك انتَ ابن داوود

 

باوعلي بتصلب يحاول يحافظ على هدوئة و شايل ايديه بالهوا بمعني : اهدئي

 

حمدان :: يشهد ربي ما عندي نية موخوش انه اريد احميچ و بس

 

-وليشش انت تحميني و بابا موجود

 

حمدان :: ابوج عليـل ما يگدر يحميچن

 

-گالها و سكت عرف نفسـه فتح بگلب ابويه جرح عَميق
كل انظارنـه توجهت ناحية بابا الي كسرة گلبه ارتسمت على ملامح وجهه ، نزل راسـه لحضنه يحاول يكظم الألم الي يعتصره الآن ، يحاول يروف جرح بألف ياويل خيطه كلمة عَليل الي هدمت كل احلامـه بيوم ، هاي الكلمة هي السبب الي وصلته لهاي المواصيل ، هاي الكلمة الي تبخرت جواهـا احلامـه و الي أججت نيران الشر بعقله خسر وداد ،، خسر جابر ،، خسرني بسبب مخلفات هذه الكلمة الي رافقتـه من الطفولة ،

 

حَسيت بيـه راح يتخربط ، هو ما يصـوم بس هم مياكل هواي ركضت كفاية جابت ابرته و ضربته ، صحت بتوسل موجهه كلامي لشهاب :
اترجـاكم اتركونا نرتاح !

 

دنك راسـه بأسف و جر ابوه الي يحاول يعتذر عن الي گاله بس محد انطـاه وجه ، طلعوا و تركوا ارواحنـا تستغيث من الألم بابا ما نطق بحرف واحد كعادته من يتأذى يهرب للنـوم ،
و كفاية نامت بعدما ذرفت كومة دموع ، امـا اني بقيت أتأمل حالنـا و تيقنت مهما امتلكنا من مال و جـاه و حُراس نبقى فرائس ضعيفة دام المحاوطيك وحوش !

 

يومها انكفيت عالفراش مثل استراحة مَحارب و ما كعدت الا گبل الفطور بشوية ، لكيت كفاية محضرة كل شي و كاعدة تقرأ قرآن ، تقربت منها و همست :

 

حتى ما ترهم أَكولج صباح الخير بعد

 

صَدقت و باوعتلي بوجـه باسم :

 

كفاية :: نوم العوافي حَبوبة ، وجهج مورم شني نومة اهل الكهف

 

-انحنيت اكعد يمها ، باوعت بتعب :
والله احس بعدني معوزة نوم ، بابا كعد ؟

 

كفـاية :: كعد من زمـان و مشى للمستشفى يشوف جلال

 

-شلون صار جلال ؟

 

كفاية :: نعمـة يكولون طلع من مرحلة الخَطر بس لازم يبقى هناك يراجبون حالته

 

-الله يشافيـه بحق هذهِ الايـام ، من اتذكر شكلة وهو بحضنج احس اريد اصرخ

 

كفاية :: تنذكر و ما تنعاد حبوبة

 

-صفنت عليه الي يشوف هدوئها هسه ما يشوفها البارحة ، همست بخفوت :
شكد اتمنى اصير مثلج فيفي

 

ضحكت و جرتني لحضنها ..
كفاية :: اروح فدوة ل هشوفة ، گومي غسلي و صلّي الفايتج خاطر نزهب الفطور

 

-اومأت براسي و گُمت بس تذكرت شي
كفاية هسه احنـا وحدنا بالبيت خاف هم نتهاجم ؟

 

هزت راسها و ضحكت :

 

كفاية :: لا تخافين ،، اكو زلم برا محد يتدني النه بعد .

 

-گفيت البردة بمقدار قليل دا اروي فضولي و اشوف
مجانوا مبينين

 

كفاية :: موجفين برا حبوبة ، خما ندخلهم بنصنـا

 

-هم صدك قابل هم خنجر و جلال

 

كفاية:: فخري هم جريب منـا اي شي يصير لا سـامح الله نخابرله يجينا

 

حطينـه فطورنا و سمينه بسم الله ، ناكل بس بدون شهية ، فكرنـا سارح و الگلب محمل هموم و خوف من الجـاي ، لمحت دَمعة على خدّ كفاية نزلت منها بلا ما تشعر ، صحت و اني اطبطب على ايديها :
شبيها الحلوة صـافنة ؟

 

نزت و باوعتلي أبتسـامة :
كفاية :: دهر صاب حميدان مدري شطاح بعيني

 

-متأكدة اكو شي وكع بعينج لو هذا هم أصاب گلبج ، اعتبريني صديقتج اختج اي مسمى ترتاحين اله و سولفيلي شنو غاثچ ؟

 

كـفاية :: مدري شگلج ،، بس جايتني قسمـة و چن ما راح اظلن يمكم چثير

 

-قسمتيش مافهمت ،، شنو اني كم يوم نمت وما ادري

 

ضربتني بخفة على راسي و ضحكت :

 

كفاية :: حسبالي تلكفيها امس من عمچ العود

 

-صفنت استذكر الحديث الصار ، هتفت :
لحظة ،، لحظة من گال دبارها يمي و بابا كاله هم تجيبلها شويب بركبته جهال ، لااا على بختج كفاية بعدج شابة لا ترضخين الـه و يزوجج لحي الله رجال

 

كفاية :: چـا هي بيدي ، ذيچ النوبة جابالي قسمة سوده مثل وجهه ، و بألف ياعلي خلصني سليمان بس جاي اشوفن اخوي تعبان مو حمل طلايب وياه و همات احس عظمي ثجيل خليني اتحامى جوه جنح رجال

 

-رجاااال ! ،، رجال كفاية ؟!
شعرفتي عن هذا الرجال زين شين ابن حمولة يسعدج يعاملج بأحترام ، شبيج هلكد خانعة رحمة لموتاج !!

 

احتقن وجهه و هاي اول مرة تصرخ بوجهي هيج

 

كفاية :: بسسسسج ولچ احترمي نفسج انه عمتج شلون تحاجيني هَيج ، اتزوج انكبر اموتن مالج دخل بيه خوش

 

-غسلتني برزالتها و عافت الاكل و كامت !
حسيت معدتي صارت تفور و الدمعـة بطارف عيني اذا واحد يگلي هيج اصرخ ..

 

لحد وقت من الليل اجـه بابا و عمو حمدان و ثنينهم وجوهمم تتلاطم ، صحت مستفسرة :

 

-شبيكم جلال بي شي ؟

 

سليمان :: لا بويـه لا جلال نعمة من الله حالتها جاي تتحسن

 

-لعد شبيك بابا احسك متضايق ؟

 

باوع لعمي بعتب و همس :

 

سليمان :: عَليش اتضايك و انه مجابل هالوجـه ، ااااستغفر الله و أتوب اليه

 

باوعلـه عمي صفح :
حمدان :: و شمـاله وَجهي شني ما عاجبك يبن ابوي

 

سليمـان :: لا يبوي ،، هسع شني ما تروح لهلك لو تظل مجابلني هناه

 

حمدان :: شني هنوب تطردني ؟

 

سليمان :: اللهم طولچ يا روح

 

حمدان :: اروح بس اريدن اختي براس چلمة وينها
وينج كفااايـة !

 

-بعدمـا صاح عليها ،، اجتي بوجـه مغيم حزين سلمت

 

كفاية :: ناديت عليه يخوي

 

حمدان :: تعالي جابليني عندي حجي مهم وياچ

 

-كعدت گدامها تفرك بكفوف ايديها

 

ميل راسـه يتمعن بيها و گأنه يدرس ردود فعلها

 

حمدان :: شوفي خويـه ، من مُدة حجي فتاح حاجـاني عليـچ وانه ما نطيته جواب نهائي كتله تانيني اشاور البت و اخذ راي اخوي و انت تعرفين بيت حجي فتاح ما عليهم زود ناس اجاويد و ولد خير

 

قاطعـه بابا بسؤال :

 

سليمـان :: حجي فتـاح ابو ضاوي ؟

 

حمدان :: هو عينـه بعيانه

 

سليمان :: اعرفهم ناس اوادم و زلم كلفة بس ولده كلهم مزوجين شني يريدها لكرايبهم ؟

 

-انلبك وجهه بسؤال بابا و اجاب بتردد :
حمدان :: هاااه ،، لا موش لكرايبهم ، حاجانه يريدها عروس اله فوك مرته يعني

 

انبهت وجه كفاية ، كام يتصبب عرق وابويه انتفض يتراجف من مكانه :

 

سليمـان :: انت حجي صدك يو تشاقى ، حجي فتاح الي بعمر ابوهـا حاجاك عليها و علي باچر اروحن انعنع ضلوعة و اكسّر هالچم ضرس الظالات بحلچة

 

حمدان :: يواشك خوية ، الزلمة ما ينعاب و هي ارملة
و عمرها بالثلاثين ياهو الياخذها هن الحديثات محد مكلبهن ، شني تريدها تحمض يمك

 

سليمـان :: معززة مكرمة تعيش عندي و شوكت ما جتها قسمة زينة و رجال يلوكلها و هي ترضى بيه تمشي ماعندي مانع بس مو تريدني انطيها لزلمة بكبر ابوها مچنن و صاير جد .

 

حمدان :: هو أَنت دحير بروحك بالاول شنهي نسيت سالفة صكبان و تهديده الك نسيت حالف عليك يجتلك وين ما يشوفك

 

سليمـان :: لا تشبچ لحية بلحية حمدان ، اعرف وين دكك ومدكوكك ، تريد تمشي البنات منـا خاطر يصفالك الجو

 

-اشتد النقاش بينهم و اصواتهم علّت الا شوية يتلازمون لولا اجـه صوت كفاية البارد و اطفأ نار المجادلة :

 

كفاية :: خلصص ، انه موافقـة بفتاح لا تتچاتلون هَيج جدامي وينك داوود تعال شوف ولدك شلون يتمالخون بيناتهم
تهاوت للكُرسي تبجي بمرارة و تحجي :

 

كفاية :: انه تعبت ،، تعبت من هاي العيشة خلص خويه انه راضيـة اتزوج راضية بفتاح روح كله بتنا راضية بيك

 

باوعولها ثنينهم بصـدمة ، صاح بابا بألم

 

سليمـان :: تعبتي من اخوج كفاية ؟ ولچ انه مستعد انطي رويحتي و لا ابيع شبابج لزلمة موات شجاج

 

كفاية :: ينكص لساني يو كلت تعبت منك يخوي ، انت عضيدي و سندي بس لشوكت تظل شايل حملي على ظهرك خله اروحن لنصيبي و اخفف عنك المسؤولية

 

حمدان :: الله يكملج بعكلج خيتي ، طول عمري اكولنها انت الوحيدة من خواتي الطلعتي على ذبة امنا المرحومة
بأدبها و عكلها اليتوزن بالذهب

 

باوعتله بأزدراء و همست :
كفاية :: الله يحفظك خوية مشكور ، من رخصتكم اروحن لحجرتي ارتاح تصبحون على خير

 

من بعد هالليلة حَسيت كفاية مثل شمعة و انطفت ، تكعد الصبح تأدي واجبـاتها ، تخبز تطبخ و تحرص على وجبـات جلال الصحية ، يصير الفطور ترجع تنام حتى ما تتسحر واني هم وياها انكسّر واهسي خصوصاً من اشوفها تتجنب الحَديث ويايـة ،

 

مرت الايـام و صرنـا بأواخر شهر رمضـان الي يحمل النه افضل الليـالي ، ليلة القدر العظيمة الي نحييها بالاعمـال والدُعـاء ،،طلعت للحديقـة اتأمل سمـاء جنوبنـا الي تتراقص فوكاها النجوم مثل لآلئ مطشرة على قماش مخملي اسود ،شهكت بنفس طويل من نسيم النخيل البارد و ريحـة عبير اشجار السـدر و نكهة الطين الرطب من ضفاف الفُرات ،

 

غمضت عيوني و آني اتخيل منظر الاضواء الخافتـة من المصابيح الزيتية المزينـة الشوارع و استمع لأصوات الناس المتجمعة في السـاحات الترابية يفترشون الحصير تحت قبة السمـاء ،

 

اصوات المآذن تبتهل بالتكبيرات و الأدعيـة يتزامن مع اصوات ضحكات الأطفـال وهم يركضون بين الأزقـة روائح لذيذة من الخبز الحار و الچـاي المغلي على الحطب ، النسوان هنـا يخبزن وكت بوكته ، و الاكل كله من خيرات الطبيعـة ، شلت ايدي لا اراديـا للسمـاء و اندعيت :

 

اللهم شفاء لقلبي ،، اللهم فرجـاً لروحي المسجونة
اللهم افعل بي ما انتَ اهلهُ و لا تفعل بي ما انا اهلهُ
اللهم اختار لي و لا تُخيرني ، اللهم اسعد كفاية و اكتبلها الحياة الرغيـدة ، اللهم آمانينا بعهدتك ما بين الكاف والنون يا رب العالمين ”

 

فجأة، سكتت الأصوات للحظة وكأن الكون يسمع نسمة عابرة حرّكت أوراق النخيل ، خرج منها همس مثل ترنيمة القدر ، حسيت بقشعريرة خفيفة ، و كأنه ليلة القدر نفسها ذبت رداءها الإلهي على قلبي و على الديرة بأكملها ، مُعلنة أن الدعوات قد سمعت وأن القلوب لامست السماء،

 

ثاني يوم صحيت على خبر حلو ، زاح عني عبء ذيج الايـام جلال طلعوه من المُستشفى و جابوه للبيت ، جهزناله كل شي يحتاجة بغرفة معزولة و خنجر و كفاية اشرفوا على مراعاته طبعـاً رحت اشوفه و اتحمدله بالسلامة المسكين ذبلان و صاير بالنص : صحت بغبطة :

 

الحمدلله على سلامتك جلال ، ماتشوف شر يا ربي

 

جلال :: الله يسلمج خَيتي ، شر ما يصيبج

 

-اباوعله صغير و مؤدب و حالته تقهر حتى اهله ما يدرون بالحادث مالته ما قبل نكللهم حتى لا ينهبطون ، صدك فرحت بمعجزة شفاءه ، بعدما جهزناله مكانه رجعنـا للمطبخ اني وكفاية اوآخر رمضـان و گمنا نمسلت بالطبخ ، الشوربة غادرت المنصـة و اشياء اخرى فجأة صفنا على روحنـا و العجز الي اصابنـا وصرنا نضحك ، ضحكنـا لحدما دمعت عيوننا ، رميت نفسي بحضنها غصباً عنها و هي قيدتني بقوووة

 

كفاية :: عوينة ابوي شلون زعليتج مني كل هاي المدة

 

-تمونين كفاية انتِ كلشش عزيزة و يشهد ربي من حجيت هيج وياج من قهرتي عفية مالج شغل بحمدان

 

كفاية :: بعد انطيته چلمة ، و المعرس راح يجي يخطب وره العيد

 

-هزيت راسي بعنف :
لا مو بكيفة ، واذا نطيتي كلمة يولي هو يحير بروحه

 

كفاية :: و اچسر چلام اخوي و انزل راسـة لا مو هيج العشم يوده

 

-حجييش هذا كفاية لعد تنكسرين انتِ عادي

 

كفاية :: عادي ،، تعودت من يوم مات ابوي

 

كامت و عيوني تلاحقها بقلّة حيلة ، شنو معقول بابا راح يخلي كفاية تروح بهاي البسـاطة ؟ و المن لرجـال بكد ابوها والله ظلم الي ديصير ، رنّ تلفوني برسـالة من زينب تبلغني بجيتها ، ابتهجت و تغير مودي بهذه اللحظة كلش مشتاقة اشوفها ، بلغت كفاية بقدوم زينب و هي هم فرحت لان تحبها وتحب ابنها ، بعد فترة من الوقت وصلت و هالمرة مـو وحدها چانت وياها فاطمـة بنت مهران ، توسعت عيني فرح بشوفتها مدري متغيرة مدري كبرانه عبالك سنين عايفتهم مو شهور ،
دخلنـاهن ، هلينـا و ارحبنـا بحرارة ، بس انتبهت فطومة وجهها محتقن احمر و مبرطمة ، شاورتها :
صاير شي وياج عمري ؟

 

هزت راسـها و همست بعبرة :
فاطمة : ماكو

 

شافتنا زينب و أَنفجرت ضحك ، باوعنا اني وكفاية بأستغراب ، تساءلت بفضول :
شكو شو انتِ خربانة ضحك و فطومة تريد تصرخ شصاير

 

زينب :: اخاف احجي و تكتلني فطم

 

فطومة :: اوووي زنيبة توبه اذا اجي وياج بعد كل الصار من وراج

 

-جرتها كفاية و باستها :
كفاية :: شو تعالي كعدي بسدي مالج شغل بزنيبة الفطيرة

 

باوعتلها و شكت مثل الطفلة :
فاطمة :: خزتني تخززي ، راح اموتن من القهرة

 

زينب :: و آنه شلي غرض گتلج طيحي و تكربسي چدام الزلمة هنوب طلعن كراعينها جدامـة طشرت العرض الله يهطرها

 

شهكت جوه حلكي و ضحكت و كفاية صاحت :

 

كفاية :: دهر صابج يزنيبة وين طيحتي الفرخة خما تأذت

 

زينب :: يابه و الحسين مالي غرض ، كتلت روحه تلبس عباتي و هي كصيرة هالتعثرت بيها ، لا ما تأذت بس تفشلت من هذا الوليد اليشتغل عدكم

 

كفاية ::منهوو ، خنيجر يا حبوبة هذا وردة مال الله ، لا تخلين ابالج تلكينه حتى ما انتبه

 

فاطمة :: الا انتبه خالة و كام يضحك عليه المهطور والله الا اكل لابوي يچسر فچوچـه

 

زينب :: و فچوچه شلهن غرض غير انتِ فرشتي جدامه چنج خفاش الليل انتِ و عباتج شكبرها

 

فاطمة :: خالة كليلها تسد حلجها صارلها ساعة تقلد عليه

 

غمزتلها كفاية :: بسج عاد زنيبة ولج خافي ربچ ماحد يسلم من لسانج

 

زينب :: ها اها سديت حلچي بس كون امسح ذاكرتي حتينه انسى شكلج و انت مفلكحة بباب الحوش ههههه

 

انفجرت ضحك ، صحت اتوسلها:
-ولججج كافي عاد حمووت

 

فاطمة :: و روح امي چذابة ما فلكحت طلعت رجلية شوية من الثوب ، انه اعلمج زنيبة الا اشتكيج لابوي

 

كفاية :: كومي خالة فطومة وياي للمطبخ خليهن مسودنات لوحدهن

 

-اخذت فاطمة و راحت للمطبخ حتى تخلصها من التصنيف ، امـا زينب فتحت صدرها و صارت ترضع ابنها و تسأل بفضول :

 

زينب :: اكلچ شمـالها كفاية شو چنها معوشة ؟

 

-اي والله نفسيتها تعبانه بسبب عمي الظالم

 

زينب :: خير بعده يجيكم يذب سمـه و يروح

 

-ياريت بس هيچ هالمرة جاينه بعريس لكفاية و شلون عريس يتفلس عالباكله

 

زينب :: عاد هاي مجايب عمج الدثو ، بس كليلي ياهو العريس نعرفه من ديرتنه ؟

 

-ما اعرفه اسمه حجي فتاح ابو ضاوي

 

نست روحها وشهكت ، حتى ابنها شرك ،ظلت تطبطب على ظهره ، صحت :
يمعووودة على كيفج الولد ديرضع

 

زينب :: فلك فلك عمج گون ، انت شايفة فتاح ابو ضاوي يو لا

 

-هزيت راسي و تنهدت

 

زينب :: ولچ و لا سن بحلكه ظال ، و كوه يمشي هذا شلون راح ينـ**** ويه مرة

 

-ايييع لعبتي نفسي

 

زينب :: چـا غير احجي صدك ، عمتج شابة و هو بكد ابوها حسبي الله ونعم الوكيل بعمج اكولن شمالها المرة كاضية

 

-صفنت على زينب انصدمت بهذا الخبر لعد لو اكللها يريد يطلكني و يزوجني لشهاب ، تخيلت الموقف و تگله والله يرتكب بي جريمة ، سكتت و لا حجيت.

 

زينب :: عمومـاً خية انه اجيت اتطمن على اخبارج و لون اخبارج كلها مكشخلة و حكـه نسيت اكلج ترا حبوبتي معوشة و زعلانة عليج عبنج كطعتي وياها فرد كطعـة

 

-يااا صدك تحجين ، والله و لا ادري بيها مريضة حقكم عليه بس تعرفين ظروفنـا هاي الفترة بس وعد اجي ازورها

 

صفنت عليه و ابتسمت :

 

زينب :: يسلمون عليچ

 

ابتسمت اعرف قصدهـا ، رديت : الله يسلمهم

 

زينب :: و تـالي تظلين راكبة راسج هيج

 

-ظروفنـا صعبة ، مـاضينا ما ينمحي و حاضرنا معقد ، تصدگين عدت حساباتي و گُمت افكر اكول لو كفاية تزوجت محد يبقى لابويه غيري

 

عكدت جبينها بأستغراب

 

زينب :: هلـو هاي شني انوب ، خما تظلين مجابلة ابوچ طول عمرج علبو ماله احد غيرج هذا موش حجي عدل ود ، چا انه حبوبتي هم مالها احد و عفتها و تزوجت

 

هزيت راسي ادحض كلامها :
لا زينب لا ،، خالة سعدية كلكم محاوطيها و غياث معافها لحظة دايما مخصص وقت الها انت تمرين عليها بين يوم ويوم تشوفين شمحتاجة ، بس كليلي اذا عفت بابا منو اله ها بعدين مو بس ابويه عائق امـه لغياث أكبر عائق ، مشاكلنا و السواه بعدني ممتخطيته

 

زينب :: اسألج سؤال واحد ، بعدج تحبين اخوي

 

-اكذب لو اكولچ كرهتـه بس الحب شي و المنطق شي اخر

 

زينب :: لا تاخذج العزة بالاثم ، و تظلين مجافيته چـم دوب يظل يتانيج متخافين وحدة غيرج تخش جوه جناحة و تاخذه منج ؟

 

-ليش ؟! صـاير شي بحياته مـا اعرفه

 

زينب :: عاد شلون يهمج ؟ انه كتلج هَيج لان الواحد كلشي يتوقع خوما راهب هو هم زلمة و يريدله مرة و جهال .

 

احتقن وجهي من حجت هيج و الغيرة نهشت گلبي
و جاهدت حتى ما ابين الها ، صحت ادعي اللامبالاة :

 

-عادي خل يشوف حياته بس قبلها يتركني

 

هزيت ايدها و مـا حجت شي ، بعد لحظات غادرت
و خلتني اضرب صفنات و انطحن جوة اسئلة عقلي
هو عادي غياث يشوف وحدة غيري ، او يتركني و يشق طريقة بعيد عني، راح اسمحله بهذا الشي لو هاي ادعاءات فارغة ولو صارت راح الگاني اول المُقاتلين بأسترداد حقوقي ، زين هو ليش طول هاي الفترة ميراسلني ليش بعد ما فتح وياي موضوع معقولة بدأ يتعود على نسياني لو فعلاً اكو مرة تسللت لحياته و راح تاخذ مكاني ؟

 

باقي يومين للعيـد ، كفاية گالت نروح نزور سعدية من هسه لان بالعيد تصير هوسـة و نلتهي بالخطاطير اخذنـا الموافقـة من بابا و طلعنـا و قبل لا نطلع بيدها ضبطت حجابي ما خلّت شعراية تطلع خلصت من غياث طلعتلي فيفي وصـلنا فخري لبيت سعدية ، كلبي گام يدك سريع و روحي انمغصت من شفت شارعهم والذكريات عصفت بيه و رجعتني رجوع لاول يوم جابوني لهنـا ، هزيت راسي كمحاولة انفض بيها غُبار الذكريات لكن اشباح بعض الناس تظل مسببة النـه عقدة نفسية امثال البدوية و ربحة الي انهزمت ويه اسرارهن ،

 

نزلنا و تلكتنا زينب رحبت بينـا بحفاوة ، چانت سعدية راقدة بفراشها ياعيني ماكلها التعب و صايرة شكدودتها انكفيت عليها ، اخذتني لحضنها بقوة تبوس و تشمشم بيـه خلتني ابچي وهي هم بچت ويايه و اغدقت عليه بأحن الكلمـات :

 

سعدية :: هلا بالغالية شلونج يبعد عيني

 

-مشتاقتلج خالة ، ما على گلبج شر يا عيوني

 

سعدية :: مشتاكه و مجافية هيج كالوها ، هيج تلوعين چبد وليدي عليچ

 

-چـان عتابها حَنين و مؤثر ما گدرت امنع دموعي ، بست چـف ايدها و همست :
حقج عليه حبيبتي اني مقصرة وياج

 

سعدية :: كصري ويه الكل الا ويـاه ، ولج چـم دوب اكلج يموت بلياج ، عليج الزهرة رديله ماريد اموتن و گلبي متلوع عليه

 

-كفاية و زينب ماخذات صفحة و دموعهن تهلً سكته
امـا آني شعوري ما يتوصف هذهِ المرة أصابت گلبي بالعمق ، حسجتها و حنيتها تخطت كل الابجديات

 

دنكت عليها بوستها ، همست :
خالة عوفج من كل شي هسه ، صيري زينة ترا احنا محتاجين وجودج بركة بحياتنا

 

سعدية :: اروحن فدوة لحلجج يمـه ربي يسعدكم
و يلم شملكم بجاه الزهرة ام الحسين

 

اقتربت كفاية و كعدت يمها ، بقن يسولفن و يتداولن اخبار الديرة ، امـا زينب دعتني للمطبخ اساعدها بالفطور ، طبعاً مقبلت كفاية نظل و نزاحمهم و زيارة المريض لازم تكون خفيفة بس هيهات امام اصرار زينب و خالة سعدية .

 

كفاية :: خليني اكومن اساعدتجن

 

لمعن عيون زينب بخبث :
زينب :: افااا لا حبوبة ، اليوم انتِ مجازة من الطبخ اريدن ود السنعة المعدلة تكوم تساعدني

 

-باوعتلها بعيون لاهبـة ، تعرف بيه اضوج من فقرة الطبخ وكفاية افتهمت خباثتها و طبكت وياها

 

كفاية جا خوش اليوم ناچل من ايد وده ، بس زهبولنا سيارة بالباب خاف انتسمم عاد يلحكون علينا

 

زينب :: ههههه

 

-قلّدت على صوتها و هي تضحك بس استسلمت
وكُمت ،، ذبيت عباتي و شالي ، صاحت زينب

 

زينب :: خير شو طلعتي شعفتج شني اليوم راح ناكل معكرونه من راسج الحلو

 

-ايييع طيح الله حظج ، كم مرة اكولج شعري ميوكع

 

زينب:: ميخالف عاد شدي كذيلتج الطايحة

 

-جريت الشال و شديت مقدمة شعري و بلشنا نطبخ للفطور ، صحت :
شو انطيتني بس الشغلات السهلة اسويها

 

زينب :: ترا موش انقهرت عليج بس جزت روحي من اظافرج طوال

 

-انجبي انظف من راسج شايفة كم مرة اغسلهم

 

زينب :: حجي يفيدج يم اظافر دجاجـة

 

-ولي تغارين

 

زينب:: اااي اغارن من سوادينج ، عينج عالجدر اروحن انطي الدوة لحبوبتي

 

-صـار بس ولي شكد تسولفين ، خفت يحترك جدرها گُمت تناوشت السباتولا و ظليت أحمس بالدجاج صحت :
وينج زنوبـة نمتي ترا الدجـاج حمس

 

عبالك شي و گالي انداري اكو شخص و اكف وراچ ،
وبالفعل انداريت و شفتـه واكف بباب المطبخ متجي نفسـه عالچرچوبة و يتأملني بأبتسامة لطيفة ، ضعفـان لحيته طولانـه و عيونه مذبلها السهر ، همس بصوت خفيض :

 

غيـاث :: الله ،، المنظر التمنيت اشوفنه كل يوم ببيتي

 

-ثولّتها و انداريت اصب مي للجدر و آني احجي :
الله يساعدك ،، اتمنى فديوم احس عليك و انت فايت

 

نصيت الجدر و انداريت لكيته يمي ، اندفعت لغير جهـة ، احاول اتهرب من نظرات الشوك الي ربكتني

 

غيـاث :: شبيج بس تكمزين منـا و منـا اهجدي خل اتنوعلج زين ، محلوة يالعباس شتاكلين ؟

 

وكفت بمواجهته و مجلبة منا ومنا بالميز احاول اسيطر على رجفتي :

 

-طبعـا احلو ، لا هم و لا غَم

 

ابتسم و عيونـه لمعن :

 

غيـاث :: بس آنه مهموم و بيـه شوك الها بكد الفرات

 

-الها ؟ هي منو ؟

 

اقترب يتلفت منـا و منـا و جرني لحضنه يشاورني :

 

غيـاث :: الاميرة أم عيون مجرورة و شعر طويل

 

 

و آني خليتهم و استحيت اقصد اجيت ؛)

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق