Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جبران العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم دينا جمال

     

رواية جبران العشق الفصل الثاني عشر 

حل الليل سريعا وزينت الإضاءة المكان صوان كبير يصتف فيه المقاعد حول طاولات تحوي ما لذ وطاب وأربعة مقاعد بين كل زوجين مسافة صغيرة عُلقت الزينة وفرشت أرض الحي بنشارة الأخشاب الملونة ... أسرع زفاف يمكن أن يكن حدث في حيهم السماعات الصاخبة بدأت عملها باكرا مع تلك الأغاني الشعبية المزعجة ... رجال جبران يتحركون كالنحل في الخلية بالقرب منا هناك عند أحد صالونات قص الشعر ( الحلاقة ) الخاص بالرجال يجلس جبران علي أحد المقاعد وحسن جواره علي المقعد الآخر بالقرب منه شارد عينيه كدرة غائمة مشتتة انتبه حين اردف جبران يؤنبه : - قولتلك بلاش فكرتك الزفت دي ، لويت دراعها عشان ترضي تتجوزك ... تفتكر هي هترضي تبص في وشك بعد اللي عملته هترضي تبات معاك في أوضة واحدة ولا بردوا دي هتمشيها غصب يا حسن حرك رأسه بالنفي يتنهد بعمق غبي انجرف خلف غضبه وغيرته إحساسه الأعمي بأنها يجب أن تكن له هو الذي احبها رفع يديه يمسح بهما وجهه بعنف تنهد بعمق يتمتم : - مش عارف ،مش عارف أنا إزاي عملت كدة ، كل اللي كنت بفكر فيه أنها ما تبقاش لغيري ، مش ناسي صوتها وهي بتقولي انها بتكرهني وأنها عمرها ما هتحبني أبدا رفع حسن كفيه يخفي وجهه بينهما ليزفر جبران أنفاسه حانقا كم تمني لو يدفع رأس ذلك الأحمق إلي اللوح الزجاج أمامه عل عقله يرتد إليه ويفكر قليلا قبل أن يقدم علي أي فعل أحمق ... نزع المنشفة الصغيرة من أمام صدره جذب مقعده يقترب من حسن جلس أمامه يرتب علي كتفه يحادثه : - اللي حصل رغم أني نفسي أكسر دماغك علي اللي هببته الا أنه حصل خلاص خلاص والحتة كلها معزومة علي فرحكوا النهاردة لو اجلنا ولا لغينا هتبقي سيرة البت لبانة في بوقهم ، فالعمل دلوقتي ايه ... تقف علي إيديك ورجليك كدة إن شاء الله حتي تتشقلب علي الحيطان وتخليها تسامحك ، يا ابني الستات دول غلابة كلمة حلوة تكسبهم ... بس إنت دبش كلامك كله زي القرف ارتسمت ابتسامة باهتة ساخرة علي شفتي حسن اومأ برأسه دون اعتراض تلك المرة عليه فعلا أن يستمع إلي ما قال صديقه يكفي ما فعله بحماقته إلي الآن .. انتبها معا علي صوت أحد صبيان جبران يدلف للمحل يحمل حلتين في يديه يغمغم مبتهجا : - بدل الفرح يا معلم جبران ! _____________ تقف أمام مرآة الزينة في غرفتها تنظر لثوب الزفاف الذي اختاره هو كل شئ قرره هو وهي مشارك صامت في قصة حياتها كل ما جري ويجري وسيجري يحدث دون إرادتها مرغمة ، مجبرة مقيدة بأغلال الخوف من المجتمع ادمعت عينيها تمسك دموعها بشق الأنفس ، ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها تملئ مساحيق التجميل وجهها بشكل مبالغ فيه حتي بات لا تعرف أين قسمات وجهها الحقيقة أين اختفي الأمل من قلب أمل ، رأت من خلال سطح المرآة والدتها وهي تدخل إلي الغرفة ترتدي جلباب أسود به خيوط صفراء لامعة عينيها دامعة وجهها حزين قلب يتمزق عليها .. تحرك ناحية ابنتها وقفت خلفها وضعت يدها علي كتفها تربت عليه برفق تحشرجت نبرة صوتها تغمغم باختناق : - أنا بعت شنط هدومك اللي كنت بجهزك بيها بيت حسن ورصيتهم في دولابك ، الشقة حلوة عفشها كله جديد ، مبروك عليكِ يا بنتي لم تحتمل دموعها أكثر انهمرت سيول دموعها التفتت تلقي بنفسها بين أحضان والدتها شهقت بعنف شهقة حياة التقطها غريق بعد أن كادت تختفي أنفاسه انفجرت في البكاء تتمسك بوالدتها تغرق وجهها بين أحضانها تتمتم بحرقة من بين شهقاتها : - سامحيني يا ماما ، صدقيني أنا ما كنش ينفع ارفضه كان هيأذيكوا ، هيأذيكوا أوي ... بابا ما كنش هيتسحمل كفاية اللي هو فيه انهمرت الدموع من عيني سيدة تشارك ابنتها البكاء تمسح علي رأسها بحنو تربت علي ظهرها بخفة كما توقعت حسن هدد ابنتها لتوافق ، كم ذلك الرجل سئ ، سئ يعشق ابنتها !! أبعدت أمل عن أحضانها تحتضن وجهها بين كفيها تمسح دموعها بكفيها رسمت ابتسامة مرتعشة علي شفتيها تحادثها مترفقة : - أنا مش زعلانة منك يا حبيبتي وبعدين مين عارف مش يمكن هو فعلا شخص كويس واحنا ظالمينه وبصراحة شكله بيحبك أوي كانت تقول ما تقول من وراء قلبها كما يُقال في الامثلة الشعبية ولكنها لم تكن تملك سوي أن تواسي ابنتها تخفف عنها ولو قليلا ، اجفلتا معا علي صوت شهقة مفزوعة تأتي من ناحية باب الغرفة تلاها صوت عاملة صالون التجميل تصيح مذعورة : - يا نهار فحلقي الميكاج باظ دا شغل أربع ساعات مش هنلحق نعيده تاني .. نظرت أمل لها في اشمئزاز لتتوجه ناحية مرآة الزينة تلتقط محرمة مبللة بمادة تزيل ما علي وجهها تغمغم بنبرة قاطعة : - أنا مش هحط القرف دا علي وشي نظرت لانعكاس صورتها في المرآة تحديدا إلي عينيها الفيروزية تغمغم في نفسها : - ماشي يا حسن ، أنت اللي ابتديت وافتكر أن البادي أظلم علي صعيد آخر في منزل فتحية تقف وتر في غرفتها مطت شفتيها تنظر لفستان زفافها في العادة لا ترتدي فساتين مغلقة لذلك الحد ولكنه جيد إلي حد ما ... يبدو رائعا فيها تقسم أن لو أخري ارتدته لما كان بدا بتلك الروعة .. بالطبع لن تسمح لعاملات صالونات التجميل في ذلك الحي أن يقتربن من وجهها ، بشرتها حساسة لن تحتمل مساحيقهم الرديئة الشبه منتهية الصلاحية ... لديها علبة من مساحيق التجميل من أشهر الماركات العالمية وضعت هي زينة وجهها رفعت خصلات شعرها لأعلي ابتعدت قليلا عن المرآة تقيم انعكاس صورتها لتبتسم في خيلاء تبدو رائعة ، من الجيد أن لديها حذاء أبيض اللون ذو كعب سيفي بالغرض ، مالت ترتديه في لحظة دخول والدتها إلي الغرفة التي ابتسمت سعيدة تغمغم مبتهجة : - بسم الله ما شاء الله ، عيني عليكِ باردة يا بنتي ربنا يحفظك من العين ، ها خلصتي يا قلب أمك لم ترد علي سيل كلماتها سوي بابتسامة ساخرة ونظرة ازدراء متهكمة كتفت ذراعيها أمام صدرها تغمغم ساخرة : - اه خلصت وكويس إني ما فضتش هدومي من الشنط ، دلوقتي بس عرفت واتأكدت أن بابا كان عنده حق في كل كلمة قالها عنك ... كلمات حادة قاسية خرجت من فم ابنتها إلي قلبها مباشرة تمزقه فتاتا نعم والدها كان محقا ، الشيطان كان محق ! لا فائدة تنهدت بعمق تغمغم : - طب كويس انك خلصتي صبيان المعلم جبران بيسأذنوا يدخلوا عشان ياخدوا شنطك يودوها بيته تركتها وخرجت لحظات وعادت ومعها رجلين ابتسمت لهم ليلقي كل منهن عليها التحية اشارت لهم للحقائب ليحملها كلاهما يخرجان من الغرفة تحركت خلفهم فتحية وجهت حديثها لوتر دون أن تنظر إليها حتي : - أنا هروح أرص هدومك في الدولاب معلش استحمليني أم العروسة بقي وتركتها ورحلت _________________ ها هو يجلس في سيارته أمام مدخل الحي الشعبي ينظر لما يحدث في الحي بأعين حمراء كالجمر وجهه يكاد لا يُري من الكدمات جسده بالكامل به ما يغطيه ويزيد من لكمات جبران الغاضبة ... ذلك البربري الأهوج اطاح فرصة عمره ليصبح المالك الرسمي لمجموعات الدالي ... اكتشف بعد ذلك أنه ليس خالها كما ادعت ولكن بلطجي الحي التي تسكن فيه مع والدتها بعد أن تركها سفيان وفر هاربا نزل من سيارته يتحرك لداخل الحي دون حساب يخترق عش الدبابير توجه إلي العمارة السكنية التي عرف أنها تسكن فيها في الطابق الثالث ، توجه إليه وقف أمام الباب يدقه لحظة اثنتين ثلاثة إلي أن جاءت وتر تفتح الباب توسعت عينيها في دهشة ما أن رأته دهشة تحولت لغضب عارم لتصيح فيه : - أنت ليك عين تيجي هنا بعد اللي كنت هتعمله فيا يا بجاحتك يا أخي ، غور في داهية بدل ما اوديك في ستين داهية توسعت عيني طارق في دهشة أتقن رسمها علي قسمات وجهه ليغمغم مذهولا : - ايه اللي أنتِ بتقوليه دا يا وتر ، أنا عملت ايه ... هو فهمك ايه نظرت له بحذر تضيق عينيها شكا به في حين تجلي الكذب يرتدي ثوب الصدق علي قسمات وجهه ليخدعها فاردف سريعا : - طب ممكن تدخليني بس بدل ما احنا واقفين علي السلم كدة لم تكن تثق به ولكنها هنا في الحارة إن صرخت فقط ستجد ألف رجل علي رأسهم جبران هنا في أقل من ثانية ، افسحت له الباب ليدخل تعلقت عينيه بفستان زفافها يسألها مدهوشا : - أنتِ هتتجوزي ولا ايه ، أنتِ اتجننتي يا وتر هتتجوزي وباباكِ مش موجود لم ترد فقط وقفت جوار الباب المفتوح ترميه بنظرات غيظ تكاد ترديه قتيلا ليقطب هو جبينه يتمتم : - أنتِ بتبصيلي كدة ليه يا وتر ، هو خالك دا قالك ايه بالظبط ... دا أنا اللي جاي اشتكيلك منه هنا زاد حاجبيها انعقادا يشتكي لها ولما يفعل قبل أن تسأل بادر هو يغمغم : - فاكرة لما خدتك وطلعتي فوق وكان شكلك دايخ ، وقعتي فجاءة علي الأرض مغمي ، أنا اتخضيت جدا شيلتك وحطيتك في أقرب أوضة نوم ولسه بطلع موبايلي أكلم الإسعاف لقيت خالك دا دخل الأوضة هجم ونزل ضرب فيا بشكل هجمي جدا ، علي فكرة الجرد كانوا عايزين يودوه القسم بس أنا ما رضتش عشان خاطرك راح ناحية السرير وشالك ومشي جحظت مقلتيها فزعا كلام طارق يعني أن جبران هو من اخترع تلك الحكاية وهي الحمقاء التي صدقت ما قال ... احمرت عينيها غضبا ستريه ذلك البربري المخادع من الجيد أن فستان زفافها لم يكن من النوع المنفوخ من الأسفل نظرت لطارق تغمغم علي عجل : - طارق خليك هنا ثانية وجاية حرك رأسه بالإيجاب سريعا لتندفع هي إلي غرفة نوم والدتها ارتدت جلباب أسود واسع فوق فستانها لا قت لخلعه خرجت لطارق نظرت له تغمغم سريعا : - يلا نمشي بسرعة هب طارق من مكانه يتبعها يغمغم علي عجل : - حاضر حاضر ، أنا عربيتي مركونة قريب من هنا تحركت ناحية باب المنزل التفتت برأسها له تهدجت أنفاسها تغمغم سريعا : - كويس جدا يلا بينا حين عادت تلتفت إلي باب المنزل المفتوح رأته يقف أمامها يرتدي حلة سوداء لعريس يدس يديه في جيبي سرواله ابتسم يسألها في هدوء : - سايبة فرحك رايحة فين يا بنت الذوات _____________________ تجلس مكانها علي الفراش ساقيها تمتد أمامها اليسري يلتف حولها جبيرة ضخمة من بعد ركبتها للنهاية فالوقعة كانت حقا بشعة من الجيد أن ساقها فقط من تضررت ، صرخ مذعورا باسمها ما أن رآها أمامه أرضا تصرخ من الألم لينحني سريعا حملها بين ذراعيه يهرول عائدا بها إلي البيت سمعته يصرخ ربما يحادث أحدهم في الهاتف يطلب منه إحضار طبيب علي الفور ... وجاء الطبيب ووضع جبيرة قدمها وكتب لها العلاج المناسب ورحل ... المخدر الذي غطي به الطبيب قدمها خفف الألم إلي حدا كبير ... استندت بظهرها إلي الوسائد تنظر للفراغ عينيها تسكب الدمع تلقائيا الجميع كان يخدعها حتي وليد أخيها كان يعمل في تلك التجارة المشبوهة وبيجاد عشق المراهقة الحبيب الذي تمنته زوجا ما هو الا قاتل سفك دماء الكثير والكثير الجميع تحالف ضدها مع من كانت تعش دون أن تدري في قفص الأفاعي ، كيف يكون والدها يتاجر في تلك المواد السامة وهو الذي لا يتوقف عن إقامة الحفلات الخيرية والتبرع لمؤسسات رعاية الأطفال والمستشفيات ، كل ذلك ما هو إلا ستار لتجارته القذرة ووليد يعمل معه وبالطبع وبيجاد ووالدتها أتعلم لا شك أنها كانت الحمقاء الوحيدة فئ هذه الحكاية كم تشعر بالتقزز من كل شئ حولها رفعت كفيها تغطي بهما وجهها تجهش في بكاء عنيف جسدها يرتجف بعنف لتشعر به يحتضنها فجاءة دون مقدمات صرخت بشراسة تحاول دفعه بعيدا عنها : - ابعد عني ، ابعد ايدك اللئ متغطية بدم الابريا عني ، أنت سفاح مجرم أنا بكرهك علي قد ما حبيتك كرهتك تمسك بذراعيها كطفل صغير سمعت صوت شهقات بكاءه العالية يليها صوته يصيح بحرقة : - أنا توبت والله العظيم توبت ، توبت من ساعة ما شوفت صاحب عمري اخويا بيتضرب بالنار قدام عيني حسيت أن ربنا بيعاقبني من نفس الكاس يموت وليد قدام عينيا وأنا واقف مشلول عاجز كنت شايف القناص هناك وهو بيوجه بندقيته علي صدر وليد ولساني وقف جسمي اتشل ما قدرتش حتي اتحرك الرصاصة خرجت من البندقية قدام عيني في لحظة كانت في صدره في لحظة الدنيا ضلمت وأنا بشوفه بيقع علي الأرض والدم بينفجر من جسمه يغرق ايديا اختفي صوته وتعالت شهقاته تمزق سكون الليل امسك كفي يدها يصيح بحرقة : - 3 سنين ، 3 سنين من يوم موت وليد وأنا بدعي ربنا كل ليلة أنه يقبل توبتي ، أنه يسامحني ... سامحيني يا رُسل سامحيني أبوس إيدك قبل كف يدها راجيا لتسحب يدها سريعا زحفت بجسدها تبتعد عنه تحرك رأسها بالنفي تغطي الدموع وجهها لتصرخ فيه بحرقة : - أنا عمري ما هسامحك ، امشي اخرج برة مش عايزة اسمع صوتك بررررة لا فائدة فصدمة ما سمعت اقوي من أن تستمع له ... قام من مكانه لا تتوقف دموعه عن الانهمار وقف أمام فراشها يريد أن يقول شيئا فلم يجد فتحرك يجر قدميه للخارج من خارج غرفتها ليركض ما أن خرج من غرفتها ركض خارج البيت ارتمي علي الرمال أمام الأمواج تلطمه أمواج المياة العاتية ليلا ليصيح بحرقة : - يارب ... يارب أقبل توبتي يارب ... يارب سامحني ________________ تحرك يدخل إلي المنزل في هدوء توجه إلي أحد المقاعد جلس يضع ساقا فوق أخري لتنظر له في غيظ يال السخرية يبدو كرجل نبيل في حله زفافه اشار لما ترتدي قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يغمغم ضاحكا : - ايه اللي أنتِ لابساه دا يا وتر أنتِ كدة متنكرة يعني زي أحمد عبدالعزيز في سوق العصر يوم ما اتنكر ركب شنب فوق شنبه وسبحان الله ما حدش عرفه تهدجت أنفاسها غضبا من سخريته الا يكفي خداعه لها والآن يأتي ليسخر أيضا لم يدع لها الفرصة لتنطق بحرف اشار للواقف أمامها ابتسم يغمغم ساخرا : - طارق باشا التهامي عندنا ، أنا واثق أنه جه قلب الحقيقة كلها دا تعلب عيلة التهامي سمعته سبقاه ... بس إنت بردوا ضيفي وفي حتتي فعشان كدة هخيرك يا تنزل علي رجلك يا هنزلك أنا بنفسي بس علي ضهرك قولت ايه ابتلع طارق لعابه مرتبكا ليس خائفا ولكنه ليس في مركز قوة الآن هو لا يحمل حتي مسدس معه الآن نظرت وتر له تحثه بعينيها أن يرحل ابتسم معتذرا مواسيا قبل أن يأخذ طريقه لأسفل ينوي الانتقام في القريب العاجل .... وقف جبران من مكانه اقترب من وتر يميل برأسه قليلا ناحيتها : - أنا ما بكرهش في حياتي قد الغدر يا بنت الذوات ، أنا ما غصبتكيش علي الجوازة ، أنتِ بنفسك اللي قولتي آه ... عايزة تهربي في الفرح دي حتي تبقي عيبة كبيرة أوي في حق المعلم ... يلا اقلعي العباية دي لانزلك تحضري الفرح بيها أنا مستنيكِ بكرة تحرك خطوتين للخارج ليسمع صوتها من خلفها تصيح تسأله : - مين فيكوا اللي بيكذب يا جبران ارتسمت ما يشبه ابتسامة ساخرة علي ثغره ليردف متهكما دون أن يلتفت لها : - التعلب مكار مالوش أمان بيلبس هدوم الحمل عشان يلاعب الغزلان ، وأنا عيل صغير في المدرسة قبل ما اسيبها وادخل كار النجارة كنا بناخد قصيدة ما فهمتش معناها غير لما كبرت كنت حافظها زي اسمي عشان المدرس كان بيضرب اللي مش حافظ عشر عصيان كانت بتقول ايه برز الثعلب يوما في شعار الواعظينا فمشي في الأرض يهدي. ويسب الماكرينا ... شغلي مخك يا بنت الذوات ومين عارف مش يمكن اطلع أنا الثعلب دون كلمة أخري خرج من البيت ينتظرها خارجا وقفت مكانها في حيرة تبحث عن الصدق في كومة من القش المحترق ... نزعت الجلباب عنها تعدل من زينتها خرجت من المنزل لتراه ينتظرها خارجا بين شفتيه سيجارة تبغ يمتصها بعنف رماها أرضا ما أن خرجت يدعسها بحذائه ليقترب من وتر شبك ذراعها في ذراعه ليميل علي اذنها يهمس لها متوعدا : - لسه لينا حساب أنك تدخليه البيت وكنتي هتهربي معاه بس في بيتنا يا بنت الذوات وتر لا تشعر بالخوف دائما ما يقتل خوفها ثقتها بنفسها ولكنها للحظات شعرت حقا بالخوف من نبرة صوته خوف لم يظهر في عينيه ظلت تنظر له بتحدي دون أن ترمش حتي ... ليأخذ بيدها لأسفل هناك حيث بدأت الزغاريد تعلو فرحا .. والأعيرة النارية تنطلق من حولها من كل مكان لم تهتم بكل ذلك كانت تبحث عنها ها هي أمل تخرج بصحبة حسن من منزلها قسمات وجهها غاضبة مكفرة بها من الحزن ما يكفي ويزيد ، حاولت أن تبتسم لها ولكن الأخيرة كانت كمن في عالم غير عالمهم ، جلست علي مقعدها ليتحرك جبران معها إلي مقعدها هي الأخري تركها جبران يشير لحسن إلي طاولة صغيرة يجلس عندها ، ذلك الرجل هو المأدون تقريبا بدأ مراسم عقد القران بحسن وأمل تحركت عيني وتر تتابع تعابير وجه امل وحسن يضع يده في يد زوج والدتها يردد خلف المأذون وكم فتت قلبها ما رأت من قهر يصرخ في عينيها ودموع تسجنها بقسوة في مقلتيها ، جسدها وكأنه يرتعش غضبا وألما اغمضت عينيها في حسرة حين نطق المأذون جملته الأخيرة التي تقرها زوجة له : - بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير مسكينة أمل الجملة الوحيدة التي ترددت في كيان وتر بالكامل ... اجفلت في اللحظة التالية علي صوت جبران يحادث صابر زوج والدة أمل يردف ضاحكا : - جمل جميلك بقي يا عم صابر وجوزني وتر ضحك صابر يومأ بالإيجاب ما له أن يعترض ... نظر المأذون الي وتر يسألها : - يا بنتي أنتي موافقة إن يكون الاستاذ صابر سيد الشيخ وكيلك صمتت للحظات لا تعرف ما تفعل فقط اومأت برأسها بالإيجاب لتتسع ابتسامة جبران وضع يده في يد صابر يعقد قرانه هو الآخر ... قامت وتر في هدوء حين طلب منها جبران أن تأتي لتوقع علي عقد الزواج ففعلت ...قام حسن يحمل دفتر المأذون متوجها به إلي أمل فتحه أمامها يضع فوق صفحاته قلم من الحبر يغمغم بخفوت : - امضي يا عروسة عشان المأذون عايز يمشي نظرت حولها لتري أعين جميع الحاضرين مصوبة إليها لن تصرخ لن تفتعل فضيحة هنا ... امسكت بالقلم نظرت لعيني حسن قبل أن توقع باسمها تهمس له كارهة نافرة : - بكرهك من كل قلبي ومن ثم خطت توقيعها ووضعت بصمتها اغلق الدفتر يهمس لها مبتسما : - وأنا بحبك من كل قلبي ! عاد بالدفتر إليهم ليبدأ الزفاف علا صوت الموسيقي الشعبية جلست وتر تراقب عن كثب ما يحدث ، لأول مرة تعش اجواء زفاف كهذا ليس فقط علي التلفاز ، الفرح صاخب الجميع يرقص حتي جبران وحسن تلك الماديات ( المطاوي ) تلتف في أيديهم باحترافية غريبة وكأن جراح شهير يحرك المشرط في يديه أكثر ما ازعجها في الحفل حفنات الملح التي تلقيها والدتها عليها كل حين وآخر واولائك الصغار الذي يلتفون حول مقعدها بشكل سخيف ومنظم الحفل سمعت اسمه مصادفة في أحد الأفلام ماذا كانوا يسمونه ( النبطشي ) علي حد ما تتذكر وتعليقاته السخيفة يحاول تقليد ذاك الممثل في احد الأفلام لا تتذكر لا اسم الفيلم ولا اسم الممثل باتت ذاكرتها كسمكة لا تدوم أكثر من خمس ثواني .... تنهدت بعمق تنظر لأمل لتري نظرات كره وغيظ مصوبة منها ناحية حسن نظرت للحضور لتري في نظرات الكثير من الفتيات غيظ لا تعرف سببه هل سرقت منهم شيئا !! استمر الوضع لساعة اثتنين ثلاثة كادت أن تنام من الملل إلي أن أخيرا قرروا إنهاء ذلك الحفل الغريب ... اقترب جبران منها يحملها بين ذراعيه لينطلق الصفير والتصفيق من جميع الرجال فشعرت بالخجل وهي نادرا ما تشعر بالخجل ... تحرك بها إلي منزله خلفه والدة وتر اقترب حسن من عروسه كاد أن يحملها هو الآخر ليسمعها تهمس له بنفور : - قسما بالله العظيم لو شيلتني لهصوت وافضح عملتك القذرة قدام الناس احتدت حدقتيه غضبا منها ليمسك بذراعها بغيض يشبكه في ذراعه لتنطلق الزغاريد من والدة أمل تتحرك خلفهم توصل ابنتها لبيت الزوجية تحركت فتحية تسبق وتر وجبران تفتح لهم باب الشقة تطلق الزغاريد العالية ما أن دخلا إلي الشقة اطلت برأسها فقط للداخل تتمتم مبتهجة : - خلي بالك من وتر يا معلم جبران ، شيليها في عينيك دي اللي طلعت بيها من الدنيا ، يلا أنا هجيلكوا الصبح بقي ومعايا فطار العرايس قالت ما قالت لتجذب الباب تغلقه ومن ظهر ظلها وهي تنزل لأسفل تطلق الزغاريد العالية في تلك اللحظة انزل جبران وتر أرضا خلع سترته يزيح اقماص قميصه ابتسم في خبث يتمتم : - والله واتقفل علينا باب واحد وجه وقت الحساب يا بنت الذوات !!
- والله واتقفل علينا باب واحد وجه وقت الحساب يا بنت الذوات
توجست عينيها خوفا منه لما يمشر ساعديه لما نظرة عينيه تبدو كثعلب انفرد بفريسته هل كان هو الثعلب حقا كما قال وخدعها ؟!!! تباطأت أنفاسها تحمل طيات فستانها بين يديها تعود للخلف تلقائيا تلعثمت تحاول أن تبدو ثابتة أمامه :
- حساب إيه ، أنت لو عملت حاجة أنا هصوت وبعدين دا أنت قايلي أنك راجل جدع وما بتمدش ايدك علي واحدة ست
ارتسمت ابتسامة عابثة علي ثغره يخطو ناحيتها وهي تعود للخلف تلقائيا تنظر له متوجسة شهقت متفاجئة حين حملها فجاءة بين ذراعيه يتوجه بها إلي غرفة نومهم ركلت بقدميها في الهواء تصيح فيه :
- نزلني بقولك نزلني
صدحت عالية من بين شفتيه اصابتها بالقلق مما هو مقدم عليه دخل بها إلي الغرفة ليدفع الباب بقدمه يغلقه خلفه أنزلها أرضا لتبتعد لاقصي الغرفة وقفت تنظر له مرتبكة قبل أن تصيح متوترة :
- بقولك ايه احنا بينا اتفاق نتجوز علي ورق بس
توسعت عينيه في دهشة يشير لنفسه ليغمغم مذهولا :
- حصل امتي دا أنا ما نطقتش كلمة جواز علي ورق دي خالص افتكري يا بنت الذوات
قطبت جبينها تحاول أن تتذكر ما قال قبل عدة ساعات فقط !
« تعالي نتجوز يا وتر من باب التغير اعتبريه تحدي أنا أعرف أنك بتحبي التحديات أوي يا تثبتي أني غلطان وإنك فعلا ما حبتنيش وساعتها بكامل ارادتي واقسملك هروح اسلم نفسي واعترف بكل جرايمي ، يا اثبتلك أنك حبتيني وساعتها بردوا مستعد اسيب كل حاجة ونبدأ مع بعض صفحة جديدة »
لم يقل ، لم يقل كيف نسيت أن تبرم ذلك الشرط في عقدهم رفعت وجهها له لتري ابتسامة واسعة تعلو ثغره يقف أمامها التف حول نفسه نصف لفه يغمغم ساخرا :
- بس ايه رأيك فيا ما فرقش كتير عن ولاد الذوات مش كدة ، عشان تعرفي اننا نسهل نبقي زيكوا يا ولاد الذوات بس انتوا صعب تبقوا زيينا احنا الأساس والأصل ، لما حد فيكوا بيدخل انتخابات بيجري علي ولاد البلد صوتولي وهعمل وهعمل وهعمل ويادوب ياخد الكرسي وما بنشوفش خلقته تاني
محق والدها فاز قبلا بمقعد في الإنتخابات من أحدي دوائر الأحياء الشعبية وتكاد تقسم أن والدها لا يعرف أين يقع ذلك الحي من الأساس ابتلعت لعابها مرتبكة حين رأته يتقدم ناحيتها يغمغم مبتهجا :
- احنا هنقضي الليلة سياسة ولا ايه ... دا احنا لسه عندنا كلام كبير ، كبير أوي
اقترب يمسك بذراعيها لتنزع نفسها بعيدا عنه تصيح فيه :
-بقولك إيه يا جبران أنت تشيل اللي في دماغك دا خالص ....
هدرت بها باجتياح تتحرك للخلف بحذر تحاول الابتعاد عنه قدر الامكان
ارتسمت ابتسامة خبيثة تعلو ثغره ليتجه ناحيتها يقطع المسافة الفاصلة بينهما ببضع خطوات قليلة وقف أمامها يبتسم تلك الابتسامة الناعسة التي تسحر قلوب العذاري مد يديه ممسكا بذراعيها برفق مغمغا في نعومة خبيثة :
- استهدي بالله يا بنت الناس أمك لما تيجي الصبح بالفطار هتقوليلها ايه
انتزعت نفسها بعيدا عنه تعود بقدميها للخلف عينيها مرتكزين عليه خوفا من أن يقدم علي أي حركة مباغتة ... رفعت سبابتها أمام وجهه تصيح باجتياح :
- بقولك ايه أنت مالكش دعوة بيا خالص وماما أنا حرة معاها هقولها اللي أقوله يا سواح
شخصت عينيها بذهول في لحظة حين رأته يخرج من جيب سرواله مادية «مطوة » بحركة خاطفة انبثق نصلها الحاد أمام عينيها اقترب ناحيتها يلف حلقة تلك المطوة حول سبابته مغمغما بحدة :
- ما هو اسمعي بقي يا بت أنتِ ..... أنتِ متجوزة المعلم جبران السواح مش عيل من العيال السيكي الميكي اللي هيقولك خدي وقتك يا حياتي ولا أهم حاجة أنك جنبي يا عمري ، لااا دا أنا السواح أكبر تاجر مخدرات فيكي يا منطقة ..... انزل للرجالة الصبح اقولهم ايه كنت بحكيلها حدوتة
جحظت عينيها دهشة من وقاحته كيف يجرؤ أن يقول مثل تلك الكلمات كيف يجرؤ أن يفشي أسرار بيته للرجال كما يقول فصاحت فيه غاضبة :
- أنت ما عندكش ذرة حياء ، أنا عمري ما شوفت راجل بجح زيك كدة
ضحك ساخرا يومأ برأسه بالإيجاب ارتمي جالسا علي فراشه يخلع حذاءه اقترب من دولاب الملابس يخرج بعض الثياب له اشار للباب يردف :
- أنا رايح أغير هدومي وجاي عشان نشوف موضوع الحياء والبجاحة دي ، آه ابقي دخلي صينية الاكل اللي برة عشان هناكل هنا
بعث لها قبلة في الهواء يبتسم في اتساع لوح لها قبل أن يخرج من الغرفة شحب وجهها تغمغم مذعورة :
- ايه الوقعة السودا اللي وقعت نفسي فيها دي بس يا ربي !
__________________
لم يكن زفاف بل كان حفل تأبين روحها المستنزفة قلبها المقبور الحزين حلمها المقتول برصاصة غدر غاشمة ، قتلها واقام حفلا يرقص فيه ...ودعت والدتها بعناق طويل سيطرت فيه بشق الأنفس علي سيل دموعها والآن ها هي بفمردها معه في صالة المنزل تنظر أمامها أرضا تشد بكفيها علي قماش فستانها الأبيض كالكفن بالنسبة لها سمعت صوت خطواته تقترب لترفع وجهها له تنظر له بكره ، اشمئزاز ونفور تهدجت أنفاسها غضبا تغمغم بجملة واحدة :
- عايزة الصور
اومأ لها يتحاشي النظر لعينيها يشعر بدناءة ما فعل اختفي داخل المنزل ليعود بعد عدة لحظات في يده ظرف أبيض كبير مد يده لها به لتختطفه من يده بعنف ارتعشت يدها بعنف تفكر في أسوء ما يمكن أن تري ... فتحت الظرف لتتسع عينيها في ذهول اول صورة لها وهي وتجلس علي مقعد أمامها طاولة تستند بمرفقها علي سطح الطاولة ووجها به اذني وانف أرنب ؟!!!
أبعدت الصورة تنظر للتي تليها لتجدها بنفس الوضع تجلس علي مقعد أمامها طاولة تستند بمرفقها عليها ووجه واذني وأنف كلب يغطي صورها ... وما بقي من صور كانت بذلك الوضع أجمع أشكال مختلفة ( فلترات ) الوغد كان يخدعها لتوافق علي الزواج منه ... القت الصور أرضا تنظر له في غيظ عينيها حمراء كالدماء صرخت بعنف تصيح فيه :
- أنت مش بني آدم ولا حتي راجل ، ضحكت عليا ابتزتني بصور وهمية بس عشان تحقق اللي أنت عاوزه ، أنت ايه يا اخي ... حسبي الله ونعم الوكيل فيك أنا بكرهك يا حسن
عند ذلك الحد انفجرت الدموع من عينيها دون حساب عادت بخطواتها للخلف إلي أن ارتطمت بالحائط سقطت أرضا علي ركبيتها تجهش في البكاء تصيح بحرقة من بين دموعها :
- أنا كان ناقص ابوس رجلك عشان تسيبني في حالي ، عشان تسيبني أعيش حلمي لكن أنت ما سمعتش قلبك حجر ما حسش بيا ولو لحظة واحدة
غضب هو الآخر من كلامها رغم أنها لم تقل سوي الحقيقة التي يحاول أن يغض الطرف عنها ولكنه غضب فاقترب منها بخطي سريعة انحني بجذعه يقبض علي ذراعيها اوقفها هزها بعنف يصيح فيها :
- الحجر دا عمره ما حب واحدة غيرك ، قولتلك بدل المرة ألف أنا مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا عشانك ، هسيبك تكملي دراستك ، تحلمي تعيشي تعملي كل اللي نفسك فيه ، زياد الظابط دا عمره ما كان هيحبك ربع الحب اللي حبيتهولك ، أنا عارف أنها حيلة قذرة رخيصة بس أنتِ ما سبتيش قدامي اي حل تاني
نظر لعينيها الباكية التي تزرف الدموع انهارا وجهها الأحمر الشاحب يشعر بها تحاول دفع يديه عله يتركها ترك ذراعيها وقبض علي رسغ يدها يجذبها خلفه إلي أحدي الغرف بالداخل صرخت بشراسة تحاول التخلص من سجن كفه :
- سيبني ، سيبني يا حيوان ، ما هو أنت لو راجل مش هتفرض نفسك بالعافية عليا
التفت لها في تلك اللحظة لتري عينيه حمراء كالدم يبدو غاضبا في أوج حالاته غاضبا دفع باب الغرفة يدفعها للداخل بخفة ارتطمت بالفراش رفعت وجهها سريعا لتراه يشير إلي أحد جوانب الغرفة لفت رأسها بحذر إلي ما يشير كان مكتب كبير ومقهد من الجلد والكتب الخاصة بها بالكامل هنا لفت رأسها تنظر له مذهولة حين اردف يقول ساخرا :
- الكتب بتاعتك لفيت علي المدرسين اللي في مدرستك كلهم واشتريت منهم ملخصات لكل المواد هتلاقيها عندك
اشاحت بوجهها بعيدا يظن انه كذلك سيرضيها لا أبدا لا يكفي أبدا شهقت مذعورة حين رأته في لحظة أمامها حاولت دفعه بكفيها ليقبض علي رسغيها يحتجزهم في كفه الأيسر هاجت دقات قلبها ذعرا علي ماذا ينوي في حين همس هو بصوت حاد غاضب :
- أنا أقدر دلوقتي ادفعك تمن كلمة أنت مش راجل اللي قولتهالي مرتين تلاتة أربعة ، بس لاء مش هعمل كدة .... عشان أنا مش عايز آخر خيط بينا ، ما تقلقيش مش هاجي جنبك وأنتِ رافضة يا بنت الناس تصبحي علي خير
ترك رسغيها ليخرج من الغرفة ما كادت تتنفس الصعداء لا تصدق حقا أنه تركها هكذا ببساطة رأته يدخل إلي الغرفة يحمل صينية من الطعام وضعها جوارها علي الفراش ليجلس بالقرب منها بينهما صينية الطعام اشار للطعام يغمغم في هدوء :
- الأكل كلي ، اكيد ما كلتيش حاجة من الصبح
ظلت تنظر للطعام وله قلقة منه ربما وضع لها شيئا فيه لم تعد تثق به أبدا ... ولكنه بدأ يأكل من كل طبق تقريبا ربما ليثبت لها أنه لا شئ في الطعام قام يمسك يده في قطعة قماش يغمغم دون أن ينظر لها :
- اكيد مش هحطلك حاجة في الأكل اللي كلت منه ، تصبحي علي خير
وتلك المرة خرج دون رجعة قامت تحمل صينية الطعام تضعها علي اقرب طاولة في الغرفة توجهت الي مكتب تبحث بين الكتب الجميع هنا حتي الملخصات لا تعرف كيف حصل عليها مدرسين المدرسة يرفضون تماما اعطاهم لمن لا يأخذون معم دروس خاصة ارتمت علي مقعد المكتب تفكر فيما ستفعل فيما بعد ، الأيام القادمة ستحمل الكثير بينهما تحت سقف واحد
_____________
تعمد أن يتأخر في المرحاض لربع ساعة تقريبا اغتسل وبدل ثيابه خرج يعود للغرفة ليجد صينية الطعام مكانها علي الطاولة في الصالة قطب ما بين حاجبيه توجه إليها يحملها للغرفة يخبر نفسه أنها فقط عروس تتدلل ، دخل إلي الغرفة يبحث عنها ليجدها تجلس علي أريكة صغيرة جوار الشرفة تنظر أرضا عينيها دامعة حزينة تفرك يديها وضع الصينية علي الفراش اقترب منها يجلس جوارها يسألها قلقا :
- مالك يا وتر بتعيطي ليه
رفعت وجهها له ليري دموع عينيها تزيد حدقتيها اضطربت بعنف وجهها شاحب همست
له متلعثمة خائفة :
- أنا مش هينفع ابقي مراتك يا جبران ، أنا آسفة
قطب ما بين حاجبيه لا يفهم ما تقول مد يده يربت علي كتفها برفق يحادثها :
- اهدي يا وتر وفهميني في اي
ابتلعت صحراء لعابها لا تعرف كيف تقولها له ، لا تعرف حتي كيف ستخبره بماضي حدث لها رغما عنها ، وهل سيتقبل هو ذاك الماضي ... ارتجفت شفتيها تتمتم متلعثمة :
- ااا اااا ااانا ... ااانا ... مش ، مش ، مش .... مش جاهزة يا جبران أنا عارفة أن دا ضد عرفكوا هنا بس أنا فعلا مش جاهزة
لم تقدر علي قول الحقيقة فاخترعت تلك الكذبة سريعا فابتسم هو يصدمها علي رأسها بخفة يغمغم ضاحكا :
- كل المشمش دا عشان تقولي كدا ، يا عبيطة دا أنا كنت بناغشك ، الراجل ما بيفرضش نفسه علي واحدة حتي لو مراته ما تخافيش مني يا وتر
ابتسمت له ممتنة وفجاءة دون مقدمات عانقته سعيدة بأن الموقف مر بأن الماضي لم ينكشف فضحك عاليا يهمس لها في خبث :
- لاء أنا كدة هرجع في كلامي علي فكرة
ابتعدت عنه سريعا ارتدت للخلف تنظر له مرتبكة ليقم هو من مكانه أمسك بكف يدها يتحرك بها حمل الصينية يضعها أرضا جلس يجذب يدها يجلسها جواره لتضحك بخفة أمسكت بالشوكة تغرزها في أحدي طيور الحمام المحشوة بالارز ليضحك جبران عاليا امسك الحمامة بيديه يكسرها بخفة يغمغم ضاحكا :
- ما بتتاكلش بالشوكة يا بنت الذوات ، أنتوا عندكوا ما بتاكلوش حمام في البرج العاجي ولا إيه
مزق قطعه ليست بكبيرة بيديه يقربها منها :
- افتحي بوقك يا بنت الذوات ما تقلقيش أنا غاسل ايدي
شعرت بالحرج وربما الخجل تشعر بأن وجهها يشتغل بالحرارة فتحت فمها تأخذ ما في يده علي استحياء لتسمعه يغمغم عابثا :
- لالالا دا احنا محتاجين نزغطك زي الحمام أكلتك ضعيفة خالص يا بنت الذوات
ضحكت وهي تأكل فغصت بطعامها تسعل بعنف قام سريعا هو يحضر زجاجة مياة يصدمها علي ظهرها بخفة يغمغم سريعا :
- اشربي براحة
اخذت القليل من المياة تتنفس بعمق تلتقط أنفاسها المسلوبة نظرت له في غيظ تغمغم حانقة :
- أنت بتخبط علي لوحة خشب في ورشتك دا ضهر بني آدمه
ضحك عاليا يسخر منها يغمغم متهكما :
- والله يا بنتي ألواح الخشب اطري من كدة أنتِ ابوكي ما كانش بياكلك ولا ايه ، اومال ايه بنت الذوات ، بنت الذوات ومصيتك في الحتة علي الفاضي وانتوا طلعتوا بتقضوا عشاكوا نوم
_________________
لا فائدة لا تتحدث لا تنطق تكاد تكون لا تتحرك كتثمال لملاك حزين يجلس فوق الفراش الدموع تفر من عينيها بين حين وآخر تنهد بعمق وهو يدخل من باب الغرفة يمسك صينية طعام صغيرة بها الكعكعات التي تحب شمت رائحتها الذكية لتخور معدتها تخبرها بأنها جائعة ، كمشت يدها علي معدتها بعنف كأنها تُخبرها أن تخرس في حين ابتسم هو حزينا تقدم يجلس جوارها يضع صينية الطعام أمامهم تنهد بعمق يغمغم برفق :
- الدكتور قال لازم تاكلي كويس
اشاحت بوجهها في الإتجاه الآخر ترفض أن تستمع له مد يده يلامس كتفها لتزيح يده بعنف حاولت أن تبتعد عنه أكثر كادت أن تسقط من الفراش لولا أنه امسك برسغها سريعا جذبها ناحيته بقوة خوفا من أن تسقط وساقها مكسورة لن تحتمل شهقت بعنف حين سقطت بين ذراعيه تشعر بيديه تلفها وقبل أن تأتي بهمسه سمعته يهمس نادما :
- مين في الدنيا ما بيغلطش يا رُسل كل بني آدم في الدنيا بيغلط ، وأنا توبت والله توبت واتبرعت بكل الفلوس اللي كسبتها من القرف دا وخدت ورثي من فلوس بابا الله يرحمه وشغلتها في شركة سياحة ، دا ربنا بيسامح يا رسل ، ليه مش عاوزة تسامحيني
ابتعدت عنه تصرخ فيه محتدة :
- أنا عمري ما هسامحك يا بيجاد ... عمري ما هسامحك لا أنت ولا وليد ولا بابا ... انتوا شياطين ربنا ينتقم منكوا ... طلقني فاهم طلقني ، وهاتلي نجلاء أنا عايزة نجلاء
تنهد بعمق ليمسك بيديها بين يديه يقتطع قطعة صغيرة من الكعك يحادثها في حدة اخافتها :
همشي بس لما تاكلي ، مش عايزة تسامحيني أنتي حرة ... هطلقك بس لما تعملي العملية
ومش هتشوفي وشي تاني ...
توسعت حدقتيها في دهشة عملية !! عن أي عملية يتحدث لالا لن تفعل .... كادت أن تصرخ معترضة حين وضع اللقمة في فمها ، ولقمة تليها لقمة يمنع صياحتها بالطعام
____________________
في طريق عودته من قسم الشرطة إلي البيت حاول الاتصال بوتر ليجد هاتفها مغلق كما حاله منذ ساعات حتي أمل هاتفها مغلق ما بهما معا ، تري ما حدث لهما معا أهي فقط مصادفة لا أكثر ... الساعة تجاوزت الثالثة ليلا بالطبع الجميع قد نام الآن الطريق شبه فارغ ... نظر للهاتف في يده يرسل لها رسالة علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي حين رفع رأسه توسعت عينيه حين رأي فتاة ترتمي علي مقدمة السيارة بعنف اوقف السيارة بمعجزة نزل منها يركض للفتاة الملقاة أرضا غارقة في دمائها هرع إليها نزل علي ركبيتها يصيح فيها قلقا :
- يا آنسة ، سمعاني
رمشت بعينيها في حركة خفيفة ليحملها بين ذراعيه يهرع بها إلي سيارته وضعها علي المقعد جواره يسرع بالسيارة يعرف أن هناك مشفي قريب من هنا ، لم يري ابتسامة الشيطان التي توسعت في خبث ... في حين أكل هو الطريق أكلا الي أن وصل إلي المستشفي نزل يحملها بين ذراعيه يركض بها إلي الطوارئ التي اخذوها منه إلي احدي الغرف ساعة ويزيد وهو يقف قلقا علي مستقبله سيجازي أن أصاب الفتاة مكروها أخيرا خرج الطبيب من الغرفة ليتحرك زياد إليه يسأله متلهفا :
- طمني يا دكتور
نظر له الطبيب بإزدراء لولا أنه يعرف أنه ضابط شرطة لكان سمعه ما لا يرضي :
- أنا مش عارف علاقتك بالانسة اللي جوا ايه ، علي العموم في آثار تعنيف جامد علي جسمها دا غير خبطة جامدة اثرت علي ضلعين عندها ...
لم يكن يريد أن يفعل ذلك ولكنه فعل رغما عنه تحرك إلي غرفتها دق الباب يدخل بضع خطوات إلي أن صار في مستوي رؤيتها ما أن رأته صرخت مذعورة وكأنه وحش مخيف يريد التهامها :
- هو هو هو السبب ، هو اللي ضربني واغتصبني وكان عاوز يموتني
توسعت عيني زياد في ذهول ما تقوله الفتاة تقوله أمام جمع لا بأس به من الأطباء كاد أن يصرخ فيها أنها كاذبة ولكنه لمح شيئا يعرفه رآه جيدا فاحتدت عينيه يصيح فيها :
- هو في واحد بيغتصب مراته بردوا يا هانم مش كفاية قفشتك في سرير عشيقك وما رضتش اطلقك عشان ما افضحكيش قدام اهلك الغلابة
وفي لحظة انقلبت الطاولة ضدها وتوجهت نظرات الاشمئزاز والقرف إليها ابتلعت لعابها مرتبكة ذاك لم يكن في الحسبان هو اخبرها أن الوضع سينتهي حين تصرخ بتلك الكلمات أمام الجميع سيُحاكم زياد ويطلق هو سراحها .... ارتجفت اوصالها حين اقترب منها يغمغم متوعدا :
- يلا نروح بيتنا يا مراتي !!!
_____________________
يتبع الفصل الثالث عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله" رواية جبران العشق" اضغط علي اسم الروايه
reaction:

تعليقات