Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية نيـرة والعابث الفصل الخامس - زينب سمير

  رواية نيـرة والعابث  البارت  الخامس بقلم زينب سمير    عبر مدونة كوكب الروايات  

رواية نيـرة والعابث كاملة

رواية نيـرة والعابث  الفصل الخامس  

قد اكون بدونك اتنفس، لكن هذا لا يدل علي أني أحيا "

نيـرة التي كانت لا تقوي علي الابتعاد عن ايان منذ لحظات، ها هي تدفعه وتبتعد عنه كالمجنونة بعدما رأت انس امامها يطالعها بتلك النظرات المصدومة وقد تطبعت فيها خيبات الامل، ابتلعت ريقها وهي تستعد لتتقدم منه بينما تردف بصوت مرتبك:-
_أنـس..
لكن يـد ايان التي امتدت وقفت امام جسدها احالتها من ذلك، ايان الذي اعتدل في وقفته ثم ضبط وقفة زوجته حيث جعلها تقف جواره تماما واضعا يده علي خصرها بينما يهمس من بين اسنانه المطبوقة بغل:-
_اياكي تسيبني علشان تروحي لغيري سامعة؟

لكنها لم تبدو وكأنها تسمعه، فنظرها واهتمامها معلق بانس وهذا ما يجننه الان، اهتمامها هذا يكاد يصيبه بضرب من الجنون والغضب، هي تطلع الي الاخر بخوف لا تريده ان ينكسر.. لا تريده ان يصاب بخيبة الامل منها كما هي فعلت اتجاه ايان.. لا ترغب بذلك ابدا

لذا هتفت بنبرة حاولت جعلها متماسكة:-
_انس انت فاهم غلط، انا.. هو.. هو
لم تجد ما تقوله، لكن يد ايان اشتدت حول خصرها اكثر وهو يقول بوقاحة:-
_كنت حاضنها.. مراتي وكنت حاضنها
حاولت ان تبعد يداه عنها:-
_سيبني ياايان ارجوكي، سيبني اشرحله
هتف بشراسة وهو يلف انظاره لها:-
_تشرحيله لية جوزك حاضنك؟
ذهب عن انس حالة الصدمة التي كانت تحاوطه، وقرر التكملة في ما جاء لاجله، فهو بعد ما حدث امس كاد يعود ادراجه ويبعد عن نيرة من جديد، لكن بعدما تذكر فعلة ايان الحقيرة ابعد تلك الفكرة عن رأسه مقررا انه سيفعل المستحيل حتي تكون نيرة له، لن يسمح للاخر بأمتلاكها بينما هو الذي يستحق.. هكذا رأي هو

لذا.. اقترب منهم مع نطق نيرة:-
_ايان ارجوك كفاية
وصياح الاخر:-
_انتي اللي كفاية، المهزلة دي لازم تخلص فورا والزفت دا لازم يمشي بلا رجعة
وقبل ان تستوعب كلماته كان يهجم عليه انس لاكما اياه بقوة بينما يردف صارخا:-
_انتي اللي لازم تمشي من حياتنا بقي..
رجع ايان خطوة الي الخلف اثر تلك اللكمة المفاجئة، لكنه سرعان ما عاد لرشده وهو يتقدم منه مبادلا له اللكمة بالاقوي منها، وتتابعت الصرخات والضربات، كان هو يضرب بغل.. غل رجل يري امامه اخر يهدده بأخذ امراته.. متجاهلين سويا تلك التي تصرخ تحثهم علي التوقف، والتجمعات التي تري ما يحدث من خلال شباك مكتب نيرة الزجاجي الذي يقبع جوار الباب، جاعل كل الموظفين يروا ما يحدث ك بث مباشر

حتي تجرأ بعض الموظفين ودخلوا محاولين الافكاك بين الاثنان، مسك موظفين ايان وانس ايضا مسكه اثنان، راح انس يقول بعصبية وهو يحاول ان يتحرر من بين ايديهم:-
_هتبقي ملكي سامع.. نيرة هتبقي ملكي
مـد ايان الذي كان مازال محاصرا بين موظفين قدمه والتي كانت طويلة الي الغاية ناحية انس، حيث كانت المسافة بينهم قصيرة فوصلت قدمه الي معدة الاخر.. لكمة بها بقوة وهو يردف من بين اسنانه:-
_ملكتك حية تشبع فيك سَم يابعيد، قال ملكك قال.. سيبوني عليه سيبوني انا هعرفه غلطه بس

وفي تلك اللحظة دخل عمران الي المكتب، الذي اتي خصيصا اليوم وقد توقع حدوث شيئا مشابة الي ما يحدث الان، توقع نعم ان يحدث شجار لكن ليس الي تلك الدرجة
هتف وهو يتوسط الغرفة وينظر الي الجميع بحدة:-
_اية اللي بيحصل هنا بالظبط
هتفت سكرتيرته نيرة شارحة ببراءة:-
_جوز وخطيب مدام نيرة بيتخانقوا مع بعض عليها
كان هناك قلم موضوع بجاكت بدلة احدي الرجال الذين يمسكون ايان الذي بدوره مد يده وسحب القلم ملقيا اياه في وجه السكرتيرة صارخا:-
_بس متقوليش خطيبها دي
نيرة التي كانت تتابع الموقف بقلق كادت تتضحك هي والمتجاورين وهم يرون افعال ذلك العابث، الذي هتف والده وهو ينظر له بغضب:-
_ايان كفاية فضايح واهدي
ونظر الي انس متابعا:-
_انس لو سمحت ممكن تمشي دلوقتي
كاد يعترض الا ان نيرة ايضا اسرعت بالقول:-
_بليـز وانا هكلمك كمان شوية
اؤما بنعم علي مضض، فتركه الموظفين ورحل سريعا، بينما ردد ايان مقلدا نيرة بسخرية غاضبة:-
_بليـز! ما انتي لو كنتي بتقوليلي بليز دي بالرقة دي مكنتش هربت

وها هو يدخل في طريق " العـك " لذا هتف عمران بجدية لـ الموظفين وتحذير:-
_دلوقتي تقدروا ترجعوا مكاتبكم واللي حصل يتنسي.. فاهمين؟

اؤماوا بنعم ورحلوا رغم انهم كم كانوا يودوا ان يتابعوا تلك المسرحية.. المسلية.. الحصرية
ومع مغادرة اخر موظف واغلاق باب المكتب هتف عمران صارخا فيهم:-
_اقعد يااستاذ انت وهي
فجلسا متجاورين علي احدي الارائك الموجودة بـالمكتب، كل منهم ينظر الي الارض بخجل وارتباك ك طفل قام بعمل شئ اجرامي وها هو حان وقت العقاب الات
بينما راح يقول عمران معنفا:-
_دا منظر مدير محترم يااستاذ؟ ازاي اجي اشوفك بالمنظر الغبي دا، افرض حد من العملاء جم، افرض حد كان بيصور المهزلة دي
ارد ببساطة:-
_وفيها اية
عمران بزهول:-
_فيها اية
ايان:-
_ايوة فيها اية، واحد وبيتخانق مع خطيب مراته عادي يعني
عمران باستنكار:-
_خطيب مراتي!
وقف ايان عن جلسته هاتفا بسعادة:-
_شوفت.. شوفت انت اديك مش مستوعب بشاعة الامر خليها تلغي الحوار دا بقي
عمران كاسرا سعادته:-
_فعلا هتلغيه.. وعلشان كدا انا هنا، انا جاي اخدكم دلوقتي ونروح عند اقرب مأذون علشان تطلقوا
ارتعش قلبها للامر، لكن رغم ذلك تماسكت وهي تظهر الجمود.. عكسه الذي انتفض في وقفته وهي يصيح:-
_دا علي جثتي يحصل، طلاق مش هطلق سامعين؟ علي جثتي
واتجه بخطواته الي الخارج وهو يكرر الكلمة بتتابع
ضرب عمران كف علي كف:-
_الواد اتجنن
قالت وهي تتنحنح باحراج:-
_اعذرني يااونكل ابنك من زمان وهو مجنون
قال موكدا علي حديثها:-
_معاكي حق
جلس جوارها متابعا ببسمة خفيفة:-
_بس انا فرحان في حالته دي، ايوة كدا ربيه اكتر واكتر
اردف بخبث:-
_ولسـة، عقله هيضَرب اكتر ما هو مضروب قبل الطلاق بس استني عليا
قال بجدية:-
_انتي فعلا ناوية عالطلاق
رغم ألمها قالت بإيجاب:-
_مفيش حل غير دا.. حتي لو سامحته فالشرخ اللي اتشرخ في قلبي بسببه لسة متلمش ومش هيتلم يااونكل، وبالتالي حياتنا سوا مش هتنفع

ايدها بأيماءه من راسه وهو يتنهد بضيق، متمنيا داخله ان يشفي الله جرحها مع الايام، ويكون هناك امل في تكملة حياتهم سويا
***
مـر باقي اليوم مع اختفاء ايان المفاجئ، الذي قرر الاختفاء حتي لا يأخذوه عنوة الي المأذون ويجعلوه يطلقها.. ومالذي قرر ايضا انه عليه ان يتصرف سريعا ويكون سابقهم بخطوة..

عند اسر شقيق ذلك المعتوة، كان يجلس علي فراشه، بالمقلوب.. قدميه علي الفراش ورأسه عالارض، يتحدث مع نور بنبرة رومانسية الي الغاية وعيون تكاد تخرج منها قلوب حمراء، والاخري من الناحية الاخري حالتها لا تختلف عنه كثيرا
اسـر بنبرة ولـة:-
_انا بس اتخرج وهتقدملك علطول وتبقي ملكي ومراتي يانوري
قالت بتسأل خافت.. سعيد:-
_بجد يااسر؟
اغمض عيناه وهو يستمع لهمسها الخافت الرقيق هذا وهو يغمغم بهيام:-
_بجد ياروح اسر وقلبه من جوه
قطع تلك اللحظات الرومانسية التي تصيب بالتقرح، صوت ايان الذي يتابع حالة اخيه بقرف:-
_واية تاني ياممحون باشا
انتفض اسر في حلسته ونظر امامه فوجد اخيه يقف علي باب غؤفته يستند عليه بوقفته ويرمقه باستهزاء، هتف اسر بضيق:-
_مش تستأذن قبل ما تدخل يازفت.. مش يمكن اكون قالع!
ايان:-
_والله تكون قالع ارحم من اني اشوفك بالحالة القذرة اللي شوفتك فيها دي ياممحون
ورمقه بنظرة مستقرفة قبل ان يغادر
وعاد اسر الي جلسته واتصاله الرومانسي ذاك..
***
بصباح اليوم التالي استيقظت اسرة الصباغ علي صدمة وجود الضباط الذي هتف وهو يرمق عيونهم الناعسة بنبرة باردة:-
_الاستاذ ايان ابو النصر.. طالب مراته نيـرة الصباغ في بيت الطاعة

يتبع الفصل السادس  اضغط هنا 

reaction:

تعليقات