Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جمال الأسود الفصل الثالث و الثلاثون 33 - بقلم نور زيزو

          رواية جمال الأسود كاملة بقلم نور زيزو  عبر مدونة كوكب الروايات  


 رواية جمال الأسود الفصل الثالث و الثلاثون 33


 
نزلت “جميلة” من الأعلي مُرتدية بنطلون ثلجي مصنوع من الجينز فضفاض وتي شيرت أسود وحول خصرها حذاء ذى اللون الجملي، تصفف شعرها للخلف مسدولًا ومرفوع من الجانبين بدبابيس الشعر، نظرت إلي والدتها بقلق خصيصًا بعد أن عرضت صديقتها الزواج من صديق زوجها، أخذت نفس عميق بتردد فى أخبار “ولاء” وهى سترحب بالفكرة كثيرًا فقالت بهدوء:-
-أنا خارجة يا ماما
أوقفتها “ولاء” بعد أن تركت كوب الشاي الأخضر من يدها على الطاولة وقالت:-
-جميلة .. أستني
ألتفت “جميلة” إليها بهدوء شديد، نظرت لوالدتها بهدوء حتى تتحدث فقالت “ولاء” بهدوء:-
-سلمي كلمتني
أغمضت “جميلة” عينيها بضيق من تصرف “سلمي” بالتأكيد نقلت لها خبر الزواج وإذا أتصلت بـ “ولاء” فهذا يعنى أنها تحدثت مع “جمال” صديقها الصدوق والأقرب والآن أصبح خبر زواجها قرار بين عائلتها، قاطعتها “جميلة” قبل أن تكمل الحديث وقالت بغضب:-
-ماما أنا مش عايزة أتجوز
أتسعت عيني “ولاء” بصدمة ألجمتها كأى أم مُنذ أن تنجب أبنه تتمني اللحظة التى تراها تضع تاجًا على رأسها وترتدي فستان زفافها الأبيض وتذهب إلى زوجها، أنتفض قلب “ولاء” غضبًا ثم قالت بذعر:-
-قولتي أيه؟
-أنت متفاجئة ليه؟ أنا قايلة لك قبل كدة أنى مش مستعدة اتجوز
شهقت والدتها بأندهاش تكاد تفقد عقلها من تصرفات ابنتها وعنادها فصرخت “ولاء” بنبرة عالية مُرتفعة:-
-أنتِ عايزة تجننيني يا جميلة أنتِ عندك 31 سنة وماشية فى 32 وتقوليلي مش عايزة أتجوز
جاء “جمال” على صوت صراخها من غرفة المكتب وخرجت “مريم” من غرفة السفرة وتحمل فى يدها شريحة من التركي المدخن تتناولها بعد أن سمعت صراخ “ولاء” ليقول “جمال” بجدية:-
-فى أيه يا أمى صوتك عالي ليه؟
ضربت “ولاء” يديها بفخذيها غاضبة وهى تستدير قبل أن تفقد صوابها كاملًا، ثم قالت بحدة:-
-تعال شوف الهانم أختك، والله لو ما عقلتي يا جميلة لأسيبك هنا وأرجع لندن لوحدي ولا حد فيكن يعرف لي طريق ولا تشوفوا وشي وحتى قبري مهتعرفهوش
تحدث “جمال” بهدوء بعد أن أقترب من والدته:-
-أهدئي طيب يا أمي بعد الشر عنك
تأفف “جميلة” بحزن خيم على قلبها ووالدتها تجبرها على فعل شيء ضد رغبتها وقلبها، قالت بضيق ونبرة مُرتجفة على وشك البكاء:-
-يعنى يا أما تموتني بالحياة يا ما تغضبي منى وتهجرني
أقتربت خطوتين من ابنتها بصراخ وقالت:-
-هو عشان عايزة أفرح بيكي زى أى أم وأشوفك فى بيت جوزى وأشيل عيالك قبل ما أموت يبقي بموتك بالحياة
أخذ “جمال” يد والدته المسنة فرغم أهتمامها بنفسها وأجراءها العمليات التجميل لكنها ما زالت بعمر السبعينات من عمرها وقال بهدوء:-
-أهدئي يا أمى، وأنتِ يا جميلة ممكن تهدئي… الكلام وقرار الجواز ميجوش كدة
أوشكت “جميلة” على البكاء من عناد والدتها وموافقة “جمال” على النقاش تعنى أنه يفكر بهذا القرار وربما يزوجها حقًا والجميع ينظرون إلى عمرها الذي يتقدم فقالت:-
-أنتوا بتقرروا فى حياتي ليه، دى حياتي.. عايزة تشيل عيال وأحفاد ما عندك جمال أهو خليه يجبلك بدل العيل فريق ليه أنا..
غادرت المنزل باكية بحزن فسارت “مريم” خلفها بقلق من تركها تغادر باكية هكذا، نظر “جمال” إلي والدته بهدوء ثم قال:-
-الكلام ميجيش كدة، مش بالضغط والأمر يا أمي.. دا جواز
تركت “ولاء” يده غاضبة وسارت إلى الأريكة مُنفعلة وجلست بانفعال ثم قالت:-
-لا بالأمر ولو حكم الأمر أني أجوزها أغصب هعمل كدة، أنت مش واخد بالك من عمرها ولا أيه..هتتجوز أمتى وتخلف أمتي وتفرح بولادها أمتى لما تكون عجوزة ومش قادرة تتحرك، وبعدين أنا نفسي أشوف حفيد فى البيت دا مش كفاية خبيتي فيك أنت وأخوك
تنحنح “جمال” بهدوء ثم وضع يديه فى جيوب بنطلونه بوقار وقال بلهجة هادئة باردة:-
-لو مشكلتك فى الأحفاد فخلينى أقولك للعلم أن مريم حامل
رفعت رأسها تجاهه بصدمة ألجمتها، تتشاجر وتتمني حفيدًا وهى بالفعل أصبحت تملك واحدًا فى أحشاء هذه الفتاة التى تمقنها، بروده فى الحديث ولهجيته تثير غضب والدته فكيف يكون باردًا هكذا وهو يخبرها بخبر سعيد مثل هذا فقالت:-
-ايه البرود اللى أنت فيه دا، مبروك يا جمال ربنا يقومها لك بالسلامة لكن برضو جميلة هتقعد مع العريس دا ولو عجبنى وحسيت أنه كويس هجوزها له غصب عنها وعنك ولو تقدر تمنعني أعملها يا جمال
قالتها بتحدٍ كأنها لا تخشاه فهو تجبره على فعل ذلك بسبب كونها والدة له ولن يجرأ على فعل شيء إليها، تنحنح “جمال” بهدوء من قرارها وعنادها الذي ورثته “جميلة” منها فالأثنتين لا يمنع ترويض عنادهما…
خرجت “مريم” خلفها وقبل أن تستقل “جميلة” سيارتها باكية أوقفتها “مريم” وقالت:-
-جميلة!!
-مريم بعد أذنك سيبني دلوقت
قالتها بحزن شديد ودموعها تتساقط على وجنتيها خوفًا من قرار والدتها وأخاها فقالت “مريم”:-
-مينفعش أسيبك لوحدك وأنتِ فى الحالة دي.. كمان هتسوقي أزاى وأنتِ بتعيطي خطر.. تعالي نخرج بعربيتي ونروح مكان ما تحبي
صعدت الأثنتين إلى سيارة “مريم” الصفراء من ماركة المرسيدس وصعد “حسام” فى مقعد السائق لينطلق بهما، تحدثت “مريم” بهدوء قائلة:-
-ممكن تهدئي يا جميلة.. محدش هيقدر يغصبك على حاجة والجواز مش بالعافية
تمتمت “جميلة” ببكاء والخوف تملك منها من عائلتها قائلة:-
-لا بالعافية! ما دام ماما قررت دا ولو جمال قرر أنه يوافقها يبقى أنا أتجوزت خلاص
هزت “مريم” رأسها بلا ثم قالت:-
-مستحيل ولو مشكلتك فى جمال سيبي عليه وأنا ما دام موجودة مستحيل أخليه يوافق على دا
نظرت “جميلة” لها بحزن شديد وجهشت فى البكاء أكثر، نظر “حسام” فى المرآة عليها بعد أن أستمع إلى حديثهما كاملًا والآن بكاؤها، كان يعلم أن الزواج والعريس الذي تحدثت عنه كان لها وليس لصديقة لها فقالت “جميلة” بضيق:-
-ماما كل اللى فارق معها سني لكن حلمي وشغلي كل دا ميفرقش معاها، أنا مُدركة أن مفيش حد هيتقبل سفري الكثير وغيابي برا البيت لا بيت أيه أنا بغيب برا البلد بأيام، وقتها هيكون الخير بين أنى أطلق أو أنى أتنازل عن شغلي اللى مقدرش أعيش من غيره
أخذت “مريم” يدها فى راحتي يديها وربتت عليها بلطف ثم رسمت بسمة مُشرقة تحمل طاقة إيجابية وتفائل على وجهها وقالت بخفة ولطف:-
-ومين قال أن كل الرجالة تكره نجاح الست اللى معهم، هى أختلف عقول وأنتِ لازم تختاري العقل الصح والراجل الصح مجرد أختيار صح مش أكتر، لكن أنك تمنعي القرار وأن أى راجل يدخل حياتك من غير ما تجربي أو حتي تقبلي تقعدي معاه تشوفي عقله دا الغلط بعينه
أومأت “جميلة” إليها بصمت شديد، أوقف “حسام” السيارة أمام أحد صالونات التجميل للسيدات ودلفت كلاهما معًا، جلست “مريم” أمام أحدهما ونظرت لصورتها المُنعكسة فى المرآة مُطولًا لتقول بعد تفكير طويل وصمت فى حيرة من هذا القرار:-
-قصيه
أنتفضت “جميلة” من مقعدها المجاور لها وحدقت بها بصدمة ألجمتها ثم قالت بذهول مُصدومة من قرار هذه المرأة:-
-مريم!! أنتِ هتقصي شعرك
أومأت “مريم” إليها بنعم فلم تستوعب “جميلة” قرار هذه المرأة خصيصًا الطول الذي تطلبه من مُصففة الشعر وقالت:-
-بس أنتِ بتحبيه..
قاطعتها “مريم” بحزن شديد يخيم على قلبها من زوجها العنيد قائلة:-
-من حزني وغلي.. الفضل يرجع لأخوكي..
________________________
“سجـــــن طـــــــــرة”
جلس “مختار” فى الساحة وحده غاضبًا من “جمال” الذي جلبوها إلى هنا وبالنهاية أنتصر عليه مرة أخري فجاء إليه العسكري وقال:-
-قوم عندك زيارة
ذهب معه إلى غرفة المأمور ودُهش عندما رأي “سارة” أمامه تجلس فى أنتظاره وقد جاءت لزيارته، ترتدي بنطلون أزرق فضفاض ومفتوح من الجانبين بدءًا من الركبة وبالأعلي ترتدي قميص أبيض نسائي بأكمام وشعرها الأسود الزيتوني الذي غيرت لونه يليق مع العدسات اللاصقة التى ترتديها باللون الأخضر فقال بهدوء:-
-أنتِ
غادر المأمور المكتب لكي يترك لهما مساحة للحديث، جلس على المقعد المقابل لها وحدق فى وجهها العابس رغم بسمتها الساخرة كأنها سعيدة بوجوده هنا فسأل بهدوء:-
-شكلك مبسوطة، وفرحانة كمان أنى هنا
وضعت قدم على أخري بغرور ثم قالت:-
-أكيد مش أنا اللى جبتك هنا..
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته، قال بنبرة صاطمة مُتلعثم ولا يستوعب ما قالته:-
-أنتِ!!
أومأت إليه بنعم بسخرية ثم قالت:-
-أمال كنت فاكر مين؟ جمال!! مش قولتلك ربنا يكفيك شر كيد العوالم وبالذات لو كانت رقاصة
قالتها وهى تهز كتفها إليه، سألها بصدمة تحتله:-
-ليه؟ وعملتيها أزاى؟
تبسمت إليه بهدوء ثم قالت بمكر:-
-هقولك،أنا أصلًا جاية عشان أقولك … فاكر زمان لما خونتني مع ليلي مرات أخوك، قولتلك بلاش أنا أنت مش قد كيد الرقاصات وأنا مش مُدرسة دا أنا رقاصة يا حياتي ومسمعتش مني وكملت فى خيانتي وعملت عبيطة لكن أنتِ لا مسكتش كملت ودوست عليا عشان خاطر طفاستك ونجاستك اللى خلتك تخون اخوك مع مراته.. يا ريتك أستكفيت بالخيانة.. أنا عمري ما نسيت أنك السبب ولا أنك سلمتني تسليم أهالي ليها..
أقتربت برأسها نحوه أكثر وقد ظهرت فى عينيها نظرة شر وغضب بداخلها لا يحتمل ونار الأنتقام كانت تحرق قلبها وعقلها فقالت مُتابعة:-
-عمري ما نسيت لحظة أنى أتحرمت من أنى أكون أم تاني بسببك أنت وهى.. عمرى ما نسيت أبنى اللى قتلوه فى بطني يومها..
أقترب منها بغضب سافر لا يُصدق هذا الحديث وما زال لا يستوعب شيء مما يحدث فقال بضيق:-
-وأنتِ اللى زيك تكون أم ليه؟
صرخت به بأنفعال شديد قائلة:-
-مالكش دعوة أكون ام يكش أخلفهم وأبيع أعضائهم أنا حرة لكن متغدرش بيا.. يومها حلفت أنك لازم تدفع الثمن أنت وهى لكن جمال كان أسرع منى وأكتشف خيانتكم وبعدها المحروسة اختفت..ورجعت ليا زى الكلب وللأمانة أنا فضلت معاك عشان أنتقم منك بس وأخد كل فلوسك لأنها الحاجة الوحيدة اللى هتوجع واد زبالة زيك لحد ما جيت لي تقولي أنك أتجوزت مريم وقبلت عادي لأني بطلت أحبك ومبقاش ليك عندى غير الكره وبس لكن ما لاقيت أنك ممكن تديها الفلوس مكنش عندي حاجة غير أني أكرهك فيها وأخليك تشك فيها وفعلت نجحت فى دا
أتسعت عيني “مختار” على مصراعيها بسبب هذا الحديث والصدمة لا تعطي لعقله لحظة يستوعب بها الأمر فقال بصدمة ألجمته:-
-يعنى مريم مخانتنيش
قهقهت “سارة” ضاحكة من كلمته وعادت بظهرها للخلف بهدوء:-
-هههه هى مريم دى تعرف تخون… دى عيلة هبلة وكانت زى العجينة اللينة فى أيدي أقول يمين يبقي يمين، أقول شمال يبقي شمال… أقولك على الكبيرة أنا اللى خليت حمزة يقتلك ودفعت له ما الفلوس كنت خدتها بالوصية لكن الحظ طلع فى صفك يا مختار وأهو لسه عايش، بس بصراحة حلو عشان كان بفضل غباء نفذت كل كلمة قولتلك عليها عشان كرهك لأخوك وحلمك أنك تقضي عليه خلاكي تنفذ زى العبيط لكن فى الحقيقة أنا كنت عارفة أن ليلى عايشة لكن زى الميتة، عايشة مسجونة بأمر جمال والخوف منه كان مسيطر عليها فمكنش عندي حل غير انك تبلغ عنه بتهمة قتل ليلي لأن الحل الوحيد عشان يطلع هو أنه يجيب ليلى من السجن اللى هو مخبيها فيه والحمد لله أهو رجعت وأخيرًا هحقق حلمي
فتح فمه بصدمة أكبر من خبر ظهور “ليلي” ليقف من مكانه ويمسكها من ملابسها بانفعال وقال:-
-أياك تلمسي شعرة منها، ليلي لو جرالها حاجة هقتلك وميغركش أنى هنا مش هقدر أعملها
قهقهت ضاحكة وهى تبعد يديه الأثنين عنها بقوة وقالت بتحدٍ:-
-هههههه بجد، هتعمل أيه؟ أو تقدر تعمل أيه؟ ليلي أنا بيني وبينها تار ولازم أخده لتكون فاكر أنى صبرت معاك السنين دى كلها عشان سواد عيونك، أنا اللى خلاني معاك هو أنى عارفة أنك بتحبها وكل النزوات والخمر اللى شربتها كانت بس عشان تنساها، أنا فضلت معاك عشان كان ممكن يكون فى أحتمال أنك تكون عارف طريقها، كل مرة كنت بتنام معايا وأنت سكران كنت بتناديني بأسمها وبشوف وشها فيا، حبتها حتى وأنت عارف أنها مرات أخوك شوفت نجاستك وصلتلك لفين؟
صرخ بها بأنفعال شديد من أتهامه بالخيانة وقال:-
-محصلش، أنا حبتها من قبل ما تعرف جمال، ليلي ملكي من قبل ما جمال يشوفها، وهى كمان حبتني لكن أبوها هو اللى فرض عليها تتجوز جمال رجل الأعمال الناجح اللى عنده طموح عشان بس مصلحة شركته والصفقات اللى بينهم وأجبرها تتجوز جمال، ليلي بتاعتي من قبل ما تكون مراته هو اللى سرقها مني عشان كدة كأن لازم أنتقم منه وأكرهه
قهقهت ضاحكة بسخريةوترمقه بعينيها من الرأس لأخمص القدم بأشمئزاز ثم قال:-
-فبدل ما تتجوزها عرفي حتى أو تهرب منها قررت تسرقها وهى مرات أخوك، أستغلت أنها هتعيش معاك فى القصر بصفة أنها مرات جمال وقربت منها وكلمتوا قصة الحب الرهيب بينكم… بتفتكر دا مبرر!!
تأفف بضيق شديد من حديثها ثم قال بتهديد واضح:-
-مالكيش دعوة، أياك يا سارة تقربي منها
ضحكت “سارة” بخبث ثم جذبته من لياقة ملابسه إليها وهمست فى أذنه بتهديد ونبرة مُخيفة:-
-أنا هقتلك يا مختار
أبتعدت عنه لتحدق فى عينيه وهزت رأسها بنعم من الأعلي للأسفل وقالت بمكر وغل شيطاني:-
-اه هقتلك قبل ما قتلها هقتلك وأنا جيت وحكيتلك كل دا عشان مش هيطلع عليك صبح ولا هتشوف شمس بكرة… وأديك شوفت كيد الرقاصات باقي حبيبة القلب..
غادرت “سارة” من المكتب وهو يصرخ خلفها قائلًا:-
-هقتلك يا سارة … هقتلك…
تبسمت بينما تسير فى الردهة وتسمع صراخه من الداخل والأنتصار والقوة يحتلاها بعد أن حققت مرادها فى خطتها وظهرت “ليلي” من مخبأها وهى أنتظرت سنوات وليالي طويلة حتى عثرت عليها كى تحقق أنتقامها…
_________________________
“قصــــــر جمــــــــال المصــــــري”
عاد “جمال” من العمل فى نهاية اليوم، ترجل من سيارته بضيق ويتحدث فى الهاتف:-
-كان لازم تتصلي بأمي يعنى يا سلمي
تحدثت “سلمي” بهدوء وهى تقف فى المطار قبل أن تستقل الطائرة فى رحلة عمل:-
-صدقني مكنتش أعرف أن ممكن أسبب مشكلة، أنا فكرت الموضوع عادي
أومأ إليها بنعم بعد أن دلف من القصر وقال:-
-ماشي حصل خير لكن أجلي موضوع الميعاد دا، أنا محتاج أتكلم مع جميلة فى الأول قبل ما تأخدي ميعاد معاه
وافقته الرأي ثم أغلق الاتصال وصعد للأعلي، رأى “نانسي” تغادر غرفته بصينية الطعام فقال:-
-أيه دا
أجابته بضيق ونبرة خافتة ووجهها عابس:-
-مريم.. قصدك مدام مريم مأكلتش من الصبح وأنا غلبت معاه
أخذه منها الصينية وجعلها تغادر، دلف للغرفة ووضعها على الطاولة أمام الأريكة وأتجه إلى باب غرفة النوم وطرق عليه بهدوء:-
-ممكن أدخل
-لا
قالتها بحدة فقال بهدوء:-
-عايز هدوم عشان أغير ولا أدخل غصب!!
تنحنحت بهدوء وأرتباك فهو إذا أراد سيفعل بالقوة لكنه أحترم رغبتها فى البقاء بعيدة لذا وافقت على طلبه وقالت:-
-أتفضل
فتح الباب ودلف للغرفة ليراها تقف قرب الشرفة وترتدي روب من الحرير طويل باللون الزيتى الغامق بأكمام وتعطيه ظهرها، تأفف بضيق مما ألت الأمور إليه بينهما أصبح يتسأذن قبل أن يقترب من مكان هى فيه ولا تجلس معه على سفرة واحدة ولا تحدثه نهائيًا، دلف للمرحاض وأخذ حمام بارد وأرتدت روب الأستحمام الطويل وخرج فنظر إلى الفراش ولم يجد ملابس له، مُنذ أن تزوجها وهى تختار ملابسه حتى ملابس النوم تختارها وكلما دلف للأستحمام يخرج ويجدها تضع له الملابس على الفراش، كانت تعتني بأدق تفاصيله لكن الآن قد هجرته كليًا رغم بقائهما فى غرفة واحدة لكنه يشعر بأنها سافرت بعيدًا عنه وتركته وحيدًا يفتقد كثيرًا إلى تفاصيلها وأهتمامها به وحديثهما حتى البسيط، دلف إلى غرفة الملابس وأرتدي بنطلون وردي اللون وتي شيرت أبيض ثم خرج ليراها تقف قرب الفراش مُنحني تضع الكوب على الكمودينو ليرى شعرها المسدول أمامها على الجانبين وقد قصته كليًا تقريبًا أصبح يصل لأكتافها أو بعدهما بخمس سنتيمرات تقريبًا بعد أن كان يصل لنهاية ظهرها، أتسعت عينيه على مصراعيها وقال:-
-قصتيه!!
رفعت نظرها إليه ورأت الحزن فى عينيه كأنه حزينًا على شعرها أكثر منها كانت جميلة بها وفاتنة لتقول:-
-أنا حرة فى شعري
تمتم بحزن شديد من كلماتها ولا يُصدق أن غضبها أخذها لفعل هذا هاتفًا:-
-أنتِ عارفة أنا بحب شعرك الطويل قد أيه؟ حتى لو متخانقين دا مش معنى أنى بطلت أحبك ولا أنك خرجتي من حياتي
-حب من غير ثقة أنا فى غني عنه
قالتها بحزن شديد رغم نبرتها الصارمة وصعدت للفراش فقال بضيق:-
-والله، يعنى أستغنيتي عني خلاص بطلتي تحبنى ومبقاش فارق لك بحب أيه وبكره أيه؟ مبقتيش عايزني
صمتت ولم تجيب عليه فدلف مرة أخرى للمرحاض وعاد بعد قليلًا لتُصدم عندما رأته بلا لحية وقد حلقها كاملًا ولم يترك شعرة واحدة فدمعت عينيها حزنًا من تصرفه ولم تتفوه بكلمة واحدة ليقول بهدوء وعناد:-
-أنا كمان حر فى ذقني
ولج إلى غرفة الملابس وسقطت دمعتها لتمسحها سريعًا قبل أن يخرج، خرج إليها وألقي عبلة مربعة سوداء على الفراش بضيق وقال:-
-أنا كنت جايبلك دى عشان أرضاكي وأحكيلك كل اللى عايزة تعرفيه لأن مش هين عليا زعلك ولا فراقك، مش قادرة على بُعدك وواحشني ويعز علي هجرك لكن مبقاش فارق ما دام أستغنتي عني يا مريم هانم
غادر من الغرفة حزينًا بل غاضبًا منها، فتحت العلبة ووجدت بها حلق أذن من الألماس جميلًا ومعه ورقة مطوية، فتحتها بعيني باكية وقرأت ما كتب بها:-
-يعز على هجرك وقلبي وجعنى لبُعدك، كفاية هجر يا حبيبة قلبي والله قلبي مُشتاق لكِ
دمعت عينيها بحزن شديد وجلست كثيرًا تفكر فى فعلتها لتجفف دموعها وخرجت خلفه، رأته جالسًا على الأريكة يدخن السجائر، لم يفعل ذلم ويتجه للتدخين فى القصر ألا عندما يغضب منها كأنه ينفث غضبه بالتدخين عوضًا عن يؤذيها هذا الغضب..
أقتربت لكي تجلس جواره وتحمل الورقة فى يده ثم قالت:-
-أنا مش عايزة ألماظ ولا هدايا، أنت عارف كويس أنا عايزة أيه؟ عايزة ثقتك وحُبك
أطفي سيجارته بجدية صارمة ثم قال بخفوت:-
-أنا مبحبكيش مش كدة؟!
نظرت إليه لتدمع عيونها بهدوء ورفعت يدها تلمس وجنتيه بعد أن نزع عنهما لحيته وأصبحوا ناعمتين كراحة يدها، أدار رأسه لها كى تتقابل عيونهما ليرى دموعها ولم يتحمل رؤية شعرها وما فعلته به ليقول:-
-بالله عليكي أزاى عملتي كدة؟
لمس خصلات شعرها بلطف مع حديثه ثم قالت:-
-موجوعة، الست لما بتتوجع بتقص شعرها كحالة نفسية، أنتِ أكتر واحد عارف أن بحب شعري وطوله قد أيه
-أنتِ بترتي طب كنتِ قصي نصه مش ثلاثة أرباعه
قالها بضيق شديد ثم تابع بهدوء:-
-ومبتأكليش ليه؟ بتربيني يا مريم، بتأذي نفسك عشان أيه؟ عشان توجعني طب مفكرتيش فى اللى بطنك، الناس كلها بتقول بلاش الزعل فى الحمل وأنه بيتنقل للطفل لكن أنتِ ما شاء الله عليكي أنت اللى مختار الزعل
-عشان مبتثقش فيا
قالتها بضيق بعد أن أنزلت يدها عن وجنتيه فتحدث بغضب سافر قائلًا:-
-هو يا أما تتدخلي فى شغلى يا أما أبقي مبثقش فيكي؟ قولتلك أنا عايز من ليلي شغل وبعدها مستحيل تشوفيها ولو صدفت، أنتِ يا مريم اللى المرفوض تقثي فيا وتثقي فى حبي ليكي وأنى مستحيل أعاوز من ليلي حاجة تانية وأنتِ أكتر واحدة عارفة اللى عملته فيا وحتى لو مخانتنيش كفاية تكوني واثقة أنى بحبك ومستحيل أشوف ست غيرك
تأففت بضيق من حديثه ووقفت من مكانها مُنفعلة من قسوته وغضبه الذي يطلقه بها، قالت بغضب:-
-والله قبلت الترابيزة عليا وطلعت أنا اللى مبثقش فيكي، برافو عليك طلعت شاطر فى قلب الترابيزة وأقولك على حاجة أنا مش عايزةأعرف حاجة ولا عايزة أتكلم معاك ومالكش دعوة بحملى ولا زعلي
دلفت للغرفة غاضبة منه وأغلقت الباب بضيق شديد فتنهد بأختناق سافر ثم قال:-
-وبعدين معاكي يا مريم…
___________________________
أوشك “مختار” على فقد عقلها من القلق وكلما مر أحد من جواره أرتعب خوفًا من أن يكون قادم لقتله كما أخبرته “سارة”، أشرقت الشمس صباحًا وذهب مع السجناء ليهدأ من روعته بعد شروق الشمس وأعتقد أن “سارة” كانت تهدده فقط، دخل للمرحاض وأنحنى لكي يغسل وجهه بالماء ليُصدم بألم شديد عندما غرس فى خصره جزءًا من زجاج المرآة ، فتح عينيه وكان الفاعل قد هرب وسقط “مختار” أرضًا غارقًا فى بركة الدماء التى تسيل من خصره….
___________________________
“قصــــــر جمــال المصـــــري”
نزلت “مريم” صباحًا من الأعلي لتتوقف محلها بمنتصف الدرج عندما رأت “جمال” يجلس على السفرة يتناول فطاره قبل الذهاب إلى الشركة و”ليلي” تجلس معه هادئة علي بُعد شديد منه وبجواره تجلس “ولاء”، تأففت “مريم” بغيرة تأكل قلبها وهى هنا تهجر زوجها وهناك الأخري طليقته تحاول التودد إليه أكثر كأنه الآن أصبح فارس أحلامها بعد أن خانته سابقًا
reaction:

تعليقات