Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جبر السلسبيل الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نسمة مالك

 رواية جبر السلسبيل الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نسمة مالك 


رواية جبر السلسبيل الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نسمة مالك 




دقائق معدودة و كان وصل "عبد الجبار" بسيارته داخل حديقة منزله، تزامنًا مع خروج زوجاته معًا من باب المنزل الداخلي.. 

بهتت ملامح "خضرا" و شحب وجهها كشحوب الموتى حين رأته مقبلًا عليهما بخطوات أقرب إلى الهرولة، لا يرى أمامه من شدة انفعالاته المضاربة، يرمقها بنظرته المتأججة حتى أصبح الخوف واضحًا عليها لمرآي وجهه الغضوب.. 

توقف أمامهما مباشرةً، يتنقل بعينيه بينهما، كانت "سلسبيل" مبتعدة بعينيها عنه عن قصد لتتجنب نوبة غضب ضُرتها ، بينما "خضرا" مختبئة خلفها تنظر لزوجها نظرة متوسلة و هي تقول بصوتٍ جاهدت على جعله طبيعيًا لكنه خرج مرتجف.. 
"أيه اللي رچعك بدري أكده يا عبد الچبار!!.. إحنا كنا رايحين لدكتور سلسبيل و هنعاود طوالي قبل رچعتك يا خوي".. 

نظر لها لدقيقة كاملة بصمتٍ، تعجبت "سلسبيل" من ما يحدث حولها، فرفعت عينيها بستحياء و تنقلت بينهما مرددة بقلق.. 
"هو في حاجة الدكتور قالها و أنتو مخبين عليا يا أبلة خضرا ؟! ".. 

أخيرًا وجدت" خضرا " جحة تفر بها من أعين زوجها، و نظرت ل" سلسبيل " بابتسامة زائفة و جاوبتها قائلة.. 
"لا يا خيتي أطمني مافيش حاچة.. متقلقيش واصل".. 

نظرت لزوجها و تابعت بتوتر.. 
" زي ما قولتلك عبد الچبار حدتني و قالي نچهز عشان معاد الكشف بتاعك الليلة.. مش أكده يا خوي".. 

ظل على صمته المريب دون أن يبتعد بعينيه عنها حتى نطق بهدوء رغم غضبه الظاهر على قسماته العابسة بشدة.. 
" چهزيلي الحمام قوام يا أم فاطمة".. 

انصاعت "خضرا" لحديثه في الحال و هرولت عائدة نحو الداخل بخطي راكضة ،و إبتسامة تزين محياها المرتعدة، فزوجها رغم غاضبه منها لم يكسر خاطرها و قدر مشاعرها أمام ضُرتها.. 

 بينما هو أنتظر حتى تأكد أنها أبتعدت عنهما، و مد يده و جذب "سلسبيل" من معصم يدها، جذبها خلفه وسار بها نحو سيارته،فتح الباب و دفعها برفق حتى جلست بالمقعد الخلفي مردفًا بصوته الأجش.. 
"استنيني أهنه يا سلسبيل.. هغير خلجاتي و أرچعلك".. 

حركت رأسها له بالإيجاب ، ليهبط هو بكفه بحركة سريعة حتى قبض على كفها الصغير داخل راحة يده الضخمة، ضغط عليه بحنو، و سحب يده ببطء و هو يتحسس بشرتها الناعمة بشغف أسفل أصابعه الخشنة.. 

"مش هتأخر عليكِ".. 
قالها بابتسامته الجذابه و هو يغلق باب السيارة عليها، و دلف بخطي واسعة لداخل منزله، حيث قصد من فوره الدرج المؤدي للغرفة المتواجدة بها "خضرا".. 

دفع "عبد الجبار" باب الغرفة، و اندفع نحو لداخل غالقًا الباب خلفه بقوة، تسمرت محلها لبرهةً و هي تراه يقتحم عليها الغرفة هكذا و يرمقها بنظرات تطاير منها الشرر.. 
"أني چهزتلك الحمام ".. 
نطقت بها بصوتٍ خفيض بعدما ابتلعت لعابها بصعوبة بالغة، تسارعت نبضات قلبها حين لمحته يقترب منها بخطوات هادئه تشبه خطوات فهد يستعد للانقضاض على فريسته.. 

كتمت شهقة حادة حين شعرت بذراعه يحيط كتفيها ، و سار بها نحو أقرب مقعد اجلسها عليه، و جذب مقعد أخر وضعه مقابل لها تمامًا، و جلس عليه، مال بجزعه العلوي عليها مستند بمرفقيه على ركبتيه، نظر لها نظرة جامدة لأول مرة و تحدث بتساؤل قائلاً.. 
"من مِتي و أنتي بتخطي برة عتبة الدار بدون علمي يا خضرا ؟!".. 

صاح فجأة بصوتٍ جوهري دب الذعر بأوصالها مكملاً.. 
"من مِتي و أنتي بتفتحي باب للشيطان بنتنا يا بت الناس".. 

"من ساعة ما اللي اعتبرتها زي خيتي سرقتك مِني".. تمتمت بها بحشرجة مهددة بالبكاء.. 

رفع" عبد الجبار " حاجبيه معًا و هو يقول بستهجانٍ.. 
" سرقتني منك ! مش أنتي بنفسك اللي كنتِ هتحبي على يدي لاچل ما أكتب عليها، و لما أني رفضت و قولتلك معاوزش اتچوز عليكِ رغم أن ده حقي و سلونا في الصعيد إن الراچل مُلزم يتچوز أرملة أخوه، و إني رافضت لخاطر زعلك أنتِ.. روحتي من چهه تانيه و زنيتي على ودن البنته الصغيرة و طلبتِ يدها لاچل ما تحطيني قدام الأمر الواقع بعد ما سألتي الدكتور و ضمنتي أنها مش هتقدر لا على حمل و لا على خلفه، و لا حتى تقدر تعطيني حقوقي الشرعية".. 

صمت لوهلة، و نظر داخل عينيها المتحجرة بها الدموع، و تابع بأسف.. 
" مجاش ببالك وقتها أنها بعد ما تبقي مَراتي هيبقي ليها حقوق عندي هتاخدها كاملة حتى لو هي متقدرش تعطيني حقي عنِدها.. اعقلي يا بت الناس و لجمي نار غيرتك بدل ما تتحرقي أنتي أول واحدة منِها.. ويكون في علمك فانز نسوووم اللي معترض على جوازي عليكي و مقويكي على عمايلك المهببة دي مش هينفعك لو حصل بنتنا حاچة عفشة".. (🌚🌝) 

مسح على وجهه بعصبية و هو يطرد زفرة نزقة من صدره، و انتصب واقفًا و سار تجاه النافذة وقف خلفها يتابع تلك الجالسة داخل سيارته مكملاً بصوتٍ يحمل بين طياته حزنٍ دفين استطاع إخفاءه لسنوات طويلة.. 
"كتبت عليكِ و بقيتي على ذمتي يا خضرا من غير ما ألمح طيفك حتى.. كنت ولد 21 سنة و أبوي اختارك ليا لأنك بنت أعز أصحابه و مقدرتش أكسر كلمته.. و اتفاچأت وقتها برفض أمي و حتى رفض كل أهل البلد قريب و غريب".. 

كانت قد وقفت هي الأخرى، و سارت نحوه حتى أصبحت خلف ظهره، تستمع له بصمت و أعين تفيض بالدموع، و بهمس متقطع قالت.. 
" كانوا مستعچبين كيف وافقت تتچوز حرمة تشبه الدكر مافيهاش ريحة الأنوثة، و قالولي أول ما يشوفك هيطلقك و ترچعلنا بالفطير سخن ".. 

استدار لها، و إحتوي جانب وجهها بكفه مغمغمًا بابتسامة .. 
" بس خيبت ظنونهم كلهم و نصفتك عليهم، و من وقتها و طوال 12 سنه چواز و إني شايلك چوه عيني و عمري ما هان على زعلك.. لكن في المقابل هان عليكِ أنتِ زعلي يا خضرا".. 

" لع.. كله إلا زعلك يا سيد الرچاله كلهم".. 
غمغمت بها و هي تميل على كتفه و تلثمه بعمق مكملة.. 
"حقك عليا.. حقك عليا يا سيد الناس.. أني مقصدش أزعلك.. الغيرة وچعها واعر على جلب العاشق.. و إني بعشق تراب رچليك يا عبد الچبار".. 

أبتلعت غصة مريرة بحلقها و تابعت بابتسامة متألمة.." وأنت بقيت خابر زين غيرة العاشق واعره قد أيه بعد ما جلبك عشق اللي بتقول عنِها متقدارش تعطيك حاچة"..

وضعت راحة يدها على موضع قلبه، و تابعت بقوة مصطنع.. 
" هي الوحيدة اللي قدرت تاخد جلبك".. 

يتتبع الفصل التالي اضغط هنا

الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية" رواية جبر السلسبيل " اضغط علي اسم الرواية

عرض التعليقات

تعليقات