رواية حب فى الدقيقة تسعين الفصل الرابع والثلاثون 34 - بقلم نعمة حسن
_٣٤_
~ ظُلُمـات!! ~
________
_ قاسم، قاسم هو من أعطاني السم!
_ ومن قاسم؟
ابتلعت لعابها بتوتر وقالت:
_ ابن عمي.. و.. كان يحبني.
مط شفتيه متمهلا ثم سألها:
_ وما الذي دفعه لإعطائك السم؟ ما السبب؟
بدأت تفرك يديها بتوتر بالغ وقالت وهي تتحاشى النظر إلى الضابط الذي استشف كذبها فورا فقالت:
_ قاسم كان يحبني، وفعل الكثير من أجل أن أحصل على الطلاق ونتزوج، ولما يئس أن يطلقني عبدالله اقترح أن نقتله.
مط شفتيه مجددا وهو يهز رأسه ويستمع إليها بهدوء ثم قال:
_ معنى كلامك أنكِ تحبينه أيضا.
قالت بحدة:
_ لا، أقصد نعم.. في الأساس كنا مخطوبين ولكن حدثت بعض العوائق ولم نتزوج.
نظر إليها محاولا السيطرة على جميع سكناتها وانفعالاتها وقال:
_ ما هي تلك العوائق ؟
ابتلعت ريقها بخوف وقالت:
_ دخل السجن، وبعدها تزوجت من عبدالله ابن عمي.
_ ولمَ دخل السجن؟
حكت جبهتها بتوتر وقالت:
_ قضية قتل خطأ..
زم شفتيه بتعجب وقال:
_ أي أنه قاتل سابق.
أومأت برأسها أن نعم فقال:
_ ومتى أعطاكِ قاسم السم؟
نظرت إليه بتوتر وقالت:
_ قبل مغادرتي المدينة بيوم، قام بالاتصال بي واقترح علي هذا المخطط الذي نفذته وقال أننا يجب أن نتخلص من عبدالله كي نتزوج.
_ وأنتِ وافقتِهِ على مخططه هذا بكل سهولة، أليس كذلك؟
_ في البداية كنت مترددة ولكنه طمأنني وأخبرني أننا سنتزوج بعدها.
_ فوافقتِ وقابلتِه في اليوم الذي غادرتِ فيه المدينة وأخذتِ منه السم، أليس كذلك؟
أومأت بموافقة وقالت:
_ صحيح.
نظر إليها رافعا حاجبيه بتعجب، ثم قال:
_ ولكنكِ قلتِ أنكما تقابلتما قبل مغادرتك بيوم!
شحب وجهها وارتجفت بخوف ثم قالت بتلعثم:
_ أجل، لقد توترت فجأة لذلك قلت أنه في نفس اليوم..
أومأ متفهما وقال:
_ حسنا، على كل حال اعترافك هذا في صالحك بالتأكيد.
هز رأسه بهدوء وقال:
_ هل لديكِ شيئا تريدين إضافته ؟
أومأت أن لا، فنادى على العسكري وطلب منه أن يعيدها إلى الحجز.
________
كانت حياة تجلس بالشرفة شاردةً وكلام والدتها يدور برأسها كالنحلة الطنانة مسببا لها أرقًا شديدًا.
انتبهت إلى صوت خطوات قاسم الذي جلس بجوارها وأحاطها بذراعه قائلا:
_ ما بكِ حياتي؟
نظرت إليه مطولا وحديث أمها يتردد برأسها مسيطرا على كافة حواسها فلاحظ قاسم شرودها فقال:
_ أعرف أن حالة عمي هي سبب حالتك تلك..
قاطعته حياة قائلة بتردد:
_ قاسم، أمي سمعتك وأنت تتحدث إلى المحامي عن قضية عنبر وتقول له حرفيا " مِثل أولئك المجرمين لا ينبغي أن تكون عقوبتهم أقل من الإعدام كي يكونوا عبرة لغيرهم ".. هل أنت قلت هذا فعلا ؟!
ظل ينظر إليها بتعجب صامِتٍ فنظرت إليه بعيونٍ لامعة بالدموع، متوسلة، وقالت:
_ أمي تكذب أليس كذلك؟!
قطب جبينه وقال:
_ هل سمعتني؟
تساءلت بنفاذ صبر وقلق:
_ أرجوك قاسم أخبرني أنها تكذب..
تعجب إصرارها وقال بهدوء:
_ لا حياة، أمك لا تكذب، ولكني …
وفجأة بتر كلماته عندما استمع لصوت طرقات عنيفة على باب الشقة فنظرا لبعضهما البعض ونهض قاسم من مكانه فورا متجها نحو الباب وفتحهُ ليتفاجأ برجال الشرطة أمامه وأحدهم يقول:
_ أنت مطلوب للتحقيق.. تفضل معنا.
صرخت حياة بفزع وركضت نحوه وتشبثت بذراعه بينما هو يقف مذهولا وكأنه لم يستوعب ما قاله بعد ، إلا عندما شعر بنفسه يتحرك لا إراديا برفقتهم نحو السيارة فقال بصدمة يشوبها الخوف:
_ لماذا؟ ماذا فعلت أنا؟
_ بقسم الشرطة ستعرف.
نظر خلفه إلى حياة التي كانت تهرول وتدور حول نفسها بتشتت وضياع وقال بصوتٍ مرتجف:
_ حياة، أبلغي المحامي فورا، وأبلغي عزيز، لا تبقي بمفردك هنا، اعتني بنفسك جيدا.
نظرت إليه حياة بتيهٍ شديد وكأنها ترى كابوسا وتحاول أن تخرج منه بأقصى سرعة.
ركب قاسم سيارة الشرطة وتحركوا به إلى القسم، وفور وصولهم اتجهوا نحو مكتب رئيس المباحث.
دخل قاسم وأمارات الدهشة لا تزال محفورة على معالم وجهه، وقف أمام الضابط الذي كان يشمله بنظراته التفحصية ثم قال:
_ إذًا أنت قاسم!
نظر قاسم إليه بتعجب وقال:
_ نعم أنا، هل يمكنني معرفة سبب وجودي هنا؟
ابتسم الضابط وهو يتحرك في كرسيّه بتسلية وقال:
_ أنت متهم بمساعدة عشيقتك في قتل زوجها حيث اشتريت لها السم الذي وضعته له في الطعام.
اتسعت عينيّ قاسم بذهول وألجمت الصدمة لسانه؛ فأخذ يحملق به بصمت وما إن وجد صوته حتى قال باستنكار شديد:
_ ماذا؟!!
_ كما سمعت، المتهمة عنبر صالح الحداد ابنة عمك اتهمتك في أقوالها أنك أنت من ساعدتها في قتل زوجها المجني عليه عبدالله ناجي الحداد ، حيث اشتريت لها السم الذي وضعته في الطعام الذي تناوله عبدالله ومات على الفور، بل وقالت أنك أنت من حرضتها على قتله وبررت ذلك أنك ستتزوجها بعد وفاته.. ما ردك على اتهامها ؟
هز قاسم رأسه بعدم استيعاب وقال:
_ مستحيل، هذا لم يحدث أبدا، أنا لم أفعل ذلك.
_ إذًا لماذا اتهمتك بهذا الاتهام؟ هل بينكما عداوةً ما؟
أومأ قاسم برفض وقال:
_ لا، المفترض أنه لا.. هي ابنك عمي و شقيقة زوجتي..
قاطعه الضابط قائلا:
_ شقيقة زوجتك؟
_ أجل، لقد تزوجت من أختها في نفس اليوم الذي وقعت به الحادثة..
_ غريب، ولكنها لم تذكر تلك المعلومة، كل ما قالته أنك تحبها وكنت تسعى دوما لتطليقها من زوجها.
نبتت ابتسامة مقتضبة ساخرة على زاوية فمه وقال باستنكار:
_ مستحيل..
تساءل الضابط بصوته الرخيم الذي يبعث القلق في النفس وقال:
_ متى رأيتها آخر مرة قبل وقوع الحادث ؟!
شرد قاسم وهو يحاول تذكر متى كانت آخر مرة رأى بها عنبر قبل الحادث ثم قال:
_ آخر مرة كانت قبل حادثة موت عبدالله بيومين، تعرضت زوجتي للخطف ورأيتها يومها بجانب أختها ، بعدها بيومين عقدت قراني واكتشفنا أنها قد اختفت، قمنا بالاتصال بها وهي من أبلغتني بكل ما حدث وذهبنا إليها على الفور.
_ أي أنك لم ترَها قبل الحادث بيوم؟
_ لا.
_ ولم تتحدث إليها؟
_ لا، أساسا أنا لا أعرف رقم هاتفها، ثم ما الذي سيجعلني أهاتفها؟ أقول لك هي مجرد ابنة عمي و أخت زوجتي فقط لا غير.
أومأ الضابط متصنعا التفهم، ثم قال:
_ حسنا، على كل حال ستبقى بالحجز لأربعة أيام على ذمة التحقيق.
ثم نادى العسكري قائلا:
_ خذه إلى الحجز.
نظر إليه قاسم بصدمة وهز يده برفض وقال بحدة:
_ لا، لن أذهب إلى أي مكان، أنا لن أدخل الحجز مهما فعلت.
تجاهله الضابط ونظر إلى العسكري قائلا:
_ خذه إلى الحجز، تحرك.
سحب العسكري قاسم للخارج، فخرج من المكتب ليجد حياة بانتظاره ، تقف وحيدةً ، تبكي بانهيار ولوعة وما إن رأته حتى ركضت صوبه وتشبثت بعنقه فضمها إليه وقال:
_ اهدئي حياة، لا تقلقي الموضوع بسيط..
نظرت إليه بعينين باكيتين وقالت:
_ ماذا حدث؟ لماذا قبضوا عليك؟ أنت لم تفعل شيئا.
_ مجرد سوء فهم لا تقلقي، هل اتصلتِ بوجدي المحامي ؟
_ اتصلت ولكنه خارج البلاد ، سيصل غدا.
زم شفتيه بأسف وقال بابتسامة مصطنعة:
_ لعله خيرا، اعتني بنفسك ، اتصلي بأمك وأبلغيها كي تأتي وتبقى برفقتك..
وتحدث وهو يسير قسرا مع العسكري وقال:
_ اعتني بنفسك جيدا حياة.
غاب عن أنظارها فوقفت تبكي بانهيار وضياع وهي تشعر أنها كالغريق لأول مرة، تبحث عن قشة لتتشبث بها.
//////////
عادت إلى الشقة وقامت بالاتصال بوالدتها مرارا ولكنها لم تجب، فقامت بالاتصال بعزيز وأخبرته بما حدث:
_ عزيز، لقد تم القبض على قاسم منذ قليل.
تساءل عزيز بفزع قائلا:
_ ماذا؟ كيف حدث؟ ولمَ؟!
_ لا أعرف لم يخبرني بشيء، قال أنه مجرد سوء تفاهم ولكنني أشعر بأن الأمر أكبر بكثير.
_ حسنا، أنا سآتي إليكم على الفور، هل زوجة عمي برفقتك؟
أكملت وصلة بكاءها وقالت بحزن:
_ لا، هي بفندق وأنا في البيت!
تعجب ما قالته ولكنه لم يعقب ثم قال:
_ حسنا، أنا سأتصل بها حالا وأخبرها لا تقلقي، اعتني بنفسك حياة لحين مجيئي إليكم.. مع السلامة.
جلست بالشرفة على نفس مقعد قاسم وأخذت تبكي بانهيار وهي تردد:
_ لا، قاسم لم يفعل شيئا، أيا كان السبب الذي قبضوا عليه لأجله اليوم فلن أصدقه، قاسم لم يفعل شيئا أنا أثق به.
وفجأة انقطعت عن البكاء وهي تردد بصوت بارد، خالِ من الحياة وقالت:
_ ولكنه لم ينكر!
رفعت رأسها تنظر أمامها بشرودٍ واهٍ وشعرت بغصةٍ بقلبها وهي تقول:
_ قاسم لم ينكر، قال أن أمي لم تكذب! أي أنه قال ما قاله فعلا وأمي لم تفترِ عليه كما كنت أظن!
وطفقت تبكي من جديد فأحاطت وجهها بكفيها وأجهشت بالبكاء وهي تردد بحسرة قاتلة:
_ يا إلهي، هذا مستحيل، أيعقل أنه استغل الفرصة كي ينتقم منها عما فعلته سابقا؟ ولكن لا.. قاسم كان قلقا على عنبر فعلا، ثم أنه لن يستغلها بتلك الظروف! يا إلهي.. لا أعرف شيئا، أنا لا أعرف شيئا.
بعد حوالي نصف ساعة..
ارتفع رنين جرس الباب فذهبت لتفتح وفوجئت بأمها فانهارت وارتمت بأحضانها وأخذت تبكي وهي تقول:
_ أمي، لقد قبضوا على قاسم.
ربتت صفية على ظهرها ودخلت برفقتها وأوصدت الباب ثم ساعدتها لتجلس وجلست بجوارها، ثم ضمتها لصدرها وهي تمسح فوق رأسها قائلة:
_ أرأيتِ حياة كيف كانت امك محقة ؟ صدقيني قاسم هذا دمه قد تشبع بالانتقام وأصبح لا يرى غيره، أصبح كل غايته الانتقام ومن صمم بلوغ الغاية استهان بالوسيلة، هذا ما فعله زوجك ومازال يفعله ، صدقيني لازالت هناك صدمات مخبأة نحن لا نعلم عنها شيئا.
كانت حياة تتشبث بحضن أمها وهي تردد بهيستيرية:
_ لا أصدق، قلبي يؤلمني أمي.. لقد اعترف لي أنه قال ما قاله فعلا..
ظهر الغِل والحقد بنبرتها فجأة وهي تقول بتحفز وطاقة غضب كبيرة:
_ أرأيتِ؟ ويعترف بكل وقاحة الوقح الجبان، أخبريني حياة هل لا زلتِ تتمسكين به وترينه ملاكك الحارس؟ بعد ان اعترف أنه يتآمر على أختك المسكينة وأنه خدعنا وخان ثقتنا وبالأخص ثقة والدك، وبعد أن تم القبض عليه والله أعلم ما هي تهمته هذه المرة، هل لا زلتِ ترينَه رجلا مثاليا يستحق أن تسمينه زوجا! لقد اعترف لكِ بكل بساطة أنه كان يتمنى أن تحصل أختك على حكم بالإعدام .. يا ويلي، ما كل هذا الحقد الأسود الذي يملؤه! هل ستبقين زوجة لرجل حاقد بقلب مظلم كهذا؟! صدقيني ستندمين.
كانت حياة تستمع لما تقوله أمها بقلبٍ مكسور، تود الصراخ بها وتود أن تقول لها اصمتي، لا تتحدثي عن زوجي بتلك الطريقة، ولكنها لم تجد صوتها لتقل ذلك، جزءا كبيرا من كلام أمها صحيحا إن لم يكن كله، هي تعرف قاسم، وتعرف كيف سلك طريق الانتقام دون أن يرف له جفن، لقد ظلم أناسا كثيرون بطريقهِ ولم يكتفِ بعد، لذا لا تستبعد أنه قرر الأخذ بثأره من عنبر جرّاء ما فعلته معه وكيف أنها تسببت بسجنه قبل عشر سنوات.
حاولت أن تقنع نفسها أنه قاسم، حبيبها، الرجل الذي تثق به ثقة عمياء، أنه ليس دنيئا بذلك القدر الذي يجعله يتمنى الموت لأختها بتلك الطريقة البشعة، ولكنها وجدت كل أصابع الاتهام تشير إليه.
مسحت صفية على رأسها وهي تقول بحنوٍ صادق:
_ هيا حبيبتي، انهضي وخذي حماما وبدلي ملابسك واذهبي لسريرك، يجب أن نرتاح قليلا.. ولا تقلقي أمك لن تتخلى عنك أبدا، حتى وإن كنت غاضبة منك ومن غبائك ولكني لن أتحمل رؤية دموعك الغالية حبيبتي..
ثم رفعت يديها إلى الأعلى وهي تدعو قائلة بتأثر:
_ يا رب اجعل بناتي في عنايتك وحفظك يا إلهي.
ونهضت وهي تساعد حياة لتقف برفقتها وقالت:
_ هيا حياة، تعالي ونامي بجواري حبيبتي ، لا تقلقي طالما أن أمكِ بجواركِ، لا تخافي أبدا.
____________
كان قاسم يجلس بالحجز، يتطلع حوله بقهر، والنار تلتهم قلبه مع شعور بالظلم يتغلغل بداخله فجعله يسند جبهته على كفيه وهو يتمتم بعجز وقلة حيلة:
_ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
تهادى إلى عقله صوت الضابط وهو يخبره باتهام عنبر؛ فأحس بأنه يملك قلبا أشبه بجمرة النار المتقدة، تحرق جوفه وتلتهم كل ذرة سلام كان يدخرها ثم حولته لإنسان مليء بالحقد مرة أخرى، إنسان كان قد شارف على التخلص منه ولكن للقدر رأيًا آخرا.
أغمض عينيه ولسانه لا يتوقف عن ذكر الله ومناجاة ربه لكي يخرجه من تلك الظلمات وبداخله يثق أن تلك الغمة لن تطُل.
وفجأة تذكر حياة، نبض حياته، الإنسانة الوحيدة التي استطاعت أن تمسح بابتسامتها على قلبه الحزين وتشفي آلامه، الوحيدة التي تمكنت من النفاذ لداخل قلبه ومداواته بالطريقة التي كان يظنها مستحيلة، حياة كانت ولازالت طوق نجاته فعلا.
تنهد بعجز وعاد ليلازم لسانه الذِكر والتوسل إلى الله بقلبٍ منفطر وهو يقول:
_ يا رب أتوسل إليك لا تجعلني أتذوق مرارة الظلم مرة أخرى.
__________
لم تنم تلك الليلة، ولم يعرف النعاس سبيلا لجفنيها، ظلت طوال الليل ساهرةً تقف بين يدي ربها تناجيه كي يكشف الحق.
شعورًا قويًا كان يؤكد لها أنه مظلوما بالرغم من اعترافه لها وعدم إنكاره، وهذا ما جعلها تغوص في بحور من الكآبة والشك.
وما إن دقت الساعة الثامنة حتى ارتدت ملابسها سريعا وخرجت متجهة إلى القسم حيث يتم احتجاز قاسم.
خرجت دون أن تخبر والدتها لأنها تعرف أنها لو أخبرتها ستمنعها بالتأكيد لذا حسمت قرارها وغادرت، ولكنها لم تعرف أن والدتها خرجت بعدها فورا واستقلت سيارة أجرة وطلبت من السائق أن يتتبعها حتى رأتها تدخل لقسم الشرطة فلحقت بها.
دخلت حياة إلى القسم فالتقت بعزيز الذي كان ينتظر بالخارج أمام مكتب رئيس المباحث ، فركضت إليه مسرعةً وهي تقول بلهفة:
_ عزيز، ماذا حدث معك؟ هل رأيته؟
_ إهدئي حياة، لقد رأيته، لقد تم استدعائي للإدلاء بشهادتي، وهو الآن برفقة المحامي يتم التحقيق معه مرة أخرى.
_ ماذا أخبرك المحامِ؟ هل عرفت سبب القبض عليه؟
نظر إليها آسِفًـا وهو يومئ بموافقة ثم قال:
_ أجل.
ابتلعت ريقها بوجل وتساءلت بترقب :
_ ما السبب؟
_ عنبر تتهمه أنه من أعطاها السم الذي وضعته لعبدالله في الطعام!
في تلك اللحظة ظهرت صفية التي طالعتهما بصدمة وهي تقول:
_ ماذا؟ هو من أعطاها السم؟! كنت أشعر بذلك، أقسم أنني كنت أشعر أن هذا الحقير هو من أوحى لها بذلك التصرف المجنون.
شهقت حياة بصدمة فوضعت كفيها على فمها تكتم شهقاتها الفَزِعة وقالت:
_ مستحيل.. قاسم لا يفعل ذلك أبدا.
تهاوت على المقعد الموجود خلفها بذهول وظلت تردد بصدمة منافية لكل منطق:
_ قاسم لا يفعل ذلك أبدا.
حينها اقتربت منها أمها وجلست على المقعد المجاور لها وهي تقول:
_ حقا؟ هل لازلتِ مصممةً على الدفاع عنه بعدما سمعتِه بأذنيكِ؟ أختك اعترفت أنه من أعطاها السم.
_ لا مستحيل..
_ يا رب صبرك، كيف مستحيل يا غبية؟ هل أختك ستكذب مثلا في ظروفها تلك؟ هل أنتِ بلا عقل يا ابنتي؟ ألم تقولي بنفسك أنه اعترف لكِ بما قاله، ماذا تنتظرين كي تصدقي أنه مجرم فعلا وأنكِ انخدعتِ به؟
انفرج الباب وظهر قاسم والمحامي ، نظر إلى حياة بلهفة قائلا:
_ حياة، هل أنتِ بخير؟
نظرت إليه ، ونهضت لتقترب منه وهي لازالت تطالعه بنفس الوجوم، ثم وقفت أمامه مباشرةً ونظرت إلى عينيه قائلةً:
_ هل فعلت ذلك فعلا؟! هل أنت من أعطيت عنبر السم؟
نظر إليها بعيون مستنكرة ووجهٍ شاحب، بينما هي تقف أمامه كمن ينتظر حكمًا بالموت..
ظل ينظر إليها بصمت لدقائق مرت ثقيلة كأنها ساعات فقالت بترقب وألم:
_ أرجوك قل لا، قل أنك لم تفعل وسأصدق ما ستقوله دون ذرة شك.. إن قلت أنك لم تفعل هذا سأصدقك وأقف إلى جوارك مهما حاولت أمي الضغط علي..
ابتسم بمرارة وحسرة ونبت الدمع بعينيه وقال بصوتٍ مهزوز:
_ وإن قلت أنني فعلت؟
نظرت إليه بصدمة ألجمت لسانها بينما صدح صوت والدتها من خلفها وهي تقول:
_ أيها الوقح الخائن، وتعترف بكل وقاحة؟! اللعنة على شيطانٍ مثلك.
نظر قاسم إلى حياة وهو يرى الضياع والتشتت على ملامحها مما جعله يتجرع مرارة الشك التي تركت في حلقه غصةً وقال:
_ تكلمي حياة، إن قلت أنني لم أفعل ستصدقيني دون شك، وإن قلت أنني فعلت ماذا ستفعلين أنتِ؟!
ابتلعت لعابها بجمود ونظرت إليه بعينين مجروحتين وقصف صوتها المهزوز بجملةٍ مميتة:
_ إن قلتَ أنك فعلت سأذهب من هنا ولن أنظر خلفي مرةً أخرى! ولكني أريد معرفة الحقيقة أولا، أرجـوك أجبني.
ابتسم ابتسامة قصيرة لم تصل إلى عينيه وقال بصوتٍ ميت وهو يتفحص ملامحها التي ظهرت وكأنها ملامح لامرأة أخرى، امرأة قاسية لم يعرفها يوما، امرأة غير حياة التي أحبها بالتأكيد:
_ سأُجيبك حياة، صدقيني جوابي سيصلك أسرع مما تظنين!
نظر إليهما المحامي باستغراب ثم تشدق بما أصاب حياة بالصدمة فقال:
_ الحمد لله ، لقد تم الإفراج عن قاسم لعدم ثبوت التهمة الموجهة إليه.
` قبل قليــــل في مكتب رئيس المباحث`
كان قاسم يجلس على المقعد بخوف وترقب، ومقابله يجلس وجدي المحامي الذي يتحدث إلى الضابط بكل ثقة وهو يقول:
_ كما هو مثبت أمامك يا حضرة الضابط في تسجيل كاميرات المراقبة الخاصة بمعرض السيارات الخاص بقاسم أنه لم يغادر المعرض في اليوم السابق للحادث إلا في تمام الساعة الثانية صباحا، وهناك شهود على ذلك. ومنهم عزيز ابن عم كلا منهما وشقيق المجني عليه، وهذا يثبت كذب وادعاء المتهمة عنبر التي اتهمته أنه قابلها في ذلك اليوم وجها لوجه وأعطاها السم.
ومد يده له بقرص مدمج وهو يقول:
_ على الجانب الآخر هذا مقطع من كاميرات المراقبة الموجودة في محيط محطة القطار الذي استقلته عنبر يوم الحادث انتقالا من مدينتها لمدينة أخرى وفي ذلك التسجيل تظهر عنبر وقد نزلت من القطار ثم سارت للشارع المواجه للمحطة، ومن خلال تفريغ كاميرات موجودة بذلك الشارع ظهرت عنبر وهي تدخل صيدلية صغيرة اسمها الجلاد كما يظهر أمامك بالمقطع..
تحدث الضابط مقاطعا له باستنتاج وقال:
_ عند معاينة موقع الحادث وتفتيش مقتنيات الغرفة تم العثور في حقيبة يد المتهمة على كيس بلاستيكي صغير يحمل شعار الصيدلية واسمها " صيدلية الجلاد " !!
أومأ المحامِ مؤكدا بابتسامة ثقة ظهرت على جانب شفته وقال:
_ تماما كما قلت حضرتك.. وهذا يدل بالدليل القاطع على أنها هي من اشترت السم من هذه الصيدلية بنفسها وليس قاسم من أعطاه لها كما ادّعت.
أومأ الضابط متفهما بينما أكمل المحامي ما كان بصدد قوله وقال:
_ ولزيادة التأكيد هذا كشف من شركة الاتصالات التابع لها شريحة هاتف المتهمة، يظهر في هذا الكشف جميع المكالمات التي تلقتها عنبر في ذلك اليوم وكلها للمجني عليه، وكما هو موضح أمام حضرتك لا وجود لرقم قاسم أبدا ولا لأي رقم غير معروف، فكيف قام بالاتصال بها والاتفاق معها على هذه الخطة الشيطانية كما ادعت هي؟!
نظر إليه الضابط مؤيدا ونظر إلى قاسم الذي ظهر الارتياح جليًا على وجهه فتابع المحامي وقال:
_ لذا أطالب بالإفراج عن موكلي من سرايا النيابة، بل وأطالب بمعاقبة المتهمة عنبر بتهمة الاتهام الباطل حتى تكون عِبرة لكل من تسوّل له نفسه الافتراء على الغير واتهامهم بالباطل.
الآن _________________``
نظرت حياة إلى المحامي بصدمة، وكأنها توقعت أن يقول عكس ذلك، ثم نظرت إلى قاسم الذي كان يطالعها بنظرات خائبة مقهورة وقبل أن تفتح فمها وتنطق كان قد اختفى من أمامها.
تحدث المحامي قائلا موجها كلامه لصفية:
_ بالمناسبة ، المتهمة عنبر طالبت بتغيير المحامي ، لذا أعلنت انسحابي كمحامِ لها، من الآن فصاعدا هذه ليست قضيتي.
ولَحِق بقاسم حتى ينهيان بعض الإجراءات وبعدها يخرجان.
بينما وقفت حياة في مكانها تنظر حولها يمينا ويسارا بضياع ثم أمسكت برأسها في تعب وإعياء شديد وهي تقول:
_ مستحيل، كل ما يحدث معي هذا مستحيلا، ماذا حدث للتو؟ هل خرج قاسم؟ أي أنه برئ وأنا ظلمته عندما شككتُ به ؟ ولكن كيف يكون مظلوما وقد اعترف بما قاله؟ وإن كان بريئا فعلا فلما اتهمته عنبر بذلك الاتهام الشنيع؟ أنا لا أفهم شيئا!!
ثم نظرت إلى أمها التي كانت تجلس شاردةً وكأنها مغيبة عن الواقع وقالت:
_ لماذا تصمتين؟ تكلمي أمي لماذا تصمتين الآن بالتحديد؟! قولي شيئا أرجوكِ.
تحدثت أمها بتيه شديد يبتلعها ويدخلها في دوامة لا نجاة منها فقالت:
_ لا أعرف ماذا أقول.
صرخت بها حياة قائلة بانفعال:
_ ماذا يعني لا تعرفين ماذا تقولين ؟ أين ذهب كلامك وتحذيرك وشكوكك ضد قاسم؟ أين ذهبت أوهامك التي نجحتِ في زرعها برأسي الغبي هذا؟ هيا تكلمي، قولي شيئا أرجوكِ لا تتركيني هكذا!
حينها تحدث عزيز الذي كان يقف متفرجا وقال بأسف:
_ هيا حياة، لا بد أن نتحرك.
نظرت إليه بحزن فقال:
_ هيا حياة، سنتحدث لاحقا ولكن علينا أن نغادر حالا، هيا.
خرجوا جميعهم وحياة تسير الهوينا كمن تسير بدرب الضياع، تنظر حولها وهي تبحث عن قاسم فقال عزيز بعد أن فهم نظراتها:
_ قاسم لم يخرج بعد، هناك بعض الإجراءات التي يتوجب عليهم القيام بها أولا.. هيا سأستوقف لكما سيارة أجرة تقلكما للشقة وأنا سأنتظر برفقة قاسم.
نظرت إليه حياة وهي تبكي ثم قالت بعد تردد :
_ سأنتظر برفقتك.
حك ذقنه بحرج وقال:
_ لا أظن أن هذا سيكون لائقا الآن، لا تضغطي عليه أكثر.
آثرت حياة الصمت واستقلت السيارة التي استوقفها عزيز برفقة والدتها وعادتا إلى الشقة، بينما ظل عزيز برفقة قاسم إلى أن ينتهي من الإجراءات ويخرج.
________
عادت حياة إلى الشقة، دخلت وهي تجر أذيال الخيبة والندم، توجهت صوب غرفتها وأوصدت الباب بعد أن رفضت الحديث مع والدتها؛ فلديها ما يكفيها أساسا وآخر ما قد تحتاجه الآن هو نقاشًا عقيمًا بينهما سيصل في النهاية للاشيء.
دخلت الغرفة وتهاوت على فراشها وظلت تبكي بندم وهي تحدث نفسها وتقول:
_ ماذا فعلتِ يا حياة؟ كيف قلتُ ما قلته؟ قاسم لن يسامحني أبدا..
ارتفع صوت طرقات والدتها على باب الغرفة وهي تقول:
_ حياة افتحي يجب أن نتحدث.
وضعت كفيها فوق أذنيها تحجب عنهما صوت والدتها وهي تتحدث بخفوت وتقول:
_ ابتعدي، أرجوكِ ابتعدي، كفى..
_ افتحي حياة يجب أن نتحدث، خروجه من هذه التهمة كخروج الشعرة من العجين لا يعني براءته أبدا، وإنما يثبت كفاءة المحامي اللعين الذي تولى الدفاع عنه، أنا لا زلت عند رأيي، أختك لن تكذب أبدا.
كانت حياة تصم أذنيها بقوة وهي تبكي ولكن بالرغم من ذلك كان صوت والدتها وهراءها المقيت يصل إليها قسرا مما جعلها تفقد أعصابها وتصرخ بجنون وهي تقول:
_ كفى، اصمتي .. لا تتحدثي مرة أخرى كفى، أرجوكِ اصمتي!
وأخذت تقذف كل ما تطاله يديها نحو الباب بهيسترية وهي تصرخ:
_ كفى أمي، أرجوكِ دعيني وشأني .. أرجوكِ.
انقطع صوت والدتها فعلمت أنها ابتعدت، فهدأت نسبيا وأسندت رأسها فوق وسادتها وظلت تبكي بصمت، دقائق طويلة مرت عليها كالدهر حتى استمعت لرنين جرس الباب فهرولت لتفتح وفوجئت عندما رأت قاسم وعزيز برفقته.
وقفت أمامهما وعينيها مثبتتين نحو قاسم الذي كان يطالعها بقهرٍ لو علمته لتمنت الموت، تيبست عظامها فلم تقوَ على الحركة بالرغم من أن كل جوارحها كانت تصرخ نداءً له.
دخل قاسم متوجها لغرفته على الفور دون أن ينبس بكلمة، دخل إلى الحمام وأخذ حماما سريعا وبدل ملابسه، ثم خرج والتقط أغراضه من جزدان وهاتف ومفاتيح السيارة، ثم خرج من الغرفة ليجد الجميع بانتظاره..
عزيز، صفية وحياة الثلاثة يقفون مترقبين فنظر إلى صفية نظرة مطولة أربكتها وجعلت الدم يفر من عروقها ثم قال بصوتٍ هادئ يناقض الإعصار الذي يحاول إخماده بداخله وقال:
_ لمعلوماتك زوجة عمي العزيزة، عندما سمعتيني وأنا أتحدث عن حكم الإعدام وما شابه كنت أقصد خالد.. هل تذكرينه؟ هذا الطبيب المختل الذي قام بخطف ابنتك وكان على وشك اغتصابها لتواجه نفس مصير ابنتك المحترمة عنبر التي اتهمتني زورا للتو.
ابتلعت صفية ريقها بوجل وهي تستمع إليه بينما استطرد هو قائلا:
_ ولكنكِ معذورة، امرأة بطبعها تكرهني وتحقد عليّ منذ الصِغر، تكرهني لمجرد أنني ابن غالية التي كانت تكرهها وتحقد عليها أيضا، أليس ما أقوله صحيحا يا زوجة عمي؟ ألم تكوني تكرهين أمي لمجرد أنها كانت محبوبة من الجميع على عكسك أنتِ؟ ألم تحرضي الجميع ضد أمي يوما ما وتتهمينها أنها على علاقة بعمي ناجي؟ أعرف أنكِ مصدومة.. لم تتوقعِ أن أكون محتفظا بهذا الهراء بذاكرتي أليس كذلك؟ ولكن للأسف أنا لا أنسى أي إساءة أبدا توجهت إلى أهلي أو إليّ.
ثم نظر إلى حياة وكأنه يخبرها بأن الشق الأخير من كلامه موجهًا إليها بالتحديد وعاد بنظره لأمها وقال:
_ لذلك لم أتعجب عندما اتهمتِني كل تلك الاتهامات السابقة، لأني أعرف مقدار كرهك لي، حتى ولو كنتِ سمعتِ الحوار كاملا كنتِ ستفضلين فهمه بطريقة خاطئة حتى لو كان واضحا وضوح الشمس، لماذا؟ لأنكِ تكرهيني.
ونظر إلى حياة التي تقف وأمارات الذهول ترتسم على محياها بوضوح وقال بنبرة مهزوزة:
_ وظلم من يحمل لنا ضغينةً لا يعنينا لأنه يكون متوقعا ومفهوما، أما ظلم من نحبهم ونظن أنهم يحبوننا لا يكون هينا أبدا.. ظلمهم يكون مُرًا بالقدر الذي يكفي لأن يجعلنا نتمنى الموت قبل أن نرى نظرة اتهام أو أن نسمع نبرة شك منهم، مُر جدا.
أوصدت حياة عينيها وهي تبكي بندم وأسف ووضعت يدها موضع قلبها بتعب ما انفك أن ازداد وهي ترى قاسم ينوي الرحيل متجها نحو الباب فاستوقفه عزيز قائلا:
_ أين ستذهب قاسم؟
_ سأغادر، لم يبقَ ما يستحق بقائي هنا..
لم يجد ما يقوله فهو يعرف أنه الآن كالبركان على وشك الثوران خاصةً بعد ما قالته حياة فحاول استجدائه قائلا:
_ و عمك؟ هل ستتركه بتلك الحالة وتغادر؟
نظر إليه قاسم ببرود قائلا:
_ ولكنه عمك أيضا ويتوجب عليك الاعتناء به قليلا، ثم أنني سبق واعتنيت بالجميع وفي النهاية جعلوني مجرما.
ونظر إليهم قائلا:
_ بالمناسبة، لقد تنازلت عنبر عن المحامي .. حقيقةً لقد فعلت خيرا، بعد ما فعلته لم يعد لدي استعدادا لدفع مبالغا مهولة للدفاع عنها، وبالنسبة لقضية الطبيب المبجل سيتم الحكم فيها آخر الأسبوع وأتمنى أن ينال العقاب الذي يستحقه.. ولا زلت عند رأيي.. مِثل أولئك المجرمين لا ينبغي أن تكون عقوبتهم أقل من الإعدام
اهتز بدن حياة التي هرولت نحوه وتشبثت بذراعيه وهي تنظر إليه باستعطاف وتقول:
_ قاسم، أنا آسفة، صدقني كنت مشتتة وكلام أمي هو…
قاطعها قائلا بحدة:
_ أذكر أنني حذرتك وقلت لكِ أنها أعلنت الحرب عليّ وستحاول جاهدةً للتفريق بيننا، كما أذكر أنكِ أجبتني وقتها بثقة أنها لن تستطيع فعل ذلك، ولكنه كان كلاما لا أكثر.
قالت وهي تبكي بحسرة:
_ ولكنك اعترفت أنك قلت هذا فعلا.. هذا ما شتتني أكثر صدقني.
_ اعترفت لأنني قلته فعلا، ولكنكِ لم تكلفي نفسك عناء الانتظار والتريث حتى أشرح لكِ الحقيقة كاملة وفورا أصدرتِ الأحكام أنتِ ووالدتكِ .. التي وبالمناسبة لن تهنئ ولن يرتاح لها بالا حتى تراكِ محطمة مقهورة كأختك تماما.
كانت تهز رأسها برفض ويأس وهي تذرف الدموع بخوف وتقول:
_ أرجوك سامحني، أنا آسفة.
ابتسم ابتسامة حزينة منكسرة وقال:
_ أسامحك حياة، ولكني أتذكر أنكِ كنتِ تريدين جوابا وأنا أخبرتكِ أنني سأجيبك بشكل أسرع مما تظنين.. وأنا الآن جاهز للإجابة.. أنتِ طالق حياة!
___________
يتبع
حب_في_الدقيقة_التسعين!
• تابع الفصل التالى " رواية حب فى الدقيقة تسعين " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق