Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شمس الحياة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم روان سلامة

 رواية شمس الحياة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم روان سلامة

رواية شمس الحياة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم روان سلامة

Rawan Salama:
#شمس_الحياة
الفصل الحادي والعشرون:
                  عدي على أصابع اليدين، ما يأتي
                            فأولًا حبيبتي أنتِ
                           وثانيًا حبيبتي أنتِ
                           وثالثًا حبيبتي أنتِ
                        ورابعًا وخامسًا وسادسًا
                          وسابعًا وثامنًا وتاسعًا
                          وعاشرًا حبيبتي أنتِ
                         حبك يا عميقة العينين
                      تطرّف.... تصوّف ....عبادة
                      حبك مثل الموت والولادة
                         صعب بأن يعاد مرتين.

_فاروق المنزلاوي هو اللي بيساعدني.
هتف بها آدم بصوت مرتعش.
تركه نديم وملامحه ماتزال جامدة فنهض إياد بغضب والصدمة تعتلي وجهه، ثم ذهب ولكم آدم بقوة ليسقط متألما.
صرخ إياد بصوت جهوري قائلا:
_قول الحقيقة مين اللي أمرك تقول كده؟
قال له نديم بغموض:
_سيبه، هو بيقول الحقيقة.
هتف إياد بغضب:
_بيقول الحقيقة إزاي يا نديم؟ وأنت متأكد أوي كده ليه؟!
أجابه نديم:
_هقولك كل حاجة يا إياد بس لازم نمشي دلوقتي.
ثم التفت إلى آدم قائلا بتحذير وهو يتجه نحو الباب:
_مش عايزه يعرف أي حاجة لغاية ما أجهز أوراق والدتك عشان أسفرها برا زي ما قلتلك، وبعد كده أنا هتصرف... المهم لو قالك على حاجة تاني تعرفهالي.
أوقفه آدم بتردد قائلا:
_نديم في حاجة لازم تعرفها.
سأله نديم بجمود:
_إيه هي؟
_هو خلاني أعرف ولاد عم نارفين مكانها عشان يأذوها .... وخطفوها في بيت مهجور على الطريق الصحراوي.
قال نديم سريعا:
_ابعتلي عنوان البيت بسرعة.
_حاضر.
أرسل آدم عنوان المنزل إلى نديم فذهب مسرعا، وتبعه إياد.

                                 ******

سمع وِقَّاص صوت رنين هاتفه وكان المتصل نديم، فأجابه مسرعا، أتاه صوت نديم قائلا:
_زياد جنبك؟
_آه في حاجة ولا إيه؟
_هبعتلكوا عنوان تعالوا عليه.
قال وِقَّاص متسائلا:
_عنوان إيه ده؟
_نارفين اتخطفت وهنروح نجيبها من هناك.
هتف بتعجب:
_إزاي يعني اتخطفت؟ ومين عمل كده يا نديم؟!
أجابه بنفاذ صبر:
_مش وقت أسئلة يا وِقَّاص، تعالى أنت وزياد على العنوان.
بعدما أغلق وِقَّاص الهاتف سأله زياد قائلا:
_حصل إيه؟
_نارفين اتخطفت ونديم هيبعت العنوان دلوقتي عشان نروح ننقذها.
سأله زياد بتوتر:
_هي كويسة ولا حصلها حاجة؟
_مش عارف هنروح ونعرف كل حاجة دلوقتي.

                               ******

حاولت روجين الاتصال بنديم أكثر من مرة وأخيرا أجابها هذه المرة.
قالت مسرعة بقلق:
_نديم أنت مبتردش ليه؟ أنت كويس؟
أجابها بحنان:
_آه يا حبيبتي متقلقيش، إنتي إيه الأخبار عندك؟ 
أجابته بخوف:
_أنا خايفة أوي على نارفين... أنتو لسه معرفتوش هي فين؟
_روجين بصي أنا هقولك بس متعرفيش حد تمام؟
قالت بقلق:
_حصلها حاجة يا نديم؟
أجابها بتردد:
_لأ هي كويسة، بصي نارفين اتخطفت وأنا رايح مع إياد ووِقَّاص وزياد نجيبها دلوقتي.
قالت بصدمة:
_نديم أنت بتقول إيه؟ أنت بتتكلم بجد؟
قال بهدوء:
_روجين اهدي وكل حاجة هتبقى كويسة والله.
أردفت بصوت باكي:
_نديم عشان خاطري خلي بالك من نفسك.
قال لها بهيام:
_بحبك يا شمسي.
أردفت متسائلة بين دموعها:
_نديم هتفضل تحبني طول عمرك؟
أجابها مطمئنا بصوت يظهر فيه أسمى وأطهر معاني الحب والعشق:
_سأحبك كل يوم كفريضة عشق لا يقبل التأجيل.
أغلق الهاتف، وبكت هي خوفا وقلقا على من استوطن قلبها وصار ملكا على عرش فؤادها.

                               **********

كانت ليلى المنزلاوي تحاول أن تتعافى من مرضها بأسرع ما يمكن، بدأت تتناول أطعمتها، والعقاقير الطبية لكي تشفى بأسرع ما يمكن... وكانت تجلس على الكرسي تحاول أن تتحدث وتبذل أقصى ما بوسعها.
كانت تتحدث بصعوبة وصوت متقطع:
_نا..... نا.... نارف........ نارفين.
حاولت مرة أخرى أن تتحدث بوهن:
_ك.....كري......كريم.
كانت تستمع الممرضة إلى حديثها بعينين ممتلئتين بالدموع، ثم ذهبت وأمسكت يديها مشجعة لها قائلة: 
_إنتي هتخفي وهتقومي بالسلامة عشان ترجعي لولادك، تعرفي أن إنتي عندك عزيمة مشفتهاش في أي مريض قبل كده.

                                ********

دخل سامح إلى الغرفة التي تقبع بها نارفين، ثم سحبها بقوة ممسكا بخصلات شعرها وهو يقول بحقد:
_بقى إنتي بقى بتضحكي علينا! ده إحنا لو دفناكي هنا محدش هيعرفلك مطرح، ولا تكونيش فاكرة أن ولاد خالك دول هيعرفوا مكانك.
قالت له نارفين بقوة وصلابة مصطنعة:
_أنتو عايزين مني أيه؟
أجابها بوقاحة:
_هو بعيدا عن أن أنا هتجوزك بس إحنا عايزين حقنا في ميراث عمنا، ولا إيه رأيك؟

صفعته على وجهه بقوة وصلابة قائلة:
_أنت متقدرش تقرب مني ولا هقبل أتجوزك غير في أحلامك، وحقك أنت خدته أنت وأخوك.
جذبها من خصلات شعرها بقوة ملقيا بها على الأرض قائلا:
_لأ مخدناش حقنا هو إنتي فاكرة أن إحنا هنسيب واحدة منعرفش أصلها وفصلها منين تاخد فلوس عمنا وإحنا موجودين، إوعي تكوني نسيتي إنتي جاية منين يا بت.... ده إنتي جاية من الملجأ.
جلست على الأرض وهي تضم ساقيها إلى صدرها لتشعر نفسها بالأمان، فهو الآن كسر ما تبقى بها من كبرياء... فأكثر ما يؤلمها هو تذكيرها بطفولتها وحياتها السابقة.
اقترب منها وجذبها من يدها بقسوة قائلا:
_امشي قدامي هتقدمي حالا تنازل عن الورث والبيت وإلا قسما بالله هدفنك هنا وما حد هيعرفلك طريق. 
أكمل قائلا بخبث:
_وقبل ما آجي جنبك أو أقتلك هبدأ بسامية هانم طبعا، ما هي لازم ينوبها من الحب جانب.
شعرت بالخوف أول ما نطق باسمها فقالت له برجاء: _هعملك اللي أنت عايزه بس متأذيهاش والنبي.... هي معملتش حاجة يا سامح والنبي.
هتف موجها حديثه إلى أخيه سعد:
_سعد هات أوراق التنازل يلا.
مد إليه يده بالأوراق فالتقطها سريعا، ووضعها أمام نارفين قائلا:
_اتفضلي امضي.
أمسكت القلم بيد مرتعشة وعينين باكيتين، ثم وقعت على أوراق التنازل عن الأموال، ولكنها توقفت عند أوراق التنازل عن المنزل.... فهذا الشئ الوحيد المتبقي لها من والدها والمكان الذي تعيش به سامية.
قالت له برجاء:
_سامح والنبي بلاش البيت.... خد أي حاجة أنت عايزها بس بلاش البيت، هديلك تمنه بس سيبه.
جذبها من شعرها بقوة قائلا بقسوة:
_أنا هاخد البيت ده وإنتي هتمضي حالا وإلا....
قاطعته ببكاء قائلة:
_حاضر همضي.
وقعت على الأوراق وهي تبكي قهرا على جميع ذكرياتها الضائعة بداخل المنزل، تبكي قهرا على سامية التي ستخرج من عش زواجها وصندوق ذكرياتها مع زوجها.
فجأة دخل رجل قائلا بخوف:
_سامح باشا في أربع رجالة برا بيضربوا بقيت الرجالة وشكلهم داخلين هنا.
أمسكها بقوة وهو يجذبها لتنهض من على الكرسي قائلا:
_ولاد خالك جم يلحقوكي من بين إيديا بس خلاص أنا كسرتك وخدت البيت منك.
ثم دفعها بقوة ليصطدم رأسها بالحائط، لتقع مغشيا عليها ويمتلئ المكان من حولها بدمائها، ثم جرى سريعا هو وأخيه ليخرجا من الباب الخلفي..... ولكنهما ما أن فتحاه حتى وجدا إياد ووِقَّاص أمام أعينهما، فأخرج سعد سلاحه من جيبه سريعا ووجهه نحو إياد ووِقَّاص، ثم ركبا بالسيارة وذهبا سريعا.
دخل نديم وزياد إلى الداخل سريعا، فوجدا نارفين ملقاة على الأرض بإهمال والدماء حولها.... فذهب زياد وحملها سريعا متوجها بها نحو سيارته، ثم قادها متوجها إلى المشفى دون انتظار أي شخص آخر.
قال نديم بصوت مرتفع:
_إياد.... وِقَّاص احنا لقيناها أنتو فين؟ 
دخل الاثنان إلى المنزل يبحثان عنها بأعينهما فلم يجدا لها أي أثر.
سأل وِقَّاص قائلا:
_هي فين؟
أجابه نديم متوجها نحو الباب:
_كانت مخبوطة في راسها وبتنزف و زياد خدها المستشفى يلا نحصله.

                               *********

سمعت روجين نغمة رنين هاتفها، فنهضت لتجيب سريعا.
قالت مسرعة و القلق يظهر بصوتها:
_نديم أنت كويس؟
أجابها مطمئنا:
_أنا كويس يا شمسي، متقلقيش عليا وكلنا بخير خلاص.
تنهدت براحة قائلة:
_الحمد لله أنا كنت خايفة أوي.
أكملت متسائلة:
_ونارفين يا نديم كويسة؟
_هتبقى كويسة متقلقيش.
سألت بقلق:
_حصلها إيه يا نديم؟
_لقيناها مخبوطة في راسها بس متقلقيش إحنا رايحين المستشفى وهتصل أطمنك على طول..... بس متعرفيش حد انها كانت مخطوفة ولا أن إحنا لقيناها.
_حاضر بس طمني عليها.

                                *******

في باريس:
تجلس ناردين قبالة يوسف في مطعم يظهر عليه الرقي، تم تصميمه من الأخشاب، ذو أراضي خرسانية، يحتوي على طاولات نحاسية جميلة مميزة، والإضاءة باللون الذهبي مما يجعل للمطعم رونقا خاصا.
قال يوسف وهو ينظر إلى الطعام باستعجاب:
_ناردين يا حبيبتي هو أنا ممكن أعرف إنتي هتأكليني إيه؟
أجابته ببساطة:
_راتاتوي طعمه حلو أوي.
قال لها وهو يشير نحو الطبق:
_يعني هو البتاع ده اللي أنا دافع فيه كل الفلوس دي صح؟ يعني دي مش عينة ندوقها الأول؟ 
_كل بس الأول وهتلاقي طعمه حلو أوي والله.
أردف بعدما تذوقه باستنكار:
_يا بنتي دول بيضحكوا عليكي، تعالي لما نرجع مصر أخدك أنا أكلك في أجدعها مطعم كشري بخمسين جنيه بس.
هتفت بصدمة:
_كشري يا يوسف! أنا بقولك راتاتوي وأنت تقولي كشري؟!
قال مشيرا إلى وجبة الطعام:
_يا بنتي أنا لو لاقي أكل مش هعترض والله، أنا رمرام أصلا باكل أي حاجة بس هما حاطين عينات مش وجبة دي.
_يوسف أنت دمرت عنصر الرومانسية في شهر العسل بصراحة.
أردف وكأنه ينفي تهمة بعيدا عنه:
_لأ أنا مش بتاع الحاجات دي.. مش عشان قلتلك كلمتين حلوين في الفرح تاخدي على كده.
_تصدق معاك حق..... كل يا ابني إحنا مش بتوع الحاجات دي.

                                ********

عندما وصل زياد إلى المشفى، حمل نارفين وهو يتجه مسرعا إلى الداخل، سمعها تهلوس ببعض الكلمات التي لم يستطع سماعها جيدا.
عندما وصل نديم وإياد ووِقَّاص إلى المشفى، وجدوا زياد يقف منتظرا أمام الغرفة والقلق بادي على وجهه والطبيب بالداخل.
سأله نديم:
_هي عاملة إيه دلوقتي يا زياد؟
أجابه بقلق:
_مش عارف الدكتور عندها جوا وهيخرج يطمنا دلوقتي.
ما إن أنهى جملته حتى خرج الطبيب من الغرفة، قائلا وهو يتجه نحوهم:
_هي وضعها مش خطير نص ساعة بالكتير وهتفوق... أنا هكتبلها على مسكن لأن مكان الجرح هيوجعها شوية والمفروض يتغير على الجرح كل يوم.
سأل زياد قلقا:
_يعني هي هتبقى كويسة؟
أجابه الطبيب بعملية:
_آه انشاء الله وبعد ما تفوق تقدروا تخرجوها من المستشفى.
بعدما ذهب الطبيب قال نديم بجدية:
_أنا مش عايزكو تقولوا قدام حد أن نارفين كانت مخطوفة.
سأله وِقَّاص قائلا:
_ليه؟
أجابه نديم بغموض:
_عشان كل حاجة تمشي صح وتكشف بالطريقة المظبوطة.
سأل زياد بنفاذ صبر:
_يعني إيه يا نديم؟ وبعدين إحنا هنسيبهم كده من غير ما ياخدوا جزاءهم؟
أجابه نديم:
_أنا مقلتش كده بس متعرفوش أي حد انها كانت مخطوفة، إحنا هنقولهم انها وقعت ودماغها اتعورت بس كده.... وهتفهموا كل حاجة في الوقت المناسب، وحقها هنجيبه.
أكمل قائلا لزياد ووِقَّاص:
_أنا وإياد هنروح مشوار وراجعين تاني، لو حصل حاجة اتصلوا.

                          *********

كان نديم يجلس بجوار إياد بالسيارة قائلا له بجدية:
_إياد احنا مش هنعرف أي حد أن عمو هو السبب في كل ده.
هتف إياد باندهاش:
_نديم أنت بتقول إيه! لأ طبعا احنا لازم نحذر الكل منه.
أردف نديم باستنكار:
_ووقتها نقدر ناخد لقب أغبى اتنين بجدارة صح.
استطرد برزانة قائلا:
_إحنا دلوقتي هنلعب من تحت لتحت بنفس طريقته بالظبط لغاية ما ييجي الوقت اللي هو يكشف فيه نفسه.
قال إياد متسائلا:
_يعني هو السبب في موت رنا، ونورهان، وعمي، ومراته؟
أجابه نديم بغموض:
_هنعرف كل حاجة في وقتها....في الوقت المناسب كل حاجة هتتكشف وكل واحد هياخد جزاءه.
قال إياد باستياء:
_إحنا هنعرف يوسف ويزيد إزاي؟
تنهد نديم وكأنه يخرج آلامه قائلا:
_مش عارف يا إياد بس كل حاجة هييجي يوم وتتكشف فيه.

                           **********

بدأت نارفين بفتح جفنيها ببطء وشعرت بآلام تجتاح رأسها، فتحسستها بأناملها ووجدت ضمادات طبية موضوعة على رأسها.... فنظرت حولها، رأت جدران ذات لون أبيض وطاولة موضوع عليها بعض أدوات التعقيم والأدوات الطبية، فأيقنت أنها بالمشفى. 
حاولت النهوض وأخذت تستند على الجدران إلى أن وصلت إلى الباب، ففتحته بوهن وعندما خرجت وجدت زياد ووِقَّاص يقفان أمام باب الغرفة والقلق يعلو وجه زياد، حينما رآها زياد تخرج من باب الغرفة ذهب إليها سريعا مسندا جسدها المنهك بيديه... قائلا باضطراب:
_نارفين إنتي كويسة؟ إيه اللي خرجك برا؟
أجابته بوهن وهي تترك ثقل جسدها بين يديه:
_أنا فقت معرفتش أنا فين فخرجت......أنا مش فاكرة حاجة هو حصل إيه؟
قال وهو يتوجه بها إلى داخل الغرفة:
_ارتاحي بس دلوقتي ولما تبقي كويسة نتكلم.
أجلسها على السرير برفق، ثم دثرها بالغطاء وجلس على الكرسي المجاور للسرير.
كان يراقب وِقَّاص تصرفات زياد معها والدهشة تعلو وجهه، فأخوه لم يكن يوما من الأشخاص المهمتين بالتفاصيل الصغيرة، أو الأشخاص الذين يصحبهم القلق والتوتر دائما.

                                 ********

ابتعد وِقَّاص قليلا عن الغرفة وقرر الاتصال بصبا، فأجابته سريعا بصوت قلق:
_وِقَّاص أنت فين كل ده؟ أنا خفت عليك أوي.
استشعر هو الخوف بصوتها فقال بهدوء:
_متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس.
أردفت بخوف:
_وِقَّاص أنا خايفة أوى متبعدش عني كده تاني.
سألها بقلق:
_صبا إنتي كويسة؟ إنتي خايفة من إيه؟ 
أجابته والحزن يظهر جليا بصوتها:
_فكرة أن أنت ممكن في يوم تسيبني دي بتوجعني وبتخوفني أوي، أوعدني أن أنت هتفضل جنبي طول العمر ومش هتبعد عني أو تسيبني.
قال مطمئنا لها بحب:
_عمري ما هبعد عنك مفيش حد بيبعد عن أكتر حاجة بتسعده في الحياة....... لما بطول شوية على ما أكلمك بحس أن أنتي بتبعتيلي رياح الحنين وبتبقى حواليا في كل مكان وكأنك بتبعتيها تفكرني بيكي.
أردفت متسائلة والبسمة تعلو ثغرها:
_أنت لسه فاكر أن معنى إسمي رياح الحنين؟
_أنا عمري ما بنسى أي حاجة تخصك عشان حياتي مبقاش فيها أي حاجة أهم منك.
قالت له بحب:
_وِقَّاص أنا بحبك أوي.
_أنا لو جيت الدنيا مليون مرة هحبك في المليون مرة يا صبا.

                             *********

تم الانتهاء من إجراءات خروج نارفين من المشفى، وأخيرا وصل الجميع إلى المنزل... وعندما رأى الجميع الجرح برأسها فزعوا، ولكن فاروق المنزلاوي كان ينظر باندهاش فكيف وجدها نديم؟ و كيف استطاع إنقاذها من بين أيديهم؟!

أجلسها سليمان بجواره برفق وهو يحتضنها، ثم سأل بجدية:
_إيه اللي حصلها ده من إيه؟
أجابه نديم بهدوء وهو ينظر إلى عيني فاروق المنزلاوي بتحدي:
_وقعت على حجر وراسها اتعورت.
سأل كريم بقلق:
_وأنت عرفت مكانها منين ومكلمتنيش ليه؟
أجابه إياد ببساطة:
_نارفين اتصلت بيه وأنا معاه وبعدين نتصل بيك ليه وأنت مش عايز تتحمل مسئولية أختك وتحميها؟
شعر كريم بالعجز والانكسار، فذهب والحزن يكسو وجهه إلى الحديقة وتبعته نور بهدوء، بعدما أرسلت نظرات ضيق نحو إياد، ذهبت وجلست بجانبه فقال لها بحدة:
_أنا مش عايز أسمع نصايح من حد.
قالت بهدوء:
_بس أنا مجتش عشان أنصحك... أنا جيت عشان أنت تتكلم معايا وتقولي إيه اللي مدايقك؟
أجابها بألم:
_اللي مدايقني أن أنا ولا حاجة، أنا عبارة عن شخص ضعيف حتى أختي مش قادرة تثق فيا يا نور، إنتي مشوفتيهاش بتبصلي بخوف إزاي عكس ما بتبص لنديم .... بتبصله كأنها واثقة فيه وعارفة أن هو اللي هيحميها حتى لما اتأذت كان هو أول واحد تكلمه.
قالت له نور بجدية:
_كريم أنا هقولك كلمتين عشانك أنت وعشان تلحق نفسك قبل ما تخسر كل حاجة........ أنت دلوقتي قدامك الفرصة أن أنت تفضل ضعيف ومكسور ومحدش هيلومك عشان أنت بتتألم.... بس السنين هتعدي وبعد فترة هتلاقي كل واحد مشغول بمشاكله وحياته وأنت حياتك لسه واقفة مكانها، أنت لو ملحقتش نفسك من دلوقتي محدش هيفضل واقف جنبك طول العمر ولا حد هينفعك واللي وقف جنبك سنة واتنين وتلاتة هييجي في الرابعة ويزهق ويبعد.... وفجأة هتلاقي شريط حياتك بيمر قدامك وهو فاضي من غير أي مواقف أو نجاح أنت عملته في حياتك.
أكملت وهي تنهض من جانبه:
_فكر كويس في الكلام ده عشان نفسك كريم وخليك عارف أن أنا جاهزة أسمعك دايما.
ابتعدت عنه وجلس هو يفكر في كل ما قالته، يتخيل مصيره بعد عدة سنوات وكأنها أيقظت الشعور بالمسئولية بداخله، وكأنها أحيت روحه مرة ثانية.

                                ********

انسحب فاروق بهدوء من بين الجميع ليتحدث بهاتفه فاتصل بآدم، قائلا له بحنق:
_إزاي نديم عرف مكانها يا بني آدم أنت؟
قال آدم متصنعا الاندهاش:
_هو عرف مكانها؟! يبقى أكيد بسبب الحيوانات ولاد عمها.
قال فاروق محذرا:
_متحاولش تلعب معايا يا آدم يا شرقاوي عشان هفعصك تحت جزمتي.
استطرد بجمود قائلا:
_أنا عايزك تقتل ليلى المنزلاوي في أسرع وقت.
_________________________________________



يتبع الفصل التالي اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية "رواية شمس الحياة"اضغط على اسم الرواية


reaction:

تعليقات