Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بقلبي أراك فرعونا الفصل الثالث عشر بقلم زينب سمير

 رواية بقلبي أراك فرعونا الفصل الثالث عشر بقلم زينب سمير

رواية بقلبي أراك فرعونا بقلم زينب سمير


بقلبي أراك فرعونا :-
_ الفصل الثالث عشر _

هل تصدق ان ببعض الحب قد تتحول الحياة الي جنة ؟

كذلك تحولت حياة جاسي وحسام لـ جنة بعد اظهار قليلا من الحب من حسام لها ، حياته معها في نعيم حقيقي منذ لحظة فوزها بالمسابقة ، سهرات جميلة ، احاديث مسلية ، طلات مثيرة ، بعدما كان يشعر بالملل والروتين من معيشتهم وبات يكره العودة الي البيت ، صار يعود قبل ميعاده بساعات ، يلغي جميع سهراته ونسي جميع الفتيات عداها

حقا بعض التغيير يؤدي الي حدوث نتائج في غاية الروعة !

كانت تقف امام موقد الطعام ، تقلب حبات الارز الابيض بأهتمام ، فجأة وجدت من يحتضنها من ظهرها ، شهقت ونظرت خلفها فوجدته هو .. زوجها الحبيب حسام
طبع قبلة علي احدي وجنتيها وهتف:-
_بتعملي اية ؟
اجابته بنبرتها الرقيقة:-
_بعمل اكل لحبيبي 
طبع قبلة اخري علي وجنتيها الاخري ، اكمل حديثه كذلك:-
_حبيبك اللي هو انا ؟
التفتت له فصار وجهه في وجهها ، مدت يدها لتعانق عنقه ، قالت هي الاخري بغنج:-
_مفيش غيرك
ابتسم بزهو وفخر ، اقترب ليقبلها ثم ابتعد
هتفت وهي تلتفت لتقلب حبات الارز سريعا قبل ان تحترق:-
_اعمل شور بسرعة قبل ما الاكل يطيب حسام
اؤما بحسنا وترك المطبخ 
وصلت رسالة له بذات الوقت من منار 
محتواها " مبروك علي فوز جاسي بالمسابقة "
فقط انتشر الامر علي بعض وسائل الانترنت ، فـ اجابها 
" الله يبارك فيكي يامنار ، عقبال ما تتحقق احلامك انتي كمان "

وكانت جميع احلامها تلتفت حول شيئا واحدة وهو ان يحبها اسـلام ..

قبل تلك الاحداث فقط بساعة ، بمصر 

اجواء الاحتفال بالخطبة بدأت ، نغمات هنا وهناك ، رقص ، احتفال ، سعادة محمد وهايدي كانت واضحة لـ الاعمياء 
جاءت والدة هايدي بـ خواتم الخطبة ، التفتت الانظار عليهم بتلك اللحظة ليروا الامر بدقة ، ابتسم هو والتقط خاتم خطبتها ، مد يده ليمسك يدها فحاولت ان تبعد يدها عنه بدلال ومزاح
حاول مرارا وهي تبعدها والضحكات تتعالي بالمكان ، تحركت هدير بتلقائية وثبتت يد هايدي بين يدي محمد
وهي تنطق بهمس لا يسمعه سواهم:-
_بطليلي محن انتي وهو ، انا عارفة انك هتموتي وتلبسيها من زمان اصلا
نظرت لها بشزر اما محمد فضحك علي حديث هدير ونظرات هايدي الحانقة

كان قمير يتابع حركات هدير بشغف ، كانت جميلة ك عادتها حديثا ، ترتدي فستانا مشابها لـ الذي ترتديه منار ، ازرق اللون وبه بعض الورود البيضاء كذلك حجاب ابيض زاد من جمالها
عندما ابتعدت عن العروسين اقترب منها ، توترت وهي تلمحه يأتي نحوها ، لكن حاولت ان تتماسك
نطق بتلاعب:-
_عقبالك
اجابت بخجل:-
_شكرا 
صمتت وتابعت بخجل واحراج اكبر:-
_عقبالك انت كمان
فنطق بصراحة ونبرة ذات مغذي اخيرا:-
_انا وانتي ان شاء الله في كوشة واحدة 

نظرت له بذهول فأبتسم وتركها دون حديث اخر
ذلك الابلة ماذا قال بالله ؟ أيقصد انها ستكون عروسه ؟ ام انها تتخيل ام ماذا بالضبط ؟
بالاخير هل يشعل النار في عقلها ويغادر هكذا بكل برود ؟!
أمجنون هو ؟!
..................
بـ منزل اسـلام ..

علي طاولة الطعام ، اصطفت العائلة ، والد ووالدة اسلام ، شقيقه وهو ، راحت والدته تطعمه بيدها لقيمة فأخري دون تمهل 
كان المراقب لتلك الحالة اخيه طارق الذي نطق بضحك:-
_ارحميه ياماما الواد خلاص قرب ينفجر
قالت وهي تضع بفمه قطعة لحم مشوي:-
_خليه يتغذي ، دا ياعيني كان جاي هفتان من باريس دي
طارق بأستنكار:-
_جسمه شوية كمان وهيفصل تلاتة من حجمي ودا كله وهفتان ؟
وفاء:-
_بصله بقي في جسمه علشان يتعب ويمرض ، يمكن ترتاح
ابعد عيونه عنهم وهو يردد:-
_علي اية ، انا مش هبصله تاني اصلا

ابتلع اسلام ما بفمه ونهض سريعا ، وجهه حديثه لوالدته:-
_كفاية ياماما انا خلاص قربت انفجر
كادت تتحدث فقال والده:-
_كفاية ياوفاء الواد هيجبلك معدة لدا كله منين 
بعث له قبلة بالهواء ناطقا:-
_حبيبي ياحاج

ذهب ليغسل يديه ثم عاد لهم ، قال وهو يقبل يد والدته:-
_همشي انا بقي
قالت والدته بزعر:-
_تمشي من دلوقتي ؟ لسة في وقت كتير علي الطيارة
قالت بتنهيدة عالية:-
_في مشوار ورايا عايز اعمله قبل ما اروح
قال والده بشك وقلق:-
_مشوار اية دا يابني

ظن انه خاص بـ تلك الفتاة .. حبيبته السابقة

فهم اسلام قصده فقال ليطمنه:-
_متقلقش ياحاج ، حاجة كدا سريعة خاصة بالشغل نسيت اعملها في الاسبوعين اللي فاتوا

اؤما بتفهم واطمئنان ، كذلك نهض هو وطارق ليسلما عليه
قال طارق:-
_اوصلك ؟
اؤما بالنفي قائلا:-
_لا ، مفيش داعي ، عايز اروح المشوار دا لوحدي

فـ اؤما له طارق بتفهم وهو يربت علي كتفه بحب اخوي خالص ..
...............
_عايز اقابلك 

هكذا كانت محتوي رسالة اسلام لمنار وهي بمنتصف حفل الخطبة ، كان ينوي الهروب منها ، بل هو قرر المغادرة مبكرا لـ الهروب من التفكير فيها ، لكن دون شعور وجد نفسه يريد ان يقابلها ، لم يطاوعه قلبه بأن يأتي لمصر ويغادر دون ان يراها ويحادثا وجها لوجهه

اجابته بأستنكار:-
_تقابلني فين ! انا في خطوبة هايدي
قال بتعند ممزوج بكلمات تأثيرية:-
_مليش دعوة انا عايز اقابلك وخلاص ، انا مسافر كمان تلت ساعات وعايز اشوفك قبل ما اسافر
بعثت له بفزع:-
_مسافر بالسرعة دي ؟!
_ايوة
تنهدت ولم تعرف ماذا تفعل ، تترك الحفل ام تتخلي عن زيارته ! 
لم يترك لها مجال لـ التفكير ، حيث بعث رسالة اخري لها:-
_قوليلي فينك دلوقتي وانا هاجي اخدك .. 

وبالفعل كتبت له العنوان ..

بعد قليل .. بأحدي الكافيهات  

جلس اسلام علي طاولة وامامه كانت منار ، بينهم طاولة وعليها كوبين من عصير البرتقال الطازج ، كانت هي متوترة ومشدوة ، لا تعرف ماذا عليها ان تفعل ، تلك اول مرة تقابل فيها شابا ويبقي امامها هكذا وجها لوجهه 
كما ان الشاب ليس اي احدا ، بل هو اسلام .. حبيبها صعب المنال 
كان حاله هو غيرها نعم متوتر لكن توتر من نوع اخر ، متوتر من مشاعر مبهومة هو لا يريد ان يفسرها ، متوتر من افعال يفعلها بتهور ودون تخطيط .. ك تلك المقابلة التي جمعته بها الان

تنهد وهو يهتف اخيرا بعد صمت طويل احاطهم:-
_الصورة اللي اتخيلتها عنك كانت بتشبهك بالظبط 
نظرت للارض بخجل ولم تتحدث ، فتابع:-
_انا الحقيقة مكنتش عايز نتقابل بالطريقة دي واجيبلك بسرعة من غير خبر ، بس مقدرتش اسافر من غير ما اشوفك
تطلعت له بذهول ، أهو واعي لحديثه ؟
لاحظ صدمتها فأبتسم عليها بقوة واردف:-
_انا مستغرب كلامي دا زيك بالظبط ، معرفش لية بقول كدا .. بس فعلا الكلام بيخرج من غير تخطيط ، منار انتي فيكي حاجة غريبة بتخلي الواحد يرتاح معاكي علطول ، معرفش الكل بيحس معاكي بنفس الراحة ولا انا بس 

حديثه كان من وجهه نظرها مدح ، فخجلت فورا ونظرت للارض ، نطق هو اخيرا بعد زفير طويل:-
_انا مشاعري ملخبطة جدا ، بعد حكاية ماريان وانا واقف من الحب وبيني وبينه الف سـد ، الستات حتي مكنتش بطيق اتكلم معاها الا امي وكذا واحدة طبعا ، لما قولتي انكم مختلفين وان انا فعلا اكيد علي الاقل مبشوفش امي زي ماري وانها مش خاينة ، فكرت في الامر كتير لقيت فعلا جاسي رغم كل اللي بيعمله حسام وهي عارفة بيه بتحبه ومكملو معاه ، امي استحميت كتير في الاول مع بابا ومسبتوش ، اخويا كل يوم مشاكل مع خطيبته ومسبتهوش ولا خانته ، الف حكاية وحكاية ومفيش ست فيهم كانت خاينة ووحشة ، الغلط كان عليا لاني اخترت من الاول غلط

تنهد طويلا وهي تسمع له بأهتمام وفضول ، تنتظر ما سيقوله من حديث اخر ، بالفعل اكمل:-
_بعدين لقيت نفسي بكلمك من غير شعور ، بكلمك في اي كلام واي حوار ، حتي لو قولت " ازيك " وانتي قولتي " الحمدلله " ببقي فرحان اني كلمتك ...
صمت ثم قال بتوتر:-
_حسيت بعد كدا اني معجبك بيكي ..

والله ثم والله هو لم يكن يجهز هذا الحديث ابدا ، بل هو قرر السفر كي لا يقول هذا الحديث
بالله ماذا حدث ؟ ما الذي يتفوه به هذا ؟
أ لبسه شخصا اخر ؟ ام ماذا ؟!!

كاد ينطق بحديث اخر لكن هي كل اعصابها ترتجف من اثر السعادة والذهول ، نهضت عن مكانها وهي تقول بأرتجاف:-
_هدخل الحمام ، لحظة بس وجاية 
تفهم حالتها فأؤما لها بحسنا وسرعان ما غادرته متوجهة نحو دورة مياة السيدات ...
.................
بدورة المياة ..

وقفت امام المرأة ترتجف اثر سعادتها ، معجب بها ، هي التي توقعت انه لا يراها وظنت انها لا تفرق معه .. لكنها كانت تشغله وتشغل تفكيره كما كان يشغلها ويحوز علي اهتمامها وقلبها بالتدريج ، كاد ينطق بحبه لها ، بالله كاد ينطق ..

فتحت صنبور المياة واخذت بعض من المياة الجاري علي يدها ، مسحت بالماء علي وجهها ليرطبه والضحكة مرتسمة علي وجهها 
اغلقت الصنبور سريعا وجففت وجهها بـ قطعة قماش ورقي .. قررت كذلك الخروج سريعا له لتستمع لباقي حديثه

بنفس ذات الوقت عنده ، لم يدعي لـ التفكير طريقا له كي لا يتحكم به عقله ويقازف عليه الذكريات السوداء تباعا فيجعله بحال غير الذي عليه الان وينقلب الامر ، حاول ان ينشغل بأي شئ ، بتلك اللحظة ارتفع صوت شعار بوصول رسالة علي هاتفها الموضوع علي الطاولة وانفتحت شاشته ، نظر له وكاد يبعد نظره عنه حتي لمح مرسل الرسالة والذي لم يكن سوي حسام

مسكه بفضول وفتحه ، ظهرت امامه المحادثة التي تجمع بين حسام و منار
كانت اخر رسالة ارسلتها له هي المباركة له وهو اجابها علي تلك المباركة
صعد قليلا باصبعه لاعلي بفضول ليقرأ رسائلهم
فوقعت عيونه علي المحادثة قبل الاخيرة التي جمعتهم  
وكان محتواها 
" قالت بأصرار:-
_هيحبني ، انا متأكدة انه في يوم هيحبني
_نتراهن 
قالت بحماس:-
_نتراهن انه هيحبني وفي اقرب وقت كمان ..
ثم عادت تسأل:-
_اخبارك انت وجاسي اية ؟
تنهد عاليا من الطرف الاخر ثم اجاب:-
_تمام .. كويسين متشغليش بالك انتي بينا 
وعاد يكمل بمزاح:-
_ورينا بس شطارتك وانتي بتوقعي الفرعون في الحب
منار:-
_هو مش عايز خطط علشان يقع ، هو عايز يحس معايا بالأمان "

قرأ الرسالة عدة مرات بذهول وغضب ، قطع غضبه صوتها:-
_اتأخرت عليك ؟
نهض ليقف امامه .. مواجها له ، وضع الهاتف امام نصب عيونها وسألها بحدة:-
_اية دا ؟
نظرت لـ المحادثة وقرأتها ثم له وهي تنطق:-
_مش فاهمة !
نطق بغضب:-
_وانا اللي مفكرك بريئة اتاريكي متراهنة علي انك توقعيني في حبك
القي الهاتف علي الطاولة وبدأ بجمع اغراضه ، قالت بدموع سريعا ما تجمعت في عيونها:-
_انت فاهم غلط انا....
نظر لها بحسرة متابعا:-
_ياخسارة ، فكرتك غير ماريان بس طلعتي زيها ، خبثك غير خبثها بس في الحالتين كنت انا المتغفل الوحيد في الحكاية

ثم ماذا .. ؟

تركها وغادر بعدما القي بعض المال علي الطاولة ثمنا لمشاريبهم ، نظرت بذهول لمكان اختفاءه ، منذ لحظات كانوا سيبدأوا قصة حبهم والان لـ التو انحرقت تلك القصة بأحداثها قبل ان تدون ... 
..........
فاتت ايام وايام ، عشرة ايام تقريبا ، حاولت ان تحادثه فيها لكن لا يجيب ، لا علي برنامج " الفيس " او " الواتساب " ولا علي اتصالتها 
حتي حسام كان غالق هاتفه 

قالت هدير وهي تربت علي كتفها:-
_والله دا خير ليكي انه بَعد من الاول مش احسن ما كانت حكايتكم تطور وتتعلقي بيه اكتر ويكون بيشك فيكي من ابسط حركة منك وساعتها كنتي هتعيشي في جحيم ومحتارة بين انك تبعديِ ولا تبقيِ
نطقت بدموع:-
_مسبليش فرصة اشرحله ولا افهمه حاجة
قالت هايدي بضيق:-
_هو حقه يفهم الموضوع غلط بصراحة ، بس برضوا كان لازم يسمع كلامك وتفسيرك لـ اللي كتباه
منار بأنهيار:-
_انا مكنش قصدي حاجة غير اني هغيره واخليه يحبني وقلت كلمة رهان دي بهزار

تنهدوا الفتاتين بحزن عليها ولم يرد احد ، فقط بقيت هدير تربت عليها بحنان 

امسكت هاتفها لتبعث له رسالة اخري وجدت حسابه مُغلق لكن حساب حسام كان مفتوح
بعثت له سريعا بتلهف:-
_حسام ، طمني علي اسلام ارجوك ، هو لية قافل ومش بيفتح ومش عايز يرد عليا خالص ؟

ارسلت له الرسالة ولم تعطي له فرصة وراحت ترسل كذلك عدة رسائل اخري ، أهو حزين ؟ يراها خائنة ؟ أسيعفو ؟ 
كثير وكثير من الاسئلة
اجاب حسام عليها بعبارة واحدة من خمس كلمات مختصرة:-
_ماريان في باريس يامنار........

يتبع.........

لمتابعة البارت الرابع عشر اضغط هنا

reaction:

تعليقات