Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية روح جحيمي الفصل السابع و الثلاثون 37 - بقلم هايدي سيف

       رواية روح جحيمي كاملة  بقلم هايدي سيف عبر مدونة كوكب الروايات 


 رواية روح جحيمي الفصل السابع و الثلاثون 37

 
سالت دموع من عيناها تختلط بمياه البحر المالحه لتغمض عيناها باستسلام مودعه تلك الحياه المأساويه التى لم سلبت أمانيها
وفى لحظه كان أحدا قفز فى الماء وسبح للاسفل تجاه روح واقترب منها، امسك وجهها وربت عليها لكن لا حياه فيها حط ايده على وسطها وسبح للأعلى يخرجها
كان يحملها على زراعيه وهو يسير على الرمال وضعها على الارض برفق وضغط ناحيه ايسر صدرها
– روح .. روح فوقى
لم تكن تتحرك حتى انفاسها مقطوعها مسك وشها وفتح فمها ولصق شفتاه بهمها ويعطها تنفس صناعى لكن بلا جدوى
– لا يا روح متعمليش كده فيا
عاد لأعطاها تنفس اقوى عن ذى القبل وسقطت دمعه من عينه لامست وجهها ويحاول جاهدا حتى شهقت وهى تبصق المياه التى استنشقتها
– روح
سمعت ذلك الصوت فتحت عيناه بضعف وجدت شخصا لكن لم تكن رؤيتها واضحه
– فوقى يا حبيبتى انا جيت .. معلش لو كنت اتأخرت عليكى
كانت تسمع صوته وكأنه يحدثها كلمات ذلك الشخص التى لا تفهمها لكن صوته .. صوته التى يتردد فى اذنيها كنغمه تعرفها جيدا، بدأت غشاوه عيناها تبتعد والصور تتوضح لها شيئا فشيئا حتى راته عيناها كان حبيبها لم تكن تصدق انها تراه هل ماتت وقابلته كما ارادت .. لقد خشيت ان حتى فى موتها تحرم منه ابتسمت وعيناها تدمع وتقول بصوت هامس
– يحي
– انا معاكى اهو
انها لا تميز بين الواقع والحلم والكابوس والخيال لكن تشعر ان لا يزال قلبها ينبض هل هى لا تزال حيه هل هذا شخصا وتتخيله هو حبيبها.. عجبا لا تريد ان ينتهى ذلك الحلم تتمنى لو كان واقع اقفلت عيناها وارخت يداها مغيبه عن ما حولها
فتحت روح عينها بصت على سقف الاوضه إلى هى فيها نظرت حولها فكان القصر .. لكن كيف .. ومن أحضرها لهنا ..كيف ..
شعرت بشئ ما فى يدها بصت جانبها حتى بحلقت عيناها بصدمه وارتجف بؤبؤ عيناها وتغلغت الدموع من بينها وهى تنظر إليه كان هو يحي ويمسك بيدها وجالس بجانبها
– الحمدلله انك فوقتى
تحركت شفتاها لكن لا تستطيع النطق وكأن حبال صوتها قد تلاشت وتسيل الدموع من عيناها بصمت وكان ينظر إلى كل دمعه تسقط منها ويراقب تعبيراتها
– ي..يحي
قرب منها وهو يقول – اى يا روحى
دق قلبها وهى تسمع صوته بلهجته التى تشتاق إليها كررت لكن بصوت يجهش بالبكاء
– يحي
اندفعت إليه بعناق قوى فأخذها هو الآخر وعانقها ودموع عيناه تسبقه ويضمها اليه أكثر وكأنه يريد أن يدخلها بين اضلعه وألا تخرج منها
– مكنش حلم انتت .. انت عايش مش كده
– عايش يا حبيبتى .. قولتلك مش هسيبك
ضمها إليه ودمعه تسيل من عينه وهو يدفن وجهه فى عنقها يشم رائحتها بحزن وشوق ويتنهد بارتياح لأنها عادت لأحضانه
– لى تعملى فيا كده
وكان يقصد بالقاء نفسها نحو الموت قالت – كنت عايزه اجيلك بأى تمن
– تقومى تحاولى تموتى نفسك
– أنا كنت ميته اصلا
– ولو حصلك حاجه .. مكنتش هسامح نفسي قولتلك أنا مقدرش اعيش من غيرك
– مكنش بإيدى كان راحه للأحساس إلى كنت بحسه .. لى سبتنى المده دى كلها .. متعرفش اليوم كان بيعدى عليا ازاى وانت مش فيه .. لما قالولى انك مت مصدقتش بس هما .. هما أثبتوا ده فى دماغى .. انا تعبت اوى يا يحي .. تعبت وخسرت ابننا .. أنا مكنتش جديره بالمسؤليه ومعرفتش احافظ عليه
– ششش
قالها وهو يمسد على شعرها ويكبح حزنه وعينه فيها دموعه
– ده مش ذنبك قدر ربنا .. حقك عليا يا حبيبتى مكنتش اقصد اسيبك ده كله لوحدك
– لى متصلتش عليا لى قطعت التواصل معايا لى تسيبنى عايشه لا عارف إذا كنت عايش او ميت .. لى تعمل فيا كده
– أنا آسف
– مش قابله اعتذارك .. انت .. انت السبب .. كنت متعمد تختفى وتسيبنى طول الفتره دى
تفاجأ من ما قالته دفعته بعيدا عنها وقالت بصراخ
– محملاك المسؤوليه إلى أنا فيها .. استفادت اى من اختفائك .. انت كده كان احمد معاه حق بتحب تقلقنا عليك اقنعتنا بموتك عشان اى .. لى تعمل كده .. بسببك ابنى مااات جوايا .. اتعذبت وصلت بيا للأنتحار .. لى انقذتنى .. جايلى لى دلوقتى … خلاص امشي مش عايزه اشوفك
قرب منها بحزن شديد وخدها فى صدره بعناق
– أنا آسف يا حبيبتى والله ما كان بإيدى
– كدااب ابعد عنى .. ابعد انت السبب فى إلى أنا فيه
– بس يا روح كفايه انتى متعرفيش حاجه والله ما تعمدت ان كل ده يحصل … هحكيلك كل حاجه بس أهدى .. أهدى ارجوكى انتى لسا تعبانه
حضنته رغم غضبها منه وهى تمسك به باظارفها كى لا يبتعد .. تريد ابعاده وسبه ونفره بعيدا عنها لكن لا تستطيع تخشي أن يكون حلما وتفيق على واقعها وهو ليس معها
– انت السبب فى إلى أنا فيه يا يحي انت ما فيش حد غيرك
قالتها بغضب وهو حضناها وبتضربه بقبضتها الضعيفتان
– أنا آسف كفياكى بقا متعيطيش ارجوك .. قلبى بيوجعنى عليكى اكتر مهو واجعنى
– خليه يوجعك زى ما وجعتنى عمرك ما هتتخيل بشاعه الشعور إلى حسيت بيه والى مريته فى الفتره دى
لم يعلق ربت عليها وهو يمسد على شعرها ويجز على أسنانه وينظر للأعلى وكأنه ينادى ربه أن يرحمه من ذلك العذاب وهذا الالم الذى يشعر به يناديه بأن يخفف عليها ويحمله العبأ عنها
بدأت تهدأ لكن هدوء مريب وارخت يداها وقواها قد زالت أبعدها يحي قليلى بصلها كانت قد غفوت من الأرق، بص لوشها التى مغترق فى البكا كان يؤلمه ذلك حضنها وهو بيقول
– متعرفيش خوفت عليكى ازاى أنا منمتش من يومين من خوفى ليحصلك حاجه .. سامحينى يا حبيبتى كل حاجه هتبقى بخير
ابعدها عنه وهو ينزلها على السرير برفق رفع الغطاء عليها وقبلها برقه من رأسها وتسيل دمعه من عينه بص على بطنها وكأنه يتخيل ابنه التى فقده
سمع صوت من الخارج تنهد وتركها لتنعم بالهدوء والسكينة
خرج قابله احمد نظر إلى الغرفه وهو يقفل الباب قال
– فى ايه
– والد روح هنا
أومأ له ونزل فكان هو الذى هاتفه ليطمأنه على روح تقدم منهم بصله هو وعلى وسلمى وزينب وكوثر التى كانو يبدو منتظرينه
قال عماد – هى فين
– اهدا هى نايمه دلوقتى عشان تعبانه جبتلها دكتوره وعملتلها الازم بسبب إلى حصل
– هو اى إلى حصل انت لقيتها فين
صمتت يحي قليلا بصله أحمد باستغراب قال
– لحد دلوقتى منعرفش شوفت روح فين
قال عماد – اى إلى حصلها يا يحي متتكلم
– كانت هتموت نفسها
F
كان احمد نازل وهو يمسك بهاتفه ويعمل مكالمه قالت كوثر – عملتو اى لقتوها
– لا هنبلغ
وقف وبصلهم قال – المهم لو عرفتو حاجه اتصلو عليا وعرفونى ممكن تيجى هنا
قالت سلمى بتردد – معرفتوش اى حاجه عنها من امبارح
بصلها احمد وسكت فهى تخفى اهتمامها لأمرها تنهد وقال – المهم تكون كويسه وترجع
– هى مين دى
جائهم هذا الصوت من الخلف ولم يستطيعو ان يستوعبو نظرو الى صاحبه وتثمرو مكانهم بصدمه كبير تجتاح وجوهم ولا يصدقون ما تراه اعينهم انه يحي كان يقف ومعه حقيبته ويبدو انه قد عاد للتو تقدم منهم دمعت عين سلمى
– يح..يحي
ركضت اليه بسرعه وهى تحتضنه بقوه وبكيت بشده بصلها يحي وهى حضناه ابتسم ابتسامه خفيفه وبادلها العناق وهو يربت عليها بحنان
قالت كوثر بعدم تصديق – يحي
ابتسمت زينب وقالت – هو يا كوثر يحي
كانت سلمى بتعيط قال يخي – اهدى يا سلمى مالك
رفعت وجهها اليه ونظرت له قالت – انت عايش صح يعنى انا مش بحلم
تعجب كثيرا من ما تقوله وجد كوثر تقترب منه وتلمس وجهه وعينها مدمعه – مش حلم يسلمى يحى رجع
اخذته بعناق حانى وشوق ودموع تسيل بعيناها لا تصدق ان ابنها قد عاد اليها بادلها يحي العناق فلقد اشتاق لها ايضا نظر الى صديقه كان بيبصله وهو مصدومه عينه مدمعه وفرحان انه شايفه قرب منها ابتعدت كوثر لهم صافحه وجذبه لصدره وهو يربت عليه
– منك لله يا اخى وقعت قلبنا عليك ولا عرفنلك طريق
ربت عليه يحي ابعده وقال – هحكلكو بعدين بس فين روح
صمتو وتبدلت ملامحهم نظر اليهم وقال – عرفت انها عايشه معاكو .. فينها مش شايفها ليه ، فى جامعتها؟
قالت سلمى – روح مش هنا، بقالها مده بعيده عن القصر
بصلها باستغراب شديد وقال – بعيده فين .. عايشه مع ابوها يعنى ولا ايه
– لا فى المستشفى
تفجأ كثيرا وقال – مستشفى ايه هى كويسه
سكتو بصلهم باستغراب وقال بعصبيه – ساكتين ليه ما تتكلمو
حس بوجع وظهر على وشه معالم الالم بسبب عصبيته ومسك دماغه بصوله بقلق
– مالك يا يحي أنت كويس
تنهد وهو يقول – روح .. انجزوا قولو مالها
تنهدت كوثر وقالت – لما سافرت اكتشفنا ان روح حامل
لمعت عينه لسماع ذلك قال – حامل
حسو بحزن لما شافوه فرح لكن لم تكمل فرحته حتى اخبروه بكل شيء قد مرو به فى غيابه كيف حل الحزن عليهم بسبب موته واختفائه و كيف اثر الحزن على حاله روح الى ان خسرت طفلها وخسرت نفسها كالأن وباتت فى حاله مزريه وكانت فى المستشفى للعنايه بها لانها كانت تشكل خطرا على نفسها كان بيحكوله وهو مش مستوعب ما مرت به ومصدوم وعينه مدمعه وعقله يكاد ينفجر من كثرت هذه الاحداث
– كل ده يحصل فى غيابى
سكتو بصلهم واردف بغضب – ارجع الاقى ابنى مات ومراتى فى المستشفى هى دى الى انا سيبهالكو عشان تخلو بالكو منها فى غيابى .. تقوللها انى مت وانا لسا عايش
قال احمد بأنفعال – وانت كنت فين .. سايبنا المده دى كلها وبتخدعنا بموتك لى .. احنا دورنا عليك وكأنك اختفيت من على الارض .. المستشفى وعرفنا العمليه منجحتش والمده فى حياتك وكانت خلصت … كل حاحه كانت بتشير انك ميت يا يحي
– وحتى لو عرفت حاحه زى دى لى تقولها وانت عارف انها حامل وده هيأثر عليها .. كنت اكدب عليها اى مفيش مخ
– اكدب عليها اه على أساس أن الحقيقه فاخت بمجرد بس مكنش فى خبر عليك كانت تسالنى .. بتتكلم عادى عشان مشفتش كام مره سألت عليك ده كانت كل يوم تسألني عنك اتصلت ولا لا اخبار العمليه عايش فين بيعمل اى .. مكنتش
بعرف ارد عليها وانا عايز اديها اجابتها بس انا حتى مش عارف .. روح كانت مستنيه اى خبر عنك .. فكرك كنا احنا هنعرف وهى لا .. بالعكس كانت هتعرف اول واحده هى اصلا كانت قلقانه عليك ويحصاها مضاعفات بسبب قلقها .. انا مكنتش عارف الاقيها منين ولا منين، بدور عليك من هنا وشركتك وشغلك بحاول امشيهم مراتك وابنك واختك ..انا كنت بحاول على قد ما اقدر اكون مع الكل ومقصرش ..
ابتسم يحي فصمت احمد واستغرب من ابتسامه
– ابنى !!
قالها بسخريه إلى ما قاله ليردف بحزن – هو فين ابنى ده
قربت كوثر منه بحزن وقالت – معلش يا يحي ربنا هيعوضك
– يعوضنى ازاى .. ده كان آخر امل ليها انها تكون ام ، الرحم بتاعها اضرر بسببه لما مات .. يعنى مش هتحمل تانى .. عانيت كتير وفى الاخر تكون لوحدها فى المستشفى
قالت سلمى – انت مشفتش روح كانت عامله ازاى، احنا كنا خايفين عليها
غصب يحي وقال – خايفين عليها من مين كان المفروض تكون معاكو مش تتخلو عنها
تعجب احمد فهو لا يزال معاه ولن يتركها قال – بس احنا متخلناش عنها ..
قاطعه بغضب وهو يقول – بس بقا هات زفت عنوان المستشفى دى بسرعه
صمت احمد قليلا وعم الهدوء تعجب يحي وقال – اى متعرفش هى فين كمان
– عارف
– وساكت لى
– لا معدتش هناك يا يحي .. روح هربت
بصله يحي بصدمه وقال – انت قولت ايه .. هربت ازاى يعنى
– خرجت من المستشفى ومحدش .. يعرف طريقها ده تانى يوم ليها وهى برا
وقع هذا على يحي كخبر صادم قال – يعنى برا البيت بقالها يومين
كمل بغضب – وانتو بتعملو اى بتقول انك كنت مخلى بالك عليها وقاعد هنا ولا على بالك ولا ابوها.. انتو عايزين تشلونى
– لا انا كنت لسا خارج رايحلهم، احنا بندور عليها والله
– انا لسا هستناكو لما تدوروانا هلاقيها بنفسي
خرج يخي نادته سلمى لكنه لم يرد على أحد فهو لا يستمع سوى لنفسه فتلك حبيبته ولا يعلم اين ممكن ان تكون وبأى حاله هي
ركب عربيته بص لعجله القياده وكانه متردد يقود وكأن شيئا ما به يخشي حدوثه وهو انه لا يزال مريض لكن تنهد وقاد لا مباليا
بنفسه خرج تلفونه وهو بيسوق وعمل مكالمه
– اى يا يحي عاش من سمع صوتك
– عايزك فى خدمه
– طب تعالى انت عارف مكانى
قفل معاه وأقام مكالمه اخرى
كان عماد مع على رن تلفونه شاف علطول لانه ممكن ان يكون متعلق بابنته بس لما شاف الرقم تفاجئ كثيرا
قال على – مين
– ده رقم يحي
قال على بدهشه – يحي .. طب رد ممكن يكون تلفونه مع حد وفى حاجه جديده
ازمأ له وبالفعل رظ لكن قبل ان يتكلم سابقه صوت يحي وهو يقول
– المستشفى الى روح كانت فيها اسمها ايه
اتسعت قدحتا عيناه بصدمه لسماع صوته وهو لا يصدق حتى كلامته تلاشيت
– اانت .. ازاى ..
– بسرعه يا عمى مش وقت صدمه انا عايش المهم هات سجل الكاميرات الى فى المستشفي إلى هناك خلال فتره قعاد
روح فيها وهبعتلك عنوان تعالى عليه
وانهى مكالمته على ذلك بص على الى عماد وقال – فى حاجه يا خالى
– يحي .. يحي عايش
اتصدم على وبصله بشده وقال – عايش
اومأ عماد وهو مصدوم فهل كل ما مرو به ومعانة ابنته كانت محض سخريه منه ، تذكرها فقال – روح
وصل يحي المكان التى يقصده نزل وكان امام قسم شرطه دخل وتوجه لمكتب دخل لينظر اليه رجل فى الاربعين قرب من وصافحه قال
– عامل اى بقالى كتير مشفتكش اخر مره لما وصتنى على الواد صاحب الصوره الى نزلتلك مع البت الى هيا..
تنهد يحي وهو يقول – مش وقته
– مالك .. اى الخدمه الى انت عايزنى فيها صحيح
– انت الى مسؤل عن كاميرات المنطقه دى
– مش انا بس اعرفك اوصلك ليهم
– طب تمام يلا
– الى تشوفه
وفعلا خد جاكته وخرج معه قابل عماد وعلى وكانو لسا واصلين بصوله بصدمه من رؤيته فهو بالفعل على قيد الحياه انهم لم يتخيلو، لم يبالى يخي من صدمتهم فهو على عجله من امره
– جبت السجل
اومأ له واداله كرت خده يحي وركب مشي فتبعوه ووصل يحي الى مكان وكان وحده مسؤله الموطنه الخاصه بالمنطقه ومعرفه ما يحدث فيها بصو ليحي تقدم منهم الرجل سلمو عله اخبرهم بما يريده يحي وكان متابعه اى لقطات قبل يومان استغربو من طلبو بس نفذو ما يريده واحضرو له السجل فى هذا اليوم والشوارع الى مفهاش كاميره كلمة اصحاب المحلات فى هذا الحي وخدز سجل الكاميرات المطله على الشارع كانو يفعلون ما يريده يحي
حيث حل الليل واحضرو ما يريده فقام بتشغيل كل شيء فى الحاسوبات التى امامه وجلس وهو يتابع اى حركه وعيناه معلقه على كثير من شاشه كان عماد وعلى واحمد بنظرون اليه والجميع يساعدونه فى رؤيتها حيث مر الوقت وكانت عيناه لا تزال مبحلقه فى الشاشات وصل منتصف لحد الفجر والجميع قد غفى على نفسه من الجلوس ويحي مستيقظ فى تلك الغرفه ولم يمل ولم ياتى له غفله ان عقله حائرا مشغولها بها واين ممكن ان تكون لا يريد ان يسرع اى لقطه فتمر من امام عينه وهو لم يراها
طلع الصباح وجدوه لا يزال مستيقظ سالوه ان كان قد راى شيئا لكنه نفى فهو يرى لقطات يوم كامل لكن قبل ان بتحدث كانت عيناه التقطت روح لم يصدق انه رأها
كانت تسير نظر اليها ولحالتها وهو متشوق اليها لكن احمرت عيناه وهى تدمع وهو يرى حالتها وتضم زراعيها وتخفض راسها وشعرها مبعثر حتى لا ترتدى حجابها ولا تنتعل حذاء حيث كانت تسير وخطواتها ثقيله وتتعرج من الاشياء التى تتدهس فوقها لكن لا تتالم كأنها مغيبه
كل هذا لاحظه وهو يراها وقلبه يؤلمه كثيرا جمع قبضته وعروقه بارزه وعيناه تجحظان ويشعر بغصه فى حلقه بصله احمد وكانو حزينين لرؤيتها ايضا لكن يحي التى كانت الصدمه لانه عاد وراها هكذا وهو تركها مشرقه
وجوده يتابع ويتمالك ويرى الشوارع الاخرى التى سلكتها مر وقت وكان يرى عنوان كل ما تمر به حتى انقطعت ولم يعد يراها
قال على – راحت فين
كانو مستغربين قال يحي – الشارع الى جاى الطريق العام نهايته ابعد من تحددها كاميرا مراقبه عشان كده فى بوليس مرور
رفع وجهه وهو يكمل – يعنى ممكن يكونو شافوها
وما أن انهى جملته وذهب على الفور نزل من المبنا ركب سيارته وغادر دون ان يستمع لأحد
وصل لذلك المكان وشاف بوليس زى ما كان فى معلمواته سأله عن روح فسالوه عن مواصفتها فوصفها لهم لكنهم بدى على وجههم الجهل
– ممكن تكون معدتش من هنا اصلا
– ازاى؟
– فى طريق مباشر غير ده عشان زى منتا فاهم اللجن وكده
– فين الطريق ده
– هتلاقيه فى وشك على ايدك الشمال
اومأ له يحي ومشي سريعا وذهب لطريق وهو ينظر من النافذه يتمنى ان يراها وفى منتصف الطريق توقف بسيارته دفعه واحده حين رأى شيئا
فتح باب ونزل واتقدم وجد وشاح ملقى على الارض انحنى والتقطه ولما بص فيه تذكر روح فكان هذا الوشاح حول عنقها اسرع وركب سيارته وانطلق بها حين علم انه على الطريق الصحيح
– ارجوكى ياروح استنينى أنا جايلك
كان يمسك وشاحها بقبضته وهو مشتاق لها وقلبه ينبض خوفا عليها
حتى ظهر على الطريق الجانبى له شاطئ لا يعلم شيئا ما اراده ان ينظر نحوه وبالفعل غير مساره وتوجه هناك لكن الصدمه كانت حين اقترب وراها عند البحر انحرف عن طريقه وهو ينطلق بسيارته إليها وانصدم حين وجدها تلقى نفسها فى عمق البحر
– رووووح
B
لو كان يحي قد تأخر عنها لكانت روح فارقت الحياه بالفعل
قعد عماد وهو مصدوم والخوف يتملكه وعينه مدمعه على بنته
– روح
مكنش مصدق الى بنته حاولت تعمله بص ليحي قال بحنق
– انت .. ايوه انت السبب لو كنت خسرت بنتى ما كنت هرحمك وهخليك تحصلها
لم يكن يظهر على يحي سوى الصمت قال على – أهدى يا خالى مننساش أنه هو إلى رجعها
– بعد اى أنا بنتى اتحرمت من الامومه بسببه
لم يعلق يحي بصوله لصمته اكمل عماد – رجع بعد أما زيف موته .. مكملتش تمثليتك لي .. استفدت اى باختفائك ده
كان منفعل بصله يحي تلك المره وقال بصوت مبحوح – انا مقدر خوفك عليها بس انا فيا إلى مكفينى بالله عليك سيبنى فى حالى
بحه صوته كانت تشير إلى حزنه وكأنه يمنع نفسه من البكاء
– اسيبك مكفكش إلى حصلها من وراك وال كان لسا هيحصلها
تنهد وهو يقول – انتو مش فاهمين حاجه بتحطو اللوم عليا وانا مقصدتش كل ده يحصل
قالت كوثر – متفهمنا يا يحي احنا مبنحملكش مسؤوليه الى حصل انت اكتر واحد بتحب روح وخوفت عليها اكتر مننا بس لى تبعد المده دى
صمت يحي كان عماد لسا هيتكلم سمعو صوت من الأوضاع علمو أن روح افاقت
دخلو بص عماد على ابنته وهى تستعيد وعيها قرب منها بحزن وحضنها
– روح .. انتى كويسه يا حبيبتى
لم ترد لكن حزنت من خوف والدها يبدو أنه عرف
– كده توقعى قلبى عليكى لى تعملى كده عايزه تسبينى
– أنا اسفه
– أنا إلى آسف متزعليش منى عشان سيبتك هناك ومشيت، المهم انك كويسه
صمتت قليلا ثم قالت – بابا
– نعم
– عايزه امشي من هنا
تفاجأ الحنيع من طلبها لكن عماد لم يتردد وقال
– حاضر يلا
تدخل يحي وهو يقول – يلا أى وتمشي على فين ده بيتها
– معدتش بيتى
بصلها بحزن من إلى بتقوله سندها عماد وقف يحي أمامه ببرود وقال
– روح مش هتخرج من هنا
بصله عماد بشده وقال – جرا اى يا يحي انت هتمنعنى اخد بنتى ولا ايه
– بنتك إلى هى مراتى وليا حق عليها وانها متسبش بيت جوزها
– البت مش عايزه تعقد هنا هو بالعافيه
بص يحي لروح قرب منها قال – روح معقول مش عايزه تشوفينى .. بعد أما رجعتلك عايزه تبعدى عنى
مكنتش بصاله وعينها مدمعه فهى لسا مش مصظقه أنه عايش أنها سعيده وحزينه فى نفس الوقت بما فعله واختفائه التى ضر بها كثيرا طائشته وتهوره بالجازاه بها
مسك أيدها بصلها فى عيناها وقال – وحياتك عندى ما كان فى ايدى أنا عمرى ما اعمل فيكى كده
كبحت دموعها وهى تتفادى النظر إليه
– طول الفتره دى مختفتش من فراغ أنا كنت فعلا غايب … نا كنت بموت وفى اى لحظه خبر موتى كان هيبقا مؤكد للكل مش ليكو بس
بصوله بشده واستغراب شديد وهما مش مستوعبين إلى بيقوله صمت قليلا وهو يخفض عيناها ويقول
– أنا متعافتش بالكامل اصلا
بصوله بصدمه ليجدوه يكمل
– أنا لسا مريض
reaction:

تعليقات