Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أسيل الفصل الستون بقلم روان عمرو

 رواية أسيل الفصل الستون بقلم روان عمرو

رواية أسيل الفصل الستون بقلم روان عمرو


ال 60 💚💚

في صباح اليوم التالي اوقف كريم سيارته امام بيت خالته ثم اندفع للداخل و هو يطرق باب البيت بقوه ففتحت له خالته و هي تلهث قائله : ايوه ايوه حاضر 
و لكن ما إن رأته اتسعت عينيها بذهول قائله : كريم ...تعالي ادخل يا ابني  
رد كريم بصلابه و جمود : بنتك فين ؟ 
عقدت حاجبيها بقلق و توجس و هي تشير الي غرفتها قائله : هناك في اوضتها 
اندفع كريم نحو غرفتها بدون استئذان بملامح مخيفه و مرعبه لكن قبل ان يدلف فتح هاتفه و فعل شيئاً ثم وضعه في جيب بنطاله مره اخري و وضع يده علي مقبض الباب و فتحه بدون سابق انذار بقوه فقفزت رنيم من مكانها صارخه بخضه لكنها و ما إن رأته اتسعت عينيها بصدمه اولاً لكنها اسبلت جفنيها ببرود و هي تقول بأستفزاز و تقوم بعقد ذراعيها امام صدرها : مش المفروض تخبط قبل ما تدخل ولا ايه يا حضرة الظابط  
أشتعلت عينيه بغضب ناري و هو يندفع نحوها حتي جذبها من احد ذراعيها العاري و هو يغرز أظافره في لحمها قائلاً بعصبيه مكبوته و من بين اسنانه بشراسه : وصلتي لاسيل ازاي و بعتيلها الصور دي 
تأوهت ما إن امسكها لكن ما إن سمعت جملته الاخير ابتسمت بأستفزاز و هي تحدق في عينيه بجرأه و وقاحه قائله : ملكش دعوه حاجه متخصكش 
هزها بعنف صارخاً بصوته الجهوري المخيف : انطقي يا رنيم 
حينها دلفت والدتها لاهثه و هي تقترب منهم قائله بخوف : في ايه ...في ايه يا كريم يابني ....عملتي ايه يا رنيم 
نظرت رنيم الي امها ببرود ثم عادت لتنظر الي عين كريم بجرأه و تحدي 
فصرخ فيها كريم بجنون و هو علي وشك ضربها : انطقي يا رنيم  
نفت برأسها ببطئ و استفزاز ثم قالت : مش هقولك ....بس اللي عايزاك تعرفه اني مش هسيبك تتهني معاها لحظه ...
ثم صرخت بحقد اسود و غضب : مش انا اللي تسيبني يوم خوطبتي عشان واحده زي دي 
كبح كريم غضبه بأعجوبه و لم يستسلم اليه لأنه لو فعل لكان القاها من الشرفه فقال بهدوء ظاهري : و ليه عملتي كده 
مطت شفتيها و هي تقول بتشفي : عشان اوهمها اننا اتخطبنا و عايشين مع بعض مبسوطين و اخليها مش طيقاك 
أبتسم كريم ابتسامه واسعه ثم تركها قائلاً بأمتنان و تشفي : شكراً يا رنيم ....انا كده خدت اللي انا عايزه 
ثم استدار عنها و اتجه خارج الغرفه لكنها ركضت خلفه بسرعه و تشبثت به قائله بقلق : تقصد ايه بأنك خدت اللي انت عاوزه ؟ 
كريم ببرود : سجلت كل كلامك اللي قولتيه .....سلام 
اتسعت عينيها بضياع و هي تنهر نفسها من الداخل علي عدم ملاحظتها لأمر هكذا فصرخت بغضب قبل ان يخرج من البيت و كان قريباً من الغرفه : ماشي يا كريم ....بس مش هاسكت و مش هتتهنا معاها يوم حد حتي لو وصلت اني اقتلك او اقتلها   
رد كريم ببرود قبل ان يخرج : لما نشوف 
ثم خرج و صفع الباب خلفه بعنف 

بعد فتره 
كانت اسيل في مكتبها منكبه علي عملها و تحاول جاهده ان تخرجه من عقلها فليلة امس كانت صعبه عليها ظلت طوال الليل تفكر في كلامه و كيف ينكر هذه الحقيقه و الدليل معها و كأنها نادته بتفكيرها فظهر امامها فجأه امام مكتبها 
شهقت اسيل بخضه و هي تهب واقفه ....متي دلف هذا الي هنا ....ما هذا الجنون 
لكن عينيها اتسعت اكثر و هي غير قادره علي الكلام حين اخرج هاتفه و هو يهتف بغضب مكبوت : امسكي اسمعي عشان تتأكدي اني مخطبتش رنيم 
ظلت متجمده مكانها لا تعرف ماذا تفعل فهتف مره اخري بنبره اعلي قليلاً و نبره أمره حازمه : امسكي  
اخذت الهاتف من يديه بأيدٍ مرتجفه و هي تضغط علي زر التشغيل فبدأت تستمع الي حوارهم بالكامل بتركيز شديد 
رغماً عنها شعرت بفرحه عارمه انه لم يخطبها لكن الفرحه لم تدم حين تأكدت انه كان يريد خطبت هذه اللعينه فألقت الهاتف علي المكتب بأهمال و هي تقول بلامبلاه : و انا مالي انا بكل ده ....مش فارق معايا 
هدر كريم فجأه بصوت جهوري في وجهها و بكلمه واحده صريحه : كدابه 
أجفلت من صوته لكنها لم تظهر اي شئ علي ملامحها و قابلت نظراته ببرود متحدي 
فهتف كريم بأجهاد و تعب : انتي ليه بتعملي كده ....ليه بتصعبيها عليا اوي كده 
أرتفع حاجبيها بذهول ساخر ثم ضحكت بدون ان تعلق 
فهتف كريم بحنق : اسيل انا عارف كويس انك كنتي مدايقه و انتي فكراني خاطبها 
رفعت كتفيها بلامبلاه قائله ببرود : نهائياً ....بس استغربت شويه ان مستواك انحدر للدرجه دي 
ثم رمقته بأذدراء و استدارت عنه متجهه للخارج لكنه هرول خلها ملتقطاً ذراعيها بين قبضته بسرعه و هو يديرها اليه قائلاً بصدق : يا اسيل انا والله ... 
قاطعته محذره اياه بحده : متحلفش و متنطقش بأسم ربنا كدب 
هتف كريم بصدق : مش بكدب والله انا.....
لم تستطيع سماعه فصرخت في وجهه بحده و عنف : بطل كدب .....انت كنت عايز تروح تخطبها و انا لسه علي ذمتك و فعلاً روحت لكن معرفش ايه اللي حصل و خلاك تسيبها يوم الخطوبه فا متقنعنيش انك مكنتش عاوز تخطبها 
كاد ان يتكلم لكن سبقته صوت فتاه تقول بقلق و هي تنظر اليهم بتوجس : مهندسه اسيل ....استاذ رامي عايزك في مكتبه
نفضت اسيل ذراعيها منه بسرعه و عادت للخلف بتعثر و قالت و هي تتحاشي النظر اليها و وجنتيها تتدرج بألاحمرار فقد كان قريباً منها بخطوره حد الالتصاق : حاضر ....ثواني و هكون عنده 
اومأت الفتاه برأسها موافقه و هي ترحل اما اسيل فقد ألتفتت للمكتب و اخذت تلملم عدد من الاوراق و كريم يراقبها حتي رأها تخرج مندفعه للخارج و كأنه ليس موجوداً و هي تنفض شعرها الطويل الحريري الذي يداعب خصرها 
فأندفع خلفها و هو يجذبها اليه من ذراعيها بعنف صارخاً بغضب عارم : انتي فاكره نفسك رايحه فين ؟ 
فأثناء استدارتها اليه صرخت بغضب و هي تدفعه عنها صائحه : ابعد عني بئي كفايه فضايح يا اخي 
ثم دفعته عنها بقوه شديده و ركضت لمكتب رامي 
كاد ان يذهب خلفها لكن شيئاً ما منعه و قرر منحها بعض ثقه لتشعر بها ثم التفت و اتجه للمصعد ليرحل متنهداً بتعب لكنه لم ييأس ....لم ييأس ابداً

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،____________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

دلفت اسيل مكتب رامي بعد ان سمح لها بالدخول فجلست علي المقعد المجاور للمكتب قائله بهدوء : نعم .....حضرتك طلبتني 
أبتسم رامي و هو يشرد في عينيها الذي أسرته من اول يوم و جعلته يقع في عشق هاتين العينين ......اخفض نظره بسرعه و هو يعرف ان ما يفعله حراماً فتحلي بالجديه و هو يقول متحاشياً النظر الي عينيها و إلا شرد مره اخري : اسيل ....انتي جالك شغل كويس جدا في مكان تاني 
شهقت اسيل بصدمه ممزوجه بالحزن حتي كادت ان تبكي و هي تقول بنبره مرتجفه تثير الشفقه : ليه....هو انا عملت حاجه هنا .....ليه عايز تنقلني ..انا.....
قاطعها رامي و هو ينهض و يستدير حول المكتب ليجلس امامها قائلاً برفق : اهدي اهدي يا اسيل 
ثم اخذ نفساً عميقاً و عقب قائلاً : انتي معملتيش اي حاجه بالعكس انتي ممتازه في شغلك جداً و عشان تفوقك ده هعرض عليكي تسافري معايا 
عقدت حاجبيها بأستغراب و هي تقول بعدم فهم : نعم ....معاك 
أومأ برأسه قائلاً : ايوه هتسافري معايا بره ......عشان في واحد صاحبي عايز يبني شركه بردو فا قالي ارشحله حد شاطر يكون معاه ........و انا بصراحه رشحتك انتي 
اتسعت عينيها بذهول و صدمه و هي ترد بعدم تركيز : انا ....ايه .....طب 
قاطعها رامي بهدوء قائلاً : استني يا اسيل مش عايز القرار دلوقتي .....فكري براحتك بس لازم تقوليلي في خلال يومين عشان لو هتسافري اقدر أبدأ في اجرائات السفر 
أومأت اسيل برأسها ببلاهه و هي تنهض و تخرج من مكتبه و هي في عالم اخر تحت نظرات رامي المبتسم بحزن 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،____________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

سألها آسر و هو يتفحصها و هي تجلس بجانبه : انتي عايزه تسافري يا اسيل ؟......لو ده هيريحك انا معنديش مانع 
أرتبكت قليلاً و هي ترد عليه بخفوت : انا مش عارفه اخد قرار بس دي فرصه كويسه اوي ليا بس انا محتاره 
ربت آسر علي ظهرها بحنان و قال : انا كمان شايف انها فرصه كويسه اوي ليكي و انا متأكد انك هتقدري تثبتي نفسك 
كان يقول هذا الكلام من وراء قلبه فهو لا يريدها تبتعد عنه مره اخري لكنه يريد ان يبعدها عن كريم حتي يتم الطلاق فلهذا السبب وافق
تنهدت اسيل تنهيده عميقه مفكره ثم قالت بأستسلام : خلاص هبلغ استاذ رامي انك وافقت 
اكتست ملامحه الحزن و هو ينظر اليها برفض تلقائي فعقدت اسيل حاجبيها و سألته برفق : مالك يا آسر 
تنهد آسر بحزن ثم نظر اليها قائلاً : مش عايزك تبعدي عني تاني 
أسبلت جفنيها بحزن هي الاخري و قالت : خلاص مش هسافر انا عايزه افضل معاك اصلاً 
جذبها آسر الي صدره و ضمها اليه بقوه فترقرقت عينيها بالدموع بينما قال آسر بحنان : لا يا حبيبتي ....متوقفيش نجاحك عشان خاطر اي حاجه 
رفعت اسيل رأسها اليه قائله بصدق و حب اخوي شديد : انا بحبك اوي يا آسر ربنا يخليك ليا .......انا من غيرك ولا حاجه 
شدد من احتضانه لها بقوه و كأنها ستسافر الأن و بعد عدة دقائق رفعها من علي صدره قائلاً بجديه ممزوجه بالقلق : انا هتفق مع دكتور يتابعك هناك و مش هيسيبك لحظه .....اوعديني يا اسيل انك تنتظمي علي مواعيد الادويه 
أومأت برأسها اليه قائله و هي تبتسم بحنان : اوعدك يا حبيبي 
ثم اقتربت منه و وضعت قبله رقيقه علي وجنتيه فأمسك راسها و وضع هو الاخر قبله حانيه علي جبهتها ثم قال : هتقعدي قد ايه هناك 
اسيل بتفكير : حوالي اربع او خمس شهور 
اومأ آسر برأسه موافقاً و لم يعلق فأبتسمت اسيل و هي تشرد بعيداً

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

بعد فتره صعدت اسيل و بعثت رساله لرامي تقول فيها : استاذ رامي .....آسر اخويا وافق اني اسافر معاك ....تقدر تبدأ في الاجرائات 
لم تمر دقيقه و رد عليها رامي برساله يقول فيها : تمام يا اسيل ..... هعرف صاحبي انك وافقتي 
ردت اسيل قائله : ماشي .....بس هو السفر هيكون امتي ؟ 
رد رامي قائلاً : بعد اسبوعين 
تفاجأت اسيل من هذا الميعاد لكنها كتبت له رساله تقول فيها : ماشي 
ثم أغلقت الهاتف و هي تضعه بجانبها علي المنضده الصغيره المجاوره للفراش و هي تشعر بأعياء و تعب شديد فأستلقت علي الفراش و هي تغمض عينيها بأجهاد و ما إلا ثواني و غطت في ثبات نوم عميق 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في هذه الاثناء دلف مازن غرفة نومه لكنه عقد حاجبيه بأستغراب و هو يري كنزي تجلس في منتصف الفراش و ساقيها من اسفلها و تنحني بجذعها للأمام و علي ما يبدو انها تبكي 
هرول مازن نحوها بسرعه حتي جلس بجانبها فسارع بضمها اليه و هو يلف ذراعيه حولها بحنان قائلاً : حبيبتي مالك في ايه 
لم ترد عليه بل اخذت تبكي بشده فقال بتوجس : في ايه ...الكيكه اتحرقت تاني ؟
نفت برأسها و هي تشهق باكيه بقوه فهتف مازن بقلق : طب في ايه ...... انتي تعبانه طيب ؟ 
أومأت برأسها و هي تبكي بشده ثم عادت و احاطت بطنها مره اخري تفحصها مازن بتمعن و بعد ان رأي هذه الحركه فهم ما بها
فربت علي ظهرها بحنان قائلاً : طب ....طب انتي تعبانه اوي يعني اوديكي لدكتور 
نفت برأسها و هي تغمض عينيها بقوه و الدموع تنساب من زواية عينيها فشدد مازن من احتضانها اكثر و هو يهدهدها بحنان و رفق لكنه توقف فجأه حين قالت كنزي بصوت خافت من بين شهقاتها : طب انا كده مش حامل 
عقد حاجبيه بأستغراب و عدم فهم ثم قال ليتأكد مما سمعه : ايه ؟ 
هتفت كنزي بحزن شديد : انا كده مش حامل يا مازن
ثم انفجرت باكيه مره اخري استغرق الامر عدة ثواني لدي مازن حتي يفهم و ما إن استوعب ما قالته عقد حاجبيه بعبوس و هو يقول : طب و ايه المشكله 
هتفت كنزي بحرقه و بكاء شديد لا داع له : كنت عايزه ابئي حامل زي شهد و سهيله الاتنين حملوا بسرعه 
ازدادت تعقيدات حاجبي مازن اكثر و كأنه لم يفهما لكنه قرر ان يعاملها برفق و رقه فأخفض رأسه عليها مبتسماً بحنان و هو يقوم بمسح دموعها قائلاً : يا حبيبتي مش لازم .....بس بئي بطلي عياط 
لكنها لم تتوقف فضمت بطنها اكثر و هي تنحني للأمام تبكي بشده في الحقيقه هي تبكي من شدة ألم معدتها و خيبة املها في أمر الحمل لكن الوجع كان اكثر فرفعها مازن بين ذراعيه و وضعها برفق مره اخري علي الفراش لكن جعلها تفرد ساقيها ثم قام بتغطية خصرها جيداً و استقام واقفاً قائلاً بحنان : هروح اعملك حاجه سخنه تشربيها ....هتريحك 
غطت وجهها بكفيها و هي تبكي بشده فتركها مازن علي مضض و هو يعد لها مشروب ساخن 

بعد مرور عدة دقائق دلف مازن و هو يحمل بيديه كوب من زجاج تتصاعد منه الابخره ثم جلس بجانبها فأعتدلت كنزي جالسه بجانبه و هي تستند بظهرها علي صدره فأعطاها مازن الكوب قائلاً برقه و هو يداعب شعرها : امسكي يا حبيبتي 
اخذته كنزي فأحاط خصرها بذراعيه و بدأ يدلك لها بطنها برفق .......تسألت كنزي في نفسها رغم بكاؤها و حزنها لكن شيئاً ما لفت انتباهها ....من اين عرف مازن تلك الامور ....من اين عرف ان المشروب الساخن سيجعلها افضل و لا تتألم 
رغم بكاؤها و عينيها الدامعه احمرت وجنتيها أحمرار قانٍ 
لكنها اخفضت رأسها حتي لا يراها في المرآه و بدأت ترتشف من الكوب اما مازن فكان يتابع عمله بأستمرار و لم يتوقف حتي انها شعرت بالراحه بالفعل و ما إن أنهت الكوب اخذه منها مازن و هو يضعه بجانبه قائلاً لها بحنان : نامي يا حبيبتي 
لا لم تستلقي بل التفتت اليه و وضعت رأسها علي صدرها مغمضه عينيها براحه ثم قالت بخفوت خجول : لا انا عايزه انام كده 
ضحك مازن ثم قال بأستسلام : ماشي 
اغمضت عينيها اكثر و هي تشعر بأن الألم قد زال تماماً تحت ملمس يديه الذي لم تتوقف لحظه و هو يدلك لها بطنها الصغيره حتي غفت علي صدره و قد زال الألم فأنزلق مازن اسفل الفراش و هي مازالت علي صدره ثم اخذ يبعث بيده الاخري في شعرها حتي ذهب في ثبات نوم عميق هو الاخر بعد تفكير طويل بما تفوهت به كنزي عن الحمل 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،____________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

و حين دقت الساعه الثالثه فجراً كالعاده صعد كريم غرفة اسيل و هو يتمني ان تكون نائمه ولا تشعر به و بالفعل كانت نائمه و لا تشعر بأي شئ مما يدور من حولها 
أخذ يقترب من الفراش ببطئ و حذر حتي جلس بخفه بجانبها و هو يتأملها و يتأمل ملامحها المسترخيه بنعومه تأملها فقط يحسن من اشتياقه المجنون له و يشعره ايضاً بأمل ضعيف علي الحصول علي قلبها مره اخري لكنه بالتأكيد أمل واهي وهي لا تريد النظر في وجهه من الاساس
تنهد كريم بخفوت ليخرج الغضب الذي تأجج في صدره لكن توقفت انفاسه حين سمعها و هي تهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومه و هي تتململ في الفراش بأنزعاج 
عقد كريم حاجبيه بأستغراب و هو يشعر أنها مريضه فقام بوضع يديه علي جبهتها و كما توقع تماماً وجد جبهتها تشتعل سخونه
اتسعت عينيه بصدمه و خوف و هو يهب واقفاً بسرعه ثم اخذ يدور حول نفسه في الغرفه لا يعرف ماذا يفعل حتي وقعت عينيه علي ثلاجتها الصغيره الموضوعه في احد اركان الغرفه فهرول اليها بسرعه و هو يأخذ منها ماء بارد ثم اتجه بسرعه لخزانة ملابسها و اخذ اول شئ رأته عينيه ثم عاد بسرعه لاسيل الذي تهمهم بكلمات غير مفهومه لكنه توقف قبل ان يفعل اي شئ و هو يحتاج الي صحن او شيئاً ما ليضع في الماء البارد نظر حوله مره اخري لكنه لم يجد فأتجه لباب الغرفه بتردد لكن همهامتا هي الذي دفعته للخارج يهبط الدرج بسرعه و هو لا يكاد يري كف يده من شدة الظلام لكنه علي حسب ما يتذكر اتجه للمطبخ علي حسب ذاكرته و ما إن وصل اليه لم يفتح الضوء و قام بأنارة هاتفه بسرعه و هو يبحث علي ما يريد حتي اخذه و اغلق انارة هاتفه ثم اتجه للدرج بحذ و بطئ لكن عينيه القويتين استطاعت ان تري شبح احد يهبط الدرج من الأعلي فهرول بسرعه خلف الدرج ليختبئ و هو يحبس انفاسه بقوه جباره حتي رأي إيمان تسير نحو المطبخ ببطئ و اجهاد فزفر بأرتياح و هو يحمد ربه انه قد خرج منه للتو ثم سارع بصعود الدرج بسرعه قبل ان يراه احد حتي وصل لغرفتها فأغلق الباب و اوصده من الداخل ثم هرول اليها بسرعه و هو يجلس بجانبها علي الفراش و يقوم بسكب الماء في الصحن الكبير ثم اخذ يضع في الماء هذه المنشفه الصغيره الذي ألتقطتها من خزانة ملابسها و ما إن تبللت بالماء رفعها كريم و وضعها علي جبهة اسيل
و ظل هكذا لمدة ساعه كامله يرفع المنشفه و يبللها بالماء ثم يضعها علي جبهتها مره اخري و هي تهمهم بعدة كلمات غير واضحه لكنه استطاع ألتقاط اسمه من هذه الكلمات و ليتأكد جيداً ارهف اسمع فوجدها تهمس بأسمه و هي غير واعيه لما يحدث حولها تماماً .....ابتسم كريم بحزن و هو يتمني ان يلين عقلها الحديدي هذا و تسامحه لكن ما باليد حيله لم ييأس ابداً و سيظل خلفها و ظل هكذا حتي انخفضت درجة حرارتها اخيراً 
فلملم كريم كل هذه الاشياء و نهض بدون ان يزيح المنشفه من علي رأسها و وضعهم علي المنضده ثم اخذ المقعد الموضوع امام المرآه و وضعه بجانب الفراش وجلس عليه و قد قرر انه سيبقي معها حتي تستيقظ ليعتني بها إذا حدث لها شئ او ارتفعت درجة حرارتها مره اخري
كاد ان يغمض عينيه ليرتاح علي المقعد قليلاً لكن استمع صوت رنين هاتفها يعلن عن وصول رساله للتو فاخذه بسرعه و هو ينظر اليه بأستغراب لكنه فتحه و قرأ اسم المرسل فأتسعت عينيه بغضب شديد و هي تتوهج بوميض مخيف يجمد الدم في العروق لم يفكر ثانيه و هو يفتحه فوجد رامي يتسائل قائلاً : معاكي جواز سفر يا اسيل 
اسيل .........اسيل ....ينطق اسمها مجرداً الحقير .....لكن اي جواز سفر يتكلم عنه ....لم يفهم شئ فأخذ يقرأ المحادثه كامله و عينيه تتسع و تتسع و هي تكاد ان تخرج من محجرتهما و هو يلتهم الكلام بعينيه بجنون و غضبه الاعمي يتصاعد و يتصاعد حد الانفجار .....صدره يتهدج بسرعه و هذه تعد علامات انفجاره .......ستسفار معه ...... و الي اين؟ ....و كيف سمح لها آسر؟ ......و كيف ستسافر و هي مريضه ؟
عدة اسئله اخذت تدور في عقله و قد طار النوم من عينيه و هو ينظر الي وجهها الملائكي الهادئ بصدمه و ذهول و عدم تصديق .....كانت ستسافر بدون علمه .....كانت ستضيع منه مره اخري 
خفق قلبه برعب و خوف من فكرة ابعادها عنه فزفر بقوه و هو يقسم انها لم تبتعد عنه ابداً بعد هذا اليوم ......فهذه المحادثه دفعته علي شئ كان يتلهف علي فعله منذ عدة اسابيع لكن بعد هذه المحادثه اللعينه سيفعل ما بعقله و لم يندم لحظه ....فهذه اخر محاوله معها 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،_______________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

و عندما أشرقت شمس نور الصباح أستمع كريم طرق علي باب الغرفه و يليه صوت والدته تقول : اسيل ....يا اسيل افتحي يا حبيبتي 
توتر كريم قليلاً لكن رغماً عنه اشتاق لصوت والدته الذي لم يراها منذ مده طويله لكنه غير قادراً علي رؤيتها الأن عاد صوت امه و هو تقول بأستغراب و هي تحاول فتح الباب : يا اسيل .....افتحي الباب انتي قافلاه ليه 
اقترب كريم من اسيل بحذر و هو يهزها برفق هامساً في اذنيها : اسيل ....اسيل ...اصحي 
فتحت اسيل عينيها فرأت كل شئ امامها غير واضحاً لكن رائحة عطره الذكوري ذقمت انفها فأدركت انه هنا فشهقت بقوه لكنه سارع بتغطية فمها و هو يهمس بغضب : ردي 
عاد صوت والدته و هي تقول بقلق : اسيل ....انتي كويسه يا بنتي 
حدقها كريم بتحذير فهتفت بصعوبه ما ان وجدت صوتها و هي تنظر لعينيه المخيفه الذي جمدت الدم في عروقها : ايوه يا طنط انا كويسه 
استمع الاثنان لصوت تنهيدتها المرتاحه ثم عقبت قائله بأستغراب : انتي قافله الباب بالمفتاح ليه 
ردت اسيل بتوتر و نبره مرتجفه خائفه من مظهره الهمجي الضخم : مفيش يا طنط ......هجهز و انزل افطر معاكو 
ردت والدة كريم : طيب متتأخريش 
ردت اسيل قائله : حاضر 
و ما إن استمع أبتعاد خطوات امه نهض من فوقها بعنف و هو يستدير عنها بغضب و هو ينظر من الشرفه شارداً 
اعتدلت اسيل جالسه علي الفراش بسرعه و قد تملكها الغضب لكن قبل ان تتفوه بكلمه وجدت منشفه صغيره تقع من علي رأسها فألتقطها و هي تتحسسها و ما إن نظرت امامها وجدت صحن و ماء فعقدت حاجبيها بأستغراب و هي تنهض من الفراش قائله بأستغراب : ايه ده 
رد كريم بجفاء دون ان ينظر اليها : كنتي سخنه امبارح بليل 
شهقت اسيل بصدمه و هي تهتف بعدم تصديق و توتر : انت هنا من امبارح بليل 
ظل صامتاً و لم يرد عليها لكن ما إن رد عليها أستدار نحوها بعنف اجفلها و أمسك رسغها يعتصره بقبضته هامساً بغضب مخيف دب في اوصالها الرعب و كأنه يتحول الي شخص أخر مرعب : هتسافري فين يا اسيل 
اتسعت عينيها بصدمه و قد عُقد لسانها و سؤال واحد يتردد في عقلها من اين عرف بأمر السفر ؟
فخرج تفكيرها علي لسانها و هي تقول بدون تفكير : عرفت منين 
اندفع كريم نحوها لا ليس نحوها بل اتجه عليها ليأخذ الهاتف من جانبها ثم فتحه علي الرسائل الذي بينها و بين رامي و رفع الهاتف امام عينيها هاتفاً بغضب : عرفت من هنا ......الاستاذ باعتلك رساله الساعه ثلاثه الفجر......
ثم تحولت نبرته من الغضب للسخريه و هو يقول : باين انكو متعودين تتكلموا في الاوقات اللي زي ديه 
للمره الثانيه يطعنها في قلبها بخنجر حاد لعدم ثقته بها فأغمضت عينيها متأوهه و قد شعرت بشئ قاسي ضرب قلبها بدون رحمه........ لكن شئ واحد لفت انتباها فسألت نفسها لماذا هي حزينه ....لا يوجد شئ اختلف فيه لتحزن عليه و ماذا تنتظر منه فهذا شخص مذبذب بالفطره صمت كريم تماماً و هو يدرك ما قاله فأغمض عينيه ندماً لكنه فتحهما مره اخري قائلاً بتقطع و هو يراها صامته جامدة الملامح تنظر اليه بجرأه و دون خوف : اسيل .....انا...
قاطعته اسيل بقسوه و هي تأخذ الهاتف منه بعنف : يلا امشي ....
قاطعها كريم بغضب : مش همشي قبل ما تفهميني كل حاجه بتحصل من وره ضهري 
أبتسمت ببرود و هي تقول : اقولك بأمارة ايه 
اندفع كريم نحوها حتي ألتصق بها فأمسكها من ذراعيها بقوه و هو يصيح في وجهها حتي انه لا يهمه اذا خرج صوته للخارج ام لا : عايزه تعرفي بأمراة ايه .......بأمارة اني جوزك ...جوزك ....و هفضل اقولك الكلمه دي لحد اخر يوم في عمري انا جوزك و انتي مراتي .....انا قدرك و انتي قدري يا اسيل فاهمه  
صرخت اسيل بصوت عالي حتي وصل للجميع في الخارج و هي تقول بهيستريه : و انا بكرهك ....و الكلمه دي بتخنقني .....بكرهك يا كريم .....بكرهااااااااااك 
بعد هذه الصرخه العاليه بكلمة (اكرهك) انتفض الجميع في الاسفل و هو يركضون بسرعه للأعلي لكن تسمر الجميع مكانه و أولهم آسر حين سمعوا كريم يصرخ بصوته الجهوري المرعب و صوت أشياء تتحطم : بردو هتفضلي مراتي و لحد اخر يوم في عمري يا اسيل .....و مش هتسافري في اي مكان و هتشوفي 
كانت اسيل تبتعد عنه برعب و هي تراه يركل المقعد بغصب و همجيه حتي تكسرت اقدامه و هو يتحول الي شخص مرعب فأخذت تبتعد عنه و هي جاحظة العينين برعب و قلبها سيتوقف في اي لحظه من شدة الرعب و مع تواصل صراخه رفعت كلتا يدها علي اذنيها و بدأت تصرخ هي الاخري برعب و تصرخ و تصرخ و جسدها بأكمله ينتفض حتي اصبح متشنجاً من شَدة أعصابها حينها انتبه اليها كريم و قد استفاق من نوبة غضبه المجنونه و هو يراها تنهار و تكاد تموت رعباً منه اتسعت عينيه بصدمه لكن قبل ان يتجه نحوها وجد باب الغرفه ينفتح و آسر و زياد يدلفون و خلفهم الجميع مصدوماً من تواجد كريم هنا 
نظر آسر الي اسيل المتقوقعه علي نفسها و تصرخ و تهذي برعب علي احد اركان الغرفه فأندفع نحو كريم و قد تضاعف غضبه اضعافاً مضعفه صارخاً بوحشيه : و الله لوريك يابن ال*** 
كاد ان يلكمه لكن امسك كريم يده هذه المره و هو يصيح بغضب و شجاعه : لا يا آسر .....لا مش كل ما تشوفني تضربني و انا اسكتلك .....لكن المره دي لا ....انا معملتش حاجه غلط انا جاي اشوف مراتي 
قبل عدة ثواني كانت قد ركضت والدته الي اسيل تضمها الي صدرها بقوه و هي تحاول ان تهدأ من روعها لكنها لم تستطيع بل فجأه وقعت اسيل مغشياً عليها بدون اي مقدمات فصرخت سهيله بصدمه و امها تحاول منع اسيل من السقوط ارضاً و هي تصرخ ايضاً 
تسمر كريم مكانه و هو يراها تقع من بين ايديهم و الجميع يصرخ بذعر و رعب فوجد آسر يتركه و يركض بسرعه الي اسيل يحملها بين ذراعيه ثم يتجه بها للفراش حتي وضعها برفق فتجمع الجميع حول الفراش فلم يستطيع رؤيتها
اخذ يصفعها آسر برفق علي وجهها و هو يقول بقلق و خوف : اسيل حبيبتي ....سمعاني 
لم ترد بل كانت كالجثه الهامده شاحبة الوجه و شفتيها تلونت بالزراق 
سارع آسر بأمساك رسغها و هو يضغط عليه بأبهامته ليري ضربات قلبها فوجدها ضعيفه فهتف بقلق : نبضات قلبها ضعيفه 
ثم التفت خلفه ليبحث عن اي شئ يجعلها تفوق لكن وقعت عينيه علي كريم الذي يقف خلف الجميع و معلق نظره علي اسيل بضياع و الندم ظاهراً في عينيه و شحوب وجهها ايضاً حينها هب آسر واقفاً و هو يصيح بغضب : انت لسه واقف هنا .....اطلع بره 
ظل كريم واقفاً كما هو و هو معلق نظره علي اسيل بضياع و كأنه طفل صغير فقد أمه ....بالفعل في هذه اللحظه كان بالفعل طفل ........ فمن ينظر في عينيه و يري هذه النظره يتأكد انه بداخله طفل خائف مذعور من فقد امه .....كان كالصنم تماماً لكن الذي يفرقه عن الاصنام هو النفس الذي يتردد في صدره 
ما إن وجده آسر لم يتزحزح اندفع نحوه و هو ينوي ضربه لكن سارع زياد بالوقوف بينهم و هو يصيح : اهدي يا آسر اهدي ....انا هاخده 
قبل ان يتكلم آسر ظهرت شهد بجانب زياد و هي تدفع اسر للخلف قائله بقلق : سيبه يا آسر ارجوك و حاول تفوق اسيل 
ثم اعطته احد زجاجات العطر فلم يتزحزح فدفعته مره اخري و هي توزع نظرها بينهم بغضب فعاد آسر الي اسيل و هو يحاول ان تجعلها تفيق اما زياد فقد جذب كريم من ذراعه الذي مازال معلق نظره علي اسيل و زياد يجره و كأنه يعيش في عالم أخر مثلها تماماً 
فجذبه زياد مره اهري بقوه خارج الغرفه قائلاً بحنق : اطلع يا كريم انت مالك واقف كده ليه 
و قبل ان يخرجوا تماماً رأي زياد سهيله و هي تجلس علي احد المقاعد و هي تحاوط بطنها بذراعها و منفجره في البكاء 
فعقد حاجبيه بضيق و هو يسحب كريم خارج الغرفه 
و ما إن خرجوا دفعه زياد للدرج لينزله و هو معه قائلاً : انزل يا كريم ...انزل 
هبط كريم الدرج و رقبته مرفوعه للأعلي و هو يرفض تركها و لو بعينيه حتي وصل الي باب البيت ففتحه زياد قائلاً بهدوء : امشي دلوقتي يا كريم 
نظر كريم مره اخري للأعلي ثم خرج لكن قبل ان يغلق زياد الباب التفت اليه كريم و تشبث بيده قائلاً بتصميم و رجاء : زياد ......انا مش همشي من هنا غير لما اسيل تفوق 
رد زياد بحنق : يا كريم امشي دلوقتي عشان خاطري كفايه مشاكل 
سارع كريم بالقول بصدق يثير الشفقه : متقلقش هقف هنا و مش هعمل اي حاجه و اول ما تفوق انا همشي 
تنهد زياد ثم قال علي مضض و هو يحذره قائلاً : ماشي ....بس متعملش اي حاجه لحد ما ارجعلك 
أومأ كريم برأسه بسرعه فتركه زياد و صعد بعد ان اغلق الباب و ما إن دلف الغرفه لم تكن اسيل فاقت بعد فأقترب من سهيله الذي يبدو عليها التعب الشديد و جلس ارضاً علي ركبتيه بجانب مقعدها ثم هتف بقلق : حبيبتي انتي كويسه 
اومأت سهيله برأسها فنهض زياد علي مضض و هو يقترب من فراش اسيل الذي لم تستفيق بعد  

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،________________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

بعد مرور نصف ساعه مرت علي كريم نصف عام و هو يكاد يجن .....كل هذا الوقت يحاولون أفاقتها كاد ان يستسلم لجنونه و يصعد من الشرفه مجدداً لكن اوقفه فتح الباب و زياد يخرج منه فهرول نحوه بسرعه و هو يسأله بلهفه قائلاً : ايه فاقت ؟ 
أومأ زياد برأسه قائلاً بهدوء : ايوه .....يلا بئي امشي 
اقترب منه كريم و ربت علي كتفه بكلتا يديه قائلاً بأمتنان شديد : شكراً يا زياد .....انا متشكر جداً بجد 
أومأ زياد برأسه ببساطه قائلاً : العفو 
تركه كريم و ابتعد و هو ينظر لشرفتها فوجد سهيله واقفه و تبكي بشده و هي تنظر اليه فأبتسم لها بحنان رغماً عنه و هو ينظر اليها بأشتياق ....مشتاق لطفلته الصغيره فأبتسمت سهيله من بين دموعها و لوحت له بيدها كالطفله الصغيره فلوح لها بيده هو الاخر و هو يبتسم لها برقه ليطمئنها ثم استدار عنها و اتجه لسيارته منطلقاً بها نحو وجهته

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لم تذهب اسيل لعملها لمدة يومين بسبب عدم قدرتها علي الخروج من البيت فقد كانت ضعيفه و هشه للغايه لكن آسر و الجميع لم يتركوها بل اعتنوا بها و كلاً منهم كان يحافظ علي مواعيد دوائها بأنتظام ماعدا سهيله الذي لم تحاول التدخل بل لا تريد ان تدخل او تتكلم مع اسيل من الاساس .........يهاجمها شعور بالغضب الشديد نحوها لما تسببت له لأخيها لكنها تخفي هذا الغضب بمهاره و هي تتجنبها تماماً لكن نار الغضب لم تهدأ في صدرها 
و اليوم الذي ذهبت فيه اسيل للعمل حدث شئ غير متوقع نهائياً و هو قدوم رؤي اليها 
حينها كانت اسيل تجلس في مكتبها و بابه مفتوح و هي تستند بظهرها للمقعد و تلقي رأسها للخلف و تضع اصبعها اعلي انفها و تغمض عينيها و تتنهد بتعب لكنها شعرت بخطوات مرتجفه متردده تقترب منها ففتحت عينيها بسرعه و هي تظن انه كريم لكن ما إن التفتت برأسها نحو الباب تسمرت مكانها و قد توقفت انفاسها لوهله و هي تنظر اليها بصدمه جاحظة العينين بعدم تصديق فأخذت تنهض ببطئ شديد و هي تحدق فيها بذهول .......انها ليست رؤي بل شبحها علي ما يبدو .......اين وجهها .....لقد اختفي من شدة النحافه و عينيها الذي يحاوطها الهالات السوداء من جميع الجهات جسدها الهزيل الضعيف الذي لو دفعتها برفق ستقع ارضاً من شدة ضعفه و شعرها الذي تعقده بأهمال خلف ظهرها و هو يبدو مشعثاً و قد فقد بريقه اللامع 
همست رؤي أسمها بأشتياق و هي تتفحصها بدقه و كأنها عثرت علي كنز 
أنتشلتها رؤي بسبب هذه الهمسه فأستقامت اسيل واقفه و هي تصلب ظهرها بكبرياء ......الفرق بينهم شتان .....شتان بين الاثنان فآسيل تقف امامها بهيبةٍ و وقار اما رؤي فكانت تقف امامها منهزمه بضعف و نظراتها منكسره لكنها قاومت خوف قلبها و رفعت نظرها الي اسيل و هي تهمس بنبره متألمه : اسيل 
أحتدت عين الاخري بغضب شرس و هي تنحني عليها و تهمس بلهجه تحذيريه مخيفه بها بعض السخريه جعلت رؤي تنتفض خوفاً و هي تغمض عينيها بقوه : نعم يا صاحبتي
ظلت اسيل منتظره ان تتكلم لعدة ثواني حتي همست رؤي بتخاذل و خوف حقيقي : اسيل .....انا ....انا
قاطعتها اسيل بقسوه و هي تشير للباب : انتي هتطلعي بره حالاً
هبطت دموعها علي وجنتيها بسرعه و هي تسارع بالقول من بين بكاؤها : ارجوكي يا اسيل ....انا ....
قاطعتها اسيل مره اخري صارخه بغضب و قسوه : قولتلك اطلعي بره .....انا مش عايزه اشوف وشك 
انحنت رؤي بجزعها و هي تأخذ يد اسيل لتقبلها و هي تقول ببكاء شديد يثير الشفقه : ارجوكي ......ارجوكي اسمعيني
سحبت اسيل يدها بسرعه و هي تحذرها بحده قائله : بس ...اسكتي 
صمتت رؤي بالفعل و هي تمسح دموعها ثم سارعت بالأقتراب من اسيل و هي تتمسك بيدها لتستعطفها و هي تقول بصدق : انا اسفه اقسم بالله اسفه ......انا غلطت غلطه وحشه اوي في حقك .....بس انا ندمانه ندمانه علي كل حاجه عملتها ......انا استاهل كل اللي حصلي انتي متعرفيش اللي حصلي من بعدك ...انا....
حينها انفجر غضب اسيل و هي تنفض يدها من كفيها و تغرز اصابعها في لحم ذراع رؤي و تهزها بعنف صارخه : و انتي كمان متعرفيش اللي حصلي من بعد اللي هببتيه انتي و القذره صاحبتك......انا حياتي ادمرت .......بعدتوني عن اقرب انسان ليا .....بعدتوني عن اهلي و عيشتي ........و بعد كل ده مخلصش الموضوع علي كده لا ..... ده انا كمان جالي ضعف في عضلة قلبي

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،________________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،

حينها كان كريم يخرج من المصعد متجهاً لمكتب رامي لم ينوي علي ضربه او المشجاره معه كان ينوي ان يحذره لكن في طريقه اليه استمع لصريخ اسيل يخرج من مكتبها و يصحبه صوت بكاء فعقد حاجبيه بأستغراب و هو يظن انها لم تأتي اليوم أيضاً لكنه تأكد حين سمع صوتها مره اخري فهرول الي مكتبها بسرعه و لهفه و هو يريد ان يعرف لماذا تصرخ بغضب شديد هكذا لكن ما إن وقف علي عتبة الباب تسمر مكانه و عينيه متسعه بصدمه لكن الصدمه لم تدم كثيراً بل توحشت عينيه بغضب اعمي و هو يتجه نحوهم ببطئ و عينيه مثبتتان علي رؤي تكاد ان تحرقها 
حينها شعرت رؤي بشئ ضخم يقترب من خلفها فنظرت لاسيل وجدت عينيها متسعتان و بهم بعض الخوف 
بالفعل كانت خائفه بل مذعوره و هي تري هيئته الهمجيه و عينيه المرعبه اللذي تتوهج بنار زرقاء 
ألتفتت رؤي ببطئ لكنها صعقت ما إن رأته امامها و بهيئته المرعبه هذه فهربت الدماء من وجهها و قلبها اخذ يخفق بعنف يكاد ان يتوقف في اي لحظه من شدة الرعب حتي ساقيها اصبحت ملتصقه في بالأرض 
و فجأه صرخت الفتاتين برعب حين أمسك كريم رؤي من ذراعيها بقسوه ثم اخذ يسحبها خلفه بدون ان ينطق بكلمه واحده فأخذت تبكي و هي تحاول ان تنقذ ذراعها من قبضته القاسيه و اسيل تقف متسعة العينين بذهول و كأن عقلها قد توقف لكن ما إن رأته يخرج بها خارج المكتب أحتدت عينيها بشراسه مفاجأه و هي تركض خلفهم حتي ألتقطت ذراع رؤي و جذبتها اليها بقوة رجل غريبه عليها ثم سحبتها خلفها و هي تواجه غضب كريم بشجاعه شديده اثارت اعجابه لكنه لم ينتظر و صرخ في وجهها بتحذير قائلاً : ابعدي عنها يا اسيل 
رفعت اسيل حاجبيها بأستهجان واضح و لم تتزحزح من مكانها فزم كريم شفتيه بغضب شديد و أخذ يضم شفاه علي بعضهم بشكل مخيف حتي لا يتفوه بما لا يناسب انهم فتيات فبدون كلام حاول ان يمسك رؤي من ذراعيها فصرخت رؤي بخوف و هي تتشبث بملابس اسيل و هي تهتف برعب : لا ....لا ارجوك 
حينها دفعته اسيل من صدره بقوه ارجعته عدة خطوات للخلف فأقتربت هي منه و هي تضرب علي صدره الصلب مرتين قائله بجرأه : انت فاكر نفسك ايه ..........انت هتمد ايدك عليها ولا ايه
اتسعت عين كريم بذهول و هو يصيح بغضب : انتي بدافعي عنها ......دي دمرت حياتك 
فقدت عقلها في هذه اللحظه و هي تصرخ في وجهه بعنف : ملكش دعوه .....ملكش دعوه بأي حاجه تخصني .... حياتي انا اللي اتدمرت ....مش حياتك انت
توحشت عينيه بجنون و غضب و هو يمسكها من كتفيها يعصر ذراعيها بين قبضته صارخاً : لا ....حياتي انا كمان اتدمرت ....بسببها ... 
قاطعته اسيل بحده جعلته يصمت : لا مش بسببها لوحدها ......انت كمان كنت مشترك معاها
ثم ألقت عليه نظره دونيه و عادت الي رؤئ الذي تقف خلفها تدفن وجهها بين كفيها و تبكي بحرقه و ندم لكن لم تهتم اسيل لبكاؤها و قامت بجذبها من رسغها و جرتها خلفها بعنف خارج المكتب فهتفت رؤي بتوسل و هي تحاول ملاحقة خطواتها : ارجوكي يا اسيل اسمعيني ......ارجوكي انا اسفه سامحيني ....انا....
لم تستمع اسيل اي مما قالته و ظلت تجرها خلفها و كريم خلفهم يراقبها و يراقب صلبيتها و قسوتها في التعامل حتي وجدها تفتح باب المصعد بعنف و تلقي رؤي بداخله و هي تقول بهمس محذره : مشوفش وشك هنا تاني 
فأقتربت منها رؤي هاتفه ببكاء شديد : عشان خاطري اسمعيني انا .....
قاطعتها اسيل بقسوه و هي تضغط علي احد ازرار المصعد قائله بصلابه : انتي ملكيش خاطر عندي 
ثم سارعت بغلق الباب في وجهها فهبط المصعد 
ألتفتت اسيل عائده لمكتبها و هي تنفض شعرها بثقه وكأن شيئاٌ لم يكن تحت نظرات كريم الواجمه و كأنه ينظر الي شخصيه اخري متحجرة القلب و ليس لديها قلب  
و قبل ان يتجه خلفها كانت صفعت الباب في وجهه و أوسدته من الداخل و كريم يقف في الخارج متسع العينين بذهول و صدمه 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،__________________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في الداخل جلست اسيل علي مقعدها و هي تضع كلتا يدها علي شفتيها لتكتم شهقاتها حتي لا يسمعها كريم و دموعها تنساب علي وجنتيها بغزاره في صمت تام

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،______________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

و مضت الايام و لم يحاول كريم الاقتراب منها مجدداً حتي جاء يوم السفر 
       ( في المطار ) 
كان رامي يحتضن شقيقته ليودعها و يداعب فرح الصغيره و قام بمصافحة زوج شقيقته اما اسيل فكانت تحتضن جدتها بقوه و جدتها تبكي بشده و تتوسلها ان تبقي فردت اسيل بحنان و هي تقبلها علي جبينها : مش هتأخر يا حبيبتي ان شاء الله 
جذبتها جدتها لحضنها مره اخري قائله ببكار شديد : تروحي و ترجعي بالسلامه يا حبيبتي 
مسحت اسيل دمعه فرت من عينيها بسرعه و هي تعتدل واقفه قائله بحنان : يارب 
و بعد ان انتهت من مصافحة الجميع ألتفتت الي اخيها آسر الذي يقف يراقب هذا العناق بحزن لا ليس حزن انها كلمه صغيره علي ما يشعر به الآن لكنه فتح ذراعيه اليها رغماً عنه مبتسماً بحنان فأرتمت اسيل علي صدره و قد رمت قناع التماسك و انفجرت باكيه و هي تدفن وجهها في صدره فلف آسر ذراعيه حولها و أخفض رأسه و هو يضع قبله صغيره علي شعرها فهتفت اسيل من بين بكاؤها : هتوحشني اوي يا آسر 
رد آسر بحنان و الاختناق و الحزن واضحاً في نبرة صوته : و انتي كمان يا حبيبتي ....خلي بالك من نفسك و انتظمي علي مواعيد الدواء
أومأت برأسها موافقه ثم ارتفعت علي اطراف اصابعها و قبلته علي وجنتيه فربت اسر علي ظهرها بحنان 
اتجهت اسيل الي شهد الذي تنظر اليها بأعين دامعه و احتضنتها بشده ثم حملت يزيد بين ذراعيها و اخذت تهدهده بحنان و الصغير ينظر اليها متسع العينين ببراءه صامتاً فأنحنت برأسها و وضعت قبله حانيه علي وجنتيه ثم أعطته لشهد و نظرت للجميع و قالت بصعوبه بعد ان اخرجت من صدرها تنهيده قويه و هي تتمسك بحقيبتها : مع السلامه يا جماعه
اسبل الجميع جفونهم بحزن فزفرت اسيل بألم ثم استدارت عنهم متجهه الي رامي الذي يقف ينتظرها فلوحت لشقيقته سريعاً و هي تقترب من رامي فقد احتضنتها و ودعتها سابقاً 
اخذ منها رامي الحقيبه ما إن رأها تقترب ثم سألها بخفوت و هو يتفحص ملامحها الحزينه : جاهزه ؟ 
نظرت اسيل حولها و هي تبحث عنه ......تتدقق النظر في اوجه الناس بدقه لكنها لم تجده فأخرجت تنهيده عميقه من صدرها و هي تعاود النظر الي رامي ثم أبتسمت بتوتر و هي تقول بأستسلام : ايوه 
فرد رامي بهدوء قائلاً : يلا 
ثم تقدمها بعدة خطوات نحو البوابه الذين يضعون فيها جوازات السفر و يصعدوا للطائره فألتفتت اسيل الي عائلتها الواقفه و كل منهم ينظر اليها بحزن و منهم من الدموع تلتمع في اعينهم فرفعت كفيها و لوحت لهم ببطئ و هي تبتسم بألم و حزن فلوح لها الجميع و منهم من يبكي و منهم متماسك فأستدارت اسيل مره اخري و هي تتبع رامي لكن و قبل ان تتقدم خطوه واحده استمعت لصوت عالي من خلفها يهتف بأسمها و هو صوت جميل الاقرب الي قلبها فأستدارت بسرعه و هي متسعة العينين بذهول و سعاده ثم جثت علي ركبتيها لتلتقط حازم في حضنها الذي ارتمي علي صدرها بقوه و هو يحتضنها بشده فنهضت اسيل به و هي تحمله بين ذراعيها فهتف حازم ببكاء طفولي بريئ : متسافريش يا ايسو .....انتي هتوحشيني اوي 
ربتت اسيل علي ظهره بحنان و قالت بنبره مختنقه : و انت كمان يا حبيبي ....متخافش انا هرجع قريب ان شاء الله
أومأ حازم برأسه موافقاً فأنزلته اسيل ارضاً و هي تنظر الي دينا والدته ثم احتضنتها هي الاخري و ودعتها ثم نظرت الي الجميع بأعين دامعه تكاد ان تنفجر من شدة الدموع المتحجره في مقلتيها فسارعت بالأستداره عنهم و هي تهرول نحو رامي و تكتم بكاؤها بأعجوبه و عينيها لم تتوقف عن البحث عنه لكنها لم تجده فأبتسمت بسخريه مريره و هي تتوقع منه ذلك .......بالتأكيد انه كان يحاول ان يجعلها تسامحه لأن ضميره قد استيقظ حين علم انها مظلومه و ليس اكثر من ذلك فقد اعترف لها من قبل انه حتي لو علم انها مظلومه لم يعد يريدها فلماذا هي حزينه الأن !   

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،____________________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

علي متن الطائره 
جلست اسيل علي مقعدها المجاور للنافذه بجانب رامي الذي يراقبها خلسه و هو يراها تغمض عينيها و تشيح بوجهها عنه حتي لا يراها و تنظر من نافذة الطائره رغم ان الطائره لم تتحرك لكنها لا تريد تنظر إلا للظلام الذي يسحبها معه الي اجمل ذكريات حياتها معه .....لكنها كما قالت هي ذكريات و مجرد التفكير بها يؤلمها بلا جدوي فأغمضت عينيها بقوه لتمنع دموعها من الهبوط ......كانت تريد ان تراه للمره الاخيره ......قلبها الاحمق مشتاق اليه كالعاده .....لهذه الدرجه هي ليست مهمه بالنسبه له ....حتي انه لم يقترب منها طوال هذان الاسبوعان الماضيين نهائياً و لهذا السبب توقعت انها لم تراه قبل السفر و هذا ما حدث بالفعل
استمعت اسيل الي صوت مكابح سياره تصرخ بصوت عالي لكنها ظنت انها تتوهم فكيف ستأتي اي سياره الي مكان انطلاق الطائرات 
فكتفت ذراعيها علي صدرها و ظلت مغمضه عينيها كما هي 
لكن و بعد مرور عدة دقائق انتفضت من مكانها بخضه علي اثر صوت رجل صلب قوي لا يقبل النقاش و هو يقول بجديه شديده : حضرتك الانسه اسيل محمد المهدي 
اتسعت عينيها بخضه و قلق و هي تنظر اليه بتوجس لكنها استطاعت ان تومأ برأسها و هي تري امامها ضابط قوي فارع الطول عريض المنكبين بشكل يثير الرجفه في الانسان فأنتفضت مره اخري حين قال بملامح صارمه : طب اتفضلي معانا .....انتي ممنوعه من السفر 
حينها هب رامي واقفاً و هو يقول بغضب : نعم يعني ايه ....و ليه 
نهضت اسيل هي الاخري قائله بأستغراب رغم خوفها : ليه 
رد الضابط و هو يقبض علي رسغها بقبضتيه و يسحبها اليه : متهمه بقضية سرق يا استاذه 
اتسعت عينيها بصدمه لكنه لم يعطيها فرصه لتتكلم و هو يسحبها خلفها بقوه و هو يمسكها جيداً حتي لا تهرب منه و رامي خلفهم يركض و هو يصيح بغضب قائلاً : استني هنا .....استني 
لكن لم يعيره احد اي انتباه حتي خرج الضابط من الطائره و معه اسيل و هو يقف اعلي الدرج الطويل الذي صعدوا منه للطائره فهاجمتها رياح قويه اطارت شعرها للخلف فأغمضت عينيها و ما إن هدأت الرياح فتحت عينيها و نظرت اسفل الدرج فصعقت و شحب وجهها و عينيها اتسعت برعب عندما رأت العديد من الضباط و سيارات الشرطه كثيره تملئ المكان و الضباط يقفون بجانب سيارتهم و علي رأسهم هو .....كريم .....يقف امام الجميع و اسفل الدرج مكتفاً ذراعيه علي صدره مبتسماً لعينيها بثقه و هو يرتدي ملابسه الرسميه و قد حلق ذقنه فأصبح وسيماً اكثر مما هو عليه و بالفعل خطف انفاسها لعدة لحظات لكنها عادت و نظرت الي الضابط بوجوم فسحبها الضابط معه للأسفل و هي تهبط معه بأستسلام غريب و هي تتأمل كل شئ حولها .....كيف حدث هذا و متي 
انتشلها من شرودها صوت الضابط و هو يضرب بقدمه في الارض ثم رفع كفه مفروداً بجانب رأسه هاتفاً بصرامه و احترام : تمام يا فندم 
أومأ له كريم بخفه فأنصرف الضابط و هو يترك اسيل لكن كريم لم ينزل عينيه من عليها أبداً و هو مبتسماً بأنتصار و ثقه وهو ينظر الي عينيها المتضربتين الضائعتين الذين يحتاجون الي الاطمئنان فأقترب منها خطوه و اخذ كلتا يدها بين كفيه قائلاً و هو يبتسم بعذوبه و مرح صارم مصطنع : و دلوقتي يا مدام اسيل ....يا حرم الظابط كريم مالك عز الدين .....انتي مطلوب القبض عليكي و مضطر اخدك معايا 
ثم شدد علي كلتا يدها و هو يجذبها اليه ساحباً ايها معه و هي كالبلهاء تسير خلفه و عقلها المسكين لم يستوعب بعد ما يحدث من حولها فالمنظر الذي تراه الأن أثار في نفسها رهبه جعلت عقلها يتوقف لكنها وجدت من يأخذ يدها بعنف من يد كريم و يدفعها بعيداً و ما إن التفتت وجدته رامي يقف امامها و يمنع كريم من الاقتراب منها 
ظلت واقفه مكانها كالمشلوله لا تعرف ماذا تفعل و هي تري كريم يحاول كبح غضبه فأشار لأحد الضباط و قال له شيئاً فأندفع الضابط نحو رامي يكبله بقوه فصاح رامي بغضب و صوت جهوري : ابعد عني .....سيبني بقولك
لم يستمع له احد بينما اتجه كريم نحو اسيل بخطوات ثابته واثقه و هو يتفحص صدمتها الذي لم تفق منها بعد و أمسك يدها و سحبها معه لكن قبل ان يتجه لسيارته التفت برأسه لرامي الذي يحاول التملص من الضابط و لم يستطيع ثم فجأه رفع كفه و أمسك وجهه بعنف و قد انقلبت عينيه من البرود و الثقه الي غضب حارق و هو يقول بشراسه و من بين اسنانه : عشان تعرف انت بتتحدي مين كويس
ثم ترك وجهه و سحب اسيل معه بقوه فصرخ رامي بغضب : مش هسيبك ....اقسم بالله ما هسيبك 
ثم اخذ يصرخ بأسم اسيل بجنون و ينادي عليها لتفوق من صدمتها و هو يراها تمتثل لأوامره بطاعه غريبه و كأنها منومه مغنطيسياً 
فألتفتت اليه اسيل برأسها و هي تسير مع كريم و هي تنظر اليه بضياع و تشتت يثير الشفقه فصاح و بداخله و لو بأمل بسيط ان تستفيق من صدمتها : فوقي يا اسيل .....فوقي 
لكن كريم ادخلها داخل السياره و اغلق الباب بقوه و هو ينظر الي رامي بتهديد ثم استدار حولها و استقلها هو الاخر و انطلق بها حينها كانت اسيل بداخل السياره تنظر امامها بأعين متسعه لكن صيحة رامي الاخيره الذي أُصدرت منه للتو جعلتها تنظر للخلف و تراه و هو يحاول التملص من الضباط الذين يحاوطونه و يهتف بأسمها بكل ما أوتي من قوه فراقبها كريم خلسه و حذر و هو يراها تعقد حاجبيها و كأنها لم تفهم لكن ما إلا ثواني اتسعت عينيها بذعر و اخذ صدرها يعلو و يهبط برعب و هي تتأمل ما حولها بذعر و قد اخيراً أستوعبت انه قد أخذها عنوة عنها مره اخري.......ادركت انها بمفردها مع الاسد ......ادركت انها مأسوره في عرينه 
صرخت اسيل بصوت عالي اجفل كريم و هي تضربه علي كتفه و صدره بقوه صارخه فيه بعنف و جميع خلايا جسدها تنتفض : وقف العربيه.....وقف العربيه بقولك 
هتف كريم : اهدي يا اسيل 
لكنها لم تهدأ و لم تسمعه من الاساس بل ظلت تصرخ باكيه و هي تضربه بقوه علي صدره : نزلني بئي .....سيبني انزل ....وقف العربيه بقولك
لكنه لم يفعل فحاولت فتح الباب لكن وجدته مغلق فأصبحت كالمجنونه و هي تصرخ بهيستريه و أستمرار و لم تتوقف عن الصراخ لثانيه لكن قبل ان يتكلم كريم وجدها تقفز للخلف و تحاول فتح اي باب لكن جميع ابواب السياره مغلقه فأخذت تصرخ بحده و هي تضرب ظهر مقعده بقدميها و تصرخ ببكاء يثير الشفقه : ارحمني بئي و سيبني في حالي ......انا بكرهاااااك 
لكن كريم لم يرد عليها بل ظل يتابع الطريق رغم انها تجعله يتوتر بسبب ضربها المستمر لظهر مقعده لكن صراخها توقف و قدميها توقفت عن الركل فجأه و حل الصمت علي السياره فأوقف كريم السياره بسرعه و هو يستدير اليها بكامل جسدها و قد شعر بالخوف عليها فوجد ان قواها قد خارت تماماً و سقطت علي الائريكه مغشياً عليها 
ترجل كريم من السياره بسرعه و ألتفت اليها ليراها 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،_______________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

قبل عدة دقائق كان رامي هرب من الضباط و عاد ركضاً للصالة المطار حيث آسر و عائلتها و كما توقع لم يجد احد منهم لكنه لم يستسلم بل ركض لخارج المطار فوجد سيارة آسر تبتعد عن المطار لكنها ليست قريبه فركض بسرعه لسيارته و استقلها و هو يضغط علي دواسة البنزين بقوه فأندفعت السياره بسرعه خلف سيارة آسر

( في سيارة آسر ) 

استمعت شهد لصوت ابواق سياره من خلفهم فعقدت حاجبيها بقلق لكن ما إلا ثواني و اصبح رامي بجانبهم فصرخت شهد بصدمه و هي تشير الي نافذة اسر حيث رامي بجواره قائله : اللحق يا آسر....
نظر آسر الي حيث تشير شهد فوجده رامي فعلاً فأوقف السياره فوراً علي احد جوانب الطريق و ترجل منها بسرعه فقابله رامي بعد ان ترجل هو الاخر يتكلم و هو يلهث بشده : اللحق يا آسر .....كريم أخد اسيل معاه من الطياره و مشي بيها 
أتسعت عينيه بصدمه لكنها سرعان ما تحولت لغضب و هو يصيح بغضب : ايه ....ازاي 
رد رامي بحنق : مش وقته .....تعالي نلحقها الاول ....اعتقد انه مبعدش عن هنا 
أومأ آسر برأسه موافقاً بسرعه و هو يستقل سيارته حينها ايضاً كان مازن و زياد كانوا قد اوقفوا سيارتهم ليستمعوا لكن ما استقل آسر سيارته و انطلق بها انطلق الجميع خلفه 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،___________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كان آسر يقود سيارته و يبحث عن سيارة كريم كالمجنون حتي وجدها واقفه عن بعد فزاد من سرعة سيارته و الجميع قد رأو سيارته بوضوح فأتجه الجميع اليه 
اما عند كريم فكان يتفحص اسيل بقلق و خوف لكن أذنه ألتقتط اصوات السيارات و هي مقبله عليه فأستقام بسرعه و عينيه متسعه بعدم تصديق و هو يري سيارة اسر و مازن و زياد و سياره رابعه معهم يعرفها جيداً و هي سيارة رامي 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لمتابعة البارت الواحد و الستون اضغط هنا


reaction:

تعليقات