Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لتضيء عتمة احلامي الفصل السادس 6 - بقلم اية السيد

   رواية لتضيء عتمة احلامي كاملة بقلم اية السيد عبر مدونة كوكب الروايات 


 رواية لتضيء عتمة احلامي الفصل السادس 6

 
-أعتقد مفيش فرصه مناسبه أكتر من كدا أخد فيها إلي أنا عاوزه
هذا أحمد الذي لم يمل من سلمى، فهو يعلم قصتها كامله، حكاها له عبد الله فلمعت الفكره في رأسه، فمهما فعل لن يلومه أحد! ظانًا أنها فتاة بائسة وحيده يستطيع أن يعبث معها متى شاء! وفوق كل هذا هي جميله ساحره وفاتنه، حاولت سلمى إغلاق الباب بوجهه، لكن أنى لها هذا! فهو أقوى منها وفوق كل ذالك ذراعها الملفوف الذي لا يقوى على فعل شيء..
-والله لو قربت مني هصرخ
-عادي اتفضلي صرخي… كدا كدا محدش سامع حاجه
بدأت بالصراخ لكن صوت الأغانى الصاخب يملئ الآذان ويطمس على القلوب، ضحك بخبث فقد ظن بأنه قد سنحت له الفرصه ليفعل ما يريد، نظرت لأعلى كأنها ترجو من الله أن ينقذها فقد أُغلقت كل الأبواب بوجهها ما عدا بابه الذي لم ولن يُغلق، اقترب منها وقبل أن يضع يده عليها صرخت مره أخرى وهي ترجع للخلف: ابعد عني، أرجوك…
ظلت ترجع للخلف وهو يقترب حتى اصطدمت بالحائط ووضع يداه يحاصرها ويمنعها الحركه، فبدأت تبكي مترقبه خطوته التاليه، اقترب منها أكثر ولمس وجهها بشغف واضح في عينيه التي يفترس بهما ملامحها، اقترب بوجهه أكثر ولكن سبحان من
أعطاها تلك القوه لتدفعه وكأن أحد أخر قد فعل، فتحت الباب لتركض لأسفل ودموعها أغرقت وجنتيها، خرج خلفها مهرولًا خشية أن تحكي لأحد، وأثناء ركضها رأت سليم أمامها، نظرت إليه من خلف دموعها فأردف: في إيه مالك؟
بدأ صدرها يعلو ويهبط بالشهيق والزفير من أثر الركض وهي تنظر للخلف… قاطعهما أحمد الذي يهرول خلفها قال بتوتر: إزيك يا سليم…
أردف سليم متعجبًا وقد بدأ الشك يدخل قلبه: بتعمل إيه هنا يا أحمد!
تلعثم أحمد: ك…كنت بدور على الحمام
هز سليم رأسه بشك أكبر من تلعثم أحمد وقال:
– أهاااا قولتلي الحمام!!…. طيب اتفضل يا أحمد روح دور على الحمام.
غادر أحمد لكن قبل انصرافه نظر لسلمى كأنه يحذرها بعينيه… لاحظ سليم كل هذا فنظر لسلمى: ضايقك؟!
لم ترد عليه ونظرت أرضًا تفكر هل تقول له الحقيقه أم تنكر حتى لا تفتح باب عداوة جديد وهي في غنى عنه؟! لكن باب العداوة قد انفتح على مسرعيه منذ زمن بعيد!
-ردي يا سلمى لو سمحتي… ضايقك؟
حسمت أمرها وهزت رأسها للأسفل بدموع أي نعم، قبض سليم يده من شدة الغضب قائلًا: طيب تعالي معايا…

لحق سليم بأحمد مهرولًا وهو ينادي عليه، رفع سبابته في وجهه محذرًا: متقربش منها تاني فاهم
-اي الي بتقوله دا يا سليم وأنا هقرب منها ليه! إنت عارفني كويس أنا صاحبك من زمان
-أيوه وعشان كدا بقولك متقربش منها تاني أنا عارف إنك بتاع بنات وكنت بقول بكره يعقل بس الظاهر بكره مبيجيش…
-طيب ايه رأيك بقا إن هي الي بتحاول معايا من أول يوم وأنا بصدها و…
وفي المقابل كانت تشير بيدها وتهز رأسها بعنف أثر كلماته، قاطعه سليم بلكمه على وجهه قائلًا بغضب: كلمه كمان عليها ومش هيحصل كويس
أردف سليم وهو ينظر لعينه بغضب ويضغط على كل حرف بجملته: متقربش منها تاني
انصرف من أمامه وبجواره سلمى الخائفه من ردة فعل أحمد، أما أحمد فوضع يده على مكان الضربه متوجعًا وقال بغضب: ماشي أنا هوريك…ِ
——————————
ظل سليم جوارها أثناء الحفله يتبعها أينما ذهبت خوفًا عليها، ينظر لها أحمد بحقد واضح وعزم على رد الصفعه صفعات…
انتهت الحفله ورجع كل منهم إلى عمله في القاهره ومرت الأيام هادئه حتى ظنت سلمى أنها تخلصت من العناء وبدأت حياتها بالإستقرار، ولكنه كان هدوء ما قبل العاصفه..
وفي هذا اليوم كانت في عملها بالمطعم ارتفعت رنات هاتفها من رقم غريب فأجابت ليرد عليها صوت رجل: عايزك تتفرجي على الصور بقا وتستمتعي…

فتحت الصور وشهقت بقوه من الأوضاع المخله التي ترى نفسها فيها ولم تفعل! بل جميعها مركبه… فرت الدموع من عينها ولكن سرعان ما جففت دموعها فقد ظنت بأنه لن يرى أحد تلك الصور فحذفتها وأكملت عملها…
وبعد فترة قرابة ساعتين رجعت للبيت جلست بغرفتها وتجمع حزن العالم بقلبها… حتى بدأت دموعها تسيل…
دخلت يمنى ووجدتها بتلك الحاله، سألتها عن سبب حالتها فحكت لها سلمى ما حدث، جلست يمنى جوارها تطمئنها وتشد أزرها وتصدق كل كلمة خرجت من بين شفتيها، فأنى لها أن تفعل هذا وهي دائمًا تتلو القرآن سرًا وإذا شعرت أن أحد يراها تتوارى! كيف تفعل وهي تصلي كل فروضها وتزيد عليها بالسنن والرواتب! كيف تفعل وقد رأتها يمنى أكثر من مرة وهي تبكي وتتضرع لله كل في قيامها! وإن أوشكت على الوقوع في أي ذنب ألن تنهاها صلاتها!! صدقتها يمنى لأن سلمى فتاة خلوقه وذات حياء، فلا يُعقل أن تفعل مثل هذا….
دلف عبد الله للبيت غاضبًا ووجه حديثه لسلمى: -سلمى بعد إذنك… معدش ليكِ قعده معانا
وضع مبلغ من المال أمامها قائلًا: روحي لحالك وسيبيني في حالي أنا وبنتي
ردت يمنى: فيه ايه يا بابا!! اي الي حضرتك بتقوله دا؟
ازدردت سلمى ريقها بتوتر، ولم تشك بأنه علم بما حدث بل أيقنت أنها وقعت في مكر أحدهم،أردفت ببكاء: والله يا عمو ما عملت حاجه دا ال….
قاطعها بحدة قائلًا بصوت مرتفع:
-عملتي معملتيش… لو سمحتِ اطلعي من حياتنا…
تركها تلملم نفسها المبعثره، وأشيائها البسيطه حتى تخرج بلا عوده.
أي ذنب إقترفته لتنال كل ذاك العقاب! أي ذنب فعلت ليكون لها كل هؤلاء الأعداء! بكت بقلة حيله فإلى أين ستذهب وإلى من ستلجأ! تركت البيت وسط توسلات من يمنى لأبيها ليتراجع عن كلامه، ولسلمى بأن تتوقف ولا تخرج من البيت، لكن سلمى تركت الأموال مكانها وخرجت هائمة وقد إغرورقت عيناها بالدموع، جادلت يمنى والدها ولكن مع شدة غضبه سحبها وأدخلها غرفتها ثم أغلق عليها الباب.
جلست يمنى تبكي خلف الباب: يا بابا والله سلمى بريئه….
جلس عبد الله على الأريكه وقد بلغ منه الغضب مبلغه حدث حاله قائلًا: أنا السبب أنا الي اتسرعت ودخلت في حياتنا واحده معرفش أصلها ولا فصلها..
تذكر حوار أحمد فبعد أن رأى عبد الله الصور المركبه لسلمى جلس يفكر ماذا يفعل؟ وكأن أحمد قد اختار أحمد التوقيت المناسب وجلس جواره ….
فلاش باك
-يا عمي عبد الله أنا بعتبرك زي والدي… ولازم أقولك الي بيحصل من وراك

-في ايه يا أحمد قول من غير مقدمات!
-البنت الي اسمها سلمى دي مش مظبوطه… من أول ما جت وهي بتحاول تلفت نظري وبتدلع عليا… مش عارف إنت إزاي مقعدها مع بنتك وفي بيتك… بصراحه كدا متزعلش مني دي بت شمال
صب السُم في عروق عبد الله حتى استشاط غاضبًا وأكمل أحمد: الي متعرفهوش كمان إنها لعبت على سليم وفهمته إن أنا الي بجري وراها… وخليته ضربني
-امته الكلام دا؟
-يوم خطوبة يمنى… بس أنا مردتش أقولك لكن لحد كدا وكفايه الموضوع زاد عن حده… دي بتقولي لو مديتلهاش فلوس هتبلغ عني وتقول إني بعتدي عليها…
بااااك
جلس يلوم حاله ويلعن اليوم الذي وقعت فيه في طريقه….
——————–
على جانب أخر تحدثت يمنى مع شريف بالهاتف باكيه
-اهدي يا يمنى واحكيلي أنا مش فاهم حاجه منك…
جففت دموعها قائله: بابا طرد سلمى من البيت، حد بعتله صور متفبركه ليها في وضع مش حلو وطردها… بس هي والله العظيم بريئه دي كانت بتعيط قبل ما بابا يجي… أرجوك يا شريف إلحقها… سلمى ملهاش مكان تروح فيه
وقف يهندم ثيابه ويأخذ مفاتيحه وأشيائه وهو يقول:
-طيب أنا خارج أهوه إن شاء الله هلحقها متقلقيش… بس لتكون رجعت المنيا! هي قريبتكم منين؟
– لا مش ممكن ترجع.. هي أصلًا كانت من القاهره.. هي مش قريبتنا خالص أنا هحكيلك حكايتها
سردت له حكاية سلمى من بداية وفاة أهلها وانفجار بيتهم إلى نهاية المطاف وكيف عصفت بها الرياح لترميها بطريق عبد الله…
فغر فاه من أثر المفاجأه ثم قال: إنتِ تعرفي إسمها ثلاثي؟
-أيوه اسمها سلمى محمد عبد الحميد الأنصاري
– مش ممكن… الأنصاري! اسم عيلتها الأنصاري؟!
-أيوه ليه!
-دا اسم عيلة سليم، وهي سلمى ملفتش نظرك لحاجه
-مش فاهمه… يلفت نظري لإيه؟
-الأنصاري اسم عيلة سليم
-أيوه تشابه أسماء عادي
-طيب هفهمك بعدين خليني ألحقها… متقلقيش أنا هوصلها…

ابتسم شريف أيعقل أن تكون سلمى أمام سليم، تلك التي يبحث عنها منذ سنوات عجاف تذكر كيف كان سليم منشغل بها منذ رأها فربما قد عرفها قلبه!!
————————-
تجلس فريده في الشركه على مكتبها تتحدث عبر الهاتف بخفوت
-بس إيه يا بت الشركه مليانه مزز… أنا لازم أوقعلي واحد منهم
ليأتي صوت ابنة خالتها عبر الهاتف
-أهم حاجه تبعدي عن أحمد عشان دا تبعي… أي حد تاني بقا دوسي وأنا معاكِ
أردفت بخبث
-طبعا متقلقيش…. أنا عاجبني مستر سليم، ومستر شريف كمان، و… بصراحه كلهم مزز
ليقاطعها دخول شريف مهرولًا للمكتب يسأل عن سليم
-سليم جوا؟
-لأ يا مستر خرج من بدري
-وإنتِ لسه هنا ليه! مادام هو مشي
أردفت بدلع وصوت ناعم
-كان عندي شوية شغل يا مستر وخلاص خارجه أهوه، حضرتك تُأمر بحاجه؟
نظر لها بشك بطرف عينه قائلًا: لا شكرًا
غادر المكتب بينما حملت هاتفها مجددًا ليأتي صوت عبير عبر الهاتف: متتدلعيش للدرجه دي هتتكشفي يا هبله
-لا متقلقيش…. أنا حطيت الموضوع في دماغي خلاص ومش هتنازل إلا لما أتجوز حد من الشركه دي
-طيب يلا تعالي بقا، وبطلي كلام لحد يسمعك
-متقلقيش محدش هنا…. البت عدوتي هتفك الجبس خلاص وأنا عايزه أجهزلها حاجه جديده
-خلاص سيبي الخطه الجايه أظبطهالك أنا عندي فكره هتعجبك أوي…
————————-
يقف سليم على مقربة منها لكنها لا تراه، يراقبها منذ أكثر من ثلاث ساعات ولم يمل، فقد أرسل الصور لصديقه الذي أكد له أنها مركبه بحرفيه شديده بفعل فاعل وهي بريئة كل البراءة منها، لا يعلم ما حدث معها ولا أن عبدالله طردها هو فقط يراقبها حتى تعود للبيت، ولا يعرف كيف تتقطع من داخلها لأنها بلا مأوى!
إنه يوم ميلادها يا لسخرية القدر أهذه هديتها ليوم ميلادها! غربت الشمس وأعلن الليل قدومه، ورمت عينيها من البكاء، تقف أمام النيل ناظرة للسماء تناجي ربها بصوت مسموع قائله: سيبتهالك يارب ترتبهالي معدتش عارفه أعمل إيه ولا أروح فين حتى المأوى الوحيد الي كنت بروحله طردني… ارتفعت شهقاتها وهي تقول: رتبهالي يارب يارب
_____________________
ظل والد فريده يتابع سلمى، يفكر ماذا يفعل معها هل يقتلها ويتخلص من همها الثقيل أم يأخذها ويعطيها لرئيسه؟ إلي أن أخذ قراره وهاتف رئيسه يبلغه بكل ما حدث ويأخذ أوامره منه قبل تنفيذها…
-البنت دي لازم تجيبهالي قبل ما توصل ل سليم مفهوم؟
-متقلقش يا باشا هنفذ النهارده…. وهتكون عندك
اقترب منها الرجل ووقف جوارها قائلًا: دي فرصه سعيده أوي إني أقابلك هنا
جففت دموعها والتفت إليه: هو إنت مفيش وراك غيري!! عايز مني إيه؟
-عايزك تيجي معايا من سُكات وبدون شوشره
-ولو مجتش هتعمل إيه!! إيه أسوء حاجه ممكن تحصل للإنسان؟ يموت… يتق.تل…
أردفت بدموع وشهقات: طيب ياريت… أكيد ربنا رحيم هيكون أحن عليا من العالم دا… هروح أشتكيله من ظلمكم… ومن قسوة قلوب الناس
انخرطت في بكاء عميق بينما الرجل يمسكها من ذراعها ويحاول سحبها لتركب السياره وهي تحاول الإفلات منه، لا يرى ذالك الذي يراقب كلامها وكلامه منذ قليل، اتجه سليم نحوهم وضربه حتى وقع أرضًا يتأوه من شدة اللكمات، أردف سليم بغضب:
-أنا حذرتك وقولتلك متقربش منها

مسكه من ياقته بعنف وقال: أنا بقا هحبسك عشان تبطل تمشي وراها
أما هي فتقف جوار سليم تسمع توسلات الرجل إليه بأن يتركه ولن يعترض طريقها مرة أخرى فأردفت: أرجوك سيبه أنا مش عايزه مشاكل أكتر من كدا… خلاص هو هيسيبني في حالي
وما أن أفلته حتى هرب الرجل فهو مسجل خطر وإن دخل إلى مخفر الشرطه فلن يطلقوا سراحه إلا على قبره.
قال سليم وهو ينظر لعينيها كأنه يتفحص ما بداخلهما
-إيه الي أخرك بره البيت كدا! العشاء أذنت من بدري وإنتِ لسه بره..
أجابت بتلعثم: أصل أنا…. أنا… همشي خلاص أهوه
-طيب يلا هوصلك
-لا شكرًا…
-إحنا طريقنا واحد! زمان يمنى وعمي عبد الله قلقانين عليكِ
حبست دموعها قائله: لا محدش قلقان عليا… بعد إذنك
همت أن تغادر لكن أوقفها شريف الذي وقف بسيارته مناديًا عليها وقال لها: كويس إني لقيتك أنا من العصر بلف عليكِ
وجه كلامه لسليم: موبايلك مغلق ليه أنا اتهبلت رن عليك!
رد سليم: فصل شحن… إنت كنت بتدور عليها ليه!
– يمنى كلمتني لما عمي عبدالله طردها
أردف سليم بسخريه: إوعى يكون طردها عشان الصور!
شريف: إنت عرفت بموضوع الصور!
نظرت سلمى أرضًا بخجل واضح، أحنى ظهرها فحتى سليم قد رأى تلك الصور التي لا يخصها منها إلا وجهها.
إرتفعت شهقاتها ووضعت يدها على وجهها فها قد فاض الكيل وطفح، تقطع قلب سليم على مظهرها فهو يعلم أنها بريئه، نظرت إليهم مدافعه عن حالها وقالت بصوت متحشرج
-مش أنا والله… والله مش أنا
شريف: كلنا واثقين إن مش إنتِ متنزليش راسك إرفعي راسك ودافعي عن نفسك…
ازداد بكائها فأكمل شريف: بصي إنتِ هتقعدي في شقتي أنا أصلًا قاعد مع سليم، ومن النهارده اعتبريها شقتك…
مسحت دموعها مدعيه القوه فلا تريد أن تكون مصدرًا لشفقة أحد قالت: لا شكرًا… أنا هتصرف
شريف: مفيهاش هتصرف دي…. هتروحي فين؟ أنا عارف إنك ملكيش حد هنا!
كان سليم يتابع حديثهما ويفكر في جملته التي سينطق بها ثم قال بجديه:
-سلمى تتجوزيني؟
نظر له شريف بتعجب، فهو يعرفه جيدًا ويعلم أن صديقه لا يأخذ أي قرار حتى يفكر كثيرًا، ويدرسه جيدًا، ولأول مره بحياته يجازف لفعل شيء…. فسبحان من بيده قلوب العباد، لم يحكي له شريف أي شيء، فضل أن ينتظر قليلًا، سحب نفسه بعيدًا عنهم مدعيًا أنه يتحدث عبر الهاتف ليسمح لهما بالكلام…
——————————
كان والد فريده يقود سيارته غاضبًا مما حدث، تعالت رنات هاتفه فأجاب قائلًا:
-أيوه يا باشا.. مصيبة ايه؟ وصلت لإبن عمها ! يا نهار إسود…. يعني الي ضربني دا ابن عمها!!!… حاضر يا باشا هراقبها… حاضر مش هعمل أي حاجه دلوقتي
أغلق الهاتف وهو يصرخ بغضب
…………
على جانب أخر
كان مدحت يكسر كل شيء حوله من شدة الغضب ينظر لنفسه في المرآه وكأنه يتحدث مع شخص أخر هاتفًا: كل الي عملته طلع على الفاضي… قتلت محمد وكل عيلته بس عشان كنت بتغير منه ومكنتش عاوزه أحسن منك، هو كان بيخلف وإنت عقيم!!
صرخ صرخة هزت المكان وأردف: كان ليه أخوه بيحبه عاشوا وماتوا مع بعض دافع عنه لحد أخر نفس فيه… أما إنت هتعيش وتموت لوحدك…
يصرخ بقوه ثم يرمي شيء في المرآه فتنكسر إلى فتاتٍ صغير وقطعٍ كبيرة…. تنفس بقوه ثم هتف قائلًا: كنت فاكر البت هي الكارت الرابح معايا الي هقدر أخد بيه الشركه والبيت بالسعر الي أنا عايزه… علمتها وكبرتها عشان لما تكبر تبقى دراعي اليمين حاولت أجوعها عشان لما تشوف الفلوس والنفوذ تجري عليهم وتبقى بنتي أنا… لكن كله ضاع على الفاضي…
يمسك قطعه من الزجاج المكسور ويضغط عليها بقوه فتسيل الدماء من يده ويبدأ مجددًا بالصراخ كالمجنون….
كل ما أراده انتثر كالتراب، أراد أن يجعل من سلمى شخص سيء لكن على العكس تمامًا فالمحنه قربتها من ربها، وكيف لا واليتيم في رعاية ربه يرعاه ويربيه، فقد كان والدها رجل تقي يفعل الكثير من الخير
قال تعالى:-
“وليخشَ الذين لو تركوا من بعدهم ذرية ضعاف خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولًا سديدا”
—————————-
فتح عبد الله باب غرفة يمنى وهو ينهي حديثه عبر الهاتف ويبدو على وجهه علامات الحزن، نظرت له يمنى شذرًا كأنها تعاتبه بعينها عما فعله مع سلمى
جلس على الأريكه واضعًا يده على وجهه بحزن فأردفت
– مالك يا بابا؟
-جدك تعبان يا يمنى
عدلت يمنى جلستها قائله: جدي!!! مين الي قالك؟
-عمك لسه قافل معايا… لازم نروح الاسكندريه دلوقتي
-طيب يلا بس كنت عايزه أقولك إن سلمى…
قاطعها بحزم
– مش عايز أسمع إسم البت دي تاني…
-بس يا بابا….
أردف بحزم
-يمنى يلا جهزي نفسك… مش عايز كلام كتير
——————
يقف سليم معها يحاول إقناعها بما يريد
-أنا مش عايز منك أي حاجه اعتبربني أخوكِ…
-وحضرتك ذنبك ايه تتحمل جوازه زي دي!!
-ملكيش دعوه أنا حابب كدا يستي هقف جنبك لحد ما تقوليلي خلاص معدتش عايزاك والي عاوزه هعملهولك، عايزه تكملي معايا عادي عاوزه تطلقي هنفذلك الي تطلبيه… قولت إيه؟….. أرجوكِ وافقي
فكرت قليلًا بكلامه فهو يساعدها دائمًا، تشعر بالأمان بمجرد أن تراه، لم ترى منه أي سوء حتى الأن، فما قد يحدث لها أكثر مما هي فيه؟ على الأقل ستجد مأوى وشريك يحميها، كان ينتظر إجابتها بفارغ صبره حتى أومأت برأسها موافقه، تهللت أساريره وسألها: معاكِ بطاقه؟
أومأت برأسها مرة أخرى بحياء، أخذ هاتف شريف وطلب رقم المأذون وذهبا إليه ويرافقهما شريف الذي لم يبدي أي رأي أو رد فعل، وصلا للمأذون حتى يتم كتب كتابهم على عجل وباقي الأجراءت تتم على مهل…
أخذ المأذون بطاقتهما وبعدما كتب البيانات همس شريف للمأذون بشيء فنفذ قائلًا: لسلمى: هل تقبلين سليم مصطفى عبد الحميد الأنصاري زوج لكِ
رفعت رأسها بصدمه لتنظر إليه و……




reaction:

تعليقات