Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية اتنكر ما بي الفصل الاول 1 بقلم فدوى خالد

 رواية اتنكر ما بي الفصل الاول 1 بقلم فدوى خالد

رواية اتنكر ما بي الفصل الاول 1 بقلم فدوى خالد

- شوفوا البجحة؟! لابسة ملون ولا أكن أبوها ميت، و هى السبب فى دة كله؟ مش كافيها كمان أنها عانس؟! يعني الملون مينفعش تلبسه!
- مش عارفة بنات اليومين دول حصلهم أية؟! حد يصدق أن البت ترفع قضية على أبوها و يموت بحسرته، عوض علينا يارب عوض الصابرين، و أبعد بنتي عن أشكالها.!..مش عايزة البت بنتي تقعد جمبي؟!
- أيوة كدة ابعدي بنتك، و أنا بعدت بنتي عنها عشان تتستت، ما البنت مالهاش غير بيت جوزها!
كنت ماشية و أنا بسمع الكلام دة..!..ابتسمت بسخرية أمتى مسمعتهوش أصلا؟!
كل يوم بسمعه؟!
اهوة دة كلام الناس إلِ ولا بيودي ولا بيجيب!
ميعرفوش حياتي ...معاناتي.....بابا؟!
أة ..بابا..إلِ راح عند خلقه بعد مواراني أسوأ سنين حياتي..عيشني عيشة أسوأ من عيشة أي حد، من حيث تعذيب نفسي، و تعذيب جسدي ...و ياريته كفاه دة؟!
لا ..دا خلى سيرتي على كل لسان، و طلعت أنا الظالمة ..الجبارة ...الوحشة إلِ الكل لازم يبعد عنها، بسببه هو؟! 
طلعت شقتي و أنا كاتمة دموعي فى نفسي و مش عايزة أعيط؟!
بس دموعي نزلت لوحدها أول ما الباب أتففل و قعدت أعيط على الأرض...لية كدة؟!
لية أنا بيحصل فيا كدة!
أنا عمري ما أذيت حد ولا اتعاملت مع حد؟!
أناا ...أن..اا ...أنا وحشة؟!
سألت نفسي السؤال و مش عارفة هو أنا وحشة بجد؟!
أكيد لا...أنا و الله المظلمومة...أنا إلِ أتأذيت مش هو؟
أنا رفعت قضية بعد ما تعبت و الله تعبت من التعب النفسي و الجسدي، تعبت منه!
كانت خطوة صح أو غلط ..معدش يفرق خلاص!
معدش يفرق، حياتي هتبقى أحسن أدام هو مش موجود صح!
أنا متأكدة من كدة..
قومت عملت أكل و قعد فى البلكونة أقرأ كتابي و حطيت السماعات فى ودني عشان جارتي لو طلعت أتكلم مسمعهاش..بس لأول مرة مشوفهاش طلعت البلكونة؟
خلصت كتابي و دخلت أنام، ورايا محاضرات الصبح، ما أنا نسيت أعرفكم عليا أنا علياء، فى طب بشري و أتبقى سنتين و اتخرج و يبقى عندي وظيفة أقدر أعتمد بيها على نفسي، دخلت طب حلم حياتي بعد معاناة كبيرة، معاناتي من بابا...و كلمة " فاشلة " إلِ ملزماه.
اتنهدت و أنا بحاول أخد نفسي و أنسى بس ...خلاص يا جماعة هنقفل الموضوع عشان داخلة أنام، أو كواقع داخلة أنسى!
صحيت تاني يوم ...
لبست و فطرت و خلصت كل حاجة! 
نزلت من العمارة بس حطيت السماعات فى ودني و شغلت حاجة هادية أسمعها عشان ما أسمعت كلامهم السم دة؟! ...يااه لو يعرفوا الكلام السم دة بيعمل فى الواحد أية؟!
حسيت بحد ماسك إيدي فلفيت لقيتها ست عجوزة، ملامحها هادية و فيها الطيبة؟!
شيلت السماعات و بصيتلها بخوف أكيد زيهم، بس لقيتها أتكلمت:
- معلش يا بنتي ممكن تطلعيني الدور التالت؟
- عند مين؟
- أنا إلِ هسكن جديد؟!
ابتسمتلها:
- طيب أتفضلي معايا.
طلعتها الشقة و نزلت أنا عشان جامعتي، دخلت الجامعة و أنا مش مهتمية؟! 
مش مهتمية بحد؟! كفاية ..اختلاط، أكيد هما بيقولوا عليا نفس الكلام، و لو هيكلموني عشان الملزمات بس!
كنت داخلة المحاضرة بس لقيت شخص طلع قدامي و هو بيلعب فى شعره.
- ازيك؟
قلبت عيني و أنا بمشي، حد ميعرفش الكائن الغلس دة! مراد السويدي...عبارة عن خبرة الجامعة..بيسقط كتير فى طب، و الله الواحد ما يعرف دخل طب أصلا ازاي؟!
بس سمعتهم بيقولوا أنه كان مجتهد جدًا و بيحب واحدة قده، و دخل طب عشانها، و أتقدم ليها بس رفضته و من ساعتها و هو بيسقط كتير!
نرجع تاني ..
لقيته وقف قدامي تاني؟!
رفعت حاجبي:
- و الله؟!
- و الله.
- فى حاجة يعني؟!
- لا ..كنت بقولك ازيك؟!
- يلا يا بابا روح أشقط بعيد!
- ما أنا مش جاي أشقط.
- يا فتاح يا عليم ...يا رزاق يا كريم؟! طيب عديني ورايا محاضرة!
- عدي؟!
جيت أعدي وقف قدامي؟!
- أنتَ شارب أية على الصبح؟!
- قهوة!
زقيته و أنا بعدي عشان أخلص من الهم دة؟! هى مش ناقصة سيادته هى!
خلصت المحاضرة و طلعت لقيته فى وشي؟!
ياربي ..قتله هو كمان و الناس تتكلم أكتر؟
حاولت أتجنبه و أتحرك بس هو مثبت و بيجي قدامي!
- نعم!
- عايزك؟!
- أفندم؟
- 10 دقايق!
- يلا يا بابا بدال لسانك السكر دة يتقطع، و عضلاتك إلِ عجباك تفرقع!
- اسمعيني بس...!
- أنا بحذرك! أبعد من وشي.
- بس....
- أبعد من وشي؟!
ياربي على الكائنات إلِ بتطلع للواحد دي؟! هى هتيجي منه ولا من الناس؟!
و بعدين كلهم شكل بعض، أكيد ..هو شكل بابا شكلهم كله؟! كلهم واحد...!
روحت البيت و لقيت جارتي الجديدة واقفة على الباب و بتبتسم لي:
- ازيك يا حبيبتي.
ابتسمتلها:
- الله يسلمك.
- اسمك أية بقا؟
- علياء.
- عاشت الأسامي يا حبيبتي، أنا بقا اسمي نانا ..مبحبش تيتا دي خاالص؟! فهتقوليلي نانا.
- ضحكت: تمام يا نانا.
- يمكن بقا تنزلي تجبيلي الدوا من الصيدلة يا لولي، الواحد مستني حد من الصبح يعدي من هنا، كويس أني شوفتك؟!
- تمام...بس خشي شقتك استريحي و هنزل أجيب الدوا بتاعك، بس حضرتك مريضة أية؟ و عايزة الروجيتة إلِ الدكتور كاتبهالك!
- مريضة قلب...و الروجيتة أهي.
- طيب ...هنزل أجيبلك الدوا!
نزلت جيبتلها الدوا و طلعت عشان أديهولها...لقيتها مستنياني على الباب.
- مدخلتيش لية يا نانا..؟!
- مستنياكِ يا بنتي.
- الدوا أهوة ..كلتي حاجة؟
- لا لسة..؟!
- و عايزة تأخدي الدوا كدة من غير أكل؟ استني هحط كتبِ و آجي أعملك أكل.
- هتعبك يا بنتي.
- ولا تعب ولا حاجة، دا أنا كمان جعانة يلا نأكل مع بعض و نسلي بعض .
- مش عارفة أقولك أية يا بنتي.
- أوعديني تنتظمي بدواكِ و تخلي بالك من صحتك.
عدت الأيام ..و كل يوم بقيت أقعد مع نانا و اشتريتلها موبايل جديد؛ عشان لو احتاجتني تتصل عليا و طبعًا مكنش يبقى يوم من غير ما مراد يتلكك، فاضي بقا..!
فى يوم خرجت من المحاضرة و لقيت تليفوني بيرن...كانت نانا..
- الو يا نانا؟
- ا..الحق..يني؟
- بقلق: مالك؟!
- م..مش..قا..ادر..ة.
- طيب ..أنا جاية بسرعة؟
خرجت و أنا بحاول أحري بس قابلت مراد.
- رايحة فين؟
- عديني لو سمحت، مش النهاردة رخامة و الله ما محتاجة.
- شكلك قمر النهاردة.
- و النبي بطل رخامة النهاردة أرجوك.
جيت أمشي بس وقف قدامي:
- تؤ ..تؤ، لازم أكلمك مينفعش.
- والنبي سيبني أعدي، نانا هيحصلها حاجة دي مريضة، أبعد و النبي بطل عطلة!
- مش هينفع أنا عايز أتكلم؟!
- تتكلم؟! نانا بتموت و أنتَ عاوز تتكلم.
- عايزك ليا؟
- و أنا مش ليك.
- خلاص ..يبقى مش ماشية؟
زقيته عشان أعدي بس مسك إيدي.
- سيب إيدي يا زبالة؟
- لا ..يا حلوة أنتِ بتاعتي، و زيك زيهم.
- يا قليل الأدب يا سافل.
- هش ..الكلام مش هيفيد.
رفعت إيدي و ضربته على وشه جامد! مفيش حد أصلا ..كان يفكر يعمل كدة؟! و جيت أنا أول واحدة عملت كدة؟
بصيتله لما لقيته برق! و أنتهزت الفرصة و جريت ..جريت عشان ألحقها، عطلني كتير يارب أحفظها ليا يا رب، بصراحة معدش ليا غيرها!
فتحت شقتها ما أنا معايا مفتاح شقتها، لقيتها مبتتنفسش و مفيش نبض؟!
- لا أكيد لا .
خليتني أرجع بضهري و أنا بعيط و بنادي بإسمها:
- نانا....لا و النبي، متروحيش مني؟! نانا ..مليش غيرك...نانا ..نانا ....نانا.
الجيران أتلموا على صوتي و لأول مرة بيبصولي بنظرات شفقة؟!
عمري ما أتخيلتهم يبصولي بالشفقة دي! 

كان صوتي بيعلي كل شوية و أنا شايفاهم بيدفنوها، فى اللحظة دي الزمن أتوقف؟! 
معدتش فاكرة حاجة! مش فاكرة غير صوتها لما روحت يوم تعبانة و دخلت لها و أنا بحاول ابتسم:
- مالك يا حبيبتي؟
- تعبانة؟!
- حصل أية؟
حكيتلها كل حياتي من الألف للياء من ساعة ما اتولدت و ماما ماتت بعدها بشهر و حياتي مع بابا و كل حاجة؟!
- عارفة يا بنتي ممكن أطبطب عليكِ دلوقتي و أقولك معلش، يس مش هينفع!
دا واقع ولازم تتقبليه، لازم تتقبلي فكرة أن الجزء إلِ فى حياتك دا جزء من مستقبل كويس!
ربنا هيعوضك و يجبر بخاطرك و مش هيسيبك، خليكِ متأكدة!
فوقت لما ملقتش حد جمبي و أنا قاعدة أعيط:
- لية؟! لية سيبتيني؟ سيبتيني؟ 

أسبوع ..
بقالي شهر...أسوأ شهر فى حياتي؟! 
حتى وفاة بابا مكانتش كدة؟! حياتي باظت خلاص؟!
كنت مش عايزاها تمشي و تسيبني؟
لية؟ 
لية كدة؟!
لية تمشي و تسيبني لوحدي؟
أنا كنت أتعلقت بيها أوي و مازلت، هو ..أيوة هو السبب فى كل دة؟!
لو سابني أروح بدري كنت لحقتها؟!
أيوة؟!
هو السبب؟!
كان لازم أرجع للجامعة تاني بعد كل الشقلبة إلِ فى حياتي؟
كان لازم أعاود...من تاني؟ 
كان لازم أرجع المرة دي و أنا علياء جديدة، بس النرة دي قوية و صلبة!
فكرة بقا هبلة دي تتلغي من القاموس؟
روحت الجامعة و أنا لابسة أسود، هو دة لبسي الفترة الجاية ..لبست درس أسود و لبست نظارة سودا!
دخلت الجامعة لقيته مقرب كالعادة و هو بيهددني:
- هندمك على إلِ عملتيه؟
قلعت النظارة و بانت عيني المتورمة من كتر العياط، و بصيتله بسخرية و أنا صوتي بدأ يعلى:
- تندمني؟! تندمني على أية؟!
أنا إلِ هندمك، أنتَ ..أنتَ دمرتني! دمرت حياتي؟! أنتَ خطر فى حياة أي حد؟
بصلي بإستغراب:
- على فكرة بهزر ..زي كل مرة؟!
- هزار؟ و أنتَ تعرف أية فى الهزار؟ أنتَ عبارة عن دمار فى حياة كل شخص؟! 
أنتَ مدمر و لو شايف أنك كويس فأحب أقولك أنك فاشل؟
أنتَ فاشل وملكش قيمة و عمرك ما هتكون حاجة فى حياتك؟ 
أنتَ نكرة؟ أنتَ خطر فى حياة الناس كلها، و عارف لية حبيبتك سابتك عشان فاشل و متساهلش؟ متستهلش حاجة خالص؟ أنتَ دمرتني؟
سمعت صوت جاية من ورايا:
- بس بقا..!
لفيت و لقيته بابا؟ أنتَ ممتوتش؟ 


يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية"رواية اتنكر ما بي "اضغط على اسم الرواية


reaction:

تعليقات