رواية منقذى الفصل الثامن عشر 18 - بقلم الكاتبة المجهولة
رواية /منقذي
بقلمي /الكاتبة المجهولة
البارت /الثامن عشر
السلام عليكم ازيكم يحبايبي عاملين ايه كل عام وانتم بخير اولا ثانيا بمناسبة العيد واني اخدت اجازة من الامتحانات وكدا فدا بارت هدية مني ليكم وبإذن الله نكمل بعد الامتحانات بحبكم♥️
يلا نبدأ......
وقفت السيارة أمام الفيلا الكبيرة، التي كانت ذات يوم بيت لين وملاذها، قبل أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب. نظرت إلى الواجهة المألوفة، قلبها يدق بشدة، ونفسها يعلو ويهبط كأنها تركض دون أن تتحرك خطوة.
فتح عادل الباب من ناحيته، ثم أتى وفتح لها بابها بلطف وهو يقول بابتسامة خافتة:
– "يلا، إحنا وصلنا."
ومأت برأسها، ثم فتحت الباب وهبطت بخطوات بطيئة. وقفت أمام الباب الرئيسي، مدت يدها المرتجفة لتطرق، وما إن لمست الباب حتى فُتح من الداخل.
ظهر شاب في العشرينات، ملامحه تحمل شبهًا واضحًا منها، لكن عينيه كانتا مملوءتين بالذهول. قال بدهشة وهو يتراجع خطوة:
– "لين؟!"
وقفت لين في مكانها، عاجزة عن الرد. انحبست الكلمات في حلقها، وعيناها اتسعتا بصدمة لمجرد رؤيته.
– "مازن..." همست، وكأنها تحاول تصديق ما تراه.
– "إنتي... إنتي جيتي هنا إزاي؟!"
لم تجب. ظلّت واقفة، بينما ظهر عادل من خلفها ووضع يده برفق على كتفها ليطمئنها، ثم اقترب خطوتين وقال لمازن:
– "أنا اللي جبتها... وكنت حابب إنها تشوف والدتها."
تأمل مازن عادل للحظة، ثم قال بجفاف:
– "أنا كنت عارف إنكم اتجوزتوا... بابا قالي، بس ما كلمتش عشان..."
تدخلت لين بصوت خافت:
– "ماما فين؟"
شعر الجميع بتوترها، فشد عادل على يدها برفق وهمس:
– "ما تخافيش، أنا جنبك."
نظر مازن إليها وأشار إلى الأعلى:
– "ماما فوق... في أوضتها."
أومأت لين برأسها سريعًا، ثم صعدت الدرج بخطوات مترددة لكنها مشتاقة. وقفت أمام باب الغرفة، ترددت قليلًا ثم طرقت الباب طرقًا خفيفًا.
– "مين؟" جاءها صوت أنثوي مألوف، لكنه باهت من أثر التعب والغياب.
– "ماما... أنا لين."
ساد الصمت لثوانٍ كأن الزمن توقف. ثم فُتح الباب ببطء، وظهرت امرأة خمسينية، ملامحها منهكة، لكن عيناها لم تخطئ ابنتها.
– "لين؟!!"
رمت لين نفسها في حضن والدتها، وانهارت بالبكاء:
– "وحشتيني قوي يا ماما... أنا آسفة، أنا آسفة على كل حاجة."
حضنتها الأم بقوة، ودموعها تسيل على خدّيها:
– "كنتي فين يا بنتي؟ قلبي كان بيتقطع عليكي كل يوم... فين كنتي؟!"
– "كانوا خطفوني يا ماما... وكانوا هيقتلوني... بس عادل هو اللي أنقذني، والله هو اللي أنقذني."
شدّت الأم ابنتها إلى صدرها أكثر، وكأنها تخشى أن تضيع منها مرة أخرى.
جلست لين بجوار والدتها، تمسح دموعها، بينما الأخيرة تتأمل ملامحها بشغف وقلق، تتلمس يديها كأنها لا تصدق أنها عادت.
سألتها الأم، بنبرة حانية ممزوجة بارتباك:
– "مين عادل ده يا حبيبتي ؟"
نظرت لين في الأرض قليلًا، ثم قالت بصوت خافت:
– "عادل... ده دكتور يا ماما. هو اللي أنقذني."
– "أنقذك من إيه؟ مين اللي كان خاطفك؟"
اتسعت عينا لين قليلًا، وشردت بنظرها، ثم كذبت:
– "ما اعرفش... ما كنتش شايفة وشوشهم."
– "ما كنتيش شايفة؟!" ردت الأم بريبة.
– "صدقيني يا ماما... كنت في حالة صعبة ومش فاكرة حاجات كتير."
رفعت لين عينيها بنظرة مترددة ثم اكملت وقالت:
عادل كمان بيكون جوزي"
شهقت الأم ووضعت يدها على صدرها بصدمة:
– "اتجوزتي من ورايا؟! إنتي اتجوزتي من غير ما أعرف؟!"
دمعت عينا لين وقالت بسرعة:
– "غصب عني يا ماما! والله العظيم كان لازم أعمل كده... كان لازم أعمل كده عشان ينقذني... صدقيني."
تقدمت الأم منها وقالت بارتباك:
– "مش فاهمة حاجة يا بنتي... إيه اللي حصل؟ فهميني."
– "مش هقدر أحكي لك يا ماما... الموضوع صعب، وأنا مش قادرة أفتحه دلوقتي، بس صدقيني... عادل إنسان كويس جدًا، وهو اللي أنقذني، وهو اللي حماني."
نظرت إليها الأم طويلًا، ثم قالت:
– "أنا عايزة أشوفه... هو جاي معاكي ولا لا؟"
بلعت لين ريقها بخوف وقالت:
– "أيوه... تحت."
سكتت لحظة، كأنها تخشى رد فعلها، لكن الأم أمسكت بيدها برفق وقالت:
– "ما تخافيش... أنا هنزل أشكره، لأنه رجعلي بنتي... وحماها لحد ما وصلتلي بالسلامة."
في الطابق السفلي، في بهو الفيلا...
جلس عادل على الأريكة بهدوء، يراقب الباب العلوي، بينما جلس مازن على الكرسي المقابل له، في توتر واضح. ساد الصمت بينهما، قبل أن يقطعه مازن بحدة:
– "إنت اتجوزت لين ليه؟ عايز مننا إيه؟ ناوي تفضحنا؟"
نظر إليه عادل بنظرة حادة وقال ببرود:
– "لو كنت عايز أفضحكم... كنت عملت كده من أول يوم عرفت إنكم بتشتغلوا في شغل و*سخ... من ساعة ما عرفت مين أبوك ومين إنت."
– "يعني إنت عارف؟!"
– "عارف... بس اللي ما كنتش متوقعه إنك إنت كمان مشارك في القذ*ارة دي."
تغيرت ملامح مازن وارتبك، ثم قال:
– "أمال عايز إيه؟"
قبل أن يرد عادل، انفتح الباب العلوي، ونزلت والدة لين بهدوء. وقف عادل تلقائيًا حين رآها.
اقتربت منه بخطوات مترددة، ثم فجأة فتحت ذراعيها... واحتضنته.
تجمد عادل في مكانه، لم يتوقع منها ذلك. همست الأم بصوت مختنق:
– "شكرًا... شكراً إنك أنقذت بنتي."
ابتعدت عنه قليلًا ونظرت في عينيه:
– "أنا ماعرفش إنت اتجوزتها ليه... بس حابه أقولك إن بنتي خلاص رجعتلي. ولو كان جوازكم عشان تحميها... أو عشان تحميها من اللي خطفوها... فخلاص، أنا بعافيك، وبقولك... سيبها، وشكرًا على كل اللي عملته."
تفاجأ عادل، وأدرك أن لين لم تخبر والدتها بشيء. تنفس ببطء ثم قال بثقة هادئة:
– "لا يا طنط... أنا بحب لين، واتجوزتها عشان بحبها."
نظرت إليه الأم طويلًا دون رد، بينما كانت لين تراقب المشهد من الأعلى بخوف.
لاحقًا، في غرفة المعيشة...
جلست لين بجانب والدتها، بينما كان عادل يجلس بصمت. ومازن تجنب الحديث تمامًا، ولم يتبادل أي نظرات مع عادل.
قامت لين لتقف بجوار عادل، فنظر إلى والدة لين وقال بلطف:
– "إحنا هنمشي دلوقتي... الوقت اتأخر."
نظرت إليه الأم، ثم إلى لين، وقالت بتردد:
– "خليكوا قاعدين شوية... أو خلى لين تبات معايا النهارده."
ابتسم عادل بأدب وقال:
– "هجيبها لحضرتك تاني إن شاء الله، بس دلوقتي لازم نمشي."
نظرت إليه مطولًا، ثم أومأت بالموافقة في صمت.
خرج عادل ولين من الفيلا، بينما ظلت الأم واقفة تنظر إلى الباب الموارب... وعيناها لا تزالان تمتلئان بالأسئلة التي لم تجد لها أجوبة.
داخل السيارة، بعد مغادرتهما منزل والدتها...
كان الصمت يخيّم على السيارة، والليل قد ألقى ستائره على الطرقات. أدار عادل المقود بثبات، بينما جلست لين إلى جواره، تحدق في النافذة تارة، وتنظر إليه بخجل تارة أخرى.
أخيرًا، قطعت الصمت بصوت ناعم متردد:
– "شكراً يا عادل..."
نظر إليها سريعًا، دون أن يقطع تركيزه عن الطريق.
– "شكراً على كل حاجه... على إنك رجعتني لماما، وعلى اللي عملته عشاني من أول يوم شفتني فيه... أنا مش عارفه كنت هبقى فين دلوقتي لو ما كنتش إنت اللي لقيتني."
ابتسم عادل، وهز رأسه قليلًا ثم قال بهدوء:
– "مافيش شكر بين الأزواج يا لين... إنتي مراتي، وده واجبي... وأنا وعدتك إنك هتشوفي والدتك أول ما نتجوز، وده حصل."
نظرت إليه بعينين دامعتين من الفرح، وهمست:
– "برضو شكراً... من قلبي."
ثم مدت يدها ببطء، ووضعتها فوق يده وهي على ناقل الحركة. ارتجف قلبها من تلك اللمسة، لكنها لم تتراجع، فقط أرادت أن تعبر عن امتنانها بطريقة أصدق من الكلمات.
نظر عادل إلى يدها، ثم رفع عينيه لينظر إليها. نظرة طويلة، صامتة، حملت دهشة ناعمة وشيئًا من الحيرة.
شعرت لين بنظراته، فارتبكت فجأة وسحبت يدها بسرعة وهي تقول بخجل شديد:
– "آسفة... أنا... ماكانش قصدي أضايقك."
ابتسم عادل، ابتسامة هادئة مطمئنة، ثم أعاد نظره للطريق دون أن ينبس بكلمة، تاركًا لنبضاتهما أن تتحدث في صمت.
في ذات الوقت، داخل فيلا الصياد...
جلس مازن في مكتبه، يضع هاتفه على أذنه، بينما عينيه مليئتان بالقلق والشرر.
– "أيوه يا بابا... لين جات البيت النهارده... ومعاها جوزها عادل."
سكت لحظة يستمع، ثم قال بتوتر:
– "الواد ده شكله مش سهل... أنا حاسس إنه ناوي يفضحنا، وطريقته مش مريحة."
جاءه صوت شريف من الطرف الآخر، خافتًا لكن حادًا كالسكين:
– "أنا مش هسيبه... الواد ده شكله بيلعبها صح، بس ما يعرفش إن أنا كمان بلعبها أكبر منه."
– "هتعمل إيه؟"
– "هخلص منه... قريب جداً، وهاخد لين، وهعرف الورق اللي معاه فين... وبعدها هو هيبقى مجرد صفحة مقطوعة في دفتر حياتنا."
تجمد وجه مازن وهو يسمع كلمات أبيه، وأدرك أن العاصفة اقتربت... وأن الدم قد يُراق إن لم يتحرك أحدهم قبل الآخر.
من إحدى الشركات الكبرى
جلس كريم البحيري خلف مكتبه الفخم، يطالع بعض الملفات بنظرات متحفزة. الجو مشحون، والقلق يكسو ملامحه رغم هدوئه الظاهري. أمامه وقف أحد الموظفين، يتحدث إليه بتوترٍ ظاهر.
كريم (بنفاذ صبر):
– قلتلك الملف ده يخلص النهاردة! مش عايز أسمع ولا كلمة... فهمت ولا لأ؟
الموظف (مرتبكًا):
– حاضر يا فندم، كله هيتم زي ما حضرتك طلبت بالظبط.
وقبل أن يُكمل حديثه، انفتح باب المكتب فجأة، ليدخل منه ضابط شرطة يرتدي زيّه الرسمي، وبصحبته رجُلان من أفراد القوة، تتسم ملامحهم بالجدية الشديدة.
الضابط (بصوت واضح):
– أستاذ كريم البحيري؟
رفع كريم عينيه ببطء، وقد بدأت علامات التوجس تتسلل إلى وجهه.
كريم (بحذر):
– أيوه... في حاجة؟
الضابط (بنبرة حاسمة):
– معانا أمر ضبط وإحضار ضدك... وهنضطر نطلب منك تيجي معانا حالًا.
وقف كريم فجأة، وقد بدا الغضب يشع من عينيه.
كريم (بصوت عالٍ):
– بتتكلموا جد؟! إنتو جايين تقبضوا عليّا؟! إنتو ما تعرفوش أنا مين ولا إيه؟!
الضابط (نظرة ثابتة):
– ما يهمناش حضرتك مين... القانون فوق الكل، والأمر واضح.
كريم (منفعلًا):
– أمر إيه وبسبب إيه؟!
الضابط (وهو يقترب):
– التفاصيل هتعرفها في النيابة... يلا يا فندم، ما تعطلناش أكتر من كده.
في هذه اللحظة، التفت كريم إلى أحد رجاله الواقفين في زاوية المكتب، وهمس له بسرعة قبل أن يُمسك به الضابط:
كريم (بصوت خافت):
– كلم المحامي فورًا... خليه يجيلي النيابة، حالًا.
ثم غادر المكتب محاطًا برجال الشرطة، بينما ظل الموظف يحدّق مذهولًا لا يصدق ما رأى.
مقر النيابة العامة
جلس كريم البحيري على الكرسي الخشبي أمام مكتب التحقيق، وقد خفت حدّته لكنه لا يزال ينظر للمحقق بعينٍ متحفزة. فتح المحقق ملف القضية، وحدّق في الأوراق قليلًا قبل أن يتحدث.
المحقق (بهدوء):
– أستاذ كريم... حضرتك متهم بمحاولة قتل "سما السويسي "، أخت الدكتور حسام السويسي
كريم (بدهشة وغضب):
– إنت بتقول إيه؟ سما مين دي؟ أنا معرفهاش أصلًا!
المحقق (يُخرج ورقة ويضعها أمامه):
– الشخص اللي اتقبض عليه… اعترف إنك اللي بعتّه. اعترف رسمي، وتحت القسم.
كريم (ساخرًا):
– ده كدّاب… ودي لعبة قديمة. وسبق وتم الاعتراف عليا بقتل موطفة عندي وطلع اتهام باطل وطلعت منها
المحقق (بنظرة جادّة)
– ما اكتفاش بالكلام… ده وصف طريقة التنفيذ، واللي حصل، وذكر اسمك صريح… إحنا بنواجهك بالأدلة دا غير التسجيل اللي معاه بصوتك وانت بتخطط للواقعة
نظر كريم إلى الورقة، ثم أعاد نظره إلى المحقق، وعلى وجهه مزيج من الصدمة والإنكار.
المحقق:
– هنكمّل التحقيق… وهتتعرض على النيابة رسمي بكرة. حضّر نفسك، لأن اللي جاي مش سهل.
بقي كريم صامتًا، لكنه كان يدرك داخله أن الخناق بدأ يضيق... وأن هناك من قرر قلب الطاولة.
ستووووووب🔥
ومتنسوش التفاعل يحبايبي عشان اطمن انكم لسه فاكريني 😂♥️🔥
• تابع الفصل التالى " رواية منقذى " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق