Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وهم على هيئة قدر الفصل الثانى 2 - بقلم ميادة ذكى

 رواية وهم على هيئة قدر الفصل الثانى 2 - بقلم ميادة ذكى 

وهم على هيئة قدر ✨ (2)

بقلم: ميادة ذكي


"بيقولوا إن القدر ساعات بيسيبك تمشي في طريق، وأنت فاكر إنك عارف نهايته… لحد ما، فجأة، يوقفك قدّام حاجة ما كنتش تتوقعها أبدًا."


---


خاطب؟!


ضحكت بخذلان، وكأن الدنيا بتأكد لي إن الحلم اللي بنيته في خيالي كان مجرد وهم.

أخيرًا لقيت الشخص اللي كنت بتمناه… بس طلع مش ليا!

الغريب إنه منزلش غير صورة واحدة تدل على خطوبته، وبس!


بس ولا دا فارق معايا قد فكرة إنه مش هينفع يكون ليا...

قمت توضيت وصليت الظهر، وسرحت في أفكاري:


"ليه ربنا ممكن يزرع في قلبك حب شخص هو مش ليك؟

ولا يمكن يكون ده وهم… وأنا اللي صدّقت؟"


وفُقت على صوت موبايلي بيرن باسم رنا.


(رنا صحبتي شبه الوحيدة، عرفتها صدفة في الجامعة، ومن ساعتها وهي مشاركاني كل حاجة.

باباها رجل أعمال معروف، وعايشة معاه هي ومامتها، وعندها أخ في كلية طب.

حياتهم مستقرة نوعًا ما، بس هي دايمًا كانت حنينة وواقفة جنبي.)


رنا: شوفتي البوست اللي بعتهولك؟

ميرنا: لا، ماله؟

رنا: طالبين بنات يشتغلوا محاسبين وسكرتيرات في فرع شركة لسه فاتح جديد.

ميرنا: أيوه يعني إيه؟

رنا: افتحي مخك معايا، إحنا خريجين تجارة… يعني إيه؟

ميرنا: فراخ بانيه؟ ههههه، بهزر، تقصدي نروح نعمل إنترفيو؟

رنا: بعيدًا عن دمك التِقل، أيوه يا أختي!

ميرنا: ماشي يا سُكرة، انزلي إنتي، لأني مفصولة ومش قادرة أتحرك.

رنا: بطّلي دلع، وقومي، خلينا نطلع بأي حاجة من الكلية دي.

ميرنا: حاضر، هجهز وأكلمك.


رميت الموبايل وأنا بتأفف.

معنديش شغف أروح أي مكان… بس هو معقول السبب راجل؟!

قُمت وقررت أبدأ من جديد… كالعادة.


لبست فستان بيبي بلو مزين بفراشات صغيرة زرقاء، فردت شعري، وحطيت توكة بسيطة في النص، وميكب خفيف.

خرجت من أوضتي، لقيت أمي واقفة بصينية الفطار.


الأم: إيه الحلاوة والجمال ده؟

ميرنا: بالله عليكي يا ماما، سبيني، أنا مش طايقة نفسي.

الأم: ليه كده، يا قلب أمك؟ كُلي السندوتشات اللي عملتها وهتبقي زي الفل.

ميرنا: لأ، لازم أنزل، عندي إنترفيو.

الأم: إنترفيو؟

ميرنا: آه، نسيت أقولك، لسه واخدة القرار. لما أرجع هفهمك.

الأم: طيب، حاولي متتأخريش، عشان عمك رن عليا وقال إنه جاي.

ميرنا: جاي ليه؟ جايب الملاليم اللي بيبعتهم كل شهر؟

الأم: مش عارفة، بس شكله جاي يتكلم في حاجة مهمة.

ميرنا: (بسخرية) مهمة؟ عمره ما جاب غير الهم!

الأم: مهما كان، هو عمك، ومش عايزة مشاكل.

ميرنا: مشاكل إيه يا ماما؟ بعد اللي عمله؟ عموماً، لو جه قبل ما أرجع، متدخليش معاه في أي كلام.

الأم: طب ما تستني محمد ابن خالتك يوصلك بالمرة، هو زمانه جاي.

ميرنا: لا لا، رنا هتعدّي عليّا، وانتي عارفة إني مش بحب أتعامل معاه.


نزلت من العمارة… ولسوء حظي، لقيته واقف قدامي.


محمد: صباح الخير يا رنون.

ميرنا: صباح النور.

محمد: على طول مستعجلة؟ حتى على ابن خالتك؟

ميرنا: مستعجلة على شغلي يا محمد.

محمد: لو مستعجلة على الشغل، كنتِ قبلتي أوصلك.

ميرنا: مش لازم توصيلات، رنا مستنياني.


مشيت بسرعة، لكني حسيّت بنظراته ورايا…

نظرات فيها حاجة مش قادرة أحددها، يمكن تعلق؟ يمكن إحباط؟

بس حاولت أقنع نفسي إني مش مهتمة.


ركبت المواصلات، وقابلت رنا عند باب الشركة.


رنا: جاهزة؟

ميرنا: ولا جاهزة ولا نيلة، وشكلي هترفض.

رنا: تترفضي إيه يا حلوة؟ ده مدير الشركة لو شاف الحلاوة دي، هيتجنن!

ميرنا: اتنيلي.

رنا: طب هتشوفي… يلا، دورنا قرب.


فضلنا قاعدين لحد ما دخلت واحدة شبه عارضات الأزياء، وقالت:


"رنا أحمد، وميرنا زكي."


رنا: يلا يا ميرنا، دورنا.


مشينا ودخلنا المكتب، قلبي كان بيدق بسرعة.

رفعت عيني ببطء… وعيني وقعت عليه.


هو!


نظرتنا اتلاقوا للحظة… لحظة واحدة، بس الزمن فيها وقف.

أكتر حاجة كانت مُرعبة بالنسبالي مش فكرة إنه قدامي من غير شاشات ولا مسافات،

الرعب الحقيقي إنه شايفني زي ما أنا شيفاه!


يا ترى دي صدفة؟

ولا القدر لسه بيكمل لعبته معايا؟


يتبع...


•تابع الفصل التالى "رواية وهم على هيئة قدر" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات