Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لن احرركِ الفصل الثامن والثلاثون 38 - دهب عطيه

 رواية لن احرركِ  الفصل الثامن والثلاثون  - دهب عطيه 

رواية لن احرركِ الفصل الثامن والثلاثون

دلفت الى الغرفة تبحث عن هذا الدواء الذي اخبرتها عنه أسيل....

"هو فين ده...." بدأت تبحث عنه أكثر وعقلها مشتت فهي تريد الذهاب قبل ان يفعل (جواد)
شيءٍ آخر يوقعها بالاحراج أمام نفسها والجميع....

سمعت الباب يغلق بقوة... فرتعد قلبها فهي لم توصد الباب تركته مفتوحاً قليلا...

بلعت ريقها وهي ترفع عينيها لتجده يدلف إليه بهالة تربكها كلياًّ !...

"بدوري على إيه هنا...." سألها وهو ينتصب في وقفته أمامها وبينهم مسافة...

اسلبت عينيها للأسفل وهي تقول بتردد...
"العلاج بتاع ماما أنعام.... بس مش لقيه.... انا ماشيه...." سارت بجواره عازمة النية على تخطيه والخروج من الغرفة لكنه أمسك ذراعها وهو يقول
بنبرة مهيبه....
"قعدي لحد مانكمل كلمنا...." نفضت يدها من بين قبضته وهي تقول بحدة....
"كلام إيه إللي نكمله بظبط...."

تركها وجلس على طرف الفراش وهو يقول ببرود...
"كلام زي اسر..... وشغلك معاه...."

تيبس جسدها في مكانه من هول الصدمة...

ايعلم الحقيقة ام انهُ مجرد سؤال منه !...

"انتَ بتقول إيه انا...."

نهض وهو يقترب منها مُتقدم عليها وهو يقول بنبرة مبهمة ..
"انتي كُنتي في مكتب زهران باومر من اسر مش كده.... والنقاب اللي شفته في مكتبك دا كُنتي بتستعمليه عشان تقبليه.... والمكالمة اللي رديت عليها قبل كده واحنا في شقة المعادي برده كان هو بس طبعاً لم سمع صوتي مردش وقفل على طول... وزيارته ليكي إمبارح كانت جزء من المهمه اللي مكلفك بيها..... يترى ادتيله اللي جاي ياخده ولا غيرتي رأيك في إنك توصلي جوزك لحبل المشنقه....."

نظر لها بقسوة لا تخلو من الازدراء لما ظن انهُ حقيقه....

إبتسمت بتهكم أمام عينيه الحادة وهي تقول ببرود....
"لو فعلاً شايف إني عملت كل ده.... ليه مقتلتنيش وخلصت نفسك مني ؟......"

"تنكري إنك كُنتي شغاله مع الحكومه وكنتي بتاخدي الاومر من اسر في كل خطوة بتعمليها..."
وقف أمامها وجهاً لوجه بمنتهى الجمود ...

تقدمت هي منه أكثر وهي تقول بوجهاً أحمر من شدة الغضب والتوتر...
"لا منكرش بس انا عملت دا كله عشانك...."

رفع حاجبه بعدم فهم...
"عشاني؟....."

اولته ظهرها وهي تعترف له بالحقيقة...
"آآه عشانك اشتغلت مع الحكومه عشانك.....انا كان هدفي انا واسر نوصل للورق اللي يوصل عمك لحبل المشنقه هو واللي معاه وطبعاً كُنت متفقه معاه إنك هتكون شاهد ملك في القضية يعني كانك انتَ اللي ساعدت الحكومة ووصلت الورق وانا برا الموضوع،واسر وعدني وقتها إنك هتاخد برئه ومش هتدخل السجن معاهم...."

ابتسم جواد بسخرية...
"وانتي صدقتي ان واحد زي اسر ممكن يسيب مجرم حُر طليق لا وكمان يحرره من العداله....طب تيجي إزاي...."

استدارت له بسمة بوجه باكي،تعلم انهُ محق (اسر)
كان يستغلها وإذا كانت اجتازت تلك المهمه من المؤكد ان يكون الوعد رماد تحت الأقدام ووقتها
ستكون اوصلت (جواد) لحكم الإعدام بيدها....

"لو كُنتي فعلاً خايفه عليه كنتي حظرتيني منه...مش تشتغلي معاه ضدي.. "

مسحت دموعها بظهر يدها وهي تقول بصوتٍ مبحوح أمامه...
"انا عملت دا كل عشانك....ولو انتَ كُنت واثق اني ممكن أأذيك عمرك ما هتقف ادامي بشكل ده...أأقل حاجه كُنت قتلتني...."

"اقتلك؟...."تشدق بها بصدمة فهي تكررها للمرة الثانية وكأنها صدقت انها لا تعنيه ...
"انتي مصدقه اني ممكن اقتلك حتى لو كُنتي خاينه...."

"ولي لا انتَ عمرك ما حبتني يعني حياتي من عدمها مش هتفرق عندك كتير...."

رمقها بنظره حزينة مُعاتبه وهو يقول...
"ازاي مش هتفرقي عندي وانا بعمل دا كله عشانك..."

هتفت بعدم فهم..
"عشاني؟....عايز تطلقني وتبعدني عنك وقبلها قولت ان كل اللي عشناها كان كدب وانك استكفيت مني خلاص ، كل ده عشاني ولا عشان نفسك...." نزلت دموعها وهي تكمل بقهر
انتَ عمرك ما حبتني ياجواد..."

ابتسم بتهكم مصححاً جملتها...
"بالعكس انا عمري ماحبيت غيرك يابسمة..."
أقترب منها أكثر لتقف أمامه رفعت عسليتاها نحوه وهي تذرف الدموع...
"انتَ كداب...."

"دي الحقيقه يابسمة.... لو انتي عملتي دا كله عشان تحميني من السجن وحبله المشنقه... فانا عملت دا كله عشان احافظ على حياتك..."

"تحافظ على حياتي؟.... انا مش فهمه حاجه.... انتَ مفكر إنك لم توجعني وتبعدني عنك هكون بخير يعني انتَ مـ...."

قاطعها وهو يضع يده على فمه قائلاً بمصدقية...
"اسمعيني كويس يابسمة قريب أوي هنرجع لبعض وهتعرفي كل حاجه في ساعتها ، بس مش قبل مخلص من كل القرف ده.... حياتك معايا في خطر.."

"في خطر إزاي..... هو عمك ناوي يخلص عليه زي ماكان ناوي يعملها في لأول و...." ارتجف صوتها قليلاً...

أحاط بيداه وجهها وهو يهزها بلطف ولكنه قال بحدة من بين أسنانه...
"محدش هيقدر يلمسك طول مانا عايش... لو هيقربو ليكي يبقو لازم يعدو على حثتي
الأول..."

"بعد الشر عليك..." نزلت دموعها وارتجف جسدها خوفاً فهي لم تتصور ان يكون مرغماً على كل هذا لم حياتهم تطالب بالعناء بكل هذا الإشتياق؟

"ممكن تبطلي عياط..." قالها بنفاذ صبر
وهو يمسح على وجنتيها... رمت نفسها داخل احضانه وهي تقول مايعتريها بضعف...
"انا خايفه...." ضمها اكثر الى احضانه وهو يقبل وجنتيها بحنان ليربت على ظهرها كما لو انها طفلة
في الخامسة من عمرها استيقظت من نومها على كابوس مُرعب....
"متخفيش انا هفضل جمبك.... عمري ما هسمح لحد ان يمس شعره منك...." أحاطت اكثر بكلتا يداها منكبيه من الخلف وهي تقول بدموع تنزل بهيستريه...
"انا مش خايفه على نفسي انا خايفه عليك إنتَ ياجواد.....هو ممكن يأذيك صح...."

"لا متخفيش... زهران عايز يذلني ويقتلني بيكي.
عشان كده انا ببعدك عني الفترة دي... عشان احميكي منهم...."

"بس انا تعبانه اوي من غيرك..." لم تتوقع ان تنطق مايدور باعماق قلبها لكنها فعلت... تفجأت
به يقول بمنتهى الصدق الخالص...
"وانا مش قادر أكمل حياتي وانتي مش فيها... بس كل حاجه هتخلص قريب أوعدك يابسمة أوعدك..."

فصلت العناق وهي تنظر الى عينيه باعتذار...
"وانا أوعدك ان عمري ماهتسرع تاني في الحكم عليك..... بس انتَ كمان توعدني انك مش هتخبي
عليه اي حاجه تخصك...."

مالى عليها وقطف من شفتيها قبلة سطحية وهو يقول بصوت منهمك من كل تلك الأحداث...
"أوعدك... أوعدك يافرولتي...."

اغمضت عينيها بضعف فهو مال على وجنتيها ليمسح تلك الدموع بشفتيه قائلاً بحنو ...
"ممكن تبطلي عياط ... الكهرمان أتغير لونه بسبب الدموع دي كلها...."

إبتسمت بحزن لتفتح عينيها إليه وهي تقول بخفوت...
"انا بحبك اوي ياجواد..."

ضمها إليه بحنان لا يخلو من الامتلاك...
"وانا بعشقگ يافرولة جواد..."

ظلت في عناق طال لدقائق طويلة وهي تتوسد صدره برأسها ودقات قلبه تنبض بسرعة تحت أذنيها ، مجرد الاستمتاع بالملاذ بقربه والنعيم
في رائحة أنفاسه الممزوجة بعطره تجعلها على قيد الحياة محاربه بقوة لاجتياز القادم عليها
وحتى ان كان الموت نهايتها لن تحزن فهي
تذوقت حلاوة الدنيا وما فيها بجواره ...

"تفتكر هيكون لينا نصيب نرجع تاني..."

بلع مابحلقه وهو يعلم ان من الممكن ان تكون النهاية بينهم غير متوقعه...
"هنرجع انا هحرب عشانك.... وانتي هتحربي عشان تحفظي على نفسك....."

"وافرض كان مكتوبلي الموت هـ...." ابتعدت عنه وهي ترمقه بخوف وحزن..أحاط وجهها مره اخره
وهو يقول بحدة من تلك الذكرى القاتلة لروحه....
"ساعتها هكون ميت قبلك...."
"بعد الشر..."....صحح جواد جملتها بانفاس مُتسرعة ..
" الشر الحقيقي اني أسمح للموت ان ياخدك
مني... انا مش هستحمل خسارة تاني يابسمة وبذات لو كانت الخسارة دي انتي.... "

مررت اصابعها على لحيته وهي تقول بصوت عذب يبث له الطمأنينة....
"متخفش ياحبيبي.. انا أملي في ربنا كبير و واثقه اننا هنرجع وكل حاجه هترجع أفضل من الأول..."

قربت شفتيها من خاصته لتقبله هي تلك المرة بشوق وعشق يمتذج بالخوف من القادم عليهم...

لم يتيبس جسد جواد كثيراً من فعلتها المفاجأة له، بل تبادل معها القبلة بمنتهى الهيمنة والعشق الذي يجعلها اسيرة بين يداه يفعل بجسدها ومشاعرها ما يحلو له !.....

مد يده نحو تلك السحابة وفتحها بمنتهى البطئ كاشف عن ذراعها وظهرها، لثم كتفها صعوداً على
عنقها ويداه تتحسس تلك البقعة الحمراء التي تتوسط ظهرها تلك التي اثارته من اول يوم
وقعت عينيه عليها.....

كانت ضائعة بين يداه مغمضة العين شاعره بامتلاك العالم بجواره...لمساته...همساته...دفء احضانه
رغباته ، التي تُيقظ كل ذرة بجسدها لأجله هو فقط....

جدرها من ثوبها الامع بخفة وهيمنة ولم تشعر الا وهو يحملها على ذراعه متجه بها نحو الفراش.. وضعها بهدوء واعتلها وهو يطل عليها بهيئته الرجولية تلاقت اعينهما بصمت ورغبات مُشتعلة تحسس بابهامه خطوط شفتيها المُمتلئه بشكلٍ يشعل المتبقي من الصبر داخله أغمض عينيه وهو يهبط نحو شفتيها متذوقها مرة آخره لكن بمنتهى العمق....."بحبك...."قالها قبل ان يسبح معها في للذة الحب !....
______________________________________
بدأ آسر ورجال الشرطة بتسجيل الواقعه في شقة (أمجد) إختطاف (بسمة) كان له عدة أطراف أما ان تكون جريمة "سرقة" أما جريمة "إختطاف مُدبر لأجل طلب فديه" أما تكون الجريمة لها أهداف
خاصة واهمها أنها "حرم جواد الغمري" وتلك النقطة تضع اسفلها عدة خطوط حمراء !...

مسك آسر تلك( الإبرة المخدرة) بطرف محرامه القطنيّ وهو يتافف بضيق فإن كانت مجرد جريمة
سرقة لن يحتفظ السارق بتلك الأشياء بحوزته
ولن يختطف (بسمة) اقل ماكان سيفعله قتلها والهرب !...

كانت دعاء شقيقتها تبكي وتنتحب بقوة وهي تضم طفلها( كريم) لصدرها وشهقاتها تعلو خوفاً على شقيقتها... كان أمجد يقف بجوار(اسر)وهتف بحدة
"لازم بسمة ترجع ياحضرة الظابط..الله واعلم بيحصلها إيه دلوقتي..."

"ان شاء الله هنتاخد الاجراءات الكافية لرجوع المدام بسمة بالف خير....بس قولي ياستاذ أمجد لما بسمة أتصلت بيك مسمعتش اي صوت تاني غير الصويت وكسر الباب.... "

تنهد أمجد وهو يقول بقلق....
"سمعت صوت مشدات بينها وبين الأشخاص دي يعني واضح انها كانت بتحاول تدافع عن نفسها...
يعني اللي وصلي على التلفون مش هيضيف للقضية حاجه...."نكث رأسه بحرج فهو يبدو كالخائب أمام
زوجته وابنه الذين لا يتوقفون عن البكاء والمطالبة برجوع ابنته كما يعتبرها دوماً !...

فهم اسر شعوره فربت على كتفه وهو يواسيه ببعض الكلمات...
"ان شاء الله خير.....ان شاء الله بسمة هترجعلكم بسلامة...."

دلف في هذا الوقت (جواد) بوجه مُتشنج بعدما علم بالخبر عن طريق دعاء بعدما تزايد اتصاله ببسمة ولم تُجيبه كان بصحبته في تلك الأوقات(عيسى)الذي سمع مكالمته بين دعاء وعلم باختفاء بسمة.....

"اي اللي حصل يأسر فين بسمة...."قالها وهو يرمق المكان بنظرة ثاقبة شاملة....
"اي دا كله..."قالها بصدمة...

وقف أمامه اسر قال باقتضاب...
"بسمة اتخطفت ومن الواضح ان اللي خطفها لي علاقة بيك..."

لم يتفجأ جواد بحديثه فهو على يقين ان هو سبب تلك الواقعة الشنيعة والتي ستصيب زوجته ان لم يتسرع في إتخاذ قرراً حاسم.... أجابه جواد ببرود..
"تمام...بس انا واخد بالي إنك ظابط مش المفروض تعرفلي مين إللي خطف مراتي ولا القضية صعبه عليك زي إللي قبلها..."

احتقن وجه اسر وكادَ ان ينقض عليه لولا دخول تلك الثلاث رجال اقوياء البنية مفتولين العضلات ذو ملابس سوداء رسمية ....

نظر لهم جواد نظرة قاتمة تبث لهم الدفن إحياء..
"كُنتُ فين يابهايم والمصيبه دي بتحصل...."

بلع الرجال ريقهم بخوف من رب عملهم الغاضب من إهمال كان عنوةً عنهم...تحدث واحداً منهم بتردد...
"ياباشا...كان في خناقة جامده في شارع وأحنا بصراحة اتشغلنا في لمه و...."

"ومخدتوش بالكم من شغلكم....اتفرجته على الخناقه زي النسوان ونسيته اكل عشكم... "طأطا الرجل براسه بحرج..... هتف جواد وهو يتقدم من الرجل مُمسك بالياقة قميصة بقوة...هدر به بشمئزاز...
"انتَ بقه الدكر اللي فيهم فابترد مكانهم... طلعلي يادكر تلفونك وفتحه على كامرت المرقبة اللي محطوطه في مدخل البيت...."

امتثل الرجل لأمره بيد ترتجف..... فتح الرجل آخر ما رصدته كامرت المرقبة التي امر جواد رجاله بوضعها في مدخل البنية التي تقطن بها بسمة لذيادة الامان ولرصد اي شيءٍ مُريب....

ظهر امام (جواد) و(عيسى) و(اسر) اخر ما سجلته الكاميرات صورت ثلاث رجال ذو وجوه اجرامية يدخل الثلاثة الى البنية ومن ثم ينزل رجل منهن ينتظرهم في الأسفل وهو يراقب المكان بحذر واحتراف.....ليهبط بعد عدة دقائق الرجلين حامل
أحدهم على كتفه بسمة التي كانت غائبه عن الوعي...

"ياولاد الكلب..."قالها عيسى وهو يرمق جواد الذي احتقن وجهه فور إنتهاء الفيديو ومن ثمَ ابتعد عن المكان بخطوات متسرعة لحق به (عيسى)سريعاً....
____________________________________
"رايح فين ياجواد... "دلف عيسى بجواره في سيارته
الذي انطلق بها سريعاً بدون ان ينطق حرف واحد ...

بعد مدة من الوقت ترجل (جواد) من السيارة امام مقر شركة (الغمري)...

" خليك هنا شوية وراجع... "أغلق باب السيارة وترك عيسى بداخله والذي لم يفهم مايفعله رفيقه ولمَ يشعر انها يتصرف بريبه ملموسة !....

في مكتب زهران...

دلف جواد الى المكان بهمجية وكثور الهائج أنقض على زهران وهو يهدر به بغضب...
"لعبتك الوسخة انكشفت وغدرت بيه قبل ماغدر بيك بس انتَ متعرفش ان اللي حصل ده سوى انتَ اللي عملته او غيرك خلاني مش بقي على حآجه ومش خايف على نفسي حتى من السجن او منك... لان اللي
دخلت اللعبه دي ذنبها الوحيد انها عرفت واحد زيي فــاهــم...."

نظر له زهران بعدم فهم وهو يتشدق بـ...
"انتَ بتقول إيه انا مش فاهم حآجه...."

"بسمة اتخطفت يازهران..." هزه بقوة من بين يداه المطبقة عليه...
عبس وجهه بصدمة غير مُصطنعه وهو يقول باستفهام...
"اتخطفت إزاي ومين اللي خطفها..."

هزه بقوة اكبر وهو يصيح بغضب...
"انتَ هتستهبل..... قولي ودتها فين يأما ورحمة أهلي افنك مكانك دلوقتي....."

لم يكون(جواد) البارد ذو الحديث المُستفز بل تحول الى شيطان لن يرحمك حتى يتركك عند الهاوية امام باب الجحيم....

"انتَ عارف ومتاكد اني معملتهاش انا مليش في شغل العيال ده... انا لو في دماغي مراتك مش هخطفها انا هقتلها على طولـ...." لكمه جواد تحت عينه بقوة ليقع الآخر على مقعده بقوة وهو يرتعد من فعلته المباغته لم يتصور ان يتمادى ويرفع يده عليه...
"انتَ اتجننت... أقسم بالله لتدفع تمن الهبل اللي عملته ده غالي أوي......." كادَ ان ينهض لكن عرقل
وقفته يد جواد القوية الذي اجلسه بالقوة وهو يميل عليه رمقه نظرةً متوعدة وهسهس امام وجهه بصوت
مُهيب....
"اسمعني كويس يازهران.... اللعبه خلصت خلاص
زمان انتَ اللي بدأتها ونهارده ان هجيب نهايتها..."

ارتعد زهران داخله وهو يبلع مابحلقه بخوف ...
"قصدك إيه...."

"قصدي؟.... اللي وصلك...." ابتسم بتهكم قبل ان ينهض مُبتعد عن المكان لكن اوقفه زهران بقوة...
"جواد لو عملت اللي في دماغك انتَ اول واحد هتكون معانا...."

وقف جواد وهو يستدير نحوه...
"مفيش مشكله مأنا كدا كده رد سجون...."

خرج من المكتب بمنتهى العنف....

صعد سيارته بجوار (عيسى) الذي حدج به وهو يسأله بستفهام...
"وصلت لحاجه...."

"لا..." حرك مُحرك السيارة وهو ينظر أمامه بغضب
انطلقت السيارة في وجهة معينه....
"هتعمل ايه... ورايح فين كده..." تطلع عيسى على المكان من خلال نافذة السيارة....
"ماترد عليه ياجواد... هو انا بكلم نفسي...."

"لم نوصل هتعرف......"
______________________________________
فتحت عينيها ببطء وهي تتمايل ببطء على الفراش
نظرت لسقف الغرفة لتجده مُختلف عن المعتاد تريثت قليلاً قبل ان تسترجع ما حدث لها مُنذ ساعات

شهقت وهي تنهض من على الفراش بقوة مُتفقدة المكان بعسليتين مذعورتين لتجد من يجلس أمامها عاري الصدر مُمسك بين يده كأساً من النبيذ يتجرعه
دفعة واحده وهو ينظر لها باعين مثملة....
"نورتي بيتك يا....يابسمتي..."

غطت جسدها بالفراش بخوف وحتى ان كانت ترتدي ملابس تخفيه الا ان فكرة وجودها معه في غرفة واحده وبتلك الطريقة الذي اخذها بها لا تعني إلا شيءٍ وآحد....تشدقت بصدمة...
"رامي..."

"عيون رامي....يا...يابسمتي...."قالها وهو يقترب منها بثمل صوتٍ واضح....ابتعدت لأخر الفراش وهي تنظر له بتقزز....
"انتَ اللي عملت كده..لدرجادي وصلت بيك القذارة إنك تجبني لحد عندك ياوطي ..."قذفت مابي فمها على وجهه بعدما اقترب منها بمنتهى الخبث...مسح
وجهه بكف يده وهو يبتسم بسماجة قائلاً...
"واطي؟...هو اللي بياخد حاجه من حقه اليومين دول بيقى واطي يابسمتي...."مد يده نحو ذراعها دفعته بقوة وهي تهدر بغضب هائل...
"ابعد إيدك القذرة دي عني....انا مش من حق حد... "

"ولا حتى جواد..."رمقها بمكر....

اشاحت بوجهها لناحية الأخرى مُتصنعة الثبات أمام قربه اللعين فهو يحاول الاستمتاع بخوفها وذعرها
منه....

ابتعد عنها وهو يسكب بعض الخمر في كاسه من جديد وقال وهو يحرك يده للأمام بستخفاف...
"آآه صحيح...إزاي نسيت إنك خلاص اطلقتي منه..."

أدارت رأسها اليه وعسليتاها تستشف صدق كلماته فهي لا تزال زوجة (جواد الغمري)حتى الان...
"انتَ بتقول إيه....هي الخمرة اثارت على دماغك ولا إيه...."نهضت واقفه أمامه لكن محافظة على مسافة
بينهم انهالت بنظرات الحادة عليه التي لا تخلو من الامتعاض.....

أبتسم رامي بسماجة وهو يمد يده نحو المنضدة واضع بين يداها تلك المجلة التي تهتم باخبار
رجال الاعمال والفنانين وغيرهم من تلك الطبقات المرموقة ذوات الشهرة المعروفه ...
"خدي اقري بنفسك عشان تتاكدي اذا كان تأثير خمرة ولا حآجه تانيه...."رمقها بسخرية وهي تتفقد هذا الخبر الذي أشار عليه باصابعه.....ثبتت عسليتاها
عليه بتركيز لتجد رامي يكمل حديثه بتقليل منها..
"غريبه أوي آلنآس كلها بقت عارفة انك اطلقتي وانتي لسه عرفه من خبر في مجله....هو لدرجادي
مبقش باقي عليكي...يابسمتي...."

رمقته باعين تترقرق بهم الدموع...هي على يقين ان مافعله جواد له علاقة بتلك القصة التي لم تتضح اطرافها أمامها بعد....لكنها لا تعرف لمَ شعرت بنغزة حادة تحتل قلبها المها الخبر كما لو انها غافلة عن اهدافه النشر ! ...

القت المجلة في يده بقوة وهي تمسح دموعها بظهر يدها قائلة بحدة....
"انا عايزه أخرج من هنا ودلوقتي حالاً....."

"دلوقاي حالاً..."كركر رامي باستمتاع وهو يقول ببرود...
"دلوقتي حالاً إزاي هو انتي مفكره دخول الحمام زي خروجه يا...يابسمتي..."نظرت له بشمئزاز تخفي عنه خوفها من مغزى حديثه....
"انا هخرج من هنا برضاك او غصب عنك...."استدارت لتذهب نحو باب تلك الغرفة البيضاء، مدت يدها نحو مقبض الباب وجدته موصد...أدارت رأسها للخلف بحدة...
" هات المفتاح..... "

ضحك بقوة على شجاعتها المُفرطة وهو يقول بوقاحة...
"المفتاح ؟....المفتاح في جيبي تعالي خديه..."

رفعت حاجبيها بحدة وهي تحدج به بامتعاض لتذيد
سرعة تنفسها من شدة الغضب الممزوج بالخوف...
تريثت لبرهة لتتقدم منه وهي تقول بنبرة مُتَّقِدَةٌ بالغضب...
"حاضر هاجي اخده من جيبك..."قبل ان يستوعب ما تفعله وجدها تضربه بقبضة يدها في متنصف عنقه....
وقع على الأرض وهو يصرخ من الالم لو كانت الكمة أشد لكان وجد مقتله بالحال....

صرخت به بحدة وهي تقول....
"هات المفتاح.......هات المفتاح بقولك...."

مد يده لها بخوف....
"خدي اهوه المفتاح.... أهوه...."مدت يدها لتاخذه منه
لكنها وجدته يجذبها بقوة لتقذف على الأرض الصلبة خلفه عنوة عنها....
_____________________________________
أوقف سيارته عند حي شعبي قديم ترجل من السيارة يصحبه عيسى الذي هتف بعدم فهم...
" إحنا جايين هنا ليه... هي بسمة هنا... "

"لا..."

سأله عيسى بعد برهة..
"يبقى هنا مكان العيال اللي خطفوها..."

"قولتلك لا..."

"هو اي اللي لا.. لا... متفهمني رايحين فين... "
سار معه في داخل تلك الأحياء الضيقة بؤبؤ الإثنين بين الأطفال والبيوت القديمة القابعة من الناحيتين.....
تنهد جواد وهو يجيبه أخيراً بنبرة مبهمه...
"وجيه عصفوره....عرفه..."

رفع عيسى حاجبه بصدمة..
"عصفورة....انتَ وصلت لطريقه إزاي...وبعدين دا خرج من السجن بعضك بكتير..."

"قبلت صدفه وعرفت ان عايش هنا...وكان في مابين مصالح على الخفيف كده ...."

"و وجيه ده ماله ومال موضوعنا..."

نظر جواد أمامه وهو يكمل سيره...
"وجيه يعرف كل المقطيع الشمال والعيال اللي في الفيديو دول شكلهم مسجلين سوى عند الحكومه او عند عصفوره...من الآخر هو اللي هيبجيب قررهم.."

"طب ممكن يكون عمك اللي عملها..."

"معتقدش زهران اذكى من أنه يلعب لعبه خايبه زي دي معايا دا غير انه بيحب يشتغل على نضيف يعني لو هو اللي عملها مش هيجيب عيال وششهم معروفه للحكومه..."وقف جواد امام منزل صغير ذو باب خشبي مُتهالك....طرق على الباب وهو يستمع لسؤال عيسى الفاتر...
"دا بيته؟.."

"هو دا لي بيت..."أجابه جواد بنزق...

"امال دا بيت ميـ..."قبل ان يكمل عيسى حديثه وجد أمرأه سمينة تفتح الباب لهم ترتدي عباءة سوداء ووشاح من ذات اللون...أشار جواد على المرأة وهو ينظر الى عيسى ببرود...
"تهاني...احلى واحده بترص حجر...."

رفع عيسى حاجبه بصدمة يصحبها الريبه فصديقه يتصرف بغرابه كما لو انهُ خلع ثوب (جواد الغمري)
للأبد ليتصرف على أساس ذاك الفتى الذي تعرف عليه لسنوات في السجن والذي وضع مكانه امام السجناء جعلته ذو الرأي الناهي في قرارات كان يتخذها (هاشم)قبله ، قبل ان ينقل لسجن آخر بسبب
ما تم كشفه (جواد)لمأمور السجن لكن المؤكد ان صديقه كان خارج اي عمل مشبوهه يفعله بعض السجناء لكنه كان له مكانه قوية في تلك الزنزانة ومن ينكر ان (وجيه عصفورة)كما يطلق عليه احد سجناء تلك الزنزانة التي كان يقطن بها (جواد)لمدة لم تقل عن خمس سنوات !....

لم يعرف عيسى ان( جواد) يستعيد هذا المجرم الذي يمكث بداخله فقط لرجوع( بسمة)واخمد تلك النيران
التي ستأكل الأخضر واليابس من حياته القاتمة،لن يكون اناني ويستمر سيفعل ماكان عليه فعله منذ أقل من أشهر مضت !...

هتفت تهاني بعدما اجلستهم على تلك الاريكة الخشبية.....
"بقالي اكتر من سنه مشفتكش ياباشا..هي الشيشه بتاعتنا مبقتش بتعجبك ولا إيه..."

"مشاغل ياتهاني ...قوليلي وجيه فين..."

اشارت نحو الى الباب المغلق وهي تقول باقتضاب..
"أهوه متلقح عندك لا شغله ولا مشغله مقضيها بلطجه عليه وكل شويه هاتي دخان هاتي اكل هاتي أشرب وحاجه آخر قرف...."

انتصب جواد في وقفته وهو يقول ببرود..
"واي يعني هو مش بيوفرلك حماية من المقطيع اياهم...."

برمت شفتيها بتهكم...
"بيوفرلي؟.... بيوفرلي ازاي وهو نايم اربعه وعشرين ساعة..مانتَ عارف الشغل مبقاش زي الأول وانا بجري على يتامه...."

نظر عيسى له بعدم تصديق ليجد صديقه يخرج رزمه من الأموال معطيها إياها وهو يقول بأمر....
"خدي دول.. وقفي برا... مش عايز دبانه تدخل علينا... فهمتي..."

توسعت اعين المرأة بسعادة وهي تعد الأموال قائلة
بوجه غمرته الفرحة...
"عيني ياباشا انت تأمر من يد ما نعدمه...." ذهبت سريعاً وهي تغلق الباب خلفها متماثلة لاومره...

اتجه نحو الغرفة التي إشارة عليها (تهاني) فتح الباب بقوة ليجد هذا الوجية لا يزال نائم كالاموات

تقوس فم عيسى بسخرية...
"نايم شبه العجل... قال بيوفر لها الحماية قال ..تصدق الوليه الكاذبه دي صعبت عليه... "

أبتسم جواد بستياء وهو يقترب من هذا الوجيه...

ظن عيسى ان جواد سييقظه بيده لكنه لم يتفجأ حينما مسك جواد كوب الماء ووضعه على وجه وجيه الذي صاح بهلع من نومها....

"اي ده... في إيه...في إيه " فرك وجيه في عينه وهو يرمق كلاهما ليبدأ جواد بالحديث بصلابة وهو يعود جالساً على مقعداً خشبي في قلب تلك الغرفة الصغيرة ...
"قوم اغسل وشك وفوقلي كده... جايلك في مصلحه...."

"باشا مصر كلها.... مصلحه يبقى في فلوس...." نظر
نحو عيسى وهو ينهض بكسل....
"منور ياجرجس...."رفع عيسى حاجبه بضيق...
"جرجس مين يابو جهل....اسمي عيسى...."

لوح بيده وهو يخرج من الغرفة....
"مفرقتش كتير ياجرجس....."

نظر عيسى نحو جواد بحنق...
"انا مش عارف من وسط مية مليون متروحش غير لا ابو جهل ده...."

"ابو جهل ده هو إللي هيخلص كل حاجه...."

تافف عيسى بحنق وهو يخبره...
"وللهِ الثقه الزايده دي هي اللي هضيعنا كلنا..."
_____________________________________
اعتلها بمنتهى الهمجية وهو يقول باعين مثملة...
"انتي مفكره نفسك إيه...هتخرجي كده زي مادخلتي لا دا انا لازم اخرجك بفضيحة...مش قبل مصور فيديو معاكي على السرير ونزله للنطع جوزك أهوه الناس كلها تعرف سبب الطلاق الحقيقي..."

حاول ان يقبلها لكنها باغتته برفع قدميها لضربة بقوة في عضوة.....صرخ هو بقوة لتبدأ هي باستغلال ضعف قبضته ودفعته على الأرض بعيداً عنها....

نهضت بقوة وهي تميل لتاخذ هذا المفتاح الذي كان بين يداه قبل ان يجذبها نحوه....

وضعت المفتاح في المزلاج وبدأت بفتح الباب لكنها
تفجات بذوى الاوجه الاجرامية وهم يتقدمون منها
وهي تتراجع بخوف..فالحق يُقال انها تخشى تلك الرجال اكثر من هذا الأحمق الجالس ارضاً يتألم على رجوله لم تنسب له يوماً !.....

مسكها الرجال بقوة وهم ينظرون لها بشهوانية جائعة
تلك النظرة كافلة بأن تتمنى فقدان الوعي او الموت
المهم ان تختفي عن هذا العالم بقذارته !...

"أبعدو عني...أبعدو عني..."صرخت بعنف وهي تحاول تحرير نفسها من بين ايديهم....

نهض رامي بوجه مكفهر من الغضب تقدم منها بمنتهى الشر ليرفع يده ويصفعها بمنتهى القوة...

أطاح برأسها لناحية الأخرى من قوة صفعته ليبدأ بالقول العنيف وهو يمسك شعرها بين يداه...
"بتمدي إيدك عليه يازباله.....يامرات اوسخ واحد في دنيا..... ياقذره...."هزها بين يداه بقوة وهو مزال قابض على خصلات شعرها....

شعرت بالمهانة والذل والغضب والكره يعتري سائر جسدها....وجدت نفسها تقذف مافي فمها على وجهه باشمئزاز واضح وإعادة الكرة بضربه بقدميها في نفس المنطقة ليتالم أكثر....

إبتسمت بتشفي وهي تجده يتألم كالمرأة أمام عينيها....

تتذكر جيداً الحركات الدفاعية التي علمتها إياها (ناهد) تتذكر الثلاثة جيداً
(الضرب في العضو الذكري )لكمة (العنق) (العين...)تلك أضعف مناطق لم يقدر اي رجل على تقوية وصلابة تلك المناطق مهما بلغت قوته الجسمانية من المؤكد انها الآن يجب ان تستخدم رقم تلاته(العين)تلك ستجعل هذا الوغد يحررها من هذا القبو اللعين !...

"يابت الـ....."أقترب منها بحدة لكنه للحظه خشى من تلك العيون المتوعدة له بشراسة لم يعرف أنها بتلك القوة والشجاعة ظن انها ستظل تبكي وتترجاه ان يتركها ويبتعد وربما تستسلم لما سيفعله بها لفرق
القوة بينهم وعلى كونها امرأة ضعيفة مكسورة لكنها
باغتته بتلك القوة والشراسة والعِناد الذي لطالما أعجبه وانغمس بتلك الصفات من يوم ان قابلها بالصدفة،لكك للأسف لم يجمعهم القدر مثلما فعل
مع هذا الجواد !..

ابتعد خطوتين للخلف وهز رأسه لرجل من الرجال الممسكين بها، فهم الآخر مايشير له فتركها ليمسكها الآخر بمنتهى القوة والهيمنة لكنها كانت تحاول التملص من بين يداه الكبيرة....

فجأه شعرت بذات الشيء الحاد يحتل جانب عنقها لتذهب في ذاك البئر المُظلم وللحق هي كانت تنتظر الهروب اليه والاختفاء بداخله لفترة تنتهي بها من هذا الكابوس البشع !....

وضعها الرجل على الفراش وهو يقول بخشونة...
"ناوي تعملي اي فيها ياباشا...."

"محدش لي دعوة اعمل إللي اعمله...اطلعو برا انتوا..."

ضحك الآخر باستخفاف....
"متسبهالنا ياباشا وأحنا نروقهالك....بصراحة شكل البت جامده عليك...."ضحك الإثنين بخبث واستهزء..

اخرج رامي سلاحه من سترته وهو يرفعه أمامهم بغضب....
"انتوا هتهزرو معايا ياشوية عرر ولا إيه....امشه اطلعه برا...."

مالى الرجل على رفيقه ببرود قال...
"يلا بينا نقعد برا...لحسان شكلها هبت منه على الآخر...والكاسين اللي شربهم هيطلعهم علينا... "

أومأ له صديقه بسخط...
"عندك حق هي مش نقصه عفرتت باشوات علينا .."
خرج الإثنين خلف بعضهم بصمت مُغلقين الباب خلفهم...

رمق (رامي)المُستلقية على الفراش بتعب واضح على قسمات وجهها.....

مسك انينة النبيذ وتجرع منها بقوة ومن ثمَ انزلها من على فمه وهو يمسح قطرات الخمر من على على فمه بظهر يده....
"ماشي يابسمة.....هاخد برده اللي انا عايزه منك بس
مش وانتي كده لا لازم وانتي صاحيه وفيقه عشان تحسي وتستمتعي بكل حاجه هتحصل مابينا..."ضحك بسماجة وهو يقول بوقاحة...
"اليلة ليلتك يا... يابسمتي...... يابسمتي...." صفق بيده وهو ينهض من على مقعده مُترنح في
سيره بقوة أصبحت الرؤية ضبابية أمامه من شدة شرب الخمر ليقع على الأرض، مُتوسد الأرض الصلبة بظهره ليذهب في سبات عميق وهو يتمتم بتوعد لتلك الليلة التي حلم بها كثيراً فهي محور انتقامه القادم....
______________________________________
"خير ياباشا..."قالها وجيه وهو يجفف وجهه بالمنشفة جالساً على حافة الفراش الصغير أمام (جواد)مباشرة وكان بجواره يجلس (عيسى)الذي
يتابع الموقف بعدم رضا....

تنهد جواد وهو يخرج الهاتف ليضع بين يد وجيه هذا الفيديو الذي رصدته كامرات مدخل البنية....

"العيال دي تعرفهم....."

دقق في الفيديو ليعرفهم سريعاً....
"دول...عصابة مرزوق ورجالته...هما سرقه منك حاجه ياباشا...."

"خطفه مراتي..."

حك وجيه في شعره وهو يرمق جواد بتحفز....
"هي الحكاية كده...طب وانا هساعدك إزاي...."

تافف جواد بضيق فهو علم ان الاخر متردد في المساعدة وهذا ماتوقعه أسبل اكثر في توضيح الأمر...
"عايز أعرف طريق مراتي ..."

بلع وجيه مابحلقه بتردد وهو يقول...
"بس يعني دول ملهمش مكان والموضوع ده هياخد وقت كبير يعني ممكن يومين كده وهرد عليك..."

نظر عيسى بصدمة نحو جواد وهو يصيح في وجه (وجيه) بغضب...
"يومين مين انتَ عايزه يسيب مراته يومين مع ولاد الكلب دول..... انتَ بتهزر يازفت انتَ ولا إيه....قولتلك ياجواد دا ابو جهل مصدقتش... "

صاح وجيه بحدة...
"ماتهدى ياجرجس انتَ عايز تعلق المصلحة لحسابك ولا إيه....."

رمقه عيسى بغضب وهو يقول بحدة...
"يلا بينا ياجواد..... إحنا بنضيع وقتنا مع واحد جاهل مش بيفهم حآجه...."

أقترب منه وجيه بحدة...
"الله وليه الغلط بقه ياجرجس انا محترم معاك بس عشان خاطر الباشا غير كده انا......"

أوقف جواد المشدة الوشيكة وهو يقول ببرود...
"قولي ياوجيه الافضل ان الواحد يخلص مصلحه
في يومين وياخد عشرين الف جنيه ولا يخلصها في ساعتين وياخد نص مليون جنيه...."

رمقه وجيه بصدمة وهو يقول بستفهام...
"نص مليون؟....نص مليون بتاع اي ياباشا انا مش فاهم حاجه...."

انتصب جواد في وقفته ليقف أمامه وهو يقول بجدية...
"ادامك ساعتين تجبلي قرار العيال دول والمكان اللي موجوده فيه مراتي....قصدها هتاخد نص مليون جنيه.....كاش يعني في شنطة..يعني هيباته في حضنك اليلادي...ها قولت إيه..."

بلع ريقه بطمع وهو يرمق جواد ويسأله بعينيه
_هل أنت جاد _ليجيب الآخر بعينيه وبهزه بسيطة من رأسه انه سيفعل ان كان هو جاد في معلوماته !...

حك وجيه مره اخرى في شعره وهو يقول بتفكير يدل على العمق...
"حس كده بقه....انا هقلب ارجوز عشان اعرفلك ولاد الحرام دول خطفين مراتك فين...."

نظر له جواد باعين ثاقبة وهتف بتحذير...
"تمام بس اسمعني كويس...كل حركاتك مكشوفة
عندي يعني لو هتلعب عليه وتسلمني معلومات غلط ساعتها هخسرك كل الغاليين واولهم رجولتك !...."

نظر له جواد بشر اجرامي بلع الآخر مابحلقه وهو يقول بتوتر...
"عيب ياباشا...وجيه ميعرفش يلعب في أرض غير ارضه أطمن اللي هيوصلك عن العيال دي ان شاء الله هيبقى سليم مية في الميه...."

ربت جواد على كتفه بجدية...
"ودا اللي منتظره منك.... الساعة سبعه.... هستنا تلفونك... لو اتاخرت عن كده أنسى اللي أتفق اللي مبينا...ومتورنيش وشك " نظر جواد نحو عيسى وهو يخرج من الغرفة..
"عيسى... اديله رقمي..."

هز عيسى رأسه بامتعاض ...
"حاضر....أكتب عندك يا..ياوجيه..."

مسك وجيه الهاتف الصغير وهو يقول...
"قول...ياعم عيسى..."

"أخيراً بدأت تستوعب...."قالها عيسى بسخط وهو يملي عليه رقم (جواد.)...
_____________________________________
وصل جواد وعيسى الى السياره ليتسأل عيسى بشك...
"تفتكر وجيه هيوصل للعيال دي..."

وضع جواد السجارة في فمه واشعالها وهو يرد عليه ببساطة...
"طالما اتعرف عليهم يبقى هيجبهم...وبعدين نص مليون بنسبه ليه مش قليل..."

هتف عيسى بتذكر...
"على سيرة النص مليون... انتَ مش شايف انهم كتير عليه...."

أخرج جواد دخانه الرمادي من فمه وهو يقول بنبرة خافته...
"مفيش حآجه كتير على بسمة.. ولو كان طلب أكتر من كده كُنت اديته بس كل واحد بيطمع على قد طموحه !..."

"عندك حق.... المهم ترجع بسلامة...."

أخرج زفير عالٍ وهو يشرد أمامه بحزن...
"هترجع..... اليلادي مش هتعدي غير وهي معايا...."

سمع عيسى صوت سيارة إتي عليهم... رمق عيسى السائق وهو يقول...
"مش دا الظابط اللي كان في شقة أمجد..."

استند جواد على السيارة بظهره وهو يرد بملل...
"ااه هو....اسر افندي..."

سائلا عيسى صديقه...
"عايز اي ده...... ووصلنا إزاي..."

"أكيد زرع جهاز تتبع في العربية.."رد جواد بذات الملل...

"انتَ مالك بتكلم بكل بساطة كده ليه...انتَ تعرفه اوي كده..."

نظر نحو اسر المقابل عليهم بحدة...
"طبعاً دي مش عشرة يوم دي عشرة سنين..."

وقف اسر أمامهم وهو يقول بغضب...
"وصلت لحاجه ياجواد...."

"المفروض انا اللي اسألك هو مش انتَ الظابط ولا ايه...." رمقه جواد باستخفاف...

لكمه اسر بقوة في وجهه على أثرها توسعت عيني عيسى بصدمة من تلك الفعله الغريبة...

لم يبدو على جواد اي تأثر بل رفع عينيه القاتمة على رفيق الطفولة بمنتهى البرود ليهتف بسخط...
"شكلك ادربت كتير على الكمه دي اصل زمان كُنت لمؤخذه خرع..."

لكمه اسر مره آخره بغضب وهو يصيح بحدة...
"لحد أمته هتفضل بالغباء ده...مراتك مخطوفه بسببك ولله وأعلم بيعملوا فيها اي دلوقتي...مش المفروض تحط إيدك في ايدي وخلينا نتصرف ونلحقها...."

وضع جواد يده على ذقنه محركها يميناً ويساراً وهو من اثار لكمة الآخر ليرمقه ببرود...
"جواد الغمري مبيحطش أيده في ايد الحكومه....مراتي هرجعها وبطرقتي..."

لكمه اسر مره آخره بمنتهى الغضب الهائل ولم يرد له جواد الضربات دفاعاً عن نفسه...

تقدم عيسى لحل تلك المشادة العنيفة بينهم...لكنه
وجد جواد يمد يده ويبعده بمنتهى الهدوء....

"كمل ياحضرة الظابط وقفت ليه...اوعى تكون إيدك وجعتك...."ابتسم جواد بتهكم...

لكمه اسر مرة آخره وهو يقول بحدة...
" المرادي هتسمع الكلام يابن سراج.... المرادي هنرجع مراتك قانوني مش بلطجه..."

"تمام وانا مستني القانون يرجعلي مراتي...." لكمه تلك المرة جواد في وجهه...

وقع اسر على الأرض لفرق القوة الجسمانية بينهم فأسر يمتلك جسد نحيف ذو طول مناسب لم يكن بقوة جسد جواد لذلك المقارنة ظالمة بينهم....

أنقض عليه جواد وهو يسدد له عدة لكمات قائلاً بغضب...
"لو كُنت راجل بجد ويهمك حياتها..مكنتش هتشغلها مرشده عندك في بيت زهران الغمري مكنتش هتخليها تخون جوزها..."

زادت المشاجره الحادة على الرصيف الساخن واسر يصيح بغضب...
"بسمة عملت دا كله عشان تحميك..."

"صح...بس انتَ عملت دا كله عشان الترقيه..."ارتطم جسد اسر بسيارة جواد ليسيل من أنفه الدماء...
"آآه عملت دا كله عشان الترقية....اايوه غلطان بس انا دلوقتي مش فارق معايا اي حاجه..انا عايز اساعدك ياجواد عايز أقفل القضية وحررك من
السجن والقرف دا كله...."

مسكه جواد من لياقة قميصه بغضب...
"انتَ كداب....انتَ عمرك ماحبيت حد غير نفسك...ومستحيل تعمل كده لأنك مش بيفرق معاك حد ....انا عارفك من زمان اوي يأسر من أيام ما كنا عيال صغيرة بنشد في شعور بعض..اكيد فاكر ولا البدله الميري نستك مين هو جواد.... "هزه بقوة لتنزل دموع اسر وهو يصيح بسخط...
" طبعاً مش ناسي مين جواد.... بس المهم انتَ تكون لسه فاكره ياصاحبي.... "

قست ملامح جواد اكثر وحدج به لبرهة ليتركه بحدة وهو يبتعد عنه....
"أكيد فكره لو كُنت نسيته... كُنت قتلتك من زمان اوي ...."

نظر نحو عيسى وهو يصعد سيارته...
"يلا بينا ياعيسى..."

صعد عيسى بجواره وملامحه يصحبها الصدمة وذهول ومن ما حدث أمامه....
"هو دا بقه صاحبك الظابط... اللي دخلك زمان السجن..."

أدار جواد محرك السيارة وهو يهمهم بنعم...


يتبع الفصل التاسع والثلاثون اضغط هنا 


reaction:

تعليقات