رواية حب فى الدقيقة تسعين الفصل التاسع عشر 19 - بقلم نعمة حسن
_١٩_
~ نحن لا ننجب شياطين! ~
____________
وصل صالح إلى البيت ومعه عبدالله الذي قام بفتح الباب ودخل فتبعه صالح الذي تفاجأ بابنته في حالة يرثى لها من شدة البكاء وما إن رأت والدها حتى هرعت إليه واحتضنته وهي تردد ببكاء:
_ أرأيت ماذا يفعل بي يا أبي؟! هل تترك ابنتك تُهان بتلك الطريقة؟
ربت صالح على ظهرها وقال وهو يرمق عبدالله شزرًا:
_ لا عنبر، لن أتركك تحت رحمة ذلك الجبان مجددا.. طلقها.
ذُهلت عنبر التي تخبئ وجهها في صدر أبيها، ورفعت وجهها تنظر لوالدها لتتبين صدق ما سمعته، صدمتها لم تقل عن صدمة عبدالله الذي حدق بعمه بغير تصديق وابتسم ببلاهة، ثم تحولت ابتسامته إلى ضحكات عالية ساخرة وقال:
_ ماذا؟ عفوا منك عمي لم أسمع ما قلته جيدا، ماذا قلت؟
نظرت صفية إلى زوجها الذي تنطق عيناه شرًا صريحًا ويبدو أنه لا ينوي التراجع فهمست إليه بخوف وقالت:
_ لا صالح، أرجوك لا تهدم بيت ابنتك بيدك، لا تفعل هذا بالله عليك.
نطق صالح بإصرار وتحدٍ وقال:
_ قلت لك طلقها، ليست ابنة صالح الحداد من تُعامل تلك المعاملة، ابنتي لا تُهان بتلك الطريقة. طلقها وستتنازل لك عن كل حقوقها.
دب الأمل بقلب عنبر التي تشبثت بذراع والدها تستمد الدعم منه، غير غافلة عن عيني زوجها اللتان تشتعلان غضبا وقال:
_ أطلقها أليس كذلك ؟ أطلقها لكي تزوجها رد السجون حبيبها القديم، أليس كذلك عمي المحترم؟
نزلت صفعة مدوية على وجهه فجأة من يد عمه أخرسته وجعلته في حالة ذهول تام.
شهقت عنبر بصدمة، بينما لطمت والدتها خديها بحسرة ووقفت أمام زوجها وهي تحدق به كالمجنون وتقول:
_ ماذا فعلت؟ ما هذا الذي فعلته يا صالح؟!
دفعها صالح بيده جانبا بقوة فسقطت أرضا ونظر إلى عبدالله وقال:
_ أنت أيها الحقير، كيف تجرؤ وتتحدث إلي بتلك الوقاحة؟ من أي صنف أنت؟ من أي جنس؟ دمك ليس دم عائلة الحداد أبدا، نحن لا ننجب شياطينًا مثلك.
كان لا يزال تحت تأثير الصدمة، نظر إلى عمه والغضب يعصف به وقال:
_ هنيئًا لكم عمي، و هنيئًا لي أنني الشيطان الأوحد في العائلة، ولكن هذا الشيطان هو من ستر شرفك وحما عِرضك وحفظهُ من أن تلوكه ألسنة الناس.
نظر إليه الجميع بصدمة وأولهم عنبر التي لم تستوعب ما قاله، بينما والدها تحدث قائلا:
_ يا خسيس! شرفي هذا أنت من دنسه ولوثه يا حقير، أنت من نال من عِرضي يا قذر.
وتقدم منه وأمسك بتلابيبه وهو يقول بعصبية:
_ أنت من دنست شرفي يا مجرم، لعنة الله عليك يا خسيس..
حاولت صفية إبعاد زوجها وتهدئته ولكنها فشلت، فقد خرج من دائرة المعقول وانتابتهُ عاصفة من الانفعال والغضب.
_ أجل أنا من فعلت، ولكن كان بإمكاني الهرب والإنكار. ولكنني مننت عليها وتزوجتها شفقةً عليك.. أخبرني عمي المبجل، لو لم أتزوج ابنتك حينها من كان سيعطف على حالها ويقبل بزواجها؟ لو لم أتزوجها أنا وتزوجت شخصا آخرا واكتشف ليلة الزفاف أنها ليست عذراء كيف كان سيتصرف معها؟ هل كان سيتغاضى عن فقدها عذريتها ويسترها لأجل سواد عيونها؟ أم أنه كان سيلقي بها على بابك منذ الصباح؟
ثم ابتعد خطوة إلى الوراء باستعراض وقال بانفعال:
_ وفي النهاية تكون مكافأتي هي تلك الصفعة؟ كم أنت ظالم عمي.
كان صالح ينظر إليه بنفور واشمئزاز واقترب منه متمهلا وهو يشعر بضيق في صدره ووخزات بقلبه وقال:
_ أنت أيها.. الصفيق.. كيف..
تڨطعت كلماته وشعر بوهن يحتل جسده وفجأة سقط فاقدًا وعيه!!!
هرولت عنبر وأمها نحوه وهما تصرخان بهلع وحاولت عنبر إفاقته وهي تردد بفزع:
_ أبي، أبي أرجوك ، من أجلي أبي لا تتركني أرجووووك…
ونظرت لزوجها الذي يقف خلفها فَزِعًا وأمسكت بتلابيبه وهي تبكي بانهيار وتقول:
_ ماذا فعلت يا حقير، أبي مات بسببك..
وأمسكت بوجنتيه وغرست بهما أظافرها كالوحش المفترس وهي تقول:
_ أكرهك يا حقير، أكرهك يا جبان يا وغد.
لم يحرك عبدالله ساكنًا وكأنه كان منفصلا عن الواقع، ولم ينتبه سوى عندما هتفت صفية ببكاء:
_ لا زال حيا، إنه يتنفس!
هرولت إليه عنبر وجثت بجواره بلهفة ثم وضعت أذنها موضع قلبه لتستمع إلى صوت دقات قلبه ونظرت إلى عبدالله وقالت:
_ أحضر الإسعاف بسرعة!
_______
في تلك الأثناء دخلت حياة إلى المنزل وبينما كانت تستعد للصعود لشقتهم جذب انتباهها تلك الجلبة بشقة أختها وصوتها وهي تصرخ بزوجها وتطلب منه إحضار الاسعاف .
وبالرغم من أنها كانت تتجنبها تماما منذ ما حدث منها واتهامها قاسم ذلك اليوم، ولكن بمجرد أن سمعت صراخها حتى دب الذعر بقلبها ودفعت الباب المفتوح بقوة ودخلت لتصدم بآخر مشهد كانت تتمناه.
والدها يستلقي أرضا ووالدتها على يمينه وأختها على شماله تبكيان بانهيار وعبدالله يقف يطالع المشهد بهدوء.
ألقت الأغراض من بين يديها وهرولت نحو أبيها وجثت بجواره وهي تهز جسده بقوة وتقول:
_ أبي، أبي هل تسمعني؟ لمَ تجلسون هكذا؟ اطلبوا الإسعاف فورا.. أبي أرجوك أجبني..
وصرخت بوجه عبدالله بقوة قائلة:
_ هل ستقف متفرجا حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ؟ افعل شيئا.
_ لقد نسيت هاتفي بالمحل، سأحضره فورا.
خرج عبدالله مسرعا وفي نفس اللحظة رن هاتف حياة برقم قاسم فأجابت بلهفة:
_ قاسم..
_ مرحبا حياة، هل ذهبتِ لصبر؟
انفجرت في البكاء فقال بقلق وتوتر:
_ ما بكِ حياة؟ لمَ تبكين؟
_ قاسم، أبي يصارع الموت.. أرجوك افعل شيئا..
هتف بفزع قائلا:
_ ماذا!! أين أنتم الآن؟
_ بالبيت، ننتظر وصول الإسعاف..
_ أنا في طريقي إليكم، أصلكم بعد دقائق.
أنهى الاتصال وزاد من سرعة السيارة واتجه إلى بيت العائلة فورا..
وصل بعد دقائق تزامنا مع وصول الإسعاف، دخل برفقتهم لشقة عنبر ووقف مكتف الأيدي وهو يراهم يحملون عمه إلى سيارة الإسعاف، بينما بناته يقفن ينتحبن بصمت وزوجته التي أسرعت خلفه لتستقل الإسعاف بجواره..
أسرعت حياة نحو قاسم ووقفت بالقرب منه وهي تبكي بحرقة وتشهق وهي تقول:
_ أبي سيموت ويتركني قاسم، أبي سيموت..
أمسك قاسم بوجهها بين كفيه وهو ينظر إلى عينيها مباشرةً ويقول:
_ حياة انظري إلي، اهدئي وتماسكي، عمي سيكون بخير.
وخرج من الشقة وهو يمسك بيدها ويسحبها خلفه ويقول:
_ هيا بنا، سنلحق به للمشفى.
كانت عنبر تقف أشبه بفاقدةً للوعي، شاردة ومشتتة وقد بعثر ذلك المنظر آخر ذرات تحملها، صرخت بقوة وخرت على ركبتيها بانهيار وأخذت تبكي بصوت عالي.
دخل عبدالله مهرولا نحوها وهو يحاول مساعدتها كي تنهض وقال:
_ هيا، سنذهب للمشفى .
نهضت ثم دفعته إلى الخلف بقوة وهي تقول:
_ أقسم بالله إن مات أبي بسببك لن أدعك تتنفس لحظة، أقسم سأقتلك بيدي، سأقتلك بيديّ هاتين عبدالله.
التقطت عباءتها وارتدتها على عجالة وخرجت تتبعه إلى السيارة ثم تحركا صوب المشفى.
////////////////////
توقف قاسم بسيارته أمام المشفى، فتح الباب وترجل منه مسرعا وفعلت حياة المثل، ثم دخلا إلى المشفى يركضان .
في تلك اللحظة كانوا يصطحبون صالح المستلقي على السرير النقال إلى غرفة العمليات وخلفه يأتي الطبيب مستعدا للحاق بهم فاستوقفه قاسم متسائلا:
_ ما به عمي؟ مما يشتكي؟
تحدث الطبيب بإيجاز قائلا:
_ ذبحة صدرية، وسيخضع لعملية قسطرة حالا.
انفجرت حياة باكية مرة أخرى ونظرت إلى قاسم باستغاثة وقد انتفخت جفونها من كثرة البكاء فما كان منه إلا أن ضمها بذراعه وأسند ذقنه على مقدمة رأسها وهو يردد بخوف:
_ لا بأس حياة، سيكون بخير لا تقلقي.
دخلت عنبر وعبدالله اللذان أثار تعجبهما منظر قاسم وهو يحيط حياة بذراعه.
أغمضت عنبر عينيها وضغطت جانبي رأسها محاولةً صرف انتباهها عنهما وتوجهت لوالدتها التي تجلس على أحد مقاعد الاستراحة وجلست بجوارها وتساءلت عن حال والدها باهتمام.
كان عبدالله يضع يديه بجيب سرواله ويسير ناصبا ظهره، رافعا حاجبيه وشفتيه مقلوبتين في حالة استنكار واستهجان واضحين.
ربت قاسم على أعلى كتف حياة وأشار لها بالجلوس على أحد المقاعد وقال:
_ العملية ستستغرق بعض الوقت، استريحي.
جلست بتعب، بينما تحرك هو بخطوات واثقة نحو عبدالله الذي قطب جبينه متعجبا، ومستفهما وهو يرى قاسم يتجه نحوه.
توقف أمام عبدالله ونظر إليه من علوٍ بهيمنة وقال بنبرة حادة:
_ إذا تدهورت حالة عمك، أو مات لاقدر الله، أقسم أنني سأجعلك تحفر قبرك بيدك.
ابتلع الآخر ريقه بوجل حاول إخفاءه وقال:
_ بأي حق تهددني؟
_ لأنك السبب في حالته تلك أنا واثقٌ من ذلك، أساسا أنت دائما تكون خلف كل المصائب!
ضحك باقتضاب متهكمًا وقال بسخرية:
_ أنا من أغتصب وأحرق وأقتل وأزور تهمًا أُلقي بها خصومي للسجن أليس كذلك؟
ضحك قاسم ساخرا وأجاب:
_ أنت حقير لدرجة أن تكذب وتصدق كذبتك. ولكن أتعلم ابن عمي، أنت تستحق الشفقة بدرجة كبيرة ، إنسان مريض، مهووس بامتلاك ما يملكه غيره، حقود وغيور حد الجنون.
وتابع وهو يضم سبابته وإبهامه إلى بعضهما ويقول:
_ صدقني أي إنسان لديه عقل بهذا الحجم لن يكرهك، سيشفق عليك لأنك مسكين تستحق الشفقة.
وتركه وكان بصدد العودة أدراجه ولكن عبدالله استوقفه قائلا بغيظٍ شديدٍ يفترسه:
_ أنت المسكين ولستُ أنا، أنا من حصلت عليها وتزوجتها في النهاية.
نظر إليه قاسم باسمًا وحك جانب أنفه وقال بسخرية مبطنة:
_ لأجل هذا السبب بالتحديد تستحق الشفقة.
نظر إليه عبدالله مهتاجا وردد بجنون:
_ بعد أن فشلت في الحصول عليها سابقا، تجرب حظك الآن مع حياة، تظن أنها فريسة سهلة تستطيع بها سد جوع انتقامك.. تريدها تعويضا عما حدث.. تخدعها وتظهر أمامها مظهر البرئ وأنت وغد حقير، ولكني أفهمك ولن أسمح لك بخداعها وسأكشف لها حقيقتك المرة.
ابتسم قاسم بهدوء وأردف بنبرة جليدية لا حياة بها:
_ افعل ما بوسعك، حياة ليست عنبر في النهاية.
/////////
مرت الساعات بطيئة متباطئة بعد خروج صالح من غرفة العمليات وانتقاله لغرفة الإفاقة، حيث كان الجميع ينتظرون بالخارج..
صفية التي غشاها النعاس من فرط التعب، وبجوارها عنبر التي تسند رأسها على كتفها بحزن، وبالمقعد المقابل لهما تجلس حياة، وبجوارها حنان التي انضمت إليهم فور أن وصلها الخبر عن طريق شقيقها قاسم.
قاسم الذي كان يقف بمقابل باب الغرفة، ساندا رأسه للخلف، يضم ذراعيه في وضع متقاطع وينظر للسقف بشرود.
وفجأة.. توجه بعينه إلى حياة وشرد بها وهو يتذكر حديث خالد، وبعده حديث عبدالله.. وتنهد متمتمًا بداخله وقال:
_ ما الذي يراه هؤلاء ولا أراه أنا!
تنهد بحيرة وهو لا يزال ينظر لحياة التي شعرت وكأن أحدهم يشملها بنظراته فنظرت لقاسم لتتفاجأ به يصوب عينيه نحوها بتركيز.
ظلا ينظران لبعضهما البعض وكلا منهما غارقا بأفكاره التي تبتلعه نحو هوة ساحقة.
في الجانب الآخر كان يجلس كلا من عزيز وعبدالله وكلا منهما يدخن سيجارة ويراقب الجو المشحون بصمت.
_ أترى؟ سيأكلها بعينيه.
تحدث عبدالله إلى عزيز بغيظ فقال عزيز باستغراب:
_ تقصد من؟
نظر إليه عبدالله مغتاظا وردد بسخرية وضيق:
_ أبي رحمه الله ، بربك من سيكون يا غبي؟ وهل هناك رجلا غيره؟
نظر عزيز إلى حيث ينظر عبدالله واستشف مقصده فقال:
_ تقصد عبدالله، ومن سيأكل بعينيه؟ هل… هل تقصد عنبر؟
ألقاها بخفوت وابتعد مسافة آمنة للخلف، بينما كوّر الآخر قبضتيه وهو ينظر لأخيه بعصبية وقال:
_ أقسم بالله سأباغتك بلكمة تطيح بوجهك وتسقط ملامحك واحدًا تلو الآخر.
ونطق من بين أسنانه بغل:
_ أقصد حياة يا غبي.
تجاهل عزيز إهانته بضيق ونظر إليهما مرة أخرى يحاول استيعاب ما يشير إليه أخيه ولكنه لم يتمكن من فهم ما يدور فقال:
_ أعتقد أنك مخطئ ، ثم أن حياة لا تناسبه أساسا بينهما ما لا يقل عن عشر سنوات..
صمت عبدالله لدقائق بتفكير، ثم نظر إلى أخيه بلهفة وكأن مصباحا قد أضاء برأسه للتو وقال:
_ عزيز، لمَ لا تتزوج حياة؟
نظر إليه عزيز بصدمة وعينين متسعتين لآخرهما بذهول وقال:
_ ماذا؟!! ما هذا الهراء عبدالله ؟
_ أي هراء؟ حياة ابنة عمك وأنت أولى بها من الغريب، ثم أن زوجتك على الأغلب لن تنجب مجددا بعد موت ابنتها، إذًا من حقك أن تبحث عن زوجة تستطيع منحك الأولاد.. فلما لا تكون هذه الزوجة هي حياة؟
هز الآخر رأسه بغير تصديق ونفض ذلك الخاطر من رأسه بعنف وهو يردد:
_ مستحيل، أنت تهذي، هذا غير مقبول بالمرة، ثم إنني أعشق حنان وأنت تعرف ذلك.
ضحك باقتضاب ساخرا وقال:
_ ومن قال لا تعشقها؟! هناك زوجة للحب وزوجة للتكاثر وتكوين الأسرة عزيزي، في المعتاد زوجة واحدة لا تكفي!
وضحك ضحكته المقيتة التي نفر منها عزيز وجعلته ينهض من مقعده المجاور لأخيه، ثم توجه نحو زوجته ووقف بجوارها ثم مسح على رأسها وقال بحنان:
_ حبيبتي هل نغادر؟
نظرت إليه بحدة وقالت:
_ برأيك هل نغادر ونتركهم في مثل هذه الظروف؟
تنهد بحيرة وقال:
_ حسنا، كما تشائين، سأنتظر بالخارج. الجو هنا أصبح مريبًا.
/////////////////
رن هاتف عبدالله برقم السمسار الذي وكلهُ ببيع الأرض والسيارة، فأجاب المكالمة مسرعا وقال بلهفة:
_ مساء الخير أستاذ عيسى، هل كل شيء على ما يرام؟
_ لقد وجدنا المشتري ويريد التنفيذ حالا.
_ حسنا، دقائق وأصلك، مع السلامة.
أنهى الاتصال سريعا، وتقدم نحو عنبر التي تغمض عينيها بأسى وهمس بالقرب منها:
_ لديّ أمرا طارئا سأقوم بإنهائه وأعود فورا.
لم تعقب وكأنها لم تسمعه، فانصرف هو مسرعًا وذهب حيثما ينتظر السمسار والمشتري ليقوم بإنهاء إجراءات البيع.
بعد حوالي عشر دقائق كان قد وصلهم، اتفق على البيع وسلمهُ العقد واستلم المبلغ، ثم اتجه لمقابلة مشتري السيارة وفعل المثل، وبعد أن تمم المبلغ أخذه وذهب إلى سماهر من فوره.
طرق الباب ووقف ينتظر بشوق، ثوانٍ وانفرج الباب واستقبلته الخادمة وهي تقول بابتسامة:
_ مرحبا سيد عبدالله.. سأبلغ السيدة حالا.
صعدت للطابق العلوي وأبلغت سماهر بقدوم عبدالله..
_ سيدتي، سيد عبدالله ينتظرك.
تنهدت بحماس وعدلت ثيابها وزينتها، ثم قالت:
_ حسنا، عندما أشير لكِ ستفعلين ما اتفقنا عليه.
ونزلت وهي تطرق السلم الخشبي بكعب خُفها الرنان، فوجدته ينتظرها عند أسفل الدرج وهو يحمل بيده حقيبة من الجلد استطاعت تخمين ما بداخلها وقال مبتسما:
_ وأخيرا سمهورة، ها هو مهرك حلوتي.
__________
يتبع
حب_في_الدقيقة_التسعين!
• تابع الفصل التالى " رواية حب فى الدقيقة تسعين " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق