رواية ظلمها عشقا الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم فرح صالح
♡ الفصل _ السادس والعشرون ♡
اتسعت عينيها بذهول تفغر فاها من صدمة اعترافه المباغت لها تشعر كأن ساقيها مصنوعان من الهلام لا تقوى على حملها يرتعش كل عصب بها من التوقع وهجومه الصاعق على حواسها وهو يكمل ملامحه قبل لسانه تنطق بكلمات بدلا عنه
: بعشق وبدوب فى حتة عيلة كانت ادامى بتكبر ادامى يوم ورايا يوم لحد ما لبست المريلة الزرقا وتعدى عليا فى المحل تضحك ليا وتخطف قلبى معاها وتمشى .. وسنة ورا سنة لحد ما قلبى خلاص مبقاش ليا بقى ليها وملكها هى وبس.
كانت تهز رأسها بعدم تصديق وهو يكمل الباقى من اعترافه بحزن واسف
: كان كل يوم بيعدى عليا وحبها بزيد فى قلبى اكره نفسى قصاد الحب ده اضعاف مضاعفة.
لم تجد فى نفسها القدرة لسؤاله عن السبب كما كانت تخشى فرحتها الطاغية بأعترافه هذا خوفا من الا تكون هى المعنية به ، تسمعه كالمغيبة وعينيها تنطق بسؤالها بدلا عن شفتيها ليجبيها بخشونة واستهجان موجهه لنفسه
:كانت عيلة .. حتة عيلة بتلعب مع اختى على سلم بيتنا .. كنت بشلها على دراعى زى اللعبة .. وفجأة كده بقت فى عينى حاجة تانية .. بقت دنيتى واهلى وناسى كلهم .. بقيت مش عاوز من الدنيا حاجة غيرها هى وبس .. بس مكنش ينفع اقولها ولا حتى بينى وبين نفسى وقتها...
لم تعد تستطيع التحمل او الصبر على المزيد تسأله بصوت مرتعش ملهوف تريد منه اجابة واضحة تريحها
: مين هى يا صالح ؟
مين دى .. انا صح ؟ علشان خاطرى قول صح.
اخفض جبهته الى جبهتها يستند عليها يزيد من ضمها لجسده هامسا بصوت مبحوح مرتجف
:صح يا قلب وعيون وعشق وروح صالح .. انتى يا فرحة قلبى وحياتى انتى يا حلم بعيد وعمرى ما اتمنيت فى حياتى غيره.
انفجرت فى بكاء تنهمر دموع الراحة على وجنتيها تخرج كبت وخوف تلك اللحظات ؛ ليصيبه الذعر وقد اساء فهم تلك الدموع فيصبح وجهه شديد الشحوب والقلق وقد اخذت تحاول الحديث بصعوبة قائلة
: ليه يا صالح .. ليه تضيع كل ده مننا ليه !
مد انامله متنهد بقوة ويده تزيح دموعها برقه وهو يهمس لها بحنان
:علشان كنت عبيط يا عيون صالح .. كنت فاكر انى هقدر انسى واعيش مع غيرها وهى ايام من عمرى وبقضيها.
ضربته فى صدره تنهشها الغيرة من اخرى سبقتها اليه تهتف به باكية بعتب
:وكنت هتكمل معاها يا صالح مش كده .. كنت هتقدر لولا عرفت انك.....
ضغطت شفتيها معا بقوة تمنع نفسها من الاستمرار والوقوع فى المنطقة المحظورة جارحة له ، لكنه لم يبالى يهز رأسه لها بالايجاب قائلا
: ايوه يا فرح مش هكدب عليكى واقولك لا .. بس صدقينى انا كنت عايش زى الميت ... اه عايش وبتنفس بس مش حى ولا حاسس للدنيا طعم ... انا محستش انى حى غير لما اتجوزتك وحضنتك لقلبى .. صدقينى يا فرح.
انهى حديثه يتوسلها التصديق فلم تستطيع ان تبخل عليه بالطمأنية والراحة تحيط وجنتيها بكفيها وعينيها ثابتة على عينيه تنطق بكل حبها تهمس لها بتأكيد
: مصدقة يا قلب فرح من جوه... علشان انا كمان جربت كل اللى بتحكى عليه ده من يوم ما شوفتك بتتزف مع واحدة غيرى وانا عايشة زى الميته .. ما رجعتش ليا الروح الا لما بقيت ليك وعلى اسمك.
اتى دوره لتتسع عينيه بصدمة وذهول يسألها بكلمات متقطعة غير مترابطة
فرح .. بتتكلمى جد .. تقصدى فعلا.. اللى انا .. فهمته ده.
فرح وهى تأكد على كل حرف يخرج من بين شفتيها
: بحبك يا عيون فرح .. بحبك من يوم ما عرفت ايه هو الحب .. بحبك من وانا عيلة بالمريلة الزرقا .. وبحبك وانا عارفة انك لغيرى وعمرك ما هتكون ليا .. حبيتك وهحبك وهفضل احبك يا عمرى كله.
صرخ صالح من الفرحة والسعادة وهى معه يرفرف قلبه بين ضلوعه وهو يحملها ويدور بها قبل ان يسير بها بخطوات سريعة خارجا بها من الغرفة قائلا بلهاث ولهفة
: لا كده انا جعت اووى بعد كلامك اللى يخطف القلب ده .. ولازم اكل حالا.
توجه بها ناحية غرفة النوم لترفع رأسها عن كتفه قائلة بأرتباك وعدم فهم
: رايح فين .. طريق المطبخ من هنا.
غمزها بخبث قائلا بصوت مبحوح اجش وهو يستمر فى طريقه
: لا يا عيون صالح وقلبه .. الاكل اللى فى دماغى ملهوش طريق غير ده.
***********************
ايام مرت على الجميع كلا فى حياته ومسارها حتى سماح فقد عادت الى عملها القديم تقف داخل المحل ومعها احدى زبائنه تعرض عليها احدى المعروضات تندمج معها فى الحديث غافلة عن دخول عادل الى المكان ويقف فى احدى اركانه بهدوء فى انتظار انتهائها ، ولكنها كانت تعلم بوقوفه بعد لمحته بطرف عينيها وهى تطيل الحديث مع السيدة على امل ان يصيبه الملل من الانتظار
ويرحل...
ولكنه ظل مكانه حتى بعد ان نفذت منها كل الحيل لتأخير الزبونة عن الانصراف والتى خرجت من المحل بعد ان القت بسلام مرح اليه ومعه نظرة معرفة نقلتها بينهم لتلتفت سماح اليه بعد ذهابها بأبتسامة ترحاب مصطنعة قائلة
:اهلا استاذ عادل .. اتفضل المحل تحت امرك.
اقترب منها وعينيه تمر بلهفة فوق ملامحها بأشتياق لاحظته بقلب مرتجف ، لكنها تجاهلت كما تجاهلت مشاعر اخرى ورفضتها رفضا قاطعا..
تلقى بها خلف ظهرها فلا هى او هو يستطيعا تحمل عواقبها تعقد حاجبيها بشدة وبنظرة صارمة فى عينيها قابلت بهم حديثه الملهوف وصوته الاجش حين قال
:ازيك يا سماح .. عاملة ايه .. وحشتينى اوى.
سماح بصوت صارم جاف
:استاذ عادل لو سمحت
ده محل شغل .. مينفعش فيه الكلام ده.
اجابها عادل وهو يتقدم بخطواته منها
:طيب اعمل ايه .. وانت مش عاوزة تردى على تليفوناتى .. مكنش فيه حل ادامى غير انى اجيلك هنا.
تراجعت للخلف عنه قائلة وصوتها رغم الحزم والرفض به الا انه خرج ضعيف مرتعش اظهر ما تعانيه فى تلك اللحظة امامه
:استاذ عادل ارجوك .. اظن انى وضحت ليك ردى على طلبك وقولت له اكتر من مرة .. وبرضه هكرره تانى لا يا استاذ عادل طلبك مرفوض وكل شيئ قسمة ونصيب.
عادل بتصميم هاتفا بها
:انا مش جاى علشان اسمع ردك تانى .. انا جاى علشان اعرف ليه..ليه بترفضينى ليه مش عاوزة تدى لنفسك الفرصة تتعرفى عليا يمكن وقتها تغيرى رايك.
وقفت مكانها لا تدرى كيف لها ان توضح له انه ليس سبب رفضها وانها لا تحتاج الى تلك الفرصة بعد ما ادركته خلال فترة بعدها عنه وبأنها سقطت فى حبه رأسا على عقب ، ولم يكن الاعجاب هو كل ما تشعر به اتجاهه كما حاولت ان تقنع نفسها مرارا وتكرارا.
لكنها ليست على استعداد لعواقب اعترافها هذا ولن تكون بتلك الانانية والتفكير فى نفسها فقط ، لذا وضعت قناع من القسوة والنفور فوق ملامحها قائلة بفظاظة ونفاذ صبر
:استاذ عادل اظن كفاية لحد كده وياريت تشلنى من دماغك بقى .. انا وانت مننفعش لبعض .. ومش هيحصل أبداً بفرصة ولا من غيرها.
اشارت بيدها نحو باب الخارجى قائلة بغضب
:وبعد اذنك ياريت تتفضل من هنا قبل صاحب المكان ما يوصل واظن انت مترضاش ليا بالاذية.
وقفت بعدها مهزوزة جدا والغصة فى حلقها حين رأته يقف امامها بعد ان القت فى وجهه بتلك الكلمات القاسية يحدق فيها وعيناه تثبتها فى
مكانها ، وقد ضاقت بشكل خطير عليها فى لحظات صمت طويلة تشعرها بالذنب والالم ينهشاها...
لتفتح شفتيها هامسة بأسمه بنبرة معتذرة ضعيفة ، لكنه قاطعها برفع يده فى وجهها كأشارة لها بالتوقف قائلا بصوت حاد صارم
:خلاص يا انسة سماح .. مش محتاجة تتكلمى تانى .. كل اللى عاوزة تقوليه وصلنى .. وانا اسف جدا انى ضايقتك طول الفترة دى وصدقينى مش هرضى أبداً ان اكون سبب فى اى اذية ليكى.
حدقت خلفه بعيون لامعة من الدموع بعد ان خرج فوراً من المكان ، وقد علمت انها الان خارج تفكيره بعد ما حدث ويعينها الله على تحمل ما ستعانيه من اثر قرارها هذا.
*****************
نهضت من مكانها تجرى باتجاه الباب بعد ان تعال صوت الضربات فوقه بطريقة افزعتها ما ان فتحته حتى اقتحمت ياسمين المكان صارخة دون مقدمات بغل وجنون
: ايه حكاية اختك بالظبط مع عادل يا بت انتى عاوزة ايه بالظبط منه .. ايه خلاص الرجالة خلصت ومبقاش الا خطيبى اللى ترسموا عليه..!
لم تجد فرح الفرصة لرد عليها بعد ان لحقت بها والدتها تنهرها بها بحدة حتى توقفها عن سيل الشتائم المنهمر من لسانها ، لكن ياسمين لم تبالى بل اخذت بتوجيه الشتائم الى فرح وسماح كأنها تلبستها حالة من الجنون
تصرخ بعدها
: انا قلت انكم بنات **** ومحدش صدقنى .. واحدة تضحك على اخويا وتخليه ماشى وراها ماسك فى ديلها زى العيل الصغير .. والتانية راسمة دور الطيبة وهى حية.
صاحت بها انصاف مرة اخرى تنهرها وتحاول ايقافها عن الحديث وهى تجذبها للخروج من المكان ، لكنها تشبثت بمكانها تكمل قائلة بحقد وغل لفرح
: ما تردى يا حرباية .. اختك عاوزة ايه من خطيبى.
حاولت فرح التماسك وهى تجيبها سؤالها بسؤال اخر بهدوء شديد مستفز
: خطيبك مين يا ياسمين؟!
اللى اعرفه ان عادل فسخ الخطوبة .. يبقى ممكن اعرف تقصدى مين بكلمة خطيبى دى!؟
جزت ياسمين فوق اسنانها بغيظ وعينيها تشتعل بالجنون تحاول جذب ذراعها من قبضة والدتها والهجوم عليها للفتك بها وهى توجه لها سيل اخر من الشتائم المقززة استقبلتها فرح بنفس الهدوء رغم ما يعتمر داخل صدرها من غضب لو اطلقت له العنان لمزقتها بيدها العارية اربا ، لكنها راعت وقوف والدة زوجها وتتركها شاهدة على افعال ابنتها لتمر اللحظات ومازالت ياسمين على حالتها تلك...
حتى حضرت على صوتها سمر تسأل عما يحدث لكن لم يجيبها احد لتقف فى احدى الزوايا تتابع ما يحدث دون تدخل منها باعين شامتة وابتسامة صغيرة صفراء حتى حانت اللحظة والتى استطاعت فيها ياسمين من الفكاك من تقيد والدتها لتهجم نحو فرح تمسكها من شعرها تجذبها وتوقعها أرضاً وهى فوقها تصرخ بشراسة ، تفرغ عن شحنة الغضب المستعير بداخلها منذ ان وصلتها الاخبار عن ذهابه لمحل عمل تلك الحقيرة منذ قليل لتطير هذه الاخبار الباقى من تعقلها فتسرع فى مهاجمة فرح بتلك الطريقة
: انا بقى هعرفك انه خطيبى غصب عنك والكل...
لم تجد فرح امامها حلا اخر سوى ان تبادلها الضربات والشد واللطم وقد انقلبت الامور بينهم الى معركة دامية فشلت انصاف فى فضها وابعادهم عن بعضهم غافلين عن سمر والتى وقفت فى احدى الاركان تتحدث فى هاتفها بجزع وخوف مصطنع
: الحقنا يا حسن .. فرح مرات اخوك ماسكة فى ياسمين اختك وهتموتها فى اديها من الضرب.
وما هى سوى لحظات حتى كان صالح ومعه حسن هو الاخر يقتحمون المكان ، ولحظ فرح الاحسن دايما كانت هى من تجلس فوق جسد ياسمين توجه لها الضربات وتهاجمها ، ليسرع صالح نحوها يرفعها من خصرها عنها ولكنها اخذت تقاومه تطوح قدميها بأتجاهها وقد اخذها حماس المعركة هاتفة بشراسة
: سبونى عليها... محدش يحوشنى عنها الـ**** دى .. والله ما ساكتة لها بعد كده .. اوعوا سبونى.
اخذت تحاول الفكاك من تلك الذراع الممسكة بها غافلة عن هويته فقد كل ما يشغل بالها هو تلقين تلك الحية درسا لن تنساه ولا تفكر فى ذكر اختها مرة اخرى على لسانها السام هذا...
لكنها سرعان ما تجمدت حين وصلها فحيح صوته فى اذنيها تسرى قشعريرة الخوف فى جسدها حين قال
: وربى يا فرح لو اتحركتى حركة واحدة تانية لكون ضربك قصاد الخلق دى كلها .. واظن انتى جربتى قبل كده.
همدت حركتها تماما كأنه القى بكلمة السر عليها ، تلتفت نحوه برأسها هامسة بتردد وخوف
: والله هى يا صالح اللى بدأت بمد الايد الاول حتى اسال امك هى كانت واقفة.
عضت شفتيها السفلى تغمض احدى عنينيها بخشية بعد علمت انها قد اساءت اختيار الكلمات من تشدد ذراعه حول خصرها بطريقة المتها ولكنه أيضاً زاد من الصاقها به تشعر بفيحيح انفاسه المتسارعة كأنه يقاوم عصرها بيديه ، قبل ان يلتفت الى والدته والتى كانت تقوم بمساعدة ياسمين المنهارة بالبكاء على النهوض قائلا بغضب مكبوت وصوت اجش
: خديها ياما وانزلوا تحت وانا شوية وهحصلكم.
هزت انصاف رأسها له بالموافقة تسير نحو الباب وتصحبها ياسمين الباكية لتسرع سمر بعد انصرافهم قائلة بخبث ودهاء لتثبت ان الامر خطأ فرح فقط
: بس المفروض كانوا يصفوا الامور ما بينهم علشان النفوس متشلش من بعضها .. وفرح كمان لازم تتأسف ليها....
هتف حسن ينادى بأسمها محذرا بشدة وحزم يوقفها عن الحديث قائلا
: سمر .. ملكيش دخل .. انزلى يلا على شقتك متطلعيش منها سامعة ولا لا.
اسرعت تربت فوق صدره قائلة بتذلف وطاعة
:حاضر يا حبيبى .. حاضر اللى تأمر بيه يتنفذ حالا .. بس انت متزعلش نفسك ولا تتعصب.
بالفعل كانت فى طريقها للخارج تنزل الدرج سريعا يعقبها حسن بعد ان اخبر صالح بنزوله لمتابعة سير العمل ، ليسود الصمت المكان بعدها للحظات وقف فيها ينظر اليها بنظرات مبهمة لم تعلم ان كانت غضب او شيئ اخر...
قبل ان يتجه نحو الباب يغلقه ثم يستند بظهره عليه عاقدا ذراعيه بصمت فى وقفة انتظار منه لتسرع قائلة بأندفاع مدافعة عن نفسها
: شوف قبل ما تعمل اى حاجة احب اعرفك ان اختك اللى غلطانة .. وهى اللى طلعت تتهجم عليا وتغلط فيا انا وسماح .. و كمان هى اللى ضربتنى الاول حتى روح واسال امك وهى تقولك كل حاجة.
توترت ملامحها حين وجدته يعقد حاجبيه بشدة محذرا لتهتف سريعا مصححة بصوت خافت مسالم
: اقصد .. اسال ماما انصاف اللى هى مامتك يعنى وهى هتقولك الحقيقة.
صالح بهدوء شديد تعلمه جيدا وتعلم عواقبه
: اسأل ايه دانا انا شايلك عنها بالعافية .. ولولا كده كان زمانك موتيها فى اديكى من الضرب ولا عملت لها عاهة مستديمة.
فرح بحزن واسف وقد تغضن وجهها
: ااه يعنى انت شايف كده .. وفرح اللى هتشيل الليلة كلها.
فجأة وبدون مقدمات انمحى عن وجهها اى تعبير سابق تلتمع عينيها بالتحدى
:طيب حيث كده بقى .. انا مش هعتذر لحد زى الحرباية مرات اخوك دى ما قالت .. وشوف كمان ....
صرخت بهلع تجرى من امامه قبل ان تكمل تهديدها بعد ان رأت يتحرك من مكانه بغتة يندفع نحوها ، لتسرع بالفرار نحو غرفة النوم تغلقها بصعوبة وقبل ثانية واحدة من ان يلحق بها.
تقف خلف الباب تستند بظهرها عليها كأنها بتلك الطريقة ستمنع اقتحامه للغرفة وهى تسمع صوت صياحه الغاضب يطالبها
:افتحى الباب يا فرح .. ولو جدعة كملى اللى كنتى بتقوليه.
هزت كتفيها له برفض كأنه يراها قائلة
:مش هفتح حاجة .. بعدين مين قالك انى جدعة .. انا عيلة يا سيدى هتعمل عقلك بعقل عيلة.
صرخت مرة اخرى هلعا حين وجدت الباب يندفع من خلفها وقد ظنت انه فى طريقه لتحطيمه ، لكنها كانت ضربة واحدة منه كانه يفرغ بها عن غضبه وجعلها تقف منتظر بقلب متسارع الضربات وقدم مرتعشة لا تقوى على حملها فى انتظار ما هو اتى منه ، لكن ساد الصمت التام المكان للحظات طوال ارهفت فيها السمع لاى صوت او حركة منه لكنها فشلت ولكن ما هى إلا دقيقة حتى وصل اليها صوت الباب الخارجى يغلق من خلفه بدوى قوى وصلها بسهولة برغم الباب الغرفة المغلق.
ولتعلم بأنه قد ذهب وغادر وهو غاضب منها فوفقت لعدة لحظات تنهر نفسها بغضب قائلة بحزن وقد اخذت شفتيها ترتجف رغبة فى البكاء
: اهو مشى زعلان عجبك كده .. هو انا امتى يبقى ليا حظ من اسمى دانا ملحقتش افرح بيه يومين .. وهو رجعنا نتخانق تانى.
بس لاا والله ما يحصل .. مش هخلى الحربايتن دول يفرحوا فيا...
اتجهت بتصميم ناحية خزانة ملابسها تخطتف من داخلها احدى العبائات وتضع طرحتها فوق رأسها ثم تسير نحو الباب تفتحه بتصميم منها بأتجاه الباب الخارجى ، ما ان وضعت يدها فوق مقبضه حتى صدح صوته الحاد يوقفها مكانها تشهق مجفلة بصوت عالى تشد مقدمة ثوبها وتقوم بالتفل بداخله عدة مرات قبل ان تتحدث قائلة بارتجاف
: كده يا صالح .. والله قلبى كان هيوقف .. انت مش كنت نزلت..!
نهض من على مقعد غرفة الطعام ولم تكن لاحظته فى هوجة استعجالها للحاق به يتقدم منها قائلا بهدوء
: طبعا علشان كده خرجتى من الاوضة .. السؤال بقى .. كنت رايحة فين؟
اخذت تبحث داخل عقلها عن اجابة ترضيه وتمتص بها غضب اللحظات السابقة بينهم قائلة وهى تخفض عيونها بخجل واسف مصطنع وصوتها ممتلئ باعتذار كاذب
: كنت نازلة اعتذر لياسمين اختك .. ماهو مكنش يصح اللى انا عملته معاها.
اسرعت تكمل حين اصبح على بعد خطوة منها هاتفة بأضطراب
: بس والله يا صالح هى اللى ضربتنى الاول وكمان غلطت فيا كتير انا و......
صالح وقد قطع الخطوة الباقية بينهم يقاطعها وهو ينحنى عليها بغتة قائلا بحزم
:عارف .. عارف كل ده .. بس مكنش ينفع يا هانم انك تتكلمى مع جوزك كده وتهديديه وتعلى صوتك عليه صح ولا لا..!
تراجعت للخلف برأسها قائلة بتوتر واستياء
:ماهو انت كمان مش مصدقنى
.. وبتقولى هتعملى ليها عاهة مستديمة .. ليا يعنى كنت الشحات مبروك!
رفع حاجبه يسألها بهدوء شديد
:يعنى مش شايفة انك غلطانة خالص؟
كادت ان تجيبه بتحدى ولكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة تخفض رأسها قائلة بخفوت اسف
:لا غلطانة .. وحقك عليا واسفة... المهم مش عوزاك تزعل منى.
ارتفعت ابتسامة حنونة صغيرة فوق شفتيه ، تلتمع عينيه بتقدير وحب لها مد يده لرفع ذقنها يرفع عينيها اليه هامسا لها هو الاخر معتذرا
: لا .. حقك عليا انا ... انا اللى غلطان انى مصدقتش من الاول كلامك .. بس امى كلمتنى وعرفتنى اللى حصل كله ... وصدقينى مش هتحصل تانى وياسمين حسابها معايا بعدين على اللى عملته معاكى.
ارتمت فوق صدره تحتضنه بقوة هامسة
: لا مش مهم خلاص .. انا برضه كمان غلطت .. علشان خاطرى يا صالح متعملش ليها حاجة.
ضمها اليه بقوة يهمس لها هو الاخر يسألها مقبلا مقدمة رأسها بتقدير لعدم استغلالها الفرصة
:فكرينى كده وهو انا قولتلك بحبك النهاردة ولا لا ؟
صدر من بين شفتيها صوت يدل على النفى ليبعدها عنه ببطء قائلا وعينيه تلتمع بشدة من عصف المشاعر به
:لاا يبقى لازم اصل غلطى .. و فوراً.
انحنى عليها يحتضن بشفتيه شفتيها يلثمها بقـ.بلات صغيرة على كل زاوية بها ، معها همس اجش بكلمة (بحبك).
مع كل لمسة منه لها يعيدها ويكررها عليها لكنها لم ولن تمل من سماعها مهما طال بهم العمر تختطف قلبها ودقاته كأول مرة سمعتها منه.
____________________
•تابع الفصل التالي "رواية ظلمها عشقا" اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق