رواية الصورة الاخيرة الفصل الثانى 2 - بقلم اسماعيل موسى
الصورة_الأخيره
٢
كان درب الركض الذي دكته قدماي مفروش بأوراق الأشجار وكانت الساعه تشير للسادسه صباحا عندما خطوت أول ركضه وكانت العصافير تشقسق في ذلك الوقت والاوزات تسبح بالبحيره، غيمات متفرقه في السماء حجبت الشمس الوليده، وكان جسدي يتصبب عرقا رغم برودة الجو.
كم دوره ركضتها وانا افكر في مقابلة دارينا لا أذكر لكني كنت منتهي وعندما نظرت للساعه كانت تشير للسابعه صباحا، كنت أود أن تكون المقابله قصيره من أجل ذلك أعددت إفطار خفيف شطائر جبن وشاي، وجلست أمام المنزل اتصفح كتاب لهيرمنان هسه.
لم تحضر دارينا في موعدها لذلك مشيت تجاه الباحه الخلفيه لاطعم الجياد، صوفيا وهود، وضعت أمامهم الحشائش وحينها سمعت صافرة سيارة دارينا.
كانت دارينا ترتدي زي خفيف رغم حلول اول ايام الشتاء، تنوره قصيره وقميص قمحي ووشاح بلون العنب، قلت صباح الخير داريا؟
أرى انك تهتم بجسدك؟
قالت داريا مازحه دون أن تبدى خجلها ، عضلاتك تشبه مصارع روماني!! كنت قد نسيت انني ارتدي فانله داخليه متعرقه، قلت كل ذلك لا يعنى شيء يا داريا.
مخطاء همست داريا وهى ترمقنى الفتيات يحبون هذه الأشياء
وانت؟ سألتها بنبره جعلتها تخجل، ان افضل وسيله للتخلص من فضول امرأه ان تبين لها الجانب السيء من.
، وضعت قميص على جسدي ودعوتها للجلوس، ارتشفنا الشاي وكانت داريا لم تتحدث بعد.
لدي قضيه مهمه، عائله عريقه فقدت ابنتها الوحيده، اختفت منذ شهر ولم تفلح الشرطه في العثور عليها، لقد فقدت العائله الآمل في العثور عليها حيه لكن والدتها المريضه ترغب بالعثور على جثتها حتى نتمكن من دفنها وزيارتها على الأقل!
لقد عرضو على مبلغ خرافي وقالو انهم سيتكفلون بمصاريف القضيه مهما كانت كلفتها!
___على حد علمي انت محاميه ولستي محقق شرطه يا داريا؟
رغم ذلك العائله منحتني كل الصلاحيات للعثور على كارينا ومنحتني تفويض شامل!
لماذا أنا يا داريا؟
لأنك ببساطه كائن خرافي، عبقري، موهوب بالفطره ، ربما لا تشعر بذلك لكن انا لدي عين ثاقبه !
انا لا أرغب بالمشاكل يا داريا؟
اتخذت دارى وضعية الهجوم __لذلك اخترت الوحده، ان تدفن نفسك في أحضان الغابه، هل تعتقد أن ذلك سينسيك الماضي؟ او يعيد عائلتك؟
همست، لا أعتقد اي شيء ولا يسعني مساعدتك !
رفعت داريا يدها __أعرض عليك نصف المكافأه، نصف مليون دولار؟
داريا، المال لن يدفعني لمساعدتك، انه اخر ما افكر به !
فرشت داريا أوراق القضيه أمامي، صورة الفتاه العشرينه النحيفة الجميله وابتسامتها الرائقه، فتاه متفتحه كوردة ياسمين، كان بعينيها نظره غريبه رغم الفضاء وخلو المكان كانت تنظر لشيء !
وضحت دارى __توران مدير المنزل، حافظ أسرار العائله كان آخر من رأها قبل اختفائها.
صور لاصدقائها وصديقاتها من بينهم شاب مبهم غير واضح النوايا !
قضيه صعبه!؟
قلت لها انا لا يعنيني ذلك يا داريا ولن اترك منزلي مهما حدث!
لكن داريا لم تبالي بكلماتي واستمرت بحديثها !
كارينا كانت فتاه جذابه، من اسره عريقه وكان الشبان يلتفون حولها مثل النحل، حققت الشرطه مع كل المشتبه بهم ولم تعثر على اي دليل !
كانت تهوى الرقص واشتركت في نادي اجتماعي من أجل تعلمه وكانت تعزف على البيانو ولديها أصدقاء كتاب لأنها كانت تهوى القراءه.
اشحت بوجهي تجاه البحيره، هل تركبين الخيل؟
منذ صغري احب ركوب الخيل، لكن منذه مده طويله لم يتثني لي القيام بجوله فوق جواد !
َها قد واتتك الفرصه، صوفيا تنتظرك !
سارت داريا خلفي حتى وصلنا الخيول وهناك رفعتها فوق صوفيا واعتليت الجواد هود !
قودي ببطيء ولا تتهوري؟
لكن داريا ركلت صوفيا وانطلقت كالسهم داخل الغابه !
انطلقت خلفها ولحق هود بصوفيا، الطريق غير ممهد قلت وانا امسك لجام صوفيا، اتبعيني!
صعدنا التله التي تطل على البحيره وهناك تركنا الجياد ترعي وجلسنا نستقبل الشمس ونحن ننظر نحو البحيره !!
كانت مجموعات كبيره من الطيور تلعب في الماء وطائر الزعاق يقبض على الأسماك الصغيره !!
من هذه الفتاه؟
نظرت حيث تشير داريا وكانت تلك الطفله الصغيره التي رأيتها بالأمس تقف أمام منزلي !
قلت لها انا لا اعرف تلك الطفله لكنها ربما تعيش في مكان ما هنا !
انها تحدق بأوراق القضيه؟
انا اشك انها تحسن القراءه اصلا، مع ذلك من الأفضل أن نعود للمنزل!
بطريق عودتنا انطلقت داريا بسرعه قصوي ولم تتمكن من إيقاف صوفيا النازله كالسهم من فوق التله، كنت أعلم التالي وحاولت تلافيه لكن داريا سقطت قبل أن ألحق بها !
حملتها نحو المنزل وكانت تصرخ من الألم، مددتها فوق سريري وعاينت جسدها !
مجرد خلع بالكتف والتواء بالكاحل، الحمد لله سوف تعيشين !
رغم الألم ضحكت داريا،قالت، انت تفهم بالطب أيضآ؟
وضعت قماشه بفمها وقلت اقبضي بفكيكي عليها ، ماذا ستفعل سألتني داريا؟
قلت ولاشيء، وهذا فقط !! وجذبت كتفها بكل قوه فأرجعته لمكانه !
لمدة خمسة دقائق لم تتوقف داريا عن الصراخ انت خائن ووقح وقذر وعفن وقاسي !
لكن بعد أن ربطت كاحلها وطلبت منها ان تحاول السير وان تحرك ذراعها قبلتني قبله عميقه وطويله بطعم البرقوق!
انت مذهل، كنت أظن اني سأبقى هنا لمدة شهر على الأقل،كنا نجلس بجوار الشرفه التي تطل على الحديقه وعندما كانت داريا تحاول السير بأستقامه شاهدت تلك الطفله تنظر إلينا مره اخرى قبل أن تختفي داخل الغابه.
لماذا لا تفكر في انشاء عيادة علاج طبيعي ؟
الأول مخبر سري، والأن طبيب، داريا؟ آنت لا تعرفي الي اي حد قد تصل مواهبي!
شكرتني داريا، لملمت أوراقها وقبل رحيلها قالت، الن تغير رأيك؟
قلت محال، لقد خلقت من أجل ذلك السكون اللعين، اتركيني بحالي يا سندريلا!
انطلقت داريا بسيارتها وتابعتها حتى اختفت، أطلقت تنهيده طويله وانا احدق بالسماء التي اضحت صافيه، الأن انا اشعر بالحريه !
خلال الساعتين الاحقتين ودون ان ادري كنت اجلس على شاطيء البحيره امامي لوحة رسم ارسم عليها وجه تلك الفتاه وأوراق مبعثره على الطاوله اكتب عليها بعض الملاحظات، وحين انتبهت لذلك، كان الوقت قد مضى لأدرك مقدار حماقتي !
كنت قد رسمت الفتاه ليس كما رأيتها لكن كما تخيلتها بعيونها الواسعه تحدق بخطر محدق ونظرت للخطر الذي قمت برسمه، كان طيف رجل يشبهني مختفي خلف جذع شجره !!
ماذا يفعل؟ هل يحاول حمايتها ام قتلها؟
السنا نقتل من نحبهم بمحاصرتنا لهم وعدم منحهم اي فسحه للحريه واحترام قراراتهم؟
لو كنت ذلك الرجل لما سمحت لزوجتك بالقياده خلال عاصفه هوجاء وثلج بجحم العنب يجلد الطريق!
لطالما كنت متفهما ومؤمنا بحرية المرأه حتى اوديت بحياتها، ليس ذلك فقط لكن حياة ابنك ايضا !
وجدو سيارتها محطمه تحت جرف صخري كانت محترقه ومهشمه وغارقه في الماء !
الا تزغب انت الاخر بالعثور على جثة طفلك وزوجتك حتى تتمكن من دفنهم وزيارتهم؟
لكن العاصفه كانت عاتيه ومدمره ولم تسمح لفرق الإنقاذ بالبحث الا بعد مضى اسبوع.!
اسبوع كان كفيل ان يلتهمهم البحر وتأكلهم الأسماك!
لو كنت على قدر المسؤليه لما استجبت لتوسلاتها ولما سمحت لها بالقياده أثناء الليل !
كانت تشبه تلك الفتاه التي رسمتها، لا بل هي، انت رسمت زوجتك عوضا عن تلك الفتاه المفقوده، لكن من ذلك الرجل؟
هل هو انت ام شخص أخر!
لقد فقدت أخيك وزوجتك وابنك خلال شهر واحد، لكنك لم تحزن على أخيك مثلهم، رغم كل ذلك الهراء الذي يقولونه عن حب العائله يبقى الابن هو الأغلى!
حدقت مره اخرى بالصوره التي رسمتها، كانت كارينا الأن بابتسامتها الماضيه كالسيف تحدث بالفراغ!
لا شك انني كنت لاصادقها لو كانت حيه، لكن الفتيات الجميلات يهربن منى كأنى فيروس معدى.
، لطالما أحببت الدمال وقدرته ، لكنها مختفيه الان وربما مجرد جثه تبحث عن من يعثر على عظامها !
يالي الروعه، فليحترق العالم بكل قاطنيه، ماذا يعنيني اذا لم أجد جثة طفلي!
كارينا تنظر إلى الآن من خلال اللوحه وانا منبطح على ظهري فوق العشب، ماذا تريد مني؟ ماذا ترغب بقوله؟
كرمشت اللوحه والقيت بها على الطاوله لكن سرعان ما فردتها مره اخرى، كارينا تحدق بالفراغ؟ لكن ماذا لو كان هناك شخص يترصدها من بعيد فعلا!؟
سبعة عشر مره طلبت رقم داريا واغلقت الهاتف قبل أن ترد، ما انت مقدم عليه يا أدهم حماقه كبيره انت لست مستعد لها!
لكن متى كنا مستعدين للمغامرات الكبرى؟
الا تمضي حياتنا ضائعه بين الحذر والتردد ؟
شعرت بخطوات تقترب مني فأنتصبت فزعا!
ماذا تفعلي هنا؟
كانت تلك الطفله تقترب مني، انها فتاه جميله،هل هي حبيبتك؟ قالت وهي تحدق باللوحه!
ما اسمك ؟
بوني، قالت الفتاه بنبره حذره، والدتي حذرتني ان اقترب منك، لكني راقبتك منذ شهرين ولا أشعر انك شخص خطير كما تقول والدتي!
قلت الذين لا تشعرين تجاههم الخطوره هم الأشد خطر على الأطلاق.
اذا كان بالنساء عله فأنهن قصيرات النظر وغبيات!
والدتك محقه، ان أكل الأسماك وفتحت فمي بصوره مرعبه!
انا لا اخافك!
هل يمكنك أن تعلمني صيد الأسماك؟
تضعين الطعم هكذا وتلقين بالصناره ثم تنتظرين حتى تلتقفها سمكه !
بوني تعالي هنا بسرعه، صرخت والدتها من خلال الأشجار !
فتاه مطيعه، قلت وبوني تركض تجاه والدتها !
كان وقت الغسق وشعرت بالنعاس، جمعت عدتي ومشيت تجاه المنزل لكني لم أستطع النوم كانت صورة كارينا تطاردني وتنظر الي!
نهرب من الذكريات لما هو العن منها، الواقع !!
صباح اليوم التالي كنت اطالع الجريده التي ابتعتها منذ شهر تقريبا وطالعتني صورة كارينا على الصفحه الأولى، كان هناك تحقيق كامل عن كارينا وعائلتها مزيل بتعليق، من يستطيع فك اللغز !
هل هو لغز فعلا؟
لا تقع الفتاه في الخطيئه الا اذا أحبت، فتش عن الحب تعرف اللغز !
هاتفت دارينا وكانت سعيده، قلت لها ساساعدك بالقضيه لكني لن اتخلى عن مكافأتي؟
قلت ان اخر ما يعنيك المال؟
وهذا حقا لذلك أرغب به !
لأول مره منذ عامين ارتدي بذتي الانيقه واهذب لحيتي كانت الساعه تشير للعاشره صباحا عندما انطلقت تجاه منزل كارينا حيث حددت موعد مع والدتها اولا وحرصت ان لا يكون والدها بالمنزل
الصورة_الأخيره
• تابع الفصل التالى " رواية الصورة الاخيرة " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق