Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قلب في المنفي الفصل الثامن عشر 18 - بقلم هدير محمد

 رواية قلب في المنفي الفصل الثامن عشر 18 - بقلم هدير محمد 

محبتش ازعلكم النهاردة و اهو البارت... تفاعلوا و علقوا كتير عشان البارت يظهر للكل 🫵🩷
البارت الـ 18 من رواية قلبٌ_في_المَنفى ❤️‍🩹

* مراد... ارجوك متمشيش... انا محتاجك ! 
- عندك آدم اهو هيحل اي مشكلة تقع فيها... أما انا مجرد فاشل مش هنفعك في حاجة... سيبني في حالي... 
فتح مراد الباب و خرج... جلس فريد على الكرسي و مسح وجهه بضيق و قال بحزن 
* مش انت الفاشل يا مراد... ولا آدم حتى... انا الفاشل... انا اللي فشلت ابني عيلة... لاني حاولت ابنيها على ألم غيري !! 

************** 
في السيارة... كان آدم يضع في أذنه السماعة البلوتوث و يتكلم مع شخص في العمل و يقود السيارة في نفس الوقت... و أسيل تنظر اليه من الحين للآخر... قالت في سرها 
' ده الطريق 3 ساعات او اكتر... هقعد ده كله اسمع مكالماته مع زمايله في الشغل ! ايه الملل ده... 
نظرت لمشغل الموسيقى ف مدت يدها و شغلته... اشتغلت اغنية حزينة ف قلبت على غيرها... ايضا اغنية حزينة... ظلت تقلب في الاغاني كلهم... جميعهم اغاني حزينة !! 
' يا ساتر عليك... كاسِت الاغاني كله اغاني كئيبة... مفيش اغنية وحدة فرفوشة بالغلط حتى !! 
نظرت له ف نظر لها بمعنى " ماذا ؟ " 
' كئيب و بارد... دم ياخدك... 
" Одна минутная мистер Джон 
دقيقة واحدة يا مستر جون... 
ضغط على الهاتف و علق المكالمة و قال 
" مالك في ايه ؟ بتتحركي في العربية كتير كده ليه ؟ 
' الطريق طويل و انا حاسة بملل و انت بتتكلم اسباني مع صاحبتك جونة دي... 
" اولًا دي مش بنت ده مستر جون صديقي... ثانيًا ده مش أسباني ده روسي... 
' بتتكلم لغات كمان ؟ طب و ثالثًا ايه ؟ 
" بطلي تلعبي في كاسِت الاغاني... 
' على اساس فيه اغاني عِدلة ؟ ده كلهم اغاني حزينة عن الفراق و الغدر... قولي هو انت حبيبتك كرڤتلك عشان كده بتسمع الاغاني دي ؟ 
ضغط على مقود السيارة و نظر للأمام بغضب و صمت 
' طب انا قولت حاجة غلط ؟ 
" فكك... انتي زهقانة ؟ 
' اه... زهقانة اوي... 
" اللاب توب في الشنطة على الكنبة... مدي ايدك و هاتيه... 
اومأت له و اخذت حقيبته و اخرجت اللاب و قالت 
' خُد افتحولي... 
" كلمة السر **********... 
كتبتها و فتح بالفعل... 
' انت ليه قولتلي كلمة السر ؟ 
" عشان انا واثق فيكي... 
' واثق فيا ؟! 
قالتها بتعجب ثم ادرك آدم ما قاله و حاول تغيير الموضوع... 
" ادخلي على فايل الافلام... هتلاقي شوية افلام متحملين... شوفي اللي يعجبك... 
' ماشي... 
ظلت تبحث بينهم عن فيلم لتشاهده... وقعت عيناها على اسم فيلم Pride and Prejudice... 
" اختارتي ايه ؟ 
' فيلم Pride and Prejudice... 
" اتفرجتي عليه قبل كده ؟ 
' لا بس سمعت عنه... هو قصته عن الحب و الكبرياء... كان نفسي اسمعه بس مكنش عندي وقت... بما ان الطريق طويل فأنا هتفرج عليه... 
" ماشي... 
فتحته و بدأت تشاهده... 
***************
دخل مراد غرفته و نور كانت تتكلم في الهاتف... تظاهرت انها تتحدث مع صديقتها 
* طب سلام دلوقتي يا ريم... 
اغلقت هاتفها و نظرت اليه 
* جيت بدري النهاردة...
- و مش رايح تاني ! 
فتح الدولاب ليرتدي ملابس المنزل... اقتربت منه نور و قالت 
* يعني مش رايح تاني ؟ 
- يعني خلاص شغلي في الشركة خلص... 
* ليه؟ هو آدم ضايقك ؟ 
- كلهم بيضايقوني مش هو بس و انا هسيبهاله مخضرة... 
* ليه ؟ طب و حقك ؟ 
- مش عايزه ! طالما عشان اخد حقي يبقى يتقـ,ـل بيا في الرايحة و الجاية من اللي يسوى و اللي يسواش فخلاص انا مش عايز الحق ده... انا قر*فت... 
* يعني هتسيبه ياخد كل حاجة !! 
- اه... مش عايز حاجة منه ولا من بابا... انا عايز ارتاح... عايز ارتاح يا نور !! انا زهقت و مش طايق حد منهم... لو قعدت تاني هقـ,ـتله !! 
* طب هو حصل ايه ؟ احكيلي ؟ 
- مش مهم خلاص ( امسك يدها و اكمل ) انتي قولتي قبل كده هتروحي اي مكان اروحه... صح يا نور ؟ 
* أكيد يا حبيبي انا استحالة اسيبك... 
- يبقى خلاص نرجع لايطاليا و نستقر هناك للأبد ! 
تفاجئت نور و قالت 
* نستقر في ايطاليا ؟ 
- ايوة... و متقلقيش عيشتنا هناك هتكون احسن بمليون مرة من هنا... 
* طب يعني هنروح فاضيين ؟ 
- متشليش هَم الفلوس... انا هرجع النادي هناك... همشي ورا اللي بحبه و هنجح... عايز منك بس تكوني جمبي... 
عانقها و ربت على ظهرها برفق و قال بحزن 
- متسبنيش انا محتاجك يا نور ! 
رفعت يداها و بادلته العناق بتردد و تفكر كيف ستبتعد عن هنا و كيف ستترك معتز... بينما مراد يعتقدها انها الوحيدة التي تحبه و لم تتركه ! 

****************
كانت أسيل منسجمة مع الفيلم و آدم ينظر لها من الحين و الآخر... بعد صمت طويل قالت بهيام 
' نفسي حد يحبني بالشكل ده... 
نظر لها و هي نظرت له مُبتسمة ثم ادرك ما قالته امامه و اختفت ابتسامتها 
' متبصليش كده... مقصدش انت...
" نفسك تتحبي ؟ 
' أكيد... نفسي الاقي نُصي التاني... يحبني و يخاف عليا و يكون مخلص ليا... 
" ههه كلام فارغ... 
' لا مش فارغ... و الحُب موجود... انت مفكر انه مش موجود لانك لسه ملقتش حد يثبتلك العكس... انت اصلا محاولتش... 
" و مش هحاول... مش هحاول في حاجة بتضيع وقتي... 
' براحتك... انا عن نفسي واثقة ان الحُب موجود و هو اساس كل حاجة... 
" ماشي بس متعيطيش في الاخر... 
' لا متقلقش مش هعيط... هلاقي الراجل اللي يحبني و احبه و نبني اسرتنا سوا... ابقا ابعتلك كارت الفرح عشان تتأكد... 
كلما ذكرته بهذا يشتعل قلبه... لكن لا يعرف اين الصواب... هناك معركة في داخلة بين قلبه و عقله... قلبه الذي يريد أسيل بشدة و يبني معها اسرته و يقضي معها حياته كلها... أم عقله الذي يمنعه ان يعيش معها الحياة التي طالما ارادها... دائما يختار عقله... لأن قلبه خذله و لا يريد تكرار هذا بأي شكل !! 
**************
كانت نرمين جالسة في المطبخ تشرب عصيرها اليومي... دخلت ناهد و قالت 
* نرمين هانم ! كويس انك هنا كنت لسه هدور عليكي... 
شدت ناهد كرسي و جلست مقابلها على الطاولة 
* عيزاكي في حوار يا نرمين هانم... 
* نعم يا ناهد هانم ؟ 
* انتي عرفاني اني بحب اكتب و كده... انا لسه بكتب مدونات على صفحتي الشخصية كمان و الحمد لله عندي ريتش عالي و متابعين... 
* هااا و بعدين ؟ 
* كنت عايزة اكتب المرة دي عن موضوع مختلف اول مرة اتكلم عنه...
* موضوع ايه ده ؟ 
* عن مرات الأب... 
تركت نرمين كوب العصير و نظرت لها بريبة 
* عايزة تكتبي موضوع عن مرات الأب ؟ 
* ايوة... على فكرة الحوار ده مُهمل و نايم شوية بس انا قررت اصحيه... يعني على حسب معرفتي و اللي بسمعه و بشوفه... تقريبا 95% من زوجات الاب بيمارسوا العنـ,ـف او الضغط النفسي على اطفال جوازهم اللي امهم متوفية او متطلقة و عايشة بعيد عنهم... حتى في المسلسلات... دايما دور مرات الأب بتكون مش كويسة و قاسية... فين و فين لما بنشوف او نسمع عن مرات أب طيبة... تفتكري ده كله حوارات و خلاص ؟ ده أكيد واقع محزن اطفال بتعيشه بسبب ان الأب مش قادر على مسؤولية الاطفال ف يقوم يتجوز و مفكر انه عمل اللي عليه و خلاص... 
* و انا دوري ايه في ده كله ؟ 
* انتي دورك مهم اوي يا نرمين هانم... 
* تقصدي ايه ؟ 
* اقصد ان معارفك كتير... ممكن تشوفيلي وحدة صحبتك قامت بدور مرات الأب او تعرف وحدة عايشة حاليًا الدور ده ؟ انا جيت طلبت مساعدتك اهو... اوعي تكسفيني... 
* ماشي يا ناهد... هشوف و ارد عليكي... 
* تسلميلي... اسيبك بقا اروح اختار عنوان مناسب لحوار مرات الأب ده... 
نهضت ناهد و خرجت... صمتت نرمين و تفكر... لماذا ناهد ستكتب عن هذا الموضوع من بين كل المواضيع الموجودة ؟ ماذا تقصد ؟ هل هي تعرف انها ليست أم آدم ؟ نفضت تلك الافكار من عقلها لان لا يوجد مخلوق يعرف هذا غير هي و فريد فقط ! 

*************

كانت رنا تتمشى في ممر الجامعة... فجأة شدها احد الى داخل غرفة التي بها المنظفات... كانت ستصرخ لكنه وضع يدها على فمها و قال 
- اهدي ده انا ! 
نزع يدها عن فمها و قالت بتفاجئ 
* مروان ! 
- اه مروان... مروان اللي سيباه يتو*جع بسببك يا رنا... 
* افتح الباب انا عايزة امشي... 
- مش هتمشي غير لما نتكلم... 
* مفيش كلام ما بينا... 
- لا فيه... فيه يا رنا بس انتي بتتهربي مني !
* مروان انا مش عايزة اتكلم في حاجة... ابعد عن الباب خليني امشي... 
- قولت مش هتمشي ! رنا انا مش قادر على كده... ليه رفضاني ؟ 
* اهو كده... 
- هو ايه اللي اهو كده ؟! 
* يعني انا و انت في نفس السطر مينفعش... 
- طب ليه ؟ 
* انا مش عيزاك... 
- مفيش مشاعر عندك ناحيتي ؟ 
* لا مفيش... 
نظر لها بحزن ثم عانقها 
* انت بتعمل ايه ؟ ابعد يا مروان... 
- متخافيش انا مستحيل أذ*يكي... انا بحبك و اللي بيحب مش بيأ*ذي... نفسي اكون قريب منك كده... بس انتي منعاني... ليه يا رنا ؟ و متقوليش نفس الكلام ده... انا مش هصدقك و عارف ان فيه حاجة تاني... 
* عايز تعرف ليه انا مش راضية اتجوزك ؟ 
- اه... قولي... 
* اهلنا... بسبب اهلنا و العداوة اللي بينهم... بعد كل المشاكل اللي حصلت دي انا مقدرش اتجوزك... مينفعش ابقا ضد اهلي... 
اخرجها من حضنه و حاوط وجهها بكفوفة و قال
- قال يعني انا ينفع ابقا ضد امي ؟ انا بحبك و دي حاجة مش بإرادتي... قلبي اختارك انتي و عايز اكمل معاكي انتي...  انتي و بس... اديني فرصة... مش بسبب المشاكل اللي بين اهلنا يبقى اضيعك من ايدي و اتخلى عنك... مش يمكن ربنا أراد ان ده يحصل عشان عداوتهم دي تخلص ؟
* بس يا مروان اهلي استحالة يجوزوني ليك... 
- لحظة بس... معنى كلامك ده انك موافقة تتجوزيني بس العائق هو اهلنا ؟ 
اومأت له بخجل... ابتسم و قال 
- متخافيش انا معاكي... هعمل المستحيل عشان اتجوزك... هخليهم يوافقوا... هقف قدام الكل عشانك... المهم انتي تبقى ليا و بس... بحبك اوي... 
نظرت له في عيناه المليئة بمشاعر الحُب لها... قَبَل مروان وجنتها برفق و عانقها... ابتسمت رنا و رفعت يداها و عانقته ايضا... 

***************
وصلا آدم و أسيل للجيزة... مَر بجانب بيتها و لاحظ انها تنظر الى البيت... اوقف السيارة أمامه... نظرت له أسيل و قالت 
' وقفت ليه ؟ بيت تسنيم في الشارع اللي بعد ده... 
" عارف... لو عايزة تسلمي على اهلك... انزلي روحيلهم... 
' الكلام ده طالع منك انت ؟ انت اللي فرقتني عنهم على فكرة... 
" و بقولك اهو لو عايزة تشوفيهم... انزلي... 
' مش معايا المبلغ اللي دفعته عشان ادهولك... 
" أسيل... انتي عارفة كويس ان قصدي مش على الفلوس اللي اخدوها... انا بقول من ناحية انك اشتقتيلهم... ف انزلي سلمي عليهم... 
نظرت له لوهلة ثم نظرت لبيتها و صمتت لدقائق... لم تنزل من السيارة و نظرت للأمام بجمود و قالت 
' اطلع على بيت تسنيم... 
" بس انتي... 
' انا بقولك بنفسي اهو... مش عايزة اشوف حد منهم... انا جاية هنا عشان تسنيم... 
اومأ لها بهدوء و شغل السيارة و ذهبا لبيت تسنيم... ركن السيارة و نزلت أسيل... اقتربت من باب البيت المكون من طابقين... ابتسمت بمرح... لم تصدق اخيرا انها امام بيت صديقتها... طرقت على الباب الحديدي بيدها بشدة و برجلها ايضا و رنت الجرس مرارًا و تكرارًا... و نادت بأعلى صوتها 
' يا تسنييييييييم... افتحي الباب يا بت ! 
تفاجئ آدم ان ذلك الصوت يخرج من تلك الفتاة الرقيقة و شكلها كأنها تحولت و تطرق على الباب بشدة... اقترب منها و قال 
" انت بتخبطي كده ليه ؟ و صوتك جايب آخر الشارع ! 
' ملكش دعوة... انا لما باجي لتسنيم بخبط بالطريقة دي و ارن الجرس لحد ما يتحر*ق في ايدي و انادي عليها كده... هي و اهلها متعودين مني على كده... اقف كده على جمب و متدخلش ( عَلَت صوتها ) يا تسنييييييم... 
فتحت تسنيم النافذة و وجدت أسيل في الشارع... تفاجئت و قالت بفرح 
* أسيل !! نزلالك حالا...
اغلقت تسنيم النافذة و ركضت لتفتح لها... تعجب آدم قليلا فهو توقع ان تسنيم سوف تتضايق من أسيل بسبب طريقة طرقها للباب و مناداتها لها هكذا في الشارع... لكن يبدو انها معتادة على هذا... 
نزلت تسنيم و فتحت الباب... اقتربت منها أسيل و عانقتها و تسنيم بادلتها العناق بحُب... ابتعدت عنها و قالت
* اخيرا جيتي... كتت لسه هتصل عليكي... تعرفي انا مأجلة كل حاجة... كل ما ماما تقولي اعملي كذا اقولها لا استني أسيل لما تيجي... 
' شكلك هتتعبيني في تجهيزات خطوبتك... 
* طبعا... ده انا همرمطك معايا... 
' الله... مرمطة من اللي بحبها مع تسنيم... 
* و كمان مجهزالك شوية ماسكات من بتوع ماما و هعملك جلسة نضارة ببلاش بمناسبة خطوبتي... 
' ايوة بقا كده دلعيني... 
* هنخربها يا أسيل... تعالي ادخلي... 
' لحظة اخد الكياس من العربية... 
اقتربت أسيل من آدم و قالت برقة 
' ممكن تطلع الاكياس من عربيتك ؟ 
" دلوقتي بقيتي رقيقة ؟ اومال مين كانت فاتحها صوتها اد كده في الشارع من كام دقيقة ؟ طلعتي بتتحولي مش انا بس اللي بتحول... 
' طب ممكن تجيب الاكياس ولا هتقضيها رغي ؟ انت هتصاحبني ولا ايه ؟ 
" ايه اسلوب السواقين ده ؟ 
' لا فوق لنفسك يا آدم نصار... انت دلوقتي في منطقتي انا... يعني خاف على نفسك... 
" أسيل اتلمـ,ـي ! 
' طب الاكياس... 
" هجيبهم... والله هجيبهم بس اسكتي... 
إلتفت و فتح شنطة السيارة و امسك الاكياس و اقترب من تسنيم و قال 
" احطهم فين ؟ 
* تعبت نفسك ليه بس... سيبهم انا هاخدهم... 
" لا مفيش تعب... ادخلهم البيت ؟ 
* اه في الكنبة اللي في وشك... 
" تمام... 
ذهب آدم ليضعهم كما قالت... تسنيم ضر*بت أسيل على كتفها 
' بتضر*بي ليه ؟ يخربيتك ايدك تقيلة... 
* اللي انتي عملاه في الراجل ده ؟ 
' عملت ايه ؟ 
* و كمان بتسألي ! بقا يا جاحدة تخليه هو يشيل الاكياس و كمان يوديهم جوه !! 
' و فيها ايه يعني ؟ هو مشلول ؟ ده صحته احسن مني و منك و من الشارع كله... ده اتزحلق في الحمام من يوم نزل سليم قطعة وحدة... 
* انتي كمان عايزاه يتكـ,ـسر ؟! 
' اه عشان يتربي... 
* آه منك يا أسيل !! 
جاء آدم و قال لأسيل 
" عايزة حاجة قبل ما امشي ؟ 
' لا... يلا امشي... 
قرصتها تسنيم في يدها و قالت بينما أسيل تتألم من فرصتها
* تمشي ايه يا استاذ آدم ؟ انت مقعدتش اصلا... 
" ما انا خلاص وصلت أسيل لهنا...
* والله ما هتمشي... انت لسه مضايفتش اصلا و المشوار كان بعيد... لازم ترتاح... تعالى اتفضل... 
" مش لازم... شكرا... 
* والله ما هتمشي... باسم كلها نص ساعة و جاي... يجي و تقعد معاه... هو عارفك و بيسمع عنك و أكد عليا لما تيجي اقوله عشان يقابلك... تعالى فوق اقعد لحد ما يجي... 
" ماشي مفيش مشكلة... 
* تعالى اتفضل... 
أشارت له للسلم و ذهب و هم وراؤه... قالت أسيل بصوت منخفض 
' منك لله... مسبتهوش يمشي ليه ؟ عايزة اقعد براحتي... 
* بس يا معدومة الدم... قدامي يلااا... 
' اووووف... 
قدمت ام تسنيم العصير لآدم و أسيل... جلست بجانب ابنتها و قالت 
* نورت يا ابني... 
" بنورك... 
* اتفضل اشرب العصير... 
اومأ لها و امسك الكوب و شرب منه لأنه كان عطشًا... نظر لأسيل وجدها انهت كوبها ثم نهضت و فتحت الثلاجة... تعجب من ذلك و كان سينادي عليها لكن قالت ام تسنيم 
* متستغربش يا ابني... أسيل يعتبر متربية هنا... هي بتعتبرنا اهلها و بتاخد راحتها في البيت كأنه بيتها... 
" اه ماشي... 
شهقت أسيل بصدمة و قالت 
' طنط فاطمة انتي عندك فراولة !! 
* جبتها مخصوص لما تسنيم قالت انك جاية... 
' والله انتي عسل... هاخد بقا كيس الفراولة ده اتسلى عليه... 
اخذت الكيس و دخلت به الى المطبخ... ذهبت تسنيم اليها و قالت 
* يعني انتي سايبة جوزك قاعد لوحده و انتي هنا غاطسة جوه كيس الفراولة ؟ 
' هعمله ايه يعني ؟ ( اكلت فرولاية و اكملت ) ده طِفس و شرب كوباية العصير كلها... 
* مشواركم كان طويل و هو اكيد عطش.... بعدين في وحدة تقول على جوزها كده ؟ 
' اه انا... بصي باسم يجي يسلم عليه و بعد كده سيبيه يمشي... انا عايزة اخد راحتي في بيتكم... 
* يعني انتي كده مش واخدة راحتك ؟ 
' اه... سبيه يمشي اصلا دمه تقيل... لا بيعرف يقول نُكت و لا إيفيهات و بيضحك كل سنة مرة وحدة بس... كتر خيري اصلا لاني مستحملاه... 
* لو سمعك بتقولي كده هيكون في طلاقك يا أسيل... 
' ده هيبقى يوم السَعد و الهَنا... امتى يجي اليوم الجامد ده... 
* ربنا يهديكم على بعض... 
خرجت تسنيم من المطبخ وأسيل اكملت اكل في الفراولة... طرق الباب و فتحت تسنيم و كان باسم قائلا 
- عربية مين الجامدة اللي راكنة تحت دي ؟ 
* دي عربية جوز أسيل... جه من شوية... تعالى ادخل سلم عليه... 
دخل باسم و صافحه 
- اهلا بيك... نورت البيت... 
" بنورك يا استاذ باسم... 
- لا استاذ ايه... انا في نفس سِنك على فكرة... 
" بجد ؟ طب كويس... الف مبروك مقدمًا... 
- الله يبارك فيك... 
" طب استأذن انا بقا... فرصة سعيدة
ابتسمت أسيل عندما قال تلك الجملة و قالت في سرها 
' اخيرا هيمشي... يلا امشي خليني اتنفس... 
قال باسم 
- تمشي ايه ؟ انت مش هتحضر خطوبتي ؟
" اه انا يادوب ارجع... 
- وراك شغل مهم اوي يعني ؟ 
" مش اوي... شغلي المعتاد... 
- لا خلاص يبقى مش هتمشي... هتحضر خطوبتي... 
" بس انا معملتش حسابي على كده... 
- مش مهم... هتشرفنا اليومين دول لحد يوم خطوبتي... 
" مش عايز اتقل على حد... 
- لا هتقعد برضو... الدور التاني مفروش و زي الفل... انت و المدام هتقعدوا فيه... 
نظر لأسيل التي شوحت له بيدها و دخلت المطبخ مجددا... قال آدم في سره 
" بتشوحيلي انا بإيدك يا أسيل ؟ طيب ماااشي !! 
نظر لباسم و قال 
" ماشي انا موافق اقعد... 
- كويس اوي... تعالى نرغي... 
كانت أسيل تأكل الفراولة و تقول بسعادة 
' اخيرا هيمشي... مش هشوف وشه الـ 3 ايام دول... احلى 3 ايام هقضيهم في حياتي ! 
جاءت تسنيم و قالت 
* جوزك وافق يقعد يحضر خطوبتي انا و باسم... 
وقفت قطعة الفراولة في حلق أسيل و كَحَت بشدة... اسرعت تسنيم و احضرت لها كوب مياة و اعطته لها و شربت... نظرت لتسنيم بعيناها الحمراء و قالت 
' هو قاعد بجد ؟ 
* ايوة... 
' منك لله يا تسنيم انتي و جوزك... 
* قصدك خطيبي... انا لو عليا نفسي يبقى فرحنا مش خطوبتنا... 
' يا شيخة اتلهي... ده انا عملت المستحيل عشان اجيلك... عملت خطط و نفذت و ايدي بقت ريحتها بنزين عشان اجي ارتاح 3 ايام من وشه ده... يقوم خطيبك يمسك فيه !! ليه بتمسكوا فيه ما تسيبوه يمشي يريحني من ام وشه المستفز ده شوية ؟ 
* بنزين ايه ؟ هو انتوا متخانقين ؟ 
' متخانقين ؟ احنا امتى اصلا كنا متصالحين ؟! 
* لو ضايقك انا ممكن اتكلم معاه و مخلهوش يضايقك تاني... 
' يا حبيبتي ده مينفعش معاه الكلام... ده ينفع معاه القـ,ـتل او الحر*ق... لولا القانون كان زماني معبياه في اكياس سودة... 
* ده انتي شايلة منه جامد... هو عمل ايه ؟ 
' عمل خط و مشي عليه... اقولك ايه امشي من قدامي بدل ما اخبطك بالطاسة دي !! 
ضحكت تسنيم و ذهبت قبل ان تتهو*ر أسيل عليها... نفخت أسيل بضيق و قالت 
' يعني هتقعد معايا خلاص ؟ طب والله لوريك 3 ايام اسود من خسوف الشمس يا آدم نصار !! 

*****************
* يعني ايه هيسافر إيطاليا ؟ 
* هو قالي كده و انه هيسيب الشركة و يسافر يستقر في ايطاليا... 
* يستقر هناك كمان ؟! و انتي ايه رأيك ؟ هتسافري معاه ؟ 
* هعمل ايه يعني يا معتز ؟ مضطرة اسافر معاه... 
* لا يا حبيبتي الكلام ده مش عليا... لو اتحركتي من مكانك هيكون فيها نهايتك يا نور... يعني مش كفاية اني مستحمل انك مراته و عايشة معاه... كمان عايزك تسافري معاه !! 
* مين قالك ان انا عايزة اسافر معاه ؟ لا طبعا مش عايزة... عشان كده اتصلت عليك... اعمل ايه هااا ؟ 
* حاولي تعطليه لحد ما اخلص اللي بعمله مع آدم... و بعدين هاخد و هنمشي من هنا محدش يعرفلنا طريق... 
* هتعمل ايه ؟ 
* هسـ,ـجنه... 
* ايه !! 
* ايوة هسجـ,ـنه... ملفه النضيف ده بيعطلني على اي حاجة بعملها... لازم اوقعه في قضية صعب يقوم منها... و لما يقوم منها... ده اذا قام يعني... هيخرج مش هيلاقي حاجة... 
* طب يا معتز خلي بالك... 
* متقلقيش... المهم الز*فت مراد ده عطليه عن سفره... 
* هعطله ازاي ؟ 
* اتصرفي يا نور... دماغي فيها مليون حاجة... اتصرفي مع مراد الـ ******* ده... 
* طب اهدى... خلاص انا هتصرف... 
اغلقت نور الهاتف و مسحت المكالمة... ظلت تفكر و تقول 
* هعطل مراد عن سفره ازاي ؟ 
خطر في بالها شيئًا... ابتسمت بشَر و قررت ان تنفذه... 


 

 •تابع الفصل التالي "رواية قلب في المنفي" اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات