Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية سر غائب الفصل الثالث عشر بقلم سماح نجيب

 رواية سر غائب الفصل الثالث عشر بقلم سماح نجيب

رواية سر غائب بقلم سماح نجيب

سر غائب
البارت الثالث عشر
عندما رفعت رأسها لمحت أيسر يقف خلفهم ولمحت بيده أيضا علبة صغيرة ولكن أفلتت من يده لتسقط على الأرض بعد رؤيته هدية أمير لها،ليعود أدراجه مبتعدا عنهم ،انفرجت شفاه ثراء كأنها تريد مناداته أن لا يبتعد وينتظر فهى كانت تتحرق شوقاً لمعرفة ماذا سيهديها بعيد ميلادها فهذه أول ذكرى ميلاد لها يحضرها أيسر
بادر عزام بالثناء على هدية امير قائلاً:
– شكرا يا أمير ذوقك حلو زى باباك بيعرف يختار الحاجة الصح
– أنت عارف يا عزام باشا أمير الصواف مبيقعش الا واقف
شكت ثراء فى فحوى حديثهم لا تعرف لماذا شعرت بتوجس خشية ان تتحقق مخاوفها من ان أمير سيتقدم لزواجها فربما هو أخبر عمها بنيته لذلك أصبح حديثهم يحمل تلك التلميحات 
رأت أحد الحضور ينادى على عمها فابتعد ولكن أمير ظل يقف بجوارها فابتعدت عنه تقترب من تلك العلبة التى سقطت من يد أيسر التقطتها ثراء من على الأرض الا انها أبت ان تفتحها فهى تريد منه ان يهديها أياها تقدم منها أمير ينظر اليها بتعجب وهى تحتضن تلك العلبة الصغيرة بين كفيها فسحبها من يدها قائلا:
– ايه العلبة دى بتاعه ايه
طغت نبرة الاحتقار على صوته فناظرته بعينان ترسل شرار تأخذها منه بغضب قائلة:
–وأنت مالك انت ها ليك فيه انت بتتدخل ليه اما شئ بارد أوى
تجاوزته مبتعدة ومازال هو يرصدها بنظراته قائلا:
– الصبر حلو يا ثراء 
عادت ثراء لتقف بجوار والداتها التى علمت ان هناك خطب ما او أمر يزعجها فهى تعلم ثراء جيداً عندما تغضب تأخذ انفاسها بصعوبة ويصبح وجهها شاحبا فنظرت اليها بقلق قائلة:
– ثراء مالك فى ايه وشك لونه مخطوف ليه كده قوليلى
لمست ثراء نبرة القلق فى صوت والداتها فمدت يدها تربت على يديها بابتسامة مطمئنة:
– ماما انا كويسة مفيش حاجة متقلقيش كده انتى بس عارفة بتخنق من جو الحفلات اللى زى دى
هتفت ضحى بمزاح قائلة:
– فقرية فقرية مفيش كلام يعنى
ابتسمت ثراء وفيروز بعد سماع حديث ضحى لتنظر اليها ثراء بعبوس قائلة:
– بس يابت أنتى انا اه فقرية عايزة حاجة 
نظرت اليهم فيروز قائلة:
– هروح اجبلكم حاجة تاكلوها عايزة حاجة معينة يا ضحى
ابتسمت ضحى بخجل قائلة:
– سلامتك يا طنط متتعبيش نفسك 
أصرت فيروز على احضار مأكولات لهن فسارت مبتعدة عنهن فهتفت ضحى باعجاب مردفة:
– مامتك دى عسولة اوى يا ثراء وحبوبة كده وبتاخد على الناس بسرعة يا بختك بيها ربنا يباركلك فيها يارب
أمنت ثراء على دعائها بحب قائلة:
– اللهم أمين يارب العالمين انا ماما دى مقدرش اعيش من غيرها لا انا ولا بابا 
فكم تمنت ضحى أن تنشأ فى كنف والدتها ولكنها توفت وضحى مازالت فتاة صغيرة تاركة إياها تعانى الذل و الهوان مع زوجة أبيها التى لا تكف عن ازعاجها وإثارة سخطها
أقترب جمال من ابنته يقبلها على مقدمة رأسها قائلاً:
– كل سنة وانتى طيبة يا حبيبتى وعقبال مليون سنة
نظرت اليه ثراء وهى عابسة بسبب تأخره بالمشفى ولم تتحدث فعلم ان ربما صغيرته غاضبة منه فابتسم وهو يقرص وجنتها بخفة مردفاً:
– كده مش عايزة تردى عليا يا أميرتى الحلوة انا عارف ان اتأخرت بس كان فى حالة حرجة فى المستشفى يا حبيبتى
ابتسمت ثراء له تهز رأسها بتفهم مردفة:
– عارفة يا بابا المهم انك رجعتلنا بالسلامة يا حبيبى
عادت فيروز تحمل بيدها طبقين رأت زوجها فهتفت بابتسامة:
– حمد الله على السلامة يا دكتور لسه بدرى
رفع جمال احدى حاجبيه قائلا:
– انا بقالى شوية بصالح فى بنتك طب خليكى انتى رحيمة شوية ومتزعليش منى
اخذت ثراء الاطباق من يد والداتها تنظر لضحى قائلة:
– تعالى يا ضحى احنا نشوفلنا ركن هادى كده نقعد فيه علشان بابا يعرف يصالح ست ماما
احمر وجه فيروز خجلاً من حديث ابنتها فنظر اليها جمال بابتسامة عريضة فهو مازال يعشق رؤية وجهها عندما تخجل ،فابتعدت ثراء وضحى فنظرت فيروز لزوجها قائلة:
– شايف بنتك وكلامها يا جمال
_لاء شايف وشك اللى بقى زى الفراولة يا فيروز 
مد احدى يديه يشبك أصابعه باصابعها كأنهم حديثى العهد بالعشق او أنه لم يمر على زواجهم اعوام كثيرة ابتلعت فيروز ريقها بتوتر شديد تخشى ان ينتبه عليها أحد وهى هكذا كفتاة صغيرة تخشى ان يتلصص أحد على سر الثمين أو ان احد يلاحظ تدفق الدم الحار الى وجنتيها..!!!
_______
ولجت فايزة الغرفة على زوجها كالاعصار بعد علمها بما فعله بشقيقها وأنه صفعه على وجهه فى منتصف الشارع مثيرا بذلك الجدل حولهم
– بقى أنت تضرب اخويا يا منير وتفرج عليه الناس فى الشارع
علا صوتها الا انها لم تأثر به فوضع كتاب الله من يده ينظر اليها ببرود مردفاً:
– انتى عيزاه يغلط فى بنتى واطبطب عليه كويس ان ضربته بالقلم بس ومضربتوش بالجزمة وقطعتله لسانه على غلطه
أقتربت منه وعيناها ترسل شرار تقبض على كف يده مردفة:
– بقى انت عايز تضربه بالجزمة بقى ايدك دى اللى اتمدت عليا واتمدت عليه انا هعرف اندمك ازاى يا منير 
نفض يدها القابضة على كف يده يجذبها بيده الأخرى من حجابها
– أنتى مش عايزة تحترمى نفسك ليه يا فايزة ها وايدك دى لو اتمدت تانى هقطعهالك المرة الجاية
دفعها بشكل مفاجئ فلم تتدارك نفسها فسقطت وارتطم وجهها بالأرض رأته يتجاوزها يترك الغرفة ،ضربت الأرض بقبضة يدها وهى تقسم بأنها ستذيقه مرار أفعاله بها وبشقيقها ،نهضت من مكانها أخرجت هاتفها من جيبها تهاتف شقيقها أشرف انتظرت بعض الوقت حتى جاءها رد منه 
– أيوة يا فايزة فى ايه
تتابعت أنفاس فايزة بغيظ قائلة:
– أشرف أنت فين دلوقتى فى الشقة ولا برا
أجابها أشرف قائلا:
– لاء فى الشقة من ساعة ما المحروس جوزك ضربنى وانا مخرجتش من البيت كنتى عيزانى فى ايه
سحبت حجابها وهى مازالت تضع الهاتف على أذنها مردفة:
– طب خليك فى الشقة انا جيالك حالا
أغلقت الهاتف وضعت حجابها على رأسها خرجت من الغرفة وجدت زوجها يجلس على الأريكة بالصالة فهتفت بصوت منخفض بالكاد سمعه منير:
– انا راحة عند أشرف اخويا شوية وراجعة
نظر اليها بعدم اكتراث ليعود لقراءة الجريدة التى بيده زاد حنقها أكثر منه ومن أفعاله الجديدة عليها كليا فخرجت صافقة الباب خلفها بقوة ،نظر منير لأثرها وهو يتمنى بداخله الا تعود الى هنا مرة أخرى فماذا فعل بنفسه أخذته ذكراياته الى ذلك اليوم منذ سنوات طوال 
عودة للماضى
نظرت اليه تلك المرأة بقهر ودموعها تغرق وجهها قائلة:
– كده يا منير هى دى اخرتها واخرة عيشتى معاك بتعرف واحدة عليا بتخونى يا منير
ازدردى منير ريقه بتوتر شديد مردفاً:
– ايه اللى انتى بتقوليه ده مفيش حاجة من دى خالص انت بيتهيألك مين اللى قالك الكلام الفاضى ده حتى لو الكلام ده صحيح انا راجل واعمل اللى انا عاوزه حتى لو اتجوزت انتى برضه هتفضلى على ذمتى ولو مش عايزة تفضلى على ذمتى براحتك
اقتربت منه تمسك ذراعه ومازالت تنتحب على حالها فنظرت إليه قائلة:
–وغلاوة بنتنا عندك متعملش فيا كده يا منير انا مش هستحمل كده ارجوك يا منير
الا انه لم يبالى بدموعها التى ذررفتها قهراً على رجل ظنته مرساة الأمان لها فطعن كبرياءها وكرامتها كامرأة كانت تحيا من اجله ومن اجل ابنته 
عودة للوقت الحالى
تسللت تلك العبرات من عينيه عندما تذكر ماضيه مع زوجته الأولى كأن الله اراد عقابه على غدره بها فأذاقه مرارة العيش برفقة مرأة جعلت حياته بائسة
وصلت فايزة الى شقة شقيقها فتح لها الباب ليعود ويجلس متجهم الوجه يضع يده على وجنته يتحسس أثر تلك الصفعة التى ناوله اياها زوج شقيقته فنظر الى شقيقته قائلا:
– فى ايه يا فايزة كنتى عايزة ايه منى دلوقتى
ذرعت فايزة الصالة ذهاباً وإياباً ونيران تندلع بداخلها تحجب التفكير السليم عن عقلها فنظرت لشقيقها مردفة:
– أشرف احنا لازم نخلص من منير منير لازم يموت
نزل حديثها على رأس شقيقها كالصاعقة فنظر اليها وهو فاغر فاه غير مصدقا لما سمعه للتو من شقيقته قائلا:
– أنتى بتقولى ايه يا فايزة انتى اتجننتى وعايزة تودينا فى داهية 
أغلقت فايزة باب العقل لا تستمع لما يقوله فشيطانها يهيأ لها سلاسة الأمر كأنها ستقتل ذبابة وليس إنسان
– زى ما بقولك كده يا أشرف هو ده الحل علشان الكل يرتاح انا ارتاح من قرفه وانت هتتجوز بنته فكر فيها بس وهتلاقى عندى حق واحنا نفكر فى خطة ونخلص منه
ظلت تقنع شقيقها بصحة قرارها تتلو على مسامعه خطتها الشيطانية فى التخلص من زوجها وهو يستمع اليها والذهول يحتل ملامح وجهه إلا انه استحسن كلامها بالاخير فربما بموت منير سيصبح بإمكانه الحصول على ضحى بدون جهد او معاناة..!!!
_______
بهت عزام وهو يرى سيرين تولج إلى الحفل بتلك الطلة المغرية فهى ترتدى ثوبا طويلا بفتحه تصل لمنتصف ساقها وفتحة ظهر تظهره بالكامل ،تطلى شفتيها بلون أحمر صارخ، فعيون المدعوين وخاصة الرجال ظلت تتبعها منذ وصولها حتى وصلت أمام عزام ترتسم ابتسامة على جانب ثغرها
– عيد ميلاد سعيد للامورة بنت اخوك يا عزام باشا كل سنة وهى طيبة
لم يجد عزام ما يقوله فمن أين علمت بشأن الحفل فهو لم يخبرها فكم يود الآن أن يدق عنقها الا انه لم يجد مفر من الرد عليها فزوجته لبنى تقف بجواره فحاول ان يتحدث برسمية
– شكرا يا سيرين هانم أعرفك لبنى مراتى طبعا انتى عرفاها يا لبنى
ابتسمت لبنى تمد يدها تصافحها مردفة:
– اه طبعا مين ميعرفش سيرين نصار دى أشهر من النار على العلم نورتينا
ابتسمت لها سيرين من باب المجاملة قائلة:
– كلك ذوق يا هانم 
اشار اليها عزام بعينه ان تبتعد الآن حتى لا تثير الريبة لدى زوجته فلو علمت لبنى بشأنهم ربما ستتحول تلك الليلة الى حرب دامية ،فهمت سيرين مقصده فابتعدت عنهم عندما رأت بعض المعجبين يلتفون حولها راغبين فى التصوير برفقتها
لمحها شهاب وهو يتحدث مع احد الاصدقاء فاعتذر مغادرا الا انه لم ينتبه لضحى التى اصطتدمت به فانسكب محتوى كوبها على ملابسه فاستحال لون قميصه الأبيض الى اللون الاحمر بسبب ذلك فصاح بها غاضبا:
– مش تحاسبى يا بتاعة انتى بهدلتيلى القميص حلو كده
رفعت ضحى شفتها العليا باستنكار قائلة:
– ما تحترم نفسك يا جدع انت مكنش قصدى ما انت اللى ماشى زى القطر ومش واخد بالك ثم انت مالك متنرفز اوى كده ليه اللى يسمعك كده يقول ياما هنا وياما هناك وانت حتة جرسون ولا راح ولا جه
كأنها طعنت كبرياءه أو سكبت على رأسه دلو ماء بارد فنظر اليها باستياء مردفاً:
– هو مين اللى جرسون يا بتاعة انتى انتى مش عارفة بتكلمى مين
اجابته ضحى ببرود وهى تحتسى ما تبقى من كوبها مردفة:
– هكون بكلم مين يعنى ابو الهول ولا منقرع يلا يا عم شوفك رايح فين طريقك أخضر ان شاء الله 
ربما اذا لم يكن متواجد وسط الحفل لكان صرخ بوجهها الآن فعروقه أصبحت بارزة وأصبح وجهه شديد الاحمرار فغضبه يتصاعد بسبب حديث تلك الفتاة عندما اراد الرد عليها اقتربت منهم ثراء قائلة:
– ايه يا شهاب ايه اللى بهدل قميصك كده روح غيره
ابتعد شهاب عنهن فهذا أفضل قبل ان يرتكب شيئا يؤخذ عليه ،نظرت اليها ضحى تريد معرفة من يكون هذا الشاب
– ثراء هو مين ده
اجابتها ثراء وهى تشير إليه قائلة:
– دا يبقى شهاب ابن عمى واخو ميرا
لطمت ضحى خديها قائلة:
– هار اسود وانا شتمته وقولتله انه جرسون علشان كده كان بيبصلى ونفسه يقتلنى بقولك ايه شوفيلى أيسر فين خليه يروحنى كفاية عك كده النهاردة
نظرت إليها ثراء بعدم فهم فروت لها ضحى ما حدث فتعالت صوت ضحكتها التى انتبه عليها أمير فأقترب منها بوجوم قائلا:
– ثراء وطى صوتك وانتى بتضحكى علشان الناس بتبص عليكى وانا بغير مش عايز حد يسمع صوت ضحكتك اللى تجنن دى
وصلت ثراء الى حافة صبرها مردفة:
– تصدق انا مشوفتش ابرد منك والله انت شكل فى حاجة فى دماغك انت مش طبيعى على فكرة شكلك مجنون
– مجنون بيكى يا ثراء
هتف بها أمير بوله فمن يراه يظن انه يعرفها منذ ان ابصرت النور وليس فقط من وقت قريب 
– الرحمة يارب
ربما لو لم تكن موجودة وسط هذا الكم من الحضور لجذبت شعرها تقتلعه من غيظها من هذا الشاب ،فأين تذهب منه وهو يطاردها منذ وصوله ،اخذت ضحى من يدها تبحث عن أيسر ليعيدها الى منزلها فوجدته يقف قرب تلك الغرفة التى يسكنها فاقتربت منه قائلة:
– أيسر لو سمحت خد ضحى علشان عايزة تروح
اومأ لها أيسر قائلاً:
– أمرك يا أنسة ثراء اتفضلى معايا يا أنسة ضحى
احتضنت ضحى ثراء لتوديعها فهمست فى أذنها مردفة:
– لما نرجع الكلية تحكيلى بالتفصيل الممل اللى حصل فى الحفلة ومع روميو اللى طلعلك فى البخت ده كمان
ضربتها ثراء بخفة على ذراعها قائلة:
– يلا يابت انتى واسكتى احسن انا ضغطى بقى عالى ومش ناقصة
ابتسمت ضحى فذهبت برفقة أيسر ليعيدها الى المنزل ومازالت ثراء تنظر اليهم فتحسست جيبها تطمئن لوجود تلك العلبة الصغيرة التى مازال شوقها يتزايد لمعرفة ما بها الا انها ترفض فتحها او رؤيتها حتى يعود أيسر ..!!!
______
مسح حسام يده فى تلك المنشفة الصغيرة بعد ان انتهى من تصليح تلك السيارة فالأن حان موعد عودته الى المنزل التفت خلفه ينادى على عفيفى
– عفيفى هو فين ...
لم ينهى جملته بعد رؤيته لمجدى يقف أمام الورشة مترجلا من سيارته يقترب منه بتلك الابتسامة الكريهة التى ينفر منها حسام لعلمه ان خلف تلك الابتسامة أمرا ما
– ازيك يا أسطى حسام فينك كده مش بترد على تليفونك
رأى حسام انه من الأفضل صرف عفيفى الآن فأشار إليه قائلا:
– عفيفى روح انت وانا هبقى أقفل الورشة وتيجى الصبح متتأخرش
– حاضر يا أسطى حسام
نطق بها عفيفى وهو يضع من يده تلك الأدوات الحديدية فأنصرف تاركاً حسام بمفرده مع ذلك الزائر
– عايز ايه دلوقتى يا مجدى
سحب مجدى مقعد خشبى يجلس عليه قائلا:
– وحشتنى جيت اشوفك مبتردش على تليفونك ليه وعلشان انت غالى عليا جيت لحد عندك احسن ما كنت اجيب البوليس معايا ويحبسك بالشيك اللى انت ماضيه
اقترب منه حسام قائلا ببرود:
– أعلى ما فى خيلك اركبه يا مجدى بس حاسب تقع من عليه تنزل على جدور رقبتك صدقنى هزعل عليك أوى 
مد مجدى يده يقبض على ياقة قميصه بحنق قائلا:
– ما هو لو وقعت على جدور رقبتى رقبتك هتنكسر معايا يا أسطى حسام ويا فرحة جدك وجدتك بيك وهم بيزروك بعيش وحلاوة فى السجن
كأن مجدى وضع يده على نقطه ضعفه وضغط عليها مسببا له بذلك خوفاً ورعبا من معرفة جده بما بينه وبين ذلك الشاب ،نفض حسام يد مجدى عن ملابسه،نظر الى تلك الآلات الحادة الموضوعة أمامه وشيطانه يوسوس له بضرب مجدى باحدهما حتى يتخلص منه فتناول احدها فى يده الا انه ألقاها من يده يستعيذ بالله فى داخله فإذا فعل ذلك سيضع نفسه بمأزق كبير فطفق يردد الاستغفار
– استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم
تعجب مجدى من حاله الا انه نهض عن الكرسى يقف امامه عاقدا ذراعيه مردفاً:
– بكرة الساعة ١١ الضهر بالظبط الاقيك قدام باب النادى يا حسام ومش هكرر كلامى تانى فاهمني
عندما هم مجدى بالمغادرة استوقفه حسام قائلا:
– بقولك ايه يا مجدى احنا عايزين نخلص من الموضوع ده بقى انا مش هفضل كده تحت رحمتك كتير علشان انا اتخنقت ومبقاش عندى صبر عليك وعلى عمايلك أكتر من كده 
التفت اليه مجدى يضع يده بجيبه مردفاً:
_ ادفع اللى عليك يا حبيبي وانا اسيبك فى حالك سدد قيمة الشيك اللى انتى ماضيه بال١٠٠ ألف جنيه
نظر اليه حسام بعيون جاحظة لا يصدق ما يسمعه الآن قائلا:
– ١٠٠ ألف جنية بتوع ايه هم ١٠ الالاف جنية بس ال١٠٠ دول جم منين
ابتسم مجدى بخبث مردفاً بفحيح الافاعى:
_ اصل أنا زودت صفر على الشيك بدل ما عليك ١٠ بقوا ١٠٠ اصل الصراحة انت لقطة وكنز يا أسطى حسام
أقترب منه حسام يقبض على ياقة قميصه تنذر عيناه بشر قريب مردفاً:
– بقى انت تضحك عليا وتزور الشيك كمان علشان تخلينى تحت رحمتك يا مجدى انت واحد زبالة وقذر وانا مش هسيبك فى حالك فين الشيك ده أنطق
فهذا الشاب الأحمق قد مارس عليه خدعة دنيئة فهو كان يظن انه ربما قريبا سيتخلص منه ليكتشف الآن انه وضعه بمأزق أكبر فاق تخيله ،هز جسده لعله ينطق يظن بذلك انه يستطيع ان يتحرر منه
– شيل ايدك يا حسام انت مش قد الحركة دى متنساش نفسك انت فاهم بس انا هعديهالك المرة دى وميعادنا بكرة متنساش هستناك قدام باب النادى سلام
قام مجدى بنفض يد حسام عنه بعد ان انتهى من حديثه ليستقل سيارته مغادرا تاركاً حسام تكاد عيناه تنفطر من تلك العبرات التى بدأت بملأ مقلتيه فماذا فعل بحياته حتى يقع فى قبضة يد ذلك الشاب الذى تجرد من كل معالم الانسانية أو الرحمة..!!!
_______
وضع عباس كؤس الشراب من يده على الطاولة وهو يمد يده يسحب رابطة عنقه مردفاً:
– ايه الخنقة دى الواحد اتسحل من الصبح ايه عازمين البلد كلها
– بتبرطم بتقول ايه يا عباس
هتف بها متولى وهو يضع كؤس الشراب الممتلئة عوضاً عن الفارغة نظر اليه عباس متأففا:
– ايه ده يا جدع الواحد اتهد حيله دا حتى لو جيت اشيل البت مش هقدر ضهرى اتقطم
كتم متولى فمه بيده حتى لايسمع احد صوت ضحكته قائلا:
– ما تيجى نروح يا عباس وفكك من الموضوع ده بقى
نظر عباس لثراء التى تتأبط ذراع والدها تبتسم لوالدتها
– وأسيب المهلبية والقشطة دى لمين يا متولى
خشى متولى ان يكون عباس عاد الى تفكيره الدنئ بالفتاة فهتف به بحدة:
– أنت هترجع للجنان اللى فى دماغك ده تانى يا عباس احنا نسرق نبلطج نعمل اى حاجة بس نسرق شرف بنت لاء يا عباس احنا عندنا برضه اللى زيها
علم عباس ان ربما متولى سيتركه اذا صح تفكيره به فحاول أن يأكد له نواياه الخالية من مس الفتاة:
– انت فكرت فى ايه يا متولى انا قصدى على العملية نفسها مش البت متظنش فيها كده يا صاحبى
أراد متولى تصديقه الا انه من داخله لايشعر بالارتياح فالموضوع برمته يقلقه،وكزه عباس فى كتفه قائلا:
– بص ياض يا متولى الصاروخ اللى بتغنى وترقص دى
نظر متولى الى حيث أشار عباس فكانت سيرين بعد اصرار الحضور بدأت فى الغناء لتتمايل بغنج ودلال على انغام الموسيقى الصادحة
نظر متولى ببلاهة قائلا:
– يالهوى هى جاية وناسية تلبس هدومها دى ولا ايه لاء عماله ترقص وتغنى قدام الناس والرجالة كده عادى
ابتسم عباس نصف ابتسامة مردفاً:
– هم دول عندهم دم ولا خشا دول عايشين حياتهم كده بيعملوا اللى هم عايزينوه 
أقترب منهم شهاب بعد سماع أخر جملة من حديثهم لينظر لعباس بغضب طفيف:
– انت واقف ليه كده انت وهو كل واحد فيكم يشوف شغله يلا واقفين ترغوا وياريت تخليكم فى حالكم علشان متجبوش لنفسكم المشاكل
نظر عباس ومتولى كل منهم للآخر وهم يخشون ان يكون شهاب استمع لحديثهم كاملاً الا انهم شعروا ببعض الاطمئنان فلو كان استمع لكل ما تحدثوا به فلن يتركهم يرحلون هكذا حمل كل منه كؤس الشراب يمرون بين الحضور وعباس يتمنى من داخله ان تنتهى تلك الليلة فهو لم يعد يطيق صبرا حتى ينهى ما يريد ويذهب من هذا المنزل
أقتربت ميرا من شقيقها رأى بعينيها أنها تريد التلميح بشأن ما فعلته سيرين الا انه تصنع البلاهة فهو لا يريد ان يسمع اى حديث بشأن سيرين لا يعجبه الا ان ميرا نظرت اليه قائلة:
– هو ايه اللى بيحصل ده يا شهاب هى دى اللى انت معجب بيها
تأفف شهاب من حديث شقيقته مردفاً:
– وبعدين معاكى يا ميرا بقى احنا مش هنخلص من الموضوع ده ثم علشان تعرفى انا حر فى تفكيرى وفى رأيى واعمل اللى اعمله متتدخليش أنتى
ترك شقيقته مبتعداً ،نظرت ميرا لاثره بحزن سألت نفسها لماذا دائما شقيقها يرفض ان يتحدث معها كالاشقاء المقربين فدائما شهاب ما ينهى معها اى حوار تحدثه به كأنه غير راغب فى الحديث او كأنه يعاملها كشئ مهمل متناسيا بذلك انها شقيقته التى ستظل دائما بحاجة الى عطفه ورعايته لها،حاولت جاهدة الا تسقط دموعها فرفعت رأسها قليلا تأخذ أنفاسها بقوة حتى لاتفر دموعها من عينيها وينتبه عليها أحد،فكل هذا النعيم الذى تحيا به الا من داخلها لا تشعر بالسعادة فأفراد عائلتها كل منهم يعيش بعالمه الخاص فكم هى حقا تحسد ثراء الآن على رعاية والديها لها،تركت مكانها تبحث بعينيها عن أيسر فربما هو الوحيد الذى تشعر معه بالراحة التى تفتقدها بكنف عائلتها فمعه تستطيع ان تتكلم بحرية ولا تعرف سر ذلك الارتياح الذى تشعر به عندما تكون برفقته وتشعر بالسعادة عندما يجابها بالرفض لأى شئ تطلبه ويرى انه سيسبب لها ضرراً ،ذلك الشعور الذى كان من المفترض ان تشعر به مع والدها او شقيقها..!!!
______
أصر شهاب بأن يرافق سيرين الى منزلها ليتأكد من أن لا احد سيعترض طريقها فظل يتبعها بسيارته تتقدمه هى بسيارتها تضع سماعه الهاتف بأذنها تهاتف عزام:
– عزام وطى صوتك كفاية ودنى مش مستحملة اصوات عالية انت بتزعق ليه دلوقتى
– أنتى هتستهبلى يا سيرين انتى ايه اللى جابك الحفلة لاء وكمان غنيتى ورقصتى والكل اتفرج عليكى فكرانى ايه قرطاس لب
صاح بها عزام مجددا فكلما علا صوت صياحه زادت ابتسامتها أتساعا من انها استطاعت ازعاجه وآثاره غضبه فهتفت ببراءة:
– عزام انت شفت المعجبين هم اللى اصروا عليا اغنى وانا مقدرش أرفض ليهم طلب مقدرش ازعل جمهورى منى
– اقفلى يا سيرين لينا كلام تانى مع بعض لما اشوفك
سمعت صوت اعلان انتهاء المكالمة سحبت السماعة من اذنها ومازالت سعيدة بما فعلته ،نظرت فى المرأة وجدت شهاب يتبعها ،ظلت تنقر بأصابعها على مقود السيارة وهى تدندن سعيدة بما وصلت إليه فهى لا ترغب فى البقاء في الظل أكثر من ذلك فاليوم رأت عزام وزوجته محط انظار الجميع فهى ترى انها تستحق ذلك هى الاخرى بحكم أنها زوجته ،وصلت الى منزلها ترجلت من السيارة، فترجل شهاب هو أيضاً من سيارته يقترب منها قائلا بابتسامة:
– حمد الله على السلامة 
ابتسمت له سيرين تمد يدها لتصافحه قبل انصرافه مردفة:
– الله يسلمك معلش تعبتك معايا بس أنت اللى أصريت تيجى معايا وتتعب نفسك
تناول شهاب يدها يقبلها قائلا:
– تعبك راحة يا سيرين
نظر اليها نظرة حالمة فسارعت سيرين بسحب يدها من يده قائلة:
– تصبح على خير يا شهاب مع السلامة
الا ان شهاب لم يتزحزح من مكانه فاقترب منها شعرت سيرين بخطب ما وعلمت بما ينوى فعله فقبل ان يقترب منها سبقتها يدها فى صفعه على وجهه تنظر اليه بغضب:
– انت بتقرب ليه كده بتفكر فى ايه انت عارف انا ابقى ايه انا ابقى مرا.....
ولكنها أمسكت لسانها عن البوح له بأنها زوجة أبيه فلو علم عزام بذلك لن يتوانى عن انهاء ذلك الزواج 
ازدردى شهاب لعابه بحرج محاولا الاعتذار عما بدر منه
– انا بحد أسف يا سيرين بس انا مكنش فى نيتى حاجة وحشة وأسف لو كنت ضايقتك عن اذنك تصبحى على خير
أنصرف من أمامها يصل الى سيارته يستقلها يغادر مسرعاً ومازال يعنف نفسه عن تصرفه السخيف ظل يضرب بيده على مقود السيارة حتى شعر بألم فى كف يده،ضغط على المكابح لتقف السيارة وضع رأسه على مقود السيارة يحيطها بذراعيه فسمع رنين هاتفه اخرجه من جيبه فرأى اسم والده فتح الهاتف يضعه على أذنه قائلا بهدوء:
– ايوة يابابا
علا صوت عزام صائحا بغضب مردفاً:
– شهاب انت فين انا دورت عليك فى الحفلة ملقتكش انت روحت فين
شعر شهاب بالخوف من نبرة صوت والده الحادة فرفض بالتصريح عن سبب اختفاءه
– انا شوية وهكون فى البيت يا بابا أصل واحد صاحبى عربيته حصل فيها مشكلة فكنت بوصله انا خلاص شوية وراجع البيت
انهى شهاب المكالمة مع والده فعاد ثانية الى قيادة سيارته عائدا الى المنزل ومازالت ملامح الوجوم تعترى وجهه فمن يراه الآن يظن ان هناك خطب جليل قد ألم به وليست صفعة تلقاها على وجهه..!!!
______
بدأ المدعوين فى الانصراف تباعاً بعد الانتهاء من الحفل فكان أمير اخر المغادرين فأقترب من ثراء التى كانت تقف بجوار والداها فمد يده مصافحا لوالدها قائلا:
– سلام يا دكتور جمال سعيد بحضورى حفلة عيد ميلاد بنت حضرتك وسعيد أكتر ان اتعرفت على حضرتك
يخاطب جمال وعيناه ترمق ثراء ذات الوجه المتجهم منذ رؤيته فاجابه جمال بابتسامة:
– انا أسعد يا أمير نورتنا مع الف سلامة
غادر أمير،فظلت تبحث عن أيسر فهو ظل يتهرب منها حتى أنتهى الحفل وانصرف المدعوين الا انها لم تشأ ان تصعد الى غرفتها قبل رؤيته لمعرفة ماذا أهداها فهو كان يتوارى عن انظارها او ربما يوارى عينيه عن رؤية أمير يلازمها منذ وصوله حتى انصرافه،جلس أسفل شجرة مسندا ظهره عليها يغمض عينيه الا انه استمع لوقع اقدام قادمة تجاهه فنهض من مكانه يريد الذهاب لغرفته وماكاد ان يخطى خطوة واحدة حتى نادته ثراء
– أيسر 
جمد مكانه غير قادر على الالتفات إليها ورؤيتها فأجابها ببرود
– افندم يا أنسة ثراء
تقدمت منه ثراء حتى وقفت أمامه تمد يدها له بالعلبة الصغيرة:
– دى وقعت منك يا أيسر وطول الحفلة بدور عليك علشان اديهالك 
اخذ منها أيسر العلبة يفتحها ينظر لهديته بسخرية :
– دى كنت جيبهالك هدية بس لقيت ان ملهاش لازمة تيجى ايه دى جمب الهدايا اللى جاتلك ولا هدية أمير بيه الصواف اللى كان ملازمك طول الحفلة زى ظلك ومشالش عينيه من عليكى 
ابتسمت ثراء هل يشعر بالغيرة ام أن عقلها يصور لها ذلك فارادت معرفة ماذا كان سيهديها فنظرة له بابتسامة مشرقة:
– وهى ايه الهدية دى يا أيسر
نظر اليها أيسر قليلا قيل ان يردف بنبرة خافتة :
– كنت هديكى دى....!!!!!
لمتابعة البارت الرابع عشر إضغط هنا



reaction:

تعليقات