Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشق الادم التاسع والعشرين 29- ياسمين

رواية عشق الادم التاسع والعشرين- ياسمين

رواية عشق الادم التاسع والعشرين

هذه القطعة الفنية الرائعة صنعت للملكات والملوك

وصل آدم الي القصر في ساعة متأخرة من الليل.... بخطى متثاقلة شق طريقه الى جناحه، لا يريد الدخول إلى تلك الغرفة التي أصبحت باردة و خاوية في غياب صغيرته،

فتح الباب ثم دلف بهدوء الي الجناح و منه إلى غرفة النوم. خلع حاكيته ثم رماه باهمال على الاريكة و بدأ في خلع ربطة عنقه.... فجأة... تسللت الى أنفه رائحة عطر مألوفة لطالما اشتاق إليها.

أدار رأسه بسرعة ليلمح ذلك الجسد الصغير المكتوم فوق سريره، ابتسم بسعادة غير مصدق لما يراه..

تقدم باتجاه السرير ليجد صغيرته الفاتنة تنام بعمق... كم تبدو ساحرة كحورية من الجنة و هي ترتدي احد قمصانه البيضاء التي تصل إلى فوق ركبتيها بقليل، شعرها الأشقر يتناثر بفوضوية من حولها.. دقق النظر بملامح وجهها الذي اشتاق له حد الجحيم، وجهها محمر بشدة و عليه آثار البكاء و دموعها الرطبة مازالت على وجنتيها...

لايستطيع وصف السعادة التي غمرت قلبه و هو يجدها في غرفته و ترتدي قميصه.. غير ملابسه بهدوء و اندس بجوارها ثم حاوط خصرها بذراعه ليجذبها اليه و هو لايكف على استنشاق رائحتها و تقبيل كتفيها و مؤخرة رأسها و رقبتها من الخلف.. توقف قليلا ليستمع إلى همهماتها الخافتة باسمه ليعلم انها تحلم به.

تنهد بعمق قبل أن يغوص هو الاخر في نوم عميق بعد تعب ليالي طويلة....

صباحا فتحت ياسمين عينيها وتشعر بدفئ غريب يحاوطها وبذراعين ثقيلتين تكبلان جسدها باحكام و كأنها ستهرب... لتعلم ان آدم قد عاد الي القصر البارحة...

شعرت بخجل شديد وهي تخيل كيف رآها البارحة و هي ترتدي ملابسه... يجب أن تهرب بسرعة قبل يستيقظ و يراها..

حركت يده الي الأعلى بصعوبة و هي تسحب نفسها بخفة محاولة التسلل من حصاره...

ثانية..... اثنتان.... ثلاثة.....

لم تشعر بنفسها الا هي تستلقي من جديد على السرير و آدم يعتليها و على وجهه ابتسامة عريضة...

ابتلعت ريقها و هي تتجاهل النظر اليه

آدم بصوت ناعس:"رايحة فين كده مين غير متقولي صباح الخير؟؟".

ياسمين بصوت متوتر:"انا.... انا..انا كنت....".

آدم بتسلية:"انت إيه؟؟".

ياسمين بعد تفكير :"انا كنت رايحة اوضتي".

آدم باندهاش:"امال دي ايه؟".

ياسمين و هي تتحاشى النظر الى عيناه:"لا دي اوضتك انت".

آدم بهدوء:" طيب و بتعملي ايه في اوضتي يامدام ياسمين؟".

ياسمين و هي تشعر بجفاف في حلقها:"انا كنت حنام في الاوضة الثانية... بس لقيت ماما نايمة فمحبيتش....ازعجها يعني".

آدم :"طيب و بالنسبة للقميص الحلو اللي انت لابساه".

ياسمين ببلاهة:"ها... قميص.. آه.. هو انا مش عندي هدوم هنا اصل انا خذت الهدوم للاوضة التانية".

آدم و هو يرفع حاجبه:"ممم انت متأكدة انك اخذتي كل الهدوم؟؟؟ ".

ياسمين لإخفاء كذبتها:" انا لازم امشي ماما حتصحى و حتدور عليا".

أشار آدم بعينيه الى القميص لتنظر اليه بعدم فهم

:" طب و القميص؟ "


" ماله؟ ".

:" القميص داه بتاعي على فكرة و انا عاوز البسه".

:"و انا حلبس إيه و بعدين عندك أوضة الهدوم مليانة قمصان".

:" تؤتؤتؤ عاجبني داه. انا حر".

ظل آدم يشاكسها لبعض الوقت حامدا الله انها نسيت غضبها منه و لو لبعض الوقت حتى ينعم بقربها و يطفئ نار شوقه لها و لو قليلا...

حدقت ياسمين بوجه آدم الذي بدا و كأنه في عالم آخر ينظر لها فقط لكنه لم يكن يستمع الى كلامها....

تفرست قليلا ملامح وجهه التي كساها التعب، ذقنه الذي استطال باهمال ليزيده هيبة و وسامة، عيناه الفيروزيتان تلمعان بسعادة رغم نظرات الندم و الألم التي تكسوهما.

دفعته بيدها بقوة لتنسل من تحته بخفة لتركض باتجاه الباب بسرعة و كأنها للتو تذكرت غضبها و خوفها منه...

جذبها آدم من جديد من ذراعها لتصرخ ياسمين بخوف و هي تضربه:"سيبني عاوزة اخرج من هنا".

آدم بقلق:"إهدي يا قلبي مالك...اهدي مش حعملك حاجة..".

ياسمين بانهيار و ببكاء:"لالا... سيبني عاوزة اروح...مش عاوزة افضل هنا".

آدم بصوت حنون:"طيب خلاص اهدي بس كده حتقلقي مامتك عليكي متنسيش انها تعبانة... و بعدين ما انت كنتي كويسة جرالك ايه فجأة تحولتي".

ياسمين ببكاء و هي تدفعه محاولة الخروج من محيط ذراعيه :"لو انت فاكر اني نسيت اللي انت عملته فيا... فتبقى غلطان... انت جرحتني جامد و مش مرة واحدة بس... لا دا انت من لما رجعنا لمصر و انت تغيرت خالص بقيت واحد ثاني انا معرفوش... مش عارفة ليه تغيرت فجأة بقيت بتتعصب و بتشخط و آخر مرة كمان ضربتني و كنت حت....

مسحت دموعها لتكمل:"انا بقيت بخاف منك اوي.. انا عملتلك إيه عشان تتغير معايا كده... انت لو بقيت بتكرهني و مش عاوزني قلي و انا حفهم. حمش...".

آدم بحدة:"انت بتخرفي بتقولي إيه... جبتي الكلام الفارغ داه منين؟".

ياسمين من بين دموعها:"شفت... شفت إزاي بتتعصب فجأة و بتتحول لما بتسمع مني اي كلمة مش عجباك حتى لو كانت بسيطة... انا حاسة ان في حاجة انت مخبيها عليا... انا حاسة.. حاسة ان في فجوة كبيرة بينا و عمالة بتكبر كل يوم.. انت فاكرني صغيرة و مش فاهمة حاجة بس كده انت تبقى غلطان اوي انا واعية و فاهمة انا كل لما بسألك بتتعصب و بتشخط و بتغير الموضوع... و انا تعبت اوي و الله تعبت من التفكير. اتكلم و قول اي حاجة يمكن تريحني.. اي حاجة حتبقى ارحم من العذاب اللي انا فاهمة".

انهارت ياسمين من البكاء ليحتضنها آدم و هو يربت على ظهرها بحنان قبل أن يحملها و يجلس على الاريكة و يجلسها على ساقيه...

مسح دموعها بأنامله و هو يبتسم بألم قائلا:" اهدي يا حبيبتي خلاص انا آسف... انا غبي و حمار و عصبي بس بحبك و الله العظيم بحبك و مليش غيرك في الدنيا دي كلها وعارف اني لو بقيت اتأسفلك عمري كله مش حمحي الألم و العذاب اللي انا سببتهولك.... بس بلاش دموع.... دموعك دي أغلى مني انا مستهتلش تبكي عشاني.... انا ححكيلك كل حاجة بس توعديني انك متسيبنيش مهما حصل... متبعديش عني يا ياسمين انا ماصدقت لقيتك. انت الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايش عشانها....

حاوط رأسها بكفية و يسند جبينه على جبينها ثم يتمتم بضياع امام ثغرها:"انت لو سبتيني انا حموت... اوعي تتخلي عني يا ياسمينتي و انا اوعدك و الله حتغير و حعمل كل اللي انت عاوزاه بس استحمليني و خليكي معايا للآخر انت وعدتيني انك حتبقي معايا...صح.. انا حقلك كل حاجة ححكيلك ماضيا كله و مش حخبي عليكي بعد كده".

أومأت ياسمين برأسها غير مصدقة كيف تحول آدم الحديدي بكل قسوته و جبروته الي طفل صغير يستجدي عطفها.. أما قلبها فقد بدأ يلين تحت وقع كلماته المؤثرة...أغمضت عينيها و هي تشعر بشفتيه تتحركان على شفتيها بنعومة و كأنه يطلب الأذن لتقبيلها..لم تفكر في الأمر مرتين و هي تستجمع كل قواها لتبادر هي بتقبيله لأول مرة...لم تدري كيف او لماذا فعلت ذالك، مازالت تخافه و لم تنس مافعله بها .. لكن في قرارة نفسها كانت تشعر انه يستحق فرصة أخرى للبدأ من جديد...هي لن تخسر شيئا ستسمعه و ستقرر بعد ذلك... هذا ما نصحتها به والدتها طوال الايام الفارطة التي قضتها معها".

فصل آدم قبلته بصعوبة ليحملها بين ذراعيه متجها الي السرير و هو يهمس برجاء:" ارجوكي يا ياسمين خليني احس انك رجعتيلي من تاني.. عاوز اتأكد اني مش بحلم و انك معايا بجد...وحشتيني اوي... اوي يا حبيبتي...".

عاد ليأخذ شفتيها من جديد يقبلها بنهم ثم وضعها على السرير دون أن يبتعد عن شفتيها و كأن حياته كلها تعتمد على تلك القبلة...تحركت يديه بجرأة على منحنيات جسدها المتشنج و الذي بدأ يذوب تدريجيا تحت لمساته الخبيرة ليأخذها الي عالمه الخاص متناسيا واقعه الأليم.........

..................................

في الحي الشعبي

نزلت غادة درج العمارة القديمة التي تسكنها مع والدتها و اخوتها... تأففت بضيق و هي تلمح جارتهم الفضولية فاطمة تفتح باب شقتها..

الجارة و هي تتفرس في ملابس غادة قائلة بتعجب:"صباح الخير يا بت يا غادة... أمال انت رايحة فين بالهدوم النظيفة دي".

غادة و هي تنزع نظارتها الشمسية :"صباح النور يا طنط... حكون رايحة فين غير الشغل...".


مصمصت فاطمة شفتيها لتصدر صوتا :"شغل.. شغل ايه يا بت هو انت مش لسه بترسي؟".

غادة بضيق:"ايوا يا طنط انا بدرس و بشتغل في نفس الوقت و دلوقتي عن إذنك عشان متأخرش على الشغل".

تجاهلت نداء الجارة لها لتنزل بخطوات سريعة على الدرج و هي تتمتم بتأفف:" و هو انا ناقصة ارف.. الولية الفتانة دي بقت مراقباني في الرايحة و الجاية و عمالة تسأل أسئلة رخمة زيها و هي مالها بيا ادرس و الا اهبب ايه...".

فتحت باب السيارة المركونة أمام العمارة و هي تكمل تمتمتها بغضب:"ماهو كله من حظي النحس لو كان الغبي اللي اسمه صفوان داه مفلسش كنت حخليه يشتريلي شقه في حتة نظيفة و اتنقل فيها انا عيليتي بدل الخرابة دي... ربنا يقرفك يا ولية يا بومة قلبتي مزاجي عالصبح... أما اروح اشوف الزفت دا وصل لفين...هو حيفلس و ينتهي عالاخر و الا حيقوم من تاني... آه ماهو انا كمان لازم اضمن نفسي هو انا ضحيت التضحية دي كلها و ما اطلعش غير بحتة العربية دي... أما اشوف الاول و بعدين اتصرف".

قادت سيارتها باتجاه شقة صفوان و هي ترسم في رأسها خططا جديدة لضمان مستقبلها و هدفها الوحيد هو... إن تصبح من الطبقة الغنية بأي ثمن.

وضعت فاطمة يدها على ذقنها و حركت فمها بطريقة تدل على تعجبها و هي تتمتم:" هي مالها البت دي بتتكلمني من طراطيف مناخيرها زي ما اكون بشتغل عندها.. لا و ايه لبس شيك و نظيف زي بتوع التلفزيون لا و كمان عربية.. هي بتشتغل ايه بالظبط؟ انا طول عمري مش برتحلها البت دي... متكبرة و شايفة نفسها... بس اقطع ذراعي من هنا أن ماكانش في وراها حكاية...و حكاية كبيرة كمان آه ماهو مافيش شغل بيجيب فلوس اد كده مرة واحدة... داه انا بنتي صفاء بقالها سنتين في الخليج و لسه مجمعتش ثمن توكتوك حتى... بس على مين دا انا فاطمة سيكة على سن و رمح و مفيش حاجة في الحارة كلها بتستخبى عليا ...و بكرة هعرف حكاية البت غادة دي إيه...

عادت الي داخل شقتها لاعداد فطور زوجها الذي استيقظ من نومه للتو....


.............................


في مستشفى زاهر مجدي


تجلس السيدة صفية على إحدى الكراسي الموجودة في قاعة الانتظار و بجانبها سهى التي تأففت للمرة العشرين بضيق :"ياماما ارجوكي كفاية كده انا عاوزة امشي... هو انت جايباني من الصبح على المستشفى ليه... انا مالي بالراجل داه هو كان قريبي مايعيش و الا يموت في ستين .. انا زهقت و عاوزة امشي".

صفية و هي تلكزها على ذراعها:"وطي صوتك حتفضحينا.. شهيرة حتيجي في اي وقت و حتسمعك، دي اخت جوزي و انا لازم أقف جنبها في الظروف دي... انت عارفة اني بعمل كده علشان سعد هو اللي صمم اني اجي هنا النهاردة و اجيبك معايا ".


سهى بغضب :" هي اخت جوزك انت... انا مالي و بعدين انت مش جيتي هنا قبل كده ".

صفية:" آه جيت الاسبوع اللي فات بس انا جيت لوحدي و المرة دي جبتك معايا... كان لازم اعمل كده عشان سعد ميزعلش منك و يسمعني كلمتين انا في غنى عنهم... متنسيش ان هو اللي بقى بيصرف عليكي دلوقتي فلازم تحترميه و تسمعي كلامه ".

سهى باستهزاء:" انت بتسمي الملاليم اللي بيدهالك فلوس... و هو أصلا جوزك داه عنده فلوس عشان يبقى يصرف عليا...داه انا لو كان الغبي صفوان سمع كلامي و خطف البنت اللي اسمها ياسمين كنت دلوقتي متجوزة آدم و متمتعة بفلوسه...بس حقول ايه خليني ساكتة احسن ".

صفية بغضب:"بت انتي اتلمي احسنلك و متعمليش حاجة من دماغك...سعد لو سمع بالكلام اللي انت بتقوليه حيطلقني و حنترمي في الشارع من ثاني... متنسيش ان انا مليش مكان تاني اروحله و انت كمان ابوكي مش حيستقبلك في بيته بين مراته و عياله....اعقلي بلاش جنانك اللي حيودينا في داهية قلتلك اصبري...".

سهي بنفاذ صبر:" اصبر ايه يا ماما آدم بقاله يجي شهرين متجوز و مفيش حاجة حصلت معاهم حتى الخبر اللي اتنشر في الجرنال اتكذب و نزل بداله اعتذار...يعني هو مش حيسيب البنت دي و احنا بعد آخر مرة زرناهم مرجعناش القصر عشان نعرف في ايه جديد".

صفية:" لا اطمني انا عندي علم بكل حاجة بتحصل هناك...آدم و ياسمين لسه زعلانين من بعض و كمان هو بقاله اسبوع مجاش القصر...بعد الحادثة فضل ييجي كل مرة بس البنت مراته كانت بتجاهل وجوده و بتهرب من اي مكان بيكون موجود فيه لغاية ما زهق و ساب القصر و يمكن بعد كده يطلقوا... اصبري كده و خليني افكر حنعمل ايه".

سهي بدهشة:" انت عرفتي كل داه ازاي... هو في حد بينقلك الاخبار من هناك؟ ".

صفية :" ايوا.. و ملكيش دعوة مين.. أنا بعمل كل داه علشانك اسمعي كلامي و بلاش تهور"...

سهى بتفكبر:" طب يا ماما متخلي الحد داه هو اللي يتخلص من ياسمين يحطلها سم و يخنقها او اي حاجة المهم تموت و اخلص منها".

صفية بفزع:" انت تجننتي هو انت مفيش في دماغك غير القتل...خلاص بقيتي مجرمة...انا مش كنت من شوية بقلك اتلمي و اهدي انت مصممة متسمعيش كلامي ليه...بقلك ايه اخرسي خالص اهي شهيرة جات و معاها الدكتور... نكمل كلامنا في البيت".

التفتت سهى الى حيث أشارت والدتها لتجد شعيرة زوجة احمد و معها الطبيب المسؤول عن حالة زوجها

اقتربتا منها و و قد رسمتا على وجههما علامات الحزن المصنع لتبادر صفية بالتكلم

:"طميني ياشهيرة في اخبار جديدة على صحة احمد بيه".

شهيرة بتعب:" الحمد لله يا صفية الدكتور طمني و قالي انه بدأ يفوق... و النهاردة بالليل حيتنقل أوضة عادية".

صفيه بكذب:"الحمد لله.. انشاء الله يقوم بالسلامة و يرجع كل اللي راح..الفلوس مش كل حاجة المهم صحته".

شهيرة و هي تتجه للجلوس على المقعد:" متشكرة يا صفية...

نظرت لسهى التي التزمت الصمت لتقول لها:"ازيك سهى يا بنتي اخبارك ايه؟".


سهى بابتسامة مصطنعة:"الحمد لله يا طنط.. حمد لله على سلامة انكل احمد".

شهيرة بابتسامة صادقة:" الله يسلمك يا حبيبتي".

كانت شهيرة متعبة للغاية فهي لم ترتاح منذ اسبوعين.. ظلت بجوار زوجها تنتظر ان يستيقظ من غيبوبته..ايضا كانت تفكر في ابنها صفوان الذي اختفى فجأة منذ دخول والده للمستشفى..

تذكرت ذلك اليوم الذي كلمتها فيه السكرتيرة و اخبرتها ان السيد أحمد اصيب بنوبة قلبية أثر خسارته لعدة صفقات مهمة و ان آدم الحديدي هو من أمر بنقله الى هذه المستشفى...

.....................


في إيطاليا

فتحت رنا باب المنزل بغضب ثم دخلت متجاهلة نداءات زاهر المتكررة لها... صعدت الدرج الي غرفتها ثم أخرجت حقيبة السفر ووضعتها فوق السرير.. و اتجهت الي خزانة الملابس لتفرغ كل محتوياتها على الأرض بعصبية.....

نظرت لزاهر الذي دخل للتو الى الغرفة و الذي بدا متفاجئا بما تفعله

زاهر:"انت بتعملي إيه يا رنا؟؟".

رنا بغضب:"حكون بعمل ايه يعني شايفني برقص قدامك...".

زاهربتسلية :"طيب..حساعدك اصل احنا كده كده حنلمها عشان بكرة المساء راجعين مصر".

رنا و هي ترمي قطعة ملابس من يدها:"لا انا حرجع دلوقتي و لوحدي كمان".

شهق زاهر بتصنع:"ترجعي لوحدك ليه يا حبيبتي.".

رنا بصراخ:"بقلك ايه متتكلمش معايا تاني... و خلي البنت الشقراء اللي كنت بتتكلم معاها دي تنفعك... الا صحيح انت سبتها لوحدها و جيت ليه؟ ".

استلقى زاهر على السرير و هو يراقب ملامح رنا التي تشتعل من الغضب قائلا ببراءة:"معاكي حق انا سبتها لوحدها... تفتكري لو رجعت حلاقيها".

انفجر ضاحكا و هو يحدق برنا التي تجمدت مكانها بصدمة ازاح الحقيبة بساقه لتسقط على الأرض ثم جذبها من معصمها بحركة سريعة ليسقط فوقه على السرير... دفعته رنا بأقصى قوتها و هي تصيح بغضب :"سيبني يازاهر احسنلك...سيبني و روح للعقربة الصفراء اللي كنت بتضحك معاها من شوية".

زاهر و هو يحاول تهدئتها:"يا حبيبتي ما انا كنت بتكلم معاها قدامك و لما انت وقفتي و مشيتي انا لحقتك على طول دا انا حتى معتذرتش منها..".

رنا مقاطعة :"يا سلام و كمان تعتذرلها و بعدين انت عارف اني معرفش اتكلم إيطالي.. و انت كنت بتضحك معاها".

زاهر :" طب كنتي ستنيني افهمك بنتكلم في إيه...".

رنا:" طب فهمني كانت بتقولك إيه و بعدين نظراتها ليه مكانتش بريئة انا متأكدة في حاجة ".

زاهر بجدية:"طب اهدي و متتعصبيش و انا حفهمك... البنت كانت عاوزة تاخذ رقمي عشان أعجبت بيا بس انا قلتلها انك مراتي و اني بحبك جدا و تعذبت جدا عشان تقبلي تتجوزيني عشان كده كنا بنضحك ".

رنا و قد بدأت تدفعه مجددا محاولة الافلات منه :" طب انت مقتليش ليه كنت مسحت بيها بلاط المطعم... اوعى سيبني انا حنزلها حالا و انتف لها شعرها الي مش باينله لون داه".

زاهر بقهقهة:" يا حبيبتي خلاص اهدي و الله مش مستاهلة.. هما اصلا عندهم عادي يعملوا كده...".

رنا برفض:"بردو لا انا اصلا محروقه منها وعاوزة اشفي غليلي..و الا انت كانت عاحباك و هي بتتمايص و بتتدلع عليك".

زاهر و هو يعض وجنتها:"دلع ايه و بتاع ايه و هو انا بقيت شايف غيرك دا حتى كنت شايفها راجل قدامي...و لو شفتها دلوقتي مش حفتكرها... هو في حد يبقى معاه القمر و يبص للنجوم ".

زمت شفتيها بطفولية و هي ترمقه بنظرات كجرو لطيف ليصرخ زاهر بنفاذ صبر:" لا بقى...كله الا النظرة دي.. دا انا ممكن آكلك و الله....و بعدين تعالي هنا.. هو انا ممكن اسمي اللي انت عملتيه غيرة".

رمشت عدة مرات بتوتر قائلة:" غيرة إيه... و انا حغير عليك ليه اصلا؟".

استند زاهر بيده ليجلس فوق السرير و يجذب رنا لتصبح أمامه... امسك وجهها بين يديه و هو يتفرس ملامح وجهها قبل أن يسألها بجدية:" انا عاوز أسألك سؤال بس عاوزك تجاوبيني بصراحة.. و مين غير خوف او توتر انا حتقبل إجابتك مهما كانت....".

" هو انت بتحبيني يا رنا؟".


 يتبع الفصل الثلاثون اضغط هنا 

 

 

reaction:

تعليقات