Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جبران العشق الفصل العاشر 10 بقلم دينا جمال

   

رواية جبران العشق الفصل العاشر

صرخت وصاحت قاومت اذرعة كالخطاطيف تحاول جرها بعنف إلي أحدي السيارات الواقفة خارجا ... غرزت أسنانها بعنف في ذراع الحارس الذي يحاول جرها لتتخلص منه ركضت مذعورة تختبئ خلف عمها تنهمر دموعها مذعورة تتوسله :
- اتوسل إليك عمي لا تتركني لهم ، دعني ابقي هنا سأعمل خادمة أن أردت لكن لا تتركني لهم !!
نظير الرجل لابنة أخيه دون أن يرتف له جفن نظرات خاوية من الانسانية ، المشاعر ، الرأفة لم يشفق عليها حتي فقط أمسك بها بعنف يدفعها ناحية أحد الحراس يحادثها ساخرا :
- وهل كنتِ غير خادمة لا تجيد عملها ... هيا حياة ارحلي دون رجعة جلالته لن يبقيكِ حية أبدا ... سأشتاق لكِ ابنة أخي العزيز 
قبض الحارس علي ذراعيها بعنف يجرها جرا للخارج وهي تصرخ تتلوي تستنجد عمها :
- ارجوك عمي اتوسل إليك أرجوك 
حاولت أن تمد يديها في الهواء علها تمسك به كما لو كانت طفلة صغيرة تحاول الوصول لوالدها دموعها تنهمر كشلال ... ارتجف نابضها ذعرا غير قادرة علي تحرير نفسها من قبضة ذلك الرجل الضخم ما كاد يتوجه بها إلي أحدي السيارات فُتح باب سيارة صاحب الظل اطل من الباب بوجهه المغطي بالقناع يوجه حديثه للحارس:
- احضرها لهنا 
يجرها للموت ذاك ما شعرت به وهي تُجر جرا نحو الموت الجالس في سيارة فارهة دفعوها داخلها رغما عنها لينغلق الباب من الخارج .... تحركت حدقتيها بجنون مذعورة منه ومما قد يفعله به الرجل مخيف بالرغم من أنها لم ترِ قسمات وجهه لكنها تشعر بتلك الهالة السوداء المحترقة بنيران معاصيه تخترق نقائها ضمت ذراعيها لصدرها تبتعد لاقصي مكان بعيد عنه بدأت السيارة تتحرك لتنتفض مذعورة التقتت برأسها له أرادت أن تقول ولو حرفا واحدا تلجلجت الأحرف من بين شفتيها تهمس له مذعورة :
 - سييدي .. سسيدي ... ار ارجوك ات
لم تكمل حين التفت ناحيتها في لمحة خاطفة اخرستها نظرات عينيه ذلك الرجل لا يمكن أن يكن ينتمي لبني البشر أبدا ... اخذها عقلها لرحلة طويلة من المشاهد المخيفة التي يمكن أن يفعلها بها وهي لا حول لها ولا قوة اجفلت من شرودها المخيف علي توقف حركة السيارة دارت بعينيها في المكان إيطاليا بها أماكن رائعة ولكن ذلك كان الاروع علي الاطلاق لم تر يوما قصرا هكذا ، يشبه قصور الملوك والحكام قديما المكان مدجج بالحراس و كاميرات مراقبة تتحرك تمشط المكان بأكمله .. تحرك هو من جوارها ينزل لم تمر ثانية ووجدت الباب المجاور لها يُفتح والفاعل هو لم ترِ وجهه ولكنها شعرت بأنه يبتسم شامتا بها مد يده لها يدعوها لتمسك بكفه حركت رأسها بالنفي مذعورة ارتسمت علي شفتيه ما يشبه ابتسامة ضحك يغمغم ببساطة :
- لا بأس ، أتذكر آخر فتاة رفضت دعوتي كنت في الثامنة عشر رفضت الرقص معي فقطعت يديها المسكينة قتلتها بعد ذلك هل تريدين مصير مشابه  
توسعت حدقتيها عذرا تنفي برأسها ليمد يده من جديد تلك المرة أمسك برسغ يدها يجرها من السيارة الي الداخل لم ترِ شيئا حولها كل ما كانت تشعر بها أنها شاه تُجر لتُذبح خلف خطواته السريعة كانت تتحرك مرغمة إلي أن وصل بها إلي باب غرفة ما ألقاها داخلها ليدخل خلفها يغلق الباب عليهم من الداخل ..  حركت رأسها نفيا بعنف تنهمر الدموع من عينيها خوفا حتي الكلمات علقت داخل فاهها مذعورة في حين مد هو يده ينزع قناع وجهه الأسود نظر لها يبتسم كشيطان انتصر حين أقنع قابيل بقتل أخيه ... لتشهق هي مذعورة حين رأت وجهه ارتدت للخلف بعنف ارتعشت الأحرف بين شفتيها تتمتم مذعورة :
- أأنت !!!
خرجت من بين شفتيه ضحكة قاتمة يومأ لها ببساطة تخلص من سترة حلته ليرتمي علي مقعد وثير في غرفته يضع ساقا فوق أخري يطفقها بنظرات انتصار مال بجسده قليلا للأمام يمسك بزجاجة نبيذ فاخرة وكأس من الزجاج ملئ ربع الكوب يمسك بالكأس في كفه اضطجع بظهره إلي ظهر الأريكة يغمغم مبتسما :
- اوعي تكوني مش فكراني ازعل
توسعت عينيها في ذهول يتحدث العربية بل واللهجة المصرية أيضا الجمتها الصدمة عن التحدث ليضحك هو ساخرا ارتشف ما في الكأس علي دفعة واحدة يغمغم ضاحكا :
- ايه يا حياة أنا عارف أنك مصرية وأكيد فهماني ... علي رأي المثل بتاعكوا هي القطة كلت لسانك
شهقت مذهولة تحرك رأسها بالنفي بعنف تتذكر أول مرة رأته فيها صدفة !
Flash back
حياة تنبض بالحياة بين جدران القسم الخاص بالأطفال حياة الممرضة الجميلة صاحبة العشرون ربيعا صاحبة الأعين السوداء والبشرة السمراء وشعر اسود مموج نعمل في قسم الأطفال في أحدي المستشفيات خرجت من غرفة المريض بعد أن أنهت عملها تتحرك بين طرقات المستشفي إلي غرفة الاستراحة لتنال بضع دقائق من الراحة الساعة تجاوزت الثانية ليلا حين سمعت صوت الإنذار في قسم الأطفال تحركت تركض تعود إدراجها لتجد عند قسم الطوارئ الخاص بالأطفال،  طفل صغير في العاشرة تقريبا ذراعه به أثر طلق ناري المنظر كان حقا بشع لا يوصف طفل صغير مصاب بطلق  ناري مشهد جعلها تصرخ مذعورة تعمل في المشفي منذ عامين لم يأتِ طفلا واحدا حاله كهذه ... أسرع أحد أطباء المناوبة الليلية وهي وبعض الممرضات يساعدن في اخراج الرصاصة من جسد الطفل المسكين ... جلست علي مقعد صغير جوار فراش الصغير تمسح بقطعة قطن صغيرة حبات العرق المنداة علي جبينه تمسح علي خصلات شعره بحنو ادمعت عينيها حزنا تهمس له مشفقة :
- ماذا فعلت يا صغيري لتصاب برصاصة غاشمة كادت أن تنتزع زهرة براءتك 
ظلت جواره حتي غلبها النعاس فوضعت رأسها علي حافة الفراش وغطت في النوم مرت عدة ساعات تقريبا قبل أن تستيقظ علي صوت حركة فتحت عينيها سريعا قلقة لتجد رجل غريب الشكل يرتدي حلة سوداء بقميص يماثلها سوادا فوقها معطف اسود ثقيل ما ذلك الرجل الغريب هل مات عزيز لديه قبل قليل ... ملامح وجهه حادة وكأنه خُلق غاضبا دوما عينيه مخيفة نظراته خبيثة بها شئ سام تستطيع ان تشعر به من الوهلة الأولى !! قامت من مكانها سريعا وقفت جوار الفراش تنظر له تسأله محتدة :
- من أنت ؟!
اشار بطرف عينيه إلي الصغير الراقد في فراشه يغمغم بلامبلاة :
- والده !! ... كيف حاله ؟!
توسعت حدقتيها في ذهول والده ..ذاك والد الطفل إذا لما لا يوجد ولو ذرة قلق واحدة في صوته وكأنه يزور صديق يكرهه لا ابنه قطعة من قلبه أليس كذلك ؟! شعرت بالغضب والشفقة علي الصغير في آن واحد لتصيح فيه محتدة :
- والده !! أي والد أنت ، أين كنت وطفلك يصارع الموت ، أين كنت وهو يُرمي بالرصاص والآن لا ذرة قلق أو ندم واحدة في صوتك .. أبي كان لا ينام الليل إن اُصبت بالزكام 
لم تتبدل قسمات وجهه للحظة فقط دس سيجارة رفيعة بين شفتيه يغمغم متهكما :
- ظننته مات فجئت لأخذ جثته ولكن الوغد الصغير لا يموت بسهولة تماما كوالده 
كلماته كانت كصفعات تنزل علي وجهها بعنف ذلك للرجل مجنون مريض لا قلب له تحركت سريعا تصرخ فيه :
- هيا إلي الخارج .. شيطان مثلك يجب أن يكن في الجحيم إلي الخارج 
ابتسم ساخرا يرفع حاجبه الأيسر متهكما امتص نفسا عميقا من سيجارته ينفث دخانها في المكان لتصرخ هي فيه محتدة :
- اطفئ السيجارة الطفل سيموت هيا للخارج قبل أن استدعي الأمن يرمونك بالخارج 
خرجت من بين شفتيه ضحكة عالية ساخرة القي السيجارة أرضا يدعسها بطرف حذائه القي عليها نظرة ساخرة يطفقها من أعلي لأسفل يغمغم يتشدق متوعدا :
- سنلتقي من جديد !
Back
وها هما التقيا فعلا ها هو الشيطان يظهر أمامها من جديد لم يشفق علي طفله الجريح كيف يمكن أن يشفق عليها ... تلجلجت الأحرف بين شفتيها تهمس له مرتعدة :
 أنت عايز مني ايه 
علا ثغره ابتسامة مريضة مخيفة تحرك من مكانه بخفة يخطو خطاه إليها خطوة تليها أخري إلي أن صار أمامها تحسس خصلة مجعدة من خصلات شعرها يتمتم متلذذا :
- اريدك خاضعة !
________________
الساعة الآن تجاوزت الثانية ليلا لما تجلس هكذا علي شاطئ البحر علي الرمال تفترش كملاك حزين وقف عند باب المنزل يراقبها من الخارج يبتسم حزينا علاقتهم الفترة الماضية لم تتجاوز بضع كلمات لا تصل للجمل حتي ... الجو بارد عاد إدراجه يحمل معطف ثقيل من معاطفه اقترب منها يتحرك بهدوء حتي لا يفزعها دني بجذعه يضع المعطف علي كتفيها  بخفة لم تبدي رد فعل مما فعل ليتنهد بعمق جلس جوارها علي الرمال يحادثها :
- الجو برد يا رسل تعالي جوا 
حركت رأسها بالنفي بخفة شدت معطفه حولها ليخترق عطره أنفها لاحت علي شفتيها ابتسامة صغيرة تتمتم شاردة :
- أنا فاكرة شكل البحر وخصوصا بليل كان جميل أوي
- مهما يوصل جماله مش هيوصل لربع جمالك 
همست بها شفتيه يوجه أنظاره إليها لتلتفت برأسها إليه رأي حدقتيها وكأن لمعة صغيرة انارت بها للحظات ارتسمت ما يشبه ابتسامة دلال علي شفتيها تهمس برقة :
- يعني أنا جميلة فعلا ؟
- اجمل بنات الأرض 
غمغم بها بثقة دون تردد لتبتسم في هدوء قامت من مكانها تحكم المعطف علي ذراعيه تتحرك تعود ادارجها إلي المنزل وقفت فجاءة في منتصف الطريق التفتت برأسها إليه تغمغم مبتسمة :
- في حاجات مستحيل نقدر نخبيها مهما حاولنا بتتعرف يا عز ... تصبح علي خير يا أمير عريق !
قالتها لتكمل طريقها إلي الداخل قطب ما بين حاجبيها يفكر فيما تقصد مما قالت توا !
_________
مضي الليل سريعا جاء الصباح موعدها مع زياد في قسم الشرطة في التاسعة لتكمل التحقيق في قضية والدها اغتسلت وبدلت ثيابها نزلت لأسفل سريعا لتري أمل تنزل هي الأخري من منزلها تتوجه إلي عربة ( الكبدة ) لحقت بها تحادثها مبتسمة :
- صباح الخير يا أمل مين كان يصدق إني هيجي يوم واصحي الساعة 8 دا أنا كنت بنام 10
ضحكت أمل مرتبكة متوترة .. اختفت ضحكاتها بعد لحظات فقط تزدرد لعابها الجاف اقتربت من وتر تمسك بكف يدها تهمس لها قلقة :
- أنا قلقانة اوي يا وتر خايفة أحسن ، حسن يعمل حاجة ودا بلطجي ما يهموش وجبران أول واحد هيحاميله ويداري عنه أي مصيبة لو عملي حاجة
تتفهم خوفها بل وتشعر به ايضا حسن لا يفرق كثيرا عن جبران وربما أسوء ، رد فعله عما فعله زياد بالأمس قد لا تكون جيدة اطلاقا تنهدت قلقة تحاول أن تطمئنها ربتت علي كفها بخفة تبتسم لها تحاول تهدئتها :
- يا بنتي ما تقلقيش حسن دا كبيره يخوفك وبعدين زياد معانا لو حصل اي حاجة مش هيسبنا المهم أنتي ركزي في امتحاناتك ، يلا سلام 
ودعتها تأخذ طريقها إلي الطريق الرئيسي لوحت لأقرب سيارة أجرة وقفت بالقرب منها جلست واغلقت الباب تخبر السائق بوجهتها ادار السائق المحرك وقبل أن تتحرك السيارة بلحظات  شهقت مذهولة حين دخل إلي السيارة من الباب الآخر يجلس جوارها يبتسم لها في سماجة 
علي صعيد آخر حاولت أمل جاهدة التغلب علي وسواس خوفها بدأت بتحضير ( الكبدة ) وتقطيعها وفتح الارغفة الفارغة تدعو في نفسها أن يمر الأمر علي خير .... لفت انتباهها تحرك بعض الشباب في الحي وحبال من الزينة وفروع الضوء يحملون منها الكثير والكثير اقترب أحد الشباب منها يغمغم :
- بقولك يا ست أمل احنا عاوزين خمسة وأربعين رغيف للرجالة والحساب عند المعلم حسن ، أصل الرجالة دي هتطول
حركت رأسها بالإيجاب غلبها الفضول لتسأله سريعا :
- انتوا بتعلقوا الحاجات دي ليه
ابتسم الشاب في اتساع يغمغم سريعا :
- المعلم حسن هيتجوز عقبالك يا استاذة ما تعوقيش علينا في السندوشات بقي
اومأت بالإيجاب عينيها متسعة مذهولة حسن سيتجوز هل صدقا ما سمعت ؟ اخيرا ستتخلص من كابوسه المزعج وسيتزوج ارتسمت ابتسامة سعيدة علي شفتيها تتنهد بارتياح وتر كانت محقة في خطتها اخيرا تخلصت منه ... 
في حين كان هو يراقب من بعيد رد فعلها علي خبر زواجه وكم ازعجه سعادتها به المسكينة لا تعرف أنها العروس وربما لا يجب أن تعرف الآن .... تحرك ناحيتها في هدوء قسمات وجهه مرتخية هادئة حمحم في هدوء ليجذب انتباهها نظرت ناحيته مرتبكة ليدس يده في جيب سرواله يخرج محفظة جيبه يحادثها بإحترام :
- صباح الفل يا آنسة أمل ... العيال قالولي انهم خدوا 45 ساندوتشات يعني حسابك 135 ... ادي 150 والباقي عشانك 
ودون كلمة أخري وضع النقود أمامها وغادر لم ينظر إليها حتي وهو يحادثها صوته هادئ يخلو من تهكمه الدائم منها حسن أما أخرجها من حياته خوفا من زياد .. او يخطط لاسوء مما يمكن أن تتخيل 
______________
تحركت سيارة الأجرة بهم وهي تجلس مكانها مدهوشة للحظات طويلة تعجز عن النطق اخيرا استعادت تركيزها لتحادثه محتدة :
- أنت بتعمل ايه هنا 
التفت لها برأسه ينظر لها من اعلي رفع حاجبه الأيسر ساخرا يغمغم متهكما :
- راكب تاكسي ايه هي التاكسيات حكر علي ولاد الذوات بس ولا إيه 
رمشت بعينيها عدة مرات في ذهول لا تجد ما تقوله وماذا ستقول زبون في سيارة أجرة لا حق لها في طرده ... ابتعدت عنه لاقصي الأريكة تلتصق بالباب حرفيا تسبه في نفسها ... وصلت السيارة بهم إلي قسم الشرطة التفتت له قبل أن تنزل تهمس له محتدة :
- عارف لو خرجت لاقيتك هبلغ عنك وزياد اصلا مش بيطيقك 
نظرة عينيه تبدلت في لحظة كم بدا غاضبا مما قالت لم تنتظر منه اي رد فعل اسرعت خطاها لداخل قسم الشرطة دون أن تحاسب السائق ربما نسيت ؟!
دخلت تسأل عن مكتب زياد دلها العسكري اليه استأذنت ودخلت ليقف هو يرحب بها بابتسامة واسعة صافحته اشار لها للمقعد المجاور لمكتبه:
- اتفضلي اقعدي
جلست تبتسم له بخفة لتتوه عينيه في ابتسامتها الجميلة تنهد بعمق حمحم يستعيد جديته يتمتم مترفقا :
- ما تقلقيش هما كام سؤال بس نقفل بيه القضية أنتي ما فيش عليكِ اي شبهه 
اومأت له ليبدأ بسؤالها ، اسئلة تقليدية ربنا سمعتها قبلا في أحدي الأفلام علي التلفاز ... مضت حوالي خمسة عشر دقيقة الي أن انتهي التحقيق ليعطيها زياد دفتر المحضر يمد يده لها بقلم : 
- اتفضلي امضي علي اقولك
خطت توقيعها علي ما قالت تعيد الدفتر له تغمغم مبتسمة :
- طب استأذن أنا بقي يا زياد باشا 
قامت متوجه إلي باب الغرفة لتسمع صوت زياد يردف سريعا :
- ثواني يا آنسة وتر أنا عايزك في حاجة
التفتت لهم لتجد الكاتب ذلك الرجل الذي كان يجلس علي مقعد جوار زياد يكتب المحضر تحرك يخرج من الغرفة لتنظر وتر لزياد مستفهمة ... قام زياد من مكانه متوجها اليها وقف بالقرب منها وقف للحظات صامتا يحمحم بين الحين والآخر تنهد بعمق يغمغم مرتبكا :
- انسة وتر أنا من ساعة ما شوفتك أول مرة وأنا حاسس اني مشدود ليكِ إنت عارف اننا نعرف بعض من مدة قليلة جدا بس يعني المشاعر زي ما بيقولوا ما فيش عليها سلطان فممكن يعني بعد ما تخلص حكاية أمل يكون في مجال لحكاية لينا 
اضطربت حدقتيها للحظات تنظر له يآسة كانت حقا تتمناه زوجا لأمل ولكن ما العمل أعطته شبه ابتسامة تومأ له لتتوسع ابتسامته يغمغم :
- بجد أنا حقيقي أسعد إنسان في الدنيا ، طب تسمحيلي اوصلك أنا كدة كدة في وقت راحة دلوقتي 
ولما لا علي الأقل ستضمن عدم احتكاك جبران بها من جديد ... اومأت له من جديد ليعود
سريعا يلتقط مفاتيح سيارته وسترته فتح لها باب الغرفة يغمغم مبتسما :
- اتفضلي 
تحركت أمامه إلي الخارج خرج معها من قسم الشرطة ليراهم ، يقف بعيدا ينظر للزوجين المتناغمين ذلك الزياد يعزف علي وترين في آن واحد وتره ووتر حسن ؟! رأته وهو يقف لتوجه له نظرة ساخرة متهكمة بها قدر كبير من الإحتقار تحاول به كسر نرجسيته التي تصل لأنفه ليرفع كف يده علي الرقم ثلاثة وكأنه يخبرها بأن الثالثة ازفت وأن فرصها للنجاة منه قد نفدت جميعا وحان وقت تلقي العقاب !
ابتلعت وتر لعابها مرتبكة دق هاتفها في تلك اللحظة التالية استأذنت من زياد حين رأت رقم طارق تبتعد عنه فتحت الخط تحادثه :
- ايوة يا طارق
سمعت صوته يغمغم سريعا متلهفا :
- وتر حصلت مشكلة ومضطر للأسف اسافر ومش هرجع غير بعد شهر ، فالحفلة هتتعمل النهاردة ... بليييييز تعالي يا وتر أنا فعلا نفسي تحضريها هبعتلك العنوان في ماسدج هتيجي صح please say yes
ضحكت بخفة علي طريقته المضحكة تومأ برأسها تغمغم ببساطة :
- ok يا طارق هاجي النهاردة 
صاح فرحا يشكرها بحرارة لتغلق معه الخط بعد أن ودعته ، طارق فتي لطيف وتؤكد علي تلك المعلومة ستحضر حفلته الليلة اشتاقت كثيرا للمجتمع الراقي وترغب في الانغماس بينه من جديد
إلي سقف الحجرة الفخم عينيها معلقة تزرف الدمع وجهها شاحب كالموتي عينيها حمراء جسدها يرتجف بعنف ... ضمت ركبتيها لصدرها تنخرط في البكاء تتذكر ما حدث بالأمس
Flash back
- اريدك خاضعة
شخصت عينيها ذعرا تلتصق بالحائ خلفها تحرك رأسها بالنفي بعنف صرخ الذعر خائفا علي وجهها ، مجنون كانت تشك في ذلك والآن تأكدت توسلته ترجوه أن يبعدها عن ذلك الجحيم الذي يرغب في رميها فيه قصرا :
- أرجوك لا
توسلت فابتسم انتشت ابتسامة مريضة تعلو ثغره بثت الذعر في نفسها ليحرك هو رأسه بالإيجاب اغمض عينيه يتمتم مستمتعا :
- المزيد ! لا تعلمين كم اكون سعيدا حين أسمع من أمامي يتوسل إلي
تخبط قلبها بين اضلاعها بعنف تنظر حولها كقطة مذعورة بين براثن وحش تحركت حدقتيها بجنون تنظر لباب الغرفة ها هو المفتاح معلق في قفله لا سبيل للخروج من حصار ذراعيه سوي أن تدفعه بعيدا عنها وهذا بالضبط ما فعلته لملمت ذرة الشجاعة الباقية لها لتدفعه بعيدا ارتد خطوتين فقط خلف ثغرا تهرب منه فرت راكضة إلي باب الغرفة ما كادت تصل وصل هو إليها شعرت بجسدها الضئيل يرتفع عن الأرض بين ذراعيه يديه تكبلان خصرها ككماشية بأنياب حادة تلوت بين ذراعيه بعنف تصرخ تتوسله أن يبتعد عنها كمش رسغيها في يمناه ينزلها أرضا جذبها بعنف ليواجه وجهها الصارخ قسمات وجهه المتلذذة السعيدة بخوفها رفع سبابة يسراه أمام شفتيه يهمس بخبث افعي رقطاء :
- هشش توقفِ عن الصراخ يديكِ الصغيرة دفعتني إن لم تكوني فقط ضيفتي لكنت قطعتهما
- أنت مريض
صرخت بها بشراسة تحاول أن تجذب يديها من بين كف يده لتسمع ضحكاته تشق المكان ترك رسغيها يقبض علي ذراعيها يتمتم بجنون مخيف :
- نعم أنا مريض يعشق رؤية الخوف والعذاب في أعين الجميع ... مريض سيجعلكِ تتوسلين الموت كل لحظة ولن تحصلي عليه ... مريض سيسلخ براءة روحك كما تُسلخ الشاه حية .. مريض سيجعلك نسخة عنه ... شيطانية سأنصعها بيدي
رماها بعنف إلي الفراش القريب منه ضم شفتيه يصفر لحن بطئ مخيف انهمرت دموعها ذعرا تزحف للخلف تنظر له بهلع خاصة وهي تري يديه تحل أزرار قميصه حاولت أن تقفز بعيدا عن الفراش ليسرع هو يمسك بأحدي قدميها يضحك عاليا مستمتعا بما تفعل هسهس بصوت يرجف الأبدان :
- أعدك بأني سأنزع الحياة منكِ يا حياة !!
Back
عادت من ذكراها المريرة تحتضن جسدها بين ذراعيها تشهق في البكاء صدق في وعده انتزع الحياة منها لون صفحتها البيضاء بقطرات دمائها وها هو ينام جوارها كشيطان يرتاح من غواية الناس قليلا ليعود يعثو في الأرض فسادا ... لم تفعل شيئا لتكن خادمة لدي عمها منذ سنوات والآن تُباع لمسخ .. ارتجف جسدها تشعر بالغضب ...بالقرب منها تقبع سكين الفاكهة الصغيرة ستقتله كما فعل هو ... عرجت الخطي تلملم ثيابها الممزقة تواري بها جسدها امسكت السكين بأيدي مرتجفة تحركت تعود للفراش يهتز السكين في يدها جلست علي ركبتيها جواره ترفع يديها لأعلي تزرف عينيها الدموع بحرقة قلبها النازف المنتهك ... كادت أن تهوي بالسكين علي صدره حين فتح عينيه في لحظة يبتسم ابتسامة مخيفة صرخت مذعورة تلقي السكين من يدها من خوفها فئ حين انتصف هو جالسا يمسح وجهه بكف يده يغمغم ضاحكا :
- تريدين قتلي يا حلوة ... أنا لا أموت هل سمعتي عن شيطان يُقتل
ربت علي وجهها بخفة يضحك ساخرا تحرك من الفراش ليسمعها تصرخ بشراسة :
- الشياطين تُحرق واقسم اني سأحرقك كما حرقت روحي
ضحك عاليا دون أن يوليها وجهه يكمل طريقه إلي المرحاض يصفع الباب في وجهها تاركا إياها تتجرع مرارة أياما سوداء فاتت وايام أشد سودا ستأتي علي يديه !!
________
طوال فترة عملها وهي تراقب ما يحدث في الحي أمامها كل تلك الزينة والاضواء إبتسامة حسن المتوعدة التي تخبرها بأن القادم سئ ... ابتلعت لعابها خائفة ، تنبهت حين نزلت وتر من سيارة زياد تتحرك إليها تحادثها بابتسامة واسعة :
- أمل اطلعي بسرعة غيري هدومك زياد جاي ياخدك عشان تخرجوا
توسعت عينيها في دهشة تشير لنفسها مذهولة وقفت للحظات مصدومة مذهولة تنهدت وتر يآسة تمسك بكف يدها تجذبها معها تحادثها :
- يلا يا أمل أنتِ لسه هتنحي ...زياد كلم عمو صابر قوله
دفعتها إلي عمارتها السكنية تستأذن من زياد لتهرع إلي منزلها هي الأخري لتُعد نفسها للحفلة
وقف زياد مكانه يستند إلي سيارته يتأفف حانقا لم يكن يريد أن يأخذ تلك الفتاة ولكنها طلبت منه برقة لم يستطع رفض طلبها وهي تحادثه بابتسامة رقيقة:
- زياد ممكن اطلب منك طلب لو ينفع يعني تاخد أمل تخرجها حتي لو مشوار سريع نفسيتها وحشة جدا بسبب اللي اسمه حسن حتي لو ساعة واحدة
ابتسم في اصفرار يومأ لها موافقا لتتوسع ابتسامته تشكره بلا توقف ... اجفل من شروده حين رأي حسن يقترب منه وقف بالقرب منه يحادثه مبتسما :
- اهلا اهلا يا زياد باشا نورت الحتة كلها والله
رفع حاجبيه الأيسر ساخرا مد يده يصافحه بأطراف أصابعه يغمغم متهكما :
- الله يبارك فيك يا أبو علي عقبالك
ابتسم حسن ابتسامة قاتمة بها وعيد مخيف اشار بيديه حوليه يغمغم متفاخرا :
- قريب يا باشا إن شاء الله ما هي الليلة اللي ييجهزوها دي ليلتي ... أنا اللي المفروض اقولك عقبالك
نظر زياد للعمال التي تتحرك هنا وهناك يبدو أن الزفاف قريب ولكن من العروس يا تري شئ ما بداخله يخبره بأن حسن يخطط لشئ كاد أن يسأله عن هوية العروس حين نزلت أمل من أعلي تتهاديي بفستان باهظ الثمن فستان وتر علي ما يبدو من اللون السماوي الفاتح يعلوه سترة بيضاء وحجاب يتماشي معهم لم يعرف زياد أنها نزلت الا حين رأي عيني حسن مثبتة علي شئ ما ترتكز ترفض التحرك التفت ليراها فرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه اقترب منها وقف أمامها يغمغم مبتسما:
- أنا كلمت عم صابر استأذنته وهو وافق ، بتحبي البيتزا هنروح مطعم بيتزا هايل
أمسك بكف يدها يجذبها معه بخفة إلي السيارة فتح الباب لها لتدخل حين اقتربت من الباب المفتوح وقعت عينيها علي حسن الواقف هناك ويا ليتها لم تفعل نظراته وكأن الجحيم فتحت أبوابها توا داخل عينيه نظرة وعيد رأتها جيدا
اختبئت بعيدا عن نظراته المخيفة داخل السيارة في حين ارتسمت ابتسامة سخرية متهكمة علي شفتي زياد ينظر لحسن بإزدراء قبل أن يلتف حول السيارة يأخذ مقعده ينطلق بالسيارة يخلف دخان أبيض ظهر من بينه أعين حمراء تنفجر كبركان غاضب
____________________
- حفلة ايه دي اللي أنت ناوي تعملها يا طارق ، أنت ناسي اننا مسافرين بكرة
غمغم بها مجدي محتدا ينظر للواقف أمامه يتابع تنظيم حفله الخاص دون أن يعبئ بما يقول اطلاقا اشار بيده إلي أحد الخدم يحادثه آمرا :
- في الكورنر الفاضي دا تحط البوفية وتهتموا كويس اوي بال appetizer اللي جنب الوسكي
انحني الخادم له بأدب لينصرف سريعا لينفذ ما يقول ...ليدس طارق يديه في جيبي سرواله الجينز يصفر لحن عالي مزعج سخيف ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ثغره رفع كتفيه لأعلي يغمغم ضاحكا :
- حفلة الوداع مش أنت بتقول احتمال نطول في الرحلة دي فقولت اودع فانزاتي الأحباء
ومن ثم ضحك عاليا ليزفر مجدي أنفاسه حانقا من ذلك المدلل الذي لا نفع منه ... استل مسدسه من غمده يشهره أمام وجه طارق قبض علي تلابيب ملابسه بيسراه يصيح محتدا :
- طارق ما تستفزنيش أنا اصلا علي أخري مش هتبقي اغلي من وليد اللي كان ماسك شغل العيلة كلها ومع أول غلطة غبية حاول بيها يهد كل حاجة قتلته بأيديا ...أنجز حفلتك وابعد عن وتر بنت سفيان أبوها ممكن يفجر الدنيا لو اتمس منها شعرة ...فاهم
ابتسم طارق في سخرية يومأ برأسه بلامبلاة ليدفعه مجدي بعيدا عنه بعنف فانسحب طارق يصعد لغرفته سريعا فتح بابها ينظر للثريا المعلقة بالسقف أحضر مقعد صغير وقف فوقه يلصق بها كاميرا صغيرة للغاية لا تُري بسهولة أعاد الكرسي لمكانه يخرج من جيب سرواله زجاجة صغيرة بها قطرات من مادة شفافة مخدرة نظر للزجاجة ليعلو ثغره إبتسامة شيطان مخيفة يهسهس متوعدا :
- قال أبعد عن وتر ... دا أنا هعزف علي الوتر !!
_______________
المكان فاخر فخم راقي مطعم لبيع المأكولات السريعة تجلس أمامه علي الطاولة منذ خمس دقائق لا يدور بينهما ولو كلمة عابرة الي أن جاء النادل يعطي لكل منهم قائمة الطعام نظر زياد لها محرجا من أن تكن لم تفهم المكتوب أمامها حمحم يهمس لها بخفوت :
- تحبي اطلبلك أنا
ليست بغبية لكي لا تفهم سبب سؤاله ابتسمت في بساطة تتحرك برأسها إلي النادل تردف بطلاقة :
-grilled patty , mashed potatoes, and some pasta, please
اتسعت حدقتي زياد في دهشة ينظر لها مذهولا بائعة الكبدة تجيد الإنجليزية !! ... أعطي القائمة للنادل يطلب نفس ما اخذت اهي انسحب النادل ليحمحم هو تلك المرة محرجا من ذاته اعتدل في جلسته يحرك كفه علي رقبته يتمتم معتذرا :
- أنا آسف ، أنا بس ما كنتش عايز احرجك مع الويتر ... بس أنا حقيقي منبهر أنت بتتكلمي بالانجلش كويس أوي
ابتسمت في بساطة تومأ برأسها بخفة تتمتم :
- لا أبدا ما فيش حاجة ، الانجليزي كانت اسهل مادة في المدرسة كنت بحبها جدا أنا جايبة فيها في 3 اعدادي الدرجة النهائية كنت طالعة الأولي علي المدرسة
قطب ما بين حاجبيه يسألها مدهوشا :
- طب ما دخلتيش ثانوية عامة علي طول ليه بدل ما تدخلي دبلوم وترجعي تعملي معادلة
ارتسمت ابتسامة صغيرة حزينة علي ثغرها شردت عينيها بعيدا لتتنهد بعمق تردف هامسة :
- ما كنش ينفع عشان ظروف أبويا وظروفنا المادية ما كنتش هتسمح ... وكان لازم ابقي موجودة علي عربية الكبدة عشان أمي بتشتغل ... بس أنا مش هيأس وبإذن الله هنجح في امتحاناتك المعادلة وادخل كلية التجارة أنا صحيح كان نفسي ابقي دكتورة بس دي إرادة ربنا فوق كل شئ
لمع زيتون عينيه إعجابا بتلك الصغيرة التي تناضل أمواج الدنيا لتصل لما تحلم به ضحك بخفة يمازحها :
- وعلي كدة بقي الكبدة دي في السليم ولا ما عندكوش كلاب وقطط في المنطقة
ضحكت تجاري مزحته التي لم ترقها كثيرا ولكنها حاولت أن تضحك تردف :
- لا لا ربنا يعلم هي صحيح مستوردة مش بلدي بس نضيفة وكويسة أنا ببعت منها لابويا واحيانا باكل منها فما تقلقش اكلنا نضيف وكويس
اومأ بخفة يدق بأصابعه علي سطح الطاولة بضع لحظات لا يجد ما يقوله قاطع الصمت وصول النادل ومعه الطعام وضعه أمامهم وغادر ابتسم يغمغم مبتسما:
- اتفضلي .. أنا حقيقي واقع من الجوع
ابتسمت له تومأ له في صمت رفعت عينيها تنظر من الزجاج المقابل لها لتتسع عينيها في ذعر هل رأت حسن يقف علي الجانب الآخر من الشارع أم أنها فقط تتوهم نظرت إلي زياد لتعاود النظر حيث كان يقف حسن فلم تجده كانت تتوهم حسن لم يأتي هنا أليس كذلك ؟!
__________________
وقفت أمام مرآتها تلتف حول نفسها تنظر لانعكاس صورتها بابتسامة كبيرة واثقة وتر جميلة وستظل حتي وإن عاشت بين ذرات الغبار أكملت وضع زينة وجهها تسدل خصلات شعرها القصيرة التقطت معطف دون اكمام ( شال) تضعه علي كتفيها وحقيبة صغيرة للغاية تلمع تأخذ لون الفستان وحذاء بكعب رفيع .... خرجت من الغرفة لتري والدتها تجلس علي الأريكة أمام التلفاز تشاهد مسلسل قديم لا تعرف اسمه ولا تهتم تحركت تخطو خطاها إلي الصالة تحادث والدتها :
- ماما أنا هخرج
رفعت فتحية رأسها تنظر لابنتها لتشخص مقلتيها في ذهول هبت واقفة تصيح فيها :
- يا نهار ابوكي اسود أنتِ عايزة تخرجي بالمنظر دا ، أنتِ فاكرة نفسك لسه في فيلة ابوكي أنتي هنا في الحارة يا عين أمك يعني لو خرجتي كدة ألف لسان ولسان هينهش في لحمك اللي معرياه دا
ارتسمت ابتسامة بسيطة علي شفتيها تعدل من وضع المعطف علي كتفيها تغمغم ساخرة :
- حارة ، فيلا ، صحرا حتي ما حدش ليه حاجة عندي أنا وتر بنت سفيان الدالي اللي عملني أني احط الشوز بتاعي علي رقبة اي حد يجيب سيرتي ولو بكلمة واحدة ... حقيقي كنتي محتاجة تتعلمي من بابا حاجات كتير خسرتيها ، سلام يا ماما عشان ما اتاخرش
رفعت هامتها لأعلي بإيباء تحركت لخارج المنزل فتحت الباب تنظر لوالدتها قبل ان تخرج لتري نظرة عذاب تصرخ في عينيها جذبت الباب تغلقه خلفها دون أن تلتفت لوالدتها التي تهاوت علي ركبتيها أرضا ، ارتجف جسدها ، انهمرت الدموع تغرق وجهها فقط تحرك رأسها بالنفي تتمتم بحرقة :
- أنتِ مش فاهمة حاجة دا شيطان ، شيطان مش بني آدم
في حين تحركت وتر لأسفل تخرج من عمارتها السكنية تسلك طريقها إلي الشارع الرئيسي لتوقف سيارة أجرة لم تره وهو يجلس علي كرسي خشبي علي تلك القهوة البلدي الصغيرة يضع ذراع النارجيلة ( الشيشة) في فمه يسحب أنفاس طويلة يزفرها بحرقة عينيه شاردة ينظر للفراغ نظرات حانقة غاضبة ... ليفيق علي يد وضعت علي يده وصوت صبيه يهتف سريعا بتوتر :
- الحق يا معلم مش دي المدام
نظر سريعا لما يشير الفتي لتحمر عينيه غضبا ألم تكتفِ تلك الصغيرة بما فعلت صباحا نفذت جميع فرصها معه طوي الطريق بسرعة ، وغضب علي وشك حرق أرصفة الطريق تحت قدميه صار خلفها في عدة لحظات ليجذب مرفقها بعنف خرجت منها شهقة عالية متألمة حينما شعرت بأصابع خشنة قاسية تقبض علي مرفقها لتشعر بتلك اليد تلفها بقسوة ... شخصت عينيها غضبا حينما رأته يقف أمامها لحظات وتحولت نظراتها الغاضبة الي احتقار وغيظ ... حينما هزها بيده بعنف يصيح بصوت افزع الكلاب الضالة التي تجول في الشوارع ليلا :
- رايحة فين يا هانم في انصاص الليالي وايه اللي انتي لابساه دا انتي بتشتغلي رقاصة يا بت
جذبت ذراعها بعنف من قبضته تنظر له باحتقار تصيح بغيظ :
-وأنت مالك ومالي يا جبران ... بقولك ايه أنت تبعد عن طريقي خالص ... فاهم ولا افهمك
دس يديه في جيبي بنطاله ينظر لها نظرات ماكرة متسلية ... يبتسم بخبث اقترب خطوتين ليصبح أمامها مباشرة يهمس بتلاعب :
- لاء مش فاهم ... فهميني أنتي
احتقنت الدماء في وجهها تصر علي أسنانها من الغيظ ذلك الرجل ستقتله وترتاح ... لتشخص عينيها بفزع حينما رأته يفتح ازارا قميصه الأسود ... شهقت تضع يديها علي عينيها تصيح بغضب تحاول به إخفاء خوفها مما يفعل :
- إنت بتعمل إيه يا منحرف يا قليل الأدب
سكتت فجاءة حينما شعرت به يضع قميصه علي كتفيها يغطي ذراعيها العارتينين لتسمعه يهتف بحدة :
- بستر لحمي يا بنت الذوات .
أنزلت يديها تنظر له بغيظ ... مدت يدها تنزع قميصه بعنف تلقيه ارضا :
- ابعد الزبالة دا عني ... هتوسخ فستاني ... كلك علي بعضك ما تقدرش تجيب ربع تمنه حتي
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يهمس باستمتاع :
- الرك علي الحشو يا بنت الذوات وضعت يدها اليسري علي خصرها تبتسم بثقة أنثي تعرف قدرها جيدا لتهتف ساخرة :
- ماله الحشو يا سواح ...
عقد ذراعيه أمام صدره يقيمها بنظراته ليبتسم ساخرا يردف متهكما :
- حلو .... بس عامل زي الفراخ البيضة يشبع ما يرمش ... البلدي يوكل يا بنت الذوات
نظرت له بإزدراء تحركت لتغادر ليقبض علي رسغ يدها من جديد التفتت له بعنف تحاول نزع يدها من يده تصيح فيه :
- سيب إيدي ، لهصرخ وألم عليك الناس
ضحك عاليا في سخرية ليتوقف عن الضحك فجاءة بعد لحظات يغمغم ببساطة:
- مش هسيبك غير لما تقوليلي رايحة فين
اشتعلت أنفاسها غضبا ذلك الرجل ستقتله وتريح العالم منه يقبض علي يدها وكأنه سلطعون وجد فريسته لا فائدة لا تقدر علي نزع يدها من يده لتصيح فيه :
- وأنت مالك هو أنت ولي أمري
حرك رأسه بالإيجاب بلا تردد يؤيد ما تقوله تنهد بعمق يبتسم باتساع يغمغم :
- تقدري تقولئ زي جوزك كدة بالظبط ها رايحة فين بقي
شخصت عينيها في ذهول بما يهذي التفسير الوحيد لما يفعل أنه منتشي من تلك المخدرات التي يبيعها لتجاريه لتتخلص منه ابتسمت تردف علي مضض :
- رايحة حفلة تبع ناس زمايلانا في الجامعة حلو كدة ممكن تسيب ايدي عشان متأخرش
همهم متفها ترك رسغها للحظة ليشبك كفها في كفه نظرت له مذهولة في حين صدح صوته بصوته العالي يصيح في أحد صبيانه :
- واد يا مصطفي روح لورشة الواد عادل السمكري كان عنده عربية فخيمة الصبح بيرد فيها خبط قوله المعلم جبران عايز المفتاح
أسرع الفتي ينفذ ما يقول ليلتفت لها يغمغم بابتسامة واسعة :
- يعني يرضيكِ اسيب مراتي تروح حفلة لوحدها ولا تتشخطط في المواصلات لاء أنا ابن بلد واعجبك أوي يلا معايا يا زوجتي العزيزة !!!
_____________
حين خرجت معه من المطعم آتاه اتصال طارئ من عمله فأوقف لها سيارة أجرة وحاسب السائق وأخبره بالعنوان الخاص بها ليركض عائدا لعمله ... جلست في سيارة الأجرة تستند برأسها إلي النافذة المغلقة المجاورة لها تفكر زياد شخص لطيف مرح إلي حد ما ولكن ما بينهم ليس سوي لعبة لن تكن حقيقة أبدا ، زياد يستحق فتاة كوتر ليس بائعة كبدة في حارة شعبية بسيطة .... اعتدلت جالسة تطلب من السائق التوقف قبل منزلها بشارعين فقط نزلت منها تتحرك بخطي سريعة للداخل ... تسمع صوت خطوات غريبة تسير معها ابتلعت لعابهت خائفة تسرع خطاها أكثر من تكاد تركض من الخوف ... تعثرت دون أن تنتبه في صخرة لتسقط أرضا تنظر للظلام خلفها لا أحد ربما هي تتوهم ... نعم تتوهم !!
شهقت مذعورة حين ظهر فجاءة أمامها من الظلام يبتسم لها متوعدا وقبل أن تأتي بحركة كان يكمم فمها وانفها بمنديل مخدر قاومت بعنف تحاول دفعه بعيدا عنها ولكنه كان عنيفا غاضبا مصرا علي ما يفعل اخيرا تهاوت بين يديه فاقدة للوعي ليضحك متلذذا يحملها بين ذراعيها إلي حيث هو فقط يعلم !!!!!

يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا

الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله" رواية جبران العشق" اضغط علي اسم الروايه

reaction:

تعليقات