رواية وهم على هيئة قدر الفصل الثالث 3 - بقلم ميادة ذكى
وهم علي هيئة قدر✨(3)
أحيانًا، نحاول الهروب من شيء معين، نحاول دفنه داخلنا ونقنع أنفسنا أنه لم يعد مهمًا… لكن القدر يملك طريقته الخاصة في إعادتنا إلى النقطة التي هربنا منها. لحظة واحدة كفيلة بتغيير كل شيء، وكأن الحياة تُعيد ترتيب أوراقها بطريقة لا نفهمها.
---
عارفين لما تحاولوا تبطلوا تفكروا في حاجة معينة، وفجأة تلاقوها قدامكم في وشكم؟
هو دا اللي حصلي بالضبط!
كنت داخلة الإنترفيو، متوترة وعقلي شغال بأقصى سرعة…
يا ترى هقبل ولا لأ؟ المكان دا مناسب ليَّ؟ المرتب كويس؟
لكن كل الأفكار دي طارت من دماغي في اللحظة اللي وقعت عيوني فيها عليه.
هو!
فضلنا باصين في عيون بعض، والغريب إنه كان سرحان فيا كأنه بيشبه عليا أو عارفني من سنين… ملامحه ثابتة، بس عيونه كانت بتتكلم. مش قادرة أحدد، هل دي نظرة اشتياق؟ ولا غرابة؟ ولا إعجاب؟ ولا يمكن هو بيبص لكل الناس كده؟
فُقنا من الشرود على صوت السكرتيرة وهي بتتكلم باحترافية:
– "يا فندم، نبدأ الإنترفيو معاهم دلوقتي؟"
هو اتجنبها تمامًا، وبصلي تاني بنفس النظرة اللي مش قادرة أفهمها، وقال بصوت هادي بس كان فيه حاجة مختلفة:
– "اسمك إيه؟"
رديت بكسوف ووشي في الأرض:
– "ميرنا… اسمي ميرنا ذكي."
ارتسمت على وشه ابتسامة خفيفة:
– "اسمِك جميل يا ميرنا، و..."
لكن قبل ما يكمل، موبايله رن.
أخده ومشي بعيد وفضل يتكلم، ولما رجع قال بحدة لسكرتيرته:
– "وقفي كل الإنترفيوهات، مابقاش ليهم لازمة."
السكرتيرة باستغراب:
– "مين اللي حضرتك اخترتهم يا أستاذ عمرو؟"
– "قدامِك أهو… خدي أوراقهم، ومن بكرا هيبدأوا شغلهم."
السكرتيرة اتلخبطت شوية:
– "بس يا فندم…!"
بصلها بحدة:
– "بس؟ انتِ هتعترضي على شُغلي؟"
السكرتيرة بسرعة:
– "لا طبعًا، تمام يا فندم."
خدت الـ CV بتاعنا ونزلنا.
---
في الطريق:
رنا كانت مستمتعة باللي حصل أكتر مني:
– "إيه يا بنتي! المدير مكنش شايل عينه من عليكي! قلتلك لو شافك هيتجنن."
بصتلها باندهاش:
– "إيه دا! هو دا المدير؟"
رنا هزت كتفها:
– "مش متأكدة، بس غالبًا هو… بس مش مهم، شفتي كان سرحان فيكي إزاي؟"
ضحكت بسخرية:
– "أكيد شبه حبيبته اللي ماتت."
لكن الحقيقة… أنا نفسي مش عارفة ليه قلبي دق بالمنظر دا. ليه حسيت كأني بعرفه بجد، رغم إن دي أول مرة أشوفه؟
---
في البيت:
فتحت الباب ودخلت:
– "السلام عليكم."
الأم: "وعليكم السلام."
العم: "أهلًا يا بنت أخويا، نورتي بيتي."
بصتله بسخرية:
– "بيتك؟ من إمتى بقى؟"
ابتسم بثقة:
– "من ساعه ما أبوكي تنازل عن كل حاجة مقابل إنه يشاركني في الشركة."
رفعت حاجبي بسخرية:
– "آه، والشركة اللي استوليت عليها وبتبعتلنا منها ملاليم آخر الشهر؟"
الأم بحزم:
– "استهدي بالله يا بنتي، خلينا نشوف هو عايز إيه."
العم زفر بضيق:
– "كنت بطمن عليكم، أنا غلطان إني بعمل بوصية أخويا!"
بصيتله بنظرة كره:
– "لا، بالله عليك، متتعبش نفسك! أنا داخلة أوضتي يا ماما… نورت يا عمي!"
---
في الأوضة:
غيرت هدومي ونمت على السرير وأنا باصة في السقف… بفكر في اللي حصل، في الشغل، في نظرات عمرو، وفي نظرات عمي اللي كلها مكر.
"منك لله يا اللي اسمك عمي، عكرت مزاجي!"
قمت أشوفه مشي ولا لسه.
ولما تأكدت إنه مشي، رجعت وقعدت جنب أمي بفرحة مش قادرة أداريها.
الأم: "ربنا يديم الضحكة على وشك يا بنتي… خير؟ فرحيني!"
ابتسمت:
– "أنا اتقبلت في الشركة يا ماما!"
بس بصراحة… أنا كنت مبسوطة عشان شوفته وعشان هشوفه علطول.
الأم بفرحة:
– "ألف ألف مبروك يا حبيبة أمك!"
– "الله يبارك فيكي…، هيا فين فريدة؟ من ساعة ما دخلت الكلية وأنا بشوفها ساعة في الأسبوع!"
الأم وهي داخلة المطبخ:
– "ما انتِ عارفة إنها بتكون طول اليوم في المستشفى، بس زمانها جاية، هقوم أحضرلكم الغداء."
– "أساعدك؟"
الأم بابتسامة:
– "لا، خليكي، أنا هسخن الأكل وخلاص."
فضلت أقلب في قنوات التلفزيون…
الأم: "طب هتشتغلي إيه في الشركة دي؟"
– "هشتغل محاسبة، والمرتب كويس جدًا."
الأم: "مش كان الأولى تشتغلي في شركة أبوكي؟"
نظرت بعيدًا وقلت بحزم:
– "مستحيل أبقى في مكان واحد مع اللي بيقولوا عليه عمي دا!"
الأم تنهدت:
– "ربنا يهديكي، يا بنتي… اسمها إيه الشركة اللي هتشتغلي فيها؟"
قلت ببساطة:
– "الزهار للاستثمارات المالية."
لكن فجأة، سمعت صوت طبق بيقع على الأرض، التفت بسرعة…
لقيت أمي كانت واقفة في صدمة!
– "إيه؟!!"
---
عجلات القدر بدأت تتحرك ، والخيوط تتشابك بشكل غريب ... ما سر هذه الشركة؟ ولماذا أصيبت أمي بالصدمه عند سماع اسمها ؟ ترى ، هل مجرد وظيفه جديدة قد تكون بابًا لأسرار الماضي؟ أم أن القدر يخطط لشيء أكبر لميرنا ؟!
يتبع…
بقلم: مِيادة ذكي
لو لاقيت تفاعل كويس وعجبتكم الرواية هحاول أطول البارت شوية
اتمني تنال اعِجبكم❤️
•تابع الفصل التالى "رواية وهم على هيئة قدر" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق