رواية حب فى الدقيقة تسعين الفصل التاسع والثلاثون 39 - بقلم نعمة حسن
_٣٩_
~ بطل كل حكاياتي ! ~
_____________
مساءًا..
كان قاسم بالشرفة، يجلس فوق مقعدٍ ويمدد قدميه فوق مقعدٍ آخر، وذراعيه ممدودتين على مساند المقعد ، بينما يسند رأسه على ظهر المقعد ويتفحص المكان من حوله، وأضواء المدينة الساحرة ليلا تعقد مع قلبه هدنةً تبعث على التفاؤل.
أحس بحركة خلفه لينظر فوجدها حياة التي استيقظت من نومها للتو، تُقبل عليه مبتسمة وعلى وجهها آثار النعاس وتقول:
_ لمَ تركتني نائمة كل هذا الوقت؟
جذب يدها وأجلسها فوق ركبتيه ولف ذراعيه حول خصرها وهو ينظر إليها مبتسما بحنان وقال:
_ حاولت ايقاظك أكثر من مرة ولكنكِ كنتِ غارقة بالنوم، هل هذا بسبب الحمل؟ أم أنكِ كسولة بطبعك؟
_ لا، بسبب الحمل غالبا. كلما نظرتُ للفراش أشعر بأنه كالمغناطيس يجذبني إليه بقوة.
ضحك وهو يمسح على شعرها ثم قال:
_ لا بأس، كلما شعرتِ بأنكِ ترغبين في النوم نامي، وأنا هنا لخدمة الأميرة النائمة وطفلها الذي يتسبب لنا في المتاعب.. أنا تحت أمركم ورهن إشارتكم.
ثم ضمها إليه وأسند رأسه على جبهتها ويده تمسد ذراعيها ويقول:
_ أنتظره بفارغ الصبر، أتوق لبناء عائلة، عائلة مسؤولة مني، أنا راعيها وحاميها، أطفالا صغارا يركضون هنا وهناك ويملؤون البيت بالضحكات والبهجة، وحياتي كلما رأت وجهي تشكو لي من العفريت الذي يفتعل المشاكل مع الجيران ويتسبب بالخسائر دائما، وعلى الجانب الآخر أجد كهرمانتي الصغيرة تركض نحوي كلما دخلت البيت لأحملها وأدللها كما أدلل أمها.. آاااااااااه.. يا إلهي ، هل سيصبح لدي عائلة يا حياة؟ هل من الممكن أن تتحقق أحلامي؟
أومأت والدموع تتساقط من عينيها من فرط تأثرها وقالت وهي تشبك كفيها خلف عنقه وتطالعه بابتسامة:
_ إن شاء الله ستتحقق أحلامنا كلها ذات يوم، أثق بذلك.
_ إن شاء الله.. حتى ولو لم يهبنا الله هذا الطفل كنت سأكون راضيا حياة، لم أكن لأجحد بنعمة وجودك بحياتي أبدا.
اتسعت ابتسامتها وأسندت رأسها على كتفه وقالت :
_ هل تحبني بذلك القدر قاسم؟
أومأ مبتسما ويده تدلك خصرها بنعومة تثير القشعريرة بأوصالها وقال:
_ وأكثر حياتي.
_ وماذا أيضا؟ حدثني عن حبك لي، أشعر أنني بحاجة لسماع كلمات الحب منك بكثرة هذه الفترة.
ضحك وقال ممازحا:
_ هل هذا بسبب الحمل أيضا؟
أومأت ضاحكة وأردفت:
_ على ما يبدو.
رفع يده من على خصرها وأمسك يدها وقربها من شفتيه ثم منحها قبلةً حانية وقال:
_ أنتِ لستِ بحاجة لسماع كلمات الحب مني حياتي، أنتِ بحاجة لسماع دقات قلبي، هل تسمعينها؟
أومأت أن نعم فقال:
_ قلبي بقربكِ يخفق بشدة يا كهرمانة، يصبح كالمجنون في وجودك وتتعالى دقاته وهي تصرخ باسمك وتقول..
وأخذ يدغدغ خصرها بكلتا يديه ويقول :
_ حياة.. حياة.. حياة..
عَلَت ضحكاتها فضحك بدوره والتهم وجنتها بقبلة قوية شغوفة وقال:
_ ضحكتك هذه ترد لروحي عافيتها يا حياة، أتمنى أن يهبني الله العمر الطويل كي أسمعك تضحكين كل يوم وكل ساعة.
أحاطت حياة خصره بحب وراحت تنعم بالدفء الذي تلتمسه بين ذراعيه وقالت بصوتٍ ناعم:
_ قاسم، كيف يمكنك أن تكون حنونا بهذا القدر؟ أنا أعرف عنك منذ صغري أنك طيب وشهم ومراعِ للغاية، ولكن صراحةً لم أتوقع أن تعاملني بكل ذلك الحنان والدلال.
_ أنا أيضا لم أتوقع ذلك حياتي، صدقيني أنا أكتشف معك أشياء لم أكن أعلم أنها موجودة بداخلي، لم أتخيل يوما أن أحبك بهذا القدر، لم أتخيل أن أصبح مدمنا لقربك، لم أتخيل أنني سأكون شغوفا بكِ بهذا القدر.
ابتسمت بسعادة وهي تستمع إليه وهو يسبغ عليها من فيض حنانه وعشقه ويقول:
_ أتعرفين؟ في المرة الأولى التي رأيتك بها يوم خرجت من السجن، يومها قفزتِ فوقي مثل نطاط الحائط وعانقتِني بقوة هكذا..
وتعلق برقبتها وهو يقلد حركتها يومها فضحكت بقوة وتعالت ضحكاتها وهو يقلد صوتها ويقول:
_ وقلتِ: يا إلهي ؛ قاسم !!!
قلد نبرة صوتها الناعمة قاصدًا إضحاكها وتابع:
_ يومها شعرت بشعور غريب تجاهك، بالرغم من أنني تعجبت جنونك وخشيتُ أن تكوني قد أصبتِ بالعته أثناء غيابي فأصبحتِ تعانقين كل من رأيتِه ، ولكن عندما جلست بمفردي آخر اليوم وتذكرت ضمتك المليئة بالحنان ابتسمت.
ابتعدت عن حضنه ونظرت إليه باهتمام وهو يخبرها أمرا هاما هكذا لأول مرة؛ فكانت الابتسامة تعلو ثغرها وهي تستمع إليه وهو يستطرد:
_ شعرت أنني أريدك بحياتي، أريد إنسانة حنونة مثلك، أريد إنسانة مجنونة مثلك، و بمرور الأيام اكتشفت أنني أريدك أنتِ بالتحديد بحياتي ، أريد حياة وليس غيرها. لم أعرف حينها أن هذه كانت بوادر حب وتعلق، كنت أبرر ذلك الشعور بأنني أرتاح بالقرب منك بما أنكِ كنتِ الوحيدة التي تقبلتني بكل حالاتي ، ولكن بعدها شعرت أن الأمر أكبر من هذا. الأمر تخطى كونه شعورًا بالارتياح أو شعور بالأمان وأصبح شعورًا بالاحتياج، أدركت أن وجودك بحياتي ضروريا وحتميا.. وجودك كان مهما كي أستطيع العيش، أنتِ حياتي يا حياة.
وابتسم وهو يرى الدموع تتلألأ بعينيها وقال وهو يمسح على شفتيها بإبهامه:
_ أتذكرين اليوم الذي قلت لكِ فيه أن طريقنا واحد؟
أومأت بموافقة فقال مبتسما:
_ كنت أعنيها حرفيًا وليس مجازًا. كنت أقصدها بالفعل أن طريقنا واحد، كنت أعرف أنكِ الوحيدة التي ستبقين لي بالنهاية يا كهرمانة.. كان لدي شعورا قويا أنكِ من ستقاسميني طريقي.
اقتربت حياة منه وقبلته قبلةً أسكرتهُ وأشعلت مشاعره، وأججت نيران شوقه ثم قالت:
_ هل ستصدقني إن أخبرتك أنني شعرت بنفس شعورك؟ أنا كنت مجرد فتاة تستعد للزواج كأي فتاة، مخطوبة لشخص بالنسبة لها فرصة ذهبية، أو هكذا أوهمتني أمي، كنت أسعى لإرضاءه بشتى الطرق ظنا مني أن هذه هي الطريقة المثلى لكسب قلبه، كنت أناديه بحبيبي وأقول له أحبك.. لن أنكر ذلك.
صفعها بخفة على وجهها وهو يقول مازحا:
_ وتقولينها بوجهي يا وقحة؟!
ضحكت واستطردت:
_ ولكنني اكتشفت فيما بعد أنه مجرد حديث عابر ليس إلا، كلمات رومانسية خالية من الإحساس ، أقول له حبيبي وأنا لا أشعر بقلبي يتراقص فرحا وأنا أستمع لصوته، أقول له أحبك وأنا لا أتخبط وأخجل وأرتجف عندما أراه، كنا نتبادل عبارات الحب كمجاملات واجبًا علينا قولها كي تتغلف علاقتنا بغلاف العلاقة المثالية الناجحة. ولكن قلبي لم يستشعر تلك العبارات أبدا. قلبي لم يخفق سوى لك قاسمي.
انحنى نحوها وقبّل موضع قلبها وتشبث بخصرها جيدا وقال:
_ فديتُ قلبكِ يا حياة قاسم. يا حظي الجميل من الدنيا يا حياة.
_ منذ ظهرت بحياتي وأنا أراك الرجل الوحيد الحقيقي، شعرت أن جميع الرجال بجوارك لا شيء ، أنت احتكرت صورة الرجل المثالي بعيني وأصبحت لا أرى رجلا غيرك، صرتُ أحلم بك وأتخيل نفسي بجوارك، أُزف عروسا إليك بفستاني الأبيض، وبيدك باقة زهور ملونة تقدمها لي، وصوت أبواق السيارات وهي تجوب بنا المدينة على شاطئ البحر لتنقلنا إلى عش حبنا.
قرص وجنتيها مبتسما واقترب وهو يهمس بأذنها قائلا بنبرة عابثة :
_ ألم تتخيلي ما بعد عش الحب يا حياتي؟ أعرف أنكِ تملكين خيالا خصبا ماشاءالله.
ضحكت وقالت :
_ طبعا تخيلت، ولكنني لم أتخيل الوقاحة التي تلمح لها يا محترم.
ضحك عاليا ثم قال:
_ ماذا تخيلتِ إذا يا كهرمانة الشقية؟
أحاطت خصره بذراعيها وهي تطالعه بحب واغرورقت عيناها بالدموع وقالت:
_ تخيلتُ مكاني الآمن على صدرك الذي أسند رأسي إليه إن تعبت، تخيلتُ الوطن الذي سأسكنه في أعماقك إن تشردت، تخيلت ضمة حنونة تواسيني بها ويدًا تمسح بها دموعي وتخبرني أن كل شيء سيمضي ما دمنا سويا. أنت كنت دوما بطل كل حكاياتي يا قاسم.
نهض قاسم وحملها بين ذراعيه وتقدم بها نحو الغرفة دون النطق بحرف، دخل ودفع الباب بقدمه وهو ينظر إليها هائما، مدموغًا بعشقها، مفتونًا بسحرها وبسحر كلماتها، ثم جلس على السرير وهو لا زال يحملها واقترب منها فأصبح يهمس أمام شفتيها ويقول:
_ ماذا من المفترض أن يفعل قاسم وهو يستمع إلى حياته وهي تعترف له كل تلك الاعترافات التي تحرك الساكن وتشعل لهيب الشوق ؟
همست هي الأخرى بنبرة مغوية وقالت:
_ لا يفترض به أن يكون عاقلا أبدا.
_ أليس كذلك؟!
هزت رأسها تباعا بموافقة وهي تبتسم إليه بعشق فطبع قبلةً رقيقة على شفتيها وقال:
_ تقولين أنكِ تخيلتِ مكانكِ الآمن على صدري، وتخيلتِ وطنكِ في أعماقي؟
أومأت بتأكيد فطبع قبلةً ثانية على زاوية شفتيها وقال:
_ وأنا أؤكد لكِ أنني لكِ أكثر من وطن.
وقبّلها وتابع:
_ وأقرب إليكِ من أهل.
وقبّلها وتابع:
_ وأحن عليكِ من الحنان نفسه.
تعانقا فتعانقت أرواحهما، وتشابكت أيديهما ، واحتضنهما الليل ودثرتهما قشعريرة الاشتياق. وتراقصت نجوم الليل معهما على معازف الحب التي غنت أحلى السيمفونيات.
////////////////////
خرج قاسم من المطبخ وهو يحمل كوبين من عصير المانجو وعاد بهما إلى الغرفة، دخل وهو ينادي مبتسما:
_ حياتي، لقد أعددت لكِ مشروبك المفضل.
وقف أمام الفراش وتنهد بيأس عندما رآها قد سقطت في النوم مجددا فجلس بجوارها وهو يحاول إيقاظها بلطف ويقول:
_ حياة، هل ستقضين التسعة أشهر نائمةً؟! صحيح لقد قلتُ لكِ كلما شعرتِ بأنكِ ترغبين في النوم نامي ولكني لم أعرف أنكِ مطيعة لتلك الدرجة!
تململت بنومها وفتحت عينيها ونظرت إليه وقالت بابتسامة:
_ لقد غفوت رغما عني.
_ نعم، واضح.
_ على ما يبدو نمت طويلا، لقد استحممت!
_ أجل، العاقبة لكِ إن شاء الله.
ضحكت فضحك قائلا:
_ هيا لقد أحضرت لكِ عصير مانجو.. أعرف أنكِ من عشاقه.
أومأت بحماس ثم أمسكت بالكوب وهمت برفعه لفمها ولكنها توقفت وهي تنظر إلى قاسم بتعجب وقالت:
_ ما تلك الرائحة؟!
نظر إليها متعجبا بدوره وقال:
_ أي رائحة؟
_ المانجو ، على ما يبدو أنها فاسدة!
_ لا، ها أنا أشرب منه، إنه جيد .
كرمشت وجهها بنفور واضح وأعادت الكأس إلى مكانه وقالت:
_ لا، ليس جيدا بالمرة. رائحته كرائحة البيض الفاسد!
رفع حاجبيه متعجبا ودس أنفه بالكأس ليتأكد من كلامها ثم قال:
_ أبدا، على ما يبدو أن حاسة الشم لديكِ بها اعتلال ما.
_ ربما.
_ حسنا لا تجبري نفسك ، يمكنني تحضير شيئا آخرا.
_ لا، لا أريد حاليا..
وتابعت وهي تنظر إليه بترقب وقالت:
_ قاسم، أود أن أسألك سؤالا، هل ستمانع إن أخبرتك أنني أود زيارة أبي؟ أتوق لرؤيته.
_ بالطبع لا حياة، من أنا لكي أمنعك من زيارته، وطالما أنكِ تشعرين أنك على استعداد لرؤية والدتك فلا مانع لدي أبدا، المهم ألا تضغطي على نفسك وألا تعود تلك الزيارة عليكِ بالسلب.. هذا كل ما يهمني.
أمسكت بكفيه بامتنان وقالت مبتسمة:
_ إذا ما رأيك أن نذهب لزيارتهم الآن؟
_ الآن؟
تسائل بتعجب فأومأت بتأكيد وقالت:
_ أجل، أنت أيضا منذ أن رأيته بالمشفى آخر مرة لم ترهُ، دعنا نذهب إليه ونطمئن عليه، أنت تعرف أن زيارتنا هذه ستحسن نفسيته كثيرا.
هز رأسه مؤيدا وأردف قائلا:
_ معكِ حق، حسنا، هيا لنستعد.
__________
كانت حسناء تقف بجوار صالح وتقوم بقياس ضغطه بتركيز، بينما صفية تجلس على الأريكة بالجوار تطالعها بحنق فائض وغيظ وهي تستمع إليها تقول:
_ الحمد لله ، ضغطك أصبح مستقرا الآن و بمعدله الطبيعي.
أومأ صالح مؤيدا وقال:
_ صحيح، أنا أشعر بالراحة والاسترخاء الآن أكثر.
نظرت إليه بابتسامة وقالت:
_ هذا لأن ضغطك كان مرتفعا صباحا، لذا سنواظب على تلك الحبة يوميا.
كانت صفية تستمع إلى الحوار الدائر بينهما بغيظ ثم قالت:
_ والآن بما أنكِ قمتِ بالواجب وقستِ الضغط، أعتقد أن لا فائدة لوجودك بالغرفة حاليا. يمكنكِ الذهاب للنوم. هيا تصبحين على خير.
نظرت إليها حسناء بابتسامة صافية وقالت:
_ ليس قبل أن نقوم بعمل تمارين تدليك الوجه.
ونظرت إلى صالح وقالت بابتسامة:
_ هذا التمرين بسيط جدا سنقوم بعمله يوميا قبل النوم، ومنذ الغد سيحضر إلى هنا طبيب العلاج الطبيعي لبدء أولى جلسات برنامج إعادة التأهيل.
هم صالح بالحديث ولكن صفية قاطعته وسألت باهتمام:
_ هل هي سيدة أيضا؟!
أجابتها حسناء وقالت :
_ لا، رجل. دكتور رؤوف. من أمهر أطباء العلاج الطبيعي.
تمتمت صفية وقالت:
_ الحمد لله.. وهل ستستمر الجلسات لوقت طويل ؟
_ في العادة برنامج إعادة التأهيل يتألف من ستة وثلاثين جلسة، قد تزيد الجلسات أو تنقص على حسب استجابة الحاج صالح.
أومأت صفية بموافقة وتساءلت :
_ وهل ستبقين هنا لحين انتهاء الستة وثلاثين جلسة؟
أجابتها الأخرى بهدوء وبساطة:
_ سأبقى لحين تعافي الحاج صالح وقدرته على القيام بالأنشطة اليومية بمفرده.
لوت صفية شفتيها بنزق وهمت بالحديث ولكنها استمعت لصوت جرس الباب فنظرت إلى صالح وقالت:
_ أكيد عزيز.
ذهبت لتفتح الباب على مضض ولكنها تفاجأت بقاسم الذي كان يقف ناصبًا ظهره بثقة وجمود وأردف:
_ مساء الخير.
_ مساء الخير.
قالتها بجمود مشابه ونبرة باردة خالية من أي ترحيب وأفسحت له المجال كي يدخل فدخل لتصدم بحياة التي كانت تقف خلفه بهدوء فضمتها إلى صدرها بقوة وهي تقول بلهفة:
_ حياة، حبيبتي ، اشتقتكِ أمي، كيف حالكِ؟
اهتز قلب حياة بين ضلوعها وحاولت التماسك كي لا تنهار بين ذراعي والدتها التي سالت دموعها وهي تربت على ظهرها وتقول:
_ هل أنتِ بخير حياة؟ اشتقت إليكِ حبيبتي.
لم تجب حياة ولم تجد صوتها لتفعل وفجأة شعرت بيد قاسم وهو يجذبها خارج حضن أمها ويقول:
_ هيا حياة، عمي بانتظارنا.
شعرت صفية وكأن أحدهم قام بسحب روحها منها فجأة ونظرت إلى حياة التي استجابت لزوجها وتركتها ودخلت لغرفة والدها بقهر، ثم مسحت دموعها ولحقت بهما .
دخلت حياة برفقة قاسم إلى الغرفة لتتفاجأ بالممرضة الحسناء وهي تقف بالقرب من والدها وتقوم بتدليك وجهه بخفه فنظر كلا من حياة وقاسم لبعضهما البعض وتحدث قاسم قائلا بهمس لحياة:
_ على ما يبدو لقد أتينا بوقت غير مناسب.
نكزته بذراعه وهي تنظر إليه شزرا فضحك ونظر إلى عمه قائلا:
_ مساء الخير عمي. كيف حالك؟
اقترب منه وقبّل يده وابتعد سامحًا لحياة بالاقتراب فعانقته وأغمضت عينيها كي لا تنساب دمعاتها على خديها وقالت بصوتٍ مرتجف:
_ اشتقتك كثيرا يا أبي، كثيرا جدا.
_ وأنا أيضا اشتقتك كثيرا حياة ، كيف حالكِ حبيبتي ؟ وكيف حال جنينك ؟
نظرت إليه بابتسامة متأثرة وقالت:
_ لا تقلق، نحن بخير للغاية.
دخلت صفية الغرفة فحانت منها التفاتة نحو قاسم الذي رمقها بأكثر نظرة غامضة ومخيفة في الوجود وعاد بنظره إلى حياة التي تجلس بجوار والدها، ثم قال:
_ لن أوصيكِ مدام حسناء ، لا تدخري جهدا في الاعتناء بعمي.
نظرت إليه حسناء بابتسامة لطيفة وقالت:
_ لا تقلق، أنا سأقوم بعملي على أكمل وجه.
_ أثق بذلك.
نظرت إليه حياة فوجدته يتحدث مبتسمًا فاشتعل فتيل غيرتها وظلت ترمقه بغيظ لم يفهم سببه فكان يهز رأسه إليها بتساؤل ولكنها كانت تصوب نحوه سهام نظراتها الحادة وتمتنع عن الرد.
استأذنت حسناء وغادرت الغرفة ثم لحقت بها صفية متجهة إلى المطبخ لكي تعد لحياة عصير المانجو الذي تفضله.
كانت حياة تجلس بجوار والدها وتمسك بيده وهي تطالعه بابتسامة ثم قالت:
_ هل حسناء تقوم بعملها جيدا؟
هز رأسه وقال:
_ أجل، إنها ممتازة.
تحدث قاسم قائلا:
_ إذا رأيت منها أي تقصير يمكننا إقصائها وإحضار ممرضة غيرها.
_ لا، لا داعي، أشكرك بني على عرض المساعدة ، أنت فعلت أكثر من اللازم.. كل ما أرجوه منك أن تعتني بحياة جيدا، هي تحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى.
نظر قاسم إلى حياة مبتسمًا وأحاط رقبتها بذراعه وجذبها إليه قليلا ثم قال:
_ لا تقلق أبدا، هي حياتي.
ابتسم صالح مطمئنا وقد دخل السرور على قلبه عندما رأى ابتسامة حياة التي أفصحت عن الراحة والرضا الذين تمتلكهم.
دخلت صفية وبيدها صينية فوقها ثلاثة كؤوس من العصير، قدمت إلى قاسم أولا فأخذ منها الكأس ثم وضعه مجددا فوق الصينية وقال:
_ أشكرك، لا أشرب المانجو.
تجاوزت الشعور بالحرج وناولت حياة الكأس الثاني ثم أخذت الكأس الثالث لصالح وقالت:
_ تفضل يا صالح.
نظر إليها بجمود مردفا:
_ لا أريد، أصبحت تضرني.
فهمت رسالته المبطنة، إضافة لكونه يرفض تناول أي شيء منها بمجرد ما إن أتت الممرضة ، فاحتقن وجهها بالدماء وأحست بالحرج الشديد وأعادت الكأس إلى الصينية ، ثم نظرت إلى حياة التي تمسك بكأسها بشرود وقالت:
_ لمَ لا تشربين عصيرك حياة؟
نظر إليها قاسم متحفزا والتقط الكأس من بين يدي حياة وأسنده فوق الطاولة وقال:
_ حياة لا تريد، أصبحت لا تشتهي المانجو، تنفر من رائحتها..
ونظر إليها مجددا وأردف بقوة ونظرة ذات مغزى:
_ كما تعرفين.. الحمـل وتقلباته!
تنهدت صفية بضيق طفيف ثم نظرت إلى ابنتها بحزن وقالت بنبرة مهزوزة:
_ إذًا ماذا تشتهين كي أحضره لكِ؟
و تابعت بأسى:
_ أم أنكِ تتذرعين كي لا تتناولي شيئا من يدي؟!
تفاجآت حياة بنبرة الحزن والانكسار بصوت والدتها وشعرت بالشفقة على حالها فتناولت كأس العصير مرة أخرى وقالت بصوت مرتجف:
_ لا أبدا، على كل حال سأشربه.. لقد نصحني الطبيب بالإكثار من تناول السوائل والعصائر الطازجة.
نظر إليها قاسم متعجبا وأردف بضيق:
_ حياة، لا تجبري نفسك.
نظرت إليه مبتسمة بتخبط وقالت:
_ لا تقلق، المانجو مفيد على كل حال.
وبدأت تتجرعه على مضض وهي تقاوم كي لا تظهر آثار النفور على وجهها حتى انتهت منه وأعادت الكأس فارغا ثم نظرت لأمها ببشاشة دون الابتسام وقالت:
_ شكرا
كان باديًا عليها التخبط والتوتر جليّين، تريد أن تحتضن أمها وترتمي على صدرها، تشتاق إليها وتود البقاء معها لأطول فترة، ولكنها لا تستطيع تجاوز ما حدث أبدا. لقد قتلت أمها كل الثقة بينهما عندما طلبت منها إجهاض جنينها. وبالرغم من أنها تعرف أن أمها تبدو نادمة وتريد التقرب إليها ولكنها لازالت لا تستطيع التغاضي عن كونها شخصا أنانيا حقودا. وهذا ما يُفاقم الأزمة بينهما .
جلست صفية على مقربة من حياة وودت لو واتتها الفرصة كي تتحدث معها وتملأ عينيها منها، ولكنها تعرف أن وجود قاسم بجوارها سيحول دون ذلك، فهي تعرف أنه لا يطيقها بتاتا وبالتأكيد حياة أخبرته بما حدث المرة الأخيرة، فلو حاولت التقرب منها الآن من الممكن أن تقوم بينهما حربًا كحرب الأوس والخزرج وينتهي بهما الحال خارج المنزل بعد أن يقوم صالح بطردهما؛ لذا آثرت الصمت وجلست تستمع إليهم وهم يتحدثون ويضحكون بينما هي تجلس منبوذة مدحورة.
وفجأة أجفلت عندما انتفضت حياة وهي تمسك بطنها وتركض نحو الحمام فهرعت خلفها يتبعها قاسم الذي وقف أمام باب الحمام يطالع حياة بشفقة وهي تتقيأ بصعوبة وقال بقلق:
_ حياة، هل أنتِ بخير حبيبتي؟ أجيبيني؟
نظرت إليه صفية بحنق وقالت:
_ بربك كيف ستجيبك وهي بتلك الحالة؟
ودخلت الحمام ووقفت بجوار حياة ويدها على ظهرها ، ثم أخذت تبلل يدها بالماء وتمسح بها فوق وجه حياة عدة مرات وهي تقول بمشاعر مضطربة:
_ على ما يبدو لقد بدأتِ الوِحام..
قاطعها قاسم قائلا بغيظ:
_ ولمَ لا يكون السبب أنها شربت العصير رغما عنها؟
نظرت إليه حياة بتحذير ممزوج بالعتاب ثم قالت وهي تجفف وجهها بالمنشفة:
_ أمي محقة، هذا بسبب الوِحام على الأغلب.
نظر إليها قاسم بضيق وقال:
_ أمك محقة؟ وهل أنا مخطئ ؟ ألم تشربي العصير رغما عنكِ لكي ترضيها فحسب؟
زفرت حياة بضيق وقلة حيلة ثم قالت:
_ لا أنت لست مخطئا قاسم، أنا المخطئة، أرجوك هيا لنذهب.
نظرت إليها أمها وقالت بأمل:
_ أنتِ تبدين متعبة، لمَ لا تبقين هنا فترة؟
همت حياة بالحديث ولكن قاسم قاطعها قائلا بحدة:
_ حقا؟ هل تظنين أنني سأتركها هنا برفقتك بعد ما حاولتِ فعله؟
نظرت إليه حياة مرةً أخرى بغضب أشد وقالت:
_ يكفي قاسم، ما مناسبة ذلك الحديث الآن؟
نظر قاسم إليها بغضب أقوى مردفا وكأنه كان ينتظر تلك الفرصة بفارغ الصبر وقال:
_ مناسبته أن تتوقف عن إيهام نفسها، أنتِ لن تمنحيها ثقتك مجددا أبدا ولا أنا يمكنني الثقة بها حتى لو أقسمت بآيات الله أنها لن تؤذيكِ.
وقفت حياة أمامه بتحد أعمى وقالت بانفعال أهوج:
_ أنا من سأحدد ذلك ولست أنت، إن أردت أن أثق بها أو لا هذا ليس من شأنك. لا تتجاوز حدودك مرة أخرى.
نظر إليها قاسم مصدوما وعندما وعى من صدمته هز رأسه بموافقة صامتة وخرج من الشقة، نظرت حياة إلى أمها ولم تجد ما تقوله؛ فكانت تشعر بالحيرة والتشتت فقالت أمها:
_ حياة، اتبعي زوجك.
لم تملك حياة الفرصة حتى تندهش من طلب أمها فهذا ما كانت ستفعله على كل حال، لذا ركضت على درجات السلم بلهفة حتى نزلت لتجده يقف مستندا على السيارة وما إن رآها وهي تلهث فقال بعصبية:
_ هل أنتِ غبية؟ لمَ كنتِ تركضين بذلك الشكل؟ هل نسيتي أنكِ حامل؟
نظرت إليه بضيق وحاولت استدرار عطفه فقالت:
_ لا تقلق، ابنك سيكون بخير.
كانت تنتظر منه ردًا حالمًا كالعادة، أن يخبرها أنها هي من تهمه في المقام الأول وليس الجنين ولكنه حطم توقعاتها وآمالها على صخرة بروده حين قال:
_ أساسًا لن أسمح سوى بأن يكون بخير.
نظرت إليه بصدمة ليتجاهلها هو واستدار ليجلس خلف المقود فاستقلت مقعدها بجواره وتحرك بصمت.
بعد دقائق بدأت تشعر بالدوار يهاجمها، والغثيان يسحبها نحو دوامةً سحيقة فانحنت للأمام قليلا تحاول الضغط على معدتها علها تشعر بالراحة لحين وصولهما .
نظر إليها قاسم بقلق وقال:
_ ما بكِ؟
أجابتهُ بغضب وهي تغمض عينيها وتتنفس ببطء:
_ لا تسأل.
قضم شفتيه بغيظ مكتوم وضرب بقبضته المقود وهو يتمتم حانقا:
_ حسنا، أنا مخطيء لأنني أهتم بكِ.
_ لا تهتم.
_ كما تشائين.. إن رأيتنِي أهتم لأمرك ثانيةً سمّيني رجلا أخرقا.
التزمت الصمت قليلا وفجأة أمسكت بيده وانحنت للأمام وتقيأت فأوقف السيارة فورا على جانب الطريق ومال نحوها وهو يقول بقلق:
_ حياة، أنتِ بخير؟
سحب عدة مناديل ورقية من العلبة الموضوعة أمامه ومال نحوها وأخذ يمسح وجهها وملابسها ثم مسح أرضية السيارة فقالت بضيق:
_ أنا آسفة تقيأت مجددا، لقد أفسدت نظافة السيارة.
_ لا بأس حبيبتي، سأرسلها للغسيل لا تهتمي، كيف تشعرين الآن؟
_ لا زلت أشعر بالغثيان، رأسي يدور.
_ هل نذهب للدكتور؟
_ لا، الأمر لا يستحق، إنه الوِحام كما قالت أمي.
تقافزت كلماتها حينها لعقله وتخلله إحساسًا بالضيق ولكنه لم يُظهر ذلك فابتسم بلطف وقال بحنانه المعهود:
_ فترة وستمر إن شاء الله.
أومأت بصمت فتحرك بالسيارة مجددا إلى أن وصلا البيت.
دخلت مباشرةً صوب الحمام كي تأخذ حماما دافئا، ووقفت أسفل سيل الماء الدافيء واختلطت به دمعاتها.
تذكرت أمها وهي تقف قليلة الحيلة أمام قاسم، ومعاملة والدها لها، وبالرغم من أنها مستاءة منها بشدة، وبالرغم من أنها قالت لها أنها تكرهها ولكنها لا تريد الآن سوى أن تذهب إليها وتحتضنها.
فتح قاسم الباب وهو يتساءل:
_ حياة، هل تحتاجين مساعدة؟
لينتفض مكانه فجأة عندما صرخت به بكل قوتها وغضبها المدفون وقالت:
_ ماذا تفعل، من سمح لك بالدخول أساسا؟! أخرررررج حالااااااااا.
على الفور سحب الباب وأوصده ووقف يكلم نفسه وهو يقول بصدمة:
_ ما هذا الجنون؟!
_ نعم سيد قاسم أنا مجنونة فعلا، أشكرك.
قالتها وهي تبكي فظهر صوتها الباكي واضحا مما أثار صدمة قاسم وأخذ يردد بذهول:
_ حياة، هل تبكين؟ حسنا هل تسمحين لي بالدخول؟
تابعت وهي لازالت تبكي بانهيار :
_ أرجوك قاسم أود البقاء بمفردي.
_ في الحمام؟!!
قالها متعجبا فصرخت به بعصبية:
_ وهل تترك لي مكانا غيره؟
أخذ يضرب كفا بكف وهو يردد:
_ أستغفر الله العظيم ، على ما يبدو أن الحمل لم يواتيكِ أبدا.
وتركها واستدار وهو يتمتم:
_ هل ستظل طيلة الحمل مجنونة هكذا؟! لا أظن أن صبري لن ينفذ حقيقةً.
وفجأة تسمر بمكانه عندما نادته وهي تقول بانفعال:
_ أنت.
رفع حاجبيه متعجبا واستدار ليجدها واقفةً بمئزر الحمام وأنفها أحمر من شدة البكاء، فقال:
_ أنا؟!
أومأت بغيظ وقالت :
_ أجل أنت، ماذا تقصد بأن الحمل لم يواتيني؟ مما أشكو أنا كي لا يواتيني الحمل؟
ضحك على حنقها الطفولي الغير مبرر وأخذ يضرب كفا بكف وهو يتمتم:
_ لا حول ولا قوة إلا بالله. لا تشكين من شيء أبدا حياتي، أنتِ أجمل وأكمل امرأة بين معشر النساء.
قالها بصدق ولكنها لم تبتسم كما توقع، بل سالت دمعاتها مجددا فاقترب منها بقلة حيلة وأمسك برأسها وقربها منه وهو يقول:
_ هل يمكنني معرفة سبب بكائك المستمر؟ منذ عرفتِ أنكِ حامل وأنتِ تبكين بلا انقطاع، هل هذه ما تسمى بهرمونات الحمل؟!
أومأت وهي تحتضن خصره فربت على ظهرها وقال :
_ لا بأس، يهونها الله وتمر إن شاء الله.
ابتعدت ومسحت دمعاتها فقال مبتسما بمشاكسة وهو ينزع حزام المئزر عن خصرها:
_ تبدين مثيرة جدا وأنتِ تغرقين بداخل المئزر والمنشفة هكذا، ما أجملك.
مد يده ونزع المنشفة من فوق رأسها وقال وهو يشم شعرها بافتتان:
_ يا إلهي ما أجمل رائحتك، عطركِ مميز حياتي، مميز بما يكفي لكي أميزك من بين ألف امرأة وأنا مغمض العينين.
ابتسمت واقتربت منه تسعى لتقبيله ، وفجأة شعرت بالغثيان مجددا فهرولت نحو الحمام تتقيأ، فلحق بها ووقف يطالعها بشفقة وهو يجمع شعرها بين يديه ويعكصه بمشبك شعر وهو يقول بحنق:
_ هل هذا طبيعيا برأيك؟ برأيي علينا أن نذهب للطبيب، ربما يكون السبب هو عصير المانجو الذي تناولتِه مرغمةً لكي ترضي والدتك.
نظرت إليه وقد عاد إليها غضبها مجددا وأردفت:
_ نعم سأحاول إرضاءها، عندما يكسر الجميع خاطرها فنعم سأحاول إرضاءها قاسم، في النهاية هي أمي وستظل أمي. حتى و إن قست عليّ فلن أقسو عليها أبدا.
صفق بيديه ساخرا وهو يقول بضيق وانفعال:
_ ممتاز، تستحقي أن تحصلين على لقب ملكة العالم في البلاهة والسذاجة، أنتِ من يصفعك تديرين له الخد الآخر بكل رحابة صدر.
وتركها وخرج من الحمام لتصرخ به قائلة:
_ أنا لست بلهاء ولا ساذجة، ولا أدير خدي الآخر لكل من يصفعني، هذه أمي، أمي.. هل تفهم؟!
أجابها وقد صدح صوته من خارج الغرفة وهو يقول بغضب هادر:
_ إذًا اذهبي إليها لتدعس فوق رقبتكِ طالما أنها أمك، يا عديمة الكرامة.
وقفت مصدومة، مذهولة، تسأل نفسها هل قال ما سمعته فعلا أم أنها تتوهم؟ ولكن لا، لقد ثقبت الكلمة أذنها وعبرت للأذن الأخرى فكيف تتوهم؟! لقد نعتها بعديمة الكرامة فعلا!!
خرجت من الغرفة متحفزةً للقتال، ذهبت إلى حيث يجلس بالشرفة وقالت بغضب:
_ ماذا قلت؟ هل نعتّني بعديمة الكرامة للتو؟
نظر إليها ببرود وهو يمسك بهاتفه بهدوء وقال قاصدا استفزازها:
_ أجل، وقبلها قلت يا بلهاء يا ساذجة. لا تنسي ذلك.
ثارت ثائرتها واستشاطت غضبا وقالت:
_ سأكون بلهاء وساذجة فعلا إن رأيت وجهي مجددا يا قاسم.
واتجهت صوب الغرفة الثانية ودخلت ثم أغلقت الباب من الداخل بينما قاسم يراقب ما يحدث باندهاش وغير تصديق وظل يتمتم وهو يرفع ناظريه إلى السماء ويقول:
_ يا رب ألهمني الصبر، أتوسل إليك أن تمر الشهور التسعة بسلام، يا ربي أرجوك لا تسلّط عليها هرموناتها فلديها من الجنون ما يكفي.
/////////////////////
يتبع.
حب_في_الدقيقة_التسعين!
• تابع الفصل التالى " رواية حب فى الدقيقة تسعين " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق