Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الهجينة الفصل الجزء الثاني الفصل الثالث و الاربعون 43 - بقلم ماهي احمد

        رواية الهجينة كاملة حصريا عبر كوكب الروايات بقلم ماهي احمد

رواية الهجينة الفصل الجزء الثاني الفصل الثالث و الاربعون 43

ربما هناك لحظات تَهزم مخاوفك ولحظات أخرى مخاوفك تُهزمك وبين كل هزيمه وأخرى تفقد قطعه من روحك بينهما

صباح يرتدي لون النقاء.. فالصباح لديهِ رونقه المتميز مع هدوئه والجميع نيام ، و نسماته الدافئه التى تُبعث الطمأنينه داخل قلوبنا الحائره ، و أصوات غرير الطيور تحوم حولك بكل مكان ، تستطيع سماع صوت تطاير أوراق الشجر من حولك ورؤيه أشعه الشمس الذهبيه أمامك

تكورت ” شمس” داخل غية الحمام وهي تقبض بكف يديها طبق بهِ من طعام طيور الحمام ما يكفي لهم وهي تحادث طير مُضرب عن الطعام منهم

_ أنت النهارده هتاكل غصب عنك ياليون ده تالت يوم ما تاكلش فيه ، أنا عارفه أن ليو مارجعتش بقالها كام يوم بس صدقني هترجع

أمسكت شمس بالطائر ليون وأخرجت رأسها من العشه تحتضنه بذراعيها تصب كامل نظرها عليه و تسترسل حديثها:

_فاكر لما اتخانقت أنتَ وهي قبل كده وسيبتلها الغيه.. فاكر.. هي برضوا كانت زيك كده وكانت عامله نفس الأضراب بتاعك ده ماتقلقش هي بتحبك وأكيد هترجعلك

ابتسم ذلك الواقف خلفها ساخراً مما تقول:

_هنعمل عقلنا بعقل طيور

أنتفضت “شمس” عند سماع صوته فتركت الحمامه من بين يديها بفزع فلم تنتبه لوجوده فوق السطوح استدارت ببطىء تنظر خلفها وجدته يقف على السور بثبات يعطيها ظهره واضعاً يديه الأثنان بداخل جيوبه الخلفيه مغمض العينين، نسمات الهواء تداعب خصلات شعره ويستقبلها هو بصدر رحب ، ابتلعت ريقها وهي تقترب منه بحذر فأسندت ذراعيها على السور طالعته وهي تقول:

_ أنتَ هنا من أمتى؟ وواقف كده ليه؟ مش خايف حد من اهل القريه يشوفك ويعرف حقيقتك؟

قبض حاجبيه بعدما تصنع البسمه وهو مازال مغمض العينين ينظر أمامه فأجاب اسألتها بسؤال أخر:

_حقيقتي!! وايه هي حقيقتي

تنهدت بعمق بعدما استدارت تطالعه بغير تصديق وتنهدت بغضب لم تستغرق “شمس” ثواني لترد قائله:

_أنك مستذئب ومافيش حد يقدر يقف الواقفه دي إلا لو كان واثق أنه مش هيجراله حاجه

أخرج “ياسين” يديه من جيوبه الخلفيه بعدما أفتح عينيه ابتسم ابتسامه صفراء يطالعها بمكر مد ذراعه لها مما جعلها تتسائل:

_ده أيه؟

هاتي أيدك

كان هذا طلبه فقابلت طلبه بالرفض

لاء

فكرر طلبه مجدداً

هاتي أيدك ياشمس أنتِ عارفه أني ممكن امسك ايدك من غير ما اطلب بس انا بطلب بأدب مع أنِ قليل الأدب

طالعته “شمس” بارتباك فالجديه تتضح على ملامح وجهُ فهزت لهُ رأسها بالأيجاب وهي تمد ذراعها فقبض بكف يدهُ على كفها فرفعها معهُ فأصبحت تقف أمامه تسند ظهرها على صدره يحيط بذراعه على خصرها اقتربت شفتاه من أذنها فتحدث بهمس:

_معنديش مانع أن حد يعرف حقيقتي لو ده مش هيضركم ياشمس

كاد قلبها يخفق من سرعته فقربها منه يزيد ارتباكها تستطيع سماع أنفاسه بأذنها ناهيك عن الأرتفاع فالمنظر من هناك رغم شدة جماله إلا أن ارتفاعه يدب الرعب بقلبها فاسترسل هو حديثه قائلاً بابتسامه بسيطه زادت من وسامته:

_ وعلى فكره اللى كنتِ مسكاه ده مش دكر ده نتايه، غية الحمام دي أنا اللي بانيها واعرف افرق بين الدكر والنتايه بمجرد ما المحه

مطت “شمس” شفتيها دلاله على عدم المعرفه وتابعت:

_بس أنا مكنتش أعرف أنا كنت فاكره

قاطعها بقوله:

_وأنتِ من أمتى بتعرفي حاجه في الدنيا ياشمس

أثار هو غيظها بكلمته فاستجمعت شجاعتها وحاولت أن تستدير لتنظر لهُ حركت قدمها على السور فضم هو حاجبه باستغراب فقبضت بيدها على كف يدُه تحاول الأستداره ببطىء تتشبث بهِ بكل قوتها تنظر لخطواتها فأمسك بها من كفيها يساعدها على الأستداره لهُ فطالعته بعينيه بجديه قائله :

_أنا بقيت اعرف كل حاجه ياياسين ، بعرف كل شىء مابقيتش البنت الجاهله بتاعت زمان مابقيتش البنت اللي كانت تستنى نزولك ليها عشان تشوف النور، مابقيتش البنت اللي بتحطها في القبو وتستنى نزولك عليها بفارغ الصبر عشان تحن عليها وتجيبلها الحاجه الحلوه كل اسبوع ومابقيتش البنت اللي كانت بتشوف الدنيا من خلال عينيك

_طالعته بتحدي قائله وهي تنظر لعيناه البنيتين ترى أنعكاس صورتها فيهم:

_ اصحى فتح عينك ياياسين بصلي كويس شايف قدامك شمس الصغيره الضعيفه اللي سبتها من عشر سنين

مش معنى أنِ معرفتش الفرق ما بين حمامتين ابقى البنت اللي معرفش شىء في الدنيا انا بقيت اقوى بكتير من وقت ما سيبتنا من عشر سنين ومبقاش في حد هنا محتاجلك زي زمان

لم تكن كلماتها سوى صفعات ، صفعات متتاليه على وجهُ فأدرك هو مُنذ هذه اللحظه أنها ليست الفتاه التى تركها مُنذ عشر سنوات كانت نظرات التحدي التى تطالعهُ بها تنهكه تحول دون أن يشعر لشخص أخر لم يكن على سجيته ففعل ما لم يكن بالحسبان ، قبض بكف يده على ذراعها فانزلقت هي من على السور متشبثه بذراعه واصبحت تحت رحمته حنى ظهره قليلاً وهو ينظر لها وهي تحاول التشبث به ِ حتى لايتركها فقالت بأنهيار ومقلتيها لاتتوقف عن ذرف الدموع:

_أنتَ بتعمل ايه ياياسين ، ماتسبنيش ، أنتَ لو سيبتني هقع وأمـ ـوت

أردف “ياسين” بنظرات ثابته في هذه اللحظه الى نظرات مثل نظرات “عمار” نعم هي ملامح “ياسين” ولكن ابتسامته.. ونظرته.. وحركته.. حتى نبرة صوته كلها علامات تدل على أنهُ “عمار ”

_طب ما انا مـُ ـت مش معنى أنتِ وهو ماتمو توش

هنا كانت الصدمه لها ، هنا لم تستطع التقاط أنفاسها ، هنا دب الرعب بكل أنش بجسدها ، فمن رآها يكاد يجزم أنها رأت شىء تشتاق لهُ مُنذ زمن بعيد ولكنه ليس بـعمار حبيبها ، قال هو جُملته وهو يسحب كف يدهُ من يدها ببطىء فتشبثت بذراعه أكثر تقول بشفاه مرتعشه:

_ ياسين ، ارجع لوعيك ، ياسين انا شمس ، شمس اللي ربيتها على أيدك ، ياسين بص في عنيا ، عيوني اللي دايما كنت بتقول أنك بتحبهم مش أنتَ دايماً كنت بتقولي عيونك حبايبي ياشمس فاكر ياياسين ، فاكر ولا نسيت

قالتها بانهيار ومقلتيها لا تتوقف عن ذرف الدموع تحاول أثاره اي حب متبقي لها داخل فؤاده انتبه ياسين الى ما يفعله فعاد الى وعيه ليجد كف يدها متشبث بذراعه لم يعرف ماذا يفعل وماذا حدث تنفس الصعداء وهو ينطق حروف أسمها ببطىء

_شمـــس

ابتسمت شمس بشفاه مرتعشه فقد عادت نبرة صوته من جديد قائله:

_أرفعني، ارفعني ياياسين

رفعها في الحال وهو يضمها إليهِ فنزل من على السور وأمسك بها من ذراعها سائلاً اياها بلهفه:

_أنتِ كويسه

لم تعد قدميها تتحملها بعد الأن فكانت مُنذ لحظات مضت بين الحياه والموت تكورت جالسه على الأرضيه تضم جسدها بذراعيها فاقترب منها هو يطمئن على حالها برعب شديد:

_ردي عليا ياشمس ، طمنيني عليكي ، أنا

بترت كلمته قائله بارتباك:

أمشي، سيبني وامشي

قابل طلبها بالرفض بقوله التالي:

_أمشي اروح فين وانا الغريق هنا

قال كلماته برجاء فرفعت رأسها بهدوء تطالعه بتأمل فقد كانت كلماته بمثابه مناجاه لها نظرت لهُ تتأمل ملامحه ُ الراجيه هتفت قائله:

_ياسين أنتَ مش بخير

سرعان ما تحولت نظرات عينيه الى الجمود فابتسم باستنكار

_ بالعكس أنا عمري ما كنت بخير زي دلوقتي ياشمس

كلماته كانت مختصره فوقف واستقام تنظر له وهو يبعد عنها رفع البيزونت على رأسه فوقف وهو يعطيها ظهره قائلاً:

_أنا مش عارف عملت كده ازاي ، أنا عمري ما فكرت في يوم أأذيكي

رحل وتركها خلفه ، تركها تسترجع كل ما حدث منذ لحظه وصوله فعادت الى ذاكرتها عند رؤيته للمره الأولى عند لحظه وصوله والكلمه الأولى التي نطق بها هي

رباطك ياشمس

انخرطت بذكرياتها الى ذكرى أخرى عندما دلفت الى غرفته لتجده ينطق بأسم عمار والدماء تحاوطه وهو يجـ ـرح نفسه بالسكـ ـين ، حاولت تجميع الخيوط ببعضها ولكن في النهايه لم تصل لشىء فكان ما يحدث أكبر من ادراكها

_____________(بقلمي ماهي احمد)_________________

استيقظت مشيره على صوت رساله نصيه على رسائل الواتساب فقرأتها بعينيها

جرى أيه يامشيره أزاي تسيبي شغلك وحياتك والمرضى بتوعك كده مره واحده وتنزلي على القاهره من غير ما تقولي لحد .. ده مش تصرفات ناس عاقلين أبداً

قبضت مشيره عينيها بقوه تحاول أن تستيقظ لترد على تلك الرساله فكتبت رساله ترد فيها قائله

كان لازم اسافر عشان ياسين لو قعد هنا أكتر من كده احتمال مايرجعش تاني

فرد عليها برساله أخرى:

ما كده كده ياسين راجع هو مش قالك أن عمار مش راضي يسافر معاه وانه مسافر لوحده

نظرت بجانبها لتلتقط كوب الماء بجوارها لتروي عطشها ثم أكملت كتابه قائله

_أيوه قالي كده قبل ما يسافر ممكن يكون كان بيكذب عليا عشان ما اسافرش معاه ماقدرتش ماسافرش ده ياسين ياكمال ووجوده جنب شمس بيأذيه أكتر ، خايفه عليه من شخصيه عمار الوهميه اللي بتظهرله .. واحده واحده شخصيه عمار بتتملك منه أكتر وبتخليه يأذي نفسه اكتر واكتر ، وجوده جنب شمس هتخللي شخصيه عمار تأذيه بزياده ومش هتأذيه هو وبس وهتأذي شمس معاه

البنوته باين عليها كيوت وطيوبه ماتستحقش اللي ياسين هيعمله فيها وطبعاً هيبقى مش حاسس ولا واعي بنفسه عشان كده جيت سيبت عيادتي وشغلي وجيت لما اتأخر اكتر من كده

قرأ المدعو كمال رسالتها فكان الدور عليه في الرد فقرأت كلمه يكتب الأن فقامت من على الفراش ترتدي ملابسها لحين ينتهي من الكتابه فنظرت الى خزانه الملابس تستذكر ما حدث بالأمس

رفعت مشيره يدها تبتسم خلفها لعمار قائله:

_هاي عمـــار

تأفف ” عمار ” بضجر فاستدار يصب كامل غـ ـضبه على “ياسين”، قائلاً بصياح:

_ايه اللي جابها دي مش قادره تبعد عنك يومين

طالعت” مشيره “ملامح ياسين الغاضـ ـبه وهو ينظر للفراغ خلفها فعلمت بأنزعاج ” عمار ” من وجودها فهي تقرأ ملامح ياسين فتستنتج ما يخبرهُ بهِ عمار كانت ستقول “مشيره” ردها ولكن منعها “ياسين” الذي جذبها من يدها فسألها بجديه:

_مشيره بجد ايه اللي جابك

ابتسمت قبل أن تخبره:

_مش جايز وحشتني

طالعها باستغراب فصححت حديثها على الفور:

_اقصد أنتَ وعمار وحشتوني وبعدين ما أنتَ عارف أنا اتعودت على وجودكم معايا

زفر عمار يتنهد بغـ ـضب:

_الاسطوانه المشروخه

مسح “ياسين” على وجهُ بضيق يطالعهُ قائلاً:

_استنى أنتَ ياعمار

هز عمار رأسه بالأيجاب فنطق “ياسين” مما جعلها تصمت:

_وعشان وحشتك تيجي تقولي إنك مراتي

جاوبته بابتسامه عريضه:

_أنا قولت كده عشان خاطر عمار ، أنا عارفه أنهُ هيضايق لو شمس قربت منك لكن لو عرفت انك متجوز أو في حد على الاقل في حياتك هتبعد عنك ومش هتفكر فيك

رفع “ياسين” حاجبه بغيظ وهو يسألها:

_ومين قالك انها بتفكر فيا

طالع “عمار”، عينيه ولم يقل سوى بضع كلمات:

_حتى لو مابتفكرش ادينا بنعمل حسابنا

انتبهت” مشيره ” الى ملامح “ياسين ” الذي حدثها برفق:

_أنا شايف يامشيره أن مكانش لازم تيجي

فبتر “عمار” جملته:

_بس انا شايف انها كان لازم تيجي ووجودها كان ضروري وانها قالت انك متجوز ده يشفعلها اي شىء عملته قبل كده ولا أنتَ كان في دماغك حاجه تانيه

أستغرب “ياسين” قوله فتابع :

_حاجه زي ايه، انت مش هتبطل بقى وطالما مبسوط ان مشيره جت عشان قالت انها مراتي انا كمان مابقاش عندي مانع في وجودها مع اني من غيرها أو بيها انا كنت راجع

فرد عمار بتهكم:

ابتسمت مشيره فكلماته انتزعت جزء من مخاوفها وعلمت أن ما دبرت له قد نجح ووافق عمار على وجودها بينهما :

افاقت صوت الرساله مشيره من ذكرياتها مما حدث امس فأمسكت بالهاتف تقرأ لها ما بعثه إليها كمال شقيقها:

_اسمعيني كويس يامشيره أنا عارف انك بتحبي ياسين وانه جدع وكويس ووقف معاكي كتير طول السنين اللي فاتت دي ولولا وقفته جنبنا مكنتيش عرفتي تاخدي حقك ولا كنتي شغلتي شركات جوزك الله يرحمه بس ياسين مريض نفسي وقربك منه بيأذيكي أنتِ نفسك دكتوره نفسيه ولحد الأن مش عارفه تعالجيه وبالعكس حالته بتسوء اكتر أنا لولا عجزى واني عاجز مابتحركش من على الكرسي كنت وقفت معاكي قدام اهل جوزك بس ما باليد حيله انا خايف عليكي يامشيره

اعترضت مسرعه ترد على رسالته:

_أنا عمري ما هسيب ياسين ياكمال الا لما يرجع معايا وهعرف ازاي ارجعه ، انا ماقدرش اعيش من غيره وانت عارف كده كويس ، انا بحبه ، والحب من سماته التضحيه ، انا لو واثقه ولو واحد في الميه ان لو قرب من شمس هيبقى كويس وعمار مش هيأذيه كنت اول واحده هشجعه ان يقرب منها ويبقى معاها في يوم

طرقت “زهره” الباب قائله:

مشيره أصحي يلا الفطار جاهز

تركت مشيره الهاتف من يدها وهي تقول:

_حاضر انا جايه يازهره

تركت زهره الباب تستكمل ما كانت تفعله وهو تحضير سفرة الافطار للجميع فوجدت” الطبيب ” أمامها يحادثها بلطف كعادته:

_ايه النشاط ده كله يازهرتي ، ايه اللي مصحيكي بدري أوي كده لاء وكمان محضره الفطار

قال جملته بعدما أخذ قطعه من الخيار الموجوده على السفره وضعها بداخل فمه فنطقت هي بابتسامه عريضه:

_أنت ناسي ان النهارده الجمعه وعادي يعني حاسه اني مبسوطه النهارده قولت اقوم واحضرلكم أحلى فطار

فتابعت حديثها وهي تسأل عن ياسين برضا:

_اومال ياسين فين روح نادي ياسين ياعلي عشان يفطر معانا أنا صحيت مشيره وداخله أصحي الباقي

ضم الطبيب حاجبه باستغراب فأمسكها من مرفقها بلطف يضمها الى صدره بحنان

_اي الرضا ده كله أنتِ راضيه عن ياسين كده ليه مش ده اللي كان من يومين مكنتيش عايزاه يقعد دلوقتي صاحيه وبتحضريله الفطار

فجاوبته بابتسامه:

_يــــاه ياعلي أنتَ لسه فاكر وبعدين ياسين طلع خاطب وهيتجوز وحبيت خطيبته أوي ربنا يهنيهم ببعض

غمز الطبيب بطرف عينيه اليها قائلاً:

_زي ما أنا متهني بيكي كده

لم تعلم ماذا تقول فابتسمت بحرج وسألته قائله:

_بجد ياعلي مبسوط معايا

انا معنديش غيرك اتبسط معاه يازهره ، أنا دلوقتي بس فهمت كنتي عايزه ياسين يمشي ليه؟ بس احب اقولك اطمني ياسين راجع وشمس مش في دماغه خالص

فقالت بلهفه والابتسامه تغزو ملامحها:

_بجد ياعلي يعني ياسين مابقاش يفكر في شمس خالص

فجاوب بتأكيد وهو يهز رأسه بالأيجاب:

_أيوه يازهره

فأمسكت بكف يدهُ تجذبه خلفها:

_طيب يلا بقى عشان أنا عملالك فطير مشلتت هتاكل صوابعك وراه

_______________(بقلمي ماهي احمد)______________

تستطيع أن ترى المكان الذي أعتادت “عائله الصاوي ” الأفطار فيه الخاله حكيمه تتوسط السفره وعلى جانبها الأيمن كلاً من مارال وساره وشمس وزهره وميرا وغدير وعلى الجانب الأخر هم الرجال رعد والطبيب وبربروس ويزن خرجت مشيره لتجلس على المقعد الفارغ أمامها فنهتها الخاله عن فعل ذلك بحزم:

لاء ماتقعديش هنا ده مكان ياسين سيبته فاضي السنين دي كلها محدش يقدر يقعد عليه غيره

شعرت مشيره بالأحراج واحمرت وجنتيها خجلاً فتأسفت قائله:

_أنا اسفه مكنتش أعرف

جاء ياسين من خلفها بعدما نزع طاقيه چاكيته الجلدي من على رأسه يحثها على الجلوس:

_اقعدي يامشيره أنا مش هاكل

التقت نظرات “ياسين” والخاله ” لم تكن نظرات عاديه فأردفت الخاله

_بس أنا قولت مافيش حد هيقعد على الكرسي ده غيرك ياولدي حتى لو مش هتاكل على الأقل تقعد وسطينا

ابتلعت مشيره ريقها فنظرت بجوارها لتجد مقعد فارغ

_خلاص ياياسين مش مشكله انا هقعد هنا

جلست مشيره بجانب الرجال على المقعد الفارغ

فكررت الخاله طلبها بنبره ظهر فيها جيداً أن الصبر لديها انتهى :

_اقعد ياولدي خلينا كلنا نتلم على سفره واحده في بيت الصاوي الكبير من جديد

جلس ياسين وهو يتنهد سائلاً عن حسان:

اومال فين حسان هو الوحيد اللي مش موجود

فأجابه الطبيب:

حسان في الأرض من الصبح بدري شوفته وهو بياخد الكتب بتاعته وبيذاكر في وسط الأرض مابيرتاحش غير وهو جواها

قال ياسين بضحكه منتصره:

_المهم أنه يذاكر

بدأت الخاله بمد كف يدها تقطع الفطير وهي تقول:

_كلوا ياولاد سمو الله الأول قبل ما تاكلوا

كانت نظرات شمس لياسين نظرات تحتوى من الأرتباك ما يكفي تراقب تحركاته بحذر وهو الأخر كان ينظر لها بنفس الحذر كان بداخلها اسئله كثيره ولكنها لاحظت نظرات والدتها لها فنظرت أمامها على الفور فأخذ رعد قطعه من الفطير بعدما وضع عليه العسل الأسود يطالع الخاله باهتمام:

_أنا قررت أني هسافر ياخاله وهرجع لداغر المانيا

ضمت الخاله حاجبها باستغراب:

_ليه ياولدي حصل ايه عشان تسيبنا وتسافر

فابتسمت “ميرا” بامتنان على خوف الخاله بأن يبتعدوا عنها فردت بابتسامه بسيطه:

_ماتقلقيش ياخاله احنا مش هانروح نقعد على طول هي بس فتره الشتا اللي داخل علينا ده مش اكتر رعد ناوي يبيع كل ممتلكاته هناك في المانيا عشان نرجع ونكبر المشروع هنا مع يزن

استكمل رعد حديث ميرا:

_انا بقالي فتره مابروحش غير في الاجازه ازور داغر وهدير اقعد اسبوع بالكتير وارجع والقصر قاعد محدش بيدخله أنا أولى بفلوسه وكمان قررنا على شىء انا وميرا هنعمله

ابتسمت ميرا عند قوله هذا فقالت بابتسامه واسعه:

_انا قررت أنا ورعد نتبنى طفل من هناك وهنربيه هنا

فسألت مشيره بجديه وبعدم فهم:

_ليه هو أنتوا مابتخلفوش؟

تبادل الجميع النظرات فحك ياسين جبينه قائلاً:

_اه العيب مني أنا عشان كده هما مابيخلفوش

فابتسم رعد وأجاب على سؤالها بلطف يبرر:

_اه فعلاً أنا مابخلفش عشان كده قررنا نتبنى طفل

تبادلت ميرا ومشيره النظرات في صمت فقطعت مشيره الصمت قائله:

_أنا اسفه لو كنت سألت سؤال ضايقك ياميرا

ابتلعت ميرا ريقها وكأنها غصه مريره في حلقها قائله:

_لا أبداً محصلش حاجه

وناويين تسافروا امتى ان شاء الله

كان هذا سؤال الخاله الذي وجهته لرعد فأجاب على الفور دون تردد

_النهارده بالليل ان شاء الله

فنطقت ساره مسرعه:

_على طول كده انتوا كده مش هتحضروا فرحي انا ويزن

مش هو اتأجل شهر واحد بس ياخاله

_أيوه يابتي

فابتسمت ميرا قائله:

_ماتقلقيش في خلال الشهر ده أكون خلصت شويه حاجات واول ما تتفقوا على معاد الفرح هاجي على طول ونبقى نرجع تاني نخلص حاجتنا

فأردف بربروس:

_تذهب وتأتي بألف سلامه يارعد

حبيبي يابربروس

وايه أخبار داغر عمل العمليه ولا لاء

كان هذا سؤال ياسين فأردف يزن يقول:

_للأسف حاول يعملها بس مانجحتش ومحاولش يعمل عمليه تاني ودلوقتي عايش هو وهدير في سلام نفسي بعد كل اللي حصلنا

فسألت مشيره مستفسره:

_ليه هو أيه اللي حصلكم؟

من الواضح بأنها لا تعلم شىء عن حياة ياسين وتحاول معرفة المزيد عنه فرد ياسين بتهكم:

_مش وقته يامشيره هبقى أحكيلك بعدين

فأكملت الخاله حديثها لغدير:

_وطبعاً عروستنا الصغيره هتفضل معانا

فأجابت تدعم كلامها:

_أكيد طبعاً ، أنا قدمت الكليه بتاعتي هنا ياخاله

فاعترض رعد بقوله:

_أيوه بس

فقطاعته الخاله:

_بس أيه يارعد ، ماتقلقش على غدير ، غدير هشيلها في عنيا وبعدين طول العشر سنين اللي فاتوا ما كانت بتيجي كل أجازه وتقضي معانا هنا في القريه اجازتها كلها وأنت بتبقى في مصر أنت وميرا يعني مش أول مره أنا ربيتها هي وحسان سوا سيبها وأتكل أنتَ على الله أنا عارفه أن غدير متعلقه بينا وبالقريه

انصاع رعد الى أوامر الخاله فنظر بربروس الى ساعته باستعجال ليجد أن الوقت مر سريعاً فخطبه الجمعه ما تبقى عليها سوا القليل فنهض مسرعاً يردد بقوله:

_اللعنه لقد مر الوقت سريعاً هيا فالله ينادينا لنلبي نداءه جميعاً

______________(بقلمي ماهي احمد)________________

كان في حيره من أمره يتذكر ما حدث لهُ بالأمس يرى أمامه عيون “ياسين”، التى تحولت الى اللون الأحمر القاتم فأخذ يسرد ما رأه الى الظابط أحمد فقال بتهكم:

_أنتَ ليه مش قادر تصدقني والله العظيم أن ده حصل

يابني أدم بقولك عيونه اتحولت للون الأحمر عينه كانت عامله زي عيون الشيطـ ـان أنا كنت حاسس من الأول أن العيله دي فيها حاجه مش طبيعيه من أول ما رجعوا القريه وشوفت جثث بني أدمين اتحولت لذئاب بقالي سنين بدور وراهم مش عارف أمسك دليل واحد ضدهم

فابتسم الضابط أحمد على قوله:

_عايز تقول أنهم أعوذوا بالله عفـ ـاريت

أشار برأسه بالنفي يشاور بأصبعه :

_لاء هما مش عفا ريت بس عنيه ، عنيه بس هي اللي زي الشيـ ـاطين

قال أحمد بنفاذ صبر:

_هنرجع للتخاريف دي تاني

ضرب بيده على المكتب بعنف:

_أنت ليه مش عايز تصدقني

انتزع الكاب من على رأسه وهو يقول

عشان ده مش كلام ناس عاقلين أبداً ، وصدقني نكشك وراهم مالهوش اي فايده هتتعب روحك على الفاضي

_____________(بقلمي ماهي احمد)_________________

خرج الجميع من المسجد بعد خطبه الجمعه يرتدون الملابس البيضاء الأطفال تركض أمامهم بين الغطيان الخضراء يضحكون بسعاده ومرح اصوات ضحكاتهم تملىء المكان فقريه الصاوي يسودها الحب بكل مكان وبقلوب سكانها اقترب يزن من ياسين فسار بجواره:

انا هرجع مصر قريب طالما الفرح اتأجل وكنت عايزك معايا الأيام اللي جايه في المعرض بتاعي ايه رأيك ياياسين

فأجابه ياسين بسؤال وهو يطالعه بعينيه

_بذمتك مش أمي هي اللي طلبت منك تقولي كده

حاول “يزن” الهروب بعينيه من نظرات ياسين فاكمل ياسين حديثه:

_عينيك قالت أجابه سؤالي ، انا عارف ليه أمي بتعمل كده عايزه تربطني هنا عايزه تخليني جنبها

وايه المشكله ياياسين مش كفايه غربه لحد كده ، الخاله صحتها في النازل وعلي لوحده مش هيقدر يمشي القريه زي ما ماشيه دلوقتي هي محتاجاك تكون هنا جنبها من حقها ياياسين انك تبقى جنبها

فرد عليه وكانت أجابته قاطعه:

_للأسف كلها يومين بالكتير وهاخد مشيره وارجع مطرح ما كنت يايزن انا ماكنتش ناوي اقول لحد الا وقت السفر ورقمي أديك عارفه أول ما تنوي ابعتلي هتلاقيني جيت على طول

يعني مافيش فايده ياياسين

ابتسم ثم أردف:

_سيبني على راحتي

____________( ببقلمي ماهي احمد)_________________

تمر الساعات سريعاً فيجهز كلاً من رعد وميرا حقيبتهما أستعداداً للمغادره فأعطت الخاله مفاتيح السياره الى ياسين

خد ياياسين وصلهم للقطر ياولدي

أشار ياسين برأسه بالموافقه فصعد الى السياره ذهبت ساره خلف ميرا

هتوحشيني ياميرا

ضمتها ميرا وأخذتها بين أحضانها:

_انتِ أكتر ياساره

وعلى دون غره شعرت ساره بدوار مفاجىء وضعت يدها على جبينها فاهتزت الأرض من حولها أمسك بها يزن لكي يسندها حتى لا تفقد توازنها وجلست على المقعد خلفها سألها والخوف يملؤ عينيه

ساره مالك فيكي أيه ، حاسه بأيه

حاولت أن تستجمع نفسها قليلاً وهي تبلع ريقها:

_ماتقلقش عليا يايزن شويه صداع ودوخه بييجوا مره واحده وبيروحوا لحالهم

فقالت الخاله بأصرار:

_قومي ، قومي روحي مع ياسين يوصل ميرا ورعد وتفوتي على المستشفى

_مش وقته ياخاله

فاعترض يزن على ماقالته ساره

_ومش وقته ليه ياساره قومي تعالي معايا

أمرت الخاله شمس قائله:

_روحي معاها ياشمس ماتسيبهاش لوحدها يابتي

طالعه شمس ياسين الواقف أمامها فهرب بنظره قائلاً:

_أنا هستناكم بره

______________( بقلمي ماهي احمد)_______________

كان حسان يجلس بمكانه المفضل المقرب بقلبه وهو بقلب الغيطان فأتى إليه فريد يقترب منه ببطىء يتصنع البسمه قائلاً:

_شد حيلك يابطل سمعت أنك هتدخل الملاحق مع أن والله ما ليها لازمه هتطلع ايه يعني في الأخر كلها محصله بعضها

قام واستقام ينظر له باستغراب:

_ قول كده لدكتور علي وعم ياسين

رفع حاجبه واقترب من حسان واضعاً ذراعه على كتفه قائلاً:

_عم ياسين ، ليه هو عنده كام سنه

ارتبك حسان يبلع ريقه ببطىء قائلاً:

_يعني نص التلاتينات كده

أشار فريد بيده:

_غريبه مع أن شكله اصغر من كده الا قولي هو ياسين اكبر ولا دكتور علي

فأجاب قائلاً:

لاء ، دكتور علي

جلس فريد يربع قدميه على الأرضيه فأشار بيده لحسان بأن يجلس بجواره:

_الا قولي ياحسان أنتوا أيه حكايه الذئاب معاكم

ردد حسان كلمته بارتباك:

_الذئاب

طالعه فريد والشر يتطاير من عيناه:

_اسمع ياحسان أنتَ هتحكيلي حالاً كل حاجه عن عيلتكم وأصلها وفصلها وياسين ده جنسه أيه فاهمني ياحسان كل شىء

أشار حسان بالموافقه والرعب يدب بقلبه من نظراته له

____________( بقلمي ماهي احمد)_________________

هما الأن بالمستشفى بعدما أوصلوا ميرا ورعد الى القطار المتوجه الى أسيوط يقف كلاً من ياسين وشمس أمام بعضهم البعض يسند كل منهما ظهره على الحائط بانتظار خروج ساره من غرفه الطبيب هي ويزن تبادلوا النظرات القلقه لثواني معدوده فقطع هو تلك النظرات بنطقه حروف أسمها

_شمس

اقترب منها يقف بجوارها يحاول أن يبرر لها ما حدث هذا الصباح فطالعته باهتمام وقبل ان يبدأ حديثه خرج كلاً من ساره ويزن من غرفه الطبيب اسرعت شمس الى ساره سائله

_أيه قالكم أيه؟

فأجاب يزن وهو يقبض الروشته بكف يده :

_ماقالش بس طلب نعمل أشعه على المخ في الدور اللي فوق

هنا لمعت عين شمس أخذت الروشته تدقق بها:

_ دي أشعه بالصبغه على المخ مقالكش ليه

شعرت ساره بالدوار مره أخرى فأسندها يزن بذراعيه

لاء مقالش انا لازم اطلع بيها بسرعه الظاهر ان احنا هنطول لو حابين تروحوا روحوا انتوا بدل ما تفضلوا مستنيين

فأجاب كلاً منهم بالرفض في نفس واحد:

_اكيد لاء

فسكت كلاً منهم فبدأ ياسين بالحديث

صعدوا جميعاً للأعلى فطلب منهم الممرض أن يبقى مع المريض شخص واحد فقط فلا داعي للباقي ذهب يزن معها على الفور وانتظروا هم بالخارج شعرت شمس ببعض البروده من المكيف فأشار لها ياسين بعينيه:

_تحبي نستنى في العربيه

أشارت برأسها بالموافقه:

ياريت المكيف هنا عالي أوي

____________________

مضى الوقت سريعاً لم ينتظر يزن حتى يذهب الى الطبيب مره أخرى بالأشعه فسأل الطبيب المسؤول عن الأشعه بما يوجد بها فأجابه الطبيب بكل أسف

_للأسف عندها كانسر في المخ وفي مرحلته التانيه

ردد كلمته بانهيار تام بعينيه والصدمه تعتلي وجهُ

_كانسر


•تابع الفصل التالي "رواية الهجينة" اضغط على اسم الرواية
reaction:

تعليقات