Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية فرعون الجزء الثاني البارت الحادي عشر بقلم الكاتبة ريناد

 رواية فرعون الجزء الثاني البارت الحادي عشر بقلم الكاتبة ريناد 

فرعون 2
البارت الحادى عشر 11
قاسم 
شششش خلاص ...جواهر بصيلى ..انا قاسم حبيبك ، خايفه من ايه ياروحى انتى ، انا لايمكن أأذيكى 

خلاص بس ، مش مهم اللى انتى خايفه منه مش مهم يحصل النهارده مش مهم يحصل دلوقتى خلاص ...اوعدك مش هقرب منك غير لما تكونى مطمنه واكون محيت من جواكى اى خوف ...

جواهر لمت نفسها فحضنه وهى بتشهق وغمضت عنيها بقوه وابتدت تهز دماغها عشان تبعد صورة محروس اللى جات قدامها اول ماقاسم قربلها واتخشبت ومبقتش قادرة تسيطر على حركة جسمها ....

عدى وقت وجواهر فحضن قاسم ، ميل عليها باس دماغها بحب ومسك غطى خفيف كان على السرير شده عليهم وهى متبته فى رقابته كأنه ابوها ومستخبيه فحضنه من حد عاوز يأذيها وهو مشدد على حضنها ولاممها كلها جوا حضنه وعاقد حوجبه بأستغراب ومستغرب على حالتها دى ..

حس بعد شويه ان انفاسها تقلت وابتدت تنتظم عرف انها نامت اخدها ونزل بيها بشويش على السرير وهى لسه فحضنه ، 
للصبح قاسم مجالهوش نوم لكن هى راحت فنوم عميق كأنها بتهرب من الموقف او من اليوم كله بالنوم ...

**********

غريب قام الصبح وساب نادر نايم وراح على اوضة باباه خبط خبطه خفيفه ولما ملقاش رد عرف انه لسه نايم ...راح على المطبخ وسمع طقطقه ...

جميله :صباح الخير ياحبيب عمتك ..احضرلك فطار ؟

غريب :صباح الفل ياعمتو ...لا انا هشرب قهوتى مع ماما سميه الاول .

جميله ببرطمه :والله منا عارفه ايه العاده الهباب بتاعة القهوه على الريق اللى اتعلمتها جديد دى عشان خاطر ست سميه؟ ...عموما اطلع وانا هبعت القهوه وراك ...لاحول ولا قوة الا بالله ..

غريب :اتعودى بقا ياعمتو وبطلى تتدايقى من الموضوع دا عشان مش هينفع نتكلم فيه كل يوم ...

جميله :متقول ملكيش دعوه بيا ياعمتو اناحر اعمل اللى انا عاوزه اسهل ..

غريب رفع حواجبه بصدمه :بقا كده ياعمتو ..انا برضو هفكر بالطربقه دى! ولا هتكلم بالاسلوب دا معاكى حتى بينى وبين نفسى ؟ كتر خيرك ياعمتى ...بعد اذنك واتحرك من جمبها 

جميله نترت اديها بندم :استنى بس ياغريب ...سامحنى يبنى مش قصدى ادايقك والله ، بس انا مبحبش سميه وانتا عارف ومش حابه قربك منها وخايفه عليك منها دى ملهاش امان ياحبيبي ...

غريب :قولى يارب ياعمتو ...وبعدين انا عمرى مقدر ازعل منك ابدا ...دانتى الهديه اللى ربنا بعتهالى فالوقت المناسب عوضتنى وصبرتنى على مرارة الايام ...

جميله :ربنا يفرح قلبك ياحبيب عمتك ويجعل ايامك الجايه بحلاوة العسل ...يلا بقا اطلع ياعسل والقهوه هتحصلك ...

غريب ابتسم وطلع لفوق ....وقف شويه فالطرقه مابين اوضه سميه وجواهر وكل حواسه منتبهه متمنى انه يسمع صوتها اللى وحشه بقاله يومين لكن للاسف مش كل الامنيات بتتحقق ...اتقدم من اوضة سميه لما حس ان اللى بيعمله دا غلط وخصوصا فوجود بنات مريم اللى اكيد لو اى حد شافه واقف قدام اوضتهم هيفهمه غلط ....

مد ايده يخبط على الباب لكنه رجع وطلع تليفونه اللى اشتراهوله ماهر جديد وبيشتغل ببصمة الصوت وفتحه بصوته وقال اسم ناديه وبعدها التليفون ادى جرس ...

ردت ناديه بنعس :ايوه ياغريب ..
غريب :ناديه قومى عشان هتفطرى معايا انا وماما سميه زى مااتفقنا .

ناديه بتمثل البكا :فطار ايه دلوقتى ياغريب فيه حد يفطر من النجمه كده ....ايه هنروح نلم لبن ياأبيه ؟ 

غريب :ناديه مش عاوز كتر كلام ..نص ساعه نخلص القهوه تكونى جايبه الفطار وجايه ...انتهى ..

ناديه :لأ وكمان انا اللى هجيب الفطار ؟ على فكره ياغر....وقبل ماتكمل غريب قفل السكه فوشها ..
شالت التليفون بصت فيه وحدفته تحت رجليها مكان مانايمه بضيق ورجعت عاوزه تنام تانى وغطت وشها لكنها دقيقه ونفضت الغطا من عليها وقامت وهى بتتأفف ...

ناديه اخدت شاور ونزلت حضرت فطار ليها ولغريب وسميه وراحت على اوضة مامتها ووقفت قدامها وهى متردده مش عاوزه تدخلها ..مش عاوزه تفطر معاها ولا تقرب منها ...لكن مقدرتش متنفذش كلام غريب وتزعله منها ...

خبطت على الباب وسمعت صوت غريب بيسمحلها بالدخول ...

فتحت الباب ودخلت وهى باصه للارض واتقدمت منهم ...
ناديه بصوت واطى :صباح الخير..
سميه وغريب بأبتسامه :صباح النور 

اتقدمت ناديه وبصت حواليها على طربيزه تحط عليها صينية الكل لانهم تلاته ومش هينفع ياكلو على السرير 

عنيها استقرت على طقطوقه صغيره عليها زهرية ورد حطت الصينيه على الكوميدينو وراحت نزلت الزهريه وجابتها وحطتها جمب السرير ..

حطت عليها الصينيه وجرت كرسى التسريحه وقعدت عليه وابتدت تفطر بسكوت وعنيها فالصنيه ..

غريب :ماما انا سامع صوت اكل هى ناديه بدأت ..

سميه بأبتسامه :اه بتفطر اهى ..
غريب : ايه دا من غير ماتقول !طيب مدى ايدك كلى بسرعه الحقيلك لقمه دى مبترحمش ومبتخليش حاجه لحد ...

سميه :خليها تاكل بالهنا والشفا على قلبها ...
غريب :لأ دا مش وقت مشاعر امومه خالص ..لو مش هتاكلى اكلينى انا جعان ..الحقيلى اى حاجه ...

سميه مدت ايدها وابتدت تأكل غريب تحت نظرات ناديه المستغربه ومع كل كلمه او ضحكه بينهم ملامحها تتغير وتضم حواجبها لبعض لكن وهى باصه على اكلها من غير ماترفع وشها ...

ناديه خلصت فطار ووقفت :انا الحمد لله شبعت ..عاوز منى حاجه ياغريب انا ماشيه .

غريب :لأ ياحبيبتى عاوز سلامتك ..عاوزه حاجه من ناديه ياماما قبل ماتمشى .
سميه :لا متشكره مش عاوزه غير سلامتها .
ناديه ادتلها نظره بعدم مبالاه قبل ماتخرج وتقفل الباب وراها .

غريب كمل فطار هو وسميه وقام عشان ينزل لكن وقفته كلمة سميه :
متشكره اوى ياغريب ...
غريب :لسه معملتش اللى يستاهل انك تشكرينى عليه ياماما ..
سميه :يبقى انتا مش مقدر انتا عملت ولا بتعمل ايه ...انا فعلا بشكرك من كل قلبى يبنى ..

ابتسم غريب وهز دماغه بحركة رضا وخرج من الاوضه وقفل الباب ودقايق وقفها رجليه مش مطاوعاه ينزل ونفسه يسمع صوتها ولو بكلمه وحده وفالاخر اتنهد واستسلم ونزل 

ماهر قاعد على السفره لسه مكمل فطار هو ومريم وجوزها وحسام وجميله ونادر وشافو غريب نازل 

ماهر بص لمريم :اهو نزل اهو ياستى 

مريم :ابن الحلال على ذكره بيبان 
غريب :صباح الخير ... واتقدم بيحاول يجر كرسى يقعد عليه ...جايبين فى سيرتى بأيه على الصبح وانا اقول عمال اشرق وازور وانا باكل ليه .

ماهر :دى مريم بتسأل عليك مش بتفطر معانا ليه قلتلها انك مبقتش تفطر معانا خالص وانك ليك فتره حارمنى من متعة وجودك معايا على الفطار ..

غريب :ياااه مش بقعد معاكم خالص !دا هى ساعة الصبح بس وباقى اليوم كله معاك ...

ماهر :انا مليش دعوه هى مريم اللى بتشتكى منك وبتسأل عليك وانا رديت عليها ...شوف بقا مزعلها فأيه 

غريب :ياخبر ...ماما مريم زعلانه منى ....دنا كنت اموت نفسى ..

مريم بغضب :بعد الشر عنك اوعى تجيب سيرة الموت دى تانى ...وبعدين انا مقدرش ازعل منك انا بس مسافره النهارده انا وراضى والولاد وكنت عاوزه اقعد معاك شويه اشبع منك قبل ماامشى ..

غريب :ليه هتمشو بسرعه كده انتو لسه قعدتو دول يادوب يومين ...

مريم :معلش عشان مش هنقدر نسيب اشغالنا ومصالحنا اكتر من كده ..

غريب :عموما باقى النهار كله هنقضيه مع بعض انا وانتى ...ولا انتى مش هتكمليلى بقية الحكايه وهتسيبينى وتمشى وانا متشوق كده ...

مريم :ههههههه انتا لسه فاكر دنا قلت نسيت الحكايه اصلا 
غريب :لا طبعا انسى ازاى !
مريم :خلاص انا فطرت قوم معايا هنروح اوضتك واكملك الحكايه ياسيدى ...ومسكت ايده قومته ومشيو تحت انظار راضى اللى متابعهم بأبتسامه 

ماهر بصله :اصيله اوى مريم دى ياراضى ..
راضى :فوق ماتتصور ...مريم دى احلى حاجه الدنيا نصفتنى بيها بعد ظلمها ليا عمر بحاله .

ردت عليه جميله اللى طول الوقت كانت سرحانه وبتفكر ياترى جواهر عامله ايه دلوقتى :ربنا يخليكم لبعض ويحفظلكم اولادكم .
راضى :امين يارب ويحفظلك جواهر وانتا ياماهر بيه يحفظلك اولادك ويشفيك انتا وغريب ..

نادر طول الوقت عيونه متعلقه على السلم وكان نفسه اوى اميره تنزل تفطر معاهم ويشوفها ويملى عيونه منها وخصوصا ان مريم قالت انهم هيمشو النهارده وسدت نفسه حتى عن الفطار ..

نادر قام وقعد جمب ناديه اللى كانت قاعده بتقلب فى تليفونها فالريسبشن 

ناديه ..
ناديه :هممم
نادر :عاوز منك خدمه اخويه مستعصيه ..
ناديه :هتدفع كام 
نادر :يبنتى هو انا مش اخوكى زى غريب ؟ اشمعنا غريب يقولك نطى البحر تنطى وانا اطلب منك طلب صغنون عاوزه تمنه !

ناديه :بص يانادر انتا اخويا اه وكل حاجه بس الاخوه حاجه والمصلحه حاجه تانيه خالص ...واما غريب بقا فملكش دعوه بيه ومتحطش نفسك معاه فمقارنه لان اى حد هيقارن نفسه بغريب عندى هيطلع خسران عشان غريب دا القلب ودقاته ...

نادر :طيب ياستى انا راضى ابقا القولون وانتفخاته بس تنفذى اللى هطلبه منك ..

ناديه :اللى هو ؟ 
نادر :رقم اميره .
ناديه :لأ صعب جدا.. اطلب اى حاجه تانيه . رقم فريده عندى ينفع معاك ؟

نادر بغيظ :هعمل ايه برقم فريده انا يازفته انتى ..هو بلاها ناديه خد سوسو ...متفتحى دماغك دى وتحاولى حتى تاخديه من تليفون فريده من غير ماتعرف ...

ناديه بخضه :ايه دا ...ايه اسلوب اللف والدوران والتحوير اللى عاوزنى استخدمه دا ...انا اعمل كده برضو يانادر ؟ واأسفاه عليك يااخى ..وحطت ايدها على جبينها بتمثيل ..

نادر زغرلها :ناديه عاوزه كام اخلصى .
ناديه :والله اللى تجيبه مش هدقق معاك ..انتا اخويا يعنى فأكيد مش هعاملك زى الغريب ..
نادر طلع المحفظه وطلع منها شوية فلوس ميعرفش عددهم واداهم لناديه اللى خطفتهم وحطتهم فجيبها .

ناديه :طلع تليفونك بقا واتملى الرقم ياحلو .
نادر :ايانصابه ياغشاشه ...وبيقلد فيها ..عاوزنى الف وادور واحور يانادر ؟ دانتى طلعتى ام الحوارات .

ناديه :اله مش بقلب رزقى ياجدع فيه ايه ؟ 
نادر :مش عارف ليه بقيت شايفك اليومين دول وحده شغاله فمدبح .

ناديه :وهاله هاله دنا نعمة الله والاجر عالله ...
نادر : والله انتى فيوزاتك ضربت عالاخر هاتى الرقم خلصى عاوز اروح الشركه ...بقولك صحيح هو انتى ليه مبتقوليش لأميره وفريده ينزلو عشان ...

ناديه مدتله ايدها بحركه وقفته عن الكلام وكملت هى ...
عشان يفطرو معانا ومهما كان هما ضيوف وانا لازم اهتم بالضيوف واحاول معاهم الف مره مهما رفضو .

نادر :ايه دا ..انتى بقيتى بتقرى الافكار ؟
ناديه :واقرا الكف واشوف المستخبى واوشوش الودع واشوف بخت الصبيه واطمن الجدع وارمى بياضك يتحقق مرادك قول انشااااله ...

نادر بصلها بصدمه ورفع حواجبه وفاتح بوقه ...انتى مستحيل تكونى بنت ماهر الدمنهورى وسميه هانم ابداااا ..

ناديه بتمثيل :انا بنت المواقف وبذرة الايام الصعبة ..انا وحده من جيل شايل هموم اكبر من سنه ...انا الماضى والحاضر والمستقبل ..انا عبق التاريخ وامتداد الازمان ...انا هاميييس اخر عروس نيل ...

نادر سقفلها :الله عليكى يااااست ..والله انتى مكانك مش هنا انتى مكانك فحته تانيه خالص تاكدى ان لو حالتك زادت عن كده هابعتك عليها فأسرع وقت ...وسابها ومشى راح الشركه..

ماهر لجميله :هى داده سميره مرجعتش من الاجازه ياجميله ...

جميله :لأ لسه ياماهر بس بتتصل كل يوم تطمن عليك وعلى غريب وعلى البيت كله ... بس ليها تلات ايام متصلتش وانا اتلهيت فى فرح جواهر مكلمتهاش 
ماهر :انا قلقان عليها اوى مكنتش عاجبانى فآخر ايامها ..

جميله :السن واحكامه بقا ياماهر وداده سميره مش صغيره 

ماهر :كلميها النهارده استعجليها تيجى ياجميله البيت مالوش طعم من غيرها ...داده سميره دى بركة البيت كله ..

جميله :حاضر هكلمها ياحبيبي واستعجلها مع انى بقول نسيبها عند اختها شويه تشبع منها حرام دى بتروح تزورها كل فين وفين ..

ماهر :عموما كلميها وشوفى رأيها ايه لو حابه تقعد خليها براحتها عاوزه تيجى ابعتلها السواق يجيبها ...

جميله :حاضر ياماهر .

جميله قامت راحت على المطبخ وحضرت فطار وطلبت من ناديه تطلعه للبنات وتصحيهم عشان يفطرو 

ناديه اخدت الفطار وطلعت للبنات وصحتهم وقامو كلهم يفطرو مع بعض ومستمتعين الا ليل اللى كانت تحط اللقمه جوا بوقها وتفضل سرحانه فالفراغ وطول الوقت ساكته مبتتكلمش ....صحيح ناديه بتتكلم معاها احيانا لكن كلامها سطحى وللضروره بس ..مفيش بينهم اى مواضيع يتشاركو فيها الكلام ..

***********

قاسم نايم وايد تحت دماغ جواهر والايد التانيه حاططها على عنيه وعاقد حواجبه بتعب ...حس بدفا على وشه شال ايده لقى اشعة الشمس ابتدت تتسلل للاوضه من الشباك ...التفت لجواهر لقاها نايمه بأستسلام فضل باصصلها ومد ايده شال خصلة شعر كانت نازله على وشها وقرب منها وملامحه لانت وابتسم وهو بيتنفس ريحتها وغمض عنيه ورجع فتح من تانى بعيون دبلانه واتنهد وهو بيهمس جمب ودنها ....بحبك ياجوهرتى الغاليه .

قرب وطبع بوسه خفيفه على شفايفها وسحب ايده من تحتها بهدوء وقام وغطاها كويس وطلعله غيار من الدولاب وراح على الحمام اخد شاور ...

جواهر غمضت عنيها جامد من شعاع الشمس اللى اتسلط على وشها وابتدا يدايقها واتقلبت الناحيه التانيه ، 

ابتدت تصحى وبدأت تسترجع احداث ليلة امبارح وهى مغمضه ووصلت لما كانت فحضن قاسم وهو بيهدى فيها وخايف عليها ...فتحت عنيها ببطئ وعنيها متثبته على الفراغ اللى قدامها ...

لفت دماغها بالراحه ملقتش قاسم فمكانه على السرير ديقت عنيها بتساؤل ولفت بباقى جسمها ومدت ايدها ومسدت على مكانه اللى كان نايم فيه ...
جواهر قعدت على السرير مدايقه من اللى حصلها امبارح وبتسأل نفسها ياترى قاسم بيقول عليها ايه دلوقتى بعد ماكسرت فرحتة فليلة العمر اللى بيتمناها بقاله سنين، وطفت كل السعاده اللى كانت فعنيه امبارح وحطت ايديها الاتنين على وشها وبتهز دماغها بقلة حيله وبينما هى كده دخل قاسم ...

قاسم وقف مكانه وهمس : صباح الحب على جوهرة حياتى ..

جواهر شالت ايديها من على وشها وبصت لقاسم اللى كان شايل صينيه عليها فطار وواقف مبتسم ابتسامه حنونه ...
جواهر اتنهدت ومردتش ونزلت عنيها على ايديها اللى استقرو فحجرها ..

قاسم اتقدم وحط الصينيه على السرير ولف قعد قدام جواهر ومد ايديه بحركه بطيئه مسك ايديها الاتنين ورفعهم وباس كل ايد بوسه ..

جواهر :قاسم آاا
قاسم :ششش الايام كلها ملكنا والعمر قدامنها وهنقرب من بعض لما نزهق ..تعالى افطرى وانسى اى حاجه تانيه ..

جواهر بصتله واترمت فحضنه وهو مسد على شعرها نزولا لضهرها وقرب من ودنها وهمس بعد مابلع ريقه ...

قاسم :جواهر 
جواهر :همم 
نادر :انا عيل وبرجع فكلامى فثانيه على فكره هتقومى تفطرى ولا اغير كلامى للحكمه اللى بتقول ان محدش ضامن عمره ولا تؤجل عمل اليوم للغد ؟ 

جواهر ضحكت ضحكه خفيفه وقامت اخدت هدومها ودخلت الحمام تحت انظار قاسم اللى متابعاها وكل شويه يبلع ريقه من التوتر وقفلت الباب ...

قاسم :هو حظى المعفن انا عارفه بيعمل اكتر من كده ...البنت كانت زى الفل ورده مفتحه يدوب لمستها واللى اخدها مجابهاش تانى ...هى عين حد مدورة ورشقت فالجوازه انا عارف انا ..وجر حسره ومسك روب جواهر الابيض ابو ريش وقربه من وشه وهمس بيعدد....ياللى متهنيت بيك ياحبيبي ....ياللى مافرحت ولا اتدفيت بريشك الحلو دا ياغالى ..ومسح بيه دموعه الكدابه وفرده على جسمه وهو بيملس عليه ...

خرجت جواهر من الحمام لابسه البرنص ولافه شعرها بالفوطه قاسم مدلها ايده ومسك ايدها وقعدها جمبه على السرير وابتدا يأكلها بأيده وهى كمان ابتدت تاكله بأيدها ...
سمعو هما الاتنين صوت تليفون جواهر وهو بيرن ..قامت جواهر جابته وبصت فيه وبصت لقاسم وبلعت ريقها بتوتر ...دى ماما 

نادر طمنها بعنيه ومد ايده اخد منها التليفون ورد على جميله ومثل الفرحه فصوته ..

صباح الورد على احلى ماما جميله فالدنيا ..
جميله :ياصباح النور والسرور ..صباحيه مباركه ياعريس ...امال عروستنا فين لسه مصحيتش ولا ايه .

قاسم :لا صحيت وفالحمام بتاخد شاور ...لما تطلع هخليها تكلمك .
جميله :لا ياحبيبي مفيش داعى انا اتصلت اطمن عليكم بس واباركلكم وادينى اطمنت ...

قاسم :لا اطمنى حضرتك كله تمام ..
جميله بفرحه :ربنا يسعدكم ياحبيبى يارب ...بلغ سلامى لجواهر .

قاسم :يوصل ياماما جميله مع الف سلامه ..

جواهر اتنهدت براحه بعد ماقاسم زاح من على صدرها هم كبير وهو انها هتقول ايه لمامتها لو سألتها عن حاجه وهى مش بتعرف تكدب ..

بصت لقاسم بحب واتقدمت منه وقعدت قصاده ومسكت ايده بأديها الاتنين :انا مش عارفه اقولك ايه انا محظوظه ان ربنا رزقنى انسان متفهم زيك ياقاسم انتاعظيم بجد .

قاسم همس :مش قوى يعنى 
جواهر :قولت ايه ؟
قاسم :بقول متقوليش كده ياحبيبتى دا انا المحظوظ بيكى ...

***********
 غريب 
هاه يلا بقا كملى الحكايه ياماما مريم 

مريم :احنا كنا وقفنا فين ؟
غريب :وقفنا عند عم راضى لما رجع للشغل وكان مطنشك ومبقاش بيتكلم معاكى وانتى قررتى انك تبعدى ومتكلميهوش ولا تحتكى بيه بعد كده ودا جاب نتيجه عكسيه معاه ..

اميره :ايوااااه هتسألنى ازاى جاب نتيجع عكسيه هقولك ياسيدى ...

لما الافندى شافنى بعدت عنه وقللت احتكاكى بيه وحتى الاوامر بقيت اقولها لحد يقولهاله بقى علطول باصصلى وفعنية لوم وعتاب مش عارفه على ايه ...

اول ماعينى تيجى فعينه يبتسم ابتسامه جانبيه ويدور وشه ...دايما بقا يقعد فمكان منعزل فالمطبخ بعيد عن الكل يستنى الاوامر ..

بصراحه بروده دا جننى وكنت هقول انه خلاص نفضنى من تفكيره لولا وقفته ليا كل يوم قدام المطعم ومشيه ورايا بالموتسيكل من بعيد لغاية مايوصلنى لوسيلة المواصلات اللى هتوصلنى لبيتى واتحرك لولا مايمشى ...

فيوم بتكلم مع فاطمه اخته وسألتها لما فاض بيا :يبنتى هو اخوكى زعلان منى فحاجه ؟ ليه فجأه اخد منى موقف وبعد وبقا منعزل كده !

فاطمه :ابيه راضى حساس اوي ياابله مريم ...وبيعزك جدا وعشان كده بعد عنك عشان كرامته اهم عنده من اى حاجه فالدنيا ...

مريم :طب وهو حد جيه جمب كرامته عم الحساس دا ؟ 
فاطمه :متسأليه ياابله ...متطلبي منه تفسير واكيد هتلاقى عنده .
مريم :لا وهطلب تفسيرات ليه وانا مالى براحته يعمل اللى هو عاوزه .

فاطمه :وهو دا بالظبط مربط الفرس .
مريم :ازاى بقا ؟ 
فاطمه :قولتلك ياابله اسأليه هو الوحيد اللى عنده اجابه لكل اسئلتك .
مربم:طيب يافاطمه ..سلمى على فاتن وتيته عايده ...وروحى نامى اتأخرتى عشان تلحقى تشبعى نوم بتصحى بدرى انتى ..

فاطمه :حاضر ..تصبحى على خير ياابله 
مريم :وانتى من اهله ياحبيبة ابله .

مريم :قفلت السماعه وفضلت حيرانه افكر فكلام فاطمه اللى عامل زى اللغز دا وباعدين قلت لنفسى الظاهر العيله دى كلهم كلامهم وتصرفاتهم مش طبيعيه ، وبعدها نمت ..

تانى يوم الصبح رحت الشغل كالعاده وبرضو لقيت تصرفات راضى هى هى وقلت مبدهاش بقا انا هشوف الاهبل دا بيعمل ليه كده .

استنيت فى ميعاد انتهاء الشغل وخرجت بس المرادى مشيت من شارع تانى غير اللى متعوده امشى فيه ...الشارع كان هادى وسامعه صوت موتوسيكل راضى من بعيد ورايه ...مديت فخطوتى ودخلت جوا عماره واستخبيت ورا بابها وفضلت باصه من القزاز لغاية ماشفت راضى عدى قدامى ...وصل لاخر الشارع ووقف يتلفت يمين وشمال ...رجع تانى وبقا يبص فكل مدخل عماره وانا استخبيت منه كويس ...وصل لاول الشارع ولف ووقف ...
بقيت امد دماغى كل شويه واشوفه واقف ومحتار وبيهرش فدماغه بغباء وهو بيبص على كل عماره شويه ...

سمعته شغل الموتوسيكل مره تانيه وبيقرب ولما اتاكدت انه قرب جدا خرجت من العماره بسرعه ووقفت قدام العماره باصاله وهو شافنى وفرمل مره وحده كان هيتقلب لكنه سيطر على نفسه ...

وقف قصادى وشايفه صدره بيعلى ويهبط ويتنفس بعنف كأنه كان فيه حد بيجرى وراه ...وقفت بصاله ورافعه حاجبى ومربعه اديه وهو نزل وجانى جرى ووقف قدامى ومسكنى من دراعى وزعق :كنتى فالعماره دى بتعملى ايه ؟ وتعرفى مين هنا ؟ 

فضلت باصاله ومردتش 
راضى بزعيق :مش بسألك تردى عليا 

اتكلمت بنبره هاديه :وانتا بتسأل ليه ؟ يهمك فأيه كنت بعمل ايه ومع مين ؟ 

راضى :ايه تهمينى فأيه دا ...تهمينى طبعا ..وتهمينى جدا كمان ...

مريم اتنهدت وقربت منه واتكلمت بنبره هاديه :طيب ولما اهمك ، واهمك اوى ليه بتتهرب منى وتتجنبنى طول الفتره اللى فاتت دى ؟ 

راضى بصلها بصه طويله وبعدين اخد نفس وبص الناحيه التانيه واتكلم :
عشان متحسيش انى بفرض نفسى عليكى او تحسى بضغط انك لازم تتعاملى معايه بطريقه انتى مش حابه تتعاملى معايا بيها ..

مريم :اها فهمتك ...يعنى مكنتش عاوز تحس انى بعاملك كويس كرد جميل صح ؟ 

راضى :بالظبط كده .
مريم :غبى 
راضى :افندم 
مريم :بقولك غبى ..عشان فكرت انى معرفش افرق بين مشاعر حقيقيه وبين احساس بالعرفان ورد الجميل .

راضى :امال بعدتى ليه وبطلتى حتى تحاولى تكلمينى زى الاول .
مريم :عشان مش مريم اللى ترضى على نفسها تبادر كل مره وتيجى على نفسها عشان اى حاجه فالدنيا ..

راضى :طب انا عاوز اتجوزك على سنة الله ورسوله ...ترضى بواحد ظروفه على اده وفرقابته اختين مش هيتخلى عنهم لغاية مايوصلهم بر الامان والدنيا ملطشه معاه ...وبيحبك .

ابتسمت وانا ببصله وبقوله : اللى يبقى شايل مسئولية اخواته البنات من صغره ومهما الدنيا تعبته لسه مكمل ، واللى يضحى بحياته عشان وحده ميعرفهاش ، واللى يحب وحده ويخاف عليها ويفضل كل يوم يمشى وراها من غير ماتحس لغاية مايطمن عليها ، واللى كرامته مسمحتلوش انه يستغل موقف بطولى عمله معاها عشان يوصل لقلبها ....دا الوحده تعيش معاه وهى مأمنه ومطمنه لاخر العمر انها مع راجل بجد ...

راضى :طيب وبالنسبه لظروفه الوحشه ؟
مريم :مش هتهمها فأى حاجه ولا هتأثر فقرارها ...بس يمكن ظروفها هى تفرق معاه ولما يعرفها رأيه فيها يتغير ..

راضى :مش.....وقبل مايكمل قاطعته مريم ...انا متربيه فملجأ ياراضى ..
يعنى لقيطه مليش اب ولا ام ولا اهل ...

راضى سكت شويه وحط ايده على دقنه بيفرك فيها وغمض عنيه ثوانى ...فالثوانى دى هيأت نفسى لأى حاجه ممكن يقولها وقررت انى هتقبلها بصدر رحب ...

واخيرا نطق :هما الام والاب دورهم ايه فحياة الواحد يامريم ؟ دورهم يكبرو ويعلمو وينصحو ويوجهو للطريق الصح ويسندوه فكل عثره تقابله ...ولو الواحد عرف طريقه الصح من غيرهم ، ولو كان قوى وقادر يتغلب على العثرات ويقوم منها لوحده ، صدقينى مش هيكون مهم وجود ام او اب فحياته ...

مريم :هترضى تتجوز بنت حرام وتكون ام لاولادك ؟
راضى :مش شرط انك اتربيتى فملجأ تكونى بنت حرام ..ممكن تكون الظروف جبرت اهلك انهم يتخلو عنك ....يمكن اتولدتى يتيمة اب ومسئوليتك كانت اكبر من ان امك تشيلها ...يمكن اهلك ماتو ومكنش ليكى حد فودوكى ملجأ ..فكل الاحوال اللى وداكى الملجأ شاف انه احسنلك من العيشه معاه ...

مريم عنيها دمعت :يعنى انتا مش فارق معاك حاجه زى دى ؟ 

قرب منى ومسك ايدى ولأول مره فحياتى شاب يمسك ايدى واحس بدفو اديه محاوطين ايدى اللى بتترعش بقوه وبص فعنيا وقالى :
انا كل اللى يفرق معايا انتى يامريم 
انا بحبك وعاوزك بكل مافيكى ..

بقوتك اللى عجبتنى اول مره شفتك فيها وانتى بتشخطى وتنترى وممشيه تحت امرك رجاله بشنبات ، بأحترامك لنفسك اللى بيجبر كل اللى حواليكى انه يحترمك ، بضعفك اللى شايفه دلوقتى فعنيكى وحاسه فرعشة اديكى ...انا عايزك ست بيتى وام لعيالى وسعاده وفرحه لقلبي بغض النظر عن اى حاجه تانيه ...

حطيت ايدى على وشى ومسحت دموعى اللى مبقتش مسيطره عليها وهو ضحك وشدنى من ايدى ومسك اديا الاتنين وفضل يلف فالشارع ويصرخ ويضحك وانا اضحك على جنانه بعلو صوتى، ومقطعش اللحظه الرومانسيه دى غير حلة مية طرشى لقينا نفسنا مستحميين بيها وصوت وحده كبيره فالسن بتقول يلا يامجانين ياولاد المجانين من هنا ....

ضحكنا اكتر وركب الموتوسيكل وانا ركبت وراه ويومها هو اللى وصلنى البيت ورجع وانا كنت حاسه بسعادة العالم فقلبى بدون مبالغه ...

اول مارجعت استحميت من مية الطورشى اللى الوليه دلقتها علينا و غيرت ونمت يومها وانا مرتاحة البال ومرتاحة القلب ...

تانى يوم كان اجازه ورحت لماما فريده الدار وقضيت معاها اليوم وحكتلها على كل حاجه وطلبت رأيها فالموضوع ...

فريده :انتى عارفه يامريم ان انا برغم سنى وخبرتى الا انى بطلب رأيك انتى بالذات فحجات كتير لانى عارفه نظرتك للامور اد ايه عميقه ومتفهمه ...عشان كده هقولك اللى انتى شايفاه صح اعمليه ..وامشى ورا عقلك مش ورا قلبك لان اللى بتمشى ورا قلبها من غير تفكير بتخسر واميره اكبر دليل قدامك ..

مريم :طيب منا خايفه يكون قلبي هو اللى بيسوقنى ومش مخلى عقلى شايف اى حاجه ...
فريده :بصى هو فاللى حكيتيهولى دا كله الولد مفيش فيه غير عيب واحد دا لو هنعتبره عيب ....حالته التعبانه ..وعشان متأكده انك مش زى باقى البنات وان دى اخر حاجه ممكن تفكرى فيها هقولك ان الولد مفهوش عيوب ....اتجوزيه يامريم ..اتجوزى وابنى حياه وكونى اسره عشان انا متأكده بعد اللى قولتيه ان راضى دا فرحتك اللى ربنا شايلهالك من زمان ...

ابتسمت وروحت يومها من عند ماما فريده وانا مرتاحه ومبسوطه، واول ماروحت على العصر كده وسمعت حد بيخبط ...قومت فتحت الباب واتفاجأ براضى والست عايده وفاطمه وفاتن والكل لابس وعلى سنجة عشره والبيه ماسك فأيده علبة جاتوه وبوكيه ورد .ببص لنفسي لقيتنى بجلابيتى البيتى المفضله القطن الخفيفه القصيره المقطعه المتبهدله اللى لو اديتها لشحاته عريانه مترضاش تمسكها من ايدى بس برتاح فيها اعمل ايه ..كل وحده فينا بيبقى عندها هلهوله غاليه عليها وبتريحها 

لأ والادهى انى لما بكون لوحدى بقوم فارده شعري وافضل انعكش فيه عشان الهوا يوصل لفروة راسى ينعشها وشويه والاقيه اتسحب شعرايه شعرايه ووقف لفوق وتحدى الجازبيه وهو دا المنظر اللى شافونى فيه وانا بقيت متنحه وفنص هدومى 

لقيته بصلى وضحك مره وحده وبص للبنات اللى هما كمان ميتين ضحك وحتى الست عايده بتضحك وحاطه ايدها على بوقها ومفيش غير كتافها بتتهز ..

بصراحه موقف ربنا ميحط اى بنت فيه ...

وللحكايه بقيه.......

بقلم /ريناد رينووو 
لكم منى اجمل باقات الزهور

رواية فرعون الجزء الثاني البارت الحادي عشر بقلم الكاتبة ريناد 

لمتابعة البارتالثاني عشر إضغط هنا



reaction:

تعليقات