رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة كوكب الروايات
رواية جعفر البلطجي الفصل الخامس و العشرون 25
في الأعلى
كانت جميلة تجلس ويبدوا بأنها تقوم بتحضير الجان، عده طرقات على الباب أخرجتها من ما تفعله فتحت عينيها ونظرت للباب نظره غير عادية، فتحت جميلة الباب وجحظت عيناها بشده وهي ترى جعفر أمامها ينظر لها بأبتسامه جانبيه ونظره خبيثه تحمل الكثير والكثير، تحدث جعفر وهو ينظر لها قائلًا:ايه .. مكنتيش عامله حسابك إنك هتشوفيني تاني ولا ايه
عادت للخلف وكادت أن تُغلق الباب بوجهه ولكنه منعها وهو ينظر لها بغضب وقال بنبرة حاده:مش المره دي يا جميلة
دفعها جعفر وفتح الباب ودلف تحت نظراتها، نظر للمنزل بأكمله ثم لما تفعله وأبتسم بسخريه وقال:القعيدة طلعت بتاعت دجل وشعوذة وسحر … دا انتِ عامله حفلة شياطين وجن في شقتي
شهقت جميلة وهي تُلوح بيدها في الهواء وقالت بأسلوب سوقي:شقة مين يا عنيا دي شقتي يا روح أمك
ضرب على باب المنزل عدة مرات وهو يقول بصوتٍ عالِ وبأسلوب سوقي لا يليق إلا بجعفر البلطجي:لا يا روح أمك سيرة أمي متجيش على لسانك عشان مقطعهوش وتبقي حُرمة من غير لسان الشقة دي شقتي وعقدها بأسمي يعني شنطة هدومك وبرا
ضحكت جميلة ووضعت يديها على خصرها وقالت:لا يا بلطجي لو في حد هيطلع برا فهو انتَ ايه هتيجي تعمل عليا انا دكر
جعفر بغضب:انا أعمل دكر عليكي انتِ واللي يتشددلي يا بتاعت الأعمال والشعوذة .. بقولك ايه يا ولية انتِ من غير كلام كتير
روحي للي مشغلاكي يا روح أمك وقوليلها جعفر بيقولك أمك في العِش ولا طارت
ظهر القلق جليًا على معالم وجهها ولكنها أنقذت نفسها سريعًا وهي تقول بوقاحة:انا مبشتغلش عند حد هما اللي يشتغلوا عندي
أبتسم بتهكم وقال:ليه شغالين مع السفيرة دا انتِ سحارة متعمليش نفسك الشيخه عشان الحارة كلها هتعرف قذرتك وأبقي قابليني لو خرجتي من هنا سليمة قسمًا بالله لاخلي حريم الحارة تزفك وانتِ عارفه مبيتأخروش على البلطجي في حاجه
رفعت حاجبها الأيسر وقالت بحده:وريني الجاهل هيعمل ايه .. اه انا آسفه نسيت إنك بتضايق من كلمة جاهل تمشي معاك أُمي
تحدثت جنة من خلفه وهي تنظر لها بعينيها الحمراء وقالت:لا يا روح أمك ميمشيش بس يمشي معاكي انتِ لقب المرحومة مقدمًا
أقتربت منها ووقفت بجانب جعفر وقالت:أزيك يا جميلة وحشتني يا بنت الجزمة
نظرت لها جميلة وقالت بصدمه:جنة
جنة بأبتسامه:أيوه … جنة اللي لا هتطوليها دُنيا ولا أخرى
مدّت جنة يدها اليُمنى تجاه جميلة التي نظرت لها وقالت بقلق:هتعملي ايه
أبتسمت جنة بجانبيه وقالت:هوري جعفر حقيقتك يا سحارة
عادت جميلة للخلف وهي تقول برُعب:لا
أبتسمت جنة وقالت:مستعدة
جميلة برُعب:لا
لم تستمع إليها جنة وحولتها في لمح البصر ليظهر وجهها الحقيقي لجعفر الذي صُدم، أبتسمت جنة بجانبيه وقالت:مصغره نفسها بالسحر وهي واحده كركوبه
نظرت جميلة لنفسها بصدمه ثم نظرت لجنة بحقد وقالت:بكرهكوا
جنة بأبتسامه:ومصا.صين الد.ماء مبيكرهوش حاجه قد السحرة … حاجتك وبرا … عشان هنستلمك بعد ما جعفر يشوف شُغله معاكي
نظرت جنة لجعفر وقالت:مستنياك تحت
أوقفها جعفر وهو يقول:أستني
توقفت جنة وألتفتت برأسها تنظر إليه بينما تحدث هو وهو ينظر لجميلة قائلًا:خُديها معاكي على تحت
نظرت لجميلة بأبتسامه بعدما علمت ما سيفعله جعفر بها، في الأسفل خرجت جنة وهي تُمسك بجميلة إلى الشارع وألقتها على الأرض أمام الجميع وهي تنظر لها بقرف بينما خرج جعفر خلفها وهو ينظر لها بحقد وتوعد
تحدثت سيدة كبيرة وهي تنظر لجعفر وتقول:ليه كدا بس يا ابني تعمل في أمك كدا دي ست كبيرة
جعفر:مش أمّي … دي مستحيل تكون أمّ … دي قا.تله
صُدم الجميع بينما أكمل جعفر بصراخ وهو يقول بغضب:دي تقـ.ـتل القتـ.ـيل وتمشي في جنازته … الست دي كانت شريكة في قتـ.ـل أمي وأبويا في يوم واحد … اللي بتدعيّ المسكنة دي قا.تلة … خطفتني انا واختي وفرقت بين أربع أخوات .. اللي
قدامكوا دي قا.تلة وسحارة .. بتاعت أعما.ل وتحضير جا.ن … الشقه فوق أهي اللي جواها يثبتلكوا وقال ايه جايه بكل بجاحه تقولي الشقه شقتي … الست دي هي السبب الرئيسي في اللي انا فيه دلوقتي … حرمتني من التعليم ومن كل حاجه من أبسط حقوقي كإنسان … وبدل ما تطلع واحد محترم على الأقل طلعت بني آدم انا مش عايزُه … خلتني واحد غير اللي انا كنت عايزُه وكل اللي انا واخواتي فيه هي السبب الرئيسي فيه
حركت رأسها برفق وهي تقول نافية ما قاله:محصلش
صرخ بها جعفر وقال:كدابة … حصل والناس كلها شاهدة على كدا وأعترفوا عليكي … تعرفي الحاجه الصح اللي علمتيهاني ايه هي
أقترب منها قليلًا وقال:إني ممدش أيدي على حُرمة
تحدثت السيدة بعتاب وهي تقول:إخس عليكي صدمتينا فيكي
مسح جعفر على وجهه وبدء الجميع يتهمها وأصبح الجميع ضدها في أقل من دقيقة، تحدثت مها وهي تقترب وتقف بجانب جعفر قائلة:انا عايزه الحريم اللي واقفه دي كُلها تشوف شُغلها … عيزاكوا تزفوها … عشان الحكومة زمانها في الطريق دلوقتي
أقتربت النساء منها وهن يقومن بثني أكمام جلبابهن ومن ثم هجمن عليها تحت أعينهم، نظر جعفر حوله وللأعلى وهو يرى سعادة أهل حارته بهِ ونظرات الرضا النابعة من أعينهم لهُ
العاشرة مساءًا
عدة طرقات على باب المنزل، لحظات واقترب جعفر وفتح الباب وكان الطارق صلاح، تحدث صلاح بعدما جلس معه وقال:خير يا جعفر طلبت تشوفني ليه
نظر لهُ جعفر وقال:تشرب ايه الأول
صلاح:لا مش عاوز
جعفر:وانتَ ضيف في بيتي يا صلاح
زفر صلاح وقال:قهوة
نهض جعفر وقال:دقيقه وراجعلك
تركه جعفر ودلف للداخل وظل صلاح جالسًا ينتظره، دلف جعفر للمطبخ وقال:أعملي قهوة لصلاح
نظرت لهُ بيلا وقالت بعدما أستدارت بكامل جسدها إليه:مالك يا جعفر … متغير من ساعة ما جينا في ايه
جعفر بهدوء:مفيش حاجه
بيلا:لا فيه … مخبي عليا ليه طيب
نظر لها جعفر وقال بهدوء:حليم
تبدلت معالم وجهها في لمح البصر وصمتت بينما كان هو ينظر لها بهدوء دون أن يتحدث، تحدثت بيلا بترقب وقالت:عمل حاجه مش كدا
حرك جعفر رأسه برفق ولم يتحدث ولكن تركها وخرج إلى صلاح تحت هدوء بيلا وصدمتها وخوفها مما هو قادم، بينما خرج جعفر لصلاح وجلس مره أخرى وقال:منور يا صلاح
نظر لهُ صالح وقال:خير يا جعفر صوتك مش مريحني
أمسك جعفر هاتفه ونظر بهِ قليلًا قبل أن يُعطيه لصلاح الذي أخذه منه وقرأ الرسائل بذهول وصدمه تحت نظرات جعفر الهادئة، نظر لهُ صلاح بعد لحظات وقال بهدوء وصدمه:دا حليم … يعني اللي كنت خايف منه حصل
جعفر:انتَ عارف طبعًا ايه اللي ورا هدوءي دا
صلاح:حقك … مفيش واحد هيقبل الكلام دا لا على نفسه ولا على مراته
نظر جعفر أمامه بحده وغضب بينما وضع صلاح الهاتف على الطاولة أمامه ونظر لجعفر وقال:دا بس اللي بعتُه ولا بعت صور
جعفر:دا بس اللي بعتُه … وانتَ عارف كويس أوي إن مهما حصل مينفعش أقول لبيلا الكلام دا
صلاح بهدوء:دا أكيد طبعًا … انا اخويا غلطان وغلطُه كبير وانتَ من حقك تعمل اللي انتَ عاوزُه
نظر لهُ جعفر وقال:حلو أوي الكلام دا … يبقى محدش يزعل من اللي هيحصل
صلاح:وانا مش هزعل … انا شخصيًا لو مكانك مش هسكوت مهما حصل
زفر جعفر دخان سيجارته وقال:حلو … هتيجي معايا الصعيد بكرا
صلاح بصدمه:بكرا
حرك جعفر رأسه برفق ونظر لهُ وقال:على الفجر تكون جاهز … عشان انا مش هحل الموضوع دا من هنا … انا هعمل بالأصول واروح لكبيرُه … ولو الكبير معملش حاجه أعمل انا
صمت صلاح قليلًا ثم قال:ماشي … ولو أبويا معملش حاجه انا هوديك للكبير التاني دا بقى أشد من أبويا وحقاني جدًا ولو ليك حق هيجبهولك من عين التخين
حرك جعفر رأسه برفق وقال:حلو أوي … معادنا الفجر
حرك صلاح رأسه برفق وخرجت بيلا في هذه اللحظة وهي تحمل صينيه متوسطه الحجم ووضعتها على الطاولة ونظرت لصلاح وقالت:أزيك يا صلاح
جلست بجانب جعفر ونظر لها صلاح وقال:الحمد لله طمنيني عليكي
حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه خفيفه:كويسه الحمد لله أزهار أخبارها ايه معرفش عنها حاجه بقالي فترة
صلاح:كويسه الحمد لله
بيلا بأبتسامه:إوعى تكون لسه بتضايقها
أبتسم صلاح وقال:لا خلاص بقى اللي فات مات
بيلا بأبتسامه:ربنا يهدي سركوا
أبتسم صلاح ونظر لجعفر ثم لها وقال:سيبك من كلام الناس يا بيلا وخليكي مع جوزك … شوفي الشويه اللي قعدتهم معاه دول بينولي إنه راجل بجد وجدع ويسلك في أي حاجه متديش راسك للناس طالما انتِ مرتاحه معاه ومبسوطه خلاص … وبعدين ما المكان حلو أهو والشقة ما شاء الله حلوه
بيلا:زي ما في ناس هنا كويسين يا صلاح في ناس وحشين وخرابين بيوت
صلاح:أديكي قولتيها … وبعدين طول ما أنتوا مش مدينهم وش هما هيتضايقوا أكتر ويسكتوا
جعفر:اللي هنا يا صاحبي مبيجوش غير بالعين الحمراء
خرج هاشم وهو يقول:بتناديني يا زوول
تحدث جعفر وهو ينظر أمامه قائلًا:مش انتَ يا ابن الجزمة وادخل جوه
هاشم:ما انتَ ابن جزمة زيي
ألتفت إليه جعفر بحده فدلف هاشم سريعًا وضحك صلاح بخفه ونظر لجعفر الذي اعتدل بجلسته وقال:دا أخوك
حرك جعفر رأسه برفق فخرج هاشم مره أخرى وهو يقول بأبتسامه:أصغر منه بسنة وانتَ مين بقى صاحبه
أغمض جعفر عيناه وهو يصق على أسنانه بينما نظر لهُ صلاح بأبتسامه وقال:لا انا إبن عم بيلا
هاشم بأبتسامه:بجد … شبه بعض تعرف لو كنتوا أتجوزتوا كنتوا هتبقوا كابل هايل
نهض جعفر وهو يُطفئ سيجارته واقترب من هاشم الذي دلف سريعًا وقبل أن يُغلق الباب منعه جعفر وابتعد هاشم سريعًا ونظر لهُ جعفر بعدما أقترب منه وتحدث بهدوء ونبرة تحمل الغضب وهو يصق على أسنانه بقوه قائلًا:يمين بالله لو ما أتلميت وقعدت زي الجزمة لوريك سواد
هاشم:طب مش بذمتك لو كانوا أتجوزوا كانوا هيبقوا حلوين
جعفر بحده وغضب:هاشم … أتلم أحسنلك وحط لسانك جوه بوقك عشان انا مش طايق نفسي
هاشم:ليه بس يا زوول مين زعلك قولي
نظر لهُ جعفر للحظات قبل أن يتركه ويخرج بضيق تحت نظرات هاشم الذي كان مُتعجبًا للغاية
مر الوقت حتى دقت الواحدة بعد منتصف الليل
خرجت مها من غرفتها وذهبت للمطبخ كي تُعد لهم السحور بنفسها، خرج جعفر من غرفته وأغلق الباب خلفه وذهب للمطبخ ورأى مها تُقطع الخضراوات فدلف وهو يقول:هنتسحر من أيدك النهاردة ولا ايه
ألتفتت إليه مها وأبتسمت وعادت تُكمل تقطيع الخضراوات وهي تقول:اه موحشكش أكلي ولا خلاص خدت على أكل بيلا
وقف جعفر بجانبها وارتشف القليل من الماء ووضع الكوب أمامه ونظر لها وقال بأبتسامه:وانا أقدر برضوا … دا انا فرحت
نظرت لهُ بطرف عينها وابتسمت قائلة:مش عاجبني من ساعه ما شوفتك يا جعفر … حساك متغير ومش جعفر اللي انا عرفاه … جعفر اللي كان أول ما يشوفني يضحك على طول … كان كل ما يشوفني يرخم عليا ويضايقني … جعفر كان بيعمل حاجات كتير أوي مش شيفاها دلوقتي … مالك يا جعفر
نظر جعفر للجهة الأخرى ولم يتحدث بينما قالت هي:أول مره أسألك السؤال دا … ايه اللي مزعلك أوي كدا دا انتَ مكنتش كدا جعفر كانت أي حاجه تزعله يضحك وكأن مفيش حاجه … ايه اللي حصلك دلوقتي يا جعفر … ايه اللي مزعلك كدا
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:مفيش حاجه
نظرت لهُ مها وقالت:لا في … في وبتكدب عليا وانا متعودتش عليك وانتَ بتكدب … انا مش غريبه يا جعفر انا أختك يعني مفيهاش حاجه لما تحكيلي اللي مضايقك متخافش .. مش هطلع سرك برا يعني
أردفت بجملتها الأخيرة وهي تنظر لما تفعله وتبتسم بخفه بينما نظر هو لها وقال:مش حكاية كدا انتِ فهمتي غلط … انا اللي مش عارف أحكي يا مها … على قد زعلي على قد ما انا حاسس بالحيرة لأول مره مش عارف أعمل ايه ولا ايه ولا ايه … وحاسس إني مأثر مع بيلا لا بتنزل الجامعة ودي أخر سنة مش عايز أضيعها وكل دا بسبب الزفت الفلوس
مها:حاول تهدى وتفكر واحده واحده وتلاقي حل لكل مشكلة … يعني دور على شُغل مش كل الشُغل بيتطلب شهادة أشتغل أي حاجه يا سيدي الشُغل كتير أوي بس انتَ مدورتش … شوف انتَ شاطر في ايه وأبدأ أشتغل فيه بس تكون فلوسها حلوه عشان تكفي مراتك ومصاريفها ومتشغلش بالك بيا انا واخواتك
نظر لها وقال بعدم رضا:أزاي يعني أنتوا مش أخواتي برضوا
نظرت لهُ مها وقالت:ياض أسمع للآخر وبلاش همجيه .. لو فكرت فيها لا جنة ولا هاشم بيقعدوا هنا كتير وطول الوقت برا زي ما انتَ عارف ومش زينا متنساش حاجه زي دي وانا التدريب اللي بنزله كل أسبوع دا باخد عليه مرتب بسيط يكفيني يعني محلوله بس انتَ اللي مش شايف دا وبعدين انا معتمدة على نفسي متقلقش وحاسه بقيمة الجنية اللي بصرفه … لازم كلنا نشتغل ونتعب ونطور من نفسنا انتَ يا حبيبي بكرا ربنا يرزقك بعيل واتنين هيبقى محتاج مصاريف برضوا ومسير بيلا تشتغل وتساعدك في مصاريف البيت ومتقوليش لا مش هخليها تشتغل
جعفر:لا طبعًا مين قالك كدا … حرام برضوا هي تتعلم طول السنين دي وأهلها يصرفوا عليها عشان أجي انا في الآخر واقولها لا مفيش شغل لا طبعًا … من حقها تشتغل على الأقل شغلانتها مضمونه
مها:بالظبط كدا وأيدك في أيديها تعيشوا عيشه حلوه ومرتاحه وتأمنوا مستقبل طفل قدام … بُص يا جعفر نصيحة من أختك ليك يا حبيبي … اليوم اللي تحمد ربنا عليه وتنساه خالص كأنك متعرفهوش وفكر في بكرا بكرا أهم من النهاردة
زفر جعفر بهدوء واستند بيديه على سطح الرخام وصمت للحظات بينما نظرت لهُ مها بطرف عينها وعلمت بأنه يُفكر في حديثها
في منزل صلاح
كان صلاح يُعد السحور بدلًا من أزهار التي دلفت وهي تقول بصوتٍ ناعس:مصحتنيش ليه يا صلاح عشان أقوم أحضر السحور
نظر لها صلاح وأبتسم قائلًا:مرضتش أصحيكي مخصوص يعني عشان تقومي تحضري السحور قولت بما إن انا صاحي أحضره انا
أبتسمت أزهار ووضعت يدها على بطنها عندما شعرت ببعض الألم بينما لاحظ صلاح وقال:في ايه يا أزهار انتِ كويسه
أزهار بألم:بطني وجعاني من الصبح معرفش في ايه
صلاح:طب مخدتيش مُسكن بعد ما فطرتي ليه
أزهار:مينفعش يا صلاح
نظر لها صلاح وهو يقول:هو ايه اللي مينفعش انتِ عبيطة يا بنتي
تحرك صلاح كي يجلب المُسكن ولكن أوقفته أزهار وهي تقول:ما انا عارفه السبب
وقف صلاح ينظر لها للحظات قبل أن يقول:اه … خلاص فهمت
نظرت لهُ أزهار وقالت:لا طبعًا مش السبب دا
عقد صلاح حاجبيه وقال بعدم فهم:أومال ايه السبب
نظرت لهُ أزهار بعدما أبتسمت ووقفت أمامه وقالت:عايز تعرف
صلاح:أيوه ما انتِ بتقولي مش السبب اللي جه في دماغي أومال ايه بقى
أخرجت الجهاز الصغير من جيبها ورفعته أمام وجهه وهي تقول بأبتسامه:مفاجئه
نظر لهُ صلاح وسمعها تقول بأبتسامه وسعادة:حامل
نظر لها صلاح للحظات وهو لا يستطيع أن يستوعب شئ مما حدث منذ لحظات، تحدث صلاح بذهول وهو يقول:حامل أزاي
نظرت لهُ أزهار وقالت بذهول:يعني ايه حامل أزاي
صلاح:حامل أزاي انا كنت ناوي أخدك ونسافر الصعيد
نظرت لهُ للحظات قبل أن تتلاشى أبتسامتها وقالت:أمتى الكلام دا
صلاح:بعد الفجر
أزهار:متهزرش يا صلاح
صلاح:مبهزرش والله … مسافر الصعيد مع جعفر .. حليم أخويا عملها وجعفر شايط على الآخر وماسك نفسه بالعافية وناوي يقعد يتكلم مع بابا ولو ملقاش منه رّد فعل هوديه للكبير
أزهار بقلق:يا ستار يارب … يارب يعديها على خير
صلاح:ربنا يستر … المهم خلي بالك من نفسك
ثم أبتسم بسعادة وقال:حامل بجد ولا بتضحكي عليا
نظرت لهُ أزهار وقالت:وهو تيست الحمل هيهزر … مكدبش عليك انا لازم أتأكد أكتر بتحليل الدم .. التيست دا مش كفاية
صلاح:طب وبعدين
فكر قليلًا قبل أن يقول:هقولك على حاجه
نظرت لهُ بإهتمام وقال هو:انا ممكن أخلي أخت جعفر تروح معاكي
أزهار برفض:لا يا صلاح مش لازم انا هروح لوحدي
صلاح:لا يا أزهار انا هفضل قلقان عليكي وانتِ لوحدك .. هو أكيد مش هيقول حاجه وهي كويسه جدًا بيلا بتشكر فيها … لازم يا أزهار صدقيني مش هيقولوا حاجه
صمتت أزهار للحظات ثم نظرت لهُ وقالت بهدوء:ماشي
في منزل جعفر
سمع جعفر رنين هاتفه من الخارج أثناء ما كان يُساعد شقيقته بوضع الصحون فذهب للغرفة واقترب من الطاولة ورأى المتصل صلاح فأخذ الهاتف وأجابه وهو يخرج للشرفة قائلًا:أيوه يا صلاح
صلاح:أزيك يا جعفر
جعفر:تمام خير في حاجه ولا ايه
صلاح:انا كنت عايز أطلب منك طلب بس مُحرج
جعفر:ليه يا عم أحنا مش أغراب يعني انتَ في مقام أخويا يعني
صلاح:تسلملي والله … انا كنت عايز بس مها أختك تقعد مع أزهار الكام يوم اللي هكون معاك فيها في الصعيد لأنها حامل والمفروض هتروح الصبح تعمل تحليل دم عشان تتأكد من الحمل ومش عايز أسيبها لوحدها بقلق عليها
جعفر:تمام مفيش مشكلة هقولها واجيبها معايا وانا جايلك
صلاح بأبتسامه وإحراج:انا مش عارف أقولك ايه والله انا مُحرج جدًا
جعفر بأبتسامه:متقولش كدا يا عم وأهو يسلوا بعض كدا كدا مها قاعدة لوحدها
أبتسم صلاح وقال:خلاص طالما كدا يبقى مفيش مشاكل هستناك
جعفر:تمام
أغلق معه صلاح ونظر لأزهار وقال بأبتسامه:مش قولتلك مش هيقول حاجه … هيجيبها وييجي على الفجر عشان نتحرك
حركت رأسها برفق وقالت:طب جهز السحور بقى الوقت بيعدي
نظر لها صلاح وقال بأبتسامه:طيب يا ستي متزوقيش كدا
خرج صلاح ونظرت هي لهُ بأبتسامه وحركت رأسها بقله حيله
الرابعة والنصف فجرًا
تحدث جعفر وهو يُمسك بيد الحقيبة قائلًا:ما يلا يا بيلا انتِ ومها
خرجت مها ويليها بيلا بينما نظر لهما جعفر وقال:طول ما أنتوا الاتنين مع بعض مش هنعمل حاجه
مها:ونعمة الأخوة يا ابن أمي وأبويا
جعفر:يلا بقى بطلي رغي
دفعها برفق فنظرت هي لهُ وقالت:قليل الذوق
نظر لها جعفر بعدما خرجت بيلا وقال بهدوء وهو يصق على أسنانه:لولا الناس نايمة كنت دعكتك دلوقتي
مها:انتَ بوق ياض انتَ
خرج جعفر وأغلق الباب خلفه وهو يقول:صبرني يارب
سارت بيلا بجانب مها وكان جعفر خلفهما وتحدثت بيلا قائلة:أنتوا الاتنين قط وفار
مها بأبتسامه:انا وهو كدا دايمًا لو محدش فينا ضايق التاني يبقى زعلان منه
نظرت لها بيلا وقالت بأبتسامه:بتحبيه أوي كدا
أتسعت أبتسامه مها وألتفتت لجعفر تنظر لهُ والذي كان يسير خلفهما بهدوء وهو ينظر للأرض ثم عادت ونظرت لبيلا وقالت:جعفر مش بس أخويا الكبير يا بيلا … جعفر أب ليا عمل معايا حاجات كتير أوي مقدرش أنساها … طيب أوي والله وحنين فوق ما تتخيلي بس اللي مر بيه مكانش قُليل … والظروف اللي اتحط فيها خلته جعفر تاني خالص .. بيحبك أوي على فكرة عُمره ما حب حد قد ما حبك ومش بقولك كدا عشان انا أخته وهو أخويا وهحليه في عيونك بس انا بقول اللي شوفته منه … كل اللي بيعمله عشانك كفيل يبينلك حُبه ليكي انا عايزه واحد زيه وبس نسخة منه
نظرت بيلا أمامها وقالت:رغم أن كل اللي حواليا بيحاولوا يخلوني اشوفه بصوره تانيه بس بحس أن في حاجه منعاني … يمكن عشان كنت حاطه إني هاخد واحد شبهي ونفس مقامي ودا مش تقليل من جعفر … انا يمكن دلوقتي أكتشفت أن تفكيري كان غلط … جعفر طلع أحسن من مليون راجل وانا فخورة بيه وميهمنيش كلام الناس … أكتشفت أن كلام الناس مؤذي وبيبوظ بيوت كتير أوي وعشان كدا أول خطوة خدتها مسمعش لكلام الناس واللي أسمع منه بس هو جعفر لأن الحقيقة عنده ومش هيقدر يكدب عليا لكن هما يقدروا
نظرت لها بيلا وقالت بأبتسامه:انتِ يا يختك بيه عشان أخوكي … وانا يا بختي بيه عشان جوزي
مها بأبتسامه:طب مبتقوليش الكلام دا قدامه ليه مكسوفه ولا ايه
نظرت لها بيلا وحركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:أكيد لا هو اللي حظه وحش
سمعته وهو يسير بجانبها ويقول:سمعت كل حاجه متقلقيش
نظرت لهُ بيلا ومعها مها التي أبتسمت أكثر وقال جعفر بعدما نظر لهما بأبتسامه:وانا يا بختي بيكوا عشان أنتوا في حياتي
أبتسمت كُلًا منهما وساد الصمت بينهم للحظات قبل أن تقطعه مها قائلة:هما ساكنين بعيد
حركت بيلا رأسها نافية وهي تنظر لها وقالت:لا نص ساعة ونكون عندهم
في إحدى الغابات المليئة بالأشجار
كانت جنة تقف خلف شجرة من الأشجار الضخمة وهاشم على الجهة الأخرى ينظران حولهما بعينان حمراوتان وبشرة شاحبة وأنيا.ب بارزه ينتظران فريستهما، نظر هاشم حوله بهدوء وركض بسرعته الفائقة ووقف بجانب جنة وقال:سامع صوت الفريسة بتقرب
تحدثت جنة وهي تنظر حولها بترقب وهي تقول:بعيدة ولا قريبة
تحدث هاشم وهو يستمع لصوت خطواتها قائلًا بأبتسامه جانبيه خبيثة:بتقرب
نظر هاشم للجهة الأخرى ورأى غزالة صغيرة تسير بهدوء بين الشچيرات فنظر لجنة بسعادة ثم نظرا لها وقال هاشم بهمس وهو ينظر لها:فريستنا وقعت تحت أيدينا خلاص
أشتمت جنة رائحة الد.ماء وأصبحت عيناها أكثر دكونة وقالت بعدما لم تعُد تُسيطر على نفسها:مش قادرة أستنى أكتر من كدا
ما إن أنهت حديثها هجمت عليها بسرعتها الفائقة ويليها هاشم الذي قال:مش هسيبهالك المره دي يا جنة
هجما كلًا منهما على الغزالة التي شعرت بحركة غير عادية ومن ثم ركضت سريعًا هاربه منهما بينما لحقا بها وتحدثت جنة وهي تركض خلفها بسرعتها الفائقة وهي تقول:مش هتفلتي من أيدي المره دي
سبقها هاشم تحت نظراتها وأستطاع أصطياد الغزالة الصغيرة المسكينة ونظر لجنة التي وقفت أمامه وهي تنظر لهُ وقال بأبتسامه بعدما أحكم قبضته على الغزالة:مش هسيبهالك المره دي يا جنة
جنة:دي بتاعتنا
هاشم:بتاعتي انا بس … أحنا متفقناش على أننا هنتقاسمها
أصبحت عيناه أكثر دكونة ومن ثم أبتسم بجانبيه وغرز أنيا.به بها تحت عينان جنة التي حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي ترى الد.ماء تدفق منها وقالت:وانا مش هسيبهالك يا هاشم
هجمت عليه جنة ودفعته بقوة أبعدته عنها وهي تنظر لهُ ومن ثم غرزت أنيا.بها بعنقها وهي ترتشف الد.ماء بشراهه
كان هاشم سيقترب منها ويُبعدها ولكنه توقف فجأه عندما سمع صوت خطوات قريبة منهم وعلم بأنها فريسة جديدة، سار بهدوء وهو يترقب خطواتها بهدوء، بينما أنتهت جنة ونهضت وفمها مُلطخ بالد.ماء نظرت لهاشم الذي كان ينظر بمكان مُعين واقتربت منه وهي تمسح الد.ماء من على فمها وهي تقول:شامه ريحة الفريسه الجديدة
نظر لها هاشم وقال:دي بتاعتي المره دي
نظر للجهة الأخرى مره أخرى وهو يستمع لصوت الخطوات يقترب وقال:فريستين مش فريسه واحده
نظرت لهُ جنة وقالت بسعادة وخبث:كدا أحلوت أوي
نظر لها هاشم وقال:للي يلحق
ركض بسرعته الفائقه بينما نظرت هي لهُ ومن ثم ركضت خلفه سريعًا وهي تقول:مش هسيبهوملك يا هاشم بتحلم
في منزل صلاح
دق الباب وذهب صلاح وفتحه وقال:تعالوا
دلف جعفر وخلفه بيلا ومها وهو يقول:جاهز ولا لسه
صلاح:جاهز وقاعد مستنيك
خرجت أزهار من الغرفة واقتربت منهم وهي تقول بأبتسامه:أهلًا وسهلًا نورتوا
اقتربت من بيلا وعانقتها وهي تقول بسعادة:وحشتيني أوي يا بيلا
عانقتها بيلا أيضًا وقالت بأبتسامه:وانتِ أكتر يا حبيبتي والله مشوفتكيش بقالي كتير
أبتعدت أزهار وهي تنظر لها بأبتسامه وقالت:نعمل ايه بقى البركة في صلاح حابسني طول اليوم ومانعني أنزل
نظر لها صلاح بذهول وأشار على نفسه وهو يقول:انا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ وقالت:أكدب قدامهم بقى بُصي يا بيلا الكدب باين في عنيه أزاي
نظر صلاح لجعفر وهو مازال مصدومًا وقال:يا نهار اسود على كدب الستات ولؤمُهم قسمًا بالله كدابة
أزهار:لا هي هتصدقني عشان عارفه
صلاح:عارفه ايه يا ولية يا سوسه انتِ عايزه تلبسيني مصيبة وخلاص
أزهار:اه هو انا كيفي كدا يا صلاح
بيلا:خلاص أهدوا وصلوا على النبي انتَ كداب يا صلاح
نظرت لهُ أزهار بأبتسامه نصر بينما نظر صلاح لبيلا التي غمزت لهُ وقالت:أي خدمة يا ستي أديني واقفه في صفك أهو
ضمتها أزهار وهي تقول بأبتسامه:حبيبتي تسلميلي
أبتعدت أزهار مره أخرى وقالت بيلا وهي تنظر لها:دي بقى مها أخت جعفر
مدّت يدها لها وهي تنظر لها وقالت بأبتسامه:عامله ايه
مدّت مها يدها وهي تُصافحها قائلة بأبتسامه:تمام الحمد لله
صلاح:مها هتفضل معاكي لحد ما نرجع يعني نكون عاقلين ومنتعبش الناس معانا ها
أردف بكلماته الأخيرة بتحذير وهو ينظر لها بينما تلاشت أبتسامتها وألتفتت إليه ونظرت لهُ قائلة:قصدك ايه يا صلاح
أبتسمت مها وهي تنظر لهما بينما قال صلاح وهو يأخذ حقيبته وينظر لها:مقصديش حاجه … يلا يا جعفر عشان نمشي
اقترب جعفر من مها وقال:تعالي عايزك
أخذها جعفر وخرج للشُرفة برفقتها ووقف أمامها ونظر لها قائلًا:انا مش محتاج أوصيكي طبعًا
نظرت مها للجهة الآخرى وهي تقول بحزن:بس بجد عشان انا مضايقه ومخنوقه
جعفر بحنان:انا عارف إنك زعلانه مني عشان مقعدتش معاكي الوقت الكافي بس وعد والله أول ما أرجع هفضل على قلبك ليل نهار لحد ما تزهقي مني
مها بدموع:انا بجد محتاجاك جنبي يا جعفر كل ما الاقيك تمشي
مدّ يديه ومسح دموعها بأطراف أصابعه وقال بحنان:انا عارف بس المره دي غصب عني والله الموضوع كبير يا مها انتِ عارفه يعني ايه كلام زي دا على مراتي يتبعتلي واسكت عليه … لازم أروح عشان دا مهما كان شرفها وشرفي في نفس الوقت وانتِ عارفه أنا مبسكوتش مهما حصل الموضوع أكبر من ما تتخيلي … انا هسافر كام يوم وهاخدها معايا هحاول أخلص الموضوع دا بسرعه واجيلك بس ادعيلي عشان حاسس إنها هتعقرب معايا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ وقالت:انتَ من غير ما تقولي أكيد هدعيلك … انا فاهمه وعارفه أن الموضوع حساس وفارق بالنسبالك … طول عمرك مبتقبلش كلمه على حد يخُصك
جعفر:أديكي قولتيها … عشان يخُصني واللي يخُص جعفر ميتجابش سيرته بكلمه متعجبهوش
نظرت لهُ مها بدموع وقالت:خلي بالك من نفسك يا جعفر
مسح دموعها بأطراف أصابعه وأبتسم وهو ينظر لها وقال:متخافيش عليا انا هبقى كويس .. أهم حاجه تخلي انتِ بالك من نفسك ولو أحتاجتي حاجه عرفيني وانا هبعتلك هاشم وجنة
حركت رأسها برفق وسمع هو صلاح يتعجله من الخارج فنظر لها وقالت هي بأبتسامه وهي تفرد ذراعيها بالهواء:هات حضن طيب
أبتسم جعفر وضمها لأحضانه وبادلته هي عناقه وطبع هو قُبلة على رأسها وقال:هتوحشيني أوي يا مها
أغمضت عينيها كي لا تسقط دموعها من جديد وقالت بأبتسامه:وانتَ كمان هتوحشني أوي يا قلب مها
أبتسم جعفر وربت على ظهرها بحنان وقال:انا لازم أمشي دلوقتي
رفعت رأسها ونظرت لهُ وقالت:حاسه إني مش عايزه أسيبك
طبع قُبلة على جبينها وقال:والله ولا انا بس لازم … هخلص الموضوع بسرعه واجيلك على طول ووعد هفضل جنبك على طول بعدها مش هسيبك تاني … اتفقنا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه، خرج جعفر وخلفه مها واقترب من صلاح وبيلا وقال:يلا بينا
صلاح:انا فهمت أزهار كل حاجه ومتقلقيش يا مها أزهار طيبة وهتحبيها بسرعه
بيلا بأبتسامه:وانا كمان بأكد كلام صلاح
أبتسمت مها ونظرت لأزهار التي نظرت لها وأبتسمت أيضًا بينما ودعوهما وذهبوا، جلس صلاح بمقعد السائق وأغلق باب السيارة وأدار سيارته وتحرك في طريقه إلى الصعيد، تحدث صلاح وهو ينظر للطريق قائلًا:هي عمتي هناء تعرف إن أحنا رايحين
جعفر:لا … حبيت أعملهالها مفاجئة
زفر صلاح بهدوء وقال:علي البركة
في اليوم التالي
دقت الساعة الثامنة مساءًا
كانت هناء تجلس وهي تضع يدها على خدها وعزيزه تجلس معها تُشاهد التلفاز وعبد المعز وحاتم يُراجعان حسابات الأرض، اقتربت منهم بهيرة وهي تقول:محدش عاوز يشرب حاچه
عبد المعز:تسلمي يا بتي أجعدي أرتاحي كفاية عليكي أكده
كانت ستجلس بهيرة ولكن سمعت طرقات على باب المنزل فوضعت الحجاب على رأسها واقتربت من الباب وفتحته وشهقت بصدمة وقالت:صلاح
أرتمت بأحضانه بسعادة بينما ضحك هو وضمها لأحضانه وهو يقول:براحه عليا عاد يا بت هتموتيني
نهضت عزيزه ومعها هناء وعبد المعز وحاتم وهم ينظرون لهُ، نظرت هناء لبيلا بصدمه ودموع واقتربت منها سريعًا وعانقتها بقوه وهي تقول بسعادة كبيره:بيلا … وحشتيني أوي يا حبيبتي
عانقتها بيلا بسعاده وأدمعت عيناها وهي تقول:وحشتيني أوي يا ماما
طبعت هناء قُبلة على خدها وهي تُربت على ظهرها بحنان وتقول:انتِ أكتر يا قلب ماما فرحتيني أوي يا نور عيني
طبعت بيلا قُبلة على رأسها بينما نظرت هناء لجعفر وقالت بأبتسامه سعيده:حبيبي
اقترب منها جعفر وعانقها بعدما إبتعدت بيلا بينما ربتت هي على ظهره وهي تقول:وحشتني أوي يا حبيبي عامل ايه يا ضنايا طمني عليك
ربت جعفر على ظهرها بحنان وقال بأبتسامه:وانتِ كمان يا هنون وحشتيني أوي
إبتعد جعفر وهو ينظر لها بأبتسامه بينما نظرت لهما هناء وقالت بنبرة سعيده:فرحتوني أوي انا مش مصدقة والله حاسه إني في حلم
جعفر بأبتسامه:محبتش أقولك وقولت لبيلا نعملهالك مفاجئة
هناء بأبتسامه:أحلى مفاجئة يا حبايب قلبي تعالوا
رحبوا بهم ودلفوا وجلست هناء وأجلست بيلا على يمينها وجعفر على يسارها ونظرت لهما بأبتسامه، عبد المعز بأبتسامه:نورتوا يا حبايبي
بيلا بأبتسامه:بنورك يا خالو
عبد المعز بأبتسامه:حبيبت خالها
جعفر بأبتسامه:بنورك يا عمي
تجاهله عبد المعز ووجه حديثه لصلاح وقال:الله انتَ مش جولتلي إنك چاي انتَ وبيلا
نظر جعفر لهُ قليلًا نظره ذات معنى ثم نظر لبيلا التي شعرت بالإحراج ونظرت لوالدتها التي لا تعلم ماذا تفعل، تحدثت بيلا بعدما حمحمت بحرج وقالت وهي تنظر لخالها:لا يا خالو صلاح قالك إن انا وهو وجعفر جايين
أعتدل عبد المعز بجلسته ونظر لها وقال:مسمعتش يا بت خيتي
تمنت لو الأرض تنشق وتبتلعها من قمة إحراجها، نظرت لهناء التي نظرت لها ثم لجعفر الذي ربتت على قدمه برفق وهي تقول بخفوت:معلش أمسحها فيا انا حقك عليا
زفر جعفر ونظر للجهة الأخرى وهو يُحاول التحكم بغضبه، نزل حليم من الأعلى وهو ينظر لبيلا التي كانت جالسة وتنظر بعيدًا، لمحه جعفر ونظر لهُ وتفاجئ حليم ولكنه أنقذ نفسه وأكمل، بينما نظروا لهُ جميعًا وقالت عزيزه وهي تنظر لهُ:ايه يا ولدي مهتچيش تسلم على أخوك وبت عمتك وچوزها
نظروا لهُ بينما صق هو على أسنانه بغضب وهو ينظر بحقد لجعفر الذي كان جالسًا وهو يستند بمرفقيه على قدميه وينظر لهُ نظره ذئب لفريسته، أقترب من جعفر ووقف أمامه ومدّ يده لهُ دون أن يتحدث ولكن ينظر لهُ فقط بينما رفع جعفر رأسه برفق وهو ينظر لهُ نظره غاضبه ومتوعده، نهض وهو ينظر لهُ وكان الجميع ينظر لهما وفهم صلاح سبب إمتناع جعفر عن مصافحته لشقيقه وكذلك بيلا التي كانت تشعر بالقلق، تحدثت هناء وهي تنظر لجعفر قائلًا:يا جعفر … سلم على حليم يا ابني ماددلك أيده
عبد المعز:معاوزش كمان يسلم على ولدي ايه يا هناء في ايه
نظرت هناء لهُ بتوتر وهي لا تعلم ماذا تقول بينما تحدث جعفر وهو ينظر لحليم قائلًا:عيزاني أمد أيدي اسلم على واحد بيشكك في شرف مراتي
نظرت لهُ هناء بصدمه وهي تقول:ايه … حليم
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق