رواية غرام اسر الفصل الخامس 5 - بقلم سارة الحلفاوي
– زي م سمِعت منها كدا يا رياض باشا، و لو إنت هتسامح في حق حفيدتك فـ حق حرَم آسر الخولي المُستقبلية أنا مش مسامح فيه!! و حقَّها هاخدُه و لو على رقبتي!!!
قالها و هو قاعد حاطط رِجل على رِجل بعنجهيتُه المعهودة، و رياض قاعد قصاده و ليلى جنبُه بتبكي بـ صمت، رياض كان مصدوم بعد مـ حفيدتُه حكتلُه اللي ولادُه عملوه فيها! بَص لـ ليلى و رجع بَص لـ آسر و قال بقوة:
– و أنا مش هسامح في حقها، خُد إجراءاتك القانونية و أنا معاك، و هات الماذون في إيدك عشان تكتب عليها!!!
إبتسم بغرور و قال و هو بي.دفن سيجارتُه في الطفاية اللي قدامة على الطرابيزة، و قال بهدوء راسِي:
– إجراءاتي خدتها بالفعل!!
و كمِل و هو بيبُص لـ ليلى اللي بتبُص لجدها بصدمة:
– و المأذون .. في السِكة!!!!
– على خيرة الله!
رفعت وشها بتبُصلُه و هي مش مستوعبة اللي بيحصل، بصلها بعيون كانت هتاكلها و إبتسامة باردة مرسومة على وشُه، قام من على الكُرسي و فتح باب المكتب و زي ما توقّع البوليس حاوط كل شبر في الڤيلا، و هما الإتنين واقفين و العساكر ماسكين دراعاتهم بحدة و هما بيصرّخوا في أبوهم عشان ييجي ينجدهم، و رياض شاف المنظر و ليلى وراه مصدومة، قرّب آسر من أمجد عمّها، ولسه الإبتسامة المستفزة المُتشفية على وشه، ناوله عسكري من العساكر ك.لابشات فـ لبِسها لأمجد بمُنتهى البرود، و لما خلّص مسح تُراب زائف على الچاكت بتاعُه و قاله بصوتُه الأجش:
– هتاكُل من إيدك الـو*** حِته!
و بهم.جية ز.قُه على العسكري و هو بيقول بعصبية و كإن وشُه التاني ظهر:
– خـــدُه عــلــى البـوكـس!!!!
و ز.ق ماجد بنفس الهمجية، صرّخ أمجد في أبوه و هما بيسحبوه كالماشية!:
– يـابـا!!! هتسيبهم ياخدونا!!! هتسيب رجّالتك في السجن عشان حتة عيّلة زي دي!!
– في ستين داهية!!!
قالها رياض بعصبية رهيبة و كمِل بنفس الغضب و حُرقة القلب:
– تيجوا على بنت يتيمة عشان شوية فلوس يا و** منك لي!!!
آسر مقدرش يعّدي اللي أمجد قالُه، فـ راح ناحيتُه و س.حبُه من ياقة قميصُه بحدة شديدة و ج.رُه على برا الڤيلا و هو بيقول بعُن.ف:
– عيّلة يا و** طب و اللي خلقني و خلقك ما هحِلك النهاردة!!!
العساكر حاولوا يهدوه و ظابط تاني إتدخّل و قال بخوف على صاحبه:
– إهدى يا آسر مش كدا!! إحنا هنروقُه متقلقش!!
آسر بعّد الظابط من قُدامه و قال و هو بيزُ.ق أمجد على البوكس:
– لاء مـ أنا هادي متقلقش هو كدا لسه مشافش حاجه!!!
ماجد قال بخوف رهيب:
– والله ما ليا دعوة يا آسر بيه هو اللي خطط لـ كُل حاجه!!
إبتسم آسر من إعترافُه و قال بثبات:
– طب يلا إطلع وراه!!!
قال و هو بيشاورله بعينيه على البوكس و بيخ.بط على ضهرُه بح.دة، مشي البوكس و القوات كلهم تحت أنظار رياض اللي إبتدت عينه تدمع و ليلى بتحضُنه، لف آسر ليهُم و إتخنق أول ما شافها بتحضُن جدها تاني، حاول يِلهي نفسه و طلّع موبايله يشوف المأذون وصل لـ فين! و فعلًا بعد دقايق كان المأذون وصل، خدُه آسر من دراعُه و هو بيقول بإبتسامة باردة:
– إتأخرت يا شيخنا!!!
ليلى أول ما شافته إحتجت و قالت بضيق:
– جدو أنا مش عايزة أتجوزه!!!
– يلا يا شيخنا إكتب!!
قالها آسر ببرود بعد ما قعد و قصادُه جدها و المأذون في النص، قالت ليلى بحدة:
– يا جـدو أنا مش عايزاه!!
قال المأذون بضيق:
– مش موافقة يابني هنكتب إزاي!!
نطق رياض أخيرًا و قال لـ ليلى بحُزن:
– محدش هيحميكِ غيرُه يابنتي! أنا مش عايشلك يا ليلى!! تعالي أقعدي يا حبيبتي و ريحي قلبي و وافقي!!
بصتلُه ليلى بحُزن و قالت:
– جدو عشان خاطري أنا آآ..
قاطعها جدها برجاء:
– يلا يابنتي ده أنا أول مرة أطلب منك طلب، أنا مش هآمن عليكِ مع حد غيرُه!!!
مسحت دموعها و قعدت و جسمها كله بيرتعش، و بتبصلُه فـ بعد عينُه عنها و قال بهدوء:
– يلا يا شيخنا! العروسة موافقة!!
بدأت مراسِم كتب الكتاب، و مضّى آسر و بصَم، و جه الدور عليها فـ مضت و إيديها بتترعش! إتنهد آسر براحة رهيبة أول مـ المأذون قال:
– بارك الله لكُما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير!!
إبتسم آسر و وصّل المأذون بخطوات وئيدة لـ برا الڤيلا، ورجعلهم و بصلها و هي بتهز رجلها بتحاول تكتم عياطها، فـ قال بهدوء هو بيحاول يداري فرحتُه:
– كدا فاضل الإشهار، و أنا هعمِلها أحلى فرح في مصر كُلها!!!
قامت ليلى و صرّ.خت فيه بحدة:
– مش عايزه فرح ولا زفت!!!
عدّى صوتها العالي و قال ببرود إستفزها:
– طب تمام على خيرة الله، يبقى الدُ.خلة تتم النهاردة!!!
شهقت مصدومة من جراءتُه اللي عدت الحدود معاها، و مقدرتش تنطق من صدمتها، فـ بَص آسر لجدها و قال بوقار:
– بعد إذنك يا رياض باشا طبعًا، مينفعش أد.خُل عليها من غير إذنك!!!
قال رياض بهدوء:
– مراتك يابني و إنت حُر فيها!!
و كمِل بأسف:
– أنا بس كنت عايز أشوف أهلك و أتعرف عليهم!!
قال آسر بثبات:
– أبويا و أمي تعيش إنت! ماليش غير عمّة و عايشة في الصعيد!و هنسافر أنا و ليلى على هناك و مدام هي مش عايزة فرح كبير هنعمل حاجه على الضيّق كدا لزوم الإشهار!!
– طيب يابني!!
قال الجد بحُزن، فـ قال آسر برفق:
– في عربية بُكرة الصبح هتيجي لحد عندك و تجيبك عندنا في الصعيد، عشان تبقى معانا في يوم زي ده!!
قال الجد بإبتسامة:
– كّتر خيرك يا آسر باشا!!
إبتسم آسر بهدوء و بَصلها، لَقى وشها أحمر من العصبية و كاتمة العياط و بتفرك في إيديها بمنتهى الإنفعال، مال عليها و مسك إيديها بهدوء فـ نفضت إبدها بتحاول تبعد كفها عن كفه إلا إنه فضل مشد.د عليه لدرجة إنها إتوجعت، و قال لـ رياض:
– هاخدها و نطلع على ڤيلتي لحد ما ييجي بكرة إن شاء الله و نطلع الصعيد، مستنيينك بكرة هناك بإذن الله!!
– تمام يابني!!
سحبها معاه بهدوء، مشيت جنبُه و هي بتبُص على جدها بحُزن رهيب فـ بصلها رياض بأسف، مشي معاها و هو ماسك إيديها و فتحلها باب العربية، ركبت العربية و هِنا سمحت لدموعها تنزل على وشها و هي حاسه بغصّة رهيبة في قلبها، ركِب العربية وبصلها للحظات فـ بصتلُه و وشها مليان دموع وقال بحُرقة:
– إرتحت كدا؟ عملت اللي في دماغك؟!
ساق العربية و إنطلق بيها و قال بجمود:
– إمسحي دموعك!!
– أنا بـكـرهـك!!!
صرّخت فيه بعياط و قلبها بيبكي مش بس عينيها، و إنفجرت في البكاء، وقّف العربية فجأة أول ما سمع الكلمة اللي نطقتها، و نزل من العربية و رزَ.ع الباب وراه بحدة، لفِلها و فتح الباب بتاعها فـ بصتلُه بخوف و سألت بصوت مت.قطع من البكاء:
– إيه؟!
مسك دراعها و شدها بهدوء عشان تنزل:
– إنزلي!!
نزلت بخوف من ردة فعلُه، و أول ما نزلت خدها في حُضنه محاوط ضهرها و جسمها كلُه إختفى جوا حُضنه، إتصدمت و من صدمتها تفكيرها إتشل و راسها مسنودة على صد.رُه، غمّض عينيه و هو بيستشعر وجودها في حضنه أخيرًا اللحظة اللي كان بيتمناها و حصلت في حلال ربنا، شدد على حُضنها و مسك دراعها و حاوط بيه رقبته و حاوط هو خصرها بكُل الشوق اللي في الدُنيا، مقدرتش تحضنُه بس فضلت واقفة مصدومة، و رغم صدمتها إلا إنها غمّضت عينيها بتستشعر كَم الدفَا اللي موجود في حضنه، و بعد حوالي رُبع ساعه بِعد عنها و فتحلها الباب و قال بهدوء عكس ال.نار اللي في قلبُه:
– إركبي..!
أول ما بعدت عن حضنه حست بالبرد بيخترق أنحاء جسمها، ركبت العربية و هي مصدومة من كل اللي بيعملُه و مش لاقية أي تفسير للحُضن ده، أول ما ركب طلّع سيجارة و طلّع فيها كُل النار اللي في قلبه و اللي عارف كويس إن مافيش حاجه هتطفيها غير ليلى! ساق وبسُرعة عالية جدًا، مسكت في الكرسي و قالت برُ.عب :
– لاء لاء .. سوق بالراحة أنا خايفة!!
و في لحظات كان مهدي السُرعة لما شاف الر.عب اللي إترعبتُه، و قال برفق:
– ششش متخافيش!! خلاص!!
غمّضت عينيها و تمتمت بـ براءة أطفال:
– متعملش كدا تاني!!
– حاضر!!
قال حاضر لأول مرة في حياتُه! وصلوا لـ الڤيلا بتاعته، فـ نزل و نزلت هي وراه بتردُد، مسك إيديها بتملُك و فتح باب الڤيلا و سابها تدخل هي الأول، دخلت و هي بتبُص لأنحاء الڤيلا الفخمة بتوتر، فـ قال بيقطع الصمت ده:
– أي حاجه متعجبكيش في الڤيلا هنا قوليلي و تتغير على طول!!
بصتلُه و متكلمتش، النعس داعب عينيها فـ إتنهدت بإرهاق رهيب و قالت:
– عايزه .. أنام!!
– يلّا!!
قال و هو بيميل عليها و في لحظة كان شايلها بين إيديه وبيمشي بيها لـ سلم الڤيلا، إتصدمت من اللي عمله و ضربته في كتفه بإنفعال و هي بترك.ل الهوا برجليها:
– بتعمل إيه؟!! نزلني .. نزلني بقولك!!!
وقف و بصلها و بص لإيديها اللي بتض.رب في صد.رُه، و على عكس توقعها إنه هينزلها عشان تبطّل ض.رب فيه إلا إنه بمنتهى البرود قرّب جسمها لصدرُه أكتر و قال و هو بيكمل طريقة لفوق:
– إيدك يا ليلى!!
و في لحظة كانت بتبعد إيديها عنه بـ رهبة، و قالت بخوف:
– شيلتها .. نزلني لو سمحت!!!
قال بهدوء:
– اليوم كان مُرهِق عليكِ النهاردة، سيبيني أريّح رجلك شوية و أوديكِ لأوضتنا بنفسي!!
مقدرتش تتكلم قُدام كلامُه، و لأنها فعلًا تعبانة و مش قادرة تقاومُه سِكتت، دخلوا أوضة إسود في إسود بس فخمة جدًا، حطها على السرير بـ رفق و مال عليها و ركبته على السرير و رجله التانية لامسة الأرض، بصتلُه بخوف و ضمت رجليها لصدرها، إتنهد و بهدوء مسك رجليها من تحت فـ إترعبت و صرّخت بفزع:
– إبـعـد!!
هدَّاها و قال برفق:
– ششش هقلّـ.عك الجزمة!!!
و فعلّا شال الجزمة من رجليها الصغيرة فـ بصتلُه و معالم الصدمة متشكلة على وشُه، مصدومة إن اللي قدامها نفس الشخص المتوحش اللي كان موجود من ساعة! فتحت بين شف.ايفها من صدمتها و هي بتبصله بذهول، فـ بَص لـ شفاي.فها المتفرّقة و إبتسم و مال أكتر مُختطفًا قبلة خفيفة و بعِد و هو بيحاول يمسك نفسه و ميكملش عشان عارف إنها مُرهقة، بصتلُه هي بصدمة أكبر و متكلمتش، سابها و دخل الحمام و سند إيديه على الحوض و غمّض عينيه و قال و هو بيحاول يهدي نار قلبه و جسمه:
– إهدى يا آسر إهدى!، خلاص بقت مراتك بس النهاردة لاء! مش هاجي عليها عشان أبسط نفسي!
و خَد نفس عميق بيملى بيه رئتُه، و فتح ماية الدُش الباردة و إبتدى ياخد دُش ساقع عشان يهدي النار اللي جواه، خلّص و طلع لافف بشكير إسود حوالين خصره و قطرات المايه بتتسابق على جسـ.مه العضلي، بصلها و زي ما توقع لاقاها نايمة ضامّة رجليها لصـ.درها و في سابع نومة، إتنهد و دخل أوضة تبديل اللبس و لبس بنطلون قطني، و بعدين طلع و إتجه ناحيتها و فرَد الغطاء عليها، غطّاها كويس و لف عشان ينام جنبها، حاوط خصرها من تحت الغطا و قرّبها من صدـ.رُه و دفن أنفه في رقبتها بيستنشق جمال ريحتها اللي كانت مزيج بين الأنوثة و البراءة، مزيج مُهلك لـ قلبه و عقله، و بصعوبة غمّض عينيه و بصعوبة أكبر .. نام، نام و هي نايمة بين إيديه بـ وداعة!
يتبع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غرام اسر ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق