Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جبران العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم دينا جمال

    

رواية جبران العشق الفصل الحادي عشر 


ألم بشع يفتت خلايا عقلها فتحت عينيها شئ فشئ ببطئ تشعر بخدر غريب يقيد حركتها تحركت بعينيها حولها لتشخص مقلتيها في فزع أين هي تلك ليست غرفتها لم تكن علي فراش قديم في غرفة مظلمة مليئة بالاتربة الإضاءة فيها خافتة بل كانت في غرفة عادية بها إضاءة جيدة يغطي جدرانها ورق حائط علي فراش مفراشه ناعمة حقا انتفضت فزعة تنظر إلي ثيابها ذعرا لتتنهد بارتياح لا تزال بكامل ثيابها ... أين هي إذا ومن آتي بها إلي هنا .. عقدت ما بين حاجبيها تفكر آخر ما تتذكره أنها رأت حسن أمامها إذا هو من احضرها لهنا
انتفضت من الفراش تحركت خطوتين فقط ناحية باب الغرفة لتجده يُفتح من الخارج ودخل حسن الذي توسعت عينيه قليلا ما أن رآها مستيقظة ضحك ساخرا يردف :
- ايه دا معقول لحقتي صحيتي دا المخدر بتاع الواد طلع فستك بقي دا أنا يا دوب حطيتك علي السرير وخدت معاكي كام صورة وطلعت اشرب سيجارة
توسعت عينيها فزعا اي صور التقطها بصحبتها ماذا فعل بها وهي نائمة احمرت عينيها غضبا تصرخ فيه بشراسة :
- صور ايه اللي خدتها معايا ، أنت عملت فيا ايه ، إزاي اصلا تخدرني وتخطفني أنا هوديك في ستين داهية
ابتسم متهكما يدس يديه في جيبي سرواله يتشدق ساخرا :
- صور حلوة أوي يا امولة لو انتشرت بين الشباب أمك هتموت من حزنها وجوزك امك لو ما كنش اتشل كان هيتشل من قهرته
طوقت جسدها بذراعيها بحركة غريزية سريعة تعود بخطواتها امتلئت عينيها بالدموع تصيح فيه بحرقة :
- أنت ما عملتش كدة صح ، ما كشفتش جسمي وأنا مش في وعي ... اقسملك لو كنت عملت كدة عمري ما هسامحك لو آخر يوم في عمري ... أنت عايز مني إيه أبعد عني بقي ، أبعد عني أموت نفسي عشان ارتاح منك
ابتلع لعابه متوترا يشعر بالندم من خطته الغبية المتهورة جبران حذره منها ولكنه لم يستمع غضبه كان اقوي من أن يستمع لصوت ضميره أو عقله دس يديه في جيبي سرواله ابتسم يتمتم في خبث مخيف :
- لاء عملت واتصورنا صور حلوة اوي مع بعض ما تحبيش تشوفيها عشان ما تخدش حياءك ...فأنتِ دلوقتي قدام حل من اتنين يا تفسخي خطوبتك بزياد باشا ونتجوز يا هفضحك في كل حتة حتي لو هتحبس بعدها ما عنديش مانع
حركت رأسها بالنفي مرة تليها أخري لأول مرة تشعر بذلك الضعف والهزال لا أحد ليساعدها انهمرت الدموع من عينيها تنظر له كارهة نافرة تصيح فيه بحرقة :
- أنا بكرهك يا حسن فاهم بكرهك لآخر يوم في عمري هفضل اكرهك حتي لو اتجوزنا غصب عني زي ما أنت عايز عمري ما في يوم هسامحك ، أنا كان حلمي في الدنيا بسيط ، بسيط أوي بس حتي الحلم استكتره عليا حسبي الله ونعم الوكيل فيك ربنا ينتقم منك
واجهشت تبكي بحرقة وهو يقف امامها يعجز عن النطق بحرف واحد للحظة فكر في التراجع وعاد قلبه العاصي يرفض تراجعه علا ثغره ابتسامة واسعة يردف بهدوء :
- طالما اتفقنا يلا عشان اروحك احنا هنا في حتة مقطوعة ... آه صحيح مش كنتي بتسألي علي الفرح اللي بيجهزوه في الحارة عرفتي هي ليلة مين يا عروسة ولا لسه
جحظت مقلتيها في فزع إذا كان يدبر الأمر منذ البداية نظرت له باشمئزاز تكاد تبصق في وجهه لم تحتقر احد يوما بقدره وها هو يثبت لها كل يوم أنه أسوء ما انجبت البشرية !
_______________
انظروا ما يحدث تجلس جواره في سيارة ليست سيئة صحيح ليست تلك السيارات التي اعتادت عليها ولكنها حقا جيدة ، جيدة جداا
تجلس جواره تمليه الطريق كما لو أنها تجلس جوار سائق أجرة فاشل لا يعرف الطرقات ... كيف سيأتي معها للحفلة نظرت له من أعلي لأسفل بينما هو منهمك في القيادة يرتدي قميص أسود وسروال من الجينز لا بأس به حسنا مظهره مقبول ، ولكن طريقة حديثه وماذا سيقول زملائها عنها خاصة وذلك البربري يظل يردد أنها زوجته متي تزوجته وهي لا تدري ؟!
تنهدت بعنف تخبره باسم المكان الذي هما في صدد الذهاب إليه لتري ملامح وجهه تنقبض مزيج من الغضب والتوتر احتل قسمات وجهه يديه اشتدت علي مقود السيارة ماذا حل به لما بدا للحظات خائفا وربما غاضبا لدرجة لا يمكن إنكارها ... إلا أنه هدأ فجاءة وكأن شيئا لم يكن ابتسم لها نصف ابتسامة حين التفت بوجهه يغمغم ساخرا :
- مجدي التهامي رجل الأعمال المعروف رايحة حفلة في فيلته
حسنا يبدو أن جبران ليس بذلك الجهل الذي توقعته ابتسمت في خفة تكتف ذراعيها أمام صدرها تسأله :
- وأنت تعرف بقي مين هو مجدي التهامي
استشف سخرية سؤالها ولم يعقب عليها فقط اومأ برأسه يغمغم سريعا :
- طبعا أنتي فكراني جاهل ولا ايه يا بنت الذوات دا أشهر من النار علي العلم ، راجل أعمال محترم بيحب الخير وبيتبرع دايما لملاجئ الأيتام
نعم نعم يعشق الخير تماما كأبيها مجدي وسفيان وجهين لعملة واحدة ... وقفت السيارة في باحة القصر نزل جبران من السيارة ينظر للمكان حوله مدهوشا بأعين تلمع من الذهول يتحرك برأسه هنا وهناك يغمغم مدهوشا :
- كل دا بيت ، دا قصر ولا سرايا من بتوع البشوات بتوع الأفلام القديمة
ابتسمت وتر يآسة جبران قادر علي أن يجعل تلك الليلة مهزلة حرفيا اقتربت منه إلي أن باتت بالقرب منه اخفضت صوتها تهمس له :
- جبران بليز اللي جوا دول زمايلي في الجامعة ارجوك ما تبوظش صورتي قدامهم مش كفاية أنك جاي هنا غصب عني
ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغره رفع يده يربت علي صدره يتشدق بزهو :
- ما تقلقيش يا بت الذوات أنا مش جاي اعرك أنا جاي اشوف ولاد الذوات عايشين ازاي
في اللحظة التالية أمسك برسغ يدها يجذيها خلفه عنوة يغمغم سريعا :
- يلا زمان البوفية فتح أما نشوف اكل ولاد الذوات
كادت أن تصفع نفسها انتهي كل شئ جبران سيدمر كل شئ دخلت معه إلي الحفل لتتوقف الأصوات جميعا صوبت جميع الأعين إليهم نظرات تملئها الفضول والاستنكار والدهشة ابتلعت لعابها مرتبكة خاصة حين لمحت طارق ينظر لها هو الآخر مدهوشا خطا طريقه إليها وقف بالقرب منها يبتسم يرحب بها :
- هاي يا وتر حقيقي مبسوط انك جيتي وقبلتي دعوتي ...
ابتسمت تشكره ليصمت الأخير للحظات ينقل انظاره بينها وبين جبران حمحم يسألها مبتسما :
- هو الأستاذ معاكِ
ابتلعت لعابها تومأ بالإيجاب تحاول إيجاد كذبة ما تعلثمت تغمغم سريعا :
- ايوة ايوة دا قريبي من ناحية ماما يعني تقدر تقول في مقام خالو
نظر جبران لها ساخرا يرفع حاجبيه مستهجنا نا قالت قبل أن ترتسم ابتسامة عابثة علي ثغرها حين جذبها لاحضانه يطوقها بذراعيه يقبل قمة رأسها :
- حبيبتي يا بنت اختي يا غالية
ابتسمت من بين أسنانها تلكزه في صدره خفية ليبتعد عنها في حين ضحك طارق بخفة يردف :
- دا واضح أن خالو بيحبك أوي يا وتر ... معلش يا خالو هاخد منك وتر شوية البيت بيتك
انسلت وتر من بين ذراعي جبران تتحرك سريعا بصحبة طارق بعيدا عنه لتختفي ابتسامة جبران فجاءة وتتجهم قسمات وجهه توجه إلي مائدة الطعام الكبيرة ينظرون للقيمات الموضوعة التي يسمونها خطاءا طعاما التقط احداها يدسها في فمه يغمغم ساخرا :
- هو دا بقي اكل ولاد الذوات دي لقمة جبنة بخيار وياريته نص رغيف حتي لاء لقمة عالم معفنة
تحرك بعينيه يبحث عن وتر ليجدها تقف بين مجموعة من الفتيات والفتية تضحك بانسجام معهم في يدها كأس به مادة حمراء توسعت عينيه غضبا اقترب منها سريعا يجذب الكأس من يدها بعنف يحادثها غاضبا :
- أنتِ بتشربي منكر يا بنت أختي
افرغ ما في الكأس في احدي المزهريات لتتوسع عيني وتر غضبا ذلك الأحمق جاء ليحرجها بين الناس اقتربت منه تهمس له من بين أسنانها محتدة :
- أنت مالكش دعوة أنا بعمل ايه كفاية أنك جاي هنا غصب عني ما تحرجنيش مع الناس بدل ما اخلي الامن يرموك برة
بالقرب منهم وقف طارق ينظر لجبران حاقدا غاضبا كان علي شفا أن تشرب الحمقاء ما في الكأس ويتسدرجها لغرفته ولكن الأحمق دمر كل شئ نظر حوله ليشير بيده إلي ماهي التي اقتربت منه سريعا دني برأسه منها يهمس لها :
- اشغلي لي خالها اللي هناك دا بأي شكل علي ما اشربها العصير واطلع بيها
ابتسمت ماهي في خبث تومأ له ... يوم سعدها يوم تذل وتر صاحبة هامة الزرافة التي لا تر الأرض أبدا ... اقتربت منهم تتغنج الخطي وقفت جوار وتر وجبران تغمغم بنعومة :
- هاي وتر ... مش تعرفيني ، طارق بيقولي أنه خالك ... خالك handsome أوي يا وتر
اجبرت وتر شفتيها علي الابتسام تومأ لها مجاملة ، اقتربت ماهي من جبران تمسك بكف يده تحادث وتر برقة :
- ممكن استلف منك خالو شوية
نعم نعم افعلي ولا تعيديه ابتسمت لها في اتساع تومأ برأسها سريعا لتتسع عيني جبران يتوعد لها تلك الصغيرة تظنه لعبة تعطيها لصديقتها قليلا ومن ثم ستعيدها لها ... في لحظة لف ذراعه حول خصر ماهي يقربها منه ابتسمت يغمغم في خبث:
- تعالي يا حبيبة خالو أنتي كمان
وترك وتر وغادر تاركا اياها تنظر في أثره بأعين جاحظة مدهوشة ذلك الرجل لم يعرف للاخلاق اسما يوما ! اجفلت علي حركة جوارها ظهر طارق يمسك في يده كوبا آخر من العصير مد يده لها به يغمغم مبتسما :
- خدي يا ستي بدل اللي خالو رماه خالك دا غريب جدا بس لذيذ والله
ابتسمت مجاملة تأخذ منه الكوب ترتشف ما فيه علي مهل استأذنت من طارق لتتجول في انحاء الحفل شئ بداخلها يريد أن يعرف ماذا يفعل جبران الآن مع ماهي ربما هو الفضول ليس أكثر ! .... تحركت هنا وهناك إلي أن وجدته يقف جوارها عند طاولة الطعام يضاحكها قائلا :
- لاء غلط دي يا ستي اسمها مطوة قرن غزال مش سكينة ... مش عايز اقولك دي بقي بتفوت في اللحمة الناية و نوجا كدة علي رأي مكي
ضحكت ماهي ضحكة عالية خليعة في حين شعرت وتر بالغضب من تلك الحرباءة تحركت اليهم خطوتين فقط لتقف شعرت فجاءة بأن جسدها تنخفض درجة حرارته حتي بات جسدها بارد كالثلج ... تشعر برأسها يلتف فجاءة ومن العدم للمرة الثانية ظهر طارق جوارها لما يخفض صوته يحادثها بصوت خفيض هامس :
- أنتي كويسة يا وتر شكلك تعبان تعالي اغسلي وشك يا بنتي
أمسك بكف يدها يحركها معه إلي أعلي عينيها تزوغ اكثر نظراتها تتشوش حتي تماهت جميع الاشكال أمامها بالكاد صعدت السلم إلي نهايته وسقطت أرضا فاقدة للوعي ارتسمت ابتسامة خبيثة مخيفة علي شفتي طارق دني بجذعه يحملها بين ذراعيه يطلق صفير طويل مخيف رتيب يتوجه بها إلي غرفته صافعا الباب عليهم !!!!
___________________
الليل ونسيمه العليل يحرك خصلات شعرها يداعب ثغرها ووجنتيها فابتسمت سعيدة تشعر بسعادة عارمة تملئ كيانها رغبة ملحة في أن تتمايل علي أنغام موسيقي هادئة ففعلت بعد بحث وجدت هاتفها استخدمت جهاز الصوت لتشغيل أحدي الأغاني بحكم العادة قد حفظت شكل الغرفة دون أن تراها وضعت الهاتف جانبا لتبدأ تلتف حول نفسها تتمايل كالفراش ترقص ( البالية ) بشكل بسيط يعلو ثغرها ابتسامة واسعة لا سبب لها ...
جذبه صوت الموسيقي فتحرك إليها دق الباب فلم تجيب قطب جبينه قلقا يفتح المقبض ليراها حورية تتمايل علي أنغام الأمواج زهرة تلتف أوراقها بنعومة بالغة تحركت قدميه ناحيتها خطوة بخطوة الي أن ارتطمت به وهي تتمايل استندت كفيها علي صدره رفعت وجهها إليه تلهث بخفوت خصلات شعرها مدلاة تغطي غرتها الجميلة عينيه تاهت في تفاصيل وجهها فمد يده يمسك بكفها يرفعه لوجهه يريدها أن تشعر به ففعلت بدأت تحرك كفيها علي وجهه تستشعر قسماته تبتسم أكثر كلما تحركت أصابعه علي ملامحه ... تشعر بأنفاسه قريبة للغاية تسمع دقات قلبه التي تتسابق ركضا ابتسمت تبسط كفها علي صدره تهمس له بخفوت حزين معاتب :
- ليه خبيث عليا ، بعد موت وليد ما بقاش ليا في الدنيا غيرك ... ليه تحرق قلبي وتكذب عليا وتقولي أنك مت ، ليه يا بيجاد !
__________________
العصير العصير العصير ترددت الكلمة علي اسماعها تطرق رأسها بعنف فتحت عينيها فجاءة لتقع عينيها علي ساعة كبيرة معلقة علي الحائط انها الثانية عشر ليلا مرت ساعتين إذا منذ مجيئها إلي هنا نظرت لنفسها لتتسع عينيها مدهوشة فراش من التي تتسطح فوقه شعرت بأنفاس أحدهم جوارها التفتت سريعا تنظر جوارها لتشخص مقلتيها هلعا حين رأت جبران ينام جوارها صدره عاري ... ماذا الذي يحدث هنا ؟!!!!
توسعت حدقتيها هلعا تعود بجسدها للخلف من الدهشة أين هي ولما ينام هو بجوارها ولما ترتدي هي قميصه !!! ارتجف جسدها فزعا وعقلها يصور لها أسوء ما يمكن أن يكون فعله بها بالطبع هو لا ينام هكذا جوارها لأنه يشعر بالحر مثلا ؟! .... صدمته بعنف علي كتفه تصرخ فيه بحدة :
- اصحي ، اصحي ... دا أنا هوديك في ستين داهية
انتفض جبران يصيح مدهوشا :
- ايه في ايه بتصوتي ليه ؟!
انتصف جالسا ينظر لها بضع لحظات قبل أن يتأثب يفرك عينيه يغمغم ناعسا :
- بتصوتي ليه يا بنت الذوات وداهية ايه اللي بتتكلمي عنها
انتفضت من الفراش تنظر له باشمئزاز ممتزج بغيظ ضمت ذراعيها لجسدها تصرخ فيه :
- أنت عملت فيا ايه ، أنا ايه جابني هنا ، وايه اللي لبسني قميصك ... للدرجة دي أنت شخص قذر ع....
ولم تكمل لم يدعها تكمل هب واقفا من الفراش متوجها اليها يتدلي من عنقه قلادة من الفضة تأخذ شكل موس في آخرها صاح فيها محتدا يقاطعها :
- ايييييه ، اقطمي شوية ... لولايا يا بنت الذوات كان زمانك بتبكي علي اللي راح بجد ... احمدي ربنا اني لمحتك عند آخر السلم فوق خالص كان شكلك تعبان وساندة علي العيل ال*** ... ما اتطمنتش وما كنتش عارف اخلع من البت الملزقة غير لما قولتلها اني رايح الحمام طلع جري وراكوا لقيته ممددك علي السرير ومقطع هدومك وأنتِ في الدنيا غير الدنيا
توسعت عينيها هلعا شهقت مذعورة وضعت يدها علي فمها تحرك رأسها بالنفي لا تصدق طارق !! ولما قد يفعل طارق ذلك تذكرت العصير والدوار الذي اجتاح رأسها فجاءة وطارق وهو يأخذ بيدها لأعلي ايعقل حقا أن يكن طارق هو من دبر لتلك الخدعة اجفلت علي صوته يغمغم ساخرا :
- هما دول بقي ولاد الذوات يا بنت الذوات ، أنا راجل متربي علي الأرصفة والحواري بس عمري ما اسرق براءة واحدة ... أنا كومته زي الشوال في بيته وما لقتش غير قميصي استرك بيه يا بنت الذوات ... قميصي اللي رمتيه وقولتلي وقرفتي منه ، اهو سترك يا بنت الذوات
تهدجت أنفاسها اضطربت حدقتيها تقف في متاهة لا تعرف ماذا تفعل من تصدق تخاذلت ساقيها عن حملها لتسقط علي ركبتيها أرضا عينيها شاردة في الفراغ البعيد ... رفعت وجهها إليه أدمعت عينيها تهمس له :
- أنا عايزة هدوم !
زفر يحرك رأسه بالإيجاب خرج من الغرفة ليعد بعد لحظات يمسك في يده جلباب اسود وحجاب رأس مد يده لها بهم يغمغم :
- مرات عماد ما بتلبسش غير جلابيب سودا دا المتاح دلوقتي
مدت يدها تلتقطهم منه ليحمحم خرج من الغرفة يغلق الباب عليها لتنهمر الدموع من عينيها تشعر بالضعف أسوء درجات الضعف إن كان والدها هنا لما كانت تعرضت لكل ذلك ارتجفت نبرة صوتها خرج صوتها يرتعش يغصه البكاء :
- أرجع بقي يا بابا ... أرجع عشان تجبلي حقي من طارق ... عشان تبعدني عن القرف دا كله ... أرجع عشان خاطري !
قامت بخطي ترتعش تخلصت من قميص جبران تشتم رائحة عطره الحاد وكأنها انطبعت عليها ارتدت الجلباب الأسود تلف حجابه حول رقبتها وكأنه شال ... دق الباب في تلك اللحظة بالطبع هو سمحت له بالدخول ما أن خطي للداخل مدت يدها له بقميصه أخذه منها يرتديه سريعا ... يغلق ازراره لتسأله قلقة:
- هو احنا هنا فين ؟
اكمل عقد ازرار قميصه يغمغم :
- عند واحد صاحبي هو ومراته أنا اضطريت اقوله اننا كاتبين كتابنا علي فكرة
لما قال ذلك هل ليجد مبرر لصديقه أن يحمل فتاة لا يغطيها سوي قميص صحيح أنه كان يصل لبعد ركبتيها ربما كان يغطي جسدها أكثر من فستانها الأحمر الباهظ ... تنهدت تومأ له ليمسك بكف يدها يجذبها معه للخارج رأت رجل بصحبة امراءة يجلسان في صالة منزل صغيرة شعرت بخجل عارم لم تقدر حتي علي رفع وجهها لتنظر لهم تلقائيا وربما دون أن تدري شدت بيدها علي يد جبران ليضعط علي يدها بخفة يصطحبها معه للخارج لتهرول معه الخطي تهرب من ذلك المكان سريعا خجلا منهم
__________________
تركها بعد أن قالت له ما قالت سخر منها وتركها وغادر لن يهرب كما فعل قبلا يظن انها ساذجة لن تعرفه لا تنكر انها انخدعت في البداية ولكن ما لا يمكن أن تنساه أبدا رائحة عطره كيف تنساها وقد كانت تعرفه أنه موجود قبل أن تراه من الأساس مدت يدها تأخذ شال من الصوف كان بالقرب منها وضعته حول كتفيها تأخذ طريقها بحذر إلي خارج المنزل حيث سمعته يفتح الباب قبل قليل تحركت تشعر بالرمال الباردة تحت قدميها العارية إلي حيث البحر لا تعرف أين يجلس تحديدا فوقفت بالقرب من الشاطئ توجه انظارها ترسم موج البحر داخل عقلها ابتسمت توجه حديثها له :
- ليه بتهرب من الحقيقة ... والأهم ليه خبيتها ... ليه عيشتني في عذاب موتك وأنت عايش يا بيجاد
تحرك برأسه ينظر لها وهي تقف جواره ابتسم في سخرية مريرة يغمغم متهكما :
- عشان اللي أنتي بتقوليه دا تخاريف بيجاد مين ، بيجاد جوزك مات ... أنا عز الجيار جوزك وما اسمحلكيش تجيبي سيرة راجل تاني قدامي
ابتسمت في هدوء دون أن تلتفت برأسها له لتغمغم بثقة :
- عز وبيجاد وجهين لعملة واحدة ... صوتك وطريقتك بس مش هتقدر تغير ملامح وشك ... ونسيت تغير نوع البرفن بتاعك ... مش قولتي مرة أنه بيتعمل ليك إنت بس !!
هنا توسعت حدقتيه اندهاشا كيف لا تنسي اي كلمة قالها لها قبلا ... حرك رأسه بالنفي بعنف يغمغم محتدا :
- أنا مش زفت بطلي تناديني باسم جوزك اللي مات ... باسم شيطان زمانه بيتحرق في جهنم
ابتسمت في هدوء تلك المرة التفت بجسدها حيث يأتي مصدر صوته نظرت إليه تغمغم مبتسمة :
- أنت مغير صوتك ازاي علي فكرة صوت بيجاد أحلي من صوت عز
تلك الفتاة لا تيأس ... كاد أن يقول شيئا ولكنها سبقته غمغمت ساخرة :
- ما فيش غير بيجاد يعرف موضوع حورية البحر ، أنا ما بكتبش مذكرات يا بيجاد حتي فتحية ما تعرفش الموضوع دا أنت بس اللي تعرفه
تنفس بعنف مرة تليها أخري وأخري دون أن يهدأ هب واقفا يصيح فيها :
- أنتِ عايزة ايه يا رسل ... بطلي تستفزيني وتقولي اني الزفت بيجاد أنا مش هو ممكن تسكتي بقي
وتركها يتحرك خطاه لداخل المنزل توقف فجاءة حين سمعها تغمغم ببساطة :
- علي فكرة وليد الله يرحمه قبل ما يموت كان قالي أن بيجاد اللي هو مش أنت اشتري أسد وسماه أرسلان وبيتدرب عشان يروضه ...
سب وليد في نفسه ذلك الأحمق كشف السر نظر لها ليجدها تركل الرمال بقدمها بخفة تبتسم في اتساع كأنه تقول له انظر أنا انتصرت ... عاد خطاه إليها كم بدا غاضبا وهو يقبض بيديه علي ذراعيها يصيح فيها :
- أيوة أنا بيجاد ارتحتي كدة يا رسل ... استفدتي حاجة لما عرفتي إني أسوء من الشيطان
قطبت ما بين حاجبيها مستنكرة ما يقول انكمشت ملامحها ألما من قبضة كفيه علي ذراعيها تسأله مدهوشة :
- شيطان ! ... ليه وايه اللي يخليك أسوء من الشيطان ... أنت رجل أعمال كبير ومشهور ماسك شغل العيلة كله أنت ووليد
ارتسمت ابتسامة ساخرة مريرة علي شفتيه خرجت من بين شفتيه ضحكات مشبعة بالألم يغمغم ساخرا :
- أعمال العائلة وأنتِ عارفة بقي العائلة المحترمة دي بتشتغل في ايه ... احنا أكبر تجار مخدرات وسلاح .. ابوكي وسفيان الدالي يعتبروا ملوك السوق السودا ابوكي سلاح ومخدرات وسفيان دعارة وتجارة أعضاء الاتنين بيحموا شغل بعض ... وليد كان ماسك صفقات المخدرات أما أنا فكنت القناصة ... أنا البندقية اللي بيصفوا بيها اي حد يفكر يقف في طريقهم قتلت كتير ... كتير أوي ما كانش ينفع اعصي اي أمر .... رملت ستات ويتمت اطفال بضغطة زناد واحدة ... لحد ما جه الأمر الأخير اقتل وليد !!
________________
وصلت السيارة قرابة الرابعة فجرا إلي الحارة من الجيد أن جبران كان معها ومن الجيد أن لديه سيارة لا تصدق أنها تقر بذلك ولكن لولاه لكانت كورقة ذابلة تُنهش للمرة الثانية !!! إلا يكفي ما حدث لها قبلا ليأتي ذلك الطارق ينهش ما بقي منها .... مسحت دموعها التي فرت خائفة من أسر عينيها حين تذكرت حادثتها القديمة ... ما إن وقفت السيارة أمام منزلهم لم تنتظر لم تشكره حتي فقط صعدت تهرول الخطي الي منزل والدتها دقت الباب لينتفح بعنف وتظهر فتحية التي ما أن رأت وتر جذبتها بقسوة من خصلات شعرها تدخلها إلي البيت صرخت الأخيرة من المفاجئة والألم في حين صرخت فتحية غاضبة :
- راجعة الساعة 4 الفجر مع جبران في عربيته بهدوم غير اللي خارجة بيها ، لو سفيان ما ربكيش أنا اموتك في ايدي يا سافلة يا قليلة الرباية
حاولت بإستماتة تخليص خصلات شعرها من يد والدتها انهمرت الدموع من عينيها ألما تصيح فيها :
- سيبي شعري ، أنا غلطانة اني جيتلك ... فعلا وتر هانم مش هتقدر تعيش مع فتحية بتاعة الفجل
- اخرسي !!
صاحت بها فتحية بعنف قبل أن تهوي بكفها علي وجه وتر بقوة صفعة عنيفة صمتت بعدها جميع الاصوات توسعت حدقتي وتر من الألم تنظر لوالدتها كارهة ناقمة أحمر وجهها وعينيها تتسابق الدموع في الهطول من مقلتيها اختنقت نبرتها تحادثها كارهة :
- أنا بكرهك ... بكرهك أكتر مما تتخيلي وندمانة أوي اني في يوم كان حلمي الوحيد إني بس اشوفك
غص قلبها فتحية ألما وبقيت ملامحها كجلمود صخر لا يتفتت نزعت وتر شعرها من يد والدتها بعنف أدي إلي تمزق بعض خصلاته ، الباب لم يغلق جبران هنا وجدوه فجاءة في داخل شقتهم ينظر لفتحية ثم لها قبل أن يأخذ أحد المقاعد جلس يغمغم بهدوء :
- حقك تقطمي رقبتها حتي ، لو بنتي هعمل أكتر من كدة ، وللأسف الشديد الولية اللي اسمها نبوية شافت وتر وهي نازلة من العربية وطبعا دي ما بيتبلش في بوقها فولة بكرة هتلاقي سيرة بنتك علي كل لسان واحنا لازم نقطع ألسنة الناس
شحب وجه فتحية واصفر لونها لتغمغم سريعا بهلع :
- والعمل يا سيد المعلمين
ارتسمت ابتسامة بسيطة علي شفتيه رفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة :
- الحل الوحيد اننا نتجوز ولو لفترة مؤقتة ... حسن هيتجوز أمل النهاردة بليل ما فيش مشكلة لو اتجوزنا معاهم
لم تهتم بعرضه الغريب ولا بجملة واحدة مما قال ، الكلمة الوحيدة الي علقت برأسها أمل وافقت علي الزواج من حسن كيف يحدث ذلك مستحيل طبعا ؟!!! تركت منزل والدتها تحت صرخات فتحية باسمها تتجه إلي المنزل المجاور له دقت الباب مرة تليها اخري إلي أن فتحت سيدة الباب لم تعطيها فرصة للرد اندفعت لغرفة أمل فتحت بابها بعنف لتجد أمل متكورة أرضا جوار فراشها تبكي بحرقة تحضتن ركبيتها بذراعيها تجهش في البكاء اندفعت وتر ناحيتها تسألها مذعورة :
- ايه اللي أنا سمعته دا يا أمل أنتي موافقة علي اللي اسمه حسن البلطجي دا
خرجت شهقة قاسية قبل أن تنخرط في البكاء تتحرك للأمام وللخلف تهمس بحرقة :
- هو ، هو معاه صور وحشة ،وحشة اوي هتجوزه ... هتسجن في بيته النهاردة بليل يا وتر دا جاب حتي فستان الفرح !!
__________________
عذاب هو ما رأته مع ذلك المجنون عذاب لن يقدر لسانها علي النطق به ولو بحرف واحد تتكوم علي أحد جوانب الفراش تعانق قدميها تنخرط في البكاء تضع يدها علي فمها فهو يكره صوت البكاء ارتجفت فرائصها ذعرا حين رأته يدخل من باب الغرفة تلك المرة كان في يده ورقة صغيرة يبتسم كشيطان ولما ك هو شيطان تجسد من الجحيم ... اقترب من الفراش يبتسم تلك الابتسامة المختلة مد يده لها بالورقة لتتضح أنها صورة لشاب في نهاية العشرينات تقريبا ... رفع الصورة أمام عينيها يحادثها بهسيس افعي تسعي في الأرض فسادا :
- الرائد زياد ظافر نور الدين ، خانقني أوي مخنق الشغل علي رجالتي في مصر ... فأنا قررت ايه نعمل خطة حلوة أنا وأنتِ ابعتله بنت جميلة غلبانة مسكينة هربانة من قتالين قتلة عايزين يقتلوها وأنتِ بجمالك تغويه لحد ما حضرة الظابط ينهار ونصوره ونهدده اجهزي يا قلبي عشان هنسافر مصر
الشيطان انهمرت الدموع من مقلتيها تنفي برأسها بعنف لن تفعل ذلك لن تكن عاهرة الشيطان يحركها كما يشاء إلي أن يلقي بها في النار وهي بين أحضان الخطيئة ... تحشرجت نبرتها تهمس مرتعشة : - أنا مش هعمل ... أنا مش عاهرة مش رخيصة مش هأذي إنسان مالوش ذنب غير أنه بيحارب وساختك وقرفك. وكم ندمت علي ما قالت قسمات وجهه استحالت في لحظة إلي وجه مارد أسود غاضب ملامحه كانت تصرخ غضبا ... قبض علي خصلات شعرها بعنف يقرب وجهها منه يصرخ فيها : - أنتِ عارفة أنا اقدر أعمل فيكِ ايه ، أنا اشتريتك أنتِ الكلبة بتاعتي تنفذ اللي اقوله وبس ! حركت رأسها بالنفي خائفة بل تكاد تموت ذعرا إذا لتمت علي أن تعش تلك الحياة المقززة مع مريض نفسي صرخت بحرقة تحاول دفعه بعيدا عنها : - وأنت شيطان لا يعرف لا رب ولا دين ... مريض مجنون ... أنا مش هعمل القرف دا أبدا ... كفاية اللي عملته فيا ، موتني أنا مش هنفذ كلامك مش هسمع ليك أمر موتني احسن ارتسمت ابتسامة مختلة تلذذت رغباته السادية المجنونة في حدقتيه ليجذبها من شعرها من الفراش ليترك يدها بخفة توجه إلي أحد المقاعد يضطجع عليه يضع ساقا فوق أخري التقط كأس نبيذه يرفعه لفمه يرتشف ما فيه بحركة خاطفة توسعت ابتسامته الساخرة يتمتم ساخرا : - اركعي أرضا وتوسليني لأسامحك .. هيا حياة أبكِ توسلي والا أدخلتك جحيم الشيطان لتتمني الموت وهي تريده يظن انها تخاف الموت بل تدعو به في كل لحظة لتنجو به حركت رأسها بالنفي تعود خطوتين للخلف تصرخ فيه بشراسة : - لن أفعل ، لن أركع للشيطان .. تريد قتلي ارجوك أفعل ... الموت رحمة لن تحصل عليها حين يبتلعك تراب الأرض حمقاء صاحبة لسان سليط في الاغلب سيقطعه لها ... قام من مكانه في لحظة كان يقبض علي ذراعها يجذبها خلفه بعنف خرج بها من غرفة سُجنت فيها أيام من العذاب ليتوجه بها إلي غرفة أخري في نهاية الممر دفعها للداخل بعنف لتسقط أرضا علي وجهها غرفة فارغة لا شئ فيها سوي صندوق كبير بجحم شخص ضخم مغطي بقماش أسود دخل خلفها يبتسم متلذذا بما سيفعل توجه إلي الصندوق يكشف الغطاء عنه لتكتم صرختها بكف يدها صندوق ملئ بالافاعي تلتف حول ذراع بشري يبدو أن ذلك هو ما تبقي من شخص ما رغبة ملحة تدفعها للتقئ لم تقاوم سقطت علي ركبتيها أرضا تتقئ بعنف وهو ينظر لها يبتسم منتظرا متشفيا ... اتجه إلي مقبض الصندوق يمسك بها قطب ما بين حاجبيه وكأنه يفكر بصحبتها يغمغم محتارا : - ها افتحه توسعت عينيها هلعا تريد الموت ولكن ليس بتلك الطريقة البشعة تلقائيا حركت رأسها بالنفي بعنف ليشير لها أن تفعل ما قال قبلا حركت رأسها بالنفي بعنف ليتحرك المقبض في يده علي وشك فتح الباب صرخت مذعورة تنزل علي ركبتيها أرضا تمسك بيده الأخري تتوسله باكية : - سامحني ... أبوس ايدك ، ارحمني ... هعمل كل اللي أنت عاوزه بس ارحمني اغمض عينيه منتشيا وكأن توسلاتها ودموعها جرعة هروين فاخرة غزت دمائه للتو نزع كف يده من كفيها يقبض علي خصلات شعرها في لحظة الصق ظهرها بباب الصندوق الزجاجي انتفض جسدها يصعق تري الأفاعي المخيفة تتحرك خلفها مباشرة لا يفصلهم سوي باب يضع يده علي مقبضه نظرت لابتسامته المختلة ليقرب وجهه منها يهسهس لا يختلف عن فحيح الافاعي خلفها : - في لحظة ايدي هتفتح الباب وهتبقي جوا ... بس أنا ما يرضنيش اضحي بالجمال دا كله بالسهولة دي ... ها هتنفذي ولا حركت رأسها بالإيجاب مرة تليها أخري بعنف تتمتم بحركة : - هنفذ هعمل كل اللي أنت عاوزه بس أبوس إيدك ارحمني أنا تعبت ابتسم في هدوء تام رفع يده يمسح علي خصلات شعرها داعب أنفها بأنفه تهدجت أنفاسها خوفا في لحظة لم تشعر بما كان ينوي فتح باب الصندوق يدفعها للداخل ... صرخة رعب خرجت من أعماق قلبها المذعور ليجذبها في اللحظة التالية خارجه يغلق الباب لتتهاوي أرضا ترتجف بعنف كل خلية فيها تنوح ذعرا لتراه ينزل علي ركبتيه أمامها يتخلص من سترته وقميصه قبض بكفه علي فكها ابتسم يغمغم بخبث مخيف : - أتعلمين أفضل العبث مع الصغيرات أمام صندوق الأفاعي !! _______________ ما سمعته كذب بالطبع يكذب هو لم يفعل ذلك لم يقتل أحد لا ذلك كله غير صحيح بيجاد لا يمكنه أن يكن هو من قتل وليد ... بيجاد لم يفعل أي من ذلك نفت برأسها بعنف تصيح فيه : - أنت كداااااب ... أنت بتقول كدة عشان اكرهك صح ... أنت ما عملتش كدة ما قتلتش ناس مالهاش ذنب ... ما موتش أخويا مش كدة يا بيجاد أدمعت عينيه ألما يبدو أن الحياة لم تقبل توبته مد يده يخرج صغير يلتصق بفمه من الداخل كان السبب في تغير صوته أحد أجهزة المافيا البسيطة التي كان يوما عضوا منهم ارتسمت ابتسامة مريرة تصرخ ألما علي ثغره يتمتم بحرقة : - قولت لاء رفضت أنا مش هقتل صاحب عمري بس ما فرقش معاهم حاولت أحميه حاولت بس قتلوه قدام عينيا عارف وقناصة محترف رصاصته قتلته وهو جنبي ... الكلمة الوحيدة اللي قالهالي قبل ما يموت رسل يا بيجاد توقف عن الحديث للحظات وكأنه يتذكر بشاعة ما حدث انهمرت دموعه ألما يصيح بحرقة: - ما ادونيش فرصة حتي اني احضن صاحبي للمرة الأخيرة حسيت بخطبة جامدة علي راسي لما فوقت لقيت نفسي في مخزن ولا في أوضة أجبروني أدمن المخدرات غصب عني واترميت في مصحة تبعهم عشان ابقي بعيد ما كانوش بيعالجوني في المصحة كانوا بيحطولي المخدرات حتي في الماية هربت بمعجزة وفبركت حادثة موتي ... وعزلت نفسي شهور بصرخ من الوجع كل ليلة لحد ما اتعالجت أول ما قدرت أقف علي رجلي ما عملتش حاجة غير إني جتلك كان لازم أنقذ آخر شعاع نور في حياتي أنا ووليد سامحني يا رسل وآه من قسوة ما سمعت وعرفت زوجها الذي لم تعشق غيره ليس سوي قاتل اراق دماء المئات وأخيها يتجار في المخدرات يؤذي آلاف وأكثر هزت رأسها تنفي ما سمعت لم تشعر بتلك الدموع التي أغرقت خديها صرخت بقهر : - ليه ... انتوا إزاي كدة ... كلكوا شياطين كلكوا حتي وليد ... لالالا دا اكيد كابوس ، اكيد كابوس ... اكيد كااابوس واندفعت تركض مع خيوط الصباح الأولي كانت تركض نحو المجهول تسمع صوته يصرخ باسمها مذعورا ... صوت خطواته يركض خلفها لتسرع أكثر تنهمر دموعها تغرق حبات الحصي تحت قدميها لم تري ما أمامها فسقطت أرضا تصرخ من الألم تمتزج صراختها بصوته المذعور وهو يصرخ باسمها هلعا حين رآها .... _______________ جلست جوارها جوار الفراش أرضا تحتضنها بخفة تمسح علي رأسها بحنو تهمس لها تطمئنها : - يا أمل اسمعي مني صدقيني لو قولنا لزياد مش هيقدر يعملك حاجة ما تستلميش يا أمل ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتي أمل لتغمغم ساخرة : - مش هيفرق معاه صدقيني هو قالي هفضحك في كل حتة حتي لو اتحبست مش هيقرف معايا احتدت عيني وتر القذر شبه الرجل يريد فقط أن يتخذها زوجة حتي لو رغما عنها يريد قص أجنحة حلمها الوردي لتصبح خادمة له ولرغباته المريضة أمسكت بذراعيها كادت أن تقول شيئا علها تشد من ازرها لتواجه فصرخت أمل في وجهها بحرقة : - كفاية يا وتر ، كفاية كلام مالوش لازمة أنا مش أنتِ ، أنا مش هقدر اخليه يمس سمعة أهلي حتي لو هضحي بنفسي مش هستحمل اشوف الذل والقهر في عيون أبويا وأمي افهمي دا جذبت ذراعيها بعنف من كفي وتر تخفي وجهها بين كفيها تنخرط في البكاء لتنهمر دموع وتر حزنا عليها مدت يدها تربت بحنو علي كتفها لبضع لحظات فقط قبل أن يدق الباب قامت وتر سريعا قبل أن تدخل سيدة وتري حالة أمل وكأنها لم تري ابنتها مثلا ؟! ... مسحت دموعها بكفيه حمحمت تغمغم : - ايوة تحركت سيدة بعينيها تحاول أن تري ابنتها دون فائدة تنهدت تزفر أنفاسها بحرقة تغمغم قلقة: - أنا عايزة اشوف بنتي يا وتر ، أنا عارفة انها مش موافقة علي حسن وأكيد عمل حاجة هددها بيها دخليني اتكلم معاها ولما لا ربما تكن تلك فكرة جيدة ابتعدت عن الباب لتهب أمل من مكانها تنظر لها هي ووالدتها في غيظ لتصرخ فيهم : - قولتلكوا أنا موافقة ومش هتجوز غير حسن حتي لو انطبقت السما علي الأرض أنا بحب حسن وهو كمان بيحبني ومش هتجوز حد غيره نظرت سيدة لابنتها حزينة مشفقة علي حالها اومأت لها تغمغم : - ماشي يا أمل بس أنا قولتلك وهقولك تاني أنا وابوكي دايما فلو عملك حاجة ولا هددك بحاجة قوليلي يا بنتي لم ترد فقط اشاحت بوجهها بعيدا تتنفس بعنق تحقد علي حسن تدعو عليه بالويلات في نفسها قتل حلما لم تعشه في مهده قبل أن يري النور اجفلت علي جملة والدتها التي قالتها بجفاء بعد أن يأست منها : - افتكري بردوا يا أمل أن اللي بيشيل قربة مخرومة بتخر علي رأسه هو لوحده ... آه صحيح عريسك باعتلك البت بتاعت الكوافير تزوقك يا عروسة نظرت سيدة تجاه وتر تحادثها : - أمك عيزاكِ برة ابتسمت وتر في سخرية لتومأ لها تحركت لخارج الغرفة لتجد والدتها تقف أمامها في صالة المنزل الصغيرة غمغمت بتلهف ما أن رأتها : - يلا يا وتر قاعدة عندك ليه لسه عندنا حاجات قد كدة أنت ناسية النهاردة دخلتك أنتِ والمعلم جبران انتظرت إلي أن انهت والدتها كلامها لتنفجر في الضحك تضحك بهستريا مفرطة إلي أن ادمعت عينيها من الضحك رفعت يديها تمسح دموعها تلتقط أنفاسها بعنف تردف ساخرة : - أنتِ بتتكلمي بجد أنتِ فاكرة فعلا أن وتر هانم هتتجوز تاجر المخدرات دا ، لو أمل غلبانة وحسن عرف يلوي دراعها فأنا وتر الدالي ، هتقوليلي عشان الفضايح أنا بعشق الفضايح ، أنا بمكالمة واحدة اقدر اوديكوا كلكوا في ستين داهية .... ماشي يا ست فتحية كم غضبت وتألمت فتحية وهي تراه جبروت سفيان يتجسد في ابنتها نظرات ابنتها ساخرة متهكمة تملئها النفور تحركت لخارج المنزل دون أن تعير لأي منهم انتباها لما ستحارب وصاحبة القضية تنازلت عنها ووافقت علي الظلم بمخض أرادتها امل الساذجة ستعيش تعيسة مسكينة أمل ، نزلت لأسفل لتجد جبران يحادث أحد صبيانه محتدا : - يا حمار كوشتين أربع كراسي ، غور يلا ابتسمت ساخرة تكمل طريقها دون أن تلتفت له خطت لداخل مدخل عمارتها لتشهق من المفاجأة حين جذبها جبران فجاءة لركن بعيد عن المدخل يغطي جسدها بجسده عن أعين المارة ابتسم في عبث يحادثها : - ايه يا عروسة طالعة تجهزي لفرحنا طبعا ابتسمت في سخرية تحادثه : - تعرف يا جبران رغم أني حرفيا بكره كل تصرفاتك كفاية أنك بلطجي تاجر مخدرات بتاذي الناس بتاخد فلوس عافية من البياعين بجح وما عندكش أخلاق بس أنا فعلا بحب ثقتك في نفسك أوي حقيقي مميزة ابتسم مختالا بحاله يغمزها بطرف عينيه : - ولسه لما تعرفيني اكتر لما تبقي في بيتي يا عروسة هتحبيني أكتر وأكتر ضحكت بخفة تردف ساخرة : - أنت فعلا فاكر اننا ممكن نتجوز جبران فوق أنا وأنت من عالمين مختلفين تماما أنا هفضل وتر هانم الدالي ، وأنت جبران السواح رد السجون وتاجر المخدرات جوازة فاشلة يا جبران شعر حقا أنها تهينه انسلت هي سريعا من حصاره خطت بضع خطوات ناحية السلم حين سمعته يغمغم متهكما : - حجج فارغة يا بنت الذوات أنتِ خايفة لتحبيني ، دا أنتِ ممكن اصلا تكوني حبيتيني وبتقاوحي علي الفاضي ألم تخبره أنها بالفعل تحب ثقته الزائدة بنفسه ولكن الوضع هنا بدأ يتحول إلي تخاريف تصورها له نرجسيته ، التفتت له تبتسم في هدوء تردف : - المرة دي ثقتك خانتك يا جبران أنا يوم ما أحب ، مش هحب واحد يدخل القسم بالبدلة السودا مش الزرقا فهم من كلماتها أنها تهينه تقلل من شأنه ربما ليدس يديه في جيبي سرواله ضحك بردف ببساطة : - كل اللي أنتِ بتقوليه دا مبررات بتحاولي تقنعي بيها نفسك أنك ما حبتنيش مش كدة بدأ يغضبها ذلك الأحمق بدأ يثير حفظية غضبها ضده ...لن تنفعل سيأخذ انفعالها أنها تهرب من قول الحقيقة وقبل أن تقل شيئا أردف هو يتحداها : - تعالي نتجوز يا وتر من باب التغير اعتبريه تحدي أنا أعرف أنك بتحبي التحديات أوي يا تثبتي أني غلطان وإنك فعلا ما حبتنيش وساعتها بكامل ارادتي واقسملك هروح اسلم نفسي واعترف بكل جرايمي ، يا اثبتلك أنك حبتيني وساعتها بردوا مستعد اسيب كل حاجة ونبدأ مع بعض صفحة جديدة أحبت الحل الأول أكثر ، اضطربت حدقتيها تفكر في عرضه الغريب هي لن ولم تحبه إذا لن تخسر علي الرغم من أن الفكرة لم ترق لها رأتها في المئات من المسلسلات التركية والاحمق لا يعرف ماضيها تقسم أنه لو كان يعرف ما كان طلب منها ذاك الطلب أبدا ابتسمت في هدوء تمد يدها تصافحه تومأ برأسها موافقة : - وأنا موافقة وأنت الجاني علي نفسك يا معلم جبران
يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا
الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله" رواية جبران العشق" اضغط علي اسم الروايه
reaction:

تعليقات