Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شمس الحياة الفصل السادس 6 بقلم روان سلامة

 رواية شمس الحياة الفصل السادس 6 بقلم روان سلامة

رواية شمس الحياة الفصل السادس 6 بقلم روان سلامة

Rawan Salama:
#شمس_الحياة
الفصل السادس:
                                إني أحبك.. 
                               ظلي معي.. 
                           ويبقى وجه فاطمةٍ 
                 يحلق كالحمامة تحت أضواء الغروب 
                   ظلي معي.. فلربما يأتي الحسين 
             وفي عباءته الحمائم، والمباخر، والطيوب 
                    ووراءه تمشي المآذن، والربى 
                          وجميع ثوار الجنوب.

 _إياد أنت جيت امتي؟
هتفت ناردين بهذه الجملة فور أن رأته أمامها وذهبت سريعا لكي تحتضنه.
أجابها هو ببسمة:
_لسه جاي حالا..... وحشتيني والله لأ وكبرتي واحلوتي. 
ثم همس لها في أذنها مشاكسا:
_ليه حق يوسف يبقى هيموت ويتجوزك بسرعة.
توردت وجنتاها خجلا فهي لم تتوقع أن يعرف إياد مشاعر يوسف نحوها.
نزل وِقَّاص وزياد مع بعضهما وهما يمزحان كعادتهما وعندما رأيا إياد ذهبا الاثنين سريعا واحتضناه بشدة.
بعد بضع لحظات نزل يوسف، وبعد أن انتهي الجميع من احتضانه ذهب إياد إلى نديم ثم نظرا إلى بعضهما نظرة لم يفهمها أحد غيرهما واحتضنا بعضهما بقوة ثم قال له نديم معرفا:
_دي روجين مراتي.
مد إياد يده إليها قائلا:
_اتشرفت بمعرفتك.
أردفت مبتسمة:
_أنا أكتر.
سألهم إياد قائلا وهو يدور بعينيه في المكان:
_هو يزيد فين بقى كويس ولا إيه؟
أجابه يوسف مشيرا إلى الأعلى:
_في أوضته.... وبقى أحسن الحمد لله.
_طب أنا هطلع أشوفه.
صعد إياد إلى غرفة يزيد وطرق باب الغرفة ثم دخل فاستمع إلى صوت يزيد قائلا بضيق:
_أنا مش هفطر يا يوسف سيبني أنام شوية.
_طب ولو قلتلك أنا تنزل تفطر مش هتنزل برضه.
نهض يزيد مسرعا من على السرير والتفت إلى إياد قائلا له بشوق:
_إياد أنت جيت امتى؟ واحشني أوي.
احتضنا بعضهما البعض باشتياق وأردف إياد:
_لسه جاي حالا المهم أنت عامل إيه؟ لسه تعبان ولا بقيت كويس؟
_الحمد لله كويس.
نظر إياد حوله فوجد صور نورهان تملأ الغرفة، فهتف بحزن:
_يزيد حاول تخرج نفسك من اللي أنت فيه ده.
قال له يزيد بنفاذ صبر:
_هو أنتو ليه مفيش حد فيكم قادر يفهمني؟ أنا مش عارف أنسى نورهان ومش عايز أنساها.
أردف إياد باستياء:
_يزيد أنا فاهمك كويس أوي حتى يمكن أنا أكتر واحد فاهمك بس حاول تعيش، أنا مقولتش انساها خليك فاكرها بس متنهيش حياتك وخليك فاكر أن في ناس محتاجينك زي ما أنت محتاج نورهان بالظبط، أنت مش عارف زياد لما أنت اتصابت كان بيكلمني وهو منهار ازاي، حاول تقف على رجليك عشان الناس اللي بتحبك وعشان نورهان.
استطرد حديثه محاولا تغيير مجري الحديث:
_ويلا بقى عشان نفطر أنا جعان، هو أنتو جايبني هنا عشان تجوعوني ولا إيه؟
نزل إياد ويزيد إلى الأسفل وكان الجميع يجلس في غرفة الطعام لكي يتناولون طعام الإفطار فجلس يزيد وإياد منضمين إليهم والبسمة تعلو أوجه الجميع.
قطع إياد الصمت موجها حديثه إلى وِقَّاص:
_بقولك إيه بالليل تجيب صبا وأختها يتعشوا معانا عشان أنا عايز أتعرف على مرات أخويا، أنا مشوفتهاش غير في كتب الكتاب بس.
_حاضر يا سيدي اطلب أنت بس وأنا أعملك اللي أنت عاوزه.
وجهت ناردين حديثها إلى إياد ممازحة:
_بقولك إيه أنا اللي هطلب بقى مش أنت.
أردف مبتسما برفق:
_اطلبي يا ستي.
_بص بقى أنت تيجي النهاردة كده توصلني الجامعة عشان أتمنظر بيك قدام اصحابي وأنت حلو وجان كده إيه رأيك. 
هتف يوسف بحنق:
_وأنا إيه انشاء الله امنا الغولة يعني ما أنا بوصلك كل يوم والبنات بتبقى عينيها هتطلع عليا أصلا.
قالت ناردين لإياد بدورها:
_أهو شايف ابن عمك ده بقى واخد قلم كبير أوى في نفسه والله مش كفاية اللي بيعمله في المرضى اللي عنده أصلا.
أخذ الجميع يتبادلون أطراف الحديث ولكن نديم كان شاردا يفكر في جميع ما حدث بينه وبين إياد منذ سنتين، كان ينظر كل من إياد ونديم إلى بعضهما نظرة يفهمها الآخر جيدا، وكأن كل شخص منهما يتهم الآخر في ما حدث بينهما، وكأنهما يتهمان بعضهما ويقول كل شخص للآخر أنت من حولت علاقة الصداقة والأخوة هذه إلى حطام.
بعد وقت قليل نهض الجميع، منهم من ذهب إلى جامعته، ومن ذهب إلى عمله، ولم يبقي غير نديم وروجين، فسألته قائلة بتردد:
_نديم أنا كنت عايزة أروح لبابا النهاردة ممكن تيجي معايا؟
أردف هو بحنو:
_حاضر يا ستي ما أنا عريس بقى وواخد اجازة من الشغل.
لم تستطع هي إخفاء بسمتها أو سعادتها فهي تشعر بالفرح عندما يحاول هو إسعادها بأبسط الأشياء التي يمكن أن تحدث من دون قصد منه.

                              **********

في منزل آدم الشرقاوي كان يجلس وهو يتناول فطوره ويتحدث بالهاتف مع الشخص الذي يساعده في تدمير عائلة المنزلاوي.
قال له آدم بغضب فور أن أجاب عليه:

_أنت المفروض متسمحش أن أنا اتحبس أصلا أو أن اللي اسمه نديم ده يخطفني كده عادي.
أجابه الآخر بغضب محذرا:
_أنا كان ممكن أسيبك مرمي في السجن لغاية ما تموت عشان تبقى تعرف تتصرف من دماغك حلو، أنا قلتلك يا حيوان أنت تضرب حد بالنار؟ لأ وكمان ياريته كان نديم ده أنت ضربت يزيد، أنت عارف لو اتصرفت من دماغك تاني والله هدمرك ومش هرحمك يا آدم.
_بقولك إيه متعملش الشويتين دول عليا أنت مخرجتنيش عشان سواد عيوني ولا عشان قلبك الطيب أنت خرجتني عشان خفت تتكشف وأنت عارف أن أنا لو وقعت مش هقع لوحدي.
_أنا هعرف أخرج نفسي منها زي ما خرجتك منها وكان في ألف دليل يدينك فمتحاولش تلعب عليا، اوعى في يوم تحاول تلعب مع اللي أكبر منك بكتير أوي يا آدم يا شرقاوي.
ثم أغلق الهاتف في وجهه بحنق.
قال آدم لنفسه بحنق:
_أنا بقى هعرفك مين فينا أكبر من التاني، ولما نشوف لما إياد يعرف أن أنت اللي ورا كل ده مش نديم هيعمل معاك إيه.

                                 **********

في منزل صبا الكيلاني كانت صبا تجلس مع نور ووالدتهما وبعد أن أنهت صبا مكالمتها مع وِقَّاص قالت لهما بسعادة:
_ماما وِقَّاص عازمنا أنا ونور النهاردة نروح نتعشى معاهم عشان إياد أخوه رجع من السفر.
أردفت نور سريعا:
_أنا مش هروح روحي أنتي.
هتفت والدتها بتأفف:
_اللي زيك المفروض متقعدش في البيت أصلا أنتي اللي زيك المفروض تنزل تلف في الشوارع يمكن تتعرف على حد وتتجوز بقى .
نظرت لها نور بحزن وانكسار حاولت إخفائهما فهذه ليست المرة الأولى التي تقول لها والدتها بها أنها قبيحة، ثم ذهبت إلى غرفتها.
هتفت صبا لوالدتها مدافعة عن شقيقتها بضيق:
_ماما نور مش وحشة ولا أنا أحلى منها وكل واحد ليه جماله مش لازم تبقى بشعر أصفر وعينين خضر عشان تعجبك ومفيش حد بيتجوز حد عشان شكله حلو بطلي بقى تحسسيسها إنها وحشة.
ذهبت مسرعة خلف نور وطرقت الباب ثم دخلت فوجدتها تجلس أمام المرآة تنظر إلي وجهها بحزن، قالت لها صبا برفق:
_نور أنتي مش وحشة زي ما هي بتقول بالعكس أنتي حلوة أوي وملامح وشك بتدي شعور لأي حد بيبصلك بالراحة النفسية، أنتي جميلة حبي نفسك زي ما أنتي وملكيش دعوه بماما.
أردفت نور بحزن:
_صبا أنا أمي ذات نفسها شيفاني مش حلوة تقدري تقوليلي مين ممكن يشوفني حلوة أصلا، إذا كانت أمي ذات نفسها مش شيفاني كده؟
_مش مهم رأيها وأنتي أكيد هتقابلي انسان يشوف جمالك ويظهره ولما تقابليه هتعرفي أن أنتي حلوة بجد.
ثم أكملت حديثها قائلة:
_تعالي معايا بالليل بقى عشان خاطري مش عايزة أروح لوحدي.
تصنعت الابتسامة وأردفت بحنو:
_حاضر هاجي عشان خاطرك أنتي بس.
قبلتها صبا من وجنتها وغادرت الغرفة سريعا وهي تحاول إخفاء سحابة الحزن التي اعتلت وجهها حزنا على شقيقتها.

                                   *********

في منزل أحمد الهاشمي (والد روجين) جلست روجين وهي تحتضن والدها باشتياق ونديم قبالتهما، مسد والدها على ظهرها برفق قائلا لها:
_وحشتيني أوي يا شمسي، أنا مش عارف ازاي قبلت أن أنتي تتجوزي وتبعدي عني كده.
_وأنت كمان وحشتني أوى يا أبو حميد والله.
أردف نديم مازحا:
_أجيب اتنين لمون وأمشي أنا بقى.
فضحك والدها قائلا:
_لأ ازاي بقى طب ده أنت خلاص بقت معزتك عندي زي روجين. 
نظرت له روجين بغيرة طفولية فقال والدها ممازحا:
_أو ممكن يبقى أقل شوية يعني.
ضحك الاثنان على طفولة روجين وهما ينظران إلى بعضهما، ثم قال نديم موجها حديثه لوالدها بجدية:
_أنا بقى عايزك كل ما تحس أن روجين وحشتك وعايز تشوفها تيجي على طول، البيت بتاع روجين زي ما هو بتاعنا كلنا وأنت تيجي في الوقت اللي تحبه ومن غير ما تتصل كمان.
نظرت له روجين بنظرات امتنان فكم هو مراعي لشعور الآخرين، فهذا الشئ لم يكن يحق لها أن تطلبه منه، فهي ليست زوجته فعليا هي فقط زوجته على الورق ولكنه لا يسمح لأي شخص أن يهينها، حتى يوسف بالرغم من علمه بلعبة الزواج هذه لم يسمح له، فهو يحفظ لها كرامتها وحقوقها وكأنها زوجته فعليا.
أجابه والد روجين بامتنان:
_حاضر يا ابني وأنتو كمان تبقوا تيجوا عندي أنا مقدرش أقعد من غير شمسي كتير .
_خلاص اتفقنا أنا كل ما ألاقي مفيش ضغط شغل هاجبها ونجيلك وأنت بقى تبقى تجيلها في بيتها.
وبعد مرور أكثر من ساعتين:
قال نديم لروجين برفق:
_مش يلا بقى عشان نروح.
أردف والدها بلين:
_ما لسه بدري يا ابني اقعدوا معايا شوية كمان.
قالت له روجين وهي تمسك يده مثل الطفل الصغير:
_معلش يا بابا عشان صبا ونور هييجوا يتعشوا معانا النهاردة واحنا هنبقى نجيلك تاني. 
_ماشي يا حبيبتي.
احتضنت روجين والدها بشدة فهمس لها في أذنها:
_متنسيش أن أنتي شمس حياتي ودلوقتي جه الوقت اللي تبقي فيه شمس حياة نديم.

                                *********

في طريق العودة إلى المنزل قال نديم لروجين متسائلا: 
_هو إيه حكاية الشمس دي ليه والدك بيقولك كده؟
ابتسمت له مجيبة على سؤاله:
_عشان أنا معني اسمي شمس الحياة وهو اختار الاسم ده مع ماما وقالها ساعتها دي هتبقى شمس الحياة اللي بتنور حياتنا. 
أخذ هو يردد بصوت منخفض:
_شمس الحياة.
فهل ستستطيع روجين أن تكون شمس الحياة لنديم مثل ما قال لها والدها؟ وهل ستكون قادرة على إنارة قلبه المعتم أم سيفنى نديم مع ظلامه الدامس؟
أردفت روجين ببسمة:
_تعرف بقى أن اسمك شبهك أوي.
سألها باستغراب قائلا:
_ازاي يعني.
_بحس أن أنت بتعرف تتصرف كده في أي موقف حتى لو صعب وبتعرف تتكلم حلو وبتاخد أي حاجة أنت عايزها بسبب طريقة كلامك.
نظر لها بنظرات لم تفهمها هي قائلا بداخله:
_وياترى هقدر أخد قلبك ولا لأ.
 أسندت رأسها على شباك السيارة بإنهاك إلى أن يصلوا للمنزل.

                                 ********

وصل إلى إياد رسالة على هاتفه مكتوب بها "أنا عارف مين اللي ورا موت رنا وأحب أقولك أن هو قريب منك أوى يا إياد".
كانت هذه الرسالة ورسائل أخرى تشبهها في المحتوى تتردد عليه منذ أكثر من أربعة أشهر وهو لم يقدر على معرفة المرسل فهو بحث عنه كثيرا ولكنه لم يجد له أثر وكأنه شبح، ولكن حان الوقت الآن لكي يجد هذا الشخص ويكتشف حقيقة الأمر فهو سيستخدم جميع الطرق الممكنة للوصول إليه.

                                  ********

أخيرا عاد كريم إلى المنزل فوجد إياد يجلس بالداخل، فقال له بسخرية قاطعا سيل أفكاره المتدفقة:
_ياه أخيرا إياد المنزلاوي جه بنفسه وشرفنا في البيت. 
أردف إياد بذهول من طريقته في الحديث ومن هيئته الغريبة، فهو صار أنحف بكثير وعيناه صارتا محاطتين باللون الأسود:
_مالك يا كريم أنت كويس؟
أجابه باستنكار:
_لسه فاكر تسألني السؤال ده يا ابن عمي، بس اقولك لأ أنا مش كويس ومش هبقى كويس.
صعد إلى غرفته تاركا إياد في حالة من التيه فهو لا يعرف كيف سمح نديم أو أي شخص آخر بالعائلة لكريم أن تسوء حالته لهذه الدرجة. 
هل أهملوه؟ أم هو من ابتعد عنهم؟ لم يفهم هذا الشئ ولكن ما عرفه أن كريم يحتاج شخصا إلى جانبه، شخصا لا ينصحه بل يصادقه ويستمع إلى حديثه.

                                 *******

كان الجميع ملتفين حول طاولة الطعام في المساء يتبادلون المزاح وأطراف الحديث، قال إياد موجها حديثه لصبا: 
_بقولك إيه لو الزفت ده زعلك في حاجة تيجي تقوليلي وأنا هطلع عينه.
أردفت وهي توجه أنظارها الحانقة نحو وِقَّاص:
_لأ ده احنا كده هنقول كتير بقى ولا إيه رأيك يا أستاذ 
وِقَّاص.
فقال له وِقَّاص متذمرا:
_حرام عليك فكرتها ليه؟
أجابته صبا:
_أنا منستش أصلا وبعدين أنا مبكلمكش وجيت النهاردة عشان إياد بس.
هتف وقاص حانقا:
_طب ما أجيبلكوا اتنين لمون بقى وأتكل على الله أنا.
كانت نور تجذب أنظار إياد إليها ببساطتها وهدوئها، كانت ترتدى بنطالا من الجينز الفاتح وكنزة بيضاء ذات أكمام طويلة تغطي ذراعها، وترتدي حذاءا أبيض اللون. لم تجهد نفسها حتى لرفع شعرها فتركته منسدلا على كتفيها بلونه الأسود الرائع ليضفي على وجهها بساطة رائعة، فجذبته بساطتها وعدم تكلفها لتصبح أجمل مما هي عليه، ولم تكن تضع أي مساحيق تجميل و لكن ما جذبه إليها هو ملامح وجهها، فعندما نظر إليها شعر بالراحة، فكم هي ملامح وجهها مريحة وتجذبك للنظر إليها وكأنها لوحة جميلة ومميزة.

                                    *****

بعد الانتهاء من تناول الطعام اجتمع الجميع في الحديقة باستثناء فاروق وسليمان، وكان حسين وزوجته انجي مسافرين للخارج ولم يعلما بمجيء إياد إلى الآن.
قالت ناردين وهي تشعر بالملل:
_ما تيجوا نلعب أنا زهقت. 
رد عليها زياد متفقا مع رأيها:
_وأنا كمان زهقت تصدقي أول مرة تقولي حاجة صح في حياتك.
قالت لهم روجين متسائلة:
_طب نلعب إيه؟ تيجوا نلعب أفلام. 
فقالت صبا بمرح:
_آه يلا نلعب أنا بحب اللعبة دي أوى.
استأذنت نور من الجميع قائلة:
_معلش يا جماعة أنا مش قادرة ألعب هقوم أتمشى شوية في الجنينة.
بعد ثوان قليلة نهض إياد قائلا:
_وأنا كمان مش هلعب ورايا مكالمات شغل هقوم أعملها بسرعة وأرجع.
ذهب إياد وراء نور مسرعا فكانت مكالمات العمل هي حجته لكي يذهب وراءها، فهو يشعر أنها غامضة مثل اللغز وهو لم يعتد على ترك أي لغز يحيره من دون أن يقوم بحله.

                                   *******

قسموا أنفسهم إلى فريقين، فكانت روجين بفريق مع صبا وناردين ويزيد، وبالفريق الآخر كان نديم مع وِقَّاص ويوسف وزياد.
ذهبت ناردين إلى يوسف لكي يقول لها اسم الفيلم، فهمس لها بأذنها قائلا:
_بحبك.
احمرت وجنتاها وأردفت بهمس:
_يوسف اتلم قول اسم الفيلم بقى.
_تجيبها كده تجيلها كده هي كده.
هتفت بصوت مرتفع:
_يوسف ده اسم الفيلم بجد هو أنت بتستهبل؟
_والله هو ده اسمه مجايب أخوكي أنا مالي بقى. 

                                  ******

بمكان آخر في الحديقة كانت تقف نور وهي تنظر إلى النجوم بالسماء.
_السما النهاردة حلوة أوي.
هتف إياد بهذه الجملة ففزعت نور فهي لم تنتبه له.
فقال لها مهدئا:
_في إيه اهدي ده أنا مفيش حد.
_معلش أنا اتخضيت بس عشان مخدتش بالي أن أنت جيت.
_واقفة لوحدك ليه ومرضتيش تلعبي معاهم؟
_مفيش سبب محدد.
_أنا ليه حاسك غامضة كده وعاملة زي اللغز اللي مستني حد ييجي يكشفه؟
ابتسمت له برقة قائلة:
_أنا مش غامضة بس تقدر تقول مبحبش أتعامل مع الناس كتير.
_طب إيه رأيك نبقى أصحاب وتحكيلي كل حاجة بصراحة.
_لما أنت تحكيلي كل حاجة الأول هبقى أحكيلك أنا.
ثم هتفت بتلقائية نسيتها منذ زمن:
_أصل بصراحة كده أنا هموت وأعرف أنت ليه كنت مسافر وبتتعامل وحش أنت ونديم.
فابتسم هو على تلقائيتها ثم أجابها:
_حاضر هقولك بس مش دلوقتي وأوعدك أول ما ييجي الوقت المناسب هعرفك.
هتفت بعد تفكير دام لحظات قصيرة:
_ماشي هصدقك. 
أردف هو بشرود قائلا وهو يمعن النظر في ملامحها:
_نور أنتي حد قالك قبل كده أن أنتي ملامحك حلوة أوي ومريحة، أنا لما ببصلك بحس أن أنا عارفك من زمان أوي.
فابتسمت بانكسار قائلة:
_ملهاش لازمة المجاملات دي لو عايزنا نبقى أصحاب بجد يا إياد.
قال هو محاولا الدفاع عن نفسه وإظهار الصدق بحديثه:
_نور أنا مش بجاملك أنا بكلمك بجد.
أردفت هي بدموع:
_أنت مينفعش تشوفني حلوة وأمي ذات نفسها بتشوفني وحشة يا إياد.
ذهبت وتركته يقف وملامح الذهول تعتلي وجهه، فهو لم يتوقع أن جملة بسيطة منه سوف تجعلها تتألم هكذا، فهو يراها جميلة حقا، فكيف تراها والدتها بشعة؟ لا يوجد أم تري ابنتها قبيحة أبدا، فهي لديها جمالا مميزا لا يشبه جمال صبا ولا جمال ناردين فهما جمالهما بملامح أوروبية، بينما هي جمالها مثل جمال بحر الإسكندرية في وقت غروب الشمس، يشبه جمال نهر النيل في وقت سطوع أشعة الشمس الذهبية، جمالها مصري وعربي لذا فهي مميزة لا تشبههما، فكيف يستطيع أن يراها أي شخص قبيحة؟
_إياد أنت جيت امتى؟ وحشتني أوي يا حبيبي.
هتفت انجي بهذه الجملة لتقطع أفكار إياد فذهب إليها واحتضنها ثم احتضن والده قائلا:
_لسه جاي النهاردة ومرضتش أقطع عليكم الاجازة وأقولكم.
أردف حسين:
_أي اجازة تتعوض المهم أن احنا نشوفك يا ابني.
_إنشاء الله هتشوفوني على طول أنا ناوي استقر هنا على طول.
احتضنته انجي بسرور قائلة:
_بجد يا حبيبي أنت مش متخيل أنا فرحت إزاي.

                             ********

مر الليل على البعض بسعادة والبعض الآخر مر عليه وهو يفكر ....... يفكر في كل شيء حدث وسيحدث، ومر على البعض بحزن وتألم وشعور باليأس.
في صباح يوم جديد فتحت روجين عينيها ثم وجدت نفسها تنام بين يدي نديم كعادتهما كل يوم فابتسمت وأخذت تشاهده وهو نائم.
_هو أنا حلو للدرجة دي!
هتف نديم بهذه الجملة وهو مغمض العينين.
فخجلت روجين وحاولت النهوض سريعا ولكنه كان أسرع منها فجذبها من يدها ليقربها منه قائلا لها:
_مردتيش على سؤالي.
أجابته بتوتر:
_معرفش... وبعدين أنا مكنتش ببص عليك أصلا.
ابتسم لها وأردف بخبث:
_طب وطالما أنتي مبتبصيش عليا هربتي مني ليه؟ 
_عشان .... عشان أنا لازم أغير بسرعة وسبني بقى يلا. 
ثم نهضت بسرعة وأخذت ملابسها وذهبت إلى المرحاض، فوقفت أمام المرآة تنظر إلى وجهها الذي صار أحمر اللون وهي تقول لنفسها:
_في إيه بقي قلبي بيدق بسرعة ليه كده؟ وبعدين بقي أنا أحسن حاجة أن أنا أتجاهله خالص كأنه مش موجود.
بدلت ملابسها فارتدت فستانا باللون الرمادي به بعض الخطوط البيضاء، عاري الكتفين يصل طوله إلى ركبتيها، وله حزام يربط على هيئة فيونكة بنفس لون الفستان، وتركت شعرها ينسدل على ظهرها بلونه البني الرائع.
وارتدى نديم قميصا باللون الأسود وبنطالا بنفس اللون، 
ثم أمسك يدها ونزل معها إلى غرفة الطعام، فوجد الجميع ملتفين حول الطاولة باستثناء كريم كعادته ولكن ناردين أيضا لم تكن متواجدة.
فقال لهم متسائلا:
_هي ناردين فين لسه نايمة؟
أجابه إياد قائلا:
_لأ صحيت من بدري بس راحت عند عمتو.
_بعت معاها حرس؟
_أنا مش تلميذ يا نديم فبلاش تسألني أنا سؤال زي ده.
بعد وقت قليل كان الجميع قد أنهوا فطورهم، قال إياد موجها حديثه لنديم:
_أنا عايزك في موضوع مهم ممكن نتكلم في المكتب؟
نهض نديم على مضض وذهب معه إلى المكتب. 

                                  ********

صعدت روجين إلى غرفتها فوجدت رسالة من رقم مجهول وعندما فتحتها وجدت صورة لناردين وهي تجلس على كرسي ويديها مقيدتان ويوجد على فمها شريط لاصق، ومقلتي عينيها يظهر بهما نظرات الخوف والرعب ووجدت بعد ذلك رسالة مكتوبا بها "لو مش عايزة أخت جوزك تموت يبقى تجيلي دلوقتي حالا على العنوان ده **** ولو قولتي أو عرفتي أي حد هقتلها وأبعتلك الفيديو بتاعها يا حياة آدم".

امتلأت عيناها بالدموع فور أن رأت ناردين بهذا الوضع المخيف، فهي تشعر بأنها مذنبة وبدأت تفكر في رد فعل كل شخص من العائلة. 
بدأت تفكر في نديم كيف سيتحمل خسارة شقيقته، ويوسف من يحلم بالزواج منها، كيف ستتحمل هذه العائلة هذا الألم الكبير مرة أخرى؟ بل كيف ستتحمل هي فكرة أنها سبب في موت شقيقة الرجل الذي تحب؟ ....نعم فهي تحب نديم المنزلاوي بكل جوارحها، وأخيرا حسمت قرارها.
__________________________________________
#روان_سلامة

يتبع الفصل التالي اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية "رواية شمس الحياة"اضغط على اسم الرواية


reaction:

تعليقات