رواية منقذى الفصل السادس عشر 16 - بقلم الكاتبة المجهولة
رواية /منقذي
البارت السادس عشر
بقلمي:الكاتبة المجهولة
انقضي اليوم سريعا وعاد كل شخص الي منزله عدا حسام واسر قرروا المكوث ليعلموا سر هذه الزيجه فمؤكد ان هناك سبب فكيف يحدث ذلك بين ليلة وضحاها
عند لين كان قد دخلت الي غرفة عادل حتي يبدو ان الامر طبيعيا ولا يشك احد
دخلت لين الغرفة بخطوات مترددة، ما زالت مشاعر القلق والتوتر تسيطر عليها بعد كل ما مرّت به خلال اليوم. لم يمض وقت طويل حتى فتح عادل الباب بهدوء، ودخل وهو يتجنب النظر المباشر إليها، ثم أغلق الباب خلفه.
تقدم خطوات قليلة داخل الغرفة، ثم قال بنبرة هادئة وهو ينظر نحو الأرض:
– "بصي... إحنا هنبات في نفس الأوضة، عشان ماحدش يشك في حاجة، بس ماتخافيش... أنا مش هقربلك، ولا هضايقك، لحد ما نشوف هنعمل ايه في اللي جاي"
نظرت إليه لين بتوتر، ثم أومأت برأسها وقالت بصوت منخفض:
– "تمام..."
أشار برفق ناحية الدولاب، ثم تابع:
– "غيّري هدومك ونامي شوية... أنا هنزل أقعد مع آسر وحسام تحت."
قالت له بنفس النبرة المرتبكة:
– "تمام، شكراً يا عادل..."
خرج عادل من الغرفة وأغلق الباب وراءه بهدوء، ثم توجه إلى المكتب حيث كان آسر، حسام، وعاصم يجلسون في صمت ثقيل. لحظة دخوله، رفعوا جميعًا أعينهم نحوه، لكن أحدًا لم يتكلم.
جلس عادل دون أن ينطق، فقط اكتفى بالنظر أمامه، حتى قال آسر بنفاد صبر:
– "هتفضل ساكت لحد إمتى؟"
رد عليه عادل دون أن يغير ملامحه:
– "عايز تعرف إيه؟"
قال حسام وهو ينظر له باستغراب:
– "إزاي الجواز حصل فجأة كده؟ لازم في حاجة إحنا مش عارفينها."
نظر إليهم عادل لثوانٍ ثم قال بصوت ثابت:
– "أنا هقولكم الحقيقة، بس الكلام ده ميطلعش بره الأوضة دي... ماحدش يعرفه غيرنا إحنا التلاتة، وسليم بس."
سادت لحظة من الصمت، ثم تابع:
– "الجواز ده كان الحل الوحيد نحميها بيه، خاصة بعد ما حاول ييجي وياخدها بالعافية... بس دلوقتي إحنا قدام موضوع تاني مهم."
سأله آسر بقلق:
– "موضوع تاني؟"
رد عادل بجدية:
– "كريم البحيري... لسه ما اتحاسبش على اللي عمله في سما، وطلع كمان متورط في شغل وس*خ، تجارة وابتزاز ومصايب أكبر من اللي تخيلناها."
قال حسام بانفعال:
" سييلي انا موضوع كريم دا "
هز عادل رأسه وقال:
– "أنا قلت للمحامي يبدأ يجمع معلومات عن كريم، والضربة الجاية هتكون موجهة ليه هو. عايزكم معايا... هنقفل عليه من كل اتجاه."
نظر له آسر بحسم وقال:
– "معاك للآخر يا عادل."
ثم قال عاصم بابتسامة ساخرة:
– "واضح إننا دخلنا حرب حقيقية..."
أومأ عادل بعزم، وصوته يحمل نبرة لا تحتمل التراجع:
– "وحربنا لسه ما بدأتش بجد..."
– صباح اليوم التالي
استيقظت لين على صوت خبط خفيف على باب الغرفة. فتحت عيناها بتوتر، ونهضت ببطء من السرير. ارتدت شالها فوق البيجامة وسارت نحو الباب، فتحته بحذر، لتجد عادل واقف قدامه، ملامحه هادئة وصوته منخفض:
– "صباح الخير... صحيتي ؟"
سألته بتعجّب وهي تفرك عينيها:
– "إنت... ما نمتش هنا؟"
ابتسم وقال:
– "لا، نمت في المكتب... حبيت أسيبلك راحتك."
ردّت بخجل:
– "آه... تمام، شكرًا."
قال لها بلطف:
– "يلا قومي، روّحي أوضتك هاتي لبسك منها... لحد ما نجيبلك هدوم هنا."
أومأت برأسها، وخرجت بهدوء متجهة لغرفتها. دقائق وعادت تحمل بعض الملابس، دخلت الغرفة وأغلقت الباب لتبدّل ثيابها، ثم خرجت وهي ترتدي ملابس بسيطة ومرتّبة.
قال عادل وهو بيعدّل ياقة قميصه:
– "يلا ننزل نفطر..."
نزلا سويًا على السلالم، وفي تلك اللحظة، ظهر عاصم نازل من فوق، ووقعت عينه عليهم. ابتسم بمكر وقال مازحًا:
– "صباحيّة مباركة يا عريس!"
رمقه عادل بنظرة حادة جعلت عاصم يصمت فورًا، بينما احمر وجه لين من الإحراج ونكّست رأسها. وصلوا إلى السفرة، حيث كانت سلمى جالسة ووجهها مشدود بالغضب الصامت.
اقتربت داليا وجلست بجانب لين وهمست لها وهي بتغمز:
– "عاملة إيه يا عروسة؟"
لين ابتسمت ابتسامة خجولة وقالت:
– "كويسة..."
بدأوا يتناولون الإفطار وسط صمت نسبي، فجأة، دوى صوت جلبة عند الباب، فنهض عادل فورًا واتجه لفتحه. فتح الباب ليجد أمامه شريف الصياد واقف بكل جبروته، وإلى جواره رجال الشرطة.
رفع شريف يده مشيرًا نحو الداخل وقال بعنف:
– "أنا جاي آخد بنتي... اللي إنت خاطفها!"
اقترب الضابط من عادل وقال بنبرة رسمية:
– "حضرتك، في بلاغ مقدم ضدك بخطف آنسة لين شريف الصياد، وجايين ننفّذ أمر الاستدعاء."
وقف عادل بثبات، عينيه تلمع بالتصميم:
– "أنا ما خطفتش حد... البنت دي مراتي!"
شهق شريف، وصاح:
– "إيه؟! اتجوزتها؟ ازاي؟!"
رد عادل ببرود:
– "زي أي بني آدم طبيعي... جواز رسمي وموثّق، وهي مراتي على سنة الله ورسوله."
اقترب من لين، التي كانت تراقب الموقف من آخر الصالة، وما إن اقترب شريف منها حتى اختبأت خلف ظهر عادل، ترتعش من الخوف.
صرخ شريف فيها:
– "إنتِ اتجوزتيه؟! إزاي؟!"
مدّ يده بغضب، كأنه على وشك أن يصفعها، لكن عادل أمسك يده في اللحظة المناسبة، وضغط عليها بقوة:
– انت اتجننت والا ايه عايز تمد ايدك عليها وانا واقف"
تدخل الضابط وقال لشريف بنبرة حازمة:
– "مدام هي مراته رسمي، يبقى البلاغ باطل، ومفيش خطف... إحنا كده ما لناش لازمة."
تراجع رجال الشرطة وبدأوا في الانصراف، بينما ظل شريف واقفًا يرمقهم بنظرات مليئة بالوعيد:
أنا مش هسيبكم... الموضوع لسه مخلصش"
وخرج، يغلي من الغيظ.
أغلقت لين الباب وهي ترتجف، ثم انهمرت دموعها فجأة، وجلست على الأرض تبكي بصوت مكتوم. هرعت إليها داليا واحتضنتها بقوة، تحاول تهدئتها.
أما سلمى، فصرخت بانفعال وهي تنهض من على السفرة:
– "من يوم البنت دي ما دخلت البيت، والمصايب ورا بعض! الله أعلم اللي جاي هيكون إيه!"
نظرت لين نحوها، ودموعها ما زالت تنهمر، ثم نهضت وهرولت إلى الأعلى، صعدت لغرفتها وأغلقت الباب عليها، وانهارت بالبكاء.
وقف عادل لحظة، ثم التفت بغضب إلى والدته:
– "إزاي تقولي كده قدامها؟! إنتي مش شايفة اللي هي فيه؟!"
لم ينتظر إجابتها، واندفع يصعد الدرج مسرعًا.
طرق باب الغرفة برفق، ثم فتحه ببطء، ووجد لين جالسة على الأرض، ضامّة ركبتيها، تبكي كأن العالم كله انهار فوقها.
جلس عادل إلى جوار لين، وقد بدا على وجهه الحنان ممزوجًا بالثبات. مدّ يده يربّت على ظهرها برفق، محاولًا تهدئة رجفانها، وصوته خرج هادئًا:
– "ما تعيطيش يا لين... إنتِ ما ليكيش ذنب في حاجة، فاهمة؟"
هزّت رأسها نفيًا، وانهارت دموعها على وجنتيها، ثم تمتمت بصوت مرتجف:
– "لأ... أنا السبب، أنا اللي دخلتك في دا كله... أنا غلطانة إني وافقت أتجوزك، كان لازم أبعد، بس خفت... خفت أرجعله"
اقترب منها عادل أكثر، وضمّها إلى صدره دون تردد، بصوته العميق الواثق قال:
– "بُصيلي... إنتِ ما غلطتيش، وأنا ما عملتش حاجة ندمان عليها. الجوازة دي حصلت برضايا، وأنا اتجوزتك عشان أحميكي... ومش هتخلّى عنك، أبدًا."
سكنت بين ذراعيه، تهدأ شيئًا فشيئًا، وأنفاسها بدأت تعود إلى وتيرتها الطبيعية، حتى لاحظت فجأة قربها الشديد منه، ودفء حضنه الذي تسلّل إلى قلبها. شعرت بالحرج، فانسحبت بلطف من بين ذراعيه، وهي تخفض نظرها خجلًا.
لاحظ عادل توترها، فابتسم قليلًا ثم قال وهو ينهض:
– "طيب، أنا هاطلع لك داليا تقعد معاكي شوية... وهنزل، عندي شغل في الشركه"
أومأت برأسها دون أن تنظر إليه، وهو خرج من الغرفة بهدوء، تاركًا خلفه قلبًا خائفا مطمئنا بوجوده فقط
عند عاصم وداليا
داليا :"مكنش ينفع تقولي كدا يماما مش شايفه حالتها عامله ازاي"
لم تجيب سلمي اكتفت بالنظر بغضب والشعور بالذنب يملؤها منذ متي وهي قاسيه هكذا ولكن اعطت لنفسها الحق فهي ام وتخاف علي اولادها من اي شئ
نظر لها عاصم نظرة عتاب ثم قال:"انا رايح الشركه اما عادل ينزل قوليله يداليا"
اومئت داليا براسها ثم رات عادل ينزل من درجات السلم تحدث عادل موجها حديثه الي داليا:"داليا اطلعي ل لين وخدي بالك منها"
داليا:"حاضر يحبيبي"
ذهب عادل الي العمل بدون كلمه اخري
صعدت داليا إلى الغرفة، طرقت الباب، ثم دخلت وهي تبتسم بخفة ، لكن عندما رات عيون لين الحمراء من البكاء،اقتربت منها ثم قالت:
"خلاص بقا يا لينو والله ماما متقصدش هي بس اندفعت في الكلام لما شافت الشرطه وكدا انتي فاهمه بقا ام وخايفه علي ولادها"
هزت لين راسها بصمت، ومسحت دموعها في محاولة فاشلة لتخفي حزنها، لكن اقتربت منها داليا وجلست بجانبها على السرير
– "بُصي، أنا عارفة إن اللي حصل كتير، ومرعب، بس إنتِ مش لوحدك... كلنا معاكي. وعادل؟ عادل مش بيتصرف كده غير لما يكون بيحب بجد. بيخاف عليكي."
قالت لين بصوت منخفض وهي تنظر الي الاسفل
– "أنا بخاف عليه... من كل اللي جاي... شريف مش هيسيبنا، وأنا السبب في اللي هو فيه دلوقتي."
داليا:
– "ما تقوليش كده تاني، إنتِ السبب في إنك كنتي شجاعة، وفي إنك وقفتِ ضد اللي كان بيظلمك... إنتي السبب في إن عادل بقى راجل تاني، يمكن لأول مرة بجد يحس إنه بيحارب عشان حد يستاهل."
صمتت لين، ونظرت لداليا بنظرة امتنان حقيقي،فقد التمست الحنان في حديثها
جلسوا لفتره يتحدثون ولم يخلو الحديث من مشاكسه داليا ل (لين) حتي هدأت لين تماما
في الشركه كان عاصم قد وصل وذهب الي مكتبه يحاول ان يتفادي ما يحصل ليحاول التركيز في العمل حتي قطعه صوت طرقات علي الباب فأذن عاصم للطارق بالدخول
الرجل:"عاصم بيه انا جبت لحضرتك كل المعلومات اللي انت طلبتها"
عاصم:"تمام يصبري حطها هنا وروح الحسابات هتلاقي مكافئتك"
فرح صبري كثيرا ثم قال ممتنا:"من يد منعدمهاش يعاصم بيه"
ثم خرج وبدأ عاصم في تذكر ذلك اليوم عندما رأي الرجلان الذان كانا يتبدالان المال في كاميرات المراقبه وبدا في فتح الملف الذي احضره المدعو صبري بدا يقرا وعيناه متسعتان ثم ذهب مباشرة الي مكتب عادل
دخل المكتب بدون طرق الباب
عادل:"جرا ايه يحيوان فيه حاجه اسمها باب متخبط قبل ما تدخل"
عاصم:"من وقتك دلوقت يا عادل بص انا لقيت ايه"
عادل:"انجر ورايا شغل"
جلس عاصم ثم اعطاه الملف بدا عادل في قراءته ثم قال:"مش فاهم مين دا"
عاصم :"دا واحد شوفته من فتره بياخد فلوس من حد في الشركه بس بطريقه غريبه ثم بدا عاصم بقص كل ما حدث ذلك اليوم
عاصم:
"بعدها طلبت من واحد معرفه يعرفلي اللي وراه وعرفت انه كان شغال لحساب كريم البحيري عشام ينقله اخبار الشركه"
عادل:" وايه اللي بخليك متأكد كدا"
عاصم :"الراجل اللي انا وكلته يعرفلي الموضوع دا راحله واداله قرشين ولان التاني طماع ومش هامه غير الفلوس اعترف علطول"
عادل:" حسابك تقل اول يا ابن البحيري"
عاصم:" هتعمل ايه"
عادل:" بكرا الصبح هتعرف كدا كدا مكننش مستني اعرف حاجه تانيه عنه اللي عمله كفايه اوي"
انصرف عاصم ليكمل عمله ثم بدا عادل يفكر في ما حدث وماذا سيحصل تذكر لين فقرر الاتصال علي داليا للاطمئنان عليها
رن هاتف داليا عندما وجدته عادل فتحت الخط قائلة :" ايوا يعادل فيه حاجه"
عادل:" انت مع لين والا فين"
داليا :" لا هي نامت فانا دخلت اوضتي"
عادل :"طب هي عامله ايه دلوقت لسه بتعيط"
داليا:"عيب عليك بقا حد يقعد ما داليا هانم ويعيط"
ابتسم عادل علي ممازحة اخته ثم قال:"تمام يحبيبتي خدو بالكوا من نفسكم"
داليا بمزاح:"انت رايح فين تعالي هنا دا بدل ما تسال عني انا كمان وبعدين هي لحقت توحشك والا ايه يا دكتور عادل"
عادل:بس يا داليا يحبيبتي اسكتي واقفلي وخدي بالك منها"
داليا :"ااه بتهرب طيب ماشي يا دولا براحتك"
ثم اغلقا الخط وقرر عادل ان يفاجئ لين الليله بشئ تريده منذ فتره ويخرجها من هذا الجو المشحون
ستووووووب🔥
متنسوش التفاعل يحبايبي😚❤️
• تابع الفصل التالى " رواية منقذى " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق