Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جبر السلسبيل الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسمة مالك

 رواية جبر السلسبيل الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسمة مالك 


رواية جبر السلسبيل الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسمة مالك 




"رحمَ الله رجلاً تحمل تقلبات أمرأته النفسية ، فصبرَ و هوّن و قَدر".. 

"عبد الجبار".. 
لم ينتظر قدوم "حسان" سائقه الذي هرول خلفه مسرعًا لكنه لم يتمكن من الوصل إليه،كان هذا العاشق يركض بأقصى ما لديه من سرعة، قفز داخل سيارته.. 

انفجر هدير محرك السيارة عاكسًا غضبه عليها، ليطير الغبار من الخلف بقوة لحظة إنطلاقها، كان هاتفه مازال على أذنه، يستمع لصرخات زوجته و بكاءها الذي يقطع نياط القلوب.. 
"مَراتي مالها يا أمه!!!.. أني مهملها زينه.. عملتوا فيها اييييييه!!!".. 
صاح بها بلهجة لا تخفي غضبه المشحون أبدًا.. 

"أني مليش صالح والله يا ولدي.. مَراتك الخبيثة خضرا هي السبب..سمعتها و هي بتقولها إنك خابر مكان أهل أمها لأجل ما تطفشها.. البنته سمعت منِها حديتها العفش من أهنه و عديك على حُصل"..

كان يستمع لحديثها الذي بمثابة سكب الزيت على النيران، أصبح وجهه كتلة حمراء من شدة غضبه، عروقه برزت بخطورة، يصطك على أسنانه بعنف كاد أن يهشمهم حتى وصل صوتها لسمع" بخيتة " التي تبتسم بفرحة بعدما إنتهزت الفرصة بإمساك غلطة على" خضرا".. 

صرخات زوجته المستمرة كانت كالسهام السامة التي تصيبه في مقتل دون رحمة، يقود سيارته كالمجنون،حتي أنه سار بالطريق المخالف، كأنه داخل سباق مميت، لا يأبى لأي شيء الآن سوي أن يصل إليها.. 

.................... سبحان الله العظيم..... 

"سلسبيل".. 

 لقد أصبحت حقًا بحالة يرثي لها، تصرخ بكل الوجع المكتوم بقلبها، غاب عقلها عنها، و لم يتبقى لها غير الألم الذي ينهش قلبها بلا توقف.. 

كانت "خضرا" تبكي بنحيب، و جسدها يرتجف بوضوح من شدة فزعها و هي تري حالتها تزداد سوء، لترمقها "سلسبيل" نظرة يملؤها الخذلان مردفة بصراخ مقهور.. 
"أنا عارفة إنك قولتيلي كده عشان مبقتيش عايزاني أفضل هنا.. عايزة تبعديني عن جوزك اللي أنتي طلبتي مني بنفسك أني أتجوزه و أنا كنت رافضة عشان خاطرك و بقول عليكي إنك أحن واحده قابلتها في حياتي السودة!!!.. دلوقتي عايزاني أغور في داهية بأي طريقة المهم تخلصي مني يا أبلة خضرا مش كده".. 

سقطت على ركبتيها أرضًا بعدما شعرت بتهاوي جسدها، و تابعت بغصة مريرة.. 
" أنا معرفش أهل أمي دول هيفتحولي بيتهم، ويقبلوا يعيشوا واحده معاهم رجعالهم بعد السنين دي كلها و عايزه تفضل عندهم بعد ما تطلب الطلاق من جوزها، و أبقى مطلقة و كمان مريضة!!!".. 

أطبقت عينيها ببطء لتنهمر عبراتها على وجنتيها بغزارة اختلطت بحبات العرق المتناثرة على وجهها الشاحب، رغم برودة جسدها الشديدة،و أكملت بحسرة تملئ صوتها المبحوح.. 
" كنت بصبر نفسي وبقول لو اتخلوا عني تاني فربنا عوضني بيكم يا أبله خضرا.. لكن دلوقتي أنتي مش عايزاني هنا، و أنا برغم لهفتي على أهل أمي إلا أني خايفة و زعلانه منهم و عمري ما هسامحهم على موت أمي و بهدلتي كل السنين دي".. 

"أهدي يا خيتي.. حقك على راسي.. بس كفايكِ يا حبيبتي و حياة اللي خلقك.. بكفايكِ بكي".. 
نطقت بها" خضرا " و هي تقترب منها بحذر فاتحة ذراعيه لها و تابعت بنبرة متوسلة.. 
" تعالي في حضني يا بتي"..

لم تستمع" سلسبيل "لكلمة مما قالته، كانت تطلع تجاه السكين الموضوع فوق طبق الفاكهة بنظرات بائسة، غمرها شعور اليأس و تمكن منها، و سيطرت فكرة الانتحار على عقلها للمرة الثالثة بعد محاولتين قبل سابق فاشلتين، ابتسمت ابتسامة مخيفة و قد هُيئ لها أنها لربما تنجح محاولتها هذه المرة و تتخلص من عذبها هذا إلى الأبد.. 

وجهت "خضرا" نظرها تجاه ما تنظر له، لتجحظ عينيها على أخرها، و تتراجع للخلف بعيدًا عنها بهلع و قد ظنت أنها تفكر بقتلها و التخلص منها.. 
"اعقلي يا سلسبيل اللي بتفكري فيه ده غلط واعر قوي يوصلك لحبل المشنقة".. 
غمغمت بها و هي تبتعد عنها بالقدر الكافي متجهه نحو باب الغرفة المفتوح، آخذة وضع الإستعداد للركض إذا فعلت ما تظنه.. 

اعتلت ملامحها المرتعدة الدهشة حين صدح صوت ضحكة "سلسبيل" عالية، تضحك بقوة بينما عبراتها تسيل كالمطر على وجنتيها، و بصعوبة قالت من بين ضحكتها المختلطة بشهقاتها.. 
"أنتي فكراني عايزه أقتلك أنتي!!!".. 

نطقت بها و هي تتحامل على نفسها، و اعتدلت واقفه و ركضت نحو السكين بخطي متعثرة، أمسكته و وجهته في الحال نحو موضع قلبها النازف بسبب جراحها الغائرة.. 

تنهدت براحة ،و من ثم أغلقت عينيها، و أخذت نفس و ضغطت بكل قوتها على السكين الحاد، 
هنا صدح صوت صرخات "خضرا" مرددة.. 
"يا مري.. يا حومتي.. يا مراري عليك يا راچلي".. 

صرخاتها صمت أذن "سلسبيل" التي تعجبت من عدم شعورها بأي ألم، لتفتح عينيها بصدمة حين إخترق أذنها صوت زوجها الصارم قائلاً بأمر.. 
"اخرسي يا حرمة.. كفايكِ عويل عاد، و غوري من أهنه دلوجيت".. 

نفذت" خضرا" أوامره دون تردد و فرت مسرعة نحو الخارج، فنظرته لها و عينيه التي يتطاير منها الشرر دبت الزعر بأوصالها.. 

كانت "سلسبيل" عينيها الممتلئة بالدموع معلقة به كالغريق الذي وجد أخيرًا منقذه، إستدار هو لها بلهفة، و تقابلت أعينهما بنظرة ملتاعة، و بهمس مرتعش قالت.. 
"أنا تعبت من البهدلة دي عبد الجبار.. والله تعبت مبقتش قادرة استحمل أكتر من كده ".. 

"ما عاش و لا كان اللي يمس شعره من شعرك يا بنت جلبي".. 
قالها "عبدالجبار" وهو يرنو منها، و كفه القابض على نصل السكين يبعده عنها بحرص حتى لا يمسها و لو بخدش صغير.. 

أنتبهت "سلسبيل " للتو على الدماء التي تسيل من يده أثر جرح نافذ براحة يده، فشهقت بقوة، و هي تمسك يده بين كفيها الصغيرتان مردفة بأنفاس منقطعة من شدة خوفها عليه.. 
" إيدك.. إيدك اتعورت بسببي يا عبد الجبار".. 

قالتها و هي تدور بعينيها عن شيء توقف به نزيف الدماء، فأسرعت برفع طرف منامتها، و وضعتها على جرحه، و قد بدأت تنتفضت بشكل ملحوظ، و قدميها لم تعد تحملها، فألقت بثقل جسدها عليه،

 استقبلها هو بترحاب شديد محاوطها بذراعيه الأخر من خصرها حتى أصبحت قدميها بعيدة عن الأرض بمسافة ليست بقليلة بسبب فرق الطول بينهما ، مقربها من صدره بعناق محموم دافنًا وجهه بعنقها أخذً نفس عميق يملئ رئتيه بأكبر قدر كافي من عبقها مدمدمًا.. 
"عبد الچبار كله فداكي يا حبة الجلب".. 

بستحياء تمسكت به بإحدى ذراعيها بكل قوتها، و يدها الأخرى مازالت ضاغطة على جرح يده، و تركت لدموعها العنان تبكي و تأن على صدره تشكي له بدموعها وجعها و ألمها، و هو يزيد من ضمها له يحتوي جسدها الصغير بجسده الضخم حتى اختفت بين ضلوعه، يهمس لها بكلماته الحانية التي تثلج قلبها و تبث الطمأنينة بأعماقها.. 

....................لا إله إلا الله وحده لا شريك له..... 

"جابر".. 

يدور حول نفسه كالأسد الحبيس، يجذب خصلات شعره الناعمة بعصبية مفرطة، و يتحدث بغضب عارم قائلاً.. 
"عيله مكملتش العشرين سنة تتجبر تتجوز مرتين بالغصب!!!".. 

"يا ابني أهدي و فهمني اللى حصل".. 
نطق بها "فؤاد"، و ابتلع رمقه بتوتر مكملاً.. 
"و عرفت منين بس أنها اتجوزت غصب.. مش يمكن برضاها يا جابر".. 

لكم "جابر" الحائط بقبضة يده، و تابع بغيظ.. 
"أبوها إبن ال*** هو اللى قالي بكل بجاحة معنديش حريم ليهم رأي يا جدي".. 

"طيب فهمني انت ناوي تعمل أيه دلوقتي بعد ما عرفت أنها على ذمة راجل".. 

"مش هسيبها".. هكذا أجابة دون تفكير، حاسم قراره ولن يترجع فيه،لمعت عينيه ببريق مخيف مكملاً.. 
"هوصلها.. و ساعتها هقرا عينيها و أعرف هي عايزة تكمل مع جوزها ده و لا لاء، و لو حسيت للحظة أنها مجبورة على العيشة معاه هخلصها منه بأي طريقة".. 

صمت لبرهةً و تابع بجمله أسقطت قلب جده حين قال بوعيد.. 
"حتى لو وصلت للقتل".. 

.........................سبحان الله وبحمده...... 

مر أكثر من أسبوع على ما حدث، عبرت خلاله"خضرا " لزوجها عن ندمها فيما فعلته، و هو سيطر على أعصابه معاها عندما رأي مدي خوفها منه الذي جعلها تفقد الوعي أكثر من مرة أمام "بخيتة" التي ترمقها بنظرات حاقدة بعدما فشلت فرصتها في التوقيع بينهما ، 

بينما "سلسبيل" استقرت حالتها بعدما أطمئنت على يد زوجها، لمرتها الأولى لم تستطيع إخفاء خوفها عليه و هذا جعل قلبه يرفرف بين ضلوعه فرحًا، و استدعى الطبيب المعالج لها ليقوم بالكشف عليها حتى يطمئن هو الأخر عليها، 

و حينما اطمئن على زوجته تعامل مع الموقف بتراوي و تعقل، و احتوي جميع الأطراف، و قد ظن أن غيرة أم ابنتيه ستهدأ بعد تقديره لها، و تغاضيه عن أفعالها، 

لكن العكس كان هو الصحيح، فكلما أراد أن يقضي ليلة برفقة "سلسبيل" يجد الصغيرتان نائمتان بجوارها على الفراش بأمر من "خضرا"، فيحملهما على ذراعيه، و يسير بهما نحو غرفتهما، و حين يعود يجد الباب قد أغلق من الداخل بالمفتاح..

"افتحي يا سلسبيل!!".. 
قالها بنبرة محذرة تدل على نفاذ صبره، 

"أنت عارف إني مش هفتح يا عبد الجبار ".. 
قالتها "سلسبيل" بصوتها الرقيق الذي يذيب قلبه، فستند بجبهته على الباب مغمغمًا بصوته الأجش الذي يزلزل كيانها كله دفعة واحدة.. 
"أفتحي يا بت جلبي بدل ما أهد الجدار كله مش الباب بس".. 

استندت هي الأخرى بجبهتها على الباب من الداخل، و همست بصوت خفيض وصل لقلبه قبل سمعه قائلة.. "هخاف منك لو عملت كده، و انا مش عايزه أخاف منك".. 

عض شفتيه بقوة حتى أدمها، و تحدث من بين أسنانه بغيظ شديد قائلاً.. 
" لو يدي وقعت على اللي بيعطيكي مفتاح الباب كل ما أخفيه منِك مهخلهوش ينفع حاله تاني واصل".. 

ضحكت "سلسبيل" بنعومة مدمدمة بخجل.. 
"اممم.. طيب تصبح على خير".. 

ابتسم بسعادة لسماع ضحكتها، و رد عليها بلهفة قائلاً.. 
"وأنتي من أهلي".. 

قالها و سار من أمام غرفتها على مضض، دلف لداخل غرفة" خضرا " التي تصطنع النوم غالقًا الباب خلفه بعنف.. 

تطلع لها بصمت قليلاً قبل أن يقترب منها ويجلس بجوارها على الفراش، و يتحدث بهدوء عكس مظهره الغاضب قائلاً.. 
"خابر إنك صاحية يا خضرا".. 

بعدت الغطاء المختبئة أسفله عن وجهها ببطء، و نظرت له ببراءة مرددة.. 
"أيه اللي رچعك تاني يا خوي".. 

نظر لها بحاجب مرفوع فكان شكله بغاية اللطافة و الوسامة أيضًا.. 
"و أخرتها وياكِ يا بت الناس .. من مِتي و أنتي أكده يا خضرا.. بتعطي المفتاح لسلسبيل من ورايا لأجل ما تقفل على نفسها".. 

صمت للحظة و رمقها بنظرة عاتبة مكملاً.. 
"أني مقصر معاكِ في حاچة يا خضرا !!".. 

حركت رأسها بالنفي، ليكمل هو بحدة.. 
"أنتي أكده ظالمه، و إني لحد دلوجيت مطول بالي عليكِ".. 

" غصب عني يا عبد الچبار"..
قالتها بصوت تحشرج بالبكاء و هي تعتدل جالسة، و نظرت له بأعين ترقرقت بها العبرات.. 
"غيرانه عليك و جلبي مولع نار يا خوي.. مقدراش أشوفك وياها.. عقلي بيچن مني".. 

ضربت على صدرها بحركة استعطافية، و تابعت بتوسل.. 
" طلقها و وديها لأهل أمها أحب على يدك... ".. 

"أطلقها!!!".. صرخ مقاطعًا بعنف شديد، ليطبق الصمت من طرفها على الفور، بينما يستطرد بغلظةٍ.. 
" أنتي اتخبلتي في عقلك إياك.. تتحايلِ عليا ياما
 اتچوزها، و دلوجيت عايزاني أطلقها!!!.. خضرا اعقلي و فكري في حديتك زين قبل ما تنطقيه، و أفهمي إن سلسبيل مَراتي كيفك بالتمام و هتفضل مَراتي، و أهل أمها دول أني هوديها بيدي تزورهم لما تطيب و تبقي زينة، و هترچع في يدي، و لو معوزهاش ترچع على أهنه هچبلها بيت چديد من بابه".. 

" لع..لع يا خوي أني هعقل.. بس ترچعها على أهنه"..
أردفت بها بجمود، و نظرات متأججة.. 

............................ صلِ على الحبيب..... 

مر يومان لم يتوقف خلالهما" جابر" عن محاولة الوصول ل" عبد الجبار " الذي أصبح بمثابة عدوه اللدود، كل أفعاله هذه تحت مراقبة" حسان" و رجاله.. 

بعد يوم عمل شاق عاد لمنزله بموعد غير موعده المعتاد لعله يلمح زوجته التي تحبس روحها بغرفتها فور شعورها بوصوله.. 

فتح باب غرفته و دلف للداخل، هم بغلق الباب خلفه، لكنه توقف حين استمع لصوت باب غرفتها يُفتح، طل برأسه قليلاً يسترق النظر تجاهها. 

كانت تسير لأول مرة بمفردها دون مساندة أحد، خطواتها متثاقلة، مرتجفة سيرها كمن يتعلم المشي حديثًا، حاملة على يدها بعض الثياب و منشفة قطنية، تتجه بهم نحو الحمام المقابل لغرفتها فعلى ما يبدو أنها تستعد لأخذ حمامها اليومي..

كان يتابعها بلهفة، و إشتياق فاق الحدود، هي معه أسفل سقف واحد بينه و بينها خطوتين و لم يستطيع ضمها لصدره،

تعثرت أنفاسه اللاهثة و قد غلبه شوقه لها جعله يفقد كل ذرة عقل به، و اندفع نحوها كالقذيفة المتوهجة بالنيران الحارقة،و قعد عقد عزمه على كسر ألواح خجلها منه.. 

"عبدالجبار أنت بتعمل أيه !!!"..
همست بها بعدما كتمت صرخة مرتعدة حين قبض هو بذراعيه على خصرها خطفها داخل صدره فجأة، و تحرك بها بلمح البصر حتى وجدت نفسها برفقته داخل حوض الاستحمام..

"هششش.. اتوحشتك قوي".. 
همس بها بأنفاسه المهتاجة الملتهبة تصفع وجهها
 قبل أن يطبق على شفاها بشفتيه.. 

كانت هناك أعين تراقبهما، و ركضت مسرعة للأسفل لتجد "خضرا" بانتظارها.. 
"ابوكِ دخل أوضته يا فاطمة".. 

حركت الصغيرة رأسها بالنفي، و اجابتها ببراءة.. 
"لع يا أمه دخل الحمام مع خالة سلسبيل و هو شايلها".. 

ضحكت "بخيتة" التي كانت تتجسس عليها كالعادة، ضحكة مستفزة تظهر جميع أسنانها و هي تقول.. 
"وه أمال عايزاه يشيل أمك العچل البغالي دهي.. يشيل مراته سلسبيل الكتكوته.. الصغيرة.. الصبية".. 
جملتها هذه جعلت النيران تلتهم قلب " خضرا " أكتر و أكتر...


يتتبع الفصل التالي اضغط هنا


الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية" رواية جبر السلسبيل "  اضغط علي اسم الرواية 
عرض التعليقات

تعليقات